هل يمكن أن تشرع لنا السنة النبوية ونأخذ بها دون قيد أو شرط ؟
نعم اخى الطيب ولكن ليس فى اركان الدين
اركان الدين فى كتاب الله ايات محكمة اخى الكريم
والسنة شارحة ومؤكدة لكتاب الله واحكامة
والامامة ليس لها وجود فى كتاب الله
لانها ركان من اركان الدين اخى الكرين عندكم
اما اركان الدين عندنا الخمسة موجودة فى كتاب الله بأت محكمة بينة
ان كان قد جاء بغير ماجاء به محمد (ص) فعلينا بالمتغير
وان كان دورة حفظ دين محمد (ص) فلماذا نكفر ونحن على دينه
وان كان دورة تصفية امة محمد (ص)فلله الامر من قبل ومن بعد
والسلام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ســــــــــــــــؤال رائع جدا جدا ...
أخي الطيب الكريم
وليت البقية في مثل تفكيرك مع احترامي للجميع .
الجـــــــــــواب :
أعلم أولاً أيها الطيب إن مصطلح الامامة عندنا لقيادة الامة الدينية والدنيوية ، التي يعينها الله تعالى بعد النبي صلى الله عليه وآله .
والمذاهب الأخرى تطلقها على الرئاسة الدنيوية التي تحصل بالغلبة أو القهر أو البيعة .. الخ .
واعتقادنا : أن النبي صلى الله عليه وآله نصب علياً عليه السلام يوم الغدير إماماً وحاكماً ورئيساً ، وأنه واجب الطاعة على من غصبوا حقه . أما بيعتهم له بالخلافة فلم تزد في حقه شيئا ، بل هي اعتراف من المبايعين بحقه عليهم في الطاعة .
وهذه مقدمتي لجوابي فيه أخي فأفهم وتدبر القول فيه جيداً ...
قال الله تعالى :
{إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }
وقال عز تعالى :
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }
وهذه فيض من غيض من الحق المبين والذي فيه تفصيل وموجز القول في جواب أســــــــــئلتك كلها أخي الطيب ...
وتفــــــــــــصيلاً أعلم أن الدين الاسلامي هو رسالة السماء الخاتمة إلى الناس ، نزل بها الوحي الأمين على سيد المرسلين محمد (ص) ، وأمرنا باتباع رسالته والايمان بكل ما جاء به ، والتسليم له في كل ما يقول ، ووبخ من يرفض الايمان بها ، أو يؤمن ببعضها ويترك البعض الآخر :
وقال تعالى :
(( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ ... وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ))
إذا عرفت ذلك أيها الطـــــــــــيب ...
عندها نقول : إن الامامة التي تؤمن بها الشيعة تبعاً للنبي (ص) والأئمة (ع) ، مبدؤها القرآن ، وأن القرآن نطق بها . فاذن يجب على الانسان المؤمن أن يؤمن بها ، وألا يكن ممن لا يؤمن ببعض الكتاب ، وراداً لبعض ما جاء به النبي (ص) ، وبالتالي يدخل في ضمن من أخبر الله عنه بأنه يصيبه عذاب شديد ، بل وأكثر من ذلك كما سيتضح .
وهي - الأمامة - مبدأ قرآني ....
فقال تعالى مخاطباً إبراهيم بعد نبوته :
(( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ))
وقال تعالى وهو يتحدث عن ابراهيم (ع) :
(( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) .
وقال تعالى :
(( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) .
وقال تعالى :
(( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )) . ....
إلى هنا عرفنا أن الامامة جزء من شرع النبي الاكرم (ص) ، جاء بها الوحي الكريم كما جاء بالصوم والصلاة والزكاة ، وأوجب علينا الايمان بهما ، وكذلك أوجب علينا الايمان بالامامة ، لانها من عند الله وجزء من وحيه .
ثم إذا ذهبنا إلى آيات القرآن الآأخرى رأينا أكثر من ذلك ، وانها تجعل الامامة وولاية الامام كولاية الله سبحانه وتعالى وولاية رسوله (ص) ، وأنها ترتقي الى مستوىً أعلى من الصلاة والزكاة .
قال تعالى :
(( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )) ، ولا نريد الدخول في دراسة الاية كلمة كلمة ـ فان ذلك يطول ـ لكن الاية حصرت الولاية بالله وبرسوله وبالذين امنوا ، وجعلت من يتولاهم من حزب الله سبحانه وتعالى . ومن الواضح أن عدم تولي الامام ( الذين امنوا ) يخرم القاعدة التي تدخل الانسان في حزب الله ، ومن يخرج من حزب الله ، يدخل في حزب الشيطان ، إذ لا ثالث في البين ، مع أنا لا نجد في القرآن من يترك فرعا من الفروع ولا يعمل به ، يكون من حزب الشيطان ، فالامامة فوق تلك الأمور ، أي الصلاة ، والزكاة ، ووجوب تولي الامام كوجوب الصلاة والزكاة وأكثر ، كما عرفت .
وعندما نرجع الى الاحاديث النبوية التي وردت من طرقهم ، نجد أن النبي (ص) يوضح لنا منزلة الامامة والخلافة ، وان الامام له منزلة لا تقل عن منزلة النبي (ص) وسنته كسنة النبي (ص) ، وانه يجب الرجوع اليه والايمان به والاخذ عنه . ....
فعن النبي (ص) أنه قال : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ )) [ راجع : أحمد 4/126 , تحفة الاحوذي 3/40 , الترمذي 4/150 , الحاكم في المستدرك 1/96 وصححه , وفي كتاب السنة لابن ابي عاصم وصححه محمد ناصر الدين الالباني ص 46 ـ 47 ] إلى غيرها من المصادر .
ففي هذا الحديث عدة أمور :
(1) ان هؤلاء خلفاء الراشدين ، وفي بعض الطرق الصحيحة أنهم مهديين ، اي لا يحتاجون هداية غيرهم من الناس .
(2) إن هؤلاء الخلفاء لهم سنة مأمورون باتباعها .
(3) إن سنة هؤلاء الخلفاء كسنة النبي (ص) ، إذ قرن سنته بسنتهم ، ومن الواضح أن سنة النبي (ص) معصومة لانه (( ما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى )) ، فكذلك سنة خلفائه بدليل المقرونية والأمر بالاتباع المطلق .
ومن الواضح أن هذه الصفات لا نجد انطباقها على بعض من تولوا من بعد النبي ..
إذاً فمن هؤلاء الذين هذه صفاتهم ؟!
الجواب :
اذا رجعنا الى [ صحيح مسلم 6/4 ] نجده يجيبنا على هذا السؤال ، فقد روى عن النبي (ص) أنه قال : (( لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثني عشر خليفة كلهم من قريش )) .
ومواصفات هذا الحديث ـ وهو قيام الدين بهؤلاء الاثني عشر ـ تتلائم مع صفات الحديث السابق تمام الملائمة .
إذن يجب علينا الرجوع الى هؤلاء ، كما امر الحديث ، لأنهم المهديين والمبيّنين للسنة النبوية ، والذين يقوم الدين بهم .
بل عندما نذهب الى السنة النبوية المطهرة نرى أن عدم الايمان بهؤلاء جاهلية ، كما في قوله (ص) : (( من مات وليس عليه امام مات ميتة جاهلية )) [ كتاب السنة لابن ابي عاصم ص 495 , رقم 1057 , وصححه الشيخ الالباني ] .
وقال (ص) : (( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) , وهذا أخرجه : [ مسلم 6/22 , فتح الباري 13/5 , نيل الاوطار 7/356 , المحلى 9/359 , تحفة الاحوذي 8/132 , ابن كثير 1/530 ] , وغيرها من المصادر الكثيرة .
وهل ذلك كله بعيداً عن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أئمة الهدى الأثنا عشر عليهم الصلاة والسلام وكما عرفتهم الشيغ=عة وأعتقدت بإمامتهم صدقً وعدلاً ...
فمن لم يؤمن بالامامة هو شخص جاهلي ، أي : على الحالة التي كانت قبل الاسلام . وهذا يوافق الاية 55 و 56 من المائدة التي تلزم المؤمنين بتولي الله والرسول والذين آمنوا الذين تصدقوا في الركوع ، وأن من لم يتولهم يخرج من حزب الله إلى حزب غيره ، وهو الشيطان ، فيكون ميتاً على جاهلية كأن لم يؤمن بالله وبرسوله .
فتلخص مما تقدم :
(1) أن الامامة جزء من الدين الاسلامي ، فيجب الاعتقاد بها كالاعتقاد بغيرها من أحكام الدين .
(2) أن الامامة ترتقي إلى أن يكون متولّي الامام من حزب الله والا يخرج منه .
(3) إن الامامة ترتقي أكثر لأن تكون من أساسيات الدين كالتوحيد والنبوة ، فكما أن من لم يؤمن بالله او النبي (ص) لا يكون مؤمناً كذلك من لا يؤمن بالامام .
(4) إن الامامة تعني القيام بالسنة النبوية وبيانها للناس ، وانه يجب الرجوع الى الامام في أخذ الدين عنه كما أمرنا النبي (ص) . .
ولذا فالشيعة تعتبر وتعتقد أن الإمامة ضرورة كضرورة الرسل . فكما أن مهمة الرسل هي هداية أقوامهم وإرشادهم إلى الصراط المستقيم كذلك مهمة الإمام بالنسبة لقومه . والإمام هو وصي الرسول . . وما من رسول إلا وله وصي يكون حجة من على قومه من بعده كهارون بالنسبة إلى موسى . . وعلي بالنسبة إلى محمد صلى الله عليه وآله .
وهنا تبرز فكرة الإمامة وأهميتها . إن دور الإمام إنما هو مكمل لدور الرسول ومتمم له . فقد يكون وسيلة لدخول أقوام آخرين في دين الله لم يدخلوا في حياة الرسول صلى الله عليه وآله . وقد يكون وسيلة لحسم الردة والخلاف من بعد الرسول .
وهو سنة ثابتة تسير مع حركة الدعوات الإلهية وليست معصومة منه أمة محمد . وقد يكون وسيلة لتبصير الناس بحقيقة
دينهم إلا أن ذلك كله ليس هو المهمة الأساسية للإمام . إنما مهمة الإمام الأساسية هي إقامة الحجة على الناس من بعد وفاة الرسول .
ولعل هذا هو المراد من قوله تعالى : ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم . . ) الإسراء / 71 . فهذا النص إنما هو موجه إلى الأقوام التي سوف تأتي بعد الرسول ، حيث لا رسل ولا أنبياء وإنما يدعون إلى حقيقة الإسلام ويكونون حججا على الناس يوم البعث والحساب .
وهناك حديث يقول : " من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " ...
فكأن الإمام هو الفيصل بين الإسلام والجاهلية ، فمن تبعه فقد دخل في حظيرة الإسلام ومن خالفه دخل حظيرة الجاهلية .
وجود الإمام بالنسبة للأمة ضرورة حيوية ينبني عليها وجودها ومستقبلها . وإن ما عانته الأمة من بعد الرسول وحتى يومنا هذا من فرقة وشتات ومظالم ومفاسد وانحرافات أضاعت هوية الإسلام وأشقت المسلمين إنما يعود سببه إلى فقدان الإمامة من واقع المسلمين .
لقد أدى تعيين الحكام مكان الإمام وإلزام الأمة بطاعتهم بأحاديث مخترعة إلى دخول الأمة مرحلة عبادة الأصنام . فإن الإمام هو الممثل الحقيقي للإسلام وأية قوى تغتصب حقه في تمثيل الإسلام هي قوى صنمية تعبر عن إسلام زائف مخترع يهدف
إلى إضلال الأمة وتعبيدها لغير الله .
والح يقال إن الانحراف عن الإمام يعني الانحراف عن النص . والانحراف عن النص يعني عبادة الرجال بجعل أقوالهم نصوصا يتعبد المسلمون بها .
ولما كانت الأمة قد انحرفت عن أئمتها من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله فقد استبدلت هؤلاء الأئمة بالصحابة والحكام والتابعين والفقهاء الذين شيدوا بالروايات إسلاما آخر غير الإسلام الذي تركه الرسول . شيدوا أصناما كثيرة بينهم وأضفوا عليها قداسة مصطنعة كي تصد الناس عن سبيل الله وتحول بينهم وبين معرفة حقيقة الإسلام . لقد نبت بعد الرسول أكثر من إسلام ، وأكثر من حكومة ، بالإضافة إلى آلاف الرويات ، كل ذلك بهدف سد الفراغ الذي أحدثه غياب الإمام ، أو بمعنى أدق تغييبه عن واقع الأمة .
ضرورة الإمامة هي ضرورة شرعية قبل أن تكون ضرورة عقلية حددها الرسول للأمة قبل وفاته على ما سوف نبين . .
ماذا جنت الأمة من الحكام على مر الزمان ؟
وماذا جنت الأمة من الروايات التي اخترعتها السياسة ؟
وماذا جنت الحركة الإسلامية اليوم من الأئمة الزائفين الذين حلوا محل أئمة الحق ...؟؟
وأفضل ما قرأت بهذا الخصوص أخي الكريم قول الشيخ جعفر السبحاني حيث يقول في كتابه "مفايم القرآن ....:
" إن رحلة النبي الأكرم أحدثت فراغا هائلا في مختلف المجالات المادية والمعنوية ، ومقتضى لطفه سبحانه وعنايته بالعباد أن يملأ هذا الفراغ بإنسان يخلف النبي ، ولا يقدر على ذلك إلا الإنسان المثالي الذي يكون له من الوعي والتربية والعلم والشجاعة مثل ما كان للنبي سوى كونه نبيا ذا شريعة ومتلقيا للوحي . كان النبي صلى الله عليه وآله يقوم بمسؤوليات كثيرة تجمعها الأمور التالية :
- إدراة أمور الأمة في مختلف مجالاتها الحيوية مثل السياسية والاقتصادية والعسكرية والقضائية وغيرها مما تجمعها إدارة الحكومة .
- تفسير الكتاب العزيز وتوضيح مقاصده وبيان أهدافه وكشف أسراره شرحاً مرضياً لله تعالى وكما ينبغي منه وله تعالى .
- الإجابة عن الأسئلة الشرعية التي لها مساس بعمل المسلم في حياته من حيث الحلال والحرام .
- الرد على الشبهات والتشكيكات التي يلقيها أعداء الإسلام ويوجهونها ضده من يهود ومسيحيين غيرهم ، فكان يرد عليها تارة بلسان الوحي المقدس وأخرى بلسان الحديث .
- صيانة الدين الإسلامي عن أي فكرة تحريفية ، وعن أي دس في التعاليم . فلم يكن لأي دساس مقدرة على تحريف الدين أصولا وفروعا .
- يدفع بأمته في طريق الكمال والتقدم الروحي .
ولا شك أن النبي كان يقوم بهذه المسؤوليات ، وكان فقدانه وغيابه عن الساحة يلازم حدوث فراغ هائل في حياة الأمة لا يسد إلا بإنسان يتمتع بتلك الكفاءات عدا النبوة وتلقي الوحي . .
والفراغ الأول وإن كان يملأ باختيار الإمام من جانب الأمة ، لكن الفراغ الباقي لا يسد إلا بإنسان مثالي تربى في وضع خاص من العناية الإلهية .
ولما كانت هذه الأمور النفسية والمؤهلات المعنوية التي يتمكن بها الإنسان المثالي من ملء الفراغ لا يمكن الوقوف عليها ومعرفتها إلا بتعريف من الله تعالى وتعيين منه ، فلأجل ذلك صار الأصل عند الشيعة في مسألة الإمامة هو التنصيب والتعيين من جانبه سبحانه " أنتهى .
واعتذر على الإطــــــــــــالة فيه ولكن السؤال وأهميته يقتضي ذلك والله المستعان .
السلام عليكم
اما بعد قلنا ان القران والسنة النبوية هما مصدرا التشريع لا يفترقان
انا اسالك سوال ادا كانت الولاية امر مهم لمادا لم يدكرها الله في القران الكريم
وعليك الســــــــــــــــلام ورحمة الله
أخي الطيب المهذب
أعدت السؤال عليك للمرة الثانية ولكنك إما إنك مجانب عن الجواب أو لم تفهم الســــــــــؤال جيداً .....
أقرأ جيداً وأجـــــــــــب جــــــــــيداً أخي الطيب الكريم
أحترامي
--------------------------------------
كود PHP:
زاد الأنوار اليومي :
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أكثروا الصلاة عليّ!.. فإنّ الصلاة عليَّ نورٌ في القبر، ونورٌ على الصراط، ونورٌ في الجنة.
وانا اسألكم هذه الاية الشريفة
﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء﴾
فمن هؤلاء البشر بدلالة ان (هؤلاء)اسم اشارة للجمع
المذكر
هولاء هم البشرية الدين خلقهم الله والمخلوقات
هل تعرف اسماء.....هؤلاء البشر الذين عرضهم الله سبحانه على الملائكة ؟؟؟؟؟
لله عزوجل يقول : (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله).
قالو سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم
وتذكر انكم تقولون ان القرأن فيه تبيان لكل شيء
فهل بأمكانكم تبيان هذا ؟؟؟؟؟
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )النساء 82
عن سيدنا وحبيبنا علي رضي الله عنه :
""فإنه لم يخف عنكم شيئا من دينه . ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلا وجعل له علما باديا وآية محكمة تزجر عنه أو تدعو إليه ""
نهج البلاغة
عن الامام جعفر الصادق رحمه الله :
" إن الله تبارك وتعالى أنزل" في القرآن تبيان لكل شيء، حتى والله ما ترك شيئا يحتاج اليه العباد، حتى لا يستطيع عبد أن يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن،إلا وقد أنزله الله فيه" "
تفسير القمي
وقال المرجع السيد محمد تقي المدرسي :
"أنّ الأصل في معارف الدين "هو القرآن الذي يجب انْ نعيد إليه كلّ شبهة، وكل اختلاف، وكلّ حكم فرعي.
فإن في القرآن ميزاناً وفرقاناً يبين الحق والباطل .. ""
و قال " ونزلنا عليك الكتاب " يعنى القرآن " "تبيانا لكل شئ "" اي بيانا لكل أمر مشكل . والتبيان والبيان واحد . ومعنى العموم في قوله " لكل شئ " المراد به من أمور الدين
انا مازلت انتضر الرد عن الاية صريحة تدل علي والاية علي رضي لله عنه
وانا اسألكم هذه الاية الشريفة
﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء﴾
فمن هؤلاء البشر بدلالة ان (هؤلاء)اسم اشارة للجمع
المذكر
هولاء هم البشرية الدين خلقهم الله والمخلوقات
هل تعرف اسماء.....هؤلاء البشر الذين عرضهم الله سبحانه على الملائكة ؟؟؟؟؟
لله عزوجل يقول : (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله).
قالو سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم
وتذكر انكم تقولون ان القرأن فيه تبيان لكل شيء
فهل بأمكانكم تبيان هذا ؟؟؟؟؟
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89
( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )النساء 82
عن سيدنا وحبيبنا علي رضي الله عنه :
""فإنه لم يخف عنكم شيئا من دينه . ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلا وجعل له علما باديا وآية محكمة تزجر عنه أو تدعو إليه ""
نهج البلاغة
عن الامام جعفر الصادق رحمه الله :
" إن الله تبارك وتعالى أنزل" في القرآن تبيان لكل شيء، حتى والله ما ترك شيئا يحتاج اليه العباد، حتى لا يستطيع عبد أن يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن،إلا وقد أنزله الله فيه" "
تفسير القمي
وقال المرجع السيد محمد تقي المدرسي :
"أنّ الأصل في معارف الدين "هو القرآن الذي يجب انْ نعيد إليه كلّ شبهة، وكل اختلاف، وكلّ حكم فرعي.
فإن في القرآن ميزاناً وفرقاناً يبين الحق والباطل .. ""
و قال " ونزلنا عليك الكتاب " يعنى القرآن " "تبيانا لكل شئ "" اي بيانا لكل أمر مشكل . والتبيان والبيان واحد . ومعنى العموم في قوله " لكل شئ " المراد به من أمور الدين
انا مازلت انتضر الرد عن الاية صريحة تدل علي والاية علي رضي لله عنه
الاخ حيدرة شرحك جميل ووافي واشكرك على هذا الاهتمام والحرص على ايصال المعلومات لطرف الآخر
وارجوا ان يتسع صدرك للمزيد من الاسألة
وللعلم انا لا اطرح الاسئلة لتعجيز ولا لابطال مذهبك ولا دفاعا عن السنه انما اسأل لنفسي ولنجاتي
عفواً أخي الطيب الكريم "حامل المسك" ....
جعلك الله تعالى من حاملي المسك في الدنيا والآخرة وبلغنا لله تعالى وأياكم رضاه ورحمته وتوفيقاته أنه رب لطيف كريم
ولا تتردد أبداً في طرح ماتجود به نفسك وتود السؤال عنه هنا فما وظيفتنا هنا وفي غيره ألا خدمة عباد الله تعالى وتوضيح ما يود الكثير في توضيحه
ولي لشرف في خدمة الله تعالى ورسوله وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين والدفاع عنهم وإعلاء كلمة الحق فيهم بالقلب واللسان واليد والله المستعان.
وبالله وحده أســـــــــــــتعين في الجواب على أسئلة الأخ الطيب الضنين :
سألت :
اقتباس :
1- القرآن منزل على المسلمين وليس على بني اسرائيل فلماذا يذكر الله اثنا عشر نقيبا من بني اسرائيل ولا يذكر ائمتنا الـ 12 ؟
ومقدمةً للجواب فيه أخي الطيب ...
سلمًنا وأياكم في بحثنا في بداية ردنا أعلاه أن وجود وحقيقة الإمامة في القرآن أمر مسلم به وأنها عهد من الله تعالى ينيلها من يستحقها من خلقه ويُبعدها عمن هوظالم لنفسه أو لغيره { لا ينال عهدي الظالمين } ...
وأود هنا أيضاً أن أوضح حقيقة قرآنية مهمة جـــــــــــداً يغفل عنها الكثير من الناس وخصوصاً الذين قال الله تعالى فيهم :
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
وقال تعالى ذاماً لهم أيضاً
{ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ * أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ }
والحقيقة المهمة المقصودة هنا أخي الطيب هي في قوله تعالى :
والفتنة هنا تعني الأبتلاء من قبل الله تعالى لعباده ولمن آمن منهم خاصة ليعلم الله الصادقين - في إيمانهم - منهم والكاذبين ... { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } ...
والفتنة و المحنة والأبتلاء سنة إلهية لا معدل عنها تجري في الناس الحاضرين كما جرت في الأمم الماضين كقوم نوح و عاد ثمود و قوم إبراهيم و لوط و شعيب و موسى فاستقام منهم من استقام و هلك منهم من هلك و ما ظلمهم الله و لكن كانوا أنفسهم يظلمون وهذه سنة الله في خلقه وعباده { ولن تجد لسنة الله تبديلاً } ....
وإن تم فهم هذه المقدمة أخي الكريم فسوف يسهُل عليك الوقوف على تفصيلنا في الجواب على سؤالك أعلاه والله المستعان ....
بالنسبة لعد تعداد الأثنا عشر الأئمة الأطهار في آيات الذكر الحكيم وذكرهم أسماءً وشخصيات تماماً وكما مثلت في سؤالك من عدد "نقباء بني إسرائيل" ...
وهذا من باب وكما قلنا أخي الطيب البلاء للأمة ليعلم الله تعالى المؤمنين حقاً من غيرهم المنافقين والكافرين والمؤلفة قلوبهم ...
وفي ردنا السابق أيها الطيب بينا وأوضحنا بالتفصيل - حسب علمنا فيه وسعة البال منا - وجوب الإمامة من بعد النبوة لأن النبوة في مقام الإجمال والتبيلغ والدعوة بينما تستمر الإمامة في الهداية لهذه الرسالة والتفصيل وإمامة الناس لطريق الحق المبين والتوحيد الصحيح غير المشوب ولا المزيف على الهوى وبيان أحام الله وحدوده وإقامة شرع الله تعالى من بعد الرسل ...... فالإمامة ليست إلا استمراراً لأهداف النبوة ومتابعة لمسؤولياتها وتطبيقاً لشرائعها ، ولا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفترض الطاعة منصوب من قبل الله تعالى ... { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } .
وأعلم أن الله تعالى قد أبتلى جيش طالوت وهم من المؤمنون لذين آمنوا بقضيته وحرضوه على القتال بل وبعثه الله تعالى فيهم ملكاً لحاجتهم إليه وقد أبتلاهم الله وفتنهم في شربهم من النهر { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }
وأنظر الى هذا البلاء العظيم فيهم من قبل الله تعالى لدرجة أنهم {فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } مع أنهم المؤمنون به وبقضيته ولحاجتهم لمن يقودهم ولكن تلك سنن الذين من قبلكم ....، وحتى الذين لم يطعموه ولم يشربوا من الماء قال الله تعالى على لسانهم {فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ } ...
فبالله عليك أخي الكريم فما حال هذه الأمة من بعد الرسول كيف يكون إن كان إمام القوم - السابقين - منهم وفيهم وقد نكصوا على الأعقاب وفشلوا في الأمتحان ...، فكيف بحال هذه الأمة { والله لتتبعن سنن من كان قبلكم ... } ...
وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله :
( .. لتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه .. )
ولو ربطت الآية الكريمة الاسبقة بهذا الحديث الشريف لعرفت الآن المغزى من هذه المقدمة الطويلة وهدفنا منها ومغزانا بخصوصها أيها الطيب اللبيب ...
ونستشف من هذا الربط عدم حقائق أهمها :
> إن نقاء بني إسرائيل لم يذكرهم ألا بالعدد فقط وجعل أمر تشخيصهم والإبلاغ عنهم ببعث منه خاصة على عاتق رسله وأنبيائه في زمانهم وأوصيائهم ، و الظاهر أنهم - النقباء - رؤساء الأسباط الاثني عشر، كانوا كالولاة عليهم يتولون أمورهم فنسبتهم إلى أسباطهم بوجه كنسبة أولي الأمر إلى الأفراد في هذه الأمة لهم المرجعية في أمور الدين و الدنيا غير أنهم لا يتلقون وحيا، و لا يشرعون شريعة و إنما ذلك إلى الله و رسوله ...
> إن هؤلاء الأئمة الأثنا عشر وإمامتهم عهد من الله ورسوله تماماً كما هو في إمامة نبي الله ابراهيم عليه السلام ولا يمكن أن تكون للظالمين على مر العصور أبداً وهي جعل من الله تعالى وحده على لسان أنبيائه ورسله ولمن يستحقها من خلقه ولمن أخلص لله تعالى عقيدته وسيرته ولم يعصي الله طرفة عين أبداً { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } ...
> تحقيق قول الله تعالى في أمة رسوله المصطفى صلى الله عليه وآله وأمتحان أمته فيه وفي وحيه وبيان لسانه وسنته وما يأتيهم من الله وما ينهاهم نه وأبتلاء الأمة في هذا الأمر حيث يقول تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ... لما قد قرره الله تعالى من قبل ومن بعد بأنه صلى الله عليه وآله لا يأتيهم ولا يأمرهم ولا ينهاهم ألا من باب { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } فجل أمر رسوله فيهم وما يقرره لهم ما هو ألا منه تعالى وعلى لسان نبيه سواءً كان وحياً لآيات الذكر الحكيم أو تقريراً لفعل رسول مطاع ثم أمين ...
وهنا تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً أن جعل الله تعالى فيهم رسولاً يبين لهم آياته ويوضح لهم بيناته ويشرع لهم الشرائع ويسن لهم السنن ويوصي بهم أوصيائه ويبينهم لهم عدداً وأسماءً وتعداداً بل ووصفاً ليصدق القول فيهم بصدق وحق ...، فجاء القرآن مخبراً بما جرى في الأمم السابقة إخبار تفصيل محض في أغلب القصص والإخبار عن أحوالهم مع أنبيائهم ورسالاتهم وأبتلاءات الله تعالى لهم في رسلهم وأوصيائهم وخلفائهم ليخبرنا وينذرنا بالعدول عن السير بسيرة الظالمين مهم وفيهم وعدم المساس بعهد الله تعالى وشخصيات هذا العهد الرباني المقدس سواء في أنبيائه ورسله أو في أوصيائهم وخلفائهم ووزرائهم ودونك القرآن فليتدبروا القرآن ....
وأعلم أيها الطــيب أن من أعظم نعم الله تعالى وأكبر معجزاته الباقية والخالدة خلود أرضه وسمائه أن حفظ الله تعالى لنا كتابه المقدس القرآن الكريم من التحريف والتزوير والنقصان وازيادة رسماً وحرفاً ومن عوامل هذا الإعجاز والحفظ له هو عدم ذكر أسماء تلكم الأئمة الإثنا عشر ... والأكتفاء فقط ببيان وجوب الإمامة في الأمم السابقة والاحقة ...، ويكفيك افأطلاع على الكتب السماوية السابقة لتعف مدى التحريف والمستمر إلى هذه اللحظة فيهم جميعاً - ما خلا القرآن الكريم - والسبب أن الله تعالى - كأحد الأسباب - بين فيه حال تلكم الأمم تفصيلاً الى جانب بيان الشرع المقدس وتعاليم دينه فيها جميعاً وأسماء أوصيائه فيهم من بعد أنبيائه ورسله ، بينما لم يحصل هذا الأمر في القرآن الكريم ببيان الإسما ما هو في أصل سؤالك ولبه وهذا من نفس الأسباب التي ذكرتها وفصلناها لك والجميع هنا ألاعه فراجع جيداً ....
ولكن الله تعالى ألقى هذه المهمة الخطيرة على عاتق النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وامره ببيان وتوضيح هذه المهمة { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } ...
وهذا ما تم فعلاً في يوم الغدير الأعظم وفي آخر حياته ومن بعد تمهيداته الطثيرة وتلميحاته الكثيرة والعديدة بخصوص هذا البلاغ وهذه المهمة التي يعر فالله ورسوله أنها ستصعب على قلوب قوماً أشربوا النفاق في القلوب وألفوا الشقاق لله ورسوله في كل أمر فما بالك بأمر الخلافة والوصاية التي يتمناها الأغلبية منهم لنفسه {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ...
فكان هذا الأمر يصعب القبول به من قبل البعض منهم وفعلاً تم ذلك الرفض في الأصل وقد فضحهم الله تعالى {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } ... وقصتها أن النبي بعد أن نادى في الناس واجتمعوا إليه في غدير خم، أخذ بيد علي وقال:"من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه" شاع الخبر وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ناقة له حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها، ثم أتى النبي وهو في ملأ من أصحابه، فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا. ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبعي ابن عمّك فضّلته علينا وقلت:" من كنت مولاه فعلي مولاه" فهذا شيء منك أم من الله؟أجاب النبي: والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله.
فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته، وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذابٍ إليم. فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر، فسقط على هامته وخرج من دبره، فقتله، وأنزل الله فيه الآية أعلاه. (ينظر: الكشف والتبيان، ص 213).
فكان من الله ورسوله قولنا وبحثنا وجوابنا فيه بحول الله وقوته والله المستعان ...
ويكفينا قول الله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } ....
والعفو من الإطالة فالحديث ذو شجون
والحق أرجى عندي من بصر العيون