العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 01:48 AM


الجمعة الخامسة عشر 29 ربيع الاول1419
الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين

بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان من لا تبيد معالمه. سبحان من لاتنقص خزائنه. سبحان من لا اضمحلال لفخره. سبحان من لا ينفد ما عنده. سبحان من لا انقطاع لمدته. سبحان من لا يشارك احدا في امره. سبحان من لا اله غيره.
يا من عفى عن السيئات ولم يجاز بها. ارحم عبدك يا الله نفسي نفسي انا عبدك يا سيداه انا عبدك بين يديك ايارباه. الهي بكينونتك يا املاه يا رحماناه يا غياثاه عبدك عبدك لا حيلة له. يا منتهى رغبتاه يا مجري الدم في عروقي يا سيداه يا مالكاه عبدك عبدك لا حيلة لي ولا غنى بي عن نفسي ولا استطيع لها ضرا ولا نفعا ولا اجد من اصانعه تقطعت اسباب الخدائع عني واضمحل كل مظنون عني. افردني الدهر اليك فقمت بين يديك هذا المقام يا الهي بعلمك كان هذا كله فكيف انت صانع بي وليت شعري كيف تقول لدعائي اتقول نعم ام تقول لا. فان قلت لا فيا ويلي يا ويلي يا ويلي يا عولي يا عولي يا عولي يا شقوتي يا شقوتي يا شقوتي يا ذلي يا ذلي يا ذلي، الى من، وممن، او عند من، او كيف، او ماذا، او الى اي شيء الجأ ومن ارجو ومن يجود علي بفضله حين ترفضني يا واسع المغفرة. وان قلت نعم كما هو الظن بك والرجاء لك فطوبى لي انا السعيد وانا المسعود فطوبى لي وانا المرحوم يا مترحم يا مترئف يا متعطف يا متحنن يا متملك يامقسط لا عمل لي ابلغ به نجاح حاجتي. اسألك باسمك الذي جعلته في مكنون غيبك واستقر عندك فلا يخرج منك الى شيء سواك اسألك به وبك وبه فانه اجل واشرف اسمائك. لا شيء لي غير هذا ولا احد اعود علي منك.
اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين.
توجد ملاحظة اود بيانها قبل الابتداء بالشيء الرئيسي في الخطبة.
في الحقيقة البلاء الدنيوي اذا لاحظناه منسوبا الى قضاء الله وقدره كالفقر او التعرض للشمس او انقطاع الماء او انقطاع الكهرباء وان كان صعبا ويحتاج الى صبر وجلد ومعاناة الا انه يحدث نتائج طيبة في الدنيا والاخرة معا.
اما في الاخرة فعلو الدرجات وكلما كانت الدنيا اصعب وبلاؤها اكثر كانت الاخرة اسهل وكلما كانت الدنيا ادنى كانت الاخرة اعلى. ولنا اسوة بالحسين (عليه السلام) الذي قيل له (لك مقامات لن تنالها الا بالشهادة) اي الا بالمصاعب الدنيوية الشديدة وهو ما وقع في حادثة الطف.
واما فوائدها في الدنيا فهي قوة التحمل فان طاعة الله لو لوحظت عموما احتاجت الى تحمل عالي جدا وصبر حقيقي وليست طاعة الله في الصوم والصلاة فقط. ومن هنا فمن الراجح جدا ان لا نكون كما يقولون باللغة العامية (بزرجكليت) وقليلين التحمل بل نكون صابرين وصامدين تجاه طاعة الله سبحانه وتعالى والمهم اننا لا نكون متخاذلين وغير متعودين على المصاعب وانما موكولين الى الرفاه والراحه ونحو ذلك من الامور والبرد والظل.
فامثال هؤلاء غير ممحصين وغير صابرين وفي الامكان ان يتركوا طاعة الله في اية لحظة حينما تراد منهم اية صعوبة. لاحظوا لانه سوف يواجه ضغطا نفسيا عاليا في صعوبة العمل وصعوبة ان يترك دنياه لاخرته يغض النظر عن العاجل لاجل الاجل.
واما واحد مثل اي واحد من عندنا نقدر نقول مثل سيد محمد الصدر الذي ليس له دنيا لو صح التعبير، اعتاد على مصاعبها والامها وحرها وبردها وشمسها وظلها وصيفها وشتائها وانقطاع مائها وانقطاع كهربائها فسوف يكون مستعدا لطاعة الله سبحانه مهما كان الامر ومهما غلى الثمن لانه صبر عند المحنة الدنيوية فلماذا لا يصبر عند المحنة الاخروية فهو متدرب على الصبر وناجح في التجربة.
ومن هنا فهذه المصاعب ان نسبناها الى المخلوق والمسبِب كان مسؤولا بطبيعة الحال. واما اذا نسبناها الى الله سبحانه وتعالى فهو لا يريد بنا الا الخير الا انه يريد بنا طاعته والتكامل نحو كماله ونوره ويريد لنا الجنة بطبيعة الحال.
واذا التفتنا الى ان الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا الا وسعها من البلاء الدنيوي، فيجب ان نفتخر ان الله سبحانه وتعالى رأى فينا جدارة التحمل لهذا البلاء الكبير لكي يدربنا للمهام التي قد تراد منا في هذه الدنيا مع العلم بتوقع الظهور اجمالا صباحا ومساءا، فاذا ظهر الامام (سلام الله عليه) فسوف نكون بخدمته ايا كان طلبه وسؤاله.
على العموم انا اعتقد ان الاستعمار يريد بهذا الطريق وبهذه الضغوطات والبلاءات ان يذل ارادتنا وان ينقص همتنا وان يبعدنا عن ديننا. لا، حسب الطبع الانساني وليس لاجل شيء خاص بنا او بسيد محمد الصدر ان الانسان اذا صبر يتدرب على الصبر ويكون صبره اكثر وصبره اشد وارادته للهدف الحقيقي اعظم، فينقلب عما ارادوا الى ما يريد الله سبحانه وتعالى وليس الى ما يريده سيد محمد الصدر.
الان لاجل تذكر انقطاع الكهرباء الاية الكريمة : امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء.
الان لعود الكهرباء طبيعيا في كل العراق باعلى اصواتكم الصلاة على محمد وال محمد (فقال المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
اعيدوها ثانية باعلى اصواتكم جزاكم الله خيرا (فقال المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
اعيدوها ثالثة وثوابكم على الله ورسوله وفاطمة الزهراء (فقال المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
الشيء الذي كنا نقوله كمادة مستمرة في كثير من هذه الخطب هو مناقشة الماديين واثبات تدبير الله سبحانه وتعالى في كونه. وكان العنوان الاخير التعرض الى تلك الامور التي عجز العلم الاوربي الحديث او العلم الطبيعي عن تفسيره.
من جملتها : جريان الدم وضربات القلب. اما سألت نفسك او سألك احد انه لماذا يجري الدم ولماذا يضرب القلب او يتحرك او ينبض ؟ لماذا ؟ نحن نسألهم نسأل الماديين الطبيعيي بالله انتم بماذا تفسروه ؟ ربما يجيبون على اوضح احتمال ان الدم يجري لاجل ضربات القلب. ان القلب يضخ الدم في الجسم (كول لا !) فلماذا يضرب القلب وباي سبب يتحرك هنا سيقولون لنا بالعكس ان الدم يجري فيحرك القلب. هذا صار سببا لهذا وهذا صار سببا لهذا وهذا هو الدور بعينه باصطلاح المنطق ان يتوقف أ على ب ويتوقف ب على أ فلا يوجد لا أ ولا ب وتصير المسألة مستحيلة فلا ان جريان الدم بسبب ضربات القلب ولا ضربات القلب بسبب جريان الدم. لاحظوا ..
نسألهم ان اليد تكون ممتدة هكذا او الرجل او الجسم يجري فيها الدم اعتيادي على العين والرأس شكرا لفضل الله. الآن اعقفها. نلويها عدة التواءات فماذا يحدث للدم هل يختلف بمقدار واحد بالمائة او واحد بالالف، لو كانت صوندة ملتوية يختلف فيها جريان الماء بطبيعة الحال فلماذا لا يختلف بالنسبة الى اليد والرجل حينما تلتوي او الجسم حينما يلتوي ؟ لو كان القلب هو السبب كمضخة او كمحرك اذن لاختلف اثره بطبيعة الحال، مع العلم انه يقينا انه لا يختلف اثره بطبيعة الحال.
الشيء الاخر في الدم ايضا : ان الدم يتوزع في كل اعضاء الجسم الداخلية والخارجية من شحم وعظم ولحم وجلد لا بأس، صحيح. مجاريه في هذه الامور، في هذه الاعضاء هل ايضا عروق غليظة ! حبيبي .. مجاري شعرية في غاية الدقة بحيث لا ترى الا بالمجاهر المكبرة (كول لا !) هذا يعترفون به.
الدم سائل كالماء او ثخين ؟ انا اقول ثخين به كريات حمر وبه كريات بيض. هذا السائل الثخين الذي ـ خابط ـ به اشكال مختلفة من المكونات هل يستطيع ان يدخل في المجاري الشعرية الضيقة جدا، وان كان هي غير لطيفة بالعامي (متحشر) بها هذه الكريات البيض والحمر تحشر بالمجاري لان هي اكبر منها حبيبي، اصغر من كريات الدم الحمراء والبيضاء كيف تدخلها كريات الدم الحمراء والبيضاء ؟ تحشر بها بطبيعة الحال مع العلم انه متحشر بها لان هي ليس يتوزع بنحو كامل وصحيح وسليم من قمة الرأس الى انزل القدم (كول لا، سبحان الله !).
الشيء الاخر في الدم ـ وان كان قصة بسيطة ـ : في يوم ما ـ انا عندي اطلاع على العلوم العامة ـ الجهاز الهضمي موجود يبدأ من الفم وينتهي بفتحة الشرج كما يعبرون، الجهاز البولي ايضا موجود يبدأ بالكلية وينتهي بمصب البول. ما الربط بينهما ؟ هل يوجد قناة من الجهاز الهضمي الى الجهاز البولي ؟ لا يوجد، اذن كيف ينتقل الماء من المعدة الى الكلية ؟ من الذي سأل نفسه هذا السؤال ؟ جوابه الاعتيادي انه عن طريق الدم ان الكلية تحلل الماء يمر فيها الدم فيتحلل الى ماء ويتجمع على شكل بول ثم يراق، هذا ايضا نقبله. محل الشاهد ليس هذا الحليب الذي يشربه الرضيع كيف يصير ؟ ايضا عن طريق الدم ؟! الدموع من اين تأتي ؟ ايضا عن طريق الدم ؟ ومخاط الانف من اين يأتي ؟ ايضا عن طريق الدم ؟! فماذا يكون هذا الدم حبيبي !! تتصور هذا طبيعي او معجزة ؟ يكفي ـ لكن فلنقل، طبعا يقولون لنا انه توجد غدد تأخذ ما تحتاج واحد يأخذ السائل البولي واحد يأخذ الدمع وواحد يأخذ الحليب واحد يأخذ الكيت، واحد يأخذ الكيت ـ. ما الفرق الحيوي الحقيقي بيننا وبين الله بين هذه الغدة وهذه الغدة وهذه الغدة. لماذا هذه الغدة عملها هذا وهذه الغدة عملها هذا وهذه الغدة كذلك ؟ انما هي بعناية الله ليس له تفسير طبيعي حبيبي السوائل المأخوذة من الدم كثيرة البول والحليب والدم ومادة الاذن ومادة الانف ومادة الفم والعرق وماذا : الله العالم ربما انا الان (نسّاي) ربما تضيفون الى نهاية العشرة او اكثر. كل المواد التي تبرز من الجسم انما هي ماذا ؟ من الدم مأخوذة بطبيعة الحال.
فهذه هي اية من آيات الله سبحانه وتعالى.
الان ننظر الى القلب الذي هو منشأ ضخ الدم. ما هو القلب ؟ هذا القلب الذي باصطلاح القدماء العضو الصنوبري الذي يضخ الدم، الشيء الذي نطلعه من الخروف او البقرة نراه اعتياديا قلب.
الله تعالى ساكت او يتكلم ؟ طبعا عنده قرآن، نسمع منه : ((فانها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور)) ما هو الذي يعمى ؟ هو هذا الذي يضخ الدم يعمى ؟ اذن انت اعمى وكل من يفهم هذا الكلام هو اعمى. معنى ذلك ان القرآن يصطلح على القلب او بالقلب على وجود آخر غير هذا الوجود الذي يضخ الدم ! لاحظ .. اليس انك عند الحزن تشعر بكربة في منطقة قلبك، اليس عند الشك والوسوسة تحس في صدرك وسوسة وحركة، اليس عند الخوف والفزع تشعر بسقوط قلبك حتى اننا نقول (كلبي وقع)؟ اليس تحس بوجود الحب في قلبك ووجود البغض في قلبك ووجود الرغبة في قلبك ونحو ذلك ؟ وهذا ليس من وظيفة المخ، المخ وظيفته الادراك. واما العواطف فمن وظيفة القلب وليس من هذا القلب المادي او بمعنى آخر القلب الذي تفهمه اوربا. لا، لا. القلب الذي يفهمه الله واولياؤه ذاك الذي هو يقود عواطف الانسان الى الخير او الشر والى الرغبة والى الشهوة والى الدنيا والى الاخرة.هكذا.
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا السماء انفطرت * واذا الكواكب انتثرت * واذا البحار فجرت * واذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت واخرت * يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في اي صورة ما شاء ركبك (لو كان باللغة الحديثة يقولون قل : في اية صورة. لا، في اي صورة ما شاء ركبك) * كلا بل تكذبون بالدين * وان عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون * ان الابرار لفي نعيم * وان الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين * وما ادراك ما يوم الدين * ثم ما ادراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله * (سبحانه وتعالى) صدق الله العلي العظيم

الجمعة الخامسة عشر 29 ربيع الاول 1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت البديء قبل كل شيءوانت الحي القيوم. ولا اله الا انت الذي لا يذلك شيء وانت كل يوم في شأن. لا اله الا انت خالق ما يرى وما لا يرى العالم بكل شيء بغير تعليم. اسألك بالائك ونعمائك بانك الله الرب الواحد. لا اله الا انت الرحمن الرحيم. واسألك بانك انت الله لا اله الا انت الوتر الفرد الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد (هكذا اقرأ افضل، ولم يكن له كفؤا احد تقول هذا كوفء هذا) واسألك بانك الله لا اله الا انت اللطيف الخبير القائم على كل نفس بما كسبت الرقيب الحفيظ. واسألك بانك الله الاول قبل كل شيء والاخر بعد كل شيء والباطن دون كل شيء. الضار النافع الحكيم العليم. واسألك بانك انت الله لا اله الا انت الحي القيوم الباعث الوارث الحنان المنان بديع السماوات والارض ذو الجلال والاكرام وذو الطول وذو العزة وذو السلطان. لا اله الا انت احطت بكل شيء علما واحصيت كل شيء عددا. صل على محمد وال محمد كما هم اهله وكما انت اهله يا ارحم الراحمين.
الان نستمر بنفس الموضوع الذي بدأناه، فانه من جملة المواضيع التي عجز العلم الحديث الاوربي عن تفسيره : قضية الاحلام. فالانسان كيف (يشوف) طيفا ؟ ولماذا يشوف طيفا ؟ هذا لم يجب عليه احد منهم. هم طبعا يعتبروه وهما، ان الطيف ليس بشيء الدنيا شيء وعالم الاحلام ليس بشيء.
في الحقيقة هذا قابل للمناقشة من اكثر من وجه واحد:
اولا: ان الرؤية والسماع والحركة في عالم الطيف واضحة جدا او قد تكون واضحة جدا وفي كثير من الاحيان هي واضحة. فبأي عين رأينا وبأي اذن سمعنا وبأي رجل مشينا وبأي يد اخذنا واعطينا مع العلم انه انا مقيد قيد النوم وبالفراش ونايم ولا ادري بنفسي. لا، ادري بنفسي كانما هناك مفتوح لي. هذا مغلق وذاك مفتوح. انت اقعد يصير هذا مفتوح وذاك مغلق. بمشيئة الله سبحانه وتعالى.
ثانيا: انت سألت نفسك ؟ ان كنت لم تسأل نفسك انا سألت نفسي. انه انا نمت مثلا في ليلة ورأيت طيفا فلماذا رأيت هذا الطيف ولم ار غيره ؟ ليس له تفسير، ماذا تقول اوربا ماذا يقول المنجمون ماذا يقول (الفتاح فالون)ماذا يقول الكيميائيون ماذا يقول الاطباء ؟! ليس هناك اي جواب. ماذا يقول الفرد نفسه انه انا لماذا رأيت هذا الطيف ؟ هو اختاره لنفسه او فرض عليه فرضا ؟ انا اقول فرض عليه فرضا اي بمشيئة الله وقدرته وقهره ليس اكثر من ذلك. لو كان شيئا ـ كما هم يفسرون ـ انه رغبات الانسان وشهوات الانسان في نهاره وفي حياته فيرى طيفا معينا، مع العلم ان الشهوة يمكن ان تتمثل في كثير من الاحتمالات، الاف الاحتمالات هي توفي الشهوة في النوم. فلماذا رأى هذا الشيء بالتعيين ولم ير غيره ؟ هذا باصطلاحنا في الفلسفة ترجيح بلا مرجح اي هذا ليس له علة اطلاقا، وكل ما ليس له علة فهو مستحيل حبيبي .. فانما هو ماذا علته هو القادر القدير العالم بالمغيبات وبكل الاشياء ليس اكثر من ذلك. الله تعالى اراد ان ارى هذا الطيف دون غيره وهو مشرف على الصغيرة والكبيرة على كل الخلق وعلى كل الافراد وعلى كل الخلايا وعلى كل الارواح، بطبيعة الحال. لا يعجزه شيء عن شيء، بطبيعة الحال.
ثالثا: الاحلام المطابقة للواقع اليست موجودة ؟ هم يقولون لا بصراحة. انت وانا نقول نعم موجودة ومجربة. سبحان الله .. الى هذا اليوم كان واحد يقول لي ـ سبحان الله ـ، يسألني عن بعض الامور. ما تفسيرها ؟ تفسيرها المادي متعذر مائة بالمائة، مليون بالمائة وانما هي ايضا بمشيئة الله سبحانه وتعالى.
هم ـ هذا شيء يتحرك بقلبي ساقوله ـ : اسهل شيء ان ينكرون. الشيء الذي لا يريدوه يقولون لا يوجد. وان كان هي غير لطيفة يقولون انه واحد طلبة سألوه انه فأرة وقعت بـ(الحِب)هل يتنجس الماء ام لا ؟ يقول الفأرة ما تقع بالحِب ! يقولون له وقعت يا حبيبي يقول لا ما تقع بالحب ! حبيبي .. كامل الدباغ (عليه ما عليه) سُئل عن وجه القمر انه ما تفسير هذا الوجه الذي يرى في البدر. قال لا يوجد وجه بالبدر، لا يوجد. هذا كذب هو تخلص من الجواب لانه ما عنده جواب حبيبي. جواب اوربي لا يوجد وهو المدافع عن النظرية الاوربية دائما ما يقدر يدافع هنا استفهما ان هذا الشيء وهم وليس بصحيح. هل تقبلون ؟ مكابرة حبيبي وجه القمر موجود رغما على انف الذي لا يرضى. اجلبوا تفسيرا له، وانا في ما وراء الفقه نفيت كل التفسيرات المحتملة الا ارادة الله سبحانه وتعالى. راجعوه.
ومن جملة ما يلحق بالاحلام : انت مجرب طبعا ان الانسان اول ما يسد عيونه يستمر النظر لديه يبقى ينظر. بأي قانون بقي ينظر اتصال نظر يوجد ؟ نور يوجد ؟ لا يوجد. فلماذا حصلت الرؤية. انا مجرب ذلك مئات المرات اولا تكون الرؤية واضحة ثم تخفت تدريجا اذا الانسان ظل غالق عيونه الى ان تنطفيء. فبأي قانون وجدت هذه الرؤية.
شيء آخر ان الانسان مثلا انت افترض معطي نفسك للنوم وغالق عينك سوف ترى مناظر وناس وحركة وهو لا زال يقظا. فبأي قانون وجدت هذه المناظر والحركة والناس ؟ لا يوجد اي قانون مادي بطبيعة الحال وانما ايضا بالقابلية التي اودعها الله تعالى في نفس الانسان.
الى هنا كافي فانا اشعر بشيء من التعب.
بسم الله الرحمن الرحيم
والليل اذا يغشى * والنهار اذا تجلى * وما خلق الذكر والانثى *
اقرأ (قل هو الله احد) احسن
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد *
صدق الله العلي العظيم


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 01:50 AM


الجمعة السادسة عشر 6 ربيع الثاني 1419
الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا ينبغي ان نقدم المنة الى الله سبحانه وتعالى على هذا الظل الظليل الذي من علينا به في هذا الاسبوع فشكرا له عدد ما في علمه وزنة عرشه وملء كونه ومداد قلمه وانت قلت يا رباه ((اشكروني ولا تكفرون)) وقلت ((لان شكرتم لازيدنكم وان كفرتم ان عذابي لشديد)).
وليت شعري يا سيدي والهي ومولاي اتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة وعلى السن نطقت بتوحيدك صادقة وبشكرك مادحة وعلى قلوب اعترفت بالهيتك محققة وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة وعلى جوارح سعت الى اوطان تعبدك طائعة واشارت باستغفارك مذعنة. ما هكذا الظن بك ولا اخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا رب وانت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على اهلها على ان ذلك بلاء ومكره قليل مكثه يسير بقاؤه قصير مدته فكيف احتمالي لبلاء الاخرة وجليل وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولا يخفف عن اهله لانه لا يكون الا عن غضبك وانتقامك وسخطك وهذا ما لا تقوم له السماوات والارض يا سيدي فكيف بي وانا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين. يا الهي وربي وسيدي ومولاي لاي الامور اليك اشكو ولما منها اضج وابكي لاليم العذاب وشدته ام لطول البلاء ومدته فلئن صيرتني للعقوبات مع اعدائك وجمعت بيني وبين اهل بلائك وفرقت بيني وبين احبائك واوليائك فهبني يا الهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك وهبني يا الهي صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك ام كيف اسكن في النار ورجائي عفوك فبعزتك يا سيدي ومولاي اقسم صادقا لان تركتني ناطقا لاضجن اليك بين اهلها ضجيج الاملين ولاصرخن اليك صراخ المستصرخين ولابكين عليك بكاء الفاقدين ولانادينك اين كنت يا ولي المؤمنين يا غاية امال العارفين يا غياث المستغيثين يا حبيب قلوب الصادقين ويا اله العالمين.
اللهم صل على المصطفى محمد والمرتضى علي والمجتبى الحسن والشهيد الحسين والزهراء فاطمة والسجاد علي والباقر محمد والصادق جعفر والكاظم موسى والرضا علي والتقي الجواد محمد والنقي الهادي علي والعسكري الحسن والحجة الهادي المهدي بقيتك في ارضك وحجتك على عبادك. اللهم انصر من نصره واخذل من خذله وارنا الطلعة البهية بقدرتك ورحمتك يا ارحم الراحمين.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
اود ان اتعرض في هذا اليوم الى موضوعين مهمين، احدهما اكرس له الخطبة الاولى والثاني اكرس له الخطبة الثانية انشاء الله اذا بقيت الحياة.
اما الموضوع الاول فاريد ان افتح اعينكم عليه والظاهر انكم كلكم غافلون عنه. فركوا في امور دينكم اكثر مما انتم تفكرون. ما هو ؟ حبيبي .. مقتضى القاعدة الشرعية ان تكون المساجد والمراقد المقدسة للمعصومين (عليهم السلام) وغير المعصومين (رضوان الله عليهم) ان تكون المساجد والمراقد تحت سيطرة واشراف الحوزة الشريفة والمرجعية الجليلة وليس لاحد حق ان يتصرف فيها الا باذنها وتوجيهها لان المسألة بالاساس هي مسألة دينية والدين كله بيد الحوزة جيلا بعد جيل فليس من الانصاف ان يكون بعض الدين بيد الحوزة وبعض الدين خارج عن يد الحوزة.
وقد كان ذلك فعلا موجودا منذ زمان المعصومين سلام الله عليهم الى عصر الشيخ صاحب الجواهر (قدس الله روحه) حيث كان العلماء ردحا طويلا من الزمن وعلى مرور قرون ـ في الحقيقة ـ هم الذين يعينون السادن او الكليدار الذي هو المسؤول الرئيسي في العتبة، في هذه العتبة او تلك او في هذا المسجد او ذاك، بيد العلماء صرف حتى آل الامر الى مرجعية الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) فعين شخصا (فلان يسموه انا لا احفظ الاسماء بالضبط) جعله كيلدار لصحن امير المؤمنين ثم توفي الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) وكان المفروض بهذا السادن ان يأخذ الاذن من المرجع الذي بعده او ان يعطيه الحق بعزله ولربما ان الذي جاء بعد الشيخ صاحب الجواهر ما كان راضيا عن تصرفات هذا الرجل واراد تغييره فعصى وبقي على السدانة والكليدارية وتسلسل الامر الى الان وخرجت الكليدارية في كل العراق عن الحوزة الشريفة.
وانا رأيت اذنا مكتوبا من قبل احد المراجع المتأخرين وهو السيد محسن الحكيم (قدس سره) الى سادن حرم الكاظمين (عليهما السلام) في حينه : الشيخ عبد الحميد الكليدار باجازة التصرف باموال الضريح وفيها على ما اتذكر الاذن بان يصرف على نفسه واخوته واسرته واعمامه واخواله بمقدار ما يجد فيه المصلحة ثم يصرف الباقي على الفقراء والمحتاجين ولم يطالبه السيد الحكيم (قدس سره) بان يدفع اليه من اموال الضريح ولا فلس واحد. والمهم ان الشيخ عبد الحميد كان متورعا بهذا المقدار في اخذ الاجازة لا اقل من الناحية الشكلية اذا سألوه انه انت بأي حق تتصرف في اموال الضريح يقول بانه انا آخذ اجازة من المرجع الذي اقلده. ومن المظنون انه انما كانت اجازة بكل المبلغ لانه ليس هناك امل ان يدفع اليه شيئا لو طالبه به بطبيعة الحال.
ونحن نعلم ان السادن في بعض الدول المسلمة رجال دين كما في ايران والسعودية وكل واحد حسب مذهبه ولذا كان يعتقد العوام ولعلهم لا زالوا ـ انت ارجع الى وجدانك ـ اليس تجد ان السادن والخدمة انما هم رجال دين كثير هذا الاعتقاد موجود، كأن الحوزة بدرجة عالية تمثل رجال الدين والخدمة والسدنة يمثلون رجال الدين بدرجة ادنى فلذا يعطوهم الحقوق ويسألونهم عن الفتاوى والمشاكل الدينية ونحو ذلك فهل هذا المطلب صحيح ؟ انا هذا الذي اريد ان احذركم منه.
الا ان المسألة منذ وفاة الشيخ صاحب الجواهر الى الان، قد انفصلت عن الحوزة وعن المرجعية الى ان سيطرت عليها وزارة الاوقاف من حوالي ثلاثين سنة والى الان واصبح السدنة والخدمة مجرد موظفين لا يقيمون وزنا لاي امر ديني او دنيوي الا لوظائفهم الحكومية واوامر وزارة الاوقاف فيتوجهون كـ(زار) اللعبة بيد الموجه لهم، وهم منقطعوا الصلة بالمرة عن الحوزة وعن العلماء والحوزة منهم براء وهم ايضا براء من الحوزة.
ولو ان الامر اقتصر على ذلك لكان وجها وان كان وجه قابل للمناقشة، لكن الى الان مثلا نتننزل بالقبول. الا ان الامر زاد على ذلك حتى اننا لو التفتنا اليهم وتعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر ربما اقل من واحد بالمائة منهم خوش آدمي، له باب وجواب انا لا اريد ان استغيب الكل، لكن عمومهم ليسوا كذلك. اننا لو تعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر فسقة فجرة شاربي الخمر وزناة واهل لواط ويأكلون المال الحرام ويخدعون الزوار بمختلف انواع الخداع لمجرد الحصول على المزيد من المال، ويعملون امورا لم ترد في الكتاب والسنة اطلاقا كـ(الدود) الذي يوزع ـ يكسب عليه فلوس ـ انما هو يشتريه من البزاز ويبيعه على الزائر وليس فيه اية شرفية ولا بركة اصلا، اصلا من يده النجسة يكون هذا نجس. اعلنه الان امامكم جميعا والخيوط التي يلفونها حول الضريح الشريف ويلمسون النساء بعنوان التبرك وكثير هذا يحدث ربما يوميا يحدث مع شديد الاسف.
وكذلك اغلبهم لا يصلون ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون ـ رأيت واحدا داق بابك يعطيك خمس، حق الامام ـ اتحدى ذلك منذ مئات السنين وليس الان، اما الان تحت الصفر بكثير من الناحية الدينية. ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون وكيف شارب الخمر يصلي او يخمس او يزكي.
وهم يسرقون اموال الحرم، وما يوقفه الزوار يسرقونه بكثافة شديدة وخاصة السدنة والخدمة المهمون، فمثلا انا اعطي زولية تفرش في الحرم يوم واحد او يومين او ثلاثة ما دام الزائر موجودا قبل ان يسافر حتى يراها، بمجرد ان ركب السيارة ودار ظهره وراح فان هذه الزولية (تتلفلف) والى الابد لا يراها احد وكل الاشياء هكذا، كل الموقوفات هكذا.
واذا ذهبت الى بيوت السدنة واضرابهم تجد التحف والمعلقات والصور والفرش والذهب، كله من السرقة من المعصومين (سلام الله عليهم) وهذا متواتر وقد يصدف انني انا رأيته بعيني ربما كان في سنين قديمة عنده تعزية او كذا واحد منهم نروح فنجد ذلك عيانا وهذا ما يبديه وما عنده مانع ان يروه الناس فكيف ما يخفيه الذي هو اكثر واكثر بطبيعة الحال.
ومن هنا ملكوا البيوت الفارهة والسيارات الثمينة والذهب الكثير. واما الذبائح والغنم وغيرها مما يسحبه الخدم من الزوار فحدث عنه ولا حرج وفي كل يوم على الاطلاق يحصل ذلك ولا يعلم الزائر البسيط انه لم تبرأ ذمته وانه وصلت ذبيحته الى انسان شارب الخمر وتارك الصلاة وغير متورع بل هو من اعداء الله بكل تاكيد حتى اننا نسأل هل ظاهرهم الصلاح ؟ كلا، بل ظاهرهم الفساد وانت بمجرد ان تنظر الى وجوههم وعيونهم والتفاتاتهم تجد فيها الضلال والطمع بالدنيا والبعد عن الاخرة.
وكان بعض الخدمة يقوم بقراءة الزيارة لعدد من الزائرين ويأخذ على ذلك مالا وهذا جيد الا ان الامر تقلص واصبح يأخذ المال بدون مقابل قهرا على الزائرين وبخدعة الزائرين.
فالمهم هو الحذر الحذر من هذا الوضع الفاسد المنحرف فان اعطاءهم المال باطل وغير مفرغ للذمة وليس عليه ثواب بل عليه عقاب لانه تأييد للظلم والاثم ولاعداء الله سبحانه وتعالى. ويكفي ان يحذر الناس منهم فيقاطعونهم لعلهم يتذكرون او يتفكرون او يتوبون وهيهات ان يتوبوا لانهم غير مستحقين للتوبة.
بسم الله الرحمن الرحيم (هذه سورة جيدة طلعت باذن الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده * يحسب ان ماله اخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما ادراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الافئدة * انها عليهم مؤصدة * في عمد ممدة * صدق الله العلي العظيم

الجمعة السادسة عشر 6 ربيع الثاني1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم من وتعبأ وتعبأ واعد واستعد لوفادة الى مخلوق رجاء رفده وطلب نائله وجائزته، فاليك يا رب تعبئتي واستعدادي رجاء عفوك وطلب نائلك وجائزتك فلا تخيب دعائي يا من لا يخيب عليه سائل ولا ينقصه نائل. فاني لم آتك ثقة بعمل صالح عملته ولا لوفادة مخلوق رجوته. اتيتك مقرا على نفسي بالاساءة والظلم معترفا بان لا حجة لي ولا عذر. اتيتك ارجوا عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخطائين فلم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم ان عدت عليهم بالرحمة. فيا من رحمته واسعة وعفوه عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم لا يرد غضبك الا حلمك ولا ينجي من سخطك الا التضرع اليك. فهب لي يا الهي فرجا بالقدرة التي تحيي بها ميت البلاد ولا تهلكني غما حتى تستجيب لي وتعرفني الاجابة في دعائي واذقني طعم العافية الى منتهى اجلي ولا تشمت بي عدوي ولا تسلطه علي ولا تمكنه من عنقي. اللهم ان وضعتني فمن ذا الذي يرفعني وان رفعتني فمن ذا الذي يضعني وان اهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك او يسألك عن امره وقد علمت انه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة وانما يعجل من يخاف الفوت وانما يحتاج الى الظلم الضعيف وقد تعاليت يا الهي عن ذلك علوا كبيرا. اللهم اني اعوذ بك فاعذني واستجير بك فاجرني واسترزقك فارزقني واتوكل عليك فاكفني واستنصرك على عدوي فانصرني واستعين بك فاعني واستغفرك يا الهي فاغفر لي آمين آمين آمين. برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على خير خلقه وسيد انبيائه ورسله محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين السلام على اولهم وآخرهم والسلام على ظاهرهم وباطنهم والسلام على قولهم وفعلهم والسلام عليهم جميعا ورحمة الله وبركاته.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
في هذه الخطبة اود ان اذكر واتعرض الى ما يسمى بالسلوكيين الذين اصبح امرهم مشهورا وعلنيا لكي احذر المجتمع منهم واحذر المؤمنين منهم واحذر المسلمين منهم. هل تعلم نواياهم ؟ هل تعلم اهدافهم ؟ هل تعلم عقائدهم ؟ هل تعلم دينهم ؟ لكي تصدقهم وتركن اليهم وتأخذ بقولهم ! مجرد انك تجده ظاهر الوثاقة والصلاح ويتكلم معك بعدة مفاهيم ملفتة للنظر ومعجبة لك حينئذ تركن اليه وتصدقه. ولكن هذا اولها وانت لا تعلم آخرها الى اين يوصلك ؟ الله العالم. انا اقول ان اولها بديع وآخرها شنيع. هل تعلم انه يريد مصلحتك ؟ او انه لعله يقصد اخراجك عن دينك وعن ايمانك وعن اسلامك وان يجعلك لقمة لجهنم وبئس المصير !
انا اقول اتبعوا حوزتكم واتبعوا علماءكم واتبعوا القرآن واتبعوا كلام المعصومين (عليهم السلام) ما واحد غشكم من هؤلاء. اما واحد مشبوه يتكلم بامور اخرى لا تفهمها ولا تعلم نتائجها فهذا ما ينبغي الحذر منه والبعد عنه، وكل ذلك اي كلام الكتاب الكريم والسنة الشريفة بعيد كل البعد عن كلام هؤلاء الشذاذ المبطلين السائرين في غير طريق الله سبحانه وتعالى.
لو كان الله ـ لاحظ ـ لو كان الله تعالى يريد للمجتمع ذلك لبينه في كتابه الكريم ما عنده مانع قادر على ذلك مع العلم انه لم يبين. ولو اراده النبي (صلى الله عليه واله) او المعصومون لقالوه للناس ولربوا الناس عليه وسلكوا الناس عليه (كما يعبرون هؤلاء). اذا كان التسليك واسعا كما يدعي هؤلاء فلماذا لم يسلك المعصومون اصحابهم ؟ ولماذا لم يأمروهم بتسليك الآخرين ؟ من هو الافضل ومن هو الاعلم هؤلاء ام المعصومون (سلام الله عليهم) ؟ ومن هو فعله ارضى لله سبحانه وتعالى هؤلاء ام المعصومون (سلام الله عليهم) ؟ طبعا المعصومون (سلام الله عليهم).
خذوا بقول المعصومين وقول علمائكم وقول ثقاتكم واهل الحل والعقد فيكم واحذروا هؤلاء وابتعدوا عنهم فانهم يخرجوكم عن دينكم ويبذروا فيكم بذور العقائد الفاسدة ويصوروا لكم الباطل بصورة الحق ويبعدوكم عن رضا الله سبحانه وتعالى وعن الجنة.
واذا كانوا يعتقدون برأيي كما يزعمون ويأخذون بقولي كما يدعون وانا المفروض اذا لم تسيطر علي النفس الامارة بالسوء انا لا اريد لاي فرد الا الصلاح والفلاح فليغيروا حالهم وليبدلوا حالتهم ومقالتهم فانهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله الا خسارا.
هم عصوني في كثير من الامور المهمة، واساؤوا فهمي في عدد آخر منها واضافوا من عند انفسهم عددا آخر منها وكل ذلك انا منه بريء في الدنيا والاخرة واسفا على سوء العاقبة على هذه المجموعة التي كنا نتوقع منهم الخير والصلاح فانقلب الى الشر والفساد والضلال.
وسوف يقولون لكم وقد قالوا فعلا لكم وللمجتمع ان السيد محمد الصدر لا يقصد ما يقول وانما يريد حفظ الظاهر وانما يعمل بالتقية وان لنا اتصال باطني بالسيد محمد واننا نفهم مقاصده الواقعية وانه عميق بحيث لا تستطيعون ان تفهموا كلامه وكل ذلك من استطيع ان اسميها (كلاوات) شرعية وهي كذب محض وانا منهم بريء وانا منهم بعيد واصبحوا كلما انهاهم واردعهم فانهم يزدادون عتوا ونفورا.
فانا اخاطب المجتمع المؤمن ذوي العقول الصافية والنفوس البريئة ان يقاطعوا هؤلاء ويتبرؤوا منهم ويبتعدوا عنهم بعد السليم من الاجرب. وما لم يتب هؤلاء ولن يفعلوا لانهم غير مستحقين للتوبة.
صحيح ان الزهد مستحب وحب الدنيا رأس كل خطيئة ورين القلب ودغله مذموم، الا ان هذه هي تعاليم ديننا الحنيف ولا دخل له بالتفاصيل والعقائد الفاسدة التي ذكرها هؤلاء، وهل هم زهدوا في الدنيا وابتعدوا عنها. صحيح هم زهاد اذا كانوا يدعون الى الزهد لا ليسوا زهاد حبيبي .. دنيويين صرف وانما يريدون باعمالهم هذه واقوالهم هذه الشهرة والسيطرة والمال وتكوين تكتلات وقلاقل في المجتمع وانا من كل ذلك بريء اعاذنا الله من كل مكروه.
واما هذا الذي يحتج به البعض عليّ من انك قلت في الجزء الثاني من فقه الاخلاق هذه العبارة القديمة التي هي موجودة في بعض كتب ابناء العامة (من لا شيخ له فشيخه الشيطان)، فكأنه اذن لا بد ان يكون للفرد شيخ مثل هؤلاء لكي يربيه ويدربه ويسلكه، كأن هذه الرواية تشير الى هذه المجموعة بالذات ! اسفا على العقول القاصرة والتأويلات الفاسدة.
اولا: انها ليست رواية اصلا وانما هي من موضوعات بعض الصوفية.
ثانيا: انني اذكر كثيرا من الاشياء والمفاهيم بصفتها اطروحة لا بصفتها امرا جزميا وهذه الفكرة منها.
ثالثا: انها على تقدير وجودها كرواية فهي رواية ضعيفة جدا ومرسلة ولا حجية فيها ولو كنا في الفقه والتفسير لرفضناها بالكلية.
رابعا: انه من الواضح اننا ان صدقناها فانما يراد بالشيخ حينما يقال (لا شيخ له فشيخه الشيطان)، اي من لا مربي له فمربيه الشيطان. ليس المربي هو المربي الذي يدعوا اليه هؤلاء وانما كل شخص يهدي ويوجهه ويعلمه الخير والصلاح. طبعا اذا واحد لا يوجد من يعلمه الخير والصلاح فشيخه الشيطان لانه تتسلط عليه النفس الامارة بالسوء والشيطان ويذهب الى حيث لا رجعة هذا له باب وجواب. لكنه من قال ان الشيخ هو الشيخ الباطني ؟ لا. هو الشيخ الظاهري الذي يدلك على طاعة الله وعلى ولاية امير المؤمنين واهل البيت (سلام الله عليهم) ولا موجب لان نفهم من الشيخ الشيخ في علم السلوك او علم الباطن او على الطريقة الصوفية. كلا ثم كلا.
واريد الان ان ذكر لكم جانبا من عقائدهم الفاسدة باختصار:
اولا: انهم تاركون لتعاليم الشريعة للصلاة والصيام وغيرها تأويلا للاية ((واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)) وقد جاءهم اليقين بزعمهم اذن فلا موجب للعبادة.
ثانيا: انهم يرون انفسهم اعظم من النبي والقرآن اذن فلا موجب لطاعة النبي (صلى الله عليه واله) وطاعة القرآن.
ثالثا: انهم ينكرون يوم القيامة والثواب والعقاب في الجنة والنار. وانما الثواب والعقاب في نظرهم نفسي وباطني وليس كما يقول الدين الاسلامي الحنيف من انه هناك حشر ونشر وقيامة وثواب وعقاب وجنة وجهنم، كل ذاك غلط اي في نظرهم الفاسد.
رابعا: انهم يأمرون الناس بالتخلي عن عقولهم وعزل تفكيرهم والطاعة العمياء لهم اي لهم بصفتهم شيوخ سلوك وطريقة، مع ان النتيجة الصريحة والاولية لذلك اي للتخلي عن العقل هو الكفر والالحاد لان العقل هو الدليل او الدال الرئيسي على وجود الله سبحانه. فاذا زال العقل او زال الاعتماد عليه انسد باب الاستدلال بالخالق فيصبح الفرد في لحظة من حيث يعلم او لا يعلم ملحدا.
وفي الرواية : ان الله تعالى خلق العقل وخاطبه : بك أُعبد وبك اثيب وبك اعاقب. فاذا رفضناه كنا من الخاسرين بطبيعة الحال. وكذلك في الرواية ان العقل نبي من الباطن والانبياء انبياء من الخارج، يعني ماذا ؟ يعني كل واحد الله تعالى مرسل له نبي في باطنه عليه اتباعه فاذا ازالونا وفرغونا من عقولنا معناه قتلوا النبي الذي الله تعالى ارسله الينا وعلينا ان نطيعهم صرفا على شهواتهم وانحرافاتهم.
خامسا: انهم يؤمنون بالحلول وان روح علي حلت بفلان وروح سلمان حلت بفلان وروح ابو ذر حلت بفلان وروح الزهراء حلت بفلانة وهكذا يقسمون الوظائف فيما بينهم وهذا من المضحكات المبكيات والذي ترفضه الشريعة بصراحة. ويوجد هناك اخبار عن قضية الشلمغاني والحلاج وغير ذلك. الائمة شنوا حربا شعواء ضد هذه المقولات وامثال هذه المقولات.
واوضح اشكال يتوه عليهم هو انهم يعدون انفسهم ويظنون انهم اعلى من النبي والمعصومين اذن فهم اعلى من علي وسلمان وابو ذر وكل البشر فما معنى لتلبسهم الا لمجرد الدعاية لانفسهم وجذب قلوب البسطاء اليهم وانا لله وانا اليه راجعون.
بسم الله الرحمن الرحيم
تبت يدا ابي لهب وتب * ما اغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامراته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد *
جزاكم الله خيرا


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 01:52 AM


الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
انا الان اقرأ الدعاء واذا انتهيت من اية فقرة فانتم قولوا يا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم يا من تحل به عقد المكاره (يا الله) ويا من يفثأ به حد الشدائد (يا الله) ويا من يلتمس منه المخرج الى روح الفرج (يا الله) ذلت لقدرتك الصعاب (يا الله) وتسببت بلطفك الاسباب (يا الله) وجرى بقدرتك القضاء (يا الله) ومضت على ارادتك الاشياء (يا الله) فهي بمشيتك دون قولك مؤتمرة (يا الله) وبارادتك دون نهيك منزجرة (يا الله) انت المدعو للمهمات (يا الله) وانت المفزع في الملمات (يا الله) لا يندفع منها الا ما دفعت (يا الله) ولا ينكشف منها الا ما كشفت (يا الله) وقد نزل بي ما قد تكأدني ثقله (يا الله) والم بي ما ابهظني حمله (يا الله) وبقدرتك اوردته علي (يا الله) وبسلطانك وجهته الي (يا الله) فلا مصدر لما اوردت (يا الله) ولا صارف لما وجهت (يا الله) ولا فاتح لما اغلقت (يا الله) ولا مغلق لما فتحت (يا الله) ولا ميسر لما عسرت (يا الله) ولا ناصر لمن خذلت (يا الله) فصل على محمد واله (يا الله) وافتح لي يا رب باب الفرج بطولك (يا الله) واكسر عني سلطان الهم بحولك (يا الله) وانلني حسن النظر فيما شكوت (يا الله) واذقني حلاوة الصنع فيما سألت (يا الله) وهب لي من لدنك رحمة وفرجا هنيئا (يا الله) واجعل لي من عندك مخرجا وحيا (يا الله) ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فروضك (يا الله) واستعمال سننك (يا الله) فقد ضقت لما نزل بي يا رب ذرعا (يا الله) وامتلأت بحمل ما حدت علي هما (يا الله) وانت القادر على كشف ما منيت به (يا الله) ودفع ما وقعت فيه (يا الله) فافعل بي ذلك (يا الله) وان لم استوجبه منك (يا الله) يا ذا العرش العظيم وذا المن الكريم (يا الله) فانت قادر يا ارحم الراحمين (يا الله) امين رب العالمين (يا الله).
اللهم صل على محمد وال محمد بافضل صلواتك واعظم تبريكاتك كافضل ما صليت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الله سبحانه وتعالى يريد لنا الخير جميعا، وهو خير ولا يريد الا الخير، والمعصومون خير ولا يريدون الا الخير ، والاسلام خير ولا يريد لنا الا الخير، والقران خير ولا يريد لنا الا الخير.
فما هو الخير في حدود المنطوق الذي نتكلم عنه وما هو الشر الذي يقابله؟
في حدود فهمي ان الخير هو طاعة الله عز وجل، لان فيها السعادة والكمال والنور في الدنيا والاخرة. والشر هو عصيان الله عز وجل وعصيان شريعته لانها تؤدي إلى الشقاء والتسافل والظلام والاضمحلال في الدنيا والاخرة.
ونحن نسمي ـ لاحظوا ـ ونحن نسمي كل شخص مطيع لله عز وجل بانه جيد وخيّر وانسان وطيب وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءت من طاعة الله جل جلاله ونسمي الشخص العاصي لله عز وجل خبيث وقاسي وليس بانسان وليس بجيد وهذا صحيح لان هذه الاوصاف جاءته من عصيان الله سبحانه وتعالى واطاعة نفسه الامارة بالسوء وشيطانه الرجيم.
فان الله تعالى لم يامر بسوء ولم ينه عن خير وانما امر بالخير ونهى عن السوء. فيصبح الفرد المطيع نموذجا ممثلا لكل خير. ويصبح الفرد العاصي نموذجا ممثلا لكل سوء.كما قال تعالى ((ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.
ومن هنا يمكن النظر إلى مستويين : مستوى المستحبات ومستوى المحرمات. اما على مستوى المستحبات فالمتوقع من كل مؤمن مخلص والمتوقع من اي فرد على الاطلاق ان يكون مؤمنا مخلصا، اي مخلصا لله عز وجل وليس لاحد سواه كائن من كان على وجه الارض. إذن فالمتوقع من الجميع انه كما ينبغي لهم القيام بالواجبات والارتداع عن المحرمات كذلك ينبغي لهم القيام بالمستحبات والارتداع عن المكروهات حسب الامكان بطبيعة الحال.
الان اسألكم وانا اعتقد انتم عينة المجتمع بدليل تحملكم المصاعب لحضور صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وهذا هو يوم الجمعة وقبل قليل كانت ليلة الجمعة وليلة الجمعة اهم ليالي الاسبوع كما ان يوم الجمعة اهم ايامه بل هو يوم مقدس وعيد ديني كبير فتحه الله تعالى لاوليائه واهل طاعته وهو يعود بنعمة الله سبحانه وتعالى كل اسبوع بينما تعود الاعياد الاخرى كل سنة مرة.
فانا اسئلكم كم منكم قرا في ليلة الجمعة هذه دعاء كميل ؟ انت ارجع إلى نفسك لتجد الجواب واضحا بينك وبين ربك فان كنت فعلت فاحمد الله على هذه النعمة كما قال تعالى ((الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله)). وان كنت لم تفعل فاعلم انك محروم وغير مرحوم وان من فعل ذلك افضل منك واولى بالثواب وقدم من الان الندامة الى الله عز وجل في الترك والتفريط فانما فرطت بنفسك وثواب اخرتك. والمؤمن في الجنة يقال له اذا كنت فعلت الفعل الفلاني من الطاعات واذا كنت مثلا قرأت دعاء كميل في ليلة الجمعة كان لك مثل هذا القصر او هذه المرتبة ولكنك لم تقرأ فحرمت منها او منهما واعطيناها لمن قرأها وفعلها. والله تعالى عادل لا تقصير في عمله وحكمه. فيندم المؤمن في ذلك الحين ويتحسر وهو في الجنة فذلك هو يوم الحسرة والندامة وكان يقول بعض اهل المعرفة : ان الحسرة والندامة للمؤمنين لا للفاسقين ولا للكافرين فان اولئك ليس لهم الوقت ولا الشعور بالحسرة من حيث انهم معاقبون بانواع العذاب.
هل صليت صلاة الليل هذه الليلة، قمت قبل الفجر وتهجدت الى الله سبحانه وتعالى ؟ ومنذ كم مدة لم تصل صلاة الليل ولعله طول عمرك لم تصل صلاة الليل ولم تعلم ما هي صلاة الليل وان كان انا اربأ بكم جميعا ان تكونوا على هذه الشاكلة. هل زرت الحسين في ليلة الجمعة هذه عن قرب او عن بعد ؟ فان ليلة الجمعة من مناسبات زيارته (عليه افضل الصلاة والسلام). هل اغتسلت قبل المجيء الى هنا غسل الجمعة او انت عازم على ان تغتسل غسل الجمعة بعد ان ترجع من صلاة الجمعة بناءا على فتواي من صحة ايقاع غسل الجمعة عصرا وان كان على خلاف المشهور انا اقول يجوز ايقاع غسل الجمعة عصرا ويجزي عن الوضوء ايضا ولو كان عصرا ؟
فالمهم ان الفرد المؤمن يحاسب نفسه على الواجبات والمستحبات وعلى المحرمات والمكروهات فان وجد طاعة حمد الله عليها وان وجد عصيانا استغفر الله منه، وان وجد تقصيرا شحذ الهمة لتلافيه وعدم تكراره في المستقبل. فان الله وطاعة الله موجودة في كل زمان ومكان وفي كل نفس وفي كل نظرة وفي كل خطرة وفي كل كلمة وفي كل علاقة عائلية أو اجتماعية إلى غير ذلك. وما من واقعة صغيرة ولا كبيرة الا ولها حكم وحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة (صلى الله عليه واله).
هذا لو نظرنا الى المستحبات. واما إذا نظرنا إلى الواجبات والمحرمات فالذي افهمه منكم انه ليس احد منكم لا يصلي او لا يصوم او لا يخمس او لا يزكي او لا يقلد والا لما حضرتم الى صلاة الجمعة جزاكم الله خيرا وشعرتم باهمية نصرة المذهب والدين جزاكم الله خير جزاء المحسنين. ولكن تبقى (خردوات) لا بد من الالتفات اليها.
اسأل نفسك بينك وبين الله عن بعض المحرمات المحتملة وبعض الواجبات المتروكة هل قمت لصلاة الصبح هذا اليوم ؟وكم هي النسبة التي تصلي بها صلاة الصبح في وقتها أو انك تنام باستمرار عنها ؟ ومن ينام عن صلاة الصبح بطبيعة الحال ينام عن صلاة الليل بطريق اولى ولا يقرأ دعاء الصباح ولا القرآن ولا التضرع والخشوع خلال الفجر بطبيعة الحال فيفوته الفضل كله وليس له بديل الا النوم وهل يصلح النوم ان يكون بديلا عن طاعة الله والخشوع لله وذكر الله والقيام بالواجبات والمستحبات ؟! عيب هذه الحكاية الدنيوية السافلة المتدنية. فيكون النوم سيفا من سيوف الشيطان يضرب به الشيطان المؤمنين ويذهب عليهم اخرتهم وفضيلة اعمالهم.
اسأل نفسك كم كذبة تكذب في اليوم ؟ او ان ديدنك وعادتك على الكذب والعياذ بالله او ان عادتك والتزامك على الصدق والحمد لله. وما هي النسبة بين صدقك وكذبك في حياتك ؟ فان وجدت الطاعة والصدق فاحمد الله على حسن هدايته لدينه والتوفيق لما دعى اليه من سبيله. وان وجدت المعصية والذنب والعيوب فبادر إلى التوبة فان التوبة غير قابلة للتأجيل بل واجبة فورا دائما. لان تاجيلها يعني احتمال ان لا تحصل ابدا اما بحصول الموت فلربما الانسان يموت في اي نفس وفي اي يوم وفي اي ليلة وهو ممكن دائما.واما بحصول الغفلة أو ان يكون الفرد من التدني وقسوة القلب بحيث لا يكون مستحقا للتوفيق للتوبة.
والفرصة للطاعة موجودة دائما والفرصة للتوبة وباب التوبة مفتوح دائما مادام النفس موجودا فان كنت متدينا فامش في طريق الكمال والله تعالى سريع الرضا واسع الرحمة منان بالعطيات على اهل مملكته، والمهم انك تبادر إلى شحذ الهمة ومعاودة الاخلاص لطاعة الله سبحانه وتعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
والضحى * والليل اذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى * وللاخرة خير لك من الاولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * الم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فاغنى * فاما اليتيم فلا تقهر * واما السائل فلا تنهر * واما بنعمة ربك فحدث *
صدق الله العلي العظيم

الجمعة السابعة عشر 13 ربيع الاول1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
اللهم اني اسألك بجميع اسمائك كلها ما علمنا منها وما لا نعلم. واسألك باسمك العظيم الاعظم الكبير الاكبر الذي من دعاك به اجبته، ومن سألك به اعطيته، ومن استنصرك به نصرته، ومن استغفرك به غفرت له، ومن استعانك به اعنته، ومن استرزقك به رزقته، ومن استغاثك به اغثته، ومن استرحمك به رحمته، ومن استجارك به اجرته، ومن توكل عليك به كفيته، ومن استعصمك به عصمته، ومن استنقذك به من النار انقذته، ومن استعطفك به تعطفت له، ومن امّلك به اعطيته. الذي اتخذت به ادم صفيا ونوحا نجيا وابراهيم خليلا وموسى كليما وعيسى روحا ومحمد حبيبا وعليا وصيا صلى الله عليهم اجمعين. ان تقضي لي حوائجي وتعفو عما سلف من ذنوبي وتتفضل علي بما انت اهله ولجميع المؤمنين والمؤمنات للدنيا والاخرة. يا مفرج هم المهمومين ويا غياث الملهوفين لا اله الا انت سبحانك يا رب العالمين. وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين الابرار الطاهرين.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
انا في الجمعة السابقة ذكرت فئتين أو طبقتين في المجتمع وانتقدتهم بشدة والانتقادات صحيحة لا اتنازل عنها وما خفي عليك اكثر.
كما انني اتكلم هنا من زاوية قوة لانني لا اطمع بهم ولا باحدهم ولا اخاف منهم ولا اريد اعتذارهم وانما التوبة امام الله سبحانه وتعالى وليس امام سواه كائنا من كان في الارض والسماء الا رب العالمين. وانما اتوخى في ذلك ـ اعطيهم تذكرة التوبة لله سبحانه وتعالى ـ عدة امور اهمها: المصلحة العامة لانهم إذا تابوا تنحسر مظالمهم ونكفى شرورهم وتزول عن هذا المجتمع المؤمن مصاعبهم، وهي فائدة عظيمة دينية ودنيوية جيدة نتمناها لهم وللمجتمع ايضا. ومنها : انها لمصلحتهم في الدنيا والاخرة. لهم جيد حبيبي .. ـ انا امرك بالمعروف وانهاك عن المنكر لمصلحتي او لمصلحتك سبحان الله ـ ..! اما الاخرة فالعقاب العظيم والبلاء الاليم إذا استمروا على طريقتهم هذه سواء السدنة أو السالكين لا فرق. واما دنيويا فلان انتظار الظهور (انتظار الفرج الحقيقي) عجل الله فرج المهدي (سلام الله عليه)، انتظار الفرج صحيح صباحا ومساءا … فاذا اليوم، غدا، بعد شهر، بعد سنة ظهر فسوف يستاصلهم عن جديد الارض ولا يغفر لهم توبة ابدا. ينسد باب التوبة عند ظهوره. اذن يبادرون لحساب انفسهم ويصفون اعمالهم الجيد من غير الجيد حبيبي لهم جيد ويبيض وجههم امام الله سبحانه وتعالى. مضافا الى انهم اذا يريدون فائدة دنيوية من الجهة الدينية وان كان هذا عمل شرك لكنه اذا كانوا يريدون ذلك، فالتوبة تجعل حسن الظن بهم وحسن السمعة بهم في المجتمع وفي الحوزة وبين المؤمنين بطبيعة الحال.
وانا جربت هذا الاسبوع نحن عشناه فيما بينهم فكل من حصل منه رد فعل معادي فقد برهن على صدق التهمة بالنسبة اليه.
لكن انا رأيت جماعة منهم مرتاحين كأن الكلام ليس معهم. لانه يعلم هو ليس هكذا اذن لماذا يحمل هما، السيد محمد الصدر ما سبّه ولا تكلم عليه انما تكلم على غيره الذي هو (مو خوش آدمي). الذي يقول انه سيد محمد الصدر ما تكلم جيدا اذن هو غير جيد.
فلا ينبغي ان يكون رد الفعل معاديا لاحظوا شأنهم في ذلك شأن مشركي قريش حينما حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) او المسلمين حين ارادوا هدايتهم ورعايتهم واراد الخير لهم في الدنيا والاخرة. نحن لا نريد والله تعالى لا يريد طبعا والدين ايضا لا يريد ان يكون لهؤلاء سواء السدنة أو السالكين لهم اسوة بمشركي قريش الذين حاربوا رسول الله (صلى الله عليه واله) وانما المتوقع منهم جميعهم اياً كانوا ان تكون لهم اسوة بمشركي قريش الذي اسلموا واهتدوا ورجعوا إلى الصواب وحسن اسلامهم.
فمن يقول للفاسق انت فاسق وللخاطيء انت خاطيء وللمنحرف انت منحرف انما ذاك ليس لمصلحة المتكلم والا لو كان كذلك لشتمه وسبه وغلط عليه ليس انه ينبهه من نومة الغافلين وافعال المجرمين وانما يريد بذلك تنبيهه وهدايته حتى ان الإمام الحسين عليه السلام وعظ المعسكر المعادي له بمختلف انواع المواعظ ليس للنجاة منهم وهو يعلم انهم قاتلوه وانما لاقامة الحجة عليهم. وقد اثرت هذه المواعظ في البعض القليل جدا منهم وهو الحر (سلام الله عليه) ولربما مع ابنه وخادمه كما في بعض الروايات. ليس هذا فقط بل الحسين عليه السلام بكى على حال اعدائه من حيث انهم سيقومون بمثل هذه الجريمة الشنعاء التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية وربما في تاريخ الكرة الارضية ويتحمسون ويخلصون للظالم وللدنيا وللمتاع الرخيص ويذرون رحمة الله وتعاليم الله وثواب الله تعالى وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون ان هذه حال مبكية ومزرية حقا.
فليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مظهرا من مظاهر الشتم والعداء لاي واحد من المجتمع، بل هي حب له وشفقة عليه وفي مصلحته صرفا ومحضا.
وباب الله مفتوح دائما ورحمته متوفرة دائما وباب التوبة مفتوح دائما وباب الحوزة مفتوح دائما وباب السيد محمد الصدر مفتوح دائما، ما دمت انا في الحياة وفي المسؤولية. ومادام الإنسان (اي المكلف) في الحياة ونفسه يصعد وينزل فباب التوبة مفتوح امامه وليس عليه الا ان يلتفت الى نفسه وماله ويحاسب نفسه ويثمن اعماله ويسمع ويصغي إلى من امره بالمعروف ونهاه عن المنكر.
فانا من هنا ادعو كلتا الطائفتين الى التوبة وقد لا تكون التوبة سهلة والتوبة ليس معناها العلاقة مع السيد محمد الصدر وان كان هذا هو الاقرب الى نفسي الامارة بالسوء لكنه عقلي لا يريدها. اطيعوا الله فقط اطيعوا الله فقط، اي واحد على وجه الارض يطيع الله فقط.
فاذا بدل والسدنة والخدمة تصرفاتهم الخارجة عن تعاليم الدين والتزموا بشريعة سيد المرسلين بالدقة والوضوح وليس بالخديعة والمكر فهذا يكفي جدا لاجل ان يكونوا هم الجيل الامثل والافضل للسدنة والخدمة من اجيالهم السابقة، لا انهم يقولون (( اننا وجدنا اباءنا كذلك يفعلون اولو كان اباؤهم في ضلال مبين)).
وليست توبتهم سهلة فان مثالهم في ذلك مثال من كانت كل امواله وافعاله حراما كبائع الخمر أو المغني أو المحترف السرقة واضرابهم. وكيف يحلل مثل هذا الإنسان ماله وافعاله لانها كلها سرقة من اموال المعصومين واولاد المعصومين والمساجد المقدسة.
وهناك قصة بسيطة : انه مر على عيسى بن مريم (على نبينا وعليه السلام) رجل فقال له اجعلني من اصحابك. فاجابه: اخرج من مالك واتبعني، (اخرج من مالك واتبعني) فاسف لذلك (تأذى وراح)، لانه كان رجلا ثريا متمولاولا يريد ان يخرج من ماله وان كان فيه صلاح آخرته واتباع نبيه واتباع شريعته واغلب الناس هكذا ما دام هذا السرطان هنا موجود منتهين منه، هو منتهي حبيبي.
وكذلك اهل السلوك ان بدلوا سلوكهم واقوالهم وافعالهم، واقبلوا إلى الطريق الصحيح فاهلا بهم وسهلا ولكن بشرط ان يقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على ذلك وليس مجرد الكلام والمواعيد : نعم سيدنا انا راح اصير بهذا الشكل وبطلت. اتخدعني ! لا، انما تستطيع ان تخدع الله! وحاشا الله المطلع على السرائر والقلوب والظواهر والبواطن والخواص والعوام، سبحان الله ! والا فانا واياهم على طرفي نقيض اقولها من هنا :
اولا: يجب عليهم جميعا ان يتركوا تسليك الاخرين تسليكا كاملا سواء ممن كان في طريق السلوك او الذي لم يسلك بعد، فان الله تعالى ارحم بكل الناس وبهؤلاء من هؤلاء الشيوخ جميعا.
ثانيا: ان يتركوا التعرض للامور الباطنية والعرفانية في كل احاديثهم اطلاقا سواءا في خطبة او في مجتمع او امام افراد عائلته او اي شيء، ويكتموا باطنهم كتمانا تاما الا عن الله سبحانه وتعالى.
ثالثا: ان يمحصوا عقائدهم ويعيدوا النظر فيها فما كان منها حقا اخذوا به وما كان منها باطلا نبذوه. والباطل ـ الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ـ، الحمد لله الباطل كثير عندهم، عدد معتد به من عقائدهم مع شديد الاسف.
رابعا: ان يعلنوا ترك هذا الطريق الشائك الباطل ويقيموا الحجة الشرعية الاطمئنانية على تركه وعندئذ سوف اقبلهم والحوزة سوف تقبلهم وكل من فعل ذلك فجزاه الله خيرا ويبقى حسابه على الله وليس على سيد محمد الصدر والله تعالى ((يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)) وكذلك في اية اخرى ((ويعفو عن كثير)).
فالتفتوا انتم السالكون وانتم السدنة والخدمة الى مصالحكم الاخروية والى مصلحة المجتمع الدينية الحقيقية ولا تاخذكم في الله لومة لائم ولا تقدموا حب الدنيا على حب الاخرة، وحب العاجل على حب الاجل، وحب الشهرة والمال والسيطرة التي اعمت ابصار الملايين ودفعتهم لقمة سائغة إلى الشيطان والى جهنم وبئس المصير. وانا اجلكم عن ذلك عن هذا الضلال وانتم تعيشون قرب امير المؤمنين وفي ارض النجف الاشرف وفي ارض الكوفة المقدسةوقرب تعاليم دينكم الحنيف في الحوزة الشريفة. انا وكذلك الله تعالى ورسوله والمعصومون نريد منكم ان تكونوا اول المتعظين واول المطيعين وخير المطبقين لتعاليم سيد المرسلين جزاكم الله خير جزاء المحسنين.
بسم الله الرحم الرحيم
الم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي انقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا * فاذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب * صدق الله العلي العظيم


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 01:53 AM


الجمعة الثامنة عشر 20 جمادي الثاني 1419
الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين وصلى الله على خير خلقه محمد النبي الكريم وعلى اله الطيبين الطاهرين.
الهي اليك اشكو نفسا بالسوء امارة والى الخطيئة مبادرة وبمعاصيك مولعة ولسخطك متعرضة، تسلك بي مسالك المهالك، وتجعلني عندك اهون هالك. كثيرة العلل طويلة الامل ان مسها الشر تجزع وان مسها الخير تمنع ميالة الى اللعب واللهو مملوة بالغفلة والسهو تسرع بي الى الحوبة وتسوفني بالتوبة الهي اشكوا اليك عدوا يضلني وشيطانا يغويني قد ملأ بالوسواس صدري واحاطت هواجسه بقلبي يعاضد لي الهوى ويزين لي حب الدنيا ويحول بيني وبين الطاعة والزلفى. الهي اليك اشكوا قلبا قاسيا مع الوسواس متقلبا وبالرين والطبع متلبسا وعينا عن البكاء من خوفك جامدة والى ما يسرها طامحة. الهي لا حول لي ولا قوة الا بقدرتك ولا نجاة لي من مكاره الدنيا الا بعصمتك. فاسألك ببلاغة حكمتك ونفاذ مشيتك ان لا تجعلني لغير جودك متعرضا ولا تصيرني للفتن غرضا وكن لي على الاعداء ناصرا وعلى المخازي والعيوب ساترا ومن البلاء واقيا وعن المعاصي عاصما برأفتك ورحمتك يا ارحم الراحمين.
ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
لبيك ربي وسعديك وسبحانك اللهم صل على محمد وال محمد وبارك على محمد وال محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد. صلوا على محمد وال محمد.
اللهم ارحم محمدا وال محمد كما رحمت ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
اللهم سلم على محمد وال محمد كما سلمت على نوح في العالمين اللهم امنن على محمد وال محمد كما مننت على موسى وهارون صلوا على محمد وال محمد (اللهم صل على محمد وال محمد)
اللهم صل على محمد وال محمد كما شرفتنا به اللهم صل على محمد وال محمد كما هديتنا به اللهم صل على محمد وال محمد وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون صلوا على محمد وال محمد (اللهم صل على محمد وال محمد)
على محمد واله السلام كلما طلعت شمس او غربت على محمد واله السلام كلما طرفت عين او برقت على محمد واله السلام كلما ذكر السلام على محمد واله السلام كلما سبح الله ملك او قدسه السلام على محمد واله في الاولين والسلام على محمد واله في الاخرين والسلام على محمد واله في الدنيا والاخرة. صلوا على محمد وال محمد.
تكلمنا في الخطبة الاولى من الجمعة السابقة عن ان الفرد ينبغي ان يحاسب نفسه وينظر الى اعماله واقواله فان وجد الطاعة حمد الله عليها وان وجد المعصية او التقصير استغفر الله تعالى منه.
فالان ايضا اقول : اسأل نفسك هل انت تعادي بعض المؤمنين الذين ثبت اخلاصهم لله عز وجل وتنتقده وتستغيبه وتقاطعه، ام لا ؟ فان كنت كذلك فاعلم ان هذا ليس لصالح الطرفين ولا لصالح المجتمع ولا لصالح الدين ككل.
اما بالنسبة إلى الطرفين الذين هما انت وصاحبك فاعلم انه وان نال هو منك البلاء الدنيوي بشتمه والاعراض عنه ومقاطعته الا انه هو سيحصل على الثواب الاخروي، وانت ستحصل على العقاب الاخروي وتكون في ذلك شأن يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب حين صار سببا لمزيد الثواب للحسين (عليه السلام) واصحابه واهل بيته (عليهم السلام). فانه يكون مسؤولا امام الله تعالى ومعاقبا باشد العقاب، فلعلك تنال من العقاب ما يشبه ذلك وكلما كان صاحبك اكثر اخلاصا وايمانا كان عقابك اكثر واشد الما.
واما بالنسبة الى مصلحة المجتمع والدين، فاعلم انه لا يستفيد من ذلك الا الاعداء المتربصون في خارج الحدود وفي داخل الحدود وبشكل كامل ومركز وبمختلف الاساليب والشعارات.
يكفي ان يحصل من ذلك احد امرين او كلا الامرين:
الامر الاول: قلة الفائدة الدينية والمصلحة العامة لوضوح انكما او اي فردين في الواقع لو كنتما متكاتفين ومتعاضدين لاستطعتما ان تنفعا المجتمع اكثر بقليل او بكثير، فالتنافر والتناحر يورث قلة الاعمال الصالحة وقلة المصلحة العامة وقلة رضاء الله عز وجل.
الامر الثاني : ما يمكن ان يحصل من التنافر والتناحر من امور مزعجة ومضاعفات مخزية ويكفي ان نتصور او نتخيل ما يعمله البعض، لاحظوا هذه قصة موجودة وموجودة ايضا ومطبقة عند عدد من الناس: انهم يضعون ديكين يتصارعان والحاضرون يضحكون ويستانسون فسوف يكون هذا الضحك في محل كلامنا، ترون ان المؤمنين كالديكين يتصارعان حتى يسقطان ويكون هذا الضحك من قبل الاخرين في مصلحة الشيطان وضد مصلحة الرحمن كما قالوا في الحكمة: (اتفقوا على باطلهم وتفرقتم عن حقكم).
مضافا الى انك ينبغي ان تسأل نفسك عما اذا كان الحق معك وليس معه كما انت ترى لنفسك ان الحق معك وليس معه مع انك قد تكون مخطئا. والخطأ على مثل هذه المستويات قد يسبب كارثة او جريمة ضد المصلحة الخاصة والعامة معا. فقد يكون الحق معه وليس معك وهذا هو مقتضى كونه مؤمنا مخلصا صالحا كما هو المفروض. فلماذا لايكون هو الى جنب الحق وانت تكون الى جنب الباطل والعياذ بالله ؟ المهم ان ماذا ؟ ان تلاحظ نفسك في مثل ذلك في علاقاتك العامة. فتكون قد ناقشت الرحمن بدل ان تناقشه وليس ان تناقش الشيطان. وبتعبير آخر تكون قد مثلت طرف الشيطان وانت تريد ان تمثل طرف الرحمن.
وهذا المعنى شامل لكل قضايا المجتمع على الاطلاق ولكل الطبقات حتى القضايا الحوزوية بطبيعة الحال، بل لعل القضايا الحوزوية اكثرها اهمية وصعوبة سواء في ذلك الافكار التي تدعم السيد محمد الصدر او التي تدعم الاخرين.
وعلى اي حال فانت كمؤمن ومتورع ولا تريد ان تكون خاطئا في رايك ومنحرفا في عقيدتك والعياذ بالله، يجب عليك ان تحتاط في كلامك فانه كما قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ((ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)) وكذلك ((اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد)). ورقابة الله سبحانه اهم رقابة وهو اسمع السامعين وابصر الناظرين واشد المعاقبين.
ومعنى الاحتياط هنا : ـ اليس تحتاط في علاقاتك يعني ماذا ؟ ـ هو ان تتاكد من قولك قبل ان تلفظه، ومن فعلك قبل القيام به وانجازه. بحيث يكون لديك قناعة كاملة بانتسابه إلى الدين والى رضا رب العالمين ورضا السادة المعصومين (سلام الله عليهم اجمعين). لا اننا نناقش بالاحتمالات والاشاعات فتكون قد قلت زورا بدل ان تقول حقا، وتكون قد طعنت بالحق بدلا عن الطعن بالباطل ولو احتمالا. فعليك التاكد مائة بالمائة من هذه النواحي فان استغلال الاعداء موجود والصيد بالماء العكر موجود وضعاف النفوس كثيرون. وانا اريد والله تعالى يريد والمعصومون يريدون ان يكون كل المؤمنين اهل نفوس قوية واراء جلية وقلوب نقية وافعال دقية ورضية. لا انهم يلقون انفسهم بالظن والتهمة فيكونون قد بداوا بظلم انفسهم قبل ظلم نفوس الاخرين.
فالمهم فيما ليس لك فيه قناعة حقيقة ان تسكت ولا تشارك فيما يحتمل ان يكون باطلا او ضلالا والعياذ بالله. والا فقد يقال لك كما قيل لغيرك وهو بيت الشعر الذي قاله الشاعر:
اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة .... او كنت تدري فالمصيبة اعظم
وان وجدت من المصلحة او من الضروري ان تشارك او ان تتكلم او ان تتصرف فليكن كلامك كلام المتورعين وتصرفاتك تصرفات المؤمنين. واذا كنت شاكا فعليك بالسؤال من اهل الفضل والفهم والعلم من الحوزة وغيرها.
والعمدة هنا ـ لاحظوا انا قلت انه تسأل من اهل الفضل والعلم ـ في الحقيقة اهل الفضل والعلم غير كافٍ، بل المهم هو العلم والاخلاص. فاسأل العالم المخلص وهو من تطمئن الى دينه مضافا الى انك تطمئن الى علمه ولا تقتصر على واحد في السؤال بل عليك ان تجمع القرائن والدلائل ووجهات النظر من امثال هذه الطبقة الطيبة من الناس، حتى اذا ما حصل لك الاطمئنان والقناعة برأي معين مرضي لله عز وجل ولرسوله ولأمير المؤمنين فعليك عندئذ ان تتصرف بحكمة وبما تعرف من المصلحة الدينية فليس كل حق يقال وليس كل باطل ينتقد (ظاعرا يعني) بل كل ذلك حسب المصلحة وان كان كذلك في القلب بيننا وبين الله سبحانه وتعالى الا ان بيانه يحتاج الى تشخيص المصلحة وهذا صعب على عامة الناس الا انني اوصيهم بالاحتياط من هذه الجهة ليحصلوا على رضا الله تعالى ويحصلوا على مصلحتهم الخاصة في الاخرة ومصلحتهم الدينية في الدنيا ولا يكونوا من المفسدين والعياذ بالله.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد*

الجمعة الثامنة عشر 20 جمادي الثاني 1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ان كنت قد عصيتك فاني قد اطعتك في الايمان مني بك منا علي لامنا مني عليك. واطعتك في احب الاشياء لك لم اتخذ لك ولدا ولم ادع لك شريكا. وقد عصيتك في اشياء كثيرة علىغير وجه المكابرة ولا الخروج عن عبوديتك ولا الجحود لربوبيتك ولكن اتبعت هواي وازلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي وان تعف وترحمني فبجودك وكرمك يا كريم. اللهم ان ذنوبي لم يبق لها الا رجاء عفوك وقد قدمت الة الحرمان فانا اسألك اللهم ما لا استوجبه واطلب منك ما لا استحقه. اللهم ان تعذبني فبذنوبي ولم تظلمني شيئا وان تغفر لي فخير راحم انت يا سيدي. اللهم انت انت وانا انا. انت العواد بالمغفرة وانا العواد بالذنوب. وانت المتفضل بالحلم وانا العواد بالجهل. اللهم فاني اسألك يا كنز الضعفاء يا عظيم الرجاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا مميت الاحياء يا محيي الموتى انت الله لا اله الا انت. انت الذي سجد لك شعاع الشمس ودوي الماء وحفيف الشجر ونور القمر وظلمة الليل وضوء النهار وخفقان الطير. فاسألك اللهم يا عظيم بحقك على محمد واله الصادقين وبحق محمد واله الصادقين عليك وبحقك على علي وبحق علي عليك وبحقك على فاطمة وبحق فاطمة عليك وبحقك على الحسن وبحق الحسن عليك وبحقك على الحسين وبحق الحسين عليك. فان حقوقهم عليك من افضل انعامك عليهم وبالشأن الذي لك عندهم وبالشأن الذي لهم عندك.
صل عليهم يا رب صلاة دائمة منتهى رضاك واغفر لي بهم الذنوب التي بيني وبينك وارض عني خلقك واتمم علي نعمتك كما اتممتها على ابائي من قبل ولا تجعل لاحد من المخلوقين علي فيها امتنانا وامنن علي كما مننت على ابائي من قبل.
اللهم صل على علي امير المؤمنين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على فاطمة بنت نبيك محمد عليه واله السلام والعن من آذى نبيك فيها. اللهم صل على الحسن والحسين امامي المسلمين ووال من والاهما وعاد من عاداهما وضاعف العذاب على من شرك في دمائهما. اللهم صل على علي بن الحسين امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على محمد بن علي امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على جعفر بن محمد امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على موسى بن جعفر امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على علي بن موسى امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على محمد بن علي امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على علي بن محمد امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على الحسن بن علي امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه. اللهم صل على الخلف من بعده امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وعجل فرجه. اللهم صل علىذرية نبيك. اللهم اخلف نبيك في اهل بيته. اللهم مكن لهم في الارض. اللهم اجعلنا من عددهم ومددهم وانصارهم على الحق في السر والعلانية.
اتقو الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الان اسال نفسك هل انت تصافي اعداء الدين وتجاملهم وتصادقهم وتعمل باعمالهم او ببعض اعمالهم مع علمك بحالهم ومقالهم واهدافهم ؟ وهل يكون عندك تجاههم ما يسمى باقل الايمان وهو الاستنكار القلبي ؟ وقد قلت في بعض مؤلفاتي ان هذا الاستنكار القلبي ملازم مع الايمان لا ينفك عنه لان الفرد الذي لا يجد الاسف في نفـسه ليـس بمؤمن اطلاقا، بل هو مثل صاحبه في الانحراف والفساد ويكون مشمولا لمثل قولهم (عليهم السلام): (الراضي بفعل قوم كفاعله) وقولهم: (الله يحشره مع من احب). واذا وجدت عيبا او حراما او فعلا حراما ولم تستنكر قلبيا، فمعنى ذلك انك تحبه وتحب ان تكون مثله فيكون هذا هو العيب الرئيسي لك امام الله سبحانه وتعالى.
مع الالتفات الى ان الاستنكار القلبي خال من التقية لانه لا يعلم به احد الا الله سبحانه وتعالى بخلاف الاستنكار باليد واللسان فانه تابع للظروف فقد يكون محكوما بحكم التقية وقد ورد التقية (ديني ودين آبائي) وورد (لا دين لمن لا تقية له) غير ان الافعال القلبية الخفية خارجة عن حكم التقية كالصوم فانه يمكن الا يعلم به الا الله سبحانه وتعالى فيخلوا من الرياء ومن هنا ورد في الحديث القدسي ( الصوم لي وانا أجزي به) او (أُجزى به).
وكذلك الافعال القلبية الاخرى من الطاعات والمعاصي كلها لا يكون فيها بيان واعلان الا اذا اراد صاحبها الاعلان عنها كالصبر والتوكل والذكر والخشوع وكذلك المعاصي القلبية والعياذ بالله كالاعتراض والشك والوسوسة وسوء الظن بالله او سوء الظن بالمؤمنين وغيرذلك ونعوذ بالله من كل زلل.
فالمهم ان يشعر الفرد المؤمن قلبيا بالمباينة والمفارقة بين اهل الايمان واهل النفاق، أو قل بينه وبين المنافقين، فنحن قوم وهم قوم ايا كانت جهة النفاق هذه وهي عديدة كما نعلم وتعلمون. فقد نكون معا متعاشرين معهم في مجتمع واحد او احيانا في اسرة واحدة او سوق واحد او مصلحة واحدة او دائرة او مستشفى او مدرسة ونحو ذلك ونعاملهم ونجاملهم ولكن هم قوم ونحن قوم عند الله عز وجل لا حشرنا الله معهم كما ورد (كن فيهم ولا تكن منهم) لاننا لا نعتقد باعتقادهم ولا نستهدف هدفهم ولا نقول بقولهم ولا نعمل بعملهم كائنا من كانوا على وجه الكرة الارضية. فنجد الكثيرين جدا ممن لا مانع لديه من عمل المحرمات العامة والخاصة، فهو يكذب ويستغيب ويؤذي المؤمنين وآخر يشرب الخمر ويتعامل بالربا وآخر يزني ويلوط وكثيرون جدا هم الذين يعتبرون سلوتهم التلفزيون بما فيه من اغاني محرمة وصور خلاعية ومسلسلات اجنبية لم توضع ولم تؤسس اصلا الا لاخراج الناس عن ورعهم وعفتهم ودينهم.
وليتهم حينما يملكون جهاز التلفزيون ان يستعملوه بالحلال فلا يغضبوا الله سبحانه وتعالى لكانوا احسن صنعا نسبيا، ولكن لذة النفس الامارة بالسوء انما هي بالعصيان والطغيان والتمرد امام الله سبحانه وتعالى وتجد في ذلك لذة ونشوة، كما قال الشاعر الفاجر
رمضان ولى هاتها يا ساقي .... مشتاقة تسعى الى مشتاق
وهي الخمر قبحها الله ولعن كل شاربيها على وجه الارض كائنا من كانوا (هنا صاح الناس بالصلاة على محمد وال محمد) او قول الشاعر :
(هيا نعصي جبار السماوات) والعياذ بالله للذة نفسه الامارة بالسوء هذا السرطان الذي لا يمكن قتله الا باذن الله الا من رحم الله وعصم الله.
فهو (هذا الشاعر وكل من يكون امثاله) يعترف بوجود الله ويعترف بعقابه ولكنه يجد للعصيان لذة لا تقاوم فيلقي نفسه على المحرمات ويكثر منها مع ان هذه اللذة هي الامتحان الالهي الكبير الذي يجب تجنبه والخلاص منه مهما كان صعبا كما قال الشاعر :
يا لها لذة آن ان حلت تجلب الذل لهم والعطبا
اعيد البيت :
يا لها لذة آن ان حلت .... تجلب الذل لهم والعطبا
اي في الدنيا والاخرة معا.
يكفي في ذلك انها تورط الفرد في الدنيا والاخرة، واوضح مثال على اللذة المحرمة: لذة السكر بشرب الخمر، فانها لذة لا تقاوم مع وجود الادمان، مع ان حرمة شرب الخمر من ضروريات الدين ونص رب العالمين في القرآن الكريم.
ومع ذلك، سبحان الله .. في المجتمع نجد كثير من الحانات وبيوت الخمر منتشرة في كثير من بلدان العراق وغير العراق، وهذا من الخزي على المجتمع المسلم والمؤمن بطبيعة الحـال. فنطالب من هنا باغلاقها جميعا عن بكرة ابيها ولا يبقى لها باقية.
اذن فجملة من اللذائذ يجب الاجتناب عنها وهي محرمة وممنوعة والا لا يمكن ان يكون الفرد مؤمنا ولا متورعا اصلا كما هو واضح جدا.
الخطوة الاخرى: ان الإنسان إذا كان مؤمنا ومتورعا لحقته تعاليم اخرى وتمارين اخرى تصعد به في درجات الكمال من حيث ان كل لذة دنيوية، وان كانت مباحة تكون مرجوحة في درجات الايمان العليا، ومنه يقول في الدعاء: (اللهم اني اتوب اليك من كل لذة بغير ذكرك)، لانني حينما تلذذت بهذه اللذة نسيت ذكر الله سبحانه وتعالى وانشغلت باللذة نفسها ونسيت ان الشعور باللذة اساسا من خالقه ؟ ومن جالبها ؟ ومن الذي ركبه بي ؟ جل جلاله انما هو من نعم الله سبحانه وتعالى. فلم اذكر ذلك ولم اشكر على ذلك فخاب عملي في ذلك الحال وهي اوقات كثيرة تمر على الانسان على ذلك بل لعل كل حياته على ذلك كما يقول في القرآن الكريم ((وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون)).
بقي ان اشير باختصار إلى مطلب اخر وهي : ان الاخبار تصل عن حصول المنع عن عددمن صلوات الجمعة في بعض البلدان. وهذا من المؤسف ان يحصل ، بعد ان ثبت بالتجربة والعيان:
اولا : انها لا ربط لها بالسياسة اصلا، وانما المراد بها فقط تربية المجتمع وانشاء الافراد الصالحين وتكثير الطاعات والصالحات وتقليل المآثم والعصيان ونشر جو من الاخوة والتكافل بين افراد المجتمع .
ثانيا: ثبت بالتجربة والعيان انها عز للدين وللمجتمع امام كل الاعداء ويحصل بها أيضاً التماثل في التصرف بين مختلف المذاهب الاسلامية، هم يصلون ونحن نصلي . وليس من المعقول ان تمنع بعض صلوات الجمعة من فئة أو مذهب ولا تمنع من فئة أو مذهب اخر ، مع اننا جميعا نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، ونقدس القبلة والقران الكريم. فالرجاء غض النظر عن اقامة صلوات الجمعة في اي مكان كان.
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا *
صدق الله العلي العظيم


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 01:55 AM


الجمعة التاسعة عشر 27 ربيع الثاني 1419
الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمي،ن وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم.
انا سوف اقرأ الدعاء طبعا وكلما انتهيت من فقرة فالرجاء ان تقولوا (لا اله الا الله).
بسم الله الرحمن الرحيم، ربي ادخلني في لّجة بحر احديتك ،(لا اله الا الله) وطمطام يم وحدانيتك (لا اله الا الله) وقوني بقوة سطوة سلطان فردانيتك ،(لا اله الا الله) حتى اخرج الى فضاء سعة رحمتك ،(لا اله الا الله) وفي وجه لمعات برق القرب من اثار رحمانيتك، (لا اله الا الله) مهيبا بهيبتك، عزيزا بعنايتك، متجلالا مكرما بتعليمك وتذكيتك، (لا اله الا الله) والبسني خلع العزة والقبول، (لا اله الا الله) وسهل لي مناهج الوصلة والوصول، (لا اله الا الله) وتوجني بتاج الكرامة والوقار، (لا اله الا الله) والّف بيني وبين احبائك في دار الدنيا ودار القرار، (لا اله الا الله) وارزقني من نور اسمك هيبة وسطوة تنقاد لي القلوب والارواح، (لا اله الا الله) وتخضع لدي النفوس والاشباح، (لا اله الا الله) يا من ذلت له رقاب الجبابرة، (لا اله الا الله) وخضعت لديه اعناق الاكاسرة، (لا اله الا الله) لا ملجأ ولا منجا منك الا اليك، (لا اله الا الله) ولا اعانة الا بك ولا اتكاء الا عليك، (لا اله الا الله) ادفع عني كيد الحاسدين، وظلمات شر المعاندين، (لا اله الا الله) وارحمني تحت سرادقات عرشك يا اكرم الاكرمين، (لا اله الا الله) ايد ظاهري في تحصيل مراضيك، ونوّر قلبي وسري بالاطلاع على مناهج مساعيك، (لا اله الا الله).
الهي كيف اصدر عن بابك بخيبة منك، (لا اله الا الله) وقد وردته على ثقة بك، (لا اله الا الله) وكيف تأيسني من عطائك وقد امرتني بدعائك، (لا اله الا الله) وها انا مقبل عليك ملتجأ اليك، (لا اله الا الله) باعد بيني وبين اعدائي، (لا اله الا الله) كما باعدت بين اعدائي، (لا اله الا الله) اختطف ابصارهم عني بنور قدسك، (لا اله الا الله) وجلال مجدك، (لا اله الا الله) انك انت الله المعطي جلائل النعم المكرمة، (لا اله الا الله) انك انت الله المعطي جلائل النعم المكرمة لمن ناجاك بلطائف رحمتك، (لا اله الا الله) يا حي ياقيوم، (لا اله الا الله) يا ذا الجلال والاكرام، (لا اله الا الله) وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد واله اجمعين، (لا اله الا الله) الطيبين الطاهرين، (لا اله الا الله) كافضل ما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد (لا اله الا الله).
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
وقع في يدي قبل ايام، وانا اتامل ماذا ينبغي ان اقول في خطبة صلاة الجمعة.وقع في يدي كتاب الاكليل لابي محمد الحسن اليماني المعروف بابن الحائك الهمداني، وهو كتاب يحتوي اكثره على ما يسميه المؤلف، بالقبوريات، وهي اخبار وقصص عن قبور قديمة حصل الكشف عنها. وقد الفت نظري احد تلك الاخبار، صفحة 138 من الكتاب يقول فيه: (فيه عبرة اريد ان اعرضها عليكم)
روى هشام عن ابيه عن صالح الكلبي عن ابن عباس قال: ذكرنا احاديث القبور في مجلس رسول الله (صلى الله عليه واله)، فانشعبت منا فيه فنون كثيرة فلم يبق فينا احد الا حدث حديثا. فاقبل رجل من جهينة، فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه واله)، قال: اتانا من يُحدث فيحسن. فلما جاء سلم ثم جلس، فقال: افيكم رسول الله (صلى الله عليه واله) (حيث انه لايعرف رسول الله لانه جالس بين الناس كاحدهم، وفي رواية اخرى يدخل الداخل يقول: من منكم محمد؟ هكذا فقط، من دون تكبر اطلاقا. لانه يلبس كما يلبس الاخرون، ويتكلم كما يتكلم الاخرون، ويمشي كما يمشي الاخرون. على كل حال). فلما جاء سلم ثم جلس، فقال: افيكم رسول الله؟ قلنا نعم ها هو ذا، فقام اليه مسرعا فقبل يده، فقبضها عنه رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم قال: (ان هذه حمقة من حمقات الاعاجم). (ربما الاكاسرة أو القياصرة أو المتنفذين منهم، كانوا يفعلون هذا الفعل، وطبعا تعلمون ان كل غير عربي فهو اعجمي، وليس المقصود امة او لغة معينة). كانوا يستطيلون على الناس بتجبرهم، فاذا جلسوا في مجالسهم، ودخل عليهم من دونهم، تملقهم بمثل هذا، ليستجلب به رافتهم، وان تحية الاسلام المصافحة. فقال: يارسول الله اني اتيتك من بين ظهراني قوم حرشتهم الجاهلية فقست قلوبهم، ومرنت على التكذيب خلودهم، واني احب الاسلام فاتيتك فيه راغبا، فاشرع لي اعلامه لاؤدي فرائضه التي عليّ.. الى اخر الخبر.
فالمهم ومحل الشاهد هو تقبيل اليد، التي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في هذه الحادثة سحبها من هذا الرجل، ولم يقدمها لتقبيل يده.
وفي الوسائل ابواب احكام العشرة، عن علي بن مزيد صاحب السابري، قال: دخلت على ابي عبد الله(عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها، فقال: (اما انها لاتصلح الا لنبي او وصي نبي).
وحسب فهمي، فان السر في ذلك هو ان تقبيل اليد، يكون بالنسبة الى من تُقبّل يده، نحوا من التكبر والانانية، والشعور بالاهمية بالنفس الامارة بالسوء، وشكل من اشكال الاستعلاء بالباطل، وعلى غير الحق، وفي يوم القيامة يحشر الفرد ويسأل لماذا قدمت يدك للتقبيل؟ فماذا يجيب؟ مع ان حبال الدنيا يومئذ كلها متقطعة، هل يقول كان ذلك طلبا للدنيا، او للشهرة، او للمال، او للتعارف الاجتماعي، او للتكبر؟‍‍ ‍‍طبعا كل ذلك منقطع في يوم القيامة، ولا يقبله الله سبحانه وتعالى.
ومن هنا ورد كما سمعنا، (انها لاتكون الا لنبي او وصي نبي) اي للمعصومين بالذات، او واجبي العصمة، عليهم افضل الصلاة والسلام. وهم الانبياء والاولياء عليهم السلام، لان نفوسهم ليست امارة بالسوء، لانهم معصومون. اما انا وامثالي، من ذوي النفوس الضعيفة، والقلوب المخلوطة، فهي مؤثرة لامحالة، (اي تقبيل اليد ) تاثيرا دنيويا متسافلا، حتى وان كان قصد الطرف الاخر (اي المقبل) قصدا حسنا وبنية حسنة، الاان فيه جانبا سيئا ايضا حتى على الاخر، لان الفرد الذى تقبل يده اذا تورط امام الله سبحانه، فان الذى ورطه انما هو هذا الذي قبل يده، فهو يضره في الاخرة، فيصير واسطة على ضرره، فيكون هو متورطا ايضا. لانه يضر المؤمن من هذه الجهة.
وليس في الاخبار استحباب تقبيل اليد، ولا خبر واحد فضلا عن الكثير. واتحدى اي شخص، ياتي بما يدل على الاستحباب. بل ان نفس الرواية السابقة، بل كلتا الروايتين السابقتين، تدلان على مرجوحيته لغير المعصومين بالذات، لانه يقول : (اما انها لاتصلح الا لنبي او وصي نبي)، يعني اذا لم يكن الفرد هكذا (اي معصوما بالذات) فلا يصلح له تقبيل اليد. وامارة ذلك هو ان تنظر اليه هل يغضب اذا لم تقبل يده ؟ او انه يطلب بلسان الحال ان تقبل يده ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟
فماذا يكون حاله امام السميع العليم القاهر القادر جل جلاله؟ ويكفينا الخبر الذي بدات به هذه الخطبة، للدلالة على الكراهة، انها حمقة من حمقات الاعاجم، واسلوب من اساليب طلب الدنيا، خوفا منه تُقبل يده حتى تتكفى شره، وتنال خيره، لا اكثر من ذلك. وانما كان تقبيل اليد اسلوبا من اساليب المجاملة، والتقرب إلى السلاطين والمسيطرين، لكسب المنفعة الدنيوية منهم لا اكثر، ولذا يعبر عنها النبي (صلى الله عليه واله) في الرواية (انها حمقة من حمقات الاعاجم) وانما هي من عمل الشيطان، وعمل الدنيا، وعمل النفس الامارة بالسوء، فالحماقة ما هي الا امثال ذلك ؟ ولو كانت مستحبة لما وصفها النبي (صلى الله عليه واله) بمثل هذه الصفة. والرواية، وان كانت ضعيفة، الا انها تامة بادلة التسامح بادلة السنن. وهي قاعدة صحيحة يستعملها الفقهاء لتتميم كثير من المستحبات والمكروهات المروية بالروايات الضعيفة.
والمسالة ليست خاصة بالحوزة كما ربما الان في خاطركم. كلا، بل لعل كل وجهاء الناس، واصحاب السطوة والنفوذ في المجتمع، تقبل ايديهم.كرؤساء العشائر، والمتقدمين في السن، وغيرهم، ورب الاسرة مثلا، وهكذا. فالخطاب لهم جميعا، ومن جميعهم يكون ذلك قبيحا امام الله وامام رسوله (صلى الله عليه واله).
ولكن تعالوا بنا الى المصافحة، التي هي الادب الرئيسي من اداب الله، واداب الاسلام عند لقاء المؤمنين، وليس هو تقبيل اليد بطبيعة الحال. ففي الوسائل اخبار تكاد ان تكون متواترة بذلك.
فعن ابي عبيدة، قال: سمعت ابا جعفر الباقر سلام الله عليه، يقول: (اذا التقى المؤمنان فتصافحا، اقبل الله بوجهه عليهما وتحاتت (اي تساقطت) الذنوب عن وجوههما حتى يتفرقا). وفي رواية اخرى: (وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر).
وعن يونس عن رفاعة، قال: سمعته يقول: (مصافحة المؤمن افضل من مصافحة الملائكة). وعن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (تصافحوا فانها تذهب بالسخيمة).
وعن ابي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اذا لقي احدكم اخاه فليسلم عليه وليصافحه، فان الله عزوجل اكرم بذلك الملائكة، فاصنعوا صنع الملائكة).
وفي حديث اخر عن ابي عبد الله، قال: (انتم في تصافحكم في مثل اجور المجاهدين). وعن ابي عبيدة الحذاء، قال: قال ابو جعفر الباقر (سلام الله عليه): (ان المؤمن اذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب).
وعن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اذا تلاقيتم، فتلاقوا بالتسليم والتصافح، واذا تفرقتم، فتفرقوا بالاستغفار). والاخبار في ذلك متظافرة ومتواترة.
والنتيجة ان المؤمنين اذا تلاقيا وتصافحا، فقد عملا المستحب والادب الاسلامي الذي يرضي الله ورسوله والمعصومين، وافترقا من غير ذنب.واما اذا حصل تقبيل اليد فقد افترقا بذنب. اما من مد يده فعليه الوزر والمسؤولية. واما الاخر فعليه مسؤولية توريط صاحبه بالذنب.
يبقى شيئ واحد اؤجله الى الجمعة الاتية، اذا بقيت الحياة، وهو انك تسأل وكثيرون يسالون بهذا الصدد، ان تقبيل اليد اكرام لذرية رسول الله (صلى الله عليه واله)، فهذا ما سوف اجيبه في الجمعة الاتية اذا بقيت الحياة، واذا لم تبق الحياة فاسالكم الفاتحة والدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده * يحسب ان ماله اخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما ادراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الافئدة * انها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة *
صدق الله العلي العظيم

الجمعة التاسعة عشر 27 ربيع الثاني 1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
لك المحمدة ان اطعتك، ولك الحجة ان عصيتك، لا صنع لي ولا لغيري في احسان الا بك. يا كائنا قبل كل شيء، ويا مكون كل شيء، انك على كل شيء قدير. اللهم اني اعوذ بك من العديلة عند الموت، ومن شر المرجع في القبور، ومن الندامة يوم الآزفة، فاسألك ان تصلي على محمد وال محمد، وان تجعل عيشي عيشة نقية، وميتتي ميتة سوية، ومنقلبي منقلبا كريما، غير مخزٍ ولا فاضح. اللهم صل على محمد واله الائمة، ينابيع الحكمة، واولي النعمة، ومعادن العصمة، واعصمني بهم من كل سوء، ولا تأخذني على غرة، ولا على غفلة، ولا تجعل عواقب اعمالي حسرة، وارض عني، فان مغفرتك للظالمين، وانا من الظالمين. اللهم اغفر لي ما لا يضرك، واعطني ما لا ينقصك، فانك الوسيع رحمته، البديع حكمته، واعطني السعة، والدعة، والامن، والصحة، والبخوع، والقنوع، والشكر، والمعافاة، والتقوى، والصبر، والصدق عليك، وعلى اوليائك، واليسر، والشكر، واعمم بذلك يا ربي اهلي وولدي واخواني فيك، ومن احببت واحبني، وولدت وولدني من المسلمين والمؤمنين، يا رب العالمين. الحمد لله الذي لا تنفد خزائنه، ولا يخاف آمنه. ربي ان ارتكبت المعاصي فذلك ثقة مني بكرمك، انك تقبل التوبة عن عبادك، وتعفو عن سيئاتهم، وتغفر الزلل، وانك مجيب لداعيك، ومنه قريب، وانا تائب اليك من الخطايا، وراغب اليك في توفير حظي من العطايا، يا خالق البرايا، يا منقذي من كل شديدة، يا مجيري من كل محذور، وفر علي السرور، واكفني شر عواقب الامور، فانك الله على نعمائك وجزيل عطائك مشكور، ولكل خير مذخور، وصلى الله على سيدنا ونبينا خير الاولين والاخرين، وخير الخلق اجمعين، وعلى اله الطيبين الطاهرين، افضل واحسن واكمل واجزل وازكى وانمى وافضل، ما صلى على احد من انبيائه ورسله ومن الخلق اجمعين، انه على كل شيء قدير.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
ومن الامور السائرة والمشهورة جدا في الحوزة الشريفة وغيرها نداء المؤمن بضمير الجمع، يقول له: (جئتم، وقلتم، وذهبتم)، ولايجوز في نظره مخاطبته بضمير المفرد. مع اننا نخاطب الله بضمير المفرد ! كقوله في بعض الادعية: (اللهم انك قلت في كتابك المنزل). وفي القران الكريم، ولعلي لا احفظ الاية: ((تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب )). ونخاطب المعصومين عليهم السلام، بضمير المفرد،كقوله في بعض الزيارات: (اني اشهد انك تسمع سلامي وترد جوابي). فهل كان هؤلاء المؤمنين اعظم شأنا من الله ورسوله ؟! الا حسب دعاوى النفس الامارة بالسوء، وطلب الدنيا والشهرة. واصبح هذا راسخا، حتى اصبحت اللغة الفارسية يعيدون فيها ضمير المخاطب وضمير الغائب جمعا، فيقول (هم قالوا، وهم ذهبوا) ونحو ذلك حيث يقصد الواحد بطبيعة الحال. وهذا ايضا من المؤسف بطبيعة الحال. شانه في ذلك شان تقبيل اليد. واما اذا غضب الفرد لعدم تقبيل يده، او لاجل عدم مخاطبته بضمير الجمع، بل مخاطبته بالضمير المفرد. فاعلم انه خارج من رحمة الله، وداخل في غضب الله. وقد رووا في ذلك رواية تقول: (ان المؤمن بجماعة)، فكانه اذا يجب اعادة الضمير اليه، (ضمير جماعة)، او (ضمير الجمع)، وهذه الرواية لاوجود لها اطلاقا، ولو كانت موجودة فهي مرسلة وضعيفة السند وليست بحجة. ولو تنزلنا وقبلناها امكن ان نفهم منها معنى اخر غير اعادة ضمير الجمع، ولا ربط لها بذلك اصلا، وهو التركيز على اهمية المؤمن، ومدى ارتفاع شأنه عند الله، ومدى تاثيره في المجتمع، فان تاثيره كتاثير الجماعة كما يعبرون (واحد كألف) او كما يعبرون عن واحد انه كفرقة كامله في الجيش بكامل اسلحتها. والمؤمن المخلص الشجاع كذلك بطبيعة الحال..
صلوا على محمد وال محمد (فصاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد).
مرة ثانية رجاءا (فصاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد).
مرة ثالثة رجاءا (فصاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد).
مرة رابعة رجاءا (فصاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد).
مرة خامسة رجاءا (فصاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد).
وهذا لايعني انه ليس فردا واحد (إذا كان مهما جدا) بحيث يجب في اللغة ان تعيد الضمير اليه مفردا، ومن الغلط في اللغة اعادة الضمير اليه جمعا. بل الوارد في الروايات، هُو اختصاص الضمير بالمفرد وعدم امكان ارجاعه إليه جمعا. ففي الحديث عن منصور بن حازم عن ابي عبد الله الصادق (سلام الله عليه)، قال: (ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة، وان كان واحدا. عند العطاس تقول يرحمكم الله، وان لم يكن معه غيره. والرجل ليسلم على الرجل فيقول السلام عليكم. والرجل يدعو للرجل يقول عافاكم الله وان كان واحدا، فان معه غيره). وهذه واضحة بالحصر في هذه الموارد الثلاثة ،معناها انه في غير هذه الموارد الثلاثة ممنوع ومرجوح، وليس من الادب الاسلامي. فان قلنا باستحبابها (أي باستحباب هذه الموارد). فلا دليل على الاستحباب في غيرها، مضافا إلى انها لاتدل على الاستحباب حتى في هذه الموارد. لإمكان ان الامام عليه السلام هنا يريد ان يرفع هذه الغرابة في اعادة الضمير جمعا الى المفرد في هذه الموارد. وهذا الاسلوب هنا اسلوب عرفي، وليس اسلوباً خاصاً بالشرع، فيريد الامام (عليه السلام) ان يرفع الغرابة عن هذا الاسلوب العرفي، مضافا إلى ان الامام (عليه السلام) يحاول ان يصحح هذه الاستعمالات الثلاثة، حيث يقول: (فان معه غيره)، يعني من الملائكة. انت، اليس معك ملائكة؟. انا اقول نعم معك ملائكة، وكل فرد منا معه ملائكة بنص القران الكريم: السائق، والشهيد، والرقيب، والعتيد، والحافظ، والولي. ((نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا والاخرة)). اذن فهذه الاستعمالات ليست غلطا، لانها فعلا موجهة لمجموعة أي للمؤمن وملائكته.
وهذا لايصحح اعادة الضمير دائما في الجمع، لأن عافاكم الله، والسلام عليكم، دعاء للمؤمن والملائكة. واما قولنا ذهبتم، وقلتم، ونحو ذلك خطأ، لأن الفرد قال ولم تقل الملائكة شيئاً، والفرد ذهب ولم تذهب الملائكة، والفرد نام والملائكة لاتنام، والفرد اكل الطعام والملائكة لاتأكل الطعام. تقول له نمتم واكلتم والملائكة لم تفعل ! إذن يكون كذبا حبيبي.
الخطوة الاخرى التي لاتخلوا من الاهمية: ومن العيوب المستحكمة في داخل الحوزة وفي خـارجها، الجـلسة الشريفة في المجـلس، أو مـا يسمى بـ(صـدر الـمجلس)، فانه يُقصد من قبل الـكثيرين حتى يـكون فيه ضـيق شـديد علـى الجالسين، ومـع ذلـك يقولـون للـداخلين: يسع، يسع. صلوا على محمد وال محمد (فصاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد) في حين انه يدل ايضا كسوابقه على الانانية والتكبر وتركيز الذات المرجوح اخلاقيـا والـممقوت امـام الله سبحانه وتعـالى. اليس رسول الله اسوة لنا ؟! مـاذا سمعنا قبل قـليل ؟ (مـن هـُو منكم محمد؟). سـبحان الله، لـو كـان مـحمد جـالسا فـي صـدر الـمجلس، لما كان سأل هذا السؤال، هل نحن غفلة ؟). اليس رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) اسوة لنا، وكذلك قادتنا وسادتنا المعصومين ؟ اذن فلنسمع الروايات عنهم وعن تواضعهم، فان كانوا اسوة لنا إذن وجب علينا التواضع، وترك العادات التي تركز التكبر والانانية. ومن الواضح انه كلما صعد الفرد في درجات الايمان، قل تكبره، وزاد تواضعه، حتى يصل إلى درجة لايرى لذاته أية اهمية واي وجود. وإنما تحصل مثل هذه العادات نتيجة لنقاط الضعف التي يريد الفرد ان يغطيها ويسترها من نفسه، وهو يعلم ان ذاته الحقيقية ما هي ؟ وما فيها من قصور وتقصير ؟ كما قال الله تعالى ((بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره))، فانه يحملك ويرميك في كذا وكذا وهو كاذب في كل ما قال. صلوا على محمد وال محمد (فصاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
واما الاخبار فعن ابي سليمان الزاهد عن ابي عبد الله الصادق (سلام الله عليه)، قال: (من رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى يقوم) وهي نص بالاستحباب الاكيد للرضا بدون الشرف من المجلس ـ ومن ذا الذي لايطمع بصلاة الله تعالىعليه وملائكته ـ وضعف سندها مجبور بادلة التسامح بادلة السنن، وهي صحيحة (اي هذه القاعدة) من هذه الناحية واجماعية.
وعن عبد الله ابن المغيرة عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إذا دخل منزلاً قعد في ادنى المجلس إليه حين يدخل).
وعن هارون بن خارجة عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: (ان من التواضع ان يجلس الرجل دون شرفه). اقول ومن الواضح ان التواضع ليس للناس بل لله، ومن هنا ورد (من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر على الله اذله الله).
صلوا على محمد وال محمد (هنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
وعن علي بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله (عليه السلام)، وهي معتبرة سندا في المشهور وانا اؤيد هذا المشهور، قال: (من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس) أي دون المجلس الذي يناسبك (وان تسلم على من تلقى) كائنا من كان، ليس مثل ذلك الذي يقول : لا الوث شاربي من دم الارنب. بل تواضع له وسلم عليه قربة للعزيز الحكيم، ولا تقل انه ينبغي ان اسلم على شخص (كشخة)، اما الفقير والمتدني فلا اسلم عليه. فاذا فعلت ذلك، اذن انت خارج من رحمة الله وداخل في غضب الله.
صلوا على محمد وال محمد (هنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
(من التواضع ان ترضى بالمجلس دون المجلس، وان تسلم على من تلقى، وان تترك المراء وان كنت محقا) ليس بدافع الانانية تدافع عن نفسك وعن ارائك التي هي غير معلومة صحيحة ام كاذبة. لا، بل تواضع لله واسكت. (ولا تحب ان تحمد على التقوى) انه انا صمت وانا صليت صلاة الليل وانا ذهبت إلى زيارة الحسين (عليه السلام) في ليلة الجمعة !! اسكت. الله يدري أم لايدري ؟ طبعا يعلم. فان كنت ذا اهمية لديه يقبلها منك، واما ان تورط نفسك بالرياء، فتعسا لك.
صلوا على محمد وال محمد (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
بل ورد المنع اخلاقيا عن تقديم الطاعة، والتبجح بها حتى إلى الله سبحانه، حتى إلى الله لاتقل انا اطعتك وانا صليت لك، قدم ذنوبك فقط. المعصوم يقول ليس لي عمل استحق به الجنة، فكيف انا وامثالي من المتدنين الحقراء. اعتبروا يا اولي الابصار، إلى متى انتم غفلة (ومنغمسين) بالذنوب والدنيا الدنية والنفس الامارة بالسوء ؟ إلى متى ؟ اشعر حبيبي !
وعن ابن عباس قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة)(ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير)، لا يحتشم من دعوة المملوك فضلا عمن هُو اشرف من رسول الله (صلى الله عليه واله). فهل في الحوزة وغير الحوزة شخص اشرف من رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) حتى المراجع حتى سيد محمد الصدر؟ وهل في الحوزة شخص يقبل بمثل هذه الامور التي كان يقوم بها رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) حتى المراجع حتى سيد محمد الصدر ؟ وانا اقدم ذنوبي امامكم الان. لايعطيها إلى احد انه : شيخنا او سيدنا تعال شدها لي، بل هُو يشدها. ترفس في وجهه ويشدها.
هل يقبل احد ان يجلس على الأرض وياكل على الأرض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير ؟ فليكن الشخص منا كما ورد (حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وعاتبوها قبل ان تعاتبوا) واعلموا ان امامكم عقبا كؤودا ولايمر فيها إلا الافضل عند الله سبحانه وتعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد *
صدق الله العلي العظيم


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 01:57 AM


الجمعة العشرون 4 جمادي الاولى 1419
الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم صل على محمد واله، وهب لي الغداة رضاك، واسكن قلبي خوفك، واقطعه عمن سواك، حتى لا ارجو ولا اخاف الا اياك. اللهم صل على محمد واله، وهب لي ثبات اليقين، ومحض الاخلاص، وشرف التوحيد، ودوام الاستقامة، ومعدن الصبر، والرضا بالقضاء والقدر. يا قاضي حوائج السائلين، يا من يعلم ما في ضمير الصامتين، صل على محمد واله، واستجب دعائي، واغفر ذنبي، واوسع رزقي، واقضي حوائجي في نفسي واخواني في ديني واهلي. الهي طموح الامال قد خابت الا لديك، ومعاكف الهمم قد تعطلت الا عليك، ومذاهب العقول قد سمت الا اليك. فانت الرجا، وانت الملتجا، يا اكرم مقصود، واجود مسؤول. هربت اليك بنفسي، يا ملجأ الهاربين باثقال الذنوب احملها عن ظهري، لا اجد لي اليك شافعا سوى معرفتي بانك اقرب من رجاه الطالبون، وآمل ما لديه الراغبون. يا من فتق العقول بمعرفته، واطلق الالسن بحمده، وجعل ما امتن به على عباده في سخاء لتأدية حقه، صل على محمد واله، ولا تجعل للشيطان على عقلي سبيلا، ولا للباطل على عملي دليلا.
اللهم انت السلام، ومنك السلام، ولك السلام، واليك يعود السلام، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام على الائمة الهادين المهدين، السلام على جميع انبياء الله ورسله وملائكته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام على علي امير المؤمنين، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة اجمعين، السلام على علي بن الحسين زين العابدين، السلام على محمد بن علي باقر علم النبيين، السلام على جعفر بن محمد الصادق، السلام على موسى بن جعفر الكاظم، السلام على علي بن موسى الرضا، السلام على محمد بن علي الجواد، السلام على علي بن محمد الهادي، السلام على الحسن بن علي الزكي العسكري، السلام على الحجة بن الحسن القائم المهدي، صلوات الله عليهم اجمعين.
اليوم اتحدث عن الاخوّة في الايمان، لاصل منها الى النتيجة التي وعدت بانجازها والتعرض لها في الجمعة السابقة.
والاخوة في الايمان من ضروريات الدين، ونص القران الكريم، قال تعالى: ((انما المؤمنون اخوة)) ودلالتها على الحصر بـ (انما)، اي لا يجوز غير ذلك، ولا يمكن غير ذلك. وان الرحم لا دخل لها بالموضوع، والنسب لا دخل له بالاخوة، كما قال في الحكمة: (رب اخ لك لم تلده امك). وهذه الاخوة شرطها الايمان، كما قال تعالى: ((انما المؤمنون اخوة))، وليس بعنوان اخر اطلاقا. فانك إذا ذقت طعم الايمان في قلبك، وبرد الايمان في نفسك، احببت كل مؤمن، سواء عاشرته، ام لم تعاشره، وسواء عرفته، ام لم تعرفه، مادمت تعلم انه على حق وعلى الصراط المستقيم. بل ان هذا من ضروريات الايمان، لانك ان كرهت اخاك المؤمن فانت المقصر وليس هو، وانما كرهت مؤمنا والعياذ بالله. وكراهة المؤمن بهذه الصفة كانها كراهة للايمان نفسه والعياذ بالله.
وواضح انك إذا كرهت الايمان فلست بمؤمن، فالعتب عليك وليس عليه. فاذا كنت متحدا معه في الايمان، وفي العمل، وفي الطريق، وفي الهدف، كفى اكيدا في حصول التحابب بينكما، وفي امكان التعاون بينكما.
وبعضهم ينقل قطعة من بيت شعر تقول: اختلاف الراي لا يفسد في الحب قضية. مع ان هذا ليس بصحيح، لان المراد من اختلاف الراي هو اختلاف الهدف، واذا كان هدفه غير هدفي، كيف احبه ؟ واذا كان هدفه غير هدفك فكيف تحبه؟ وانا اعلم ان هدفي حق وهدفه باطل، هدفي اخروي وهدفه دنيوي، هدفي رفيع وهدفه وضيع باذن الله وبتوفيق الله، فكيف احبه؟
وانما لا بد من الشعور فيه في مثل هذه الحالة، انه ليس لي بأخ، بل هو لي عدو، ونحن قوم وهم قوم ـ كما قلت في بعض الخطب السابقة ـ وان كنا نعيش سوية في مكان واحد، ولعله تحت سقف واحد، أيضاً هو ليس لي بأخ، حتى لو كان لي اخ بالنسب، فهو ليس لي بأخ في الايمان. ولذا قيل في الحكمة: (كن فيهم ولا تكن منهم). كيف وهم لا يتصفون بالايمان الذي هو الحد الحق للاخوة في الإسلام، وانما يكون مشمولا لقوله تعالى: ((الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله)) الا ان يتوب ويهتدي، فان تاب واهتدى، فاهلا به وسهلا. ويكون مشمولا لقوله تعالى: ((واخرين منهم لما يلحقوا بهم))، اي انه بالتدريج الناس يؤمنون ويتوبون، يوجد هناك اناس قابلين للتوبة لم يلحقوا باهل التوبة، سوف يلحقون بهم في المستقبل القريب أو البعيد.
والاخوة ليست هي الصداقة، بل هي اعمق منها وادق واخص. فليس كل صديق اخ، وليس كل صداقة اخوة. بل لعلك تصادق على الدنيا من تعاديه على الاخرة. كما انه ليس كل اخوة صداقة، لانك قد لا تعرف اخاك لانه في مكان بعيد أو زمان بعيد أو في جيل اخر، ومع ذلك فانك تحبه وتتعاطف معه ـ وان لم تره اصلا لماذا ؟ لانه اخ في الايمان ـ ومع كل الاخوة في الايمان والاخوة في الله سبحانه وتعالى الموجودين والماضين والمستقبلين وفي اي زمان ومكان ما دمت تشعر انهم على حق، وانهم معك على طريق واحد، وهدف واحد. بل انت هم وهم انت، لا تختلفان في شيء غير بعض الطبائع الشخصية غير المهمة والتي لا ربط لها بالمصالح العامة والاخروية.
وهذه الاخوة لها عمليا جانب سلبي وجانب ايجابي. اما الجانب السلبي، فبسلب الحـقد، والبغضاء، والاعتراض، والاضـرار، والاحتـقار للمؤمنين من بعضهم البعض. فان ذلك كله حرام في الاخ في الايمان، مهما كان عمله الدنيوي من المباحات، أو مهما كانت طبقته في المجتمع، أو ثراءه، أو فقره، أو بعده، او قربه. والجانب الايجابي، وهو التحابب، والتراحم، والتعاون على امور الدنيا وعلى امور الاخرة، والتشاور، وتبادل الثقة، والاحترام.
اذن فمن جملة ذلك ان يكون مقتضى احترامه، ـ الان ندخل الى المطلب الذي انتهينا منه في ذلك الاسبوع ـ هو ان تقبل يده لو كان ذلك مناسبا اجتماعيا. ومن هنا كان لتقبيل اليد عدة مبررات شرعية، فلماذا قلنا في الخطبة السابقة انها ليست بصحيحة:
اولا: التوقع الاجتماعي لذلك، بحيث لو لم تقبل يده فقد احتقرته، أو إذا لم تخاطبه بالجمع فقد احتقرته. واحتقاره حرام، لانه اخ في الايمان. واحتقار الاخ في الايمان حرام لا محالة.
ثانيا: انه نحو من الاكرام، وزيادة في الحفاوة للاخ المؤمن. والزيادة في الحفاوة للاخ المؤمن مطلوبة، ولو استحبابا في مثل هذه العلاقات.
ثالثا: ان صديقك قد يكون سيدا وعلويا من ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولا شك ان اكرام واحترام ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله) مطلوبة، واحتقارهم من اشد الكبائر، وايذاءهم من اشد الموبقات. إذن، فانت تقبل يده احتراما لهذه الذرية الشريفة، لان باحترامها احترام لرسول الله (صلى الله عليه واله) نفسه.
رابعا: انك تحترم العلم الديني الحق، وهذا عالم في الله أو في الشريعة الاسلامية. فيجب عليك ان تحترمه، وان لا تحتقره وذلك يكون غالبا بتوقع تقبيل اليد.
خامسا: انما سبق كله غايات مستحبة وصحيحة لتقبيل اليد. ولكن حتى إذا انحصر الامر بحاجة دنيوية، فلعل لها أيضاً ارتباط بالدين أو بالشريعة، كانقاذ شخص من ضرر بالغ، أو قضاء حاجته وضرورته، أو استهداف نفع عام من شخص دنيوي. فانت تقبل يده من اجل النفع العام الدنيوي، بالرغم من انه شخص دنيوي، وهكذا.
الان نبدأ المناقشة لهذه الامور المرتبة اللطيفة التي سمعتموها :
واذا غضضنا النظر عن هذا السبب الاخير مؤقتا، امكن تقديم عدة اجوبة على الاسباب الاخرى، منها واهمها :
انه حسب فهمي ان الشرط الاهم فيمن تقبل يده ان يكون اخا لك في الايمان. واما إذا لم يكن كذلك ـ اي ليس اخا لك في الايمان ـ فهو لا يستحق تقبيل اليد، كائنا من كان، حتى لو كان السيد محمد الصدر.
لانك عندئذ، انما تقبل يد عدو الله سبحانه، لانه ليس لك باخ في الايمان، إذن تقبل يد الشيطان من حيث تتخيل انك تقبل يد شخص صالح وتعمل مستحبا، من حيث تعلم أو لا تعلم، كما قال الشاعر:
ويد تكبل وهي مما يفتدى .... ويد تقبل وهي مما يقطع
وهي مما يقطع حتى لو كان سيدا علويا، ولكنه لم يكن لك اخ في الايمان فان تقبيل يده عندئذ يكون نصرا لدنياه، واعانة له على الاثم، وليس احتراما لرسول الله صلى الله عليه واله وذريته. فالافضل لك عند الله سبحانه، الكف عن مثل هذه الاحترامات السمجة، التي يصدق عليها قوله تعالى : ((كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار)). بل حتى لو كان لك اخا في الايمان، نتنزل ونقول ان شاء الله هو اخ لك في الايمان، أو انك تحرز وثاقته، وانه اخ لك في الايمان. لا بأس وعلى العين والرأس، لكن فيه نقطة واحدة، وهو انه يتوقع ان تقبل يده، أو يجد انه من الاحتقار له عدم تقبيل اليد. فان معنى ذلك انه يشعر بالانانية والتكبر والعظمة في غير عظمة الله سبحانه وتعالى، فيكون شيطانا من حيث يعلم أو لا يعلم، ومن حيث تعلم أو لاتعلم. فاذا قبلت يده، فانما تقبل يد الشيطان، وليس هو لك اخ في الايمان، كما تزعم ويزعم. والا لو كان حقيقة لك اخ في الايمان، كما تزعم ويزعم، لما قبل. أو على الاقل لم يهتم، سواء قبلت يده او لا تقبل يده. اما انه يتوقع منك ان تقبل يده فعلا، ولربما في ضميره، أو حتى في لسانه، ويغضب عليك، انه لماذا لم تفعل هكذا، إذن، اغضب عليه، انه لماذا تتوقع ذلك يا عدو الله. (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد). ولذا قلت في الخطبة السابقة : ان كل من يتوقع ان تقبل يده فهو خارج من رحمة الله وداخل في غضب الله.
توجد فكرة صغيرة اعرضها هي انني حين كنت ـ ولا زلت إلى الان ـ اسحب يدي عن التقبيل، كنت شاذا، وغريبا على الحوزة والمجتمع، والامل في الله سبحانه وتعالى، وفي المؤمنين امثال هذه الوجوه الطيبة، ان ياتي يوم قريب ان شاء الله، يكون الامر فيه بالعكس. بحيث يكون من تقبل يده شاذا وغريبا، ويكون من الواضح للمؤمنين انه بذلك يكون طالبا للدنيا والشهرة والشهوة، فتنتفي منه الناس، وتبتعد عنه الناس، ويعرفون انه غير مستحق لتقبيل اليد بينه وبين الله سبحانه وتعالى. ونكمل في الخطبة الاتية.
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا *
صدق الله العلي العظيم

الجمعة العشرون 5 جمادي الاولى 1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم.
لا اله الا الله الها واحدا، ونحن له مسلمون. لا اله الا الله، ولا نعبد الا اياه، مخلصين له الدين، ولو كره المشركون. لا اله الا الله، ربنا ورب ابائنا الاولين. لا اله الا الله وحده وحده وحده، انجز وعده، ونصر عبده، واعز جنده، وهزم الاحزاب وحده، فله الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.
سبحان الله، كلما سبح الله شيء، وكما يحب الله ان يسبح، وكما هو اهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. والحمد لله، كلما حمد الله شيء، وكما يحب الله ان يحمد، وكما هو اهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. ولا اله الا الله، كلما هلل الله شيء، وكما يحب الله ان يهلل، وكما هو اهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. والله اكبر، كلما كبر الله شيء، وكما يحب الله ان يكبر، وكما هو اهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر على كل نعمة انعم بها علي وعلى احد من خلقه، ممن كان او يكون، الى يوم القيامة.
اللهم اني اسألك ان تصلي على محمد وال محمد، واسألك من خير ما ارجو وخير ما لا ارجو، واعوذ بك من شر ما احذر ومن شر ما لا احذر.
اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتخب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البريء من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض اليه دين الله. اللهم شرف بنيانه، وعرف برهانه، واخلف حجته، وارفع درجته، وازد نوره، وبيض وجهه، واعطه الفضل والفضيلة، والمنزلة والوسيلة، والدرجة الرفيعة. وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون. وصل على علي امير المؤمنين، ووارث المرسلين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الوصيين، وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على الحسين بن علي، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على علي بن الحسين، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل جعفر بن محمد، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على موسى بن جعفر، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على علي بن موسى، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على محمد بن علي، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل علي بن محمد، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على الحسن بن علي، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. وصل على الخلف الهادي المهدي، امام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين. اللهم صل على محمد واهل بيته، الائمة الهادين، العلماء الصادقين، الابرار المتقين، دعائم دينك، واركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك، وخلفائك في ارضك، الذين اخترتهم لنفسك، واصطفيتهم على عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك، وغشيتهم برحمتك، وربيتهم بمهدك، وغذيتهم بحكمتك.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
ناتي الان إلى بعض النقاط المهمة السائرة اجتماعيا، اهمها :
انك تقبل يد السيد العلوي لمجرد احترام رسول الله (صلى الله عليه واله) وذريته، من دون ان يكون هو متوقعا لذلك، أو شاعرا بالانانية والتكبر وحب الدنيا، وهذا صحيح. ولكن بشرط واحد، وهو ان يشعر السيد نفسه الذي تقبل يده، انك تقبل يده ليس احتراما له، بل هو احترام مباشرة فقط لرسول الله (صلى الله عليه واله). لان صفة السيادة ليست من مميزاته، ليست من اكتسابه واختياره، وانما هي صفة تكوينية ولادية، منّ الله سبحانه عليه بها، فهو لا يستحق بذلك شكرا ولا ذكرا.
فاذا شعر السيد الذي تقبل يده ـ كما هو الغالب جدا لا استثني من ذلك احدا الا النوادر والا من عصم الله ـ إذا شعر باية اهمية في نفسه لاجل تقبيل يده، فقد اخطأ، مضافا إلى انك قد اعنته على الاثم من حيث تعلم أو لا تعلم. ولعل العلامة الاهم في عدم الشعور بالانانية والاهمية هو ما رايته من اثنين من السادة الزائرين من باكستان، وواضح كونهم سادة من خلال قطعة قماش سوداء صغيرة على راسيهما. واحد قبل يد الاخر، والاخر أيضاً قبل يد صاحبه. فكان هذا قد قبل يد سيد، وهذا قد قبل يد سيد، وجزاهم الله خير جزاء المحسنين.
لان الامر لو كان محضا لرسول الله (صلى الله عليه واله)، لكان كلا الطرفين مستحقا لها. لا انك تقبل يد سيد محمد الصدر وليس هو يقبل يدك. بالرغم من انك سيد، او قد تكون سيدا. فتحترمه لثواب الله الذي حصلت انت عليه، وهو يخسر ثواب الله الذي حصلت انت عليه!! اذن فالمسألة غير مرتبطة برسول الله، وانما لدعاوى وعناوين دنيوية، ومرتبطة بهذا السرطان الشديد الذي هُو النفس الامارة بالسوء.
لاحظوا ان عددا من فضلاء ورجال الدين (اعرفهم وسامع عنهم)، قد يصلي بعضهم جماعة وراء بعض . فاذا كان الاثنان عدولا ،فلماذا هذا يصلي وراء هذا ولا يصلي هذا وراء هذا. فيصلي كل منهما وراء الاخر جماعة ماذا سيحدث؟ بل هُو جدا لطيف، انه كل واحد يثق بالاخر، واخ في الله للاخر. كما هُو مروي عن السيد محمد صاحب المدارك (رحمه الله)، الذي هُو من اسرتنا و نسبنا ومن اولاد اعمامنا، والشيخ حسن صاحب المعالم، وقد كانا اولاد خالة، ومتعاصرين في زمن واحد، ومتعاشرين وفضلاء واصدقاء، ويثق احدهم بعدالة الاخر، فيصلي كل منهما وراء الاخر، على اختلاف الايام. لا ان احدهما يتقدم للجماعة دائما، والآخر يتاخر عنها دائما. بحيث يورث الشعور بالاهمية والانانية وحب الدنيا لامامة جماعته. وانما المهم هُو حصول الثواب.وهو يحصل فثواب الجماعة يصير للامام والماموم،فمرة امام ومرة ماموم وعلى كل حال فهو حاصل على ثواب الجماعة.
وقد كان احد ائمة الجماعة (لاحظوا هذا الطرف الاخر) حين يذهب إلى صلاة جماعته ـ وجملة من ائمة الجماعة موجودون هنا، فليسمعوا وليتعظوا، فانا ليس عندي مانع ـ يقول: انا اذهب إلى الدكان. يعتبره محل تجارته لا اكثر ولا اقل، أي يعتبره محل تجارة للحصول على لقمة العيش، أو الكسب الدنيوي.
في مقابل ذلك انني قد رايت جماعة من فضلاء اسرتي واولاد عمي (انا رايتهم ليسوا في جيل سابق، ولكنهم الان غير موجودين رحمهم الله) يصلي بعضهم جماعة وراء بعض.
فمن هُو من المراجع يرضى ان يصلي وراء مرجع اخر ؟! ليس الان فقط، بل في تاريخ النجف منذ تاريخ الشيخ الانصاري وقبله وبعده. اي اثنين من المراجع قابل كل منهما ان يصلي كل منهما وراء الاخر، هذا يصلي اولا ثم يصلي الاخر بعده، هل حدث هكذا شئ ؟ لم يصل ولا واحد اطلاقا، نقسم من الان. فمن هُو من المراجع يرضى بان يصلي وراء مرجع اخر؟
اما انا (يجوز انكم تريدون ان تحملوني المسؤولية ونعم ما تفعلون) فقد كتبت في الايام الاولى من صلاة جمعة الكوفة، إلى عدد من المراجع للحضور إلى هذه الصلاة، وقلت في الكتاب انك إذا حضرت فانا سوف اقدمك اماما للجماعة واصلي خلفك، فتكون الخطبة لي والامامة لك. وانا اقول بجواز تعدد الخطيب والامام في صلاة الجمعة. وحتى لو اراد ذلك المرجع (ايا كان منهم) والى حد الان ان يكون خطيبا، فانا اقول تفضل اخطب وصل بنا، وانا اكون مستمع واكون ماموم وبخدمتك. ولازال هذا الامر نافذ المفعول إلى الان.
وقد قلت لبعض الاخوان : ان المراجع لو كانوا قد حضروا ـ والى الان يمكن تحصيل نفس النتيجة ـ لكان في امكان الحوزة والمذهب، بغض النظر عن السلاح طبعا ـ ونحن عزل من السلاح والحمد لله ـ لـكان في امـكاننا مـجابهة اسرائيل بنفسها، بمـا يحصـــل فينا مـن تكاتف وتضامن وعزة بالله وحسن توفيق وعزة بالحق وعزة باهل البيت واطاعة الله واهل البيت. ولكنني ناديتهم فلم يجيبوا طبعا،كما قال الشاعر: لقد اسمعت لو ناديت حيا ….
بقي علينا ان نناقش السبب الاخير الذي ذكرناه في الاحترام وتقبيل اليد، وهو انك تحتاج إلى شخص دنيوي فتقبل يده، من اجل قضاء حاجاتك الشخصية، أو الدينية احيانا. لماذا لا ؟ وذلك لان الحاجة قد لاتكون شخصية دنيوية، بل قد تكون دينية، أو لاحد المؤمنين المضطرين. وانك تعلم مثلا، ان قضاءها بيد شخص من اهل الدنيا، فانت تقبل يده ليقضي لك الحاجة الدنيوية، وليس في ذلك ضرر. لا، انا اقول ان هذا تسويل من تسويلات الشيطان، كما قال الله سبحانه وتعالى : ((اصبر وما صبرك الاّ بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)). يعني ان الله مع الصابرين، وان الصابرين هم الذين اتقوا والذين هم محسنون. ولا حاجة إلى هذه الذلة والاعانة على الاثم والاهانة، وان جلبت مصلحة دينية. وفي الامكان الاستغناء عن تقبيل اليد بمجاملات اخرى، التي قد تكون اقل ذلة واكثر تاثيرا.
وقد ورد انه لا يجوز للمؤمن ان يذل نفسه. كما انه في نفس الوقت، لا يجوز له ان يعز نفسه بالعزة الدنيوية، وانما المؤمن فقط عزيز بعزة الله، ليس غيره جل جلاله. قال في الدعاء: (فاولياؤه بعزته يعتزون) وقال: ((ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)). واذا كانت العزة الحقيقية هي فقط لله سبحانه وتعالى، كما هُو الامر كذلك طبعا. إذن فالشعور بالعزة والانانية للذات أو للنفس، انما هي عزة وهمية وشيطانية ومن الشرك الخفي المذموم في الشريعة المقدسة.
فاذا كان الفرد، حتى اخوك في الدين وفي الايمان، يتوقع منك ان تكرمه، أو تحترمه، أو تخاطبه بالجمع، أو تقبل يده، فهو واهم بهذه العزة الوهمية، ومشرك بهذا الشرك الخفي. ومن ثم فهو وان كان لك اخ فى الايمان في الظاهر، إلا انه ممن يجب ان تبرا منه في الواقع. فان اكرمته والحال هذه، فقد اعنته على الاثم. ولكن ان احترمته واكرمته، من دون ان يتوقع هُو ذلك، فقد احسنت انت، واحسن هُو. اما انت ففي اكرامك لاخيك المؤمن. واما هُو فلانكاره الانانية والعزة الوهمية. وان اكرامك له فضل منك عليه دون استحقاق ذاتي له، لا يشعر باستحقاقه الذاتي. فما اكرم والطف هذا المحشر.
ولكن امثال هؤلاء في الناس قليلون، وقد ورد في ذلك : ( الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا) اي ان الامر بين هاتين الغربتين غير ذلك. وهو ان الذين يدّعون الدين والايمان والاخوة كثيرون، ولكن المخلص والمتفاني قليل على أي حال كما قال الشاعر :
اني لأفتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا ارى احدا
اي جامع للشرائط في الاخلاص، والايمان، والطاعة، والتوجه لله سبحانه وتعالى.
ولكن يوجد جيل، أو اكثر من جيل، وان شاء الله هذا الجيل، كذلك كما قال الله تعالى : ((إذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا))، انشاء الله الان يدخلون في دين الله افواجا.
صلوا على محمد وال محمد، (هنا صاح المصلون : اللهم صل على محمد وال محمد).
ففي الامكان ان يدخل الناس كلهم في دين الله افواجا، ويكونون كلهم متضامنين في دين الله سبحانه وتعالى، وليس انهم فقط على ظاهر الاسلام والشهادتين، بل على مستوى الاخلاص والتفاني والاخوة الواقعية. وليس هذا من رحمة الله ومن فضل الله ببعيد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * اياك نعبد واياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
صدق الله العلي العظيم


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 05:48 PM


الجمعة السابعة والعشرون 24 جمادي الثاني 1419
الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله جميعا والشكر من الله لكم وليس مني لانكم تجشمتم الصعوبة في سبيل اقامة شعائر الله والدفاع عن الحق فجزاكم الله خير جزاء المحسنين.
انا انصحكم، انه بعد الصلاة تبقون في اماكنكم، لا يغادر احد حتى تصلو ركعتين، شكرا لله على نهاية السنة الاولى لصلاة الجمعة، وبدأ السنة الثانية لصلاة الجمعة. فان انتهت صلاة الشكر، فتفرقوا جزاكم الله خيرا.
وانا سوف افتتح السنة الثانية لصلاة الجمعة المقدسة، بدعاء الافتتاح، كما فعلت في مناسبة سابقة. وانتم بعد كل فقرة قولوا يا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اني افتتح الثناء بحمدك (يا الله)، وانت مسدد للصواب بمنك (يا الله). وايقنت انك انت ارحم الراحمين (يا الله)، في موضع العفو والرحمة (يا الله)، واشد المعاقبين (يا الله)، في موضع النكال والنقمة (يا الله)، واعظم المتجبرين (ياالله)، في موضع الكبرياء والعظمة (يا الله). اللهم اذنت لي في دعائك ومسألتك (يا الله)، فاسمع يا سميع مدحتي (يا الله)، واجب يا رحيم دعوتي (ياالله)، واقل يا غفور عثرتي (يا الله)، فكم يا الهي من كربة قد فرجتها (ياالله)، وهموم قد كشفتها (يا الله)، وعثرة قد اقلتها (يا الله)، ورحمة قد نشرتها (يا الله)، وحلقة بلاء قد فككتها (يا الله) .
الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا (يا الله)، ولم يكن له شريك في الملك (يا الله)، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا (يا الله). الحمد لله بجميع محامده كلها (يا الله)، على جميع نعمه كلها (يا الله)، الحمد لله الذي لا مضاد له في ملكه (يا الله)، ولا منازع له في امره (يا الله)، الحمد لله الذي لا شريك له في خلقه (يا الله)، ولا شبه له في عظمته (يا الله). الحمد لله الفاشي في الخلق امره وحمده (يا الله)، الظاهر بالكرم مجده (يا الله)، الباسط بالجود يده (يا الله)، الذي لاتنقص خزائنه (يا الله)، ولا تزيده كثرة العطاء الاجودا وكرما (يا الله)، انه هو العزيز الوهاب (يا الله).
اللهم صل على محمد عبدك، ورسولك، وامينك، وصفيك، وحبيبك، وخيرتك من خلقك، وخليلك من خلقك، وحافظ سرك، ومبلغ رسالاتك، افضل واحسن واجمل واكمل وازكى وانمى واطيب واطهر واسنى، واكثر ما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على احد من خلقك وانبيائك ورسلك وصفوتك واهل الكرامة عليك من خلقك. اللهم وصل على علي امير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين، عبدك ووليك واخي رسولك وحجتك على خلقك، وايتك الكبرى والنبأ العظيم. وصل على الصديقة الطاهرة، فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين. وصل على سبطي الرحمة، وامامي الهدى الحسن والحسين، سيدي شباب اهل الجنة . وصل على ائمة المسلمين، علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والخلف الهادي المهدي، حججك على عبادك، وامنائك في بلادك، صلاة كثيرة دائمة. اللهم وصل على ولي امرك القائم المؤمل، والعدل المنتظر، وحفه بملائكتك المقربين، وايده بروح القدس يا رب العالمين. اللهم اجعله الداعي الى كتابك، والقائم بدينك، استخلفه في الارض كما استخلفت الذين من قبله، مكن له دينه الذي ارتضيته له، ابدله من بعد خوفه امنا، يعبدك لا يشرك بك شيئا. اللهم اعزه واعزز به، وانصره وانتصر به، وانصره نصرا عزيزا، وافتح له فتحا يسيرا، واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا. اللهم اظهر به دينك، وسنة نبيك حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة احد من الخلق. اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة، تعز بها الاسلام واهله، وتذل بها النفاق واهله، وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك، والقادة الى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة. اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه، وما قصرنا عنه فبلغناه.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
طبعا هذا اليوم هو الذكرى السنوية الاولى لحصول صلوات الجمعة في وسط العراق وجنوبه، وانتشارها بهذا المقدار المركز الشريف واللطيف، وذلك كله بفضل الله سبحانه وتعالى، وهمة المؤمنين المخلصين، جزاهم الله خير جزاء المحسنين.
ونحن بالرغم من اننا قاصرون عن اداء شكر الله حق شكره، وحمده حق حمده، وطاعته حق طاعته، واداء حقه حق اداءه. ولكن لا بد من اداء البعض اذ كان الجميع متعذرا. فنؤدي حمده وشكره مع الاعتراف بالقصور والتقصير، وبالتضييع والتبذير، والاعتراف بانه جل جلاله اعطانا اكثر من استحقاقنا، ومنّ علينا اكثر من توقعنا، وقد قال جل جلاله: ((لئن شكرتم لازيدنكم وان كفرتم ان عذابي لشديد)) ونحن نتوقع المزيد من مننه، والكثير من الطافه الخاصة والعامة جل جلال المعطي.
فله الحمد عدد ما في علمه، وزنة عرشه، ومليء كونه، ومداد قلمه، وعدد ما احاط به علمه، ووسعته قدرته، وشملته ارادته. وله الحمد عدد الحصى والنوى، وعدد ما في الدنيا والعلى. وله الحمد عدد انفاس الخلائق، وعدد اوراق الشجر، وعدد ضياء الشمس والقمر، وعدد كل شيء، وملء كل شيء، وزنة كل شيء. وله الحمد والشكر اكثر مما احصاه العادون، واحاط به الاولياء والعالمون. حمدا يدوم ببقاءه، ويتصل آخره باتصال ملكه، حمدا عدد نعمه التي لا تحصى، والائه التي لا تجارى، وافضاله الذي لا يبارى، حمدا لا ينقطع عدده، ولا يفنى امده، ولا يحصى رفده، جل جلاله، ودام افضاله، ولا حد لسلطانه، ولا محصي لنعمه والائه.
الان نحاول ان نستفيد العبرة من هذه التجارب الدينية والاجتماعية، التي حصلت من خلال صلاة الجمعة في هذا العام، فان لكل شيء عبرة وموعظة، مهما كان قليلا او كثيرا، كما قال تعالى ((وكأين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون)). واذا كان الامر مهما، كانت عبرته اكثر وتجاربه اعمق لا محالة، وكان اولى بالتذكر والاعتبار. ولئن جعلنا هذه التجارب مرقاة وانشاء الله نجعلها مرقاة، الى رضاء الله تعالى، ومقدمة للمزيد من عبادته، كان افضل مما اذا اخذنا الفائدة الدنيوية فقط، والتي لعل فيها خسران الدنيا والاخرة ((ذلك هو الخسران المبين)). فما هي العبرة ؟
اولا: العزة والشرف والرفعة الاجتماعية والدينية. التي حصلت للمذهب في كل العالم عامة، وفي العراق خاصة. ورفع ما كان من ذلة وقنوط، وخنوع واقتصار على الملاذ الشخصية، والارزاق التجارية والاسرية.
ومن هنا يمكن ان نلاحظ ان ما حصل هنا، (بهذه صلاة الجمعة الملتزمون بها جميعا انشاء الله) ما لم يحصل على مدى التاريخ لاي احد. وامامنا الان ايران، فانهم حين اقاموا صلاة الجمعة، نعم ما فعلوا، ولكن لم تكتسب اقامتها هذه الاهمية التي رايناها هنا في العراق، بالرغم من وجود دولتهم وحوزتهم، وانما نظر اليها العالم هناك كعبادة اعتيادية حصلت قناعة اعتيادية من قبلهم باقامتها.
واما هنا فكانت فتحا مبينا لا مثيل له، كما قال تعالى: ((انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما (القرآن ينطبق دائما. افهموه من زاوية ما هو موجود الان) ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السموات والارض وكان الله عزيزا حكيما انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما)).
ولك ان تفهم هذه الايات الكريمات كما شئت، ولكني اقول انها تنطبق على مقامنا هذا انطباقا عاليا وجليلا، فله الحمد والمنة.
ثانيا: ان الذي حصل خلال هذه السنة المباركة، هو ما قلته خلال هذه السنة عدة مرات، والفضل لله سبحانه وحده، يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ولكن إذا نظرنا الى الاسباب، فقد فتحت افواه جماعة من الخطباء (قد يصلون الى السبعين من خطباء الجمعة) في الموعظة والارشاد والترغيب والترهيب والتذكير بالامور الدينية والفقهية، بشكل يجب على الاخرين حظورها والاصغاء اليها. وهذا مما لا يحدث في سائر المواعظ، إذ قد لايتيسر للكثيرين مجرد الحضور، وقد لا يستمعون الكلام، اما عمدا، أو غفلة في اي خطبة، أو قصيدة، أو تعزية، أو حفلة، وانواعها وغيرها بخلاف صلاة الجمعة من هذه الناحية، نظيفة من جميع الجهات.
وتكون نتيجة ذلك هو زيادة الموعظة، والتثقيف الديني، والدخول إلى النفوس والقلوب. فحيا الله خطباء الجمعة، الذين جاهدوا وافادوا. وحيا الله الحاضرين المخلصين في كل مكان وزمان. وليس عليّ شكرهم، بل على الله الحليم الكريم.
ثالثا: انه قالت جماعة من الحوزة، ولعلها لازالت تقول: (ان اقامة صلاة الجمعة فتنة). وانما الفتنة هم الذين فتحوها، باصرارهم على عدم الحضور، ولو حضروا، لكان الانتصار اكثر، واتحاد الحوزة والمذهب اكثر. حتى انني قلت، انه بغض النظر عن السلاح، فاننا نستطيع عندئذ من الناحية المعنوية ان نواجه اسرائيل نفسها، (هناصاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد)، ونقول لها كلا ثم كلا، ارجعي من حيث اتيت.
فهم بعدم حضورهم، قد القحوا الفتنة، واوجدوها ونصروا اعداء الدين والمذهب، مع شديد الاسف، من حيث يعلمون أو لا يعلمون.
ويوجد هناك نص واضح في ان صلاة الجمعة ليست فتنة في مصدر رئيسي من مصادرهم، وهو احد اجزاء كتاب المستند للشيخ مرتضى البروجردي (قدس الله روحه)، وهو من تقريرات اية الله الخوئي (قدس الله روحه)، انقل لكم بعض عباراته التي تخص هذا الامر باختصار:
قال في الجزء الاول ص 32 بلسان من ينفي صلاة الجمعة، فيورد على ذلك عدة ادلة بعنوان نفي صلاة الجمعة، ويردها ويناقشها. يقول: (الرابع: انه يقول الخصم _لو صح التعبير_ ان ايجاب مثل هذا الحكم في زمن الغيبة مثار للفتنة وموجب للهرج والمرج، فلا يظن بالشارع الحكيم تشريعه). إلى ان يقول: (بل موجب لاختلال النظام، لتشاح النفوس في طلب الرئاسة والتصدي لمقام الامامة، فربما يؤدي إلى التشاجر والنزاع بين المسلمين، لانتصار اهل كل محلة لامامها، وقد ينجر إلى القتل).
ويجيب على هذا الوجه بعدة ايرادات، منها: (ان هذا التقرير على تقدير تسليمه، فانما يجدي لنفي العينية (يعني القول بالوجوب العيني لصلاة الجمعة) لا اصل المشروعية ولو تخييرا (يعني بينها وبين صلاة الظهر)، فان الوجوب التخييري لا الزام، فيه فلا يتضمن الفتنة لامكان التخلص منها لوجود المندوحة).
ومنها: (ان الفتنة ممنوعة من اصلها حتى على القول بالوجوب العيني، فان من قدم للامامة اما ان يرى غيره اهلا لاستجماعه للشرائط، اولا. فعلى الاول يجب عليه الائتمام به ولا حزازة فيه، وان كان دونه في المقام، فقد حث الشارع على التواضع ومجاهدة النفس، وحذر عن الانانية والكبر. وقد شاهدنا بعض زهاد العصر يأتم خلفه جم غفير من الجهابذة والاساطين وهم افقه منه واعظم شانا بمراتب غير قليلة …) إلى اخر ما قال.
والمهم انه إذا كانت مصادرهم الرئيسية تقول بعدم تحقق الفتنة، فماذا ولماذا هم يقولون بها ؟
رابعا: من النتائج التي حصلت والعبر التي حصلت بصلاة الجمعة، الشجاعة التي حصلت في الحوزة الشريفة من ناحية، وفي كثير من طبقات الناس جزاهم الله خير جزاء المحسنين، بل يمكن القول انها وجدت حتى في خصوم السيد محمد الصدر. وقد وصلت اليهم هذه الشجاعة من حيث لا يعلمون وكثير من هذه الامور وصلت اليهم وهم لا يعلمون. امثل لكم بمثالين:
المثال الاول : انه كان الاسلوب الاساسي هو التقليل من الدرس في الحوزة، واعتبار اكثر ايام السنة عطل، حتى لا يكاد يصل عدد ايام الدراسة الى ثمانين او تسعين يوم في السنةكلها، ولكن حينما جاء السيد محمد الصدر الى المرجعية، واصر على تكثير عدد الدروس، وجدنا ان سائر المراجع يكثرون من دروسهم، حتى انه كان المتعارف عدم البدء يوم السبت بعد التعطيل. وهذا كانه من الضروريات في الحوزة، ربما ان جملة منكم لم يسمع به، فكان ممنوعا في الحوزة الى عهد قريب الشروع يوم السبت بعد العطلة، والذي الغاه السيد محمد الصدر. فالان نجد ان كل المراجع او اغلبهم قد الغوه.
المثال الثاني : اني قبل حوالي اربع سنوات، وضعت لوحة للاعلانات في البراني، موجودة الى الان، وقد اثار ذلك في حينه موجة من الاحتجاج، حتى من قبل بعض خاصتي في ذلك، الحين وليسوا هؤلاء، بل كان غيرهم، على انه لا توجد عند المراجع، وغير مناسبة لك، واصررت على استمرارها. والمهم انني بعد عدة سنوات، زرت احد المراجع، فوجدت لوحة اعلانات معلقة على جداره في برانيه.
اذن فكثير من الامور من المصالح التي يراها المجتمع ضرورية وحيوية بعد ان كانت منسية ومطمورة ومنها الشجاعة، وانه لا حاجة للتقية المكثفة، والخوف المتزايد، بعد وضوح ان كثيرا من الامور فيها مصالح اكيدة، وليس فيها نقاط ضعف من هذا القبيل اكيدا، اذن فلا يرفضها، او يتجنبها، الا المدخول في عقله، ولوكانت للمصلحة الشخصية، اذن لبادر اليها واسرع اليها، ولكن المصلحة العامة لا يهتم بها مع شديد الاسف.
ومن بوادر الشجاعة، ما حصل هنا في مسجد الكوفة وغيره، من الهتافات والاهازيج، وكنت انا اعتبرها بصراحة نصرا للدين، وعزا للمذهب، كما هي كذلك جزى الله قائليها خيرا، الا اننا حينما ظهر لنا ان مضاعفاتها المحتملة، التي قد تعود بالمفسدة على الحوزة والدين كثيرة مع الاسف، وما يسمى بـ(الاصطياد بالماء العكر)، كنا مضطرين للاعتذار عنها على اية حال، وانما الاعمال بالنيات، والله تعالى يعلم ما في قلوب المخلصين، واستعدادهم للتضحية علىمختلف المستويات، وهذا كاف جدا جزاكم الله خيرا. واذا كانت هناك شجاعة انشاء الله تعالى، فاصرفوها بحذر وبشكل مدروس، وبالاساس مع الاستئذان من الحوزة العلمية الشريفة، وليس باتخاذ عمل او قرار بالاستقلال عنها، ومن دون الاستئذان منها والعياذ بالله.
خامسا: الوعي الدين والاجتماعي الذي حصل لكافة الناس، الذي حصل في داخل الحوزة الشريفة، وفي خارجها، ولم يكن ذلك ممكنا ان يكون بدون هذا النشاط الديني الشريف، اعني صلاة الجمعة المقدسة. ويمكن ان نضرب له عدة امثلة:
المثال الاول : ان الناس عرفوا بوضوح ان عدد من الحوزوين والوكلاء واضرابهم الذين كانوا يحسبونهم كجبرائيل (عليه السلام)، او ابو ذر (عليه الرضوان)، في السداد والصلاح، وكانوا يحملونهم على الصحة في كل اقوالهم وافعالهم وينخدعون بمظاهرهم.
اما الان فقد اصبح بكل وضوح، ان الاسلوب القديم قائم على القصور والتقصير، وعلى الاسفاف والتبذير، وعلى السكوت الشائن على المحرمات، مع انه ورد (الساكت عن الحق شيطان اخرس) وورد ما مضمونه: انه اذا كثر الفساد في المجتمع، فعلى العالم ان يظهر علمه، والا فعليه لعنة الله.
مع انه ليس في الاسلوب القديم شيء من ذلك، كما قال بعضهم، وانا نقلته سابقا لكنه لا بأس به للتذكير، انه لدينا امور اربعة: الاستخارة، والدرس، وصلاة الجماعة، وقبض الحقوق، فان كنت تسأل عن واحد منها فاهلا وسهلا، والا فأدر ظهرك واذهب، واهمها بطبيعة الحال _في نظرهم طبعا- قبض الحقوق التي تصل باذن الله للتوزيع في المجتمع وقضاء حاجة المحتاجين، لكن هم لا يوزعونها في المجتمع ولا يقضون بها حاجة المحتاجين الا بنسبة ضئيلة، جدا ونحو ذلك. فقد انكشف للمؤمنين الصديق من العدو، والناصح من الفاضح، بحسن توفيق الله سبحانه وتعالى.
المثال الثاني : ان عددا من الفروع الفقهية، لم يكن لها وجود في السنين السابقة، ولم تسجل في رسالة عملية، ولا استفتاء، منها قبض مجهول المالك، وان الصلاة في مجهول المالك، او في الاموال غير المخمسة باطلة، وان القاء الاموال في اضرحة المعصومين (عليهم السلام) حرام، وان تصليح الراديو والتلفزيون اعانة على الاثم، وان العمل بالمصارف ذات القطاع الخاص حرام، وان اخت الزوجة حرام، وان اخو الزوج حرام، وان زوجة الاخ حرام، وهكذا، الى فروع كثيرة خارجة عند حد الاحصاء، مما كان الجيل السابق في الحوزة ساكت عنه مع شديد الاسف.
المثال الثالث : ان اكثر الناس اصبحوا يهتمون فعلا بالمصالح الدينية والاجتماعية، ويفضلونها فعلا على مصالحهم الشخصية والاسرية، بل يتمنون الشهادة في سبيل الله تعالى، وهم بالمئات الان على ما اعتقد، او اكثر، والحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون.
المثال الرابع : انهم عرفوا اثر الاستعمار الاكيد والشديد في المجتمع المسلم، منذ صدر الاسلام والى العصر الحاضر، حتى انه يمكن ان يقال بوضوح ان الذي قتل رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقتل الزهراء (سلام الله عليها)، وقتل الحسين (عليه السلام)، وتسبب الى غيبة الامام المهدي (عليه السلام)، هو الاستعمار، باياديه الخفية المبثوثة في هذا المجتمع المسلم، وكذلك ما حصل بعده من الحروب الصليبية، ومعاهدة الخلافة العثمانية مع المانيا، وغزو الانكليز للعراق، وغزو الفرنسيين لمصر، وكذلك الغزو الثلاثي لمصر، وتاسيس اسرائيل عليها اللعنة والعذاب، وغير ذلك كثير، ومظالم الاستعمار عامة لكل مكان وزمان، ومنتشرة على وجه الارض، وفي كل دهر، وانا لله وانا اليه راجعون.
ومن ذلك كمثل ونموذج مقتل عدد من المؤمنين، ورجال الدين، باستمرار على طول السنين، والى العصر الحاضر، ومن اشهرهم الشهيد الاول، والشهيد الثاني، والقاضي نور الله التستري، والشيخ فضل الله النوري، وكثير غيرهم، حتى الف جناب الشيخ عبد الحسين الاميني (قدس سره)، كتاب شهداء الفضيلة، بمقدار ما استطاع ان يحصي منهم، اي من الشهداء، وممن وصل اليه خبرهم، وما خفي عليك اكثر.
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا *
صدق الله العلي العظيم

الجمعة السابعة والعشرون 24 جمادي الثاني 1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد حمدا يصعد اوله ولا ينفد آخره. اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماء كتفيها، وتسبح لك الارض ومن عليها. اللهم لك الحمد حمدا سرمدا ابدا، لا انقطاع له ولا نفاد، ولك ينبغي واليك ينتهي، في وعلي ولدّي ومعي وقبلي وبعدي وامامي وفوقي وتحتي، واذا مت وبقيت فردا وحيدا ثم فنيت. ولك الحمد اذا نشرت وبعثت يا مولاي. اللهم ولك الحمد ولك الشكر، بجميع محامدك كلها، على جميع نعمائك كلها، حتى ينتهي الحمد الى ما تحب ربنا وترضى. اللهم لك الحمد على كل اكلة وشربة وبطشة وقبضة وبسطة، وفي كل موضع شعرة. اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك. ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك. ولك الحمد حمدا لا امد له دون مشيتك. ولك الحمد حمدا لا اجر لقائله الا رضاك. ولك الحمد على حلمك بعد علمك. ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك. ولك الحمد باعث الحمد. ولك الحمد وارث الحمد. ولك الحمد بديع الحمد. ولك الحمد منتهى الحمد. ولك الحمد مبتدع الحمد. ولك الحمد مشتري الحمد. ولك الحمد ولي الحمد. ولك الحمد قديم الحمد. ولك الحمد صادق الوعد، وفي العهد، عزيز الجند، قائم المجد. ولك الحمد رفيع الدرجات، مجيب الدعوات، منزل الايات من فوق سبع سماوات، عظيم البركات، مخرج النور من الظلمات، ومخرج من في الظلمات الى النور، مبدل السيئات حسنات، وجاعل الحسنات درجات.
اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد بكربلاء، وعلى الامام السجاد، والامام الباقر، والامام الصادق، والامام الكاظم، والامام الرضا، والامام الجواد، والامام الهادي، والامام العسكري، والامام الحجة المهدي، ائمتي وسادتي وقادتي، بهم اتولى، ومن اعدائهم اتبرأ، في الدنيا والاخرة.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
نستمر بذكر بعض النقاط الضرورية للايضاح:
اولا: اننانسمع ان بعض صلوات الجمعة يكون عددها كثيرا اولا، ثم يقل عددها ويتضائل، وهذا معناه ان بعض من حضر فعلا، واقتنع بصحتها وصلاها، انه تركها واعرض عنها، لماذا هكذا يحدث حبيبي .. ؟ مع العلم اننا حين نتكلم عن المجتمع ككل، فانه لا يحتمل ان يكون كل هؤلاء التاركين لصلاة الجمعة معذورين فيها، وانما معناه انهم تركوها تسامحا وتساهلا. وهذا هو الذي اريد ان اؤكد واركز عليه الان، من حيث ان هذا التسامح والتساهل انما هو تسامح في الدين، وتساهل في ولاية امير المؤمنين، بعد اتضاح المعاني الاساسية لهذه الصلاة المقدسة، وما فيها من مصالح وعبر وجلالة، والمفروض بكل فرد ان يطيع امر الولاية، ويذهب الى الصلاة، وكذلك باعتبار اجتماع العدد المعتبر في وجوب صلاة الجمعة، وهو متوفر وكثير بحمد الله فتكون الصلاة واجبا تعيينيا، ولا تبقى واجبا تخييريا على فتاوى الاعم الاغلب من الفقهاء، كما هو الصحيح ايضا.
وانما يعود ترك بعض الناس للصلاة في هذا المورد الى عدة امور محتملة، اما الى الشك في عدالة امام الجماعة، واما الى الشك في قدرته على الاداء الصحيح للمعاني الدينية، واما لانه _اي هذا الفرد_ سأم من التكرار في بعض المطالب التي يقولها خطيب الجمعة، وليس لديه شيء جديد ربما، واما لانه رأه يخطأ كثيرا في الاعراب، او في الفاظه، او في مشتقاته، ونحو ذلك.
فهل يستلزم كل ذلك ترك الجمعة وعصيان الامر الشرعي بحضورها ؟ كلا طبعا. ان هذا من الممكن ان يحدث، لو كان الشعار الديني مستحبا، واما لو كان واجبا، كان تركه حراما لا محالة، ولا يعذر فيه انسان. فان كان راجعا الى الشك في العدالة، فهذا له جوابان:
اولا: انني حين اكلف اي شخص لاقامة صلاة الجمعة، فانني اشهد بعدالته، بمعنى قيام حجة شرعية كافية عندي في ذلك، فاعتبروني احد الشهود بعدالته، مضافا الى المشرفين العامين على صلاة الجمعة فانهم ايضا ثقات، وشهادتهم حجة، فيمكنك ان تصلي خلفه على ذمتنا، مالم تعلم منه الحرام والعياذ بالله، ولا اعتقد انه يوجد واحد منهم كذلك، بحيث تعلم منه الحرام.
ثانيا : ما قلته في موارد متعددة، من انك يمكنك اعادة الصلاة ظهرا، وهذا وارد دائما، كل ما في الامر ان الاحتياط استحبابي فيه، وربما يكون عند بعض المجتهدين احتياطا وجوبيا، والا فانه لا ينافي وجوب الحضور لصلاة الجمعة بطبيعة الحال. بل حتى لو كانت صلاة الجمعة مستحبة او تخييرية، وقبلنا ذلك تنزلا، فاننا نعرف الان ضرورتها وشعاريتها، وعزة الاسلام القائمة بها، فهل ترضى ان يكون عملك ضد عزة الإسلام، وشعار الاسلام اين كان منشأ هذا العمل ؟!
ويمكننا ان نتصور النتيجة لمثل هذا الاتجاه الخطر، وهو ان الامر قد ينتج ترك بعض الجمعات، او الغاء صلاة الجمعة بالمرة، فما الذي سوف يحدث من الذلة والقنوط، والتسافل بالعزة الدينية والاجتماعية، الى حد يكون مجرد ذكره، او خطوره في البال سوءا شديدا، وموجبا للقشعريرة والانفعال، فضلا عن حدوثه والعياذ بالله، كما هو واضح سبحان الله ..
ولاجل هذا قلت اكثر من مرة، استمروا على صلاة الجمعة حتى لو مات السيد محمد الصدر، لانه لا يجوز لكم، ان تجعلوا موت السيد محمد الصدر سببا وذريعة لذلة الإسلام والتشيع، وتفرق الكلمة وكثرة المشاكل. بل الحوزة الشريفة تبقى بعون الله، وجملة من المراجع يبقون بعون الله. فتمسكوا بالحوزة، واستمروا على شرفكم، وعزتكم الدينية، وشجاعتكم القلبية، وعنايتكم بالمصالح العامة. ولا يجوز ان يحول دون ذلك اي شيء، حتى موت هذا العبد الخاطئ، الذي هو السيد محمد الصدر. وكذلك يوجد فيكم الكثير ممن يخطب على حد تعبير الروايات، ومن هوصالح لامامة الجماعة والجمعة، وليس انه حين يموت السيد محمد الصدر، يموت الكل اعوذ بالله اولا وبكم من ذلك.
وبالاساس فان الحوزة هي التي تستطيع ان تبادر إلى ذلك، والمرجع الجديد _لو صح التعبير_ وان لم يكن متفقا مع السيد محمد الصدر بكل التفاصيل، الا ان المهم فيه، هو الاتجاه نحو العدالة الاجتماعية، وانصاف الناس من نفسه، كما قيل في الحكمة: (قل الحق ولو على نفسك) وادراك المصالح العامة. فان وجدتموا شخصا من هذا القبيل فتمسكوا به، والافدعوه إلى غيره. فان الانانية في المرجعية، هي العنصر الغالب مع الاسف جيلا بعد جيل، وهذا هو المضر حقيقة في الحوزة خاصة، وفي المجتمع عامة. فاتبعوا شخصا من المجتهدين ليس له مثل هذا الطبع، بل له اتجاه التضحية في سبيل الاخرين، وبذل النفس والنفيس في سبيل دينه ومذهبه. وهذا امر يطول فيه الحديث وليس الان محل الاستمرار فيه.
ثانيا: ان من النقاط المهمة والجليلة، التي حصلت بصلاة الجمعة المواجهة المباشرة بين الحوزة والمجتمع، وبين المرجعية والمجتمع. بينما كان الانفصال التام او الغالبي قبل ذلك، موجودا مع شديد الاسف، ولا زال هذا الانفصال موجودا بالنسبة الى المراجع الاخرين، من حيث اتصالهم بالمجتمع. فعن طريق صلاة الجمعة حصل المجتمع على الوعي، وحصل على الشجاعة، وحصل على العزة، وحصل على الثقافة الدينية، وعرف ما هي الحوزة، وما هو نفعها، وما هو اثرها، وما هو مقدار علمها وتعليمها.
كما استطاعت الحوزة من ناحيتها، ان تثبت نفسها امام الاخرين، وتوصل صوتها وكلماتها ومواعظها واوامرها ونواهيها إلى المجتمع. وان تعرف المجتمع بكثير من الامور الضرورية والراجحة، وتفتح عينه على مصالحه ومفاسده واعدائه واصدقائه وواجباته ولوازمه، وغير ذلك كثير، كل ذلك بنعمة من الله وفضل. والله تعالى هو المسبب الحقيقي والموفق لكل ذلك. ولكن عندنا الوعد القرآني بالنصر كقوله تعالى ((ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم)). وقوله تعالى ((ان الله لا يضيع اجر المحسنين)). وقوله تعالى ((اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى)). وقوله في الدعاء (انك اكرم من ان تضيع من ربيته، او تشرد من آويته، او تبعد من ادنيته، او تسلم الى البلاء من كفيته ورحمته). وكذلك قوله ((العاقبة للمتقين)). وقوله ((ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)) وغير ذلك كثير.
وهذه الوعود، غير موجودة لغيرنا، ولا تتمثل لسوانا، وانما يتمثل لهم الظلم والشيطان. كما قال تعالى ((كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله)). وقوله تعالى ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير (اي الهيون ومتقون) فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (ماذا كانت النتيجة ؟) فاتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة والله يحب المحسنين)). ثم يقول الله تعالى بعد ذلك مباشرة ((يا ايها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين)).
واما اذا كان الفرد مناوئا للحق, ومعارضا لعزة الدين والمذهب، فسيكون مشمولا لقوله تعالى، وايضا بعد تلك الايات مباشرة، وقلت لكم بان القرآن كله له معاني على طول الاجيال، جل جلال الله سبحانه وتعالى، لانه هو المتكلم، معانيه لا متناهية لانه هو لا متناهي جل جلاله.
فاذا كان الفرد مناوئا للحق، ومعارضا لعزة الدين والمذهب، فسيكون مشمولا لقوله تعالى، بعد تلك الايات مباشرة ((سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وماواهم النار وبئس مثوى المتكبرين)).
ثالثا: من النقاط التي وددت الاشارة اليها بهذا الصدد، ان للحوزة عدة اساليب للاتصال بالمجتمع ككل: صلاة الجماعة، وصلاة الجمعة، والمواعظ، وبيان الاحكام الشرعية، والاستفتاءات، وتأليف الكتب ونشرها، وكذلك تأسيس القضاء الشرعي، فانه من اساليب واسباب اتصال الحوزة بالمجتمع، وفي حدود فهمي ان القضاء الشرعي ليس محكمة بالمعنى المتعارف، لوضوح انه ليس دائرة رسمية، وليس له راتب قضائي، بل ان اخذ الراتب على القضاء محل اشكال وحرام، وانما نعطيه شيئا من الراتب باعتباره واحدا من الحوزة، لاباعتباره قاضيا، كما انه ليس له بناية مستقلة، ولا كاتب عدل مثلا، ولا معاونين قضائين، وبالتالي يختلف كثيرا عن المحاكم المتعارفة، ومن هنا لانستطيع ان نسميه محكمة بهذا المعنى، وانما هو قاضي شرعي، او نعتبره عالما ومتفقها، او مفتيا يتصدى للفتوى بين الناس في الامور الصعبة لا اكثر.
ومن الواضح ان كثيرا مما يقوم به القاضي الشرعي، ليس من القضاء الشرعي، كعقد النكاح، او الطلاق، او الطلاق بالولاية، او القيمومة، او الفتوى الاعتيادية في الامور العبادية والمعاملية. وانما القضاء الحقيقي هو المرافعة في قضية فيها مدعي ومنكر، وهو موجود، الا انه لا يستوعب كل الامور التي يقوم بها القاضي الشرعي، بل لعله يمثل القسم الاقل من عمله. وانما العلماء استمروا على النظر في سائر مشاكل الناس بما فيها المشاكل القضائية، والدليل المعتبر من السنة الشريفة، قائم على ذلك، وهذا الحاصل الان مصداق وتطبيق من ذلك بعونه سبحانه.
وانما الفرق الرئيسي بين المحاكم العرفية من ناحية، والقضاء الشرعي الموجود فعلا من ناحية اخرى، امران رئيسيان يعتبر كل منهما نقطة قوة في احدهما ونقطة ضعف في الاخر.
اما نقطة القوة في القضاء الشرعي، فهو الحجية الشرعية، فكل ما يقوله ويحكم به نافذ شرعا ومجزي ومبريء للذمة، بخلاف الانواع الاخرى من القضاء الدنيوي، او العرفي بطبيعة الحال، بما فيها القضاء الذي تقيمه العشائر بين المتخاصمين.
واما نقطة الضعف في القضاء الشرعي، فمن حيث ان سائر المحاكم لها قوة اجرائية او تنفيذية لتطبيق الحكم، من شرطة وسجون ونحوها، فانها مخولة بذلك بطبيعة الحال. في حين ان القضاء الشرعي اعزل من هذه الامور، غير ان التعويض الرئيسي بهذا الصدد مهم جدا ولطيف جدا، وهو خوف الله سبحانه وتعالى. فان عقاب الاخرة اهم من عقاب الدنيا، وغضب الخالق اعلى واقسى من غضب المخلوق، كما قال في الدعاء: (وهذا لا يكون الا من غضبك وانتقامك وسخطك وهذا ما لا تقوم له السماوات والارض فكيف بي وانا عبدك الفقير المسكين المستكين الحقير الذليل المهين). فالمهم ان المتخاصمين، انما جاءا الى القاضي الشرعي، لانهما يخافان الله سبحانه، ويريدان باخلاص حل مشكلتهما حلا شرعيا مبرءا للذمة، فيكون خوف الله سبحانه هو السند، والرصيد الاساسي للقضاء الشرعي.واما من لا يخاف الله سبحانه، فانه لا يأتي الى القضاء الشرعي، بل يحاول ان يظلم خصمه، ويتسلط عليه بكل صورة.
رابعا: من النقاط التي وددت الاشارة اليها هنا، اني اوجه كلامي الى المؤمنين الذين الى الان لم يناصروا السيد محمد الصدر، ولم يكونوا معه سواء في داخل الحوزة، او في خارجها، اهلا بكم وسهلا بين هذا الجمع الحافل بالتقوى والشرف والفضائل، وان من احسن الكلمات التي قالها الاسلام والقرآن، وكل كلماته حسنة ((انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله)) ولا حاجة الى استمرار التباعد والتباغض، وتبادل التهم والاشكالات، بل تعالوا نتفق ونتصاحب ونتصافى ونتحابب في الله، وفي ولاية امير المؤمنين، وفي المذهب، وفي الدين، وبابي مفتوح، وقلبي مفتوح لكم جميعا، مهما كنتم الان واينما كنتم، ولا اريد منكم شيئا الا الاخوة في الله، وفي رسوله، وفي ولاية امير المؤمنين، وتبقى التفاصيل الاخرى ثانوية، يمكن المناقشة فيها بالتدريج.
يكفي الا ان يكون اختلافاتنا وانشقاقتنا فيها خدمة للعدو المشرك لاسرائيل والاستعمار، ولكل من هو بعيد عن الله وعن رسوله. فما دمنا تجمعنا الروابط الحقيقية المقدسة، فلماذا لا نتحد ولا نتآخى ولا نتقارب ؟ ولماذا ننصر عدو الله وعدو رسوله من حيث نعلم او لا نعلم ؟!
فما دامت هذه الحياة موجودة عندي، والنفس يصعد وينزل، فاني ارحب بكم بكل قلبي، واعذركم عن كل ما حصل منكم، وتعذروني ان كان حصل بعض الشيء مني، او ممن يرتبط بي، او ينتسب الي، ونفتح تاريخا جديدا، كما قال الشاعر، وهذه الابيات احفظها من زمان وهي لطيفة:
من اليوم تعارفنا ونطوي ماجرى منا
فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا
وما احسن ان نرجع الى الود كما كنا
اخص من هنا، وهذا منبر مقدس، بالذكر ال الحكيم قدس الله ارواح الماضين منهم، وحفظ الباقين. تلك الاسرة الطيبة المتفقهة الشريفة. فلماذا يكون _لو صح التعبير_ بينها وبين ال الصدر اي خلاف ؟ ولماذا نزغ الشيطان بيننا ؟ وخاصة وان الفرصة مواتية بعد ان زال سبب الخلاف واسترجعت الوديعة. وبالتاكيد فان دوام الخلاف واستمراره، لا يخدم الا الاستعمار ولا يضر الا الحوزة والمذهب، وليكن زمام المبادرة بيدي واني قد ابرأت ذمتي، وارضيت ضميري بهذا العرض الدال على حسن النية.
وانا لست طامعا بخيرهم من اية جهة، ولا خائفا منهم من اية جهة أيضاً، وانما ذلك محضا لذات الله، ونصرة دينه الحنيف، وهذه يد الصلح والمصافحة امدها اليهم، فهل منهم من يمد يد المصافحة نحوي ؟ والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * اياك نعبد واياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
صدق الله العلي العظيم


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 02:00 AM


الجمعة الحادية والعشرون 12 جمادي الاولى1419
الخطبة الاولى

لاجل حب القرآن، وطاعة القرآن، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
لاجل حب الزهراء، وطاعة الزهراء، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
لاجل حب الحوزة الشريفة، وطاعة الحوزة الشريفة، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
لاجل حب المرجعية الصالحة، وطاعة المرجعية الصالحة، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
لاجل حب العدل الاسلامي الكامل، وطاعة العدل الاسلامي الكامل، الصلاة على محمد وال محمد : (اللهم صل على محمد وال محمد).
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
يا من اذا سأله عبد اعطاه. واذا امل ما عنده بلغه مناه. واذا اقبل عليه قربه وادناه. واذا جاهره بالعصيان ستر على ذنبه وغطاه.واذا توكل عليه احسبه وكفاه. الهي من ذا الذي نزل بك ملتمسا قراك فما قريته. ومن ذا الذي اناخ ببابك مرتجيا نداك فما اوليته. ايحسن ان ارجع عن بابك بالخيبة مصروفا، ولست اعرف سواك مولا بالاحسان موصوفا. كيف ارجو غيرك، والخير كله بيدك. وكيف اؤمل سواك، والخلق والامر لك. ااقطع رجائي منك، وقد اوليتني ما لم اسأله من فضلك. ام تفقرني الى مثلي وانا اعتصم بحبلك. يا من سعد برحمته القاصدون، ولم يشق بنقمته المستغفرون. كيف انساك ولم تزل ذاكري ؟ وكيف الهو عنك وانت مراقبي ؟ الهي بذيل كرمك اعلقت يدي، ولنيل عطاياك بسطت املي. فاخلصني بخالصة توحيدك، واجعلني من صفوة عبيدك. يا من كل هارب اليه يلتجي، وكل طالب اياه يرتجي. يا خير مرجو، ويا اكرم مدعو، ويا من لا يرد سائله، ولا يخيب آمله. يا من بابه مفتوح لداعيه، وحجابه مرفوع لراجيه. اسألك بكرمك ان تمن عليّ من عطائك بما تقر به عيني، ومن رجائك بما تطمئن به نفسي، ومن اليقين بما تهون به عليّ مصيبات الدنيا، وتجلوا به عن بصيرتي غشوات العمى، برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد بكربلاء. وصل وسلم على علي السجاد، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد التقي، وعلي النقي، والحسن العسكري، والحجة القائم الهادي المهدي. انصرهم بنصرك، وصل عليهم في ارضك وسمائك، واجعلنا معهم في الدنيا والاخرة.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
نكون بعد يومين تقريبا أو تحقيقا، في الذكرى السنوية لوفاة الزهراء (سلام الله عليها). فيحسن ان نتحدث عنها بهذا اللسان القاصر المقصر، والقلب الجاهل العاطل . فأن المعصومين (عليهم السلام) اعلى، واشرف، واهم، واخفى من ان يطلع على حقيقتهم احد.
ومن هنا ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) : (ياعلي ما عرف الله إلا انا وانت وما عرفني إلا الله وانت وما عرفك إلا الله وانا). وهذا معنى التعذر الحقيقي لمن كان دونهم ان يعرف حقيقتهم، أو ان ينال المهم من صفاتهم. فمن تخيل ذلك وتوهمه فهو الجاهل العاطل. ولعل كثيرا من المؤلفين في تأريخ المعصومين (عليهم السلام) من مختلف المذاهب يحسبون انهم على شيء، وليسوا على شيء. وانما هم يتكلمون بمقدار امكانهم، وبالمقدار الواصل اليهم من الاحاديث والاخبار، وبمقدار فهمهم لهذه الاحاديث والاخبار. والا فأننا كما لا نفهم المعصومين انفسهم حق فهمهم، كذلك لانفهم كلامهم حق فهمه. نعم، لنا منه المقدار المعتبر من الظهور العرفي فقهيا. الذي ارادوه لنا لتمشية هذه الحياة، ولازجاء هذه الحاجات، ولتطبيق العدل الممكن بمقدار مستوانا وقابلياتنا، وليس اكثر من ذلك.
والا فالزهراء (سلام الله عليها) لا يقاس بها احد. فهي ام احد عشر اماما من الائمة المعصومين (عليهم افضل الصلاة والسلام)، كلهم يتشرفون بها، ويتبركون بها، ويحمدون الله سبحانه وتعالى على نعمته في انها امهم وجدتهم. كما انها من الناحية النظرية نافذة الامر فيهم، ويجب عليهم اطاعتها، كما يجب عليهم اطاعة علي امير المؤمنين، والرسول (صلى الله عليه واله). فعلي وفاطمة كل منهما امام الائمة، وولي الاولياء، واساس شجرة المعصومين (عليهم السلام). يكفي ان نلتفت إلى انهما والدا الحسن والحسين (عليهما السلام) ونافذا الامر فيهما، ولهما عليهما حق الوالدين، وكذلك هما ـ اي علي وفاطمة (سلام الله عليهما) ـ اشرف من الحسن والحسين (عليهما السلام)، ويجب على الحسن والحسين طاعتهما من باب الولاية العامة عليهما، مضافا إلى الابوة والامومة. فأذا علمنا ان الحسن والحسين خير من الائمة التسعة الذين بعدهم واعظم منهم عند الله سبحانه وتعالى، فكيف يكون حال الائمة التسعة المعصومين بالنسبة الى علي وفاطمة (سلام الله عليهما).
ومن ادلة ذلك ـ اي افضلية الحسن والحسين من سائر الائمة(عليهم السلام) ـ انهما من اصحاب الكساء دون من بعدهم طبعا. فاذا وجب على الحسن والحسين اطاعة علي وفاطمة (عليهما السلام)، وجب على الباقين اطاعتهم ايضا بطريق اولى بطبيعة الحال. بل ان اطاعة علي وفاطمة اطاعة لرسول الله (صلى الله عليه واله)، بل هي اطاعته عينا.
أما علي (عليه السلام)، فلأنه نفس رسول الله (صلى الله عليه واله)، بدليل قوله تعالى : ((وانفسنا وانفسكم)). وهو صلى الله عليه واله لم يخرج من الرجال في يوم المباهلة مع نصارى نجران، إلا عليا (عليه السلام)، باجماع اهل التاريخ والحديث من كل مذاهب الاسلام. فاذا كان علي (عليه السلام) نفس رسول الله (صلى الله عليه واله)، فإذن امره امره، وفعله فعله. ولذا ورد عنه ـ اي عن النبي (صلى الله عليه واله) ـ: (ياعلي انك ترى ما ارى وتسمع ما اسمع). يعني ما يخص الوحي، أو ما في عالم الجبروت، وعالم اللاهوت، وعالم الملكوت، والعالم الاعلى عموما. وهذا الحديث او هذه العبارة مثبتة في نهج البلاغة في بعض خطب امير المؤمنين (سلام الله عليه).
واما الزهراء (عليها السلام)، فقد وردت في فضائلها احاديث كثيرة، من كل اهل الحديث في المذاهب كلها، وفي اعلى واهم كتب الحديث عندنا، واعلى واهم كتب الحديث عندهم. ومن اهمها قول النبي (صلى الله عليه واله): (فاطمة بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله). فهل يتكلم النبي (صلى الله عليه واله) مجازا كما نحاول ويحاول الناس المتشرعة ان يفهموه، انه قلبي مجازا وروحي مجازا ؟ لا حاجة إلى المجاز. ان المجاز على خلاف الاصل، وخلاف الظاهر.
وان النبي (صلى الله عليه واله) مبرئ عن العاطفة والعصبية الاسرية والابوية اكيدا. وانما لا بد من فهم هذه الاحاديث فهما حقيقيا مطابقا للواقع. إذن فهي قلب رسول الله (صلى الله عليه واله)، والقلب ليس هُو العضو الذي يوزع الدم، وربما قلت في بعض الخطب السابقة ذلك. ولذا قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ((فانه لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)). إذن فهي قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) بهذا المعنى. وماذا عن قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ وماذا به ؟ وماذا يتصف من صفات ؟ حتى تكون هذه الصفات شاملة حتى للزهراء التي هي قلبه في الحقيقة. قال تعالى: ((قل من كان عدوا لجبريل فانه نزل على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين)). وقال جل جلاله: ((وأنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين))، هذه اوصاف قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) بنص القران الكريم.
والزهراء (عليها السلام) هي ايضا روح رسول الله (صلى الله عليه واله) التي بين جنبيه، كما ينص الخبر الذي سمعناه. ولكن ماهي روح رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ وما هي اوصافها ؟ هذا ايضا مما يستحيل لنا التوصل إلى حقيقته، لكننا حين نقول، كما هُو المسلم لدى المسلمين والمتشرعة ان النبي (صلى الله عليه واله)، خير الخلق على الاطلاق، وهو فعلا خير الخلق على الاطلاق. فليس ذلك جسده ووجهه وعيناه أو أي شيء، بالرغم من اهميتهما وطهارتهما. وانما تلك روحه العليا، التي هي اعلى المخلوقات، واول المخلوقات، واهمها، واقواها، واعلمها، واقربها إلى الله سبحانه وتعالى وهي خير الخلق اجمعين، بما فيها الانبياء والمعصومين والملائكة، وكل شيء اخر. ولذا كان رسول الله (صلى الله عليه واله) سيد الانبياء والمرسلين، وقد بعث الانبياء والمرسلون بالايمان بنبوته، وبميثاق ولايته. وينص على ذلك القران الكريم بوضوح النص، على وجود الاسلام قبل الإسلام، اي قبل نزول الاسلام على رسول الله (صلى الله عليه واله)، وموجود في فهم الانبياء السابقين. قال تعالى: ((ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما)). وقال على لسان ابراهيم واسماعيل عند بناء البيت الحرام : ((ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك)). وقال تعالى : ((ام كنتم شهداء إذ حظر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون)). وقال تعالى : ((واذ اوحيت إلى الحواريين ان آمنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون))، إلى غير ذلك من الايات الكريمات.
واذا كانت الزهراء عليها السلام، هي قلب رسول الله (صلى الله عليه واله)، وهي روحه التي بين جنبيه. إذن يصدق بكل وضوح ان من احبها فقد احب رسول الله (صلى الله عليه واله)، ومن ابغضها فقد ابغضه، ومن اطاعها فقد اطاعه، ومن عصاها فقد عصاه، ومن اكرمها فقد اكرمه، ومن آذاها فقد آذاه، ومن والاها فقد والاه، ومن عاداها فقد عاداه.
ومن الطبيعي بل من ضروريات الدين ان من ابغض رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد ابغض الله. ومن عصا رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد عصا الله. ومن آذى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد اذى الله. ومن اغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد اغضب الله. ومن كان مصداقا لاي شيء من ذلك : (اذا اغضب الله او عصى الله أو آذى الله)، وتطبيقا له، فهو خارج عن الإسلام، وفي اسفل درك من الجحيم. والعكس ايضا صحيح، فان من احب رسول الله فقد احب الله. كما قال تعالى : ((يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤته من يشاء والله واسع عليم)). وكذلك فان من اطاع رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقد اطاع الله. ومن ارضى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقد ارضى الله. ومن تقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد تقرب إلى الله. كما قال تعالى : ((محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيض به الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم (ليس كلهم وانما فقط الذين امنوا وعملوا الصالحات) مغفرة واجرا عظيما)). بالرغم من انهم ركع سجد، لكن يبدوا انهم لم يؤمنوا، ولم يعملوا الصالحات، وتوجد نماذج من هذا القبيل في كل جيل حبيبي .. وقال تعالى : ((انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسوف ياتيه اجرا عظيما)).
بسم الله الرحمن الرحيم
والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الامين * لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم * ثم رددناه اسفل سافلين * الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون * فما يكذبك بعد بالدين * اليس الله باحكم الحاكمين *
صدق الله العلي العظيم

الجمعة الحادية والعشرون 12 جمادي الاولى1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الهي، من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك، فرام منك بدلا. ومن ذا الذي انس بقربك، فابتغى عنك حولا. الهي فاجعلنا ممن اصطفيته لقربك وولايتك، واخلصته لودك ومحبتك، وشوقته الى لقائك، ورضيته بقضائك، ومنحته بالنظر الى وجهك، وحبوته برضاك، واعذته من هجرك وقلاك، وبؤاته مقعد الصدق في جوارك، وخصصته بمعرفتك، واهلته لعبادتك، وهيمت قلبه لارادتك، واجتبيته لمشاهدتك، واخليت وجهه لك، وفرغت فؤاده لحبك، ورغبته فيما عندك، والهمته ذكرك، واوزعته شكرك، وشغلته بطاعتك، وصيرته من صالحي بريتك، واخترته لمناجاتك، وقطعت عنه كل شيء يقطعه عنك. اللهم اجعلنا ممن دأبهم الارتياح اليك والحني،ن ودهرهم الزفرة والاني،ن جباههم ساجدة لعظمتك، وعيونهم ساهرة في خدمتك، ودموعهم سائلة من خشيتك، وقلوبهم متعلقة بمحبتك، وافئدتهم منخلعة من مهابتك، يا من انوار قدسه لابصار محبيه رائقة، وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة، يا منى قلوب المشتاقين، ويا غاية آمال المحبين، اسألك حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يوصلني الى قربك، وان تجعلك احب الي مما سواك، وان تجعل حبي اياك قائدا الى رضوانك، وشوقي اليك ذائدا عن عصيانك، وامنن بالنظر اليك علي، وانظر بعين الود والعطف الي، ولا تصرف عني وجهك، واجعلني من اهل الاسعاد والحظوة عندك، يا مجيب، يا ارحم الراحمين، وصلى الله على خير خلقه، وسيد انبيائه ورسله، محمد المصطفى، وعلى جميع اله الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين المقدسين المقربين، ورحمة الله وبركاته.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
الان نوجه كلامنا إلى العشائر عامة، والى رؤساء العشائر ومشايخها خاصة، من حيث ان الكل يعلم، ان النظام الذي يمشون عليه في عشائرهم، ويطبقونه هناك بينهم، اغلبه بل كله نظام باطل، وغير شرعي، وغير مرضي لله عزوجل. ونحن لا نريد من اي احد مؤمن وشيعي ان يرتكب شيئا خطا، أو عصيانا بل نريد من المجتمع كله عامة، ومن العشائر خاصة، ان يكونوا صالحين ومتورعين وسائرين باتجاه رضا الله سبحانه، وشفاعة المعصومين (عليهم السلام)، وهذا لا يكون مع تطبيق قوانين وانظمة غير مشروعة في الدين وغير مرضية لرب العالمين.
والذي افهمه ان الذي دعاهم إلى هذا النظام الذي يسمى بـ(السنينة العشائرية)، هُو انهم لم يجدوا حلا كافيا لمشاكلهم ومظالمهم، التي تحصل باستمرار بين افراد العشيرة، أو بين افراد عشيرتي،ن من قتل و سرقة وزنا ولواط والعياذ بالله، واشباه ذلك، وذلك:
اولا: انهم غير متفقهين، ولا فاهمين لاحكام الله سبحانه.
ثانيا: لبعدهم عن الحوزة، وتناسيهم لها. بل ربما ان جملة منهم يسيء الظن بالحوزة، لما يرى من بعض افرادها من اعمال شائنة (واصابع يدك غير متساوية طبعا) فيحصل للعشائر اليأس من ان الحوزة تجيبهم، اوتحل مشاكلهم أو تنظر في امورهم ومصالحهم.
ثالثا: ان اجيال المرجعية كانت تتناساهم، وتتغافل عن وجودهم ولا تهتم بامورهم. يكفينا ان المشهور، هو الحكم القائل انه لايجب على الفقيه ان يذهب إلى المكلف ويبلغه حكمه، بل يجب على المكلف نفسه ان ياتي إلى الفقيه ويسأل. نعم، إذا توجه السؤال إلى الفقيه وجب الجواب. واما انه يجب على الفقيه ان يقصد باب المكلف بدون سؤال، وان يعطيه حكمه، فلا. وهذا حكم مشهوري موجود. اذن فكان هناك نحو من المقاطعة، والانفصال النفسي والاجتماعي بين الحوزة والمرجعية من ناحية، والعشائر من ناحية اخرى.
وذلك من قبل الطرفين، وليس احدهما يرغب بالاتصال بالاخر اطلاقا، أو غالبا. وهذا ثابت باستمرار لولا وجود الشباب الواعي المتفقه من رجال الدين الذين يتصدون بالذهاب إلى مناطقهم لهدايتهم ورعايتهم (جزاهم الله خير جزاء المحسنين). إلا ان هذا مما لم يكن يحدث في كثير من الاجيال السابقة كما هُو معلوم. على ان الذي كان يذهب منهم متصف باحدى صفتين ناقصتين، فلا يصلح ان يكون سببا جيدا لحل المشاكل العشائرية المستعصية. فهو اما قليل التفقه، واما هو مجرد خطيب حسيني، او روزخون يقرأ للمناسبات الدينية، واما ان يكون هُو ممن يحمل هم دنياه اكثر من هم دينه، فهو يتبع الحصول على الشهرة والمال، قبل ان يهتم بالتفقه والهداية.
واما من كان متفقها ومخلصا، فقليل جدا في كثير من العصور السالفة، وهذا هُو الذي اوجب سوء الظن من قبل العشائر بالحوزة العلمية الشريفة. وكذلك سوء الظن بمن ترسله الحوزة الشريفة اليهم. وفي الحقيقة انها لا ترسل احدا، وانما يذهب بعض رجال الدين لقضاء مصالحهم الخاصة، ليس اكثر من ذلك، فيسيؤن اكثر مما يحسنون مع شديد الاسف.
واما الان، ومن الان فصاعدا، فينبغي ان نضع لكلا الامرين الناقصين حدا كاملا، ومانعا شاملا، سواء قصدنا نقص الحوزة، أو نقص العشائر، ونريد منهما معا ان يكون الجميع على مستوى الورع، والتقوى، والتفقه، والوعي الديني، والهمة في اطاعة الله سبحانه، وتجنب معاصيه. والحوزة الان مستعدة للعطاء الديني الحقيقي المخلص لكل من يطلبه كائنا من كان، وخاصة العشائر ورؤسائها وافخاذها، فانها الشريحة الاهم والاكبر في المجتمع، ولا ينبغي ان يبقى الحال فيها على ما هُو عليه من التخلف في الفهم الديني، والبعد عن اطاعة الله سبحانه. ولا يحتمل ان يكون قانون العشائر ممن يرضاه أي مجتهد، أو أي حوزوي، أو أي متفقه، فهذا غير ممكن لانه حرام. وانما كانت بعض اجيال المرجعية ساكتة عنهم، وخاصة وهم يعلمون (اي المراجع) كيف ان العشائر تتعصب لنظامها وقانونها بشدة. والفرد المتعصب لايمكن الكلام معه، لان من شرائط الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر احتمال الطاعة. والعشائر بهذا المعنى المتعصب لا يحتمل طاعتهم للحوزة والشريعة، كما كان الحال إلى عهد قريب.
ولكن الحال اختلف الان جدا، وقد تفضل الله علينا بوعي ديني، واجتماعي جيد، وقد عرف الناس عموما مداخل الشيطان من مداخل الرحمن. فنحن من هنا ننصح العشائر ورؤساء العشائر خاصة ان يتجنبوا غضب الله سبحانه وتعالى ونار جهنم. ويكونوا على مستوى المسؤولية الدينية الالهية. ويقبلوا إلى خط الشريعة المقدسة فأن ذلك اصلح لهم في الدنيا والاخرة وخاصة وان قانونهم يترتب عليه ظلم وضمانات وحقوق للاخرين التي تهدر شرعا بدون سبب مشروع، وكذلك زيجات، اي زواجات باطلة كثيرة اعوذ بالله منها. فهم يحاولون ردع الفاسد بالافسد، ونحن نريد لهم ردع الفاسد بالحق وردع الظلم بالعدل. فهل انتم منتهون ؟!
والفرصة الان مفتوحة ومؤاتية جدا للتوبة والاخلاص، وفي حدود فهمي فان هناك طريقتان لتطبيق الشريعة في المشاكل العشائرية:
الطريقة الاولى: انهم كما اجتمعوا وقرروا ووقعوا على قانونهم العشائري، فيمكنهم الان، بل يجب عليهم شرعا ان يجتمعوا ويتداولوا امرهم ويقرروا قانونا جديدا فيما بينهم، موافقا للشريعة، وليس فيه انحراف، وعصيان والعياذ بالله، ويشدوا على ذلك راية العباس (عليه افضل الصلاة والسلام). وهل يرضى العباس (عليه السلام) ان يشدوا رايته على ما هُو باطل، وهي السنينة العشائرية الموجودة ؟ لا طبعا، لا يرضى (سلام الله عليه) وهو قتل واستشهد في سبيل الحق والعدل، وفي سبيل الهدف الاسلامي الالهي الصحيح. إذن، ينبغي ان تشد راية العباس عليه السلام، على ما هُو نظام اسلامي وعادل وصحيح،وليس غيره.
الطريقة الثانية: ان يرجعوا إلى الحوزة ويراجعوها في مشاكلهم، واحدة واحدة عن طريق الاستفتاءات، أو الاشخاص المتفقهين الثقات، أو عن طريق القضاء الشرعي الحوزوي ونحو ذلك. والحوزة والمرجعية في خدمتهم، وواجبها ذلك فانها انما وجدت لامثال ذلك،وليس لها أي طعم، أو أي نتيجة لو لم تفعل ذلك، ولو لم تقل ذلك.
اللهم اني قد بلغت. اللهم اني قد بلغت. اللهم اني قد بلغت (وهنا صاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد).
وينبغي ان يكون واضحا، واجماعيا لما سمعناه الان من انه إذا توجه السؤال، وجب على المجتهد الجواب، فتعالوا واسألوا عن مشاكلكم، وعن شرعياتكم، لكي يجب علينا يعني _على الحوزة كلها والمجتهدين كلهم_ الجواب. واذا قصرنا فعلينا لعنة الله (وهنا ايضا صاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد). ولن تجدوا من يقصر معكم، أو ينظر إلى غير مصالحكم، ونحن نعلم بضرورة الدين انه (ما من واقعة إلا ولها حكم)، فكل مشكلة خاصة، أو عامة عشائرية، أو مدنية تجد لها حلا وجوابا في كتاب الله، وسنة رسوله، وكلام المعصومين (سلام الله عليهم اجمعين)، وبالاخص في الحوزة والمجتهدين والمرجعية. وكل ما في الامر ان الحكمة تقول (القدم الاول من العبد والثاني من الرب)، يعني يجب على العبد التقدم إلى طاعة الله، لكي يوفقه الله سبحانه في الدنيا والاخرة .
فالان القدم الاول من العشائر، ومن رؤساء العشائر، في ان يشحذوا الهمة للتوبة، ولطاعة الله سبحانه وابتغاء مرضاته، لكي يكونوا صالحين في الدنيا والاخرة، جزاهم الله خير جزاء المحسنين.
بسم الله الرحمن الرحيم
القارعة * ما القارعة * وما ادراك ما القارعة * يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش * فاما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * واما من خفت موازينه * فامه هاوية * وما ادراك ماهيه * نار حامية *
صدق الله العلي العظيم


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 02:02 AM


الجمعة الثانية والعشرون 19 جمادي الاولى 1419
الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الهي اتراك بعد الايمان بك عذبني، ام بعدحبي اياك تبعدني، ام مع رجائي لرحمتك وصفحك تحرمني، ام مع استجارتي بعفوك تسلمني. حاشا لوجهك الكريم ان تخيبني، ليت شعري أللشقاء ولدتني امي، ام للعناء ربتني، فليتها لم تلدني، ولم تربني، وليتني علمت امن اهل السعادة جعلتني، وبقربك وجوارك خصصتني، فتقر بذلك عيني وتطمئن له نفسي. الهي هل تسود وجوها خرت ساجدة لعظمتك؟ اوتخرس السنة نطقت بالثناء على مجدك وجلالتك؟ او تطبع على قلوب انطوت على محبتك؟ او تصم اسماعا تلذذت بسماع ذكرك في ارادتك ؟ او تغل اكفا رفعتها الامال اليك رجاء رأفتك ؟ او تعاقب ابدانا عملت بطاعتك حتى نحلت في مجاهدتك ؟ او تعذب ارجلا سعت في عبادتك ؟ الهي لا تغلق على موحديك ابواب رحمتك ولا تحجب مشتاقيك عن النظر الى جميل رؤيتك. الهي نفس اعززتها بتوحيدك كيف تذلها بمهانة هجرانك وضمير انعقد على مودتك كيف تحرقه بحرارة نيرانك. الهي اجرني من اليم غضبك وعظيم سخطك يا حنان يا منان يا رحيم يا رحمن يا جبار يا قهار يا غفار يا ستار نجني برحمتك من عذاب النار وفضيحة العار اذا امتاز الاخيار من الاشرار وحالت الاحوال وهالت الاهوال. قرب المحسنون وبعد المسيئون ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتب،ى والحسين الشهيد بكربلاء، وصل على التسعة المعصومين من اولاد الحسين السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والحجة المهدي ائمتي وسادتي وقادتي بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرا الى يوم القيامة.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
قبل يومين، سبقت ذكرى وفاة الزهراء (سلام الله عليها)، فمن المناسب ان يكون في اكثر من جمعة التعرض للصديقة العظيمة (سلام الله عليها). فنستمر الان في ذكر بعض ما يمكن التوصل إليه بعقلنا القاصر وفكرنا الفاتر من مزايا الزهراء ( سلام الله عليها). إلى حد ما انا جمعت لكم عدد من الروايات التي تنطق بمزاياها(سلام الله):
عن اسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقد كنت شهدت فاطمة (عليها السلام) وقد ولدت بعض اولادها فلم ار لها دما فقال: (ان فاطمة خلقت حورية في صورة انسية).
وروي عن ابي عبد الله الصادق (سلام الله عليه)، انه قال: (لفاطمة تسعة اسماء عند الله عز وجل، فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والرضية والمرضية والمحدثة والزهراء. قال، وسميت فاطمة لانها فطمت من الشر ولولا علي (عليه السلام) لما كان لها كفء بالارض).
وعن ابي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: لما ولدت فاطمة (عليها السلام) اوحى الله تبارك وتعالى إلى مَلك فانطق به لسان محمد (صلى الله عليه واله) فسماها فاطمة ثم قال اني فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث. ثم قال ابو جعفر: والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث في الميثاق.
اقول: يعني في العالم المذكور في الآية الكريمة وهي قوله تعالى: ((واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا)). ومن الملاحظ ان اسماء اصحاب الكساء (سلام الله عليهم) لم تكن موجودة قبلهم، وبتعبير اخر قبل الاسلام بما فيها (محمد واحمد وعلي وحيدر وفاطمة والزهراء والحسن والحسين) فما كان واحد مسمى بهذه الاسماء طبعا. ومن العجيب انها كانت مذكورة في الكتب السماوية السابقة الا انه (سبحان الله كانما كرامة اهل البيت (سلام الله عليهم) )لم يسم بها احد، لان الغالب من ذكرها انها باللغات السريانية والعبرية وليست باللغة العربية مثل (ايليا) يعني علي و(شُبر او شَبَر) يعني الحسن و(شُبير او شَبير) يعني الحسين.
وفي رواية اخرى عن ابي هريرة قال: انما سميت فاطمة لان الله عز وجل فطم من احبها من النار. (هنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد). ترون طبعا ان هذه اسناد من ابناء الجماعة مع ذلك رووا في فضل اهل البيت اخبارا كثيرة.
وعن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): يا فاطمة اتدرين لم سميت فاطمة قال علي: يا رسول الله لم سميت. قال: لانها فطمت هي وشيعتها من النار. (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
وعن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: لفاطمة (عليها السلام) وقفة على باب جهنم فان كان يوم القيامة كُتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر. فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ فاطمة بين عينيه محبها (لانه مكتوب عليه)، فتقول:
الهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك الحق وانت لاتخلف الميعاد. فيقول الله عز وجل صدقت يا فاطمة اني سميتك فاطمة وفطمت بك من احبك وتولاك واحب ذريتك ومن تولاهم من النار ووعدي الحق وانا لا اخلف الميعاد. وانما امرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فاشفعك فيتبين لملائكتي وانبيائي ورسلي واهل الموقف موقعك مني ومكانك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمنا أو محبا فخذي بيده وأدخليه الجنة. (وهنا ايضا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
وعن علي (عليه السلام): ان النبي (صلى الله عليه واله)، سُئل ما البتول ؟ (وهي من اسماء الزهراء ) فانا سمعناك يا رسول الله تقول ان مريم بتول وفاطمة بتول فقال اي رسول الله (صلى الله عليه واله): البتول هي التي لم تر حمرة قط.
والبتول من الصفات التي تسند للانثى بدون علامة التأنيث، فلا تقول بتولة طبعا، لوضوح اختصاصه بالمرأة وعدم الاشتباه بالشمول الى الرجل كالحائض والطامث والحامل والمقرب.
وروي في تسميتها الزهراء (عليها السلام)، عن ابي جعفر (عليه السلام): انه سُئل لم سميت الزهراء ؟ قال: لان الله تعالى خلقها من نور عظمته فلما اشرقت اضاءت السماوات والارض بنورها وغشيت ابصار الملائكة وخرت الملائكة لله ساجدين وقالوا الهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله اليهم هذا نور من نوري اسكنته في سمائي وخلقته من عظمتي اخرجه من صلب نبي من انبيائي افضله على جميع الانبياء وأُخرج من ذلك النور ائمة يقومون بامري ويهدون إلى حقي واجعلهم خلفائى في ارضي بعد انقضاء وحيي (أي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله)).
وروي مرفوعا إلى علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لفاطمة (عليها السلام): يا بُنيّ ان الله اشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين، ثم اطلع ثانية فاختار زوجك على رجال العالمين، ثم اطلع ثالثة فاختارك على نساء العالمين، ثم اطلع رابعة فاختار ابنيك على شباب العالمين. (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
اقول: وهو يقول في هذه الرواية: (اشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين) ولم يقل على رجال الدنيا وانما على رجال العالمين وكذلك على نساء العالمين وكذلك على شباب العالمين، ولم يقل على رجال الدنيا أو نساء الدنيا أو شباب الدنيا. وهذا معناه ان المسألة اعم من ذلك واشمل بكثير، كما هُو واضح مع شيء من التفكير. فيدل الحديث على ان النبي (صلى الله عليه واله) خير الخلق على الاطلاق. وعلي (عليه السلام) خير الخلق بعد الرسول. وفاطمة خير الخلق بعدهما بما فيها ولديها الحسن والحسين. والحسن والحسين خير الخلق بعدهم بما فيهم الائمة التسعة من اولاد الحسين (عليهم السلام اجمعين).
وعن ابن عباس قال: سألت النبي (صلى الله عليه واله) عن الكلمات التي تلقى ادم من ربه فتاب عليه، قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ فتاب عليه. وفي بعض الروايات: ان ادم (عليه السلام) اهبط من الجنة، فظل يبكي اربعين سنة حتى صار من دمعه نهران. وحين رحمه الله تعالى وغفر له نزل عليه جبرائيل (عليه السلام) وعلمه بالاسماء التي يحلف بها لكي يغفر الله عز وجل له وهي اسماء اهل الكساء وقد ذكره في ذلك الحين بانه رآهم انوارا حول العرش عندما نفخت فيه الروح في اول امره.
وروي عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. وبهذا الاسناد قال: فقال له: يا بن رسول الله انك قلت: ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها. قال (يعني الامام الصادق عليه السلام): فماذا تنكرون من هذا ؟ فوالله ان الله ليغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه.
وروي عن عائشة ذكرت فاطمة عليها السلام، فقالت: ما رأيت احدا اصدق منها إلا اباها. وعن أم سلمة أم المؤمنين (رضي الله عنها)، قالت: كانت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) اشبه وجها برسول الله (صلى الله عليه واله).
وروي عن الاصبغ بن نباتة، قال: سمعت امير المؤمنين (عليه السلام) يقول: والله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب. ورثت نبي الرحمة، وزوجتي خير نساء إلامة، وانا خير الوصيين. ومن الواضح انه كلام لايستطيع ان يقوله غيره إلا كذاب ومقصوده من الميراث في (ورثت نبي الرحمة) هُو ليس وارثا ماليا بالمعنى الحقيقي وانما مقصوده من الميراث، ميراث العلم. ومن المعلوم ان ميراث علم رسول الله (صلى الله عليه واله) لا يمكن لاحد ان يحمله أو يطيق مسؤوليته إلا شخص مثله ويكون كنفسه وهو امير المؤمنين (عليه السلام) . والزهراء خير نساء الامة يعني خير حتى من زوجات النبي وبناته الاخريات. وهو خير الوصيين يعني من جميع الاوصياء قبل الاسلام وبعد الاسلام يعني المعصومين من ذريته.
وينسب إليها رثاء ابيها بعد وفاته قائلة:
ماذا على من شم تربة احمد .... إلا يشم مدى الزمان غواليـا
صبـت علي مصائب لو انها .... صبت على الايام صرن لياليـا
قد كنت ذات حمىً بظل محمد .... لا اتقي دهري وكان حمىً ليـا
فالان اخضع للئيـم واتـقي غيري وادفـع ظالمي بردائيـا
فاذا بكت قمريـة في ليلهـا شجنا .... على غصن بكيت صباحيا
فلاجعلن الحزن بعدك مؤنسي .... ولاجعلـن الدمع فيك وشاحيـا
واما المصائب فقد وردت في كلامها بصيغة الجمع
صبـت علي مصائب لو انها صبت على الايام صرن ليليـا
فاذا كانت تقصد وفاة ابيها فهي مصيبة واحدة وليست متعددة فما هي تلك المصائب ؟ الانسان يفكر ويعرف. ولو ارادت وفاة النبي فقط لكانت مصيبة واحدة. ولكنها اشارة إلى الانحراف والخلاف الذي حصل بعده (صلى الله عليه واله) كما تقول حسب المنسوب إليها في ابيات اخرى:
قد كان بعـدك انباء وهنبثة لو كنت شاهدهـا لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الأرض وابلها واختل قولك لما غبـت وانقـلبوا
ابدت رجال لنا فحوى صدورهم لما قضيت وحالت دونك الترب
وروى جابر بن عبد الله الانصاري، قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو في سكرات الموت، فانكبت عليه تبكي ففتح عينه وافاق ثم قال (صلى الله عليه واله): يا بنية انت المظلومة بعدي وانت المستضعفة بعدي، فمن آذاك فقد آذاني ومن غاضك فقد غاضني ومن سرك فقد سرني ومن برّك فقد برّني ومن جفاك فقد جفاني ومن وصلك فقد وصلني ومن قطعك فقد قطعني ومن انصفك فقد انصفني ومن ظلمك فقد ظلمني، لانك مني وانا منك وانت بضعة مني وروحي التي بين جنبي. ثم قال (صلى الله عليه واله): إلى الله اشكو ظالميك من امتي.
وعن المسند عن عائشة، قالت: اقبلت فاطمة (عليها السلام) تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): مرحبا يا بنتي. ثم اجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثم انه اسر اليها حديثا فبكت. فقالت (أي عائشة): استخصك رسول الله (صلى الله عليه واله) بحديثه ثم تبكين. ثم انه اسر إليها حديثا فضحكت فقالت: ما رايتك اليوم فرحا اقرب من حزن. فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لافشي سر رسول الله (صلى الله عليه واله)، حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه واله). فسألتها فقالت: اسر الي فقال ان جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وانه عارضني به العام (يعني هذا العام) مرتين، ولا اراه إلا وقد دنى اجلي وانك اول اهل بيتي لحاقا بي ونعم السلف انا لك. فبكيت لذلك فقال: إلا ترضين ان تكوني سيدة نساء هذه الامة أو نساء المؤمنين. قالت فضحكت لذلك.
ومنه عن عائشة، قالت: لما مرض رسول الله (صلى الله عليه واله) دعا ابنته فاطمة فسارها فبكت، ثم سارها فضحكت. فسألتها عن ذلك فقالت: اما حيث بكيت فانه اخبرني انه ميت فبكيت، ثم اخبرني اني اول اهل بيته لحوقا به فضحكت.
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فاثرن به نقعا * فوسطن به جمعا * ان الانسان ربه لكنود * وانه على ذلك من الشاهدين * وانه لحب الخير لشديد * افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير * صدق الله العلي العظيم

الجمعة الثانية والعشرون 19 جمادي الاولى 1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الهي ان كان قل زادي في المسير اليك، فلقد حسن ظني بالتوكل عليك. وان كان جرمي قد اخافني من عقوبتك، فان رجائي قد اشعرني بالامن من نقمتك. وان كان ذنبي قد عرضني لعقابك، فقد آذنني حسن ثقتي بثوابك. وان انامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك، فقد نبهتني المعرفة بكرمك والائك. وان اوحش ما بيني وبينك فرط العصيان والطغيان، فقد آنسني بشرى الغفران والرضوان. اسألك بسبحات وجهك، وبانوار قدسك، وابتهل اليك بعواطف رحمتك، ولطائف برك ان تحقق ظني بما اوءمله من جزيل اكرامك، وجميل انعامك بالقربى منك والزلفى لديك والتمتع بالنظر اليك، وها انا معترض لنفحات روحك وعطفك ومنتجع & ليس جودك ولطفك فارمن سخطك الى رضاك هارب منك اليك راج احسن ما لديك معول على مواهبك مفقر الى رعايتك. الهي ما بدأت به من فضلك فتممه وما وعدت لي من كرمك فلا تسلبه وما سترته علي بحلمك فلا تهتكه وما علمته من قبيح فعلي فاغفره. الهي استشفعت بك اليك واستجرت بك منك. اتيتك طامعا في احسانك راغبا في امتنانك مستسقيا وابل طولك مستمطرا غمام فضلك طالبا مرضاتك قاصدا جنابك واردا شريعة رفدك ملتمسا سني الخيرات من عندك وافدا الى حضرة جمالك مريدا وجهك طارقا بابك مستكينا لعظمتك وجلالك فافعل بي ما انت اهله من المغفرة والرحمة ولا تفعل بي ما انا اهله من العذاب والنقمة برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
والان بمناسبة الحديث عن الزهراء (سلام الله عليها)، نتحدث عن المرأة والنظرة الشرعية تجاه هذا القسم المهم في المجتمع، الذي يمثل حوالي نصف المجتمع (فنصف المجتمع نساء طبعا ونصفه الاخر رجال بالتقريب لا بالتحقيق). والذي يجب إلا يهمله الفرد والمجتمع والشريعة او يسقطه عن نظر الاعتبار كما في بعض النظرات المتخلفة التي كانما المرأة ملحقة بالحيوانات فيها (فيقول: اجل عن طاريها أو تكرم عن طاريها) . وانما القرآن ليس هكذا بطبيعة الحال فقد احترم الرجال والنساء معا (الصائمين والصائمات والقائمين والقائمات والقانتين والقانتات).فأنه ليس ظالما كجملة من الناس والعياذ بالله، بل هُو العدل الحقيقي.
والمشاكل التي تخص النساء عديدة، منها ما تكون في صالحها من حيث ظلم الرجل لها، سواء كان زوجا أو غير زوج، وظلم المجتمع لها وظلم القانون لها. ومنها ما تكون ناشئة منها كعدم التفقه، بل وعدم التدين وحب الدنيا والمنافسة فيها وكعدم الحجاب والاختلاط بين الرجال على الدوام وفي كل المناسبات، وكعدم حسن التصرف من المرأة تجاه زوجها وتجاه اولادها وذريتها. وكذلك سوء تربيتها لهم مع انها العنصر الاهم في تربية الاطفال بطبيعة الحال. فالرجل ماذا يفعل؟ يذهب إلى دكانه أو عمله أو وظيفته أو تجارته أو أي شيء كان،فتبقى المرأة في البيت مع اولادها الصغار، فمن يكون المربي الحقيقي؟ انما هي المرأة، فاذا كانت المرأة غير فاهمة اصلا، لا دين ولا دنيا، اذن تخرج ذريتها كلها لا دين ولادنياً. هل هذا جيد ؟ ومن الذي يرضاه الله او رسوله او المؤمنون ؟!
فهذا وغير هذا كله لا بد من التعرض له وحله حلاً شرعياً اسلامياً، يرضي الله ورسوله والمعصومين (سلام الله عليهم اجمعين). إلا ان الخطبة لا يحتمل انها تسع لكل ذلك طبعا، فسوف اختار هنا مشكلة الحجاب فقط التي هي اعظم واهم واشمل مشكلة من مشاكل المجتمع ومشاكل العصر.
ومن الواضح جدا ان عدم الحجاب والحث (كما يفعل الناس) على الاختلاط بين الجنسين، انما وردنا عن طريق الاستعمار الغاشم الظالم الذي لم يكتف بنهب خيراتنا وافقار شعوبنا والهيمنة علينا، بل كان من اهم اهدافه استلاب ديننا ونسياننا لآخرتنا وعصياننا لتعاليم شريعتنا التي هي العدل الحقيقي الكامل، لكي يكون مجتمعنا كمجتمعهم متسيبا اخلاقيا ومنحلا ظميرا وساقطا دينا. يستهدف (الاستعمار) من كل ذلك ابعاد تفكيرنا الديني لما يعلمون في الدين من فعالية ضدهم ونسخ لوجودهم واستنكار لمظالمهم كما قال سبحانه وتعالى: ((ما جعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)). فاذا اطعناهم في ذلك وعصينا الله سبحانه وتعالى جل جلاله فقد حفرنا قبورنا بايدينا، واعنا على انفسنا، واصبحنا عبيدا لاعدائنا ومن يريد الاضرار بنا، ونسينا اهدافنا العادلة الحقيقية وديننا العادل الحنيف.
فمثلا بكل تاكيد ان كل الاديان السماوية (الاسلام بكل مذاهبه، والمسيحية بكل مذاهبها واليهودية وغيرها)، كلها تحرم السفور وتردع عنه، وكلها تحرم الزنى واللواط وشرب الخمر. وليس هناك أي دين يحلله او يجيزه. وهذا ينبغي ان يكون واضحا جدا. وعلامة ذلك عند المسيحيين وكذلك اليهود اننا نجد ان النساء المتدينات في دينهن والراهبات منهن يلبسن الحجاب، فذلك دليل على انهن يجدن مسئوليتهن تجاه الله ان يلبسن الحجاب. فلماذا نساء سائر المجتمع سافرات، حتى المسيحيات واليهوديات. هذا امر بالمعروف ونهي عن المنكر للمسيحيات واليهوديات فضلا عن المسلمات. والحكم منجز حتى في ذمتهن. أو بتعبير آخر منجز في ذمة كل البشر من اوله إلى آخره وفي كل الاجيال.
وما ذلك (اي لماذا يتحجبن) إلا لكونهن ممتثلات للحكم الشرعي في دينهن، بينما تكون الملايين من المسلمات والمسيحيات وغيرهن عاصيات جهرا، وعازمات على الاستمرار بالعصيان، اي في ترك الحجاب طبعا. فنساءهم كلهن سافرات وكلهم يشربون الخمر ويمارسون الزنا ويأكلون لحم الخنزير. فنسألهم هل كان موسى الكليم (سلام الله عليه) يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير ؟ أو كان عيسى المسيح (سلام الله عليه) كذلك ؟وانتم تقدسونهم أم لا؟ هم عبرة لكم طبعا، فلماذا لا تكونوا مثلهم ؟ سبحان الله !
اذا كنت لا تدري فتلك مصيبة واذا كنت تدري فالمصيبة اعظم (ملايين المرات حبيبي لا مرة واحدة)
أو كان الحواريون كذلك يشربون الخمر أو يأكلون لحم الخنزير؟ أو نساء الحواريين غير محجبات ؟ أو مريم العذراء غير محجبة ؟ ماذا تقولون بالله عليكم ؟! عجبا للفكر الممسوخ والنذالة المتناهية !
فاذا كان السفور عندكم حراما، وانتم عصاة فيه وملعونون عليه، وكل هذه المحرمات كذلك فكيف تريدونه لنا وتحثوننا عليه ؟ وما هذه الهدية الفاسدة المجرمة التي ادخلتموها في بلادنا وربيتم عليها اجيالنا وشبابنا ؟
واذا كانوا هم عاصين لتعاليم اديانهم وشرائع انبيائهم، فلنكن نحن المطيعون لتعاليم ديننا الحنيف، وشريعتنا المقدسة العادلة الكاملة. فان في ذلك الشرف كل الشرف، والهدف كل الهدف، وبذلك الوصول إلى الكمال والجلال ورضاء الله جل وعز واولياءه (سلام الله عليهم اجمعين).
لاحظوا احبائي .. من هُو المتجاهر بالفسق ؟ المتجاهر بالفسق هُو ذلك الفرد الذي لا يكون عنده مانع عن أن يعمل المحرم الذي يلتزم به في المجتمع وامام الناس، كما لو كان يشرب الخمر بصراحة او يذهب والعياذ بالله إلى المبغى بوضوح أو يعين الظلم والظالمين أو اللصوص مثلا بوضوح وبصراحة فهذا هُو المتجاهر بالفسق. ونتيجته انه بريء من الله ورسوله، وكذلك فان الله ورسوله بريئان منه، وانه متجه إلى الشيطان، ومعرض عن الرحمن، وانه يقينا من اهل النار.
فمن تطبيقات ذلك (انا لماذا تكلمت عن المتجاهر بالفسق)، من تطبيقات ذلك السافرة، فانها لا مانع لها من التجول في كل المجتمعات وعلى كل الاصعدة بزيها المكشوف المثير (كول لا !)، فتكون متجاهرة بالفسق وظاهرة بالمعصية. وكل السافرات متجاهرات بالفسق بطبيعة الحال لا استثني منهن ولا واحدة طبعا.
ومن الواضح لدى المتشرعة ان المتجاهر بالفسق لا ذمة له في الاسلام فتجوز غيبته، ويجب ردعه وتجب مقاطعته، ويقشعر البدن بمجرد تذكره او رؤيته. ومع ذلك تكون المرأة (عمليا الان في مجتمعنا) سافرة متجاهرة بالفسق في سفورها ونحن مع ذلك نحبها ونصلها ونتعامل معها وننفعها ونعتبرها زميلة لنا في دراسة أو تجارة أو أي مصلحة.
بل العتب في ذلك على النساء (اعني المحجبات منهن) اكثر من الرجال، لارتفاع المانع من الاختلاط والتعامل بين النساء انفسهن بطبيعة الحال. فقد تكون المرأة محجبة نسبيا، ولكن لا مانع لديها من مزاملة السافرة والعمل معها والصداقة معها، فهي لاتأمرها بالمعروف ولا تنهاها عن المنكر ولا تشير إليها بشيء يشينها او يؤذيها، فضلا عن ان تقاطعها أو تبتعد عنها. وليس هكذا المتوقع منها من قبل الله واولياءه وشريعته طبعا. فان فعلت المحجبة ذلك إذن فقد احبت الحرام فيكون عقابها في الآخرة نفس عقاب السافرة لان المرء يحشر مع من احب. وقد احبت السافرة إذن تحشر مع السافرة.
الخطوة الآخرى ان المسألة ليست فقط بالتجاهر بالفسق، ولو اقتصر الامر بهذا المقدار لهان الامر نسبيا. بل ينبغي النظر إلى السفور بصفته شبكة صيد ينصبها الشيطان لاغواء الملايين من الرجال والنساء وسلب دينهم وتوجيههم نحو طريق الرذيلة والفساد.
اما الرجال فباعتبار الاغواء الجنسي الحاد، وخاصة في مجتمع الشبان والشابات في المعاهد والكليات والاسواق وغيرها. حيث يكونون غير متتزوجين غالبا، ويكون كل واحد منهم كالكبريت (من حيث اللذة الجنسية) يشتعل لاول احتكاك، واذا اشتعل ذهب دينه وذهبت دنياه.
واما النساء فلوجود حب الدنيا عندهن بشكل مكثف وواضح، أو ما يسمى(بالغيرة) وعندها كذا وكذا من الثياب أو من الاثاث أو من اساليب التجميل، إذن فيجب ان اكون انا مثلها وتضغط في ذلك ضغطا متزايدا على نفسها وزوجها وابيها وامها واخيها واختها. وما اسهل ان تجد اختها سافرة او صديقتها أو زميلتها كي تكون هي سافرة، وهذا هُو معنى (الغيرة) مع وجود الفراغ الديني والعقائدي والجهل المطبق من كل هذه النواحي وعدم ادراك عظمة الله وطاعة الله واهمية الآخرة.
اذن فالسافرة كما اوجبت السوء لنفسها واصبحت من المتجاهرات بالفسق، كانت سببا للسوء والتأثير السيء تجاه الآخرين من رجال ونساء واوجبت انحرافهم دينيا وسقوطهم اخلاقيا واجتماعيا، ويكون وزر كل ذلك عليها وفي ذمتها في الدنيا والآخرة، من قبيل الخبر الذي ورد بحسب المضمون ان من سن سنة حسنة كان له ثوابه وثواب من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة (وهؤلاء يسنون سنن سيئة طبعا)فعليه وزرها ووزر من يعمل بها إلى يوم القيامة).
واود الان ان اشير إلى بعض الظواهر المحددة، والشائعة في نفس هذا الموضوع، وذلك ما يتخذه الكثير من الناس من اساليب الخلاعة، والازعاج والعصيان الديني في الاعراس من سفور النساء حتى المحجبات منهن وخاصة العروس المتجملة اللابسة ابهى ثيابها، والسير في الشوارع مع الاغاني والتصفيق وقطع الطريق على السابلة (ومن قطع طريق المسلمين فليس بمسلم وعليه لعنة الله). مضافا إلى احياء الحفلات الغنائية ودعوة الفسقة والسافرات إليها وتوزيع الخمر وغير ذلك، وكل ذلك محرم بضرورة الدين وهو اشد حرمة واسفا إذا صدر من الاسر التي تدعي التدين أو في اماكن ومدن متدينة ومقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية وغيرها.
فمن هنا نحن نعلن عن وجوب قطع كل ذلك بتاتا وتماما. وكل من يفكر في ذلك فهو ملعون. وكل من يجيب دعوتهم ويشاركهم في عملهم فهو ملعون. بل كل من يتعاون معهم في أي شيء حتى من داخل اسرتهم فهو ملعون (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد). ولا تنفك عنه اللعنة حتى يتوب، ولن يتوب حتى يتضح منه امام الله سبحانه مقاطعة الحرام وفاعلي الحرام كائنا من كانوا، لا تأخذه في الله لومة لائم.
ومن ذلك ما هُو موجود في كثير من الاسر من السفور في داخل العائلة الواحدة مع انها قد تكون محرمة عليه ولا يجوز له ان يراها ولا يجوز لها الانكشاف امامه، مع انهم متفقون على هذا المسلك. فاذا اصبح فرد منهم أو عدة افراد متدينيين وشاعرين بمسؤولية طاعة الله سبحانه، فسوف يقعون في حرج كبير في داخل اسرهم وبلاء عظيم من حيث لا يستطيعون مقاطعة العائلة والخروج عنها. واوضح اشكال ذلك زوجة الاخ، حيث يعيش الاخوة مع زوجاتهم السافرات في اسرة واحدة وسفرة واحدة. وكذلك اخت الزوجة فان الاعتقاد العامي بانها حلال مع انها حرام، لا تختلف في ذلك عن أي اجنبية اخرى.
هذا فضلا عن بنات العم أو بنات الخال أو بنات العمة او بنات الخالة، والعكس ايضا صحيح يعني بالنسبة الى النساء اولاد العم والعمة واولاد الخال والخالة، فان ذلك كله حرام بضرورة الدين ولا يوجد من يفتي بجوازه من المجتهدين.
فمن هنا لا نقول اننا نهيب ونرجو لان الدين لا يتوصل إليه بالتوسل والتوصل او بالرجاء والاستحياء، بل ادخل في عينهم رضى أم لم يرضى لا يهم (وهنا صاح المصلون اللهم صل على محمد وال محمد).
أو كما يقول بعضهم: طبق ثم ناقش. لا، وانما يقول الدين طبق ولا تناقش. لان كلمة الدين واحدة لا تكون اثنين وكلمة الحوزة واحدة لا تكون اثنين، ولا مجال لتحليل ما حرمه الله.
فاذا اراد الفرد لنفسه الخير والكمال في الدنيا والآخرة فليتبع دين الله. واذا اراد الفساد والافساد والغواية والانحراف وشر الدنيا والاخرة فليتبع الشيطان. فيكون من حيث يعلم أو لا يعلم عدوا للايمان وللمؤمنين ناصرا للاستعمار والمستعمرين محبا للكفار والمنحرفين. فيكون ممن اضله الله على علم وختم على سمعه وبصره وجعل على قلبه غشاوة اعاذنا الله جميعا من كل سوء وعصيان انه على كل شيء قدير.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد *
صدق الله العلي العظيم
واسألكم الدعاء جميعا.


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟

الصورة الرمزية ابو غدير الساعدي
ابو غدير الساعدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 64616
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 324
بمعدل : 0.06 يوميا

ابو غدير الساعدي غير متصل

 عرض البوم صور ابو غدير الساعدي

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : ابو غدير الساعدي المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-03-2011 الساعة : 02:06 AM


الجمعة الثالثة و العشرين 26 جمادي الاولى 1419
الخطبة الاولى

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا الله عدد رضاه. لا اله الا الله عدد خلقه. لا اله الا الله عدد كلماته. لا اله الا الله زنة عرشه. لا اله الا الله مليء سمواته وارضه. لا اله الا الله الحميد المجيد الغفورالرحيم المؤمن المهيمن العزيز الجبارالمتكبر. لا اله الا الله القابض الباسط العلي الوفي الواحد الاحد الفرد الصمد القاهر لعباده الرؤوف الرحيم. لا اله الا الله الاول الاخر الظاهر الباطن المغيث القريب المجيب. لا اله الا الله الغفور الشكور اللطيف الخبير. لا اله الا الله الصادق الاول العالم الاعلى. لا اله الا الله الطالب الغالب النور الجليل. لا اله الا الله الجميل الرزاق البديع المبتدع. لا اله الا الله الصمد الديان العلي الاعلى. لا اله الا الله الخالق الكافي الباقي المعافي. لا اله الا الله المعز المذل الفاصل الجواد الكريم. لا اله الا الله الدافع النافع الرافع الواضع. لا اله الا الله الحنان المنان الباعث الوارث. لا اله الا الله القائم الدائم الرفيع الواسع. لا اله الا الله الغياث المستغيث المفضل الحي الذي لا يموت. لا اله الا الله الخالق الباريء المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم هو الله الجبار في ديمومته فلا شيء يعادله ولا يصفه ولايوازيه وليس يشبهه شيء وليس كمثله شيء وهو السميع البصير اللطيف الخبير. هو الله اسرع الحاسبين واجود المفضلين المجيب دعوة المضطرين والطالبين الى وجهه الكريم. اسألك بمنتهى كلماتك التامة وبعزتك وقدرتك وسلطانك وجبروتك ان تصلي على محمد واله وان تفعل ما انت اهله ولا تفعل بي ما انا اهله انك ارحم الراحمين وعلى كل شيء قدير.
اللهم صل على المصطفى محمد والمرتضى علي والزهراء فاطمة والمجتبى الحسن والشهيد الحسين والسجاد علي ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجة القائم المهدي بقيتك في ارضك وحجتك على عبادك صلاة قائمة دائمة.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
استمر الان في ذكر بعض الامور عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها). المهم انه مادامت ذكريات وفاتها موجودة، فيحسن التعرض إلى مثل ذلك خلال الجمعات المعاصرة التى الان موجودة. ولعل احسن ما استطيع ان اذكره بهذا الصدد وفي هذه العجالة فكرتان تخصاها (سلام الله عليها) يحسن الالتفات اليهما.
الفكرة الاولى: ما قلته في بعض كتبي كاضواء على ثورة الحسين (عليه السلام) وغيره. وحاصلها انه مقتضى القاعدة ان كل فرد صاحب حق إذا حرم من حقه واخذه منه الظالمون فانه له الحق ان يطالب بحقه وان يذكّر المجتمع به وان يبرز حججه وبيناته على ثبوته ما اوتي إلى ذلك من سبيل. وهذا لا ينبغي ان يكون محل شك اطلاقا.
والمهم ان الاصل في كل ذي حق ان يدافع هُو عن نفسه، ويطالب بحقه لا ان يدافع عنه غيره. لكن حينما تقتضي المصلحة العامة غير ذلك فلا باس ان يدافع الكثيرون عن الحق المغصوب والظلم المتراكم. ومن ذلك بكل تاكيد ما إذا لم يستطع صاحب الحق ان يدافع عن حقه لبعض الموانع، إذن يجب ان يدافع عنه الاخرون ويذكِّروا المجتمع بمظلمته ويبرهنوا على صحة حقه. وهذا ما يحصل في الجانب الديني الاسلامي كثيرا.
فمثلا ان صاحب الزمان، صاحب الامر المهدي (سلام الله عليه)، لا يستطيع الان ان يدافع عن نفسه، أو ان يطالب بحقه بالرغم من انه مظلوم اكثر من كل البشر، وحقه اعظم من كل الناس، إلا ان مطالبته بحقه ينافي غيبته ويجب عليه ان يحافظ على غيبته، لا ان يعرّف الناس بنفسه إلى زمان موعد ظهوره. فتكون مطالبته بحقه في عصر غيبته متعذرة عليه، وغير ممكنة له ومن ثم وجب على الواعين لقضيته (امثال هذه الوجوه الطيبة) والمدركين لظلامته والمخلصين لدعوته، ان يدافعوا عنه ويرفعوا رايته وينشروا كلمته ويبذلوا امكانهم في ذلك لان كلمته كلمة الله ورايته راية الله وحكمه حكم الله. ومن هنا نكون في هذا الجيل نحن المدافعون عنه ونحن المطيعون له ونحن القائمون بامره (سلام الله عليه) حتى يقضي الله بما هُو قاض.
وكذلك قد يحصل وجود المانع عن ان يدافع الامام عن نفسه لبعد المكان، كالامام الصادق (عليه الصلاة والسلام) فانه ساكن في المدينة المنورة وانصاره في خراسان كما في الرواية المعروفة، فيكون بعيدا عن الساحة وعن المجتمع هناك ولم تكن في حينه اجهزة اعلامية وصوتية ولاسلكية. ومن هنا يتعين على الواعين والمخلصين الدفاع عنه وبيان حقه ورفع مظلمته في أي مكان بعيد أو مدينة اخرى أو زمان اخر لا يوجد فيه الامام (عليه الصلاة والسلام).
ومن ذلك انه قد يحصل في الاسلام ان الرجال لا يستطيعون ان يدافعوا عن انفسهم فيدافع عنهم النساء، وقد حصل ذلك في الاسلام مرتين. اوضحها ما حصل بعد مقتل الحسين (سلام الله عليه)، حيث يكون الحسين واصحابه (سلام الله عليهم اجمعين) مستشهدين قد فارقوا الدنيا ولا مجال لهم بطبيعة الحال للدفاع عن انفسهم والاخذ بحقهم وبيان ظلاماتهم والاقتصاص من اعدائهم. ومن هنا كان من اهم من تصدى لهذا الاعلام الضروري واقامة الحجة الرئيسية (بعد الشهادة) على الصديق والعدو وعلى المؤالف والمخالف هي زينب العقيلة بنت امير المؤمنين (عليهما افضل الصلاة والسلام). ولولا موقف زينب (سلام الله عليها) وكلامها واعلامها وخطاباتها لانطمست ثورة الحسين (عليه السلام) واندرجت في طي النسيان وكأنها لم تكن. فكان لابد في الحكمة الالهية ان تنظم تلك الثورة الكبرى والتضحيات الجليلة إلى هذا الجانب الاعلامي المركز لكي يثمر ثمرته وينفع الاجيال باثره كما قد حصل.
وما اشجعها (سلام الله عليها) والطف بيانها حينما تقول لاكبر مسؤول في الدولة يومئذ: (ولئن جرّت علي الدواهي مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك. لكن العيون عبرى والصدور حرى. ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء) لان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لصحب يزيد وابي يزيد وجد يزيد بعد فتح مكة: اذهبوا فانتم الطلقاء. أي طلقاء من رضا الله سبحانه وتعالى وليس من غضبه.
(الا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء). إلى ان تقول: (فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا يُرحض عنك عارها (أي لا يغسل عنك عارها) وهل رايك إلا فند وايامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين.
وتقول: (فوالله ما فريت إلا جلدك ولا حززت إلا لحمك ولتردن على رسول الله (صلى الله عليه واله) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم وياخذ بحقهم ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون))، وحسبك بالله حاكما وبمحمد (صلى الله عليه واله) خصيما وبجبرائيل ظهيرا وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين. بئس للظالمين بدلا وايكم شر مكانا واضعف جندا).
ولقد علمنا في الجمع السابقة ان الذي سول ليزيد ومكن له رقاب المسلمين ونصبه حاكما هُو الاستعمار الذي كان متمثلا يومئذ بالدولة القيصرية البيزنطية الرومانية.
فالمهم اننا هل نستطيع ان نتصور في هذا العصر، وفي كثير من العصور ان يتكلم فرد _مهما كان مهمّا_ امام اعلى مسؤول في الدولة من ملك أو امبراطور أو دكتاتور أو رئيس جمهورية أو أي حاكم مثل هذا الكلام ويعطيه حقه بيده وامام عينيه وفي منزله وامام حاشيته وشرطته ومؤيديه ؟! لان زينب اين كانت ؟ في براني يزيد بن معاوية. هذا متعذر بكل تاكيد حتى في البلدان التي تدعي الحرية والديمقراطية كفرنسا وايطاليا وبريطانيا وغيرها. فان الحرية الشخصية مكفولة هناك شكليا أو نسبيا واما المناقشة في نظامهم والاعتراض على مسلماتهم واسس سياساتهم واسرار دولهم فهو ممنوع، قليلا كان أو كثيرا وليس فيها اية حرية كائنا من كان. وان رغمت انافهم نقول ذلك (وهنا صاح المصلون بالصلاة على محمد وال محمد مرات متعددة).
ومن ذلك (اعني حين يضطر النساء للدفاع عن مواقف الرجال) موقف الزهراء (سلام الله عليها) (وقدمنا موقف زينب لانه اوضح واشرح) حين اضطر امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) إلى البقاء في بيته حوالي عشرين عاما. وانما كانت الفرصة الرئيسية والكلمة الشجاعة موجودة للزهراء (سلام الله عليها) والتي كانت شكليا تتخذ صورة المصلحة الشخصية، اعني المطالبة بفدك وموارد فدك وارباح فدك. ولكنها في الحقيقة ذات مصلحة عامة واقعية، وهي المطالبة بامامة زوجها امير المؤمنين (سلام الله عليه) وخلافته وتسنمه منصب الرئاسة الفعلية والقيادة في المجتمع.
وقد ابليت الزهراء في ذلك بلاء حسنا وجاهدت جهادا حقيقيا. وايضا كان خطابها مع اعظم مسؤول في الدولة يومئذ كما عرفنا ذلك في زينب (عليها السلام). فلم تكن تحفل بالشدائد ولا تجبن عند المكاره. وانما تقول له بصراحة: (فدونكها مخطومة مرحولة (يعني ناقة في ابهى حلتها، اي حجتنا في ابهى صحتها) تلقاك يوم حشرك. فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون).
ومن جملة خطبها الواضحة الصريحة بالمطالبة بحق زوجها امير المؤمنين (سلام الله عليه) بالخلافـة والامامة ورعاية المجتمع حق رعايته، قولها: (ويحهم انى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الوحي ومهبط الروح الامين الطبن (او الطبين) بامور الدنيا والدين (والطبين هو الخبير ومن هو الخبير ؟ امير المؤمنين سلام الله عليه)(الذي هو الجائع) ولفتحت عليهم بركات من السماء وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون). الا ذلك هُو الخسران المبين. وما نقموا من ابي الحسن ؟ نقموا والله نكير سيفه وشدة وطئته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله. وبالله لو تكافئوا على زمام نبذة رسول الله (صلى الله عليه واله) لساربهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه ولاوردهم منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه ولأصدرهم بطانا قد تحرى بهم الري غير متحل منهم بطائل بعلمه الباهر وردعه ثورة الساغب
ثم تقول: ( إلى أي لجأ (اي الى اي ملجأ) لجأوا واستندوا وباي عروة تمسكوا ولبئس المولى ولبئس العشير. استبدلوا والله الذنابى بالقوادم والعجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون انهم يحسنون صنعا. الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
وهي تقول هذا الكلام البليغ، والبيان الفصيح بقلب شجاع، وارادة قوية وكلام لا يفهمه الا اهلوه، وهي من العمر حوالي تسعة عشر سنة، أو قل انها شابة صغيرة، ولكنها المعجزة الكبيرة. فهل في العالم اليوم او في اي يوم واحدة تستطيع التكلم مثلها ؟ او رجل عمره تسعة عشر سنة يستطيع ان يتكلم ؟ لا يوجد حبيبي. وهل في اجيال الاسلام وغير الاسلام مثل ذلك ؟ لا يوجد اطلاقا. حتى بنات الملوك والمثقفات والواصلات إلى درجات عليا في الدنيا أو في الآخرة أو في الدين. وانما ذلك كان امرا فريدا حسب مستواها العالي بصفتها بنت الرسول وزوج الوصي وام الحسنين (سلام الله عليهم اجمعين). لاحظوا ..سبحان الله حتى زينب العقيلة (سلام الله عليها) على عظم جهادها لم تكن مثل الزهراء سلام الله عليها. فان الزهراء ابلغ نطقا اكيدا وكانت اصغر عمرا اكيدا من زينب ربما ان الفرق عشرين سنة او اكثر زينب كانت اكبر في زمانها من الزهراء في زمانها، فعشرين سنة ليست قليلة فلا بد انها مجربة وواعية واجتماعية بحيث انه نستطيع القول انه من الممكن لها التكلم اما امرأة عمرها تسعة عشر سنة فهذا هو المعجز الباهر الذي لا معجز مثله.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا احد *
صدق الله العلي العظيم

الجمعة الثالثة والعشرون 19 جمادي الاول 1419
الخطبة الثانية

اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم، توكلت على الله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بما حمد الله به نفسه، و لا اله الا الله بما هلل الله به نفسه، وسبحان الله بما سبح الله به نفسه، والله اكبر بما كبر الله به نفسه. والحمد لله بما حمد الله به عرشه وكرسيه ومن تحته، و لا اله الا الله بما هلل الله به عرشه وكرسيه ومن تحته، وسبحان الله بما سبح الله به عرشه وكرسيه ومن تحته. والحمد لله بما حمد الله به خلقه، و لا اله الا الله بما هلل الله به خلقه، وسبحان الله بماسبح الله به خلقه، والله اكبر بما كبر الله به خلقه. الحمد لله بما حمد الله به ملائكته، وسبحان الله بما سبح الله به ملائكته، والله اكبر بما كبر الله به ملائكته. والحمد لله بما حمد الله به سماواته وارضه، و لا اله الا الله بما هلل الله به سماواته وارضه، وسبحان الله بما سبح الله به سماواته وارضه، والله كلما كبر الله به سماواته وارضه. والحمد لله بما حمد الله به رعده وبرقه ومطره ولا اله الا الله بما هلل الله به رعده وبرقه ومطره، وسبحان الله بما سبح الله به رعده وبرقه ومطره، والله اكبر بما كبر الله به رعده وبرقه ومطره. والحمد لله بماحمد الله به كرسيه وكل شيء احاط به علمه، و لا اله الا الله بما هلل الله به كرسيه وكل شيء احاط به علمه، وسبحان الله بما سبح الله به كرسيه وكل شيء احاط به علمه، والله اكبر بما كبر الله به كرسيه وكل شيء احاط به علمه.
اللهم صل على محمد واله بافضل صلواتك واعظم تحياتك واكبر كراماتك كما صليت وترحمت وتحننت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد.
اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
نتعرض الان إلى الفكرة الثانية المرتبطة بالزهراء (سلام الله عليها)، وهي انها طالبت بعد وفاة ابيها بفدك، وهي ارض كانت تحت سيطرة اليهود في الجاهلية واول الاسلام. وبعد وقعة خيبر التي اخضع فيها نبي الاسلام اليهود فيها واذلهم، صالحهم على ان تكون ارض فدك ملكا للنبي (صلى الله عليه واله) وهم عمال وفلاحون فيها ويدفعون الوارد إليه (صلى الله عليه واله) بالنسبة التي يتم الاتفاق بينهما عليها. وبقي الامر على ذلك إلى وفاة النبي (صلى الله عليه واله).
وبعد وفاته وضعت الدولة _باللغة الحديثة_ يدها على هذه الأرض وذهبت مصادرة اليهم وحرم منها ورثة النبي (صلى الله عليه واله). فجاءت الزهراء (سلام الله عليها) وطالبت بارجاعها إليها. والسر في ذلك ليس هُو الطمع في الدنيا وانما كان وارد هذه الأرض كبيرا نسبيا فمن المطلوب ان يكون هذا الوارد بيد الزهراء (سلام الله عليها)، وزوجها يصرفانه في مصلحة المجتمع والمسلمين وبالتالي يقوى بها حالهم الاقتصادي والاجتماعي ويستطاع به الدفاع عن حقهم المهتضم والمغصوب. ومن المؤسف ان يذهب هذا الوارد الكبير إلى الدولة التي تعتبرها الزهراء (سلام الله عليها) ظالمة وغاصبة وغير مشروعة.
وحسب فهمي فان هذا بعينه هُو السبب في مصادرة الدولة لهذه الأرض، لكي يكون واردها لها (أي للدولة) وتتقوى بها اقتصاديا واجتماعيا، ويحرم عنها الزهراء وامير المؤمنين (سلام الله عليهما)، وتسلب عنهما القوة الاقتصادية والاجتماعية كما يتصور الحاكمون يومئذ.
وفي (اعلام النساء) لعمر رضا كحالة الجزء الرابع صفحة 124 في ترجمته للزهراء (سلام الله عليها) قال: (وقال علي بن مهنا العلوي: ما قصد ابو بكر وعمر بمنع فاطمة عنها (أي فدك)، إلا ان يتقوى علي بحاصلها وغلتها على المنازعة في الخلافة).
ومن هنا يتضح انها انما طالبت بفدك لاجل نصرة زوجها أو قل لاجل نصرة الحق المتجلي بزوجها والمصلحة العامة المتعلقة به. فمطالبتها بفدك لها كلا المعنيين الصحيحين، مطالبتها بخلافة زوجها اولا، ومطالبتها بقوة زوجها اقتصاديا ثانيا. وليس فيه أي احتمال كونه من طلب الدنيا وكيف يكون ذلك وزهدها وزهد زوجها امير المؤمنين (عليهما افضل الصلاة والسلام) اشهر من ان يذكر. وهما اللذان نزل في حقهما قوله تعالى: ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)). وقوله تعالى: ((انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)).
والفكرة الان هي ان ارض فدك هل هي ميراث للزهراء (سلام الله عليها) من ابيها ؟ او انها نحلة وهدية اهداها إليها في حياته ؟ وهي اي الزهراء (سلام الله عليها) قد ذكرت كلا الامرين في خطبها وكلماتها.
اما المطالبة في الارث فاكثر من مرة، منها قولها: (وانتم الان تزعمون ان لا ارث لنا افحكم الجاهلية تبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. ويا معشر المهاجرين ءأبتز ارث ابي في الكتاب ان ترث اباك ولا ارث ابي لقد جئت شيئا فريا).
واما المطالبة بالهبة فعن شرح ابن ابي الحديد ان فاطمة لما كلمت ابا بكر بكى، ثم قال: يا ابنت رسول الله والله ما ورّث ابوك درهما ولا دينارا وانه قال ان الانبياء لا يورَثون. فقالت (سلام الله عليها): ان فدك وهبها لي (رسول الله صلى الله عليه واله) . قال فمن يشهد بذلك ؟ (تحتاج الى شهادة فهي مدعية كانها غير معصومة ولا حول ولا قوة الا بالله !) فجاء علي بن ابي طالب (سلام الله عليه) فشهد وجاءت أم ايمن فشهدت. ورد شهادتهما على أية حال إلى آخر القضية.
ومن الواضح ان الذي يكون في صالح دعوى الزهراء (سلام الله عليها) هُو الهبة لان الارض كلها ستكون لها دون الارث لانها ستكون مقسمة بين الورثة وهم البنات والزوجات جميعا وليس للنبي من التركة بحيث تقع ارض فدك برمتها وجميعها في حصة الزهراء فقط.
إلا ان هذا يمكن الجواب عليه بوضوح وذلك بعد الالتفات إلى امرين:
الامر الاول: ان الزوجة أو الزوجات لا يرثن من الأرض وهذا عندنا موجود لا عينا ولا قيمة ولا اقل ان الشيء الاجماعي انهن لا يرثن عينا لان قيمة مختلف فيه. فإذن ارض فدك لاتصل إلى الزوجات ولا شبر منها.
الامر الثاني: انه ليس للنبي (صلى الله عليه واله) من بنات إلا الزهراء (سلام الله عليها)، اما الاخريات فلم يثبت انهن بناته. بل هن بنات السيدة خديجة (رضوان الله عليها) من زوج آخر كانت عنده قبل زواجها من النبي (صلى الله عليه واله). اذن فستكون كل الأرض للزهراء (سلام الله عليها). ومن الملاحظ ان الرجل لم ينكر ملكية رسول الله (صلى الله عليه واله) للارض، وانما انكر انتقال المال بالميراث منه بصفته من الانبياء لان الانبياء لا يورِثون. ولذا احتجت عليه بقوله تعالى: ((وورث سليمان داود)) مع انهما معا من الانبياء. إذن فالانبياء يورِثون وقانون الارث شامل للجميع.
والمهم الان، هُو التساؤل عن صحة الارث أو الهبة وكلاهما قالته الزهراء (عليها السلام) وكلاهما ينتج ملكيتها للارض كلها. وجواب ذلك يكون على عدة وجوه:
الوجه الاول: ان المراد من الارث الهبة. قالت ارث وقصدت الهبة، لانها هبة من الوالد إلى ذريته والذرية ترث الوالد عادة وشرعا ،فكان كل مال انتقل من الوالد إلى ذريته هو من قبيل الهبة حقيقة أو مجازا. إذن تقصد او من الممكن تقصد من الارث الهبة.
الوجه الثاني: انها تنزل في الدعوى على ما نعبر في العلوم العقلية، كانها (سلام الله عليها) تريد ان تقول انه (صلى الله عليه واله) قد وهب لي الأرض. ولكن لو تنزلنا عن ذلك وانكرنا الهبة كانت الأرض ارثا لي، لانه إذا لم تكن الهبة حاصلة فقد بقيت الأرض على ملك الوالد وعلى ملك النبي (صلى الله عليه واله) إلى حين وفاته فتذهب ارثا إلى الذرية وهي الوارثة الوحيدة للارض كما سمعنا.
الوجه الثالث: ان مرادها (سلام الله عليها) جعل الحجة بين احد شقين او احتمالين نعلم اجمالا بحصول احدهما لا محالة وهو اما الارث واما الهبة، وكلاهما سبب لملكيتها الارض، فتكون الأرض لكل من السببين ملكا لها والمفروض ان احد السببين قد حصل فعلا ويقينا .
الوجه الرابع: انه من الملحوظ انها (سلام الله عليها) حينما اكدت على شمول قانون الارث لها من تركة ابيها لم تذكر ارض فدك بل ذكرت القاعدة العامة دون التطبيق، أو الكبرى دون الصغرى. يعني انها لم تقل: اذن فارض فدك تكون لي بالميراث، لا يستفاد ذلك من خطبها. وانما ذكرت ارض فدك عند ذكر الهبة فقط، وقالت: (قد وهبها لي رسول الله (صلى الله عليه واله)). وهذا معناه ان ذكر الميراث وان كان صحيحا إلا انه لمجرد الاحتجاج على الخصم، ويستفاد منه من ناحيتين:
الناحية الاولى: انه لو انكر الهبة إذن يتعين الميراث في ارض فدك.
الناحية الثانية: (وهذا قلما يلاحظ) ان قانون الارث كما يشمل الأرض يشمل غيرها وكما يشمل البنت يشمل الزوجات. وهذا ينتج عدة نتائج:
منها: ان الزهراء (سلام الله عليها) لم تعطى عمليا من ارث ابيها أي شيء. فانه (صلى الله عليه واله) كان يسكن دارا فيها بعض الاثاث البسيط وقد حرمت الزهراء منها كما حرمت من فدك بعنوان ان الانبياء لا يورثون !
ومنها: ان زوجات النبي (صلى الله عليه واله) اعطين ارثهن كاملا بل زائدا. لان حصة الزهراء وهي الاكبر طبعا بصفتها بنته اعطيت للزوجات، فتصرفن في كل ميراث النبي (صلى الله عليه واله) حتى في ما يرتبط بالدار والاثاث ومن هنا قال الشاعر:
لك التسع من الثُمن .... وفي الكل تصرفــت
الثُمن ما هو ؟ حق الزوجة واحدة أو متعددة. والتسع هُو ان النبي (صلى الله عليه واله) توفى على تسع زوجات حرائر بالعقد الدائم. اذن فالثمن يقسم تسعة اقسام بين تسع زوجات، كل واحدة لها التسع من الثمن او تسع الثمن ومع ذلك (وفي الكل تصرفت).
فاذا كان الانبياء لا يورثون إذن فهم لا يورثون الزوجات كما لا يورثون البنات. إلا ان المنع عمليا ودنيويا يختص بالبنات لاعتبارات ومصالح دنيوية ظالمة بطبيعة الحال !
بسم الله الرحمن الرحيم
انا اعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * ان شانئك هو الابتر *
صدق الله العلي العظيم


توقيع : ابو غدير الساعدي
اللهم عجل لوليك الفرج
من مواضيع : ابو غدير الساعدي 0 عجيبة غريبة !!!!؟؟
0 هل أسم الأمام علي "ع" ثقيل على عائشة ؟؟
0 المخالفة الجلية في نصرة سبط خير البرية
0 الأثبات الكبير لظلامة السبط البشير "ع"
0 أين ذهبت ( حي على خير العمل ) من الآذان ؟؟
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:11 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية