فيما يتعلق بطلب الاخ صابر البصراوي توجد روايات كثيرة من الطرفين تتعلق بالموطئون والابدال والممهدون
وانا لم اشا من البداية ان ادخل في البحث الروائي لان القسم متعلق بالتحليلات والاخبار السياسية ولكن نزولا عند رغبة الاخ البصراوي ادرج لكم ادناه مجموعة من الروايات المتعلقة بالمطلب الاول وهو وجود شبكة او حكومة وحيث اننا اعتمدنا على قاعدة التسامح في سند الروايات وحسب المنهج الذي اعتمده الباحثون في هذا الموضوع :
ان إدارة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) للعالم من وراء ستار الغيبة من خلال بعض أنصاره كالأبدال والنجباء وغيرهم أمر محتمل جداً بل راجح، لأن الأرض كما ورد في جملة من الأخبار لا تستقر لحظة من دون الإمام, فمن دونه تسيخ بأهلها، وفي جملة أخرى من الأخبار أن الناس ينتفعون بالمهدي (عليه السلام) في حال الغيبة كما ينتفعون بالشمس إذا جللها السحاب, فهذه الأخبار ونظائرها تدعم الرأي المذكور من وجود إدارة باطنية لأمور العالم من قبل الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وذلك من خلال المهام المناطة برجال الغيب الذين معه ومنهم الثلاثون الذين يؤنسون وحشته أو الأبدال وغيرهم.
أحاديث قم ، والرجل الموعود منه
ومنها ، حديث قيام رجل من قم وأصحابه ، فعن الإمام الكاظم عليه السلام قال: (رجل من قم ، يدعو الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، لا يملون من الحرب ولايجبنون، وعلى الله يتوكلون والعاقبة للمتقين) (البحار:60/216 طبعة إيران ، وكذا ما بعدها عن قم) .
الإيرانيون وبداية التمهيد للمهدي عليه السلام
تتفق مصادر الحديث الشيعية والسنية حول المهدي عليه السلام على أنه يظهر بعد حركة تمهيدية له ، وعلى أن أصحاب الرايات السود من إيران يمهدون لدولته ويوطئون له سلطانه . وتتفق أيضاً على الشخصيتين الموعودتين من إيران: الخراساني أو الهاشمي الخراساني ، وصاحبه شعيب بن صالح.. إلى آخر ما ورد من أحاديثهم في مصادر الفريقين .
ولكن مصادرنا الشيعية تضيف إلى الإيرانيين ممهدين آخرين لدولة المهدي عليه السلام هم اليمانيون .
كما توجد في مصادرنا أحاديث تدل على أنه تقوم قبل ظهوره عليه السلام حركة ثائرة ، كالذي ورد في تفسير قوله تعالى: بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ، وأنهم قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد صلى الله عليه وآله إلا قتلوه ) . (الكافي:8/206)
وحديث أبان بن تغلب عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب ، أتدري لم ذلك ؟ قلت لا . قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل ظهوره) (البحار:52/63) ، وهو يدل على أنه أهل بيته عليه السلام من بني هاشم وأتباعهم تكون لهم حركة قبله .
وقد نقل صاحب كتاب يوم الخلاص الحديث القائل: (يأتي ولله سيف مخترط ) وذكر له خمسة مصادر ولم أجده فيها ، وإنما الموجود ( ومعه سيف مخترط) ومثله موارد عديدة ذكر لها مصادر ولم نجدها !
فأحاديث التمهيد إذن ثلاث مجموعات: أحاديث دولة أصحاب الرايات السود المتفق عليها عند الفريقين .
وأحاديث دولة اليماني الواردة في مصادرنا خاصة ، ويشبهها ما في بعض مصادر السنة عن ظهور يماني بعد المهدي عليه السلام .
والأحاديث الدالة على ظهور ممهدين قبل ظهوره عليه السلام بدون تحديدهم . وسوف ترى أنها بشكل عام تنطبق على الممهدين الإيرانيين واليمانيين .
وقد حددت الأحاديث الشريفة زمان قيام دولة اليمانيين الممهدين بأنه يكون في سنة ظهور المهدي عليه السلام مقارناً لخروج السفياني المعادي له في بلاد الشام ، أو قريباً منه كما ستعرف .
أما دولة الممهدين الإيرانيين فتقسم إلى مرحلتين متميزتين :
المرحلة الأولى ، بداية حركتهم على يد رجل من قم ، ولعل حركته بداية أمر المهدي عليه السلام حيث ورد أنه ( يكون مبدؤه من قبل المشرق) .
والمرحلة الثانية ، ظهور الشخصيتين الموعودتين فيهم: الخراساني وقائد قواته الذي تسميه الأحاديث شعيب بن صالح .
وقد ورد في بعض الروايات أن الخراساني وشعيباً يكونان قبل ظهور المهدي عليه السلام بست سنوات، فعن محمد بن الحنفية قال: (تخرج راية سوداء لبني العباس ، ثم تخرج من خراسان سوداء أخرى قلانسهم سود وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من بني تميم ، يهزمون أصحاب السفياني ، حتى تنزل ببيت المقدس ، توطئ للمهدي سلطانه ، يمد إليه ثلاث ماية من الشام ، يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً ). (مخطوطة ابن حماد ص 84 و74 ).
بعض ما جاء في فضل قم
وقد ورد في قم وفضلها ومستقبلها أحاديث عن أهل البيت عليهم السلام يظهر منها أن قم مشروع أسسه الأئمة في وسط إيران على يد الإمام الباقر عليه السلام سنة 73 هجرية ، ثم رعوها رعاية خاصة ، وأخبروا بما عندهم من علوم جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله أنها سيكون لها شأن عظيم في المستقبل ويكون أهلها أنصار المهدي المنتظر أرواحنا فداه .
وتنص بعض الأحاديث على أن تسميتها بقم جاءت متناسبة مع اسم المهدي القائم بالحق أرواحنا فداه ، وقيام أهلها ومنطقتها في نصرته .
فعن عفان البصري عن أي عبد الله أي الإمام الصادق عليه السلام قال: (قال لي: أتدري لم سمي قم؟ قلت الله ورسوله أعلم . قال: إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه ، ويستقيمون عليه وينصرونه) . (البحار ص60) .
وقد أعطى الأئمة عليهم السلام لقم مفهوماً أوسع من مدينتها وتوابعها، فاستعملوا اسمها بمعنى خط قم ونهج قم في الولاء لأهل البيت عليهم السلام والقيام مع مهديهم الموعود عليه السلام . فقد روى عدة رجال من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله الصادق عليه السلام : (وقالوا: نحن من أهل الري فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا: نحن من أهل الري ، فقال: مرحباً بإخواننا من أهل قم . فقالوا: نحن من أهل الري . فأعاد الكلام ! قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجاب به أولاً، فقال: إن لله حرماً وهو مكة ، وإن لرسوله حرماً وهو المدينة ، وإن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنة ( قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام ). ( البحار:60/ 216 ).
يعني أن قماً حرم الأئمة من أهل البيت إلى المهدي عليهم السلام ، وأن أهل الري وغيرها هم من أهل قم لأنهم على خطها ونهجها .
لذلك لايبعد أن يكون المقصود بأهل قم في الروايات الشريفة ، ونصرتهم للمهدي عليه السلام ، كل أهل إيران الذين هم على خطهم في ولاية أهل البيت عليهم السلام ، بل يشمل غيرهم من المسلمين أيضاً .
ومعنى قول الراوي: (وكان هذا الكلام منه قبل أن يولد الكاظم عليهما السلام ) أن الإمام الصادق أخبر عن ولادة حفيدته فاطمة بنت موسى بن جعفر قبل ولادة أبيها الكاظم أي قبل سنة128 هجرية ، وأخبر أنها سوف تدفن في قم . ثم تحقق ذلك بعد أكثر من سبعين سنة .
فقد روى مشايخ قم أنه لما أخرج المأمون علي بن موسى الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو سنة مئتين خرجت فاطمة أخته في سنة وإحدى تطلبه، فلما وصلت إلى ساوة مرضت فسألت كم بيني وبين قم ؟ فقالوا: عشرة فراسخ. لما وصل الخبر إلى آل سعد- أي سعد بن مالك الأشعري - اتفقوا وخرجوا إليها أن يطلبوا منها النزول في بلدة قم . فخرج من بينهم موسى بن خزرج فلما وصل إليها أخذ زمام ناقتها وجرها إلى قم ، وأنزلها في داره . فكانت فيها ستة (سبعة) عشر يوماً ثم قضت إلى رحمة الله ورضوانه ، فدفنها موسى بعد التغسيل والتكفين في أرض له وهي التي الآن مدفنها ، وبنى على قبرها سقفاً من البواري، إلى أن بنت زينب بنت الجواد عليه السلام عليها قبة).(البحار:60/ 219).
ويظهر من الروايات أن فاطمة هذه كانت عابدة مقدسة مباركة شبيهة جدتها فاطمة الزهراء عليها السلام ، وأنها على صغر سنها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام . وعند كبار فقهاء قم ورواتها حيت قصدوها إلى ساوه وخرجوا في استقبالها ، ثم أقاموا على قبرها بناء بسيطاً ، ثم بنوا عليه قبة وجعلوه مزاراً ، وأوصى العديد منهم أن يدفنوا في جوارها . ولعل تسمية الإيرانيين لها (معصومه فاطمة) أو (معصومه قم) بسبب صغر سنها ، وطهارتها من الذنوب ، لأن معصوم بالفارسية بمعنى البرئ ، ويوصف بها الطفل البرئ .
ويظهر من الحديث التالي عن الإمام الرضا عليه السلام أن إعداد الأئمة عليهم السلام لأهل قم لنصرة المهدي المنتظر أرواحنا فداه كان من أول تأسيسها ، وأن حب القميين للمهدي كان معروفاً عنهم قبل ولادته !
فعن صفوان بن يحيى قال: (كنت يوما عند أبي الحسن عليه السلام فجرى ذكر أهل قم وميلهم إلى المهدي عليه السلام فترحم عليهم وقال: رضي الله عنهم، ثم قال: إن للجنة ثمانية أبواب ، واحد منها لأهل قم ، وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد ، خمر الله تعالى ولايتنا في طينتهم) ( البحار:60/ 216 ).
ونلاحظ أن حب أهل قم للإمام المهدي عليه السلام حافظ على حيويته وحرارته إلى عصرنا ، وهو ظاهر في إيمانهم وعملهم وشعائرهم وتسمياتهم لأبنائهم ومساجدهم ومؤسساتهم بإسم المهدي عليه السلام حتى لايكاد يخلو منه بيت .
وقد تحدثت روايتان عن الإمام الصادق عليه السلام عن مستقبل قم ودورها قرب ظهور المهدي عليه السلام إلى أن يظهر .(رواهما في البحار:60/213 ).
تقول الأولى منها: ( إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد ، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس ، ولم يدع قم وأهله مستضعفاً بل وفقهم وأيدهم . ثم قال: إن الدين وأهله بقم ذليل ، ولولا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم وبطل أهله ، فلم يكن حجة على سائر البلاد . وإذا كان كذلك لم تستقر السماء والأرض ولم ينظروا طرفة عين . وإن البلايا مدفوعة عن قم وأهله ، وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها . وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله ، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين ، وشغله عنه بداهية أو مصيبة أو عدو ، وينسي الله الجبارين في دولتهم ذكر قم وأهله ، كما نسوا ذكر الله) .
وتقول الثانية: ( ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهل قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم عليه السلام ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد ، لأن الله لا ينتقم من العباد ، إلا بعد إنكارهم حجة ) .
ويظهر من هذين النصين عدة أمور :
أولها: أن دور الكوفة في العلم والتشيع لأهل البيت عليهم السلام سيصيبه ضعف قرب ظهور المهدي عليه السلام ، والكوفة تشمل النجف ، لأن اسمها بالأصل نجف الكوفة ، أو نجفة الكوفة . بل قد يقصد منه الكوفة هنا العراق كما ذكرنا في محله .
وأن دور قم سيبرز ويستمر ويتعاظم قرب ظهور المهدي عليه السلام (وذلك في زمان غيبة قائمنا إلى ظهوره.. وذلك عند قرب ظهور قائمنا) .
وثانيها: أن دور قم العقائدي قرب ظهور الإمام المهدي عليه السلام سيكون لكل العالم حتى غير المسلمين: ( وسيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق. حتى لايبقى مستضعف في الذين... حتى لايبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه العلم والدين ) ، ولا يعني ذلك أن العلم والدين يصل من قم وأهلها إلى كل فرد من شعوب العالم ، بل يعني أن صوت الإسلام وطرحه يصل إلى العالم بحيث إذا أراد أحد أن يتعرف على معالم الإسلام لتمكن من ذلك .
وهذه المعاني المذكورة في النصين الشريفين قد أخذت تتحقق في قم فتصير حجة على الشعوب الإسلامية وشعوب العالم .
ويدل تعبير: (عند قرب ظهور قائمنا) على عدم الطول المديد بين هذا الموقع الموعود لقم في العالم وبين ظهور المهدي عليه السلام .
لقد ادرجت لكم بعض الروايات الواردة في موضوع الممهدين ونقلت ما فهمه جمهور من الباحثين من هذه الروايات وليس راي الشخصي وهناك روايات اخرى لم اوردها مخافة الاطالة والتي تتطرق الى مرحلة التمهيد الفكري والتطبيقي ودور الدول والامم والشعوب والقبائل والرموز فيها.
اما راي الشخصي فهو مقارب لما فهمه الباحثون من حيث المفاهيم والعناوين الكلية وتبقى المصاديق تخضع لنظرية الاحتمالات
متابع لكم ،،،حرفا بحرف ،،
كلمة بكلمة ،،،
موفقين استاذنا على هذا المجهود العظيم والذي يحسب لكم بكل حرف وكلمة ،،
اسال الله تعالى بحق الامام المنتظر ان يجعل هذا العمل مما يمهد للحركة المهدوية والظهور المقدس ،،،
مشكورين
أنت دائما تتسائل لماذا هذه الحروب كلّها التي تحصل خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا؟، ولماذا الحكومات الأمريكية المتعاقبة تشن الحملات العسكرية والإعلامية والسياسية بشكل متتالي على بعض البلاد العربية مثل العراق، ليبيا، اليمن وأخيرا سوريا؟ ولماذا تصّر الحكومة الأمريكية على معاداة إيران وزعزعة استقرارها الإقتصادي والإجتماعي الى حدّ تهديدها بالحرب رغم أن إيران لم تعتدي على أحد منذ سنة 1789؟ مَن برأيك سيكون التالي؟ والى أين ستتجه بوصلة الظلم الأمريكية؟
عندما تنظر من حولك وترى مسار الأزمات وتفاعلها، وعندما تستقي الأخبار لتبني وجهة نظرك اعتماداً على المعلومات التي يسربها الإعلام المسيّر حسب الأجندات الوضوعة له في شكل أخبار للإستهلاك الشعبي لتطفو مع العقول الساذجة في المياه العكرة، بالطبع ستشعر أن الأمور تبدوا بلا معنى وغير منطقية.
الدافع وراء هذه الحروب والعمليات السرية يتضح عندما نضع الأحداث في السياق الصحيح وعندما نربط النقاط ببعضها، ولنكتشف منطق الأمور يجب علينا أن نتعرف للدافع الحقيقي للقوى المهيمنة إقتصاديا، ولفهم هذه الدوافع يجب أولا الغوص في بعض أحداث التاريخ.
في عام 1945 اتفق البريطانيون على اعتماد الدولار في التسعير والتبادلات التجارية العالمية وذلك مكافئة للولايات المتحدة الأمريكية على مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، هذه الإتفاقية منحت الولايات المتحدة الأمريكية مميزات مالية مثالية تمت بشرط أن يتم تعويض الدولار بالذهب، في المقابل وعدت الولايات المتحدة الأمريكية بأن لا تطبع الكثير من المال لكنه كان مجرد وعد زائف لأن الإحتياطي الفدرالي الأمريكي رفض السماح لأي مراجعة قانونية أو الإشراف على مطابع صناعة النقود.
في عام 1970 وبعد النفقات الهائلة للحرب الأمريكية على فيتنام تبين للعديد من الدول أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بتعويض قيمة الدولار بالذهب، فكانت ردة فعل هذه الدول أن طالبت باسترجاع الذهب وهذا بالطبع أدى الى الإنخفاض السريع في قيمة الدولار. في 15 آب (أغسطس) من عام 1971 طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من أمين الخزينة بتعليق قابلية تعويض قيمة الدولار بالذهب بصفة مؤقتة ، ولكن كان واضحا أن هذا لم يكن تعليقا مؤقتا كما ادعى نيكسون، بل كان ولا زال قائما حتى هذه اللحظة فاعتبرت الدول الأخرى أن هذه السياسة سرقة واضحة.
في عام 1973 طلب الرئيس نيكسون من الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز باعتماد الدولار الأمريكي فقط في بيع النفط وأن يستثمر كل الأرباح في الخزينة الأمريكية بعقود وسندات أمريكية، وفي المقابل اقترح نيكسون على الملك فيصل حماية عسكرية لحكمهم ولحقول النفط السعودية، كذلك اقترح نفس العرض على كل الدول المصدرة للنفط خاصة العربية، وهكذا أصبحت كل الدول المصدرة للنفط خاصة الدول العربية وإيران مرهونة للسياسة الإقتصادية والمالية الأمريكية. هذه الخطة أنقذت البنك الفدرالي الأمريكي من مأزق تعويض الدولار بالذهب وربطت قيمته بالنفط الأجنبي (لذلك كانوا يطلقون على النفط بالذهب الأسود). على الفور اضطرت كل البلاد المستوردة للنفط للحفاظ على امدادات ثابتة من الدولار، ومن أجل الحصول على الدولار كان يجب على الدول إرسال سلع مادية ذات قيمة الى الولايات المتحدة الأمريكية (هكذا ولد البترودولار). تدفقت الأوراق النقدية ودخل كل ما تحتاجه أمريكا من سلع، نتيجة لذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية غنية جدا، كانت هذه أكبر عملية احتيال مالية في التاريخ.
بالطبع أنت تعرف أو ربما سمعت بلعبة البوكر، فهي لعبة أصبحت مشهورة جدا يلعبها الشباب في المواقع الإجتماعية. سباق التسلح في الحرب الباردة كانت أشبه بلعبة البوكر، فالإنفاق العسكري كان عبارة عن رقائق والولايات المتحدة الأمريكية لديها كميات لا محدودة من هذه الرقائق (الدولار). بإحكام السيطرة على البترودولار أصبحت أمريكا قادرة على رفع الرهان أكثر وأكثر لإستنزاف ثروات كل بلدان العالم حتى أن النفقات العسكرية الأمريكية تجاوزت كل الدول الأخرى في العالم مجتمعة ولذلك لم يكن للإتحاد السوفياتي أي فرصة للمنافسة في سباق التسلح.
في عام 1991 انهارت الكتلة الشيوعية المتمثلة بالإتحاد السوفياتي آخر قوة عسكرية موازية للقوة العسكرية الأمريكية، بذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم من دون منازع. بعد انهيار الإتحاد السوفياتي كان لأصحاب النفوذ والمصالح خطط أخرى جاهزة. ففي نفس العام قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن غارات جوية على العراق، وبعد سحق الجيش العراقي وتدمير البنية الأساسية، تم فرض عقوبات اقتصادية لمنعه من إعادة بناء البنية التحتية من جديد. استمرت هذه العقوبات التي بدأها بوش الأب لأكثر من عقد وقدّر عدد الضحايا بأكثر من 500,000 طفل دون ذكر الضحايا الآخرين من الرجال والنساء الذين قدر عددهم بمئات الآلاف، كانت الإدارة الأمريكية على علم تام بهذه الأرقام. ففي حوار مع وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت على إحدى المحطات الأمريكية سألوها: سمعنا أن نصف مليون طفل ماتوا وهذا العدد يفوق بكثير عدد الأطفال الذين قتلوا في هيروشيما، فهل يستحق الأمر هذا الثمن؟ فأجابت أولبرايت: إنه خيار صعب ولكننا نعتقد أن الأمر يستحق هذا الثمن. بالنسبة لهم هذا الأمر يستحق، فهؤلاء الناس والأطفال هم مجرد حشرات.
في عام 2000 بدأ العراق ببيع النفط حصريا باليورو، وهذا يُعتبر هجوما مباشر على الدولار وعلى الهيمنة الإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر لم تستطع أمريكا التغاضي عنه. وردا على ذلك، قامت الحكومة الأمريكية بإطلاق حملة دعائية مكثفة بالإستناد الى وسائل الإعلام الموالية للحكومة الأمريكية أشاعوا فيها أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل والرئيس العراقي مصمم على استخدامها. في عام 2003 غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، وبمجرد السيطرة على البلاد عاد الدولار ليكون العملة المعتمدة لبيع النفط العراقي، فهذه حقيقة لا غبار عليها، هل ما زلت تذكر البترودولار؟.
في عام 2007 اعترف الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي من سنة 1997 الى سنة 2000 بأنه تلقى مذكرة تصف كيف ستضرب 7 دول في خمس سنوات بدءا من العراق ومن ثم سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وأخيرا إيران.
تابع القرائة ولا تتململ، فهناك أمور أخرى يجب أن تعرفها حرصا على حياتك وحياة أحبابك، حرصاعلى مستقبلك ومستقبل وطنك، فأنت صاحب القرار، القرار الذي سيأخذك الى الجحيم إن لم تكن فعلا مدركا ما يدور حولك وتتعرف على الطريق الصائب.
دعنا نذهب الى القارة الأفريقية وبالتحديد ليبيا لنرى إن كان هناك مبررا يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري لحماية قيمة الدولار.في ليبيا كان القذافي بصدد تنظيم وحدة من البلدان الأفريقية لإنشاء عملة موحدة وهي الدينار الذهبي والذي كان هدفه هو استخدامها لتحل محل الدولار في تلك المنطقة، فساعدت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو على زعزعة واسقاط الحكومة الليبية في عام 2011. وبعد السيطرة على المنطقة، أعدم ثوار الناتو القذافي بدم بارد وفورا أسسوا البنك المركزي الليبي. هل ما زلت تذكر البترودولار؟
إيران قامت بحملة نشطة لوقف مقايضة النفط مقابل الدولار منذ فترة، نتيجة لذلك حصلت على اتفاقيات للبدء في بيع النفط مقابل الذهب، وردا على ذلك قامت الحكومة الأمريكية بدعم من وسائل الإعلام الرئيسية بمحاولة للحصول على الدعم الدولي لتوجيه ضربات عسكرية بحجة منع إيران من صنع سلاح نووي، وفي الوقت نفسه تم تسليط عقوبات اقتصادية على إيران، ويعترف المسؤولون الأمريكيون علنا أن الهدف هو التسبب في انهيار الإقتصاد الإيراني. ولكن هذا الحصار كان بردا وسلاما على إيران، فخلال سنوات قليلة ورغم الحصار الإقتصادي القاسي أصبحت إيران في مصاف الدول المتقدمة إقتصاديا وتكنولوجيا حتى أصبحت قوة سياسية عالمية يُحسب لها ألف حساب.
ماذا عن سوريا ولبنان؟ منذ عشر سنوات أو أكثر، أكتشفت حقول ضخمة من البترول والغاز قبالة الشواطئ الممتدة من فلسطين المحتلة الى سوريا.وبما أن سوريا والنصف اللبناني الحليفان الأقرب لإيران وروسيا فهذا يشكل خطرا على تدفق البترول والغاز بالدولار خاصة أن دول البريكس في صدد إنشاء عملة موحدة لبلدانهم تمكنهم من شراء البترول بدلا من الدولار، لذلك سعت الحكومة الأمريكية وبمساعدة سرية من الناتو تقوم بعض الأطراف كالحكومة التركية الأخوانية والأردنية وقوى 14 آذار في لبنان وبالطبع حكام الخليج على رأسهم المملكة العربية السعودية وقطر بزعزعة الإستقرار في هذه البلاد وإطاحة النظام لتنصيب نظام آخر موال لأمريكا ولآل سعود رغم أن روسيا والصين قد حذرتا الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل العسكري. تذكر أن هذا الأمر كان مقررا مسبقا قبل عدة سنوات تماما كما حدث مع العراق وليبيا. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدا لخلق الظرف الذي يمنحها الغطاء الدبلوماسي لفعل ما قد خطط له مسبقا.
بالطبع تتسائل ماذا كان دور ممالك العهر الثمانية؟ ولماذا كانوا يتآمرون مع الدول الغربية لزعزعة الإستقرار في البلدان العربية الـ 14؟ دعنا نكمل القرائة حتى نصل الى بعض الحقائق والأجوبة المنطقية.
على امتداد الخريطة العربية من المحيط الى المحيط يوجد ثمانية ممالك عربية وأربعة عشر جمهورية. منذ عقود وهذه الممالك تتآمر على شعوب هذه الجمهوريات العربية للحفاظ على حكمها وإرضاءا للإنكليزي والفرنسي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية حاليا. هيئوا الأرضية اللازمة لإحتلال الأرض الفلسطينية من قبل الصهاينة وتآمروا على مصر وسوريا أثناء الحروب العربية الإسرائيلية الى أن تمكن الإسرائيليون من إنشاء دولتهم وكيانهم الغاصب.
بعد إنشاء الكيان الصهيوني وتقويته عسكريا واقتصاديا، عمدت هذه الممالك الثمانية وبالتعاون مع الدول الغربية الإستعمارية بإضعاف الجمهوريات العربية الأربعة عشر بالطرق التالية:
- تعيين ودعم الدكتاتوريات في بعض الجمهوريات
- تفقير وتجهيل شعوب هذه الجمهوريات
- رهن إقتصاد هذه البلاد بجعلها تعتمد على الدول الغربية الإستعمارية وبعض المساعدات المذلة من دول الخليج
- رهن لقمة عيش هذه الشعوب للبنك الدولي من خلال تضخيم الديون الخارجية لهذه الدول
- إلهاء هذه الشعوب بالسعي وراء لقمة عيشهم فقط وإبعادهم عن أي شيء يساعدهم على التطور العلمي بجميع أشكاله والتطور الإقتصادي والإزدهار.
- إنشاء مؤسسات وقنواة إعلامية وإخبارية أو شراء أسهم في القنواة العاملة في هذه البلاد لتوجيه العقل العربي عبر ضخ كمية هائلة من الأكاذيب والأضاليل تمهيدا للسيطرة على الفكر الإنساني والوطني العقائدي لهذه الشعوب.
- نشر عشرات الآلاف من الكتب تحت مسميات مختلفة لإعادة صياغة التاريخ العربي الإسلامي بما يخدم المصالح الخاصة لهذه الممالك.
- نشر عشرات الآلاف من الكتب ذات المفهوم الوهابي وإنشاء آلاف المواقع الإلكترونية ذات الصلة بالفكر الوهابي وإنشاء عشرات القنوات التي تحمل هذا الفكر التكفيري المرتبط تاريخيا بالصهيونية لتحويل الفكر الإيماني للإنسان العربي بشكل عام والطائفة السنية بشكل خاص من رسالة النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الى محمد بن عبدالوهاب التميمي.
- نشر وإنشاء مئات الآلاف من الكتب والمواقع الإلكترونية التي تكفّر أتباع أهل بيت الرسول وكل من لا يتناغم مع الفكر الوهابي وضخ الأكاذيب عن عقيدتهم وتاريخهم وواقعهم الديني، الفكري والثقافي.
- تحويل الصراع العربي الإسرائيلي الى صراع عربي إيراني لصرف النظر عن المخططات الإسرائيلية وعن القضية الفلسطينية بشكل عام وأيضا عن المشاكل الداخلية لهذه الممالك.
- تشويه صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله التي هزمت الكيان الصهيوني عبر ضخ الآلاف من الأكاذيب والأضاليل بغرض تحويلها من مقاومة محبوبة الى مقاومة مكروهة.
- تسخير كل أجهزة المخابرات لدى هذه الممالك لخدمة أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية.
- تأسيس شركات إنتاج تلفزيونية وسينمائية وغنائية خليجية للسيطرة على الفن العربي بشكل عام مما جعلها قادرة على تشويه المبادئ القيمة والأخلاقية للفكر العربي والتحكم بالرأي السياسي والإجتماعي لمعظم الفنانين العرب.
هكذا أصبح لديهم جنودا من الإعلاميين والكتّاب والمسلحين المجرمين كالقاعدة وغيرهم وشيوخ فتنويين تكفيريين وفنانين من مختلف الفئات، كما أصبحت القاعدة الشعبية العربية جاهزة لتلقّي كل المعلومات المفبركة والأكاذيب لتمرير مشاريعهم. كانت هذه أكبر عملية تشويه للحقائق والتاريخ وأحقر عملية غسل للدماغ العربي.
الدور الأردني والمغربي كان مخابراتيا وسياسيا ولوجستيا، والدور البحيريني والعماني كان سياسيا ولوجستيا، أما الدور الإماراتي والكويتي والقطري والسعودي فكان مخابراتيا،سياسيا، لوجستيا وتمويليا، التمويل الأكبر بالطبع كان سعوديا.
ولكن لماذا هذا الدور المشبوه لهذه الممالك الثمانية؟
ببساطة، بالنسبة للأردن، المغرب، عُمان والبحرين كان لا بد من مشاركتهم في هذا الدور القذر لحماية واستمرار حكمهم وللحصول على مساعدات مالية من الدول الخليجية الأخرى والغرب. أما بالنسبة للممالك الخليجية الأربع الأخرى فاستثماراتها المالية في أوروبا وأمريكا تقدّر بمئات المليارات من الدولارات، كما أن العملات الخليجية مربوطة بالدولار فأي خسارة لقيمة الدولار سينتج عن خسارة كبيرة جدا في الإستثمارات والشركات المملوكة من قبل العائلات الحاكمة في ممالك الخليج الى حد الإفلاس. كما أن الحركة الوهابية التي ينتمي اليها حكام الخليج لديها طموحات في السيطرة على سائر البلدان العربية وطمس حضارتها وثقافتها لضمان عدم صعود أي حركات مقاومة وتحررية تشكل خطرا وجوديا على حكم عائلات الممالك الثمانية.
إنّ أحدا من هذه الممالك إذا أبدت حسن نيتها في مساعدة بلد عربي ما، فاعلم أن ما يخفونه كارثي، هذه الممالك لا تدق بابك إلا لأجل مصالحها الرخيصة القذرة خاصة المملكة العربية السعودية المسبب الرئيسي لكل معاناة العرب والمسلمين.
أنت جيد في القراءة أهنئك، ما رأيك أن نكتشف من هم هؤلاء الوحوش الذين يسيطرون ويتحكمون بي وبك والذين هم مستعدون لقتل الملايين لحماية قيمة الدولار.
بمجرد إن بدأت عدد من البلدان ببيع نفطها بعملة أخرى فإن الأمر سوف يفجر تفاعلا متسلسلا قد تؤدي الى انهيار الدولار، لذلك قامت القوى المسيطرة بمناورات محسوبة واتفقوا على الإستخدام المفرط للقوة العسكرية لسحق كل دولة مقاومة في الشرق الأوسط وأفريقيا وهذه الطريقة بحد ذاتها لها عواقب وخيمة، ولكن ما تحتاج لفهمه أن هذا لن ينتهي مع نهاية إيران، فالصين وروسيا أعلنا أنهما وتحت أي ظرف لن يتسامحا مع أي هجوم على إيران أو سوريا.
ما نشهده الآن هو المسار الذي يؤدي مباشرة الى ما لا يحمد عقباه أي الى الحرب العالمية الثالثة، إنه المسار الذي رسموه منذ سنين مع إدراكهم الكامل للعواقب التي ستنجم عنه. ولكن من الذي وضعنا على هذا المسار؟ أي نوع من المختلين عقليا مستعد لتفجير صراعات عالمية قد تؤدي الى حصد أرواح الملايين من البشر لمجرد حماية قيمة عملة ورقية، فمن الواضح أنه ليس الرئيس الأمريكي، لأن قرار غزو ليبيا وسوريا وإيران حسم قبل اعتلاء أوباما كرسي الرئاسة بوقت طويل ولكنه ينفذ واجبه تماما مثل الدمى التي سبقته. فمن الذي يحرك هذه الدمى؟ غالبا ما يكون أفضل رد على مثل هذه الأسئلة هو بطرح سؤال آخر "من المستفيد"؟. طبعا هم أولئك الذين لديهم القدرة على طباعة الدولار من لا شيء هم أكثر المعرضين للخسارة اذا انهار الدولار.
منذ عام 1913 هذه القوة انحصرت داخل البنك الإحتياطي الفدرالي الأمريكي، الإحتياطي الفدرالي هو كيان خاص يملكه تكتل هائل من أقوى البنوك في العالم، والإفراد الذين يسيطرون على هذه البنوك هم الذين يحركون الدمى، بالنسبة لهم العالم مجرد لعبة، أنت وأحبابك لستم سوى حشرات يبيدونها حتى لا تهدد زرعهم.
من التالي؟ وهل اللائحة كانت تحتوي على أكثر من 7 بلدان؟ أم أن هناك لائحة أخرى تحتوي على بلدان أخرى لتدميرها مثل مصر والجزائر؟
كل هذه المعطيات والحقائق ليست من محض الخيال وليست سيناريوهات هوليودية وبوليودية إنما معلومات ووقائع دقيقة تم جمعها بعناية ووضعها بين يدي القارئ الذي يبحث عن الحقيقة المخفية وراء كل هذه الحروب والأحداث التي تدمر مستقبله ومستقبل وطنه.
من يسيطر عليك وعلى بلادك، من يهددك ليل نهار ويقلق راحتك، من يزعزع أمنك ومستقبلك، من يقتلك ويقتل أحبابك هم بضعة عائلات أعرابية متأسلمة وبضع رجال متنفذين غربيين لا دين ولا ضمير ولا أخلاق لديهم، كل ما يهمهم السلطة والمال. هم أصحاب أكبر البنوك، أكبرمصانع الأسلحة وأكبر شركات البترول.
أنت دائما تتسائل لماذا هذه الحروب كلّها التي تحصل خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا؟، ولماذا الحكومات الأمريكية المتعاقبة تشن الحملات العسكرية والإعلامية والسياسية بشكل متتالي على بعض البلاد العربية مثل العراق، ليبيا، اليمن وأخيرا سوريا؟ ولماذا تصّر الحكومة الأمريكية على معاداة إيران وزعزعة استقرارها الإقتصادي والإجتماعي الى حدّ تهديدها بالحرب رغم أن إيران لم تعتدي على أحد منذ سنة 1789؟ مَن برأيك سيكون التالي؟ والى أين ستتجه بوصلة الظلم الأمريكية؟
عندما تنظر من حولك وترى مسار الأزمات وتفاعلها، وعندما تستقي الأخبار لتبني وجهة نظرك اعتماداً على المعلومات التي يسربها الإعلام المسيّر حسب الأجندات الوضوعة له في شكل أخبار للإستهلاك الشعبي لتطفو مع العقول الساذجة في المياه العكرة، بالطبع ستشعر أن الأمور تبدوا بلا معنى وغير منطقية.
الدافع وراء هذه الحروب والعمليات السرية يتضح عندما نضع الأحداث في السياق الصحيح وعندما نربط النقاط ببعضها، ولنكتشف منطق الأمور يجب علينا أن نتعرف للدافع الحقيقي للقوى المهيمنة إقتصاديا، ولفهم هذه الدوافع يجب أولا الغوص في بعض أحداث التاريخ.
في عام 1945 اتفق البريطانيون على اعتماد الدولار في التسعير والتبادلات التجارية العالمية وذلك مكافئة للولايات المتحدة الأمريكية على مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، هذه الإتفاقية منحت الولايات المتحدة الأمريكية مميزات مالية مثالية تمت بشرط أن يتم تعويض الدولار بالذهب، في المقابل وعدت الولايات المتحدة الأمريكية بأن لا تطبع الكثير من المال لكنه كان مجرد وعد زائف لأن الإحتياطي الفدرالي الأمريكي رفض السماح لأي مراجعة قانونية أو الإشراف على مطابع صناعة النقود.
في عام 1970 وبعد النفقات الهائلة للحرب الأمريكية على فيتنام تبين للعديد من الدول أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تلتزم بتعويض قيمة الدولار بالذهب، فكانت ردة فعل هذه الدول أن طالبت باسترجاع الذهب وهذا بالطبع أدى الى الإنخفاض السريع في قيمة الدولار. في 15 آب (أغسطس) من عام 1971 طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من أمين الخزينة بتعليق قابلية تعويض قيمة الدولار بالذهب بصفة مؤقتة ، ولكن كان واضحا أن هذا لم يكن تعليقا مؤقتا كما ادعى نيكسون، بل كان ولا زال قائما حتى هذه اللحظة فاعتبرت الدول الأخرى أن هذه السياسة سرقة واضحة.
في عام 1973 طلب الرئيس نيكسون من الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز باعتماد الدولار الأمريكي فقط في بيع النفط وأن يستثمر كل الأرباح في الخزينة الأمريكية بعقود وسندات أمريكية، وفي المقابل اقترح نيكسون على الملك فيصل حماية عسكرية لحكمهم ولحقول النفط السعودية، كذلك اقترح نفس العرض على كل الدول المصدرة للنفط خاصة العربية، وهكذا أصبحت كل الدول المصدرة للنفط خاصة الدول العربية وإيران مرهونة للسياسة الإقتصادية والمالية الأمريكية. هذه الخطة أنقذت البنك الفدرالي الأمريكي من مأزق تعويض الدولار بالذهب وربطت قيمته بالنفط الأجنبي (لذلك كانوا يطلقون على النفط بالذهب الأسود). على الفور اضطرت كل البلاد المستوردة للنفط للحفاظ على امدادات ثابتة من الدولار، ومن أجل الحصول على الدولار كان يجب على الدول إرسال سلع مادية ذات قيمة الى الولايات المتحدة الأمريكية (هكذا ولد البترودولار). تدفقت الأوراق النقدية ودخل كل ما تحتاجه أمريكا من سلع، نتيجة لذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية غنية جدا، كانت هذه أكبر عملية احتيال مالية في التاريخ.
بالطبع أنت تعرف أو ربما سمعت بلعبة البوكر، فهي لعبة أصبحت مشهورة جدا يلعبها الشباب في المواقع الإجتماعية. سباق التسلح في الحرب الباردة كانت أشبه بلعبة البوكر، فالإنفاق العسكري كان عبارة عن رقائق والولايات المتحدة الأمريكية لديها كميات لا محدودة من هذه الرقائق (الدولار). بإحكام السيطرة على البترودولار أصبحت أمريكا قادرة على رفع الرهان أكثر وأكثر لإستنزاف ثروات كل بلدان العالم حتى أن النفقات العسكرية الأمريكية تجاوزت كل الدول الأخرى في العالم مجتمعة ولذلك لم يكن للإتحاد السوفياتي أي فرصة للمنافسة في سباق التسلح.
في عام 1991 انهارت الكتلة الشيوعية المتمثلة بالإتحاد السوفياتي آخر قوة عسكرية موازية للقوة العسكرية الأمريكية، بذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى الوحيدة في العالم من دون منازع. بعد انهيار الإتحاد السوفياتي كان لأصحاب النفوذ والمصالح خطط أخرى جاهزة. ففي نفس العام قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن غارات جوية على العراق، وبعد سحق الجيش العراقي وتدمير البنية الأساسية، تم فرض عقوبات اقتصادية لمنعه من إعادة بناء البنية التحتية من جديد. استمرت هذه العقوبات التي بدأها بوش الأب لأكثر من عقد وقدّر عدد الضحايا بأكثر من 500,000 طفل دون ذكر الضحايا الآخرين من الرجال والنساء الذين قدر عددهم بمئات الآلاف، كانت الإدارة الأمريكية على علم تام بهذه الأرقام. ففي حوار مع وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت على إحدى المحطات الأمريكية سألوها: سمعنا أن نصف مليون طفل ماتوا وهذا العدد يفوق بكثير عدد الأطفال الذين قتلوا في هيروشيما، فهل يستحق الأمر هذا الثمن؟ فأجابت أولبرايت: إنه خيار صعب ولكننا نعتقد أن الأمر يستحق هذا الثمن. بالنسبة لهم هذا الأمر يستحق، فهؤلاء الناس والأطفال هم مجرد حشرات.
في عام 2000 بدأ العراق ببيع النفط حصريا باليورو، وهذا يُعتبر هجوما مباشر على الدولار وعلى الهيمنة الإقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر لم تستطع أمريكا التغاضي عنه. وردا على ذلك، قامت الحكومة الأمريكية بإطلاق حملة دعائية مكثفة بالإستناد الى وسائل الإعلام الموالية للحكومة الأمريكية أشاعوا فيها أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل والرئيس العراقي مصمم على استخدامها. في عام 2003 غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، وبمجرد السيطرة على البلاد عاد الدولار ليكون العملة المعتمدة لبيع النفط العراقي، فهذه حقيقة لا غبار عليها، هل ما زلت تذكر البترودولار؟.
في عام 2007 اعترف الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي من سنة 1997 الى سنة 2000 بأنه تلقى مذكرة تصف كيف ستضرب 7 دول في خمس سنوات بدءا من العراق ومن ثم سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وأخيرا إيران.
تابع القرائة ولا تتململ، فهناك أمور أخرى يجب أن تعرفها حرصا على حياتك وحياة أحبابك، حرصاعلى مستقبلك ومستقبل وطنك، فأنت صاحب القرار، القرار الذي سيأخذك الى الجحيم إن لم تكن فعلا مدركا ما يدور حولك وتتعرف على الطريق الصائب.
دعنا نذهب الى القارة الأفريقية وبالتحديد ليبيا لنرى إن كان هناك مبررا يفرض على الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري لحماية قيمة الدولار.في ليبيا كان القذافي بصدد تنظيم وحدة من البلدان الأفريقية لإنشاء عملة موحدة وهي الدينار الذهبي والذي كان هدفه هو استخدامها لتحل محل الدولار في تلك المنطقة، فساعدت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو على زعزعة واسقاط الحكومة الليبية في عام 2011. وبعد السيطرة على المنطقة، أعدم ثوار الناتو القذافي بدم بارد وفورا أسسوا البنك المركزي الليبي. هل ما زلت تذكر البترودولار؟
إيران قامت بحملة نشطة لوقف مقايضة النفط مقابل الدولار منذ فترة، نتيجة لذلك حصلت على اتفاقيات للبدء في بيع النفط مقابل الذهب، وردا على ذلك قامت الحكومة الأمريكية بدعم من وسائل الإعلام الرئيسية بمحاولة للحصول على الدعم الدولي لتوجيه ضربات عسكرية بحجة منع إيران من صنع سلاح نووي، وفي الوقت نفسه تم تسليط عقوبات اقتصادية على إيران، ويعترف المسؤولون الأمريكيون علنا أن الهدف هو التسبب في انهيار الإقتصاد الإيراني. ولكن هذا الحصار كان بردا وسلاما على إيران، فخلال سنوات قليلة ورغم الحصار الإقتصادي القاسي أصبحت إيران في مصاف الدول المتقدمة إقتصاديا وتكنولوجيا حتى أصبحت قوة سياسية عالمية يُحسب لها ألف حساب.
ماذا عن سوريا ولبنان؟ منذ عشر سنوات أو أكثر، أكتشفت حقول ضخمة من البترول والغاز قبالة الشواطئ الممتدة من فلسطين المحتلة الى سوريا.وبما أن سوريا والنصف اللبناني الحليفان الأقرب لإيران وروسيا فهذا يشكل خطرا على تدفق البترول والغاز بالدولار خاصة أن دول البريكس في صدد إنشاء عملة موحدة لبلدانهم تمكنهم من شراء البترول بدلا من الدولار، لذلك سعت الحكومة الأمريكية وبمساعدة سرية من الناتو تقوم بعض الأطراف كالحكومة التركية الأخوانية والأردنية وقوى 14 آذار في لبنان وبالطبع حكام الخليج على رأسهم المملكة العربية السعودية وقطر بزعزعة الإستقرار في هذه البلاد وإطاحة النظام لتنصيب نظام آخر موال لأمريكا ولآل سعود رغم أن روسيا والصين قد حذرتا الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل العسكري. تذكر أن هذا الأمر كان مقررا مسبقا قبل عدة سنوات تماما كما حدث مع العراق وليبيا. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدا لخلق الظرف الذي يمنحها الغطاء الدبلوماسي لفعل ما قد خطط له مسبقا.
بالطبع تتسائل ماذا كان دور ممالك العهر الثمانية؟ ولماذا كانوا يتآمرون مع الدول الغربية لزعزعة الإستقرار في البلدان العربية الـ 14؟ دعنا نكمل القرائة حتى نصل الى بعض الحقائق والأجوبة المنطقية.
على امتداد الخريطة العربية من المحيط الى المحيط يوجد ثمانية ممالك عربية وأربعة عشر جمهورية. منذ عقود وهذه الممالك تتآمر على شعوب هذه الجمهوريات العربية للحفاظ على حكمها وإرضاءا للإنكليزي والفرنسي سابقا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية حاليا. هيئوا الأرضية اللازمة لإحتلال الأرض الفلسطينية من قبل الصهاينة وتآمروا على مصر وسوريا أثناء الحروب العربية الإسرائيلية الى أن تمكن الإسرائيليون من إنشاء دولتهم وكيانهم الغاصب.
بعد إنشاء الكيان الصهيوني وتقويته عسكريا واقتصاديا، عمدت هذه الممالك الثمانية وبالتعاون مع الدول الغربية الإستعمارية بإضعاف الجمهوريات العربية الأربعة عشر بالطرق التالية:
- تعيين ودعم الدكتاتوريات في بعض الجمهوريات
- تفقير وتجهيل شعوب هذه الجمهوريات
- رهن إقتصاد هذه البلاد بجعلها تعتمد على الدول الغربية الإستعمارية وبعض المساعدات المذلة من دول الخليج
- رهن لقمة عيش هذه الشعوب للبنك الدولي من خلال تضخيم الديون الخارجية لهذه الدول
- إلهاء هذه الشعوب بالسعي وراء لقمة عيشهم فقط وإبعادهم عن أي شيء يساعدهم على التطور العلمي بجميع أشكاله والتطور الإقتصادي والإزدهار.
- إنشاء مؤسسات وقنواة إعلامية وإخبارية أو شراء أسهم في القنواة العاملة في هذه البلاد لتوجيه العقل العربي عبر ضخ كمية هائلة من الأكاذيب والأضاليل تمهيدا للسيطرة على الفكر الإنساني والوطني العقائدي لهذه الشعوب.
- نشر عشرات الآلاف من الكتب تحت مسميات مختلفة لإعادة صياغة التاريخ العربي الإسلامي بما يخدم المصالح الخاصة لهذه الممالك.
- نشر عشرات الآلاف من الكتب ذات المفهوم الوهابي وإنشاء آلاف المواقع الإلكترونية ذات الصلة بالفكر الوهابي وإنشاء عشرات القنوات التي تحمل هذا الفكر التكفيري المرتبط تاريخيا بالصهيونية لتحويل الفكر الإيماني للإنسان العربي بشكل عام والطائفة السنية بشكل خاص من رسالة النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الى محمد بن عبدالوهاب التميمي.
- نشر وإنشاء مئات الآلاف من الكتب والمواقع الإلكترونية التي تكفّر أتباع أهل بيت الرسول وكل من لا يتناغم مع الفكر الوهابي وضخ الأكاذيب عن عقيدتهم وتاريخهم وواقعهم الديني، الفكري والثقافي.
- تحويل الصراع العربي الإسرائيلي الى صراع عربي إيراني لصرف النظر عن المخططات الإسرائيلية وعن القضية الفلسطينية بشكل عام وأيضا عن المشاكل الداخلية لهذه الممالك.
- تشويه صورة المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله التي هزمت الكيان الصهيوني عبر ضخ الآلاف من الأكاذيب والأضاليل بغرض تحويلها من مقاومة محبوبة الى مقاومة مكروهة.
- تسخير كل أجهزة المخابرات لدى هذه الممالك لخدمة أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية.
- تأسيس شركات إنتاج تلفزيونية وسينمائية وغنائية خليجية للسيطرة على الفن العربي بشكل عام مما جعلها قادرة على تشويه المبادئ القيمة والأخلاقية للفكر العربي والتحكم بالرأي السياسي والإجتماعي لمعظم الفنانين العرب.
هكذا أصبح لديهم جنودا من الإعلاميين والكتّاب والمسلحين المجرمين كالقاعدة وغيرهم وشيوخ فتنويين تكفيريين وفنانين من مختلف الفئات، كما أصبحت القاعدة الشعبية العربية جاهزة لتلقّي كل المعلومات المفبركة والأكاذيب لتمرير مشاريعهم. كانت هذه أكبر عملية تشويه للحقائق والتاريخ وأحقر عملية غسل للدماغ العربي.
الدور الأردني والمغربي كان مخابراتيا وسياسيا ولوجستيا، والدور البحيريني والعماني كان سياسيا ولوجستيا، أما الدور الإماراتي والكويتي والقطري والسعودي فكان مخابراتيا،سياسيا، لوجستيا وتمويليا، التمويل الأكبر بالطبع كان سعوديا.
ولكن لماذا هذا الدور المشبوه لهذه الممالك الثمانية؟
ببساطة، بالنسبة للأردن، المغرب، عُمان والبحرين كان لا بد من مشاركتهم في هذا الدور القذر لحماية واستمرار حكمهم وللحصول على مساعدات مالية من الدول الخليجية الأخرى والغرب. أما بالنسبة للممالك الخليجية الأربع الأخرى فاستثماراتها المالية في أوروبا وأمريكا تقدّر بمئات المليارات من الدولارات، كما أن العملات الخليجية مربوطة بالدولار فأي خسارة لقيمة الدولار سينتج عن خسارة كبيرة جدا في الإستثمارات والشركات المملوكة من قبل العائلات الحاكمة في ممالك الخليج الى حد الإفلاس. كما أن الحركة الوهابية التي ينتمي اليها حكام الخليج لديها طموحات في السيطرة على سائر البلدان العربية وطمس حضارتها وثقافتها لضمان عدم صعود أي حركات مقاومة وتحررية تشكل خطرا وجوديا على حكم عائلات الممالك الثمانية.
إنّ أحدا من هذه الممالك إذا أبدت حسن نيتها في مساعدة بلد عربي ما، فاعلم أن ما يخفونه كارثي، هذه الممالك لا تدق بابك إلا لأجل مصالحها الرخيصة القذرة خاصة المملكة العربية السعودية المسبب الرئيسي لكل معاناة العرب والمسلمين.
أنت جيد في القراءة أهنئك، ما رأيك أن نكتشف من هم هؤلاء الوحوش الذين يسيطرون ويتحكمون بي وبك والذين هم مستعدون لقتل الملايين لحماية قيمة الدولار.
بمجرد إن بدأت عدد من البلدان ببيع نفطها بعملة أخرى فإن الأمر سوف يفجر تفاعلا متسلسلا قد تؤدي الى انهيار الدولار، لذلك قامت القوى المسيطرة بمناورات محسوبة واتفقوا على الإستخدام المفرط للقوة العسكرية لسحق كل دولة مقاومة في الشرق الأوسط وأفريقيا وهذه الطريقة بحد ذاتها لها عواقب وخيمة، ولكن ما تحتاج لفهمه أن هذا لن ينتهي مع نهاية إيران، فالصين وروسيا أعلنا أنهما وتحت أي ظرف لن يتسامحا مع أي هجوم على إيران أو سوريا.
ما نشهده الآن هو المسار الذي يؤدي مباشرة الى ما لا يحمد عقباه أي الى الحرب العالمية الثالثة، إنه المسار الذي رسموه منذ سنين مع إدراكهم الكامل للعواقب التي ستنجم عنه. ولكن من الذي وضعنا على هذا المسار؟ أي نوع من المختلين عقليا مستعد لتفجير صراعات عالمية قد تؤدي الى حصد أرواح الملايين من البشر لمجرد حماية قيمة عملة ورقية، فمن الواضح أنه ليس الرئيس الأمريكي، لأن قرار غزو ليبيا وسوريا وإيران حسم قبل اعتلاء أوباما كرسي الرئاسة بوقت طويل ولكنه ينفذ واجبه تماما مثل الدمى التي سبقته. فمن الذي يحرك هذه الدمى؟ غالبا ما يكون أفضل رد على مثل هذه الأسئلة هو بطرح سؤال آخر "من المستفيد"؟. طبعا هم أولئك الذين لديهم القدرة على طباعة الدولار من لا شيء هم أكثر المعرضين للخسارة اذا انهار الدولار.
منذ عام 1913 هذه القوة انحصرت داخل البنك الإحتياطي الفدرالي الأمريكي، الإحتياطي الفدرالي هو كيان خاص يملكه تكتل هائل من أقوى البنوك في العالم، والإفراد الذين يسيطرون على هذه البنوك هم الذين يحركون الدمى، بالنسبة لهم العالم مجرد لعبة، أنت وأحبابك لستم سوى حشرات يبيدونها حتى لا تهدد زرعهم.
من التالي؟ وهل اللائحة كانت تحتوي على أكثر من 7 بلدان؟ أم أن هناك لائحة أخرى تحتوي على بلدان أخرى لتدميرها مثل مصر والجزائر؟
كل هذه المعطيات والحقائق ليست من محض الخيال وليست سيناريوهات هوليودية وبوليودية إنما معلومات ووقائع دقيقة تم جمعها بعناية ووضعها بين يدي القارئ الذي يبحث عن الحقيقة المخفية وراء كل هذه الحروب والأحداث التي تدمر مستقبله ومستقبل وطنه.
من يسيطر عليك وعلى بلادك، من يهددك ليل نهار ويقلق راحتك، من يزعزع أمنك ومستقبلك، من يقتلك ويقتل أحبابك هم بضعة عائلات أعرابية متأسلمة وبضع رجال متنفذين غربيين لا دين ولا ضمير ولا أخلاق لديهم، كل ما يهمهم السلطة والمال. هم أصحاب أكبر البنوك، أكبرمصانع الأسلحة وأكبر شركات البترول.
الاخ العزيز العابر للسبيل
احسنت وبارك الله فيك واشكر مداخلاتك القيمة فكان عبوركم خضرا ازهرت به موضوعنا واثريت به بحثنا فلكم كل الثناء والتقدير وبأنتظار جديد مداخلتكم
خبر مهم يوضح تغلغل النفوذ الشيعي داخل الولايات الاميركية
أمريكا تصادر ناطحة سحاب إيرانية في نيويورك
تعتزم الولايات المتحدة مصادرة ناطحة سحاب مؤلفة من 36 طابقا تقول النيابة العامة إنها ملك سري لإيران، حسبما أفادت وزارة العدل الأمريكية الثلاثاء17 سبتمبر/أيلول. جاء في بيان الوزارة أن وضع اليد على المبنى الواقع في وسط مدينة نيويورك على الجادة الخامسة وبيعه سيكون "أكبر عملية مصادرة لها علاقة بالإرهاب في التاريخ". وقد بت قاض فدرالي هذا الأسبوع لصالح الحكومة الأمريكية في دعوى قدمتها مؤكدة أن مالكي ناطحة السحاب خالفوا العقوبات المفروضة على إيران والقوانين الخاصة بتبييض الأموال.
ويعتبر الادعاء الأمريكي أن مالكي المبنى وهم مؤسسة علوي ومجموعة أسا حوّلوا عائدات الإيجارات وغيرها من الأموال إلى بنك ملي الإيراني. واشار البيان إلى أن مؤسسة علوي تدير أيضا جمعية إنسانية لحساب ايران كما تتولى إدارة المبنى باسم الحكومة الإيرانية. وشيدت البرج منظمة غير ربحية هي جمعية بهلوي التي كان يديرها شاه ايران السابق في السبعينيات، مستخدمة لتمويله قرضا من بنك ملي، وبعد ثورة 1979 صادرت الحكومة الإيرانية الجديدة المبنى، بحسب مكاتب النائب العام.
وذكر المصدر ذاته أن مؤسسة بهلوي بدلت اسمها وأصبحت مؤسسة علوي. وأفادت مؤسسة علوي أنها تعتزم استئناف الحكم في بيان نشر على موقعها الإلكتروني. وقد دأبت الولايات المتحدة على تشديد العقوبات المفروضة على إيران بهدف منعها من امتلاك السلاح النووي، وشملت العقوبات المؤسسات المالية التي تتعامل بالريال الإيراني، و موردي البضائع ومقدمي الخدمات ذات العلاقة بصناعة وسائط النقل في ايران – السيارات الخفيفة والشاحنات والحافلات والدراجات النارية. كما شملت العقوبات الأمريكية شركات البتروكيميائيات الإيرانية وحتى شركتي الطيران الأوكرانية "بوكوفينا" و"الخطوط الجوية الأوكرانية – المتوسطية"، وشركة الخطوط القرغيزية.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الله الجزائري
اني المح بحثا فكريا غنيا في طرحكم هذا ، بيد اني لدي طلب وتساؤل ، وفقكم الله لمراضيه:
1- وددت لو انكم اغنيتم ما تطرحونه من حقائق او استنتاجات ببعض من جواهر كلام سادات الخلق ، الأئمة المعصومين ـ عليهم السلام ، روايات تعضد ما تطرحونه. فعلى سبيل المثال قولكم: "ان المستفاد من روايات عصر الظهور وفق المنهج المختار عندنا , يوحي ويعطي تصورا واضحا بضرورة وجود جهة عالمية تمهد للظهور المبارك اقرب إلى الشبكة الخفية أو الحكومة الخفية" ، فهلا دعمتم سيدنا العزيز مثل هذه الحقائق ببعض من كلام الأئمة المعصومين ـ عليهم صلوات الله وسلامه ـ من المحقق في كتب علماء مدرسة أهل البيت.
2- وأما سؤالي فهو مما ورد في ذهني بعد اطلاعي وانا تحت منبر سيد الشهداء عليه السلام على عقيدتنا في موضوع البداء والذي هو مقوم لاصل التوحيد كما اتصوره ، فبما أنه سبحانه وتعالى جلت قدرته وصف ذاته المقدسة بقوله: { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } (الرعد 39) ، فهل يمكن أن يطبق البداء على ظهوره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آباءه الطاهرين؟
بارك الله فيكم سيدنا وأفادنا بكم وبامثالكم .
الاخ العزيز صابر البصراوي كما وعدتك بالاجابة على سؤالكم واشكركم على صبركم لكثرة الانشغالات والالتزامات الى تحول بين المرء وما يحب
اما بعد وفي البدء ادرج لكم كلام اكابر علمائنا حول البداء فيما يخص قضية الامام عليه السلام ثم اذكر تعليقي وتوضيحي :
اراء العلماء
اختلف العلماء في مسألة وقوع البداء في المحتوم ومنه العلامات الحتمية لظهور الامام المهدي(عليه السلام) ويمكن ذكر اقوال ثلاثة في المسألة:
أولاً: ان البداء في العلامات الحتمية ممكن وجائز واستدل له بما رواه ابو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنا عند ابي جعفر محمد بن علي الرضا(عليهم السلام) فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من ان امره من المحتوم فقلت لابي جعفر: هل يبدو الله في المحتوم؟ قال: نعم . فقلنا له :فنخاف ان يبدو الله في القائم. فقال: ان القائم من الميعاد والله لا يخلف الميعاد) الغيبة للنعماني 314 – 315 وممن ذهب الى هذا الرأي العلامة جعفر مرتضى العاملي في كتابه دراسة في علامات الظهور ص 45 .
ثانياً: ان البداء في المحتوم غير ممكن ويستحيل ان يقع ويظهر ان بعض ما استندوا اليه هو ما قاله الامام الرضا(عليه السلام)لسليمان المروزي:.. ان عليا(عليه السلام) كان يقول: العلم علمان فعلم علمه الله وملائكته ورسله فما علمه ملائكته ورسله فانه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه احدا من خلقه يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء) عيون اخبار الرضا(عليه السلام) 2/162 وممن ذهب الى هذا الراي السيد الخوئي في كتابه البيان حيث قال ص 389 : وخلاصة القول ان القضاء الحتمي المعبر عنه باللوح المحفوظ وبأم الكتب والعلم المخزون عند الله يستحيل ان يقع فيه البداء ...).
ثالثاً: ان البداء لا يقع في اصل المحتوم وانما يقع في خصوصيات المحتوم وهذا الرأي وسط وجمع بين ادلة المنع والجواز وممن احتمل ذلك هو العلامة المجلسي في بحار الانوار 52/251 قال :.. ثم انه يحتمل ان يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته لا في اصل وقوعه كخروج السفياني قبل ذهاب بني العباس ونحو ذلك.
والمتحصل من ذلك ان البداء في المحتوم وقع محلا للخلاف بين من يقول باستحالته وبين من يقول بامكانه ولا يوجد رأي يقول بضرورة وقوع البداء في المحتوم وعلى فرض وقوعه فانه ممكن ان يقع في بعض العلامات الحتمية دون جميعها لان وقوعها بجميعها يستلزم لغوية وضع تلك العلائم .
يتبع ...التعليقات والتوضيحات للعبد الفقير فداء تراب العلماء