2626 ـ حَدَّثَنَا اِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، اَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ اَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَتْ عَائِشَةُ ـ رضى الله عنها ـ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَاْذَنَ اَزْوَاجَهُ اَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَاَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأَرْضَ، وَكَانَ بَيْنَ الْعَبَّاسِ، وَبَيْنَ رَجُلٍ اخَرَ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَذَكَرْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ، فَقَالَ لِي وَهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ قُلْتُ لاَ. قَالَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ اَبِي طَالِبٍ.
قال ابن حجر في ( الفتح ) :
قوله: (قال هو علي بن أبي طالب) زاد الإسماعيلي من رواية عبد الرزاق عن معمر " ولكن عائشة لا تطيب نفسا له بخير " ولابن إسحاق في المغازي عن الزهري " ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير " ولم يقف الكرماني على هذه الزيادة فعبر عنها بعبارة شنيعة، وفي هذا رد على من تنطع فقال لا يجوز أن يظن ذلك بعائشة...
حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال قال الزهري وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة أخبرته قالت
أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها فأذن له فخرج ويد له على الفضل بن عباس ويد له على رجل آخر وهو يخط برجليه في الأرض
قال عبيد الله فحدثت به ابن عباس فقال أتدرون من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة هو علي ولكن عائشة لا تطيب له نفسا :
أخرج ابن سعد في طبقاته عن عائشة ، قالت : ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية ، وذلك أنها كانت جميلة جعدة ( * ) ، وأعجب با رسول الله صلى الله عليه وآله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت حارثة بن النعمان ( 48 ) - إلى قولها - وفزعنا لها فجزعت ، فحولها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى العالية ( * ) ، فكان يختلف إليها هناك ، فكان ذلك أشد علينا ، ثم رزقه الله الولد وحرمناه . . . الحديث .
وحدثت أم المؤمنين (عائشة) وقالت : " لما ولد إبراهيم جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله إلي فقال : أنظري إلى شبهه بي . فقلت : ما أرى شبها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا ترين إلى بياضه ولحه ، قالت : من سقي ألبان الضأن ، ابيض وسمن "
طبقات ابن سعد بترجمة إبراهيم ابن النبي 1 / 137 ، وأنساب الأشراف 1 / 449 - 450
*****************************************
وفي الطبقات أيضا " وكانت ثقلت على نساء النبي صلى الله عليه وآله وغرن عليها ولا مثل عائشة " .
*************************************************
وكان من أثر ما صدر من أم المؤمنين عائشة وحفصة في حق مارية نزول سورة التحريم ، كما نوردها في ما يلي : بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ) .
في تفسير الطبري عن ابن عباس قال : كانت حفصة وعائشة متحابين وكانتا زوجتي النبي صلى الله عليه وآله فذهبت حفصة إلى أبيها فتحدثت عنده فأرسل النبي صلى الله عليه وآله إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة فرجعت حفصة فوجدتها في بيتها فجعلت تنتظر خروجها ، وغارت غيرة شديدة فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله جاريته ودخلت حفصة فقالت قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتني .
فقال النبي صلى الله عليه وآله والله إني لأرضينك فإني مسر إليك سرا فاحفظيه . قالت : ما هو ؟
قال : إني أشهدك أن سرتي هذه علي حرام رضا لك ، وكانت حفصة وعائشة تظاهران على نساء النبي صلى الله عليه وآله فانطلقت حفصة إلى عائشة فأسرت إليها : أن ابشري إن النبي صلى الله عليه وآله قد حرم عليه فتاته . فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وآله أظهر الله عزوجل النبي صلى الله عليه وآله فأنزل الله على رسوله لما تظاهرتا عليه ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ) - إلى قوله تعالى - ( وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ( 1 ) .
وقريب منه رواية عروة بن الزبير في طبقات ابن سعد ( 2)
1\تفسير الطبري ( 28 / 101 ) وفي ص : 102 رواها عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب .
2\ ط \ اوروبا (8\135 ) باب ( ذكر المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وآله . . ) .
مهم جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااا............
في رواية الضحاك : كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله فتاة فغشيها فبصرت به حفصة وكان اليوم يوم عائشة وكانتا متظاهرتين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اكتمي علي ولا تذكري لعائشة ما رأيت فذكرت حفصة لعائشة فغضبت عائشة فلم تزل بنبي الله صلى الله عليه وآله حتى حلف أن لا يقربها أبدا فأنزل الله هذه الآية وأمره أن يكفر يمينه ويأتي جاريته
اللفظ للطبري في تفسيرة ( 28 / 101 ) وراجع طبقات ابن سعد ط اوربا ( 8 / 134 ) . ( * )
في تفسير الطبري : ( هو في قول ابن عباس وقتادة وزيد بن اسلم وابنه عبد الرحمن والشعبي والضحاك بن مزاحم : حفصة . وقد ذكرت الروايه ) .
وروى وقال : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ، قوله لها لا تذكريه فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض وكان كريما صلى الله عليه وآله .
وقوله : فلما نبأها به يقول : فلما خبر حفصة نبي الله صلى الله عليه وآله بما اظهره الله عليه من افشائها سر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عائشة ( قالت : من أنبأك هذا ) يقول قالت حفصة لرسول الله من أنبأك هذا الخبر وأخبرك به ( قال نبأني العليم الخبير ) يقول تعالى ذكره : قال محمد نبي الله لحفصة خبرني به العليم بسرائر عباده . .
في تفسير الطبري عن ابن عباس قال : " مكثت سنة وانا اريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين فما أجد له موضعا أسأله فيه ، حتى خرج حاجا وصحبته حتى إذا كان بمر الظهران ، ذهب لحاجته وقال أدركني بإداوة من ماء فلما قضى حاجته ورجع أتيته بالاداوة اصبها عليه فرأيت موضعا ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! من المرأتان المتظاهرتان على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فما قضيت كلامي حتى قال : عائشة وحفصة ( رض ) " . تواترت هذه الرواية عن ابن عباس وفي بعض ألفاظها بعض الاختلاف في بعض الاسانيد ( 1 ) .
في تفسير الطبري عن ابن مسعود والضحاك وسفيان : فقد صغت قلوبكما : فقد زاغت قلوبكما .
وعن ابن عباس : فقد صغت قلوبكما يقول : فقد زاغت قلوبكما يقول : قد اثمت
قلوبكما ( 2) .
وفي تفسير السيوطي الدر المنثور عن ابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب وابن عباس في قوله : ( وصالح المؤمنين ) قال : هو علي بن أبي طالب . وعن اسماء بنت عميس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " وصالح المؤمنين " قال : علي بن أبي طالب ( 3 ) .
( 1) مر الظهران : قرية بوادي ظهران قرب مكة . والخبر بتفسير الطبري ( 28 / 104 - 105 ) وصحيح البخاري ( 3 / 137 و 138 ) كتاب التفسير ، تفسير سورة التحريم ، الباب 2 والباب 3 وج 4 / 22 كتاب اللباس ، باب ما كان يتجوز رسول الله من اللباس والزينة ، وصحيح مسلم كتاب الطلاق ، الحديث المرقم 31 و 32 و 33 و 34 ، ومسند احمد ( 1 / 48 )
( 2) تفسير الطبري ( 28 / 104 )
(3) تفسير السيوطي ( 6 / 244 ) . .