ومنها : أنّه أقطع الحارث بن الحكم مهرقته موضع شرقي المدينة وكان النبي لما قدم إلى المدينة ووصل إلى ذلك الموضع ضرب برجله وقال هذا مصلانا ومستمطرنا ومخرجنا لأضحانا وفطرنا فلا تنقضوها ولا تأخذوا عليها كرى لعن الله من نقض من بعض سوقنا شيئاً .
ومنها : أنّه أقطع مروان بن الحكم فدك قرية صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه خمس الغنائم من إفريقية ... .
ومنها : أنّه أعطى عبد الله بن خالد بن أسيد بن رافع أربعمائة ألف درهم ، وأعطى الحكم بن أبي العاص مائة ألف درهم .
ومنها : أنّه عزل عمّال عمر وولى بني أمية وانتزع عمرو بن العاص عن مصر واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وانتزع سعد بن أبي وقاص عن الكوفة واستعمل الفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو أخوه لأمّه فوقع في الخمر فشربها ويصلي الصلاة لغير وقتها ، فصلى بالناس يوماً الفجر أربعاً وهو ثمل فلما انصرف قال أزيدكم فإني نشيط فشغب الناس وحصبوه ... فلما شكاه الناس عزله واستعمل عليهم شرّاً منه سعيد بن العاص فقدم رجل عظيم الكبر شديد العجب وهو أول من وضع العشور على الجسور والقناطر .
ومنها : أن ابن أبي سرح قتل سبعمائة رجل بدم واحد فأمر بعزله ولم ينكر عليه.
ومنها : أنه جعل الحروف كلها حرفاً واحداً وأكره الناس على مصحفه .
ومنها : أنّه سيّر عامر بن عبد قيس من البصرة إلى الشام لتنزهه عن أعماله ، وسيّر أبا ذر الغفاري إلى الربذة ؛ وذلك أن معاوية شكاه أنه يطعن عليه فدعاه واستعتبه ولم يعتب فسيّره إلى الربذة وبها مات رحمه الله .
ومنها : أنّه تزوّج نائلة بنت الفرافصة الكلبية فأعطاها مائة ألف من بيت المال وأخذ سفطاً فيه حلي فأعطاه بعض نسائه واستسلف من بيت المال خمسة آلاف درهم وكان اشترط عليه عند البيعة أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله وبسيرة صاحبيه عنهما فسار بها ست سنين ثم تغير كما ذكر ...
ومنها تطاوله في البنيان حتّى عدّوا سبع دورٍ بناها بالمدينة ؛ داراً لنائلة وداراً لعائشة وغيرهما من أهله وبناته ، وبنيان مروان القصور بذي خشب ، وعمارة الأموال بها من الخمس الواجب لله ولرسوله ، وما كان من إفشائه العمل والولايات في أهله وبني عمّه من بني أمية أحداث وغلمة لاصحبة لهم من الرسول ولا تجربة لهم بالأمور ، وما كان من الوليد بن عقبة بالكوفة إذْ صلّى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربع ركعات ، ثم قال لهم : إن شئتم أزيدكم صلاة زدتكم ، وتعطيله إقامة الحد عليه ، وتأخيره ذلك عنه .
ومنها : ردّه الحكم بن أمية إلى المدينة بعد أن طرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسمّى طريد رسول الله ، وبعد أن تشفّع إلى أبي بكر وعمر أيام خلافتهما فما أجابا إلى ذلك ، ونفاه عمر من مقامه باليمن أربعين فرسخاً .