بالنسبة لنا ،،
فالروايات الصحيحة المسندة إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في شرح كيفية الصلاة فهي أكثر من أن تعد .. و سوف أضع روايات من مصادر مختلفة من باب التنويع مع التركيز على أصح الروايات ، و إلا فمعظم كتب الحديث عندنا لها باب بعنوان " باب الصلاة " فيها التفصيل و التبيان للصلاة بكل تفاصيلها ..
و سأعرض الأحاديث و فق ترتيب الصلاة ، ثم نختم بروايات شاملة لكل التفاصيل ...
بعد أن يتوضأ المسلم - و قد نتطرق إلى الوضوء في القادم من هذا الموضوع - يستقبل المسلم القبلة للصلاة .. و لكن بعد مجيئ الوقت ، لذا سنبدأ الطرح بدءا من استقبال القبلة ثم افتتاح الصلاة ، ثم حركات الصلاة و كيفيتها ، ثم اختتام الصلاة ، .
أولا :استقبال القبلة في الصلاة ،،
في صحيح البخاري ، كتاب الصلاة ، باب التوجه نحو القبلة ، حديث رقم ( 402 )
حدثنا مسلم، قال حدثنا هشام، قال حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة.
ثانيا : استفتاح الصلاة بتكبيرة الإحرام و ما بعد ذلك .
1- تكبيرة الإحرام مع رفع اليدين .
ورد في صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام - حديث رقم ( 888 )
حدثني محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، حدثني ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن ابن عمر، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ثم كبر فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك وإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود .
2- و ضع اليد اليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام تحت الصدر و فوق السرّة .
في صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب وضع اليد ا ليمنى على اليسرى بعد تكبيرة الإحرام - حديث رقم : 923
حدثنا زهير بن حرب، حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا محمد بن جحادة، حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل، ومولى، لهم أنهما حدثاه عن أبيه، وائل بن حجر، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر - وصف همام حيال أذنيه - ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما ثم كبر فركع فلما قال " سمع الله لمن حمده " . رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه .
و في كتاب سنن الترمذي - كتاب الافتتاح - باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة - حديث رقم : 895
أخبرنا سويد بن نصر، قال أنبأنا عبد الله، عن موسى بن عمير العنبري، وقيس بن سليم العنبري، قالا حدثنا علقمة بن وائل، عن أبيه، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائما في الصلاة قبض بيمينه على شماله .
3- الدعاء بين تكبيرة الإحرام و بين قراءة سورة الفاتحة .
و رد في سنن النسائي - كتاب الافتتاح - باب الدعاء بين التكبيرة و القراءة - حديث رقم : 903
أخبرنا علي بن حجر، قال أنبأنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة سكت هنيهة فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة قال " أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياى كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياى بالماء والثلج والبرد " .
4-قراءة سورة الفاتحة بعد تكبيرة الإحرام .
ورد في صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة - حديث رقم : 900
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن سفيان، - قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة، - عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "
5- قراءة سورة أو بعضها بعد الفاتحة .
صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب القراءة في الصبح - حديث رقم : 1055
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ ( ق . و القرآن المجيد ) و كانت صلاته بعد تخفيفا .
ثالثا : صفة الركوع .
ورد في كتاب سنن الدارمي - كتاب الصلاة - باب العمل في الركوع - حديث رقم : 1271
أخبرنا أبو الوليد، حدثنا همام، حدثنا عطاء بن السائب، عن سالم البراد، قال وكان أوثق عندي من نفسي قال قال لنا أبو مسعود الأنصاري ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فكبر وركع ووضع يديه على ركبتيه وفرج بين أصابعه حتى استقر كل شيء منه
سنن الدارمي - كتاب الصلاة - باب ما يقال في الركوع - حديث رقم : 1273
أخبرنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن سليمان، عن المستورد، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم وفي سجوده سبحان ربي الأعلى وما أتى على آية رحمة إلا وقف عندها فسأل وما أتى على آية عذاب إلا تعوذ .
و من نفس المصدر السابق و بعد الحديث السابق ..
أخبرنا إسحق بن إبراهيم، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا فليح بن سليمان، عن عباس بن سهل، قال اجتمع محمد بن مسلمة وأبو أسيد وأبو حميد وسهل بن سعد فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فكبر ورفع يديه ثم رفع يديه حين كبر للركوع ثم ركع ووضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما ووتر يديه فنحاهما عن جنبيه ولم يصوب رأسه ولم يقنعه .
رابعا : صفة القيام من الركوع .
صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع - حديث رقم : 1095
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش، عن عبيد بن الحسن، عن ابن أبي أوفى، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع ظهره من الركوع قال " سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد " .
سنن الدارمي - كتاب الصلاة - باب القول بعد رفع الرأس من الركوع - حديث رقم : 1276
أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد، حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد .
خامسا : صفة السجود .
سنن النسائي - كتاب الصلاة - باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان - حديث رقم : 1097
أخبرنا الحسين بن عيسى القومسي البسطامي، قال حدثنا يزيد، - وهو ابن هارون - قال أنبأنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه
صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب أعضاء السجود - حديث رقم : 1128
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر، - وهو ابن مضر - عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه "
صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب صفة السجود و الاعتدال منه .
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري، قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، أنه أخبره عن ميمونة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد خوى بيديه - يعني جنح - حتى يرى وضح إبطيه من ورائه وإذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى .
سادسا : صفة الجلوس بين السجدتين .
سنن النسائي - كتاب التطبيق - باب قدر الجلوس بين السجدتين - حديث رقم : 1156
أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة، قال حدثنا يحيى، عن شعبة، قال حدثني الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن البراء، قال كان صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوعه وسجوده وقيامه بعد ما يرفع رأسه من الركوع وبين السجدتين قريبا من السواء .
سابعا : صفة التشهد و السلام .
سنن النسائي - كتاب التطبيق - باب كيفية التشهد الأول - حديث رقم : 1172
أخبرنا قتيبة، قال حدثنا عبثر، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في الصلاة والتشهد في الحاجة فأما التشهد في الصلاة " التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " . إلى آخر التشهد .
سنن الدارمي - كتاب الصلاة - باب التسليم في الصلاة - حديث رقم : 1311
حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسمعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن ابيه، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده ثم يسلم عن يساره حتى يرى بياض خده .
و حاولت الاختصار قدر الإمكان و إلا فالأحاديث كثيرة عديدة ،، و أختم ببعض الأحاديث الشاملة في بيان كيفية الصلاة ..
صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب التشهد في الصلاة - حديث رقم : 931
حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، وأبو كامل الجحدري ومحمد بن عبد الملك الأموي - واللفظ لأبي كامل - قالوا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي قال صليت مع أبي موسى الأشعري صلاة فلما كان عند القعدة قال رجل من القوم أقرت الصلاة بالبر والزكاة - قال - فلما قضى أبو موسى الصلاة وسلم انصرف فقال أيكم القائل كلمة كذا وكذا قال فأرم القوم ثم قال أيكم القائل كلمة كذا وكذا فأرم القوم فقال لعلك يا حطان قلتها قال ما قلتها ولقد رهبت أن تبكعني بها . فقال رجل من القوم أنا قلتها ولم أرد بها إلا الخير . فقال أبو موسى أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال " إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين . يجبكم الله فإذا كبر وركع فكبروا واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فتلك بتلك وإذا قال سمع الله لمن حمده . فقولوا اللهم ربنا لك الحمد . يسمع الله لكم فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده . وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فتلك بتلك . وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم التحيات الطيبات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " .
سنن الدارمي - كتاب الصلاة - باب صفة صلاة الرسول صلى الله عليه و سلم - حديث رقم : 1322
أخبرنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، قال سمعت أبا حميد الساعدي، في عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة قال أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لم فما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة قال بلى قالوا فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم كبر حتى يقر كل عظم في موضعه ثم يقرأ ثم يكبر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ولا يصوب رأسه ولا يقنع ثم يرفع رأسه فيقول سمع الله لمن حمده ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه يظن أبو عاصم أنه قال حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم يقول الله أكبر ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه ثم يسجد ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ثم يعود فيسجد ثم يرفع رأسه فيقول الله أكبر ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم يقوم فيصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك فإذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما فعل عند افتتاح الصلاة ثم يصنع مثل ذلك في بقية صلاته حتى إذا كانت السجدة أو القعدة التي يكون فيها التسليم أخر رجله اليسرى وجلس متوركا على شقه الأيسر قال قالوا صدقت هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ملاحظة :
بالنسبة لتصحيح الروايات ، فمن المعلوم عندنا أن علماء الاختصاص قد أجمعوا على صحة الروايات المسندة في صحيح البخاري و مسلم ، لذا لا داعي من نقل تصحيحهم للروايات المأخوذة منهما .. أما ما ذكرته من كتب الحديث الأخرى فهي صحيحة كذلك و لكن إن رغب المحاور في بيان من صححها من المخرّجين و المحدّثين فله ذلك ، و لكن لم أفعل حتى لا أطيل أكثر .