العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.21 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 21  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-08-2008 الساعة : 09:20 PM


10- قَتْلُهُ الصحابي حجر بن عدي الكندي رحمه الله


حجر بن عدي الكندي رحمه الله صحابي جليل: وفارس من كبار قادة الفتوحات ، كان كثير العبادة حتى وصفوه براهب الصحابة ، قال الحاكم في المستدرك:3/468: (ذكر مناقب حجر بن عدي رضي الله عنه ، وهو راهب أصحاب محمد صلى الله عليه وآله ) .

( وفد على النبي صلى الله عليه وآله هو وأخوه هانئ بن عدي وشهد القادسية ، وشارك في فتح الشام وهو الذي فتح مرج عذراء الذي قتل فيه ! (تاريخ الطبري:3/135 ، والغارات للثقفي:2/812 ، والمحبر لابن حبيب ص292 ، وأخبار الشعراء للمرزباني ص49 ، والمنتخب مذيل الطبري ص149، والطبقات:6/217) .

وكان قائد ميمنة المسلمين في معركة جلولاء وصفين.(الأخبار الطوال ص127)


* *

وكان في صفين قائد ميمنة علي عليه السلام : ( تاريخ الطبري:4/63). وقائد قوات كندة (تاريخ خليفة146 ، والغارات:1/51) وكان من عظماء أصحاب علي ، وأراد أن يوليه رياسة كندة ويعزل الأشعث بن قيس ، وكلاهما من ولد الحارث بن عمرو آكل المرار فأبى حجر بن عدي أن يتولى الأمر والأشعث حي). (الأخبار الطوال:ص224)


* *

وكان باراً بأمه محباً لها: فكان يرتب لها مكان نومها بيديه ، ثم ينام فيه ليطمئن أنه ممهد ! (تاريخ دمشق:12/212 ، ومكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص76)


* *

وهو أول من خرج لرد غارات معاوية: وطارد الضحاك بن قيس في غارته على مسالح العراق ، فلحقه في تدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلاً وقتل من أصحابه رجلان ، وحال بينهم الليل فهرب الضحاك وأصحابه ورجع حجر ومن معه) ( تاريخ الطبري:4/104)


* *

وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام بقتل حجر ظلماً: ففي تاريخ دمشق:12/226: (عن أبي الأسود قال دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل حجر وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين أني رأيت قتلهم صلاحاً للأمة وأن بقاءهم فساداً للأمة ! فقالت سمعت رسول الله(ص)يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم أهل السماء). (وفيض القدير:4/166، والغارات:2/812) .

وفي تاريخ دمشق:12/227: (عن ابن زرير الغافقي عن علي بن أبي طالب قال: ياأهل الكوفة سيقتل فيكم سبعة نفر خياركم ، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود).

وفي بحار الأنوار:39/324: عن حجر رحمه الله قال: (قال لي علي عليه السلام : كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعنتي؟ قلت له: كيف أصنع؟ قال: إلعني ولا تبرأ مني فإني على دين الله).

وفي مناقب آل أبي طالب:2/106: (وكذلك أخبر (أمير المؤمنين عليه السلام )بقتل جماعة منهم حجر بن عدي ، ورشيد الهجري ، وكميل بن زياد ، وميثم التمار ، ومحمد بن أكثم ، وخالد بن مسعود ، وحبيب بن المظاهر وجويرية ، وعمرو بن الحمق ، وقنبر ، ومذرع ، وغيرهم ، ووصف قاتليهم وكيفية قتلهم) !


* *

يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدب بأدبك:

في بحار الأنوار:32/399: (وروى نصر عن عبد الله بن شريك قال: خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة من أهل الشام فأرسل علي عليه السلام إليهما أن كفَّا عما يبلغني عنكما ، فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين ألسنا محقين؟ قال: بلى . قالا: فلم منعتنا من شتمهم؟ قال: كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتبرؤون ، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا ومن أعمالهم كذا وكذا ، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر . وقلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم: اللهم أحقن دماءهم ودماءنا ، وأصلح ذات بينهم وبيننا واهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق منهم من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لج به ، لكان أحب إلي وخيراً لكم .

فقالا: يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدب بأدبك) .


* *

وكان حجر يكتب عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( ففي قال: ناولني الصحيفة من الكوة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما سمعت علي بن أبي طالب يذكر أن الطهور نصف الايمان)


* *

وكان معتمد الإمام الحسن عليه السلام : (فلما بلغ (معاوية) جسر منبج تحرك الحسن عليه السلام وبعث حجر بن عدي فأمر العمال بالمسير ، واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ، ثم خف معه أخلاط من الناس)(الإرشاد:2/10، ومقاتل الطالبيين ص39) .


* *

وقد فضح حجر دور الأشعث بن قيس في قتل أمير المؤمنين عليه السلام : ففي مقاتل الطالبيين ص20 (والأشعث في بعض نواحي المسجد ، فسمع حجر بن عدي الأشعث يقول لابن ملجم: النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح ، فقال له حجر: قتلته يا أعور وخرج مبادراً إلى علي) .


* *

وكان أحد الذين يحسب معاوية حسابهم: (فكتب معاوية إلى المغيرة خذ زيادا وسليمان بن صرد وحجر بن عدي وشبث بن ربعي وابن الكواء وعمرو بن الحمق بالصلاة في الجماعة فكانوا يحضرون معه في الصلاة).(تاريخ الطبري:4/137)


* *

وكان مع أصحابه أربعة عشر: قتل منهم خمسة مع حجر في مرج عذراء ، هم: شريك بن شداد الحضرمي ، وصيفي بن فسيل الشيباني ، وقبيصة بن ضبيعة العبسي ومحرز بن شهاب السعدي ثم المنقري ، وكدام بن حيان العنزي .

أما السابع فهو عبد الرحمن بن حسان العنزي ، وقد بعث به معاوية إلى زياد بن أبيه فدفنه في الكوفة حياً ! وقد توسط لهم الصحابة وزعماء القبائل والشخصيات عند معاوية ، فلم يقبل وساطتهم إلا في سبعة فقط فأطلقهم ، وهم:

كريم بن عفيف الخثعمي ، وعبد الله بن حوية التميمي ، وعاصم بن عوف البجلي ، وورقاء بن سمي البجلي ، والأرقم بن عبد الله الكندي ، وعتبة بن الأخنس من بني سعد بن بكر ، وسعيد بن نمران الهمداني . وكانت شهادة حجر في سنة 51) .(تاريخ دمشق:8/27)


* *

الموت في حب علي عليه السلام شهادة: ففي مختصر أخبار الشعراء للمرزباني ص49: (ولما قدم حجر عذراء قال: ما هذه القرية؟ فقيل: عذراء . فقال: الحمد لله ، أما والله إني لأول مسلم ذكر الله فيها وسجد ، وأول مسلم نبح عليه كلابها في سبيل الله ، ثم أنا اليوم أحمل إليها مصفداً في الحديد ! ثم قال حجر للذي أمر بقتلهم: دعني أصلي ركعتين خفيفتين ، فلما سلم انفتل إلى الناس فقال: لولا أن يقولوا جزع من الموت لأحببت أن يكونا أنفس مما كانتا ، وأيم الله لئن لم تكن صلاتي فيما مضى تنفعني ما هاتان بنافعتيَّ شيئاً ، ثم أخذ ثوبه فتحزم به ، ثم قال لمن حوله من أصحابه: لاتحلوا قيودي فإني أجتمع ومعاوية على هذه المحجة ! ثم مشى إليه هدبة الأعور بالسيف ، فشخص إليه حجر فقال: ألم تقل إنك لم تجزع من الموت؟ فقال: أرى كفناً منشوراً وقبراً محفوراً وسيفاً مشهوراً ، فما لي لا أجزع ! أما والله لئن جزعت لا أقول ما يسخط الرب ! فقال له: فابرأ من علي وقد أعد لك معاوية جميع ما تريد إن فعلت ! فقال: ألم أقل إني لا أقول ما يسخط الرب ! والله لقد أخبرني حبيبي رسول الله (ص) بيومي هذا ! ثم قال: إن كنت أمرت بقتل ولدي فقدمه ، فقدمه فضربت عنقه ، فقيل له: تعجلت الثكل فقال: خفت أن يرى هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية علي عليه السلام فلا نجتمع في دار المقامة التي وعدها الله الصابرين .

ولما حمل عبد الرحمن بن حسان العنزي وكريم بن عفيف الخثعمي ، وكانا من أصحابه قال: العنزي: يا حجر لا تبعد ولا يبعد ثوابك فنعم أخو الإسلام كنت . وقال الخثعمي: يا حجر لا تبعد ولا تفقد فلقد كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، ثم ذهب بهما فأتبعهما حجر بصره ، وقال:

كفى بشفاة القبر بعداً لهالك وبالموت قطاعا لحبل القرائن

ثم التفت إلى بقية أصحابه ، فرأى منهم جزعاً فقال: قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله : يا حجر تقتل في محبة عليٍّ صبراً ، فإذا وصل رأسك إلى الأرض مادت وأنبعت عين ماء فتغسل الرأس! فإذا شاهدتم ذلك فكونوا على بصائركم وقدم فضربت عنقه فلما وصل رأسه إلى الأرض مادت من تحته وأنبعت عين ماء فغسلت الرأس! قال: فجعل أصحابه يتهافتون إلى القتل ، فقال لهم أصحاب معاوية: ياأصحاب علي ماأسرعكم إلى القتل فقالوا:من عرف مستقره سارع إليه).


* *

وظهرت له كرامات في حربه وشهادته: منها أنه طال اصطفاف المسلمين والفرس بعد القادسية ، وكان الفرس على الضفة الأخرى لدجلة ، فتقدم حجر وقرأ: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ . وأقحم فرسه وهو يقول باسم الله ، فعبر وعبر المسلمون على أثره ! فلما رآهم العدو قالوا: ديوان ديوان ! يعني شياطين شياطين(ديوان بالفارسية جمع ديو: الغول الشرير) فهربوا فدخلنا عسكرهم). (كرامات الأولياء اللالكائي ص152، وتفسير ابن كثير:1/419)

وعندما كان محبوساً في بستان في مرج عذراء أصابته جنابة ، فقال للسجان: أعطني من الماء شرابي اليوم وغداً لأتطهر به ، ولا أطلب منك شيئاً . قال: أخاف أن تموت عطشاً فيقول معاوية أنت قتلته ! قال: فبنى حجر حِجَاراً (شبيه الحوض) ودعا الله فأسكبت سحابة فصبت من الماء ما أراد فتطهر حجر ! فقال له بعض أصحابه: لو دعوت الله أن يخلصنا لفعل ! فقال حجر: اللهم خِرْ لنا ، ثلاثاً).

(فيض القدير:4/166، عن ابن الجنيد في كتاب الأولياء ، والغارات:2/812 ، ومختصر أخبار شعراء الشيعة للمرزباني ص49) :

وقيل إن شجر ذلك البستان جفت من يوم شهادته ! (شرح الأخبار:2/171).


* *

وكان له أصحاب محبون له من شخصيات الإسلام وفرسانه: (سعيد بن نمران الهمداني الناعطي ، كان كاتباً لعلي عليه السلام وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله أعواماً ، وشهد اليرموك وسار إلى العراق مدداً لأهل القادسية ، وكان من أصحاب حجر بن عدي ، وسيَّره زياد مع حجر إلى الشام ، فأراد معاوية قتله مع حجر ، فشفع فيه حمزة بن مالك الهمداني فخلى سبيله). (أسد الغابة:2/316)


* *

وقتله معاوية بيد أحد كبار المجرمين: ففي تاريخ الطبري:4/190: (فشُدَّ في الحديد ثم حُمل إلى معاوية ، فلما دخل عليه قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . فقال له معاوية: أمير المؤمنين ! أما والله لا أقيلك ولا أستقيلك ، أخرجوه فاضربوا عنقه ! فأخرج من عنده فقال حجر للذين يلون أمره دعوني حتى أصلى ركعتين فقالوا صله فصلى ركعتين خفف فيهما ثم قال: لولا أن تظنوا بي غير الذي أنا عليه ، لأحببت أن تكونا أطول مما كانتا ، ولئن لم يكن فيما مضى من الصلاة خير فما في هاتين خير . ثم قال لمن حضره من أهله: لا تطلقوا عنى حديداً ولا تغسلوا عنى دماً فإني ألاقي معاوية غداً على الجادة ثم قدم فضربت عنقه). (سمعت أبا داود قال: قتل حجر بن عدي على يدي أبي الأعور السلمي). (سؤالات الآجري:1/331 ، و(وبغية الطلب:5/2108)


* *

وقتل حجر في صفر سنة إحدى وخمسين هجرية: (تاريخ خليفة بن خياط ص160، وتاريخ دمشق: 8/ 27، وقيل سنة 53: مستدرك الحاكم:3/468، ومعارف ابن قتيبة ص178).


* *

واعترف معاوية بقتل حجر ، وأصيب بالهلوسة بإسمه: فكان يقول: (ما قتلت أحداً إلا وأنا أعرف فيمَ قتلتُه وما أردت به ! ما خلا حجر بن عدي ، فإني لا أعرف فيما قتلته !).(تاريخ دمشق:12/231) وأصيب معاوية قبل موته بالهذيان والهلوسة باسم علي عليه السلام وحجر وعمرو بن الحمق ، كما تقدم .


* *

ولم يلعن حجر عليا عليه السلام رغم التهديد: ففي شرح النهج:4/58: (وأمر المغيرة بن شعبة وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية حجر بن عدي أن يقوم في الناس فليلعن علياً ! فأبى ذلك فتوعده فقام فقال: أيها الناس ، إن أميركم أمرني أن ألعن علياً فالعنوه ! فقال أهل الكوفة: لعنه الله وأعاد الضمير إلى المغيرة بالنية والقصد). وفي اختيار معرفة الرجال:1/319 ، أنه قال مثل ذلك عندما طلب منه حاكم اليمن لعن علي عليه السلام في صنعاء) !

وقال في الغدير:9/119: (قاموا إليهم فقالوا: تبرؤون من هذا الرجل(أي علي عليه السلام ) ! قالوا: بل نتولاه ونتبرأ ممن تبرأ منه . فأخذ كل رجل منهم رجلاً وأقبلوا يقتلونهم واحداً واحداً حتى قتلوا ستة). راجع:تاريخ الطبري: 6/141 ، تاريخ ابن عساكر:2/370 ، الكامل لابن الأثير:3/202 ، تاريخ ابن كثير: 7/49 ، والأغاني لأبي الفرج:2/16).


* *

وقد اعترض الإمام الحسين عليه السلام على معاوية: وعائشة ، وعامة الصحابة ، والعلماء .

في الإحتجاج:2/19: (عن صالح بن كيسان قال: لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه حج ذلك العام فلقي الحسين بن علي عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك ؟ فقال عليه السلام : وما صنعت بهم ؟ قال: قتلناهم وكفناهم وصلينا عليهم . فضحك الحسين عليه السلام ثم قال: خصمك القوم يا معاوية ، لكننا لو قتلنا شيعتك ما كفناهم ولا صلينا عليهم ولا قبرناهم ! ولقد بلغني وقيعتك في علي وقيامك ببغضنا ، واعتراضك بني هاشم بالعيوب ، فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك ، ثم سلها الحق عليها ولها ، فإن لم تجدها أعظم عيباً فما أصغر عيبك فيك ، وقد ظلمناك يا معاوية فلا توترن غير قوسك ، ولا ترمين غير غرضك ، ولا ترمنا بالعداوة من مكان قريب ، فإنك والله لقد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه ولا حدث نفاقه ، ولا نظر لك ! فانظر لنفسك أو دع). انتهى .

ويقصد الإمام عليه السلام عمرو المعاص ، ومعناه أن دوره أساسي في خطط معاوية !


وقالت له عائشة: (يا معاوية أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه؟ قال: لست أنا قتلتهم ، إنما قتلهم من شهد عليهم)! (تاريخ الطبري:4/208 ، والإستيعاب:1/331 ، وفي طبعة 238، والسيرة الحلبية:3/163، والروض الأنف:3/366 ،وفي طبعة ص643 وفيه: ( فقال أوَأنا ؟! إنما قتلهم من شهد عليهم) !! ونحوه: أنساب الأشراف ص1265 . وفي الطبقات:6/219، أن عائشة بعثت رسالة الى معاوية ، واعتذرت الرواية بأنها وصلت بعد تنفيذه الإعدام !

وفي تاريخ دمشق:12/228: (وكان ابن عمر في السوق فنعي له حجر ، فأطلق حبوته وقام وغلبه النحيب) .

وقال ابن سيرين: (أربع خصال كن في معاوية ، لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة ، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ! واستخلافه بعده ابنه سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير . وادعاؤه زياداً وقد قال رسول الله(ص) : الولد للفراش وللعاهر الحجر . وقتله حجراً وأصحاب حجر ، فيا ويلاً له من حجر ! ويا ويلاً له من أصحاب حجر !). انتهى.

واتفقوا على أن العرب ذلت بعد قتل حجر صبراً: ففي تاريخ الطبري: 4/216: (أن الربيع بن زياد ذكر يوما بخراسان حجر بن عدي فقال لا تزال العرب تقتل صبرا بعده ولو نفرت عند قتله لم يقتل رجل منهم صبراً ولكنها أقرت فذلت)!


* *

وهدم زياد دار حجر بأمر معاوية: فقد ذكر الطبري:4/536 ، أن المختار طلب محمد بن الأشعث لأنه من قتلة الحسين عليه السلام فهرب (فبعث إلى داره فهدمها وبنى بلبنها وطينها دار حجر بن عدي الكندي وكان زياد بن سمية قد هدمها).


* *

وأوصى حجر أن يدفنوه بثيابه ودمائه: في مصنف ابن أبي شيبة:3/139: (قال حجر بن عدي لمن حضره من أهل بيته: لا تَغْسلوا عني دماً ولا تُطلقوا عني حديداً ، وادفنوني في ثيابي ، فإني ألتقي أنا ومعاوية على الجادة غداً !). ( ونحوه في تاريخ دمشق:12/225).(أدفنوني في ثيابي فإني أبعث مخاصماً).(الطبقات:6/219).


* *

وقالت الشعراء في رثاء حجر الشهيد الصحابي: ففي الطبقات:6/220: (وقد كانت هند بنت زيد الأنصارية وكانت شيعية ، قالت حين سير بحجر إلى معاوية:


ترفع أيها القمر المنير ترفع هل ترى حجرا يسير

يسير إلى معاوية بن حرب ليقتله كما زعم الخبير

تجبرت الجبابر بعد حجر وطاب لها الخورنق والسدير

وأصبحت البلاد له محولا كأن لم يحيها يوما مطير..الخ.

(والبحار:32/578 ، و:38/22، وتجد كثيراً من الشعر في أمهات المصادر كالطبري وابن عساكر)


* *

كانت له شعبية واسعة في الكوفة ولكنها لم توظف جيداً:

يتساءل المتأمل في شخصية حجر المحبوبة ونفوذه الواسع على قبائل كندة الكبيرة ، المنتشرة في العراق والشام ! وعلى أوساط أخرى من القبائل ، ويتعجب كيف استطاع زياد بن أبيه أن يعتقله مع بضعة عشر زعيماً من وسط قبائلهم ، ويرسلهم مقيدين الى معاوية ، ثم كيف استطاع معاوية أن يقتل نصفهم ، ولم يقبل الوساطات الواسعة إلا في نصفهم؟ ولم تحدث لذلك ردة فعل تذكر ؟!

والجواب: أنه كانت توجد عوامل متعددة ونقاط ضعف في موقف حجر وأصحابه ، لايتسع المجال لدراستها ، وهذه خلاصة أحداث اعتقالهم:

في تاريخ الطبري:4/191: (قال: كنت في شرط زياد ، فقال زياد: لينطلق بعضكم إلى حجر فليدعه . قال فقال لي أمير الشرطة وهو شداد بن الهيثم الهلالي: إذهب إليه فادعه ، قال: فأتيته فقلت: أجب الأمير . فقال أصحابه: لا يأتيه ولا كرامة ! قال فرجعت إليه فأخبرته ، فأمر صاحب الشرطة أن يبعث معي رجالاً ، قال فبعث نفراً قال فأتيناه فقلنا أجب الأمير، قال: فسبونا وشتمونا ، فرجعنا إليه فأخبرناه الخبر ! قال: فوثب زياد بأشراف أهل الكوفة فقال: يا أهل الكوفة أتشجون بيد وتأسون بأخرى ؟! أبدانكم معي وأهواؤكم مع حجر ؟! هذا الهجهاجة الأحمق المذبوب ! أنتم معي وإخوانكم وأبناؤكم وعشائركم مع حجر هذا والله من دحسكم وغشكم والله لتظهرن لي برأتكم أو لآتينكم بقوم أقيم بهم أودكم وصعركم ! فوثبوا إلى زياد فقالوا: معاذ الله سبحانه أن يكون لنا فيما ههنا رأى إلا طاعتك وطاعة أمير المؤمنين ! وكل ما ظننا أن فيه رضاك وما يستبين به طاعتنا وخلافنا لحجر ، فمرنا به ! قال: فليقم كل امرئ منكم إلى هذه الجماعة حول حجر ، فليدع كل رجل منكم أخاه وابنه وذا قرابته ومن يطيعه من عشيرته ، حتى تقيموا عنه كل من استطعتم أن تقيموه ، ففعلوا ذلك فأقاموا جُلَّ من كان مع حجر بن عدي ! فلما رأى زياد أن جل من كان مع حجر أقيم عنه ، قال لشداد بن الهيثم الهلالي ويقال هيثم بن شداد أمير شرطته: إنطلق إلى حجر فإن تبعك فأتني به وإلا فمر من معك فلينتزعوا عمد السوق ، ثم يشدوا بها عليهم حتى يأتوني به ويضربوا من حال دونه ! فأتاه الهلالي فقال: أجب الأمير ، قال فقال أصحاب حجر: لا ولا نعمة عين لا نجيبه ! فقال لأصحابه شدوا على عمد السوق فاشتدوا إليها فأقبلوا بها قد انتزعوها ، فقال عمير بن يزيد الكندي من بني هند وهو أبو العمر طه: إنه ليس معك رجل معه سيف غيري ، وما يغني عنك ! قال فما ترى؟ قال قم من هذا المكان فالحق بأهلك ، يمنعك قومك !

فقام زياد ينظر إليهم وهو على المنبر ، فغشوا بالعمد فضرب رجل من الحمراء يقال له بكر بن عبيد رأس عمرو بن الحمق بعمود فوقع ، وأتاه أبو سفيان بن عويمر والعجلان بن ربيعة وهما رجلان من الأزد فحملاه ، فأتيا به دار رجل من الأزد يقال له عبيد الله بن مالك ، فخبأه بها فلم يزل بها متوارياً حتى خرج منها!.... قال فلما ضرب عمراً تلك الضربة وحمله ذانك الرجلان ، انحاز أصحاب حجر إلى أبواب كندة ، ويضرب رجل من جذام كان في الشرطة رجلاً يقال له عبد الله بن خليفة الطائي بعمود فضربه ، ضربة فصرعه....وينتزع عموداً من بعض الشرط فقاتل به وحمى حجراً وأصحابه حتى خرجوا من تلقاء أبواب كندة وبغلة حجر موقوفة فأتى بها أبو العمرطة إليه ثم قال اركب لا أب لغيرك ، فوالله ما أراك إلا قد قتلت نفسك وقتلتنا معك ! فوضع حجر رجله في الركاب فلم يستطع أن ينهض فحمله أبو العمرطة على بغلته ووثب أبو العمرطة على فرسه فما هو إلا أن استوى عليه حتى انتهى إليه يزيد بن طريف المسلى وكان يغمز ، فضرب أبا العمرطة بالعمود على فخذه ويخترط أبو العمرطة سيفه فضرب به رأس يزيد بن طريف فخر لوجهه ، ثم إنه برأ بعد....

ثم وصفت روايات الطبري وغيره ، لجوء حجر الى النخع ثم الى الأزد ، ثم كيف أخذوا له أماناً من ابن زياد أن لايقتله ، بل يبعثه الى معاوية ! وكيف جاؤوا به الى ابن زياد فأهانه وسجنه ، وتتبع أصحابه فقبض على أكثرهم ، وفر الباقون!

ثم كيف كتب شهادة زور على حجر وأشهد الزعماء والقضاة عليها ثم استحسن شهادة أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ، فأمرهم أن يشهدوا عليها ، وهي!

(هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله رب العالمين ، شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة ، ولعن الخليفة ودعا إلى الحرب والفتنة ، وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة وخلع أمير المؤمنين معاوية ، وكفر بالله عز وجل كفرة صلعاء ! فقال زياد على مثل هذه الشهادة فاشهدوا أما والله لأجهدن على قطع خيط عنق الخائن الأحمق !

فشهد رؤوس الأرباع على مثل شهادته وكانوا أربعة ، ثم إن زيادا دعا الناس فقال: إشهدوا على مثل شهادة رؤوس الأرباع ، فقرأ عليهم الكتاب فقام أول الناس عناق بن شرحبيل بن أبي دهم التيمي تيم الله بن ثعلبة ، فقال بينوا اسمى فقال زياد ابدؤا بأسامي قريش ، ثم اكتبوا اسم عناق في الشهود ، ومن نعرفه ويعرفه أمير المؤمنين بالنصيحة والاستقامة ، فشهد إسحاق بن طلحة بن عبيد الله وموسى بن طلحة ، وإسماعيل بن طلحة بن عبيد الله ، والمنذر بن الزبير ، وعمارة ابن عقبة بن أبي معيط ، وعبد الرحمن بن هناد ، وعمر بن سعد بن أبي وقاص وعامر بن مسعود بن أمية بن خلف ، ومحرز بن جارية بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس ، وعبيد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي ، وعناق بن شرحبيل بن أبي دهم ، ووائل ابن حجر الحضرمي ، وكثير بن شهاب بن حصين الحارثي وقطن بن عبد الله بن حصين ، والسري بن وقاص الحارثي وكتب شهادته وهو غائب في عمله ، والسائب والأقرع الثقفي ، وشبيب بن ربعي ، وعبد الله بن أبي عقيل الثقفي ، ومصقلة بن هبيرة الشيباني ، والقعقاع بن شور الذهلي ، وشداد بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي ، وكان يدعى ابن بزيعة فقال ما لهذا أب ينسب إليه ألقوا هذا من الشهود فقيل له:إنه أخو الحصين وهو ابن المنذر ، قال: فانسبوه إلى أبيه ، فنسب إلى أبيه ، فبلغت شدادا فقال ويلي على ابن الزانية أو ليست أمه أعرف من أبيه والله ما ينسب إلا إلى أمه سمية ! وحجار بن أبجر العجلي ، فغضبت ربيعة على هؤلاء الشهود الذين شهدوا من ربيعة وقالوا لهم: شهدتم على أوليائنا وخلفائنا ! فقالوا: ما نحن إلا من الناس ، وقد شهد عليهم ناس من قومهم كثير ، وعمرو بن الحجاج الزبيدي ، ولبيد بن عطارد التميمي ومحمد بن عمير بن عطارد التميمي ، وسويد بن عبد الرحمن التميمي من بنى سعد ، وأسماء بن خارجة الفزاري كان يعتذر من أمره ، وشمر بن ذي الجوشن العامري ، وشداد ومروان ابنا الهيثم الهلاليان ، ومحصن بن ثعلبة من عائذة قريش والهيثم بن الأسود النخعي ، وكان يعتذر إليهم ، وعبد الرحمن بن قيس الأسدي والحارث ، وشداد ابنا الأزمع الهمدانيان ثم الوادعيان ، وكريب بن سلمة بن يزيد الجعفي ، وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ، وزحر بن قيس الجعفي وقدامة بن العجلان الأزدي ، وعزرة بن عزرة الأحمسي ، ودعا المختار بن أبي عبيد وعروة ابن المغيرة بن شعبة ليشهدوا عليه فراغا ، وعمر بن قيس ذي اللحية وهانئ بن أبي حية الوادعيان.

فشهد عليه سبعون رجلا فقال زياد: ألقوهم إلا من قد عرف بحسب وصلاح في دينه فألقوا حتى صيروا إلى هذه العدة ، وألقيت شهادة عبد الله بن الحجاج التغلبي ، وكتبت شهادة هؤلاء الشهود في صحيفة ، ثم دفعها إلى وائل بن حجر الحضرمي وكثير بن شهاب الحارثي ، وبعثهما عليهم وأمرهما أن يخرجا بهم وكتب في الشهود شريح بن الحارث القاضي وشريح بن هانئ الحارثي . فأما شريح فقال: سألني عنه فأخبرته أنه كان صواماً قواماً ، وأما شريح بن هانئ الحارثي فكان يقول: ما شهدت ولقد بلغني أن قد كتبت شهادتي فأكذبته ولمته! وجاء وائل ابن حجر وكثير بن شهاب فأخرج القوم عشية وسار معهم صاحب الشرطة حتى أخرجهم من الكوفة ، فلما انتهوا إلى جبانة عرزم نظر قبيصة بن ضبيعة العبسي إلى داره وهى في جبانة عرزم ، فإذا بناته مشرفات فقال لوائل وكثير: ائذنا لي فأوصى أهلي فأذنا له فلما دنا منهن وهن يبكين سكت عنهن ساعة ، ثم قال: اسكتن فسكتن فقال: اتقين الله عز وجل واصبرن فإنى أرجو من ربى في وجهي هذا إحدى الحسنيين إما الشهادة وهى السعادة ، وإما الانصراف إليكن في عافية ، وإن الذي كان يرزقكن ويكفيني مؤنتكن هو الله تعالى ، وهو حي لا يموت ، أرجو أن لا يضيعكن وأن يحفظني فيكن ، ثم انصرف فمر بقومه فجعل القوم يدعون الله له بالعافية ، فقال: إنه لمما يعدل عندي خطر ما أنا فيه هلاك قومي يقول حيث لا ينصرونني وكان رجا أن يخلصوه). انتهى .

ويظهر من الرواية التالية أن حجراً كان يقف في وجه المغيرة والي معاوية بقوة جمهوره ، فيتراجع المغيرة ! قال البلاذري في أنساب الأشراف ص 1256:

(وروي أن المغيرة لما شتم علياً وقام إليه حجر بن عدي قال له: والله لئن عدت لمثلها لأضربن بسيفي هذا ما ثبت قائمة في يدي ! فكتب المغيرة بذلك إلى معاوية فكتب إليه معاوية: إنك لست من رجاله فداره ، فقال زياد: يا ابن الأدبر أتظن أني كالمغيرة إذ كتب أمير المؤمنين إليه بما كتب به فيك؟ أنا والله من رجالك ورجال من يغمرك رأياً وبأساً ومكيدةً ! وكان زياد قد كتب إلى معاوية في حجر إنه وأصحابه يردون أحكامي وقضاياي ، وكتب يستأذنه في قتله فكتب إليه: ترفق حتى تجد عليه حجة ، فكتب إليه: إني قد وجدت على حجر أعظم الحجة: خلعك وشهد الناس عليه بذلك ). انتهى .

وقد كذب زياد ، ودبر شهود زور على حجر !


توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.21 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 22  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-08-2008 الساعة : 09:21 PM



11- قتله الصحابي عمرو بن الحَمِق الخزاعي رحمه الله


قال ابن منظور في لسان العرب:10/69: (والحَمِق: الخفيف اللحية ، وبه سمي عمرو بن الحَمِق ، قتله أصحاب معاوية ، ورأسه أول رأس حمل في الإسلام).

وفي تاج العروس:6/323: ( والحَمِق ككتِف: الخفيف اللحية . عن ابن دريد ، وبه سمي الرجل (عمرو بن الحمق صحابي) وهو ابن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب الخراعي رضي الله عنه ، هاجر بعد الحديبية . يقال إنه هرب في زمن زياد إلى الموصل فنهشته حية فمات . وفي اللسان قتله أصحاب معاوية ، ورأسه أول رأس حمل في الإسلام .

وقال ابن الكلبي في نسب خزاعة: قتله عبد الرحمن بن أم الحكم الثقفي بالجزيرة . قلت: روى عنه جبر بن نفير . وقد يقال فيه عمرو بن الحمق بالضم فالفتح ! وقال أبو نعيم: هو تصحيف والصواب ما تقدم ! ودكر الحافظ في فتح الباري الوجهين وقال إنه يحتمل فتأمل). انتهى .


أقول: ما قرأته من الزبيدي يمثل خلاصة موقفهم من هذا الصحابي الجليل ، ابتداء من إسمه (الحَمِق) بكسر الحاء ومعناه خفيف اللحية ، فجعلوه بضم الحاء بمعنى الأحمق ! ويقول عالمهم الكبير ابن حجر: وهو محتمل !

الى قتله بأمر معاوية ، فقالوا نهشته حية فمات ! ولو أمكنهم أن يقولوا إن الرأس الذي أرسل الى معاوية لم يكن رأسه ، لأن الحية أكلت رأسه ، لفعلوا !

ذلك أن عمرو بن الحمق رحمه الله شيعي متشدد ، ومن قبيلة خزاعة الحليفة لبني هاشم قبل الإسلام وبعده ! وكان مع الأشتر وحجر بن عدي من المعترضين على ولاة عثمان في الكوفة ، وقد أبعده عثمان الى الشام ثم الى حمص !

وكان معروفاً في مصر ، فلعله شارك في فتحها وفي معركة ذات الصواري البحرية مع الروم ، وقد جاء مع وفد مصر الى دار الخلافة معترضين على واليهم الأموي ، وكان معهم في محاصرتهم لعثمان ، وقالوا إنه اشترك في قتله !

ثم كان قائداً في حروب علي عليه السلام وقد أخذ في صفين راية خزاعة بعد أن قتل زعيمها الصحابي الجليل بديل بن ورقاء وابنه عبدالله .

وهذه النقاط كافية عندهم لذمه ، وتحليل دمه لمعاوية حتى لو كان صحابياً ! فقيمة الصحابي عندهم بقدر ما يخدم زعماءهم !

خزاعة الخير حلفاء بني هاشم لايحبها بنو أمية ولا تحبهم:

(كانت خزاعة حلفاء بني هاشم بن عبد مناف إلى عهد النبي(ص)وكان بنو بكر حلفاء قريش). (فتح الباري:12/181) . أي حلفاء بني أمية وقريش المشركة !

(وكان الأصل في موالاة خزاعة للنبي(ص)أن بني هاشم في الجاهلية كانوا تحالفوا مع خزاعة ، فاستمروا على ذلك في الإسلام). (فتح الباري:5/246).

وفي أنساب الأشراف للبلاذري ص46:

(وكانت نسخة كتابهم: باسمك اللهم ، هذا ما تحالف عليه عبد المطلب بن هاشم ورجالات عمرو بن ربيعة من خزاعة ومن معهم من أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة ، تحالفوا على التناصر والمؤاساة ما بلَّ بحر صوفةً ، حلفاً جامعاً غير مفرق الاشياخ على الاشياخ ، والاصاغر على الأصاغر ، والشاهد على الغائب ، وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد وأوثق عقد ، ولا ينقض ولا ينكث ، ما شرقت شمس على ثبير ، وحنَّ بفلاة بعير ، وما قام الأخشبان ، وعمر بمكة إنسان ، حلفَ أبدٍ لطول أمد ، يزيده طلوع الشمس شداً ، وظلام الليل سداً ، وإن عبد المطلب وولده ومن معهم دون سائر بني النضر بن كنانة ، ورجال خزاعة متكافئون متضافرون متعاونون . فعلى عبد المطلب النصرة لهم ممن تابعه على كل طالب وتر ، في بر أو بحر أو سهل أو وعر . وعلى خزاعة النصرة لعبد المطلب وولده ومن معهم ، على جميع العرب ، في شرق أو غرب ، أو حَزَن أو سَهَب . وجعلوا الله على ذلك كفيلاَ ، وكفى به حميلاَ ....

هذا الحلف هو الذي عناه عمرو بن سالم الخزاعي حين قال لرسول الله(ص) :

لاهمَّ إني ناشدٌ محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا). انتهى .

وكانت خزاعة الى جانب النبي صلى الله عليه وآله ثم الى جانب أهل بيته^ ، وكان دورها بارزاً في حروب علي عليه السلام . ولما رأى معاوية زعيمهم الصحابي الجليل بديل بن ورقاء الخزاعي حمل في فرسان خزاعة على مركزه بصفين ، وهو لابسٌ درعين وحاملٌ سيفين ، فاضطرَّ معاوية الى التراجع وتغيير مكانه ، وقال: (والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلاً عن رجالها)! (تاريخ الطبري:4/16، وأسد الغابة:3/124).

فقاتل بديل بن ورقاء رحمه الله حتى جرح ، فأخذ الراية ابنه عبدالله فتقدم وهو يقول: أضربكم ولا

أرى معاويهْ الأبرجِ العين العظيم الحاويهْ

هوت به في النار أمٌّ هاويهْ جاوره فيها كلابٌ عاويهْ

فهجموا عليه فقتلوه ، فأخذها عمرو بن الحمق قائلاً:

جزى الله فينا عصبة أي عصبة حسان وجوه صُرِّعوا حولَ هاشم

وقاتل أشد قتال). (مناقب آل أبي طالب:2/357)

وكان عمرو بن الحمق من شخصيات خزاعة ورؤسائها ، ومن الصحابة المميزين عند النبي صلى الله عليه وآله ، لكن كل ذلك لايغفر له عندهم معارضته لعثمان في الكوفة ومصر ، ومجيؤه في الوفد المصري وضغطهم على عثمان لتغيير واليهم ، ثم محاصرتهم له ، واتهامه بالمشاركة في قتل عثمان !

وهذا هو السبب فيما تجده فيه من الغمز واللمز في أكثر مصادرهم ، أو تهوين أمره ، أو حذفه كلياً من تراجم الصحابة ، كما فعل إمامهم الذهبي !!

عمرو بن الحمق من جنود الله الخاصين:

اتفق الرواة على أن إسلام عمرو بن الحمق كان بمعجزة من النبي صلى الله عليه وآله ، وأنه أرسل سرية وأخبرهم أنهم سيصادفونه ، وأوصاهم أن يبلغوه من أهل الجنة !

روى الطبراني في الأوسط:4/239: (سمعت عمرو بن الحمق يقول: بعث رسول الله ( ص) بسرية فقالوا يا رسول الله إنك تبعثنا وليس لنا زاد ولا لنا طعام ، ولا علم لنا بالطريق ! فقال: إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ، ويدلكم على الطريق ، وهو من أهل في الجنة ! فلما نزل القوم عليَّ جعل يشير بعضهم إلى بعض وينظرون إليَّ فقلت: ما بكم يشير بعضكم إلى بعض وتنظرون إلي؟ فقالوا: أبشر ببشرى الله ورسوله فإنا نعرف فيك نعت رسول الله (ص) ، فأخبروني بما قال لهم ، فأطعمتهم وهريقوا وزودتهم ، وخرجت معهم حتى دللتهم على الطريق ، ثم رجعت إلى أهلي فأوصيتهم بإبلي ، ثم خرجت إلى رسول الله(ص)فقلت ما الذي تدعو إليه ؟ فقال: أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان . فقلت: إذا أجبناك إلى هذا فنحن آمنون على أهلنا ودمائنا وأموالنا؟ قال: نعم . فأسلمت ورجعت إلى قومي فأخبرتهم بإسلامي ، فأسلم على يدي بشر كثير منهم ، ثم هاجرت إلى رسول الله (ص)بينما أنا عنده ذات يوم فقال لي: يا عمرو هل لك أن أريك آية الجنة يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الأسواق ؟ قلت: بلى نعم بأبي أنت وأمي ، قال: هذا وقومه آية الجنة ، وأشار إلى علي بن أبي طالب . وقال لي: يا عمرو هل لك أن أريك آية النار يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الأسواق ؟ قلت: بلى بابي أنت وأمي ، قال: هذا وقومه آية النار وأشار إلى رجل !!

فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول الله (ص) ففررت من آية النار إلى آية الجنة . وترى بني أمية قاتلي بعد هذا ؟قلت: الله ورسوله أعلم . قال: والله لو كنت في جحر في جوف جحر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني ! حدثني به حبيبي رسول الله (ص)أن رأسي تحتز في الإسلام وتنقل من بلد إلى بلد)! انتهى .

وقد ذكرت مصادرنا عنه ما أهمله غيرها: ففي الاختصاص ص16: ( فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ما أقمت وغزونا معه غزوات وقبض الله رسوله صلى الله عليه وآله ).

وفي الهداية لابن حمدان الخصيبي ص154، ومدينة المعاجز:3/179 ، بسنده عن

عن جابر بن عبدالله الأنصاري في في قصة إسلامه من حديث مفصل جاء فيه: (أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله سرية فقال لهم: تصلون ساعة كذا وكذا من الليل أرضاً لاتهتدون فيها سيراً ، فإذا وصلتم إليها فخذوا ذات الشمال فإنكم تمرون برجل فاضل خير في ساقية ، فتسترشدونه فيأبى أن يرشدكم حتى تأكلوا من طعامه ، ويذبح لكم كبشاً فيطعمكم ، ثم يقوم معكم فيرشدكم الطريق فاقرؤوه مني السلام وأعلموه أني قد ظهرت في المدينة . فمضوا ، فلما وصلوا إلى الموضع في الوقت ضلوا ، فقال قائل منهم:ألم يقل لكم رسول الله صلى الله عليه وآله : خذوا ذات الشمال ، ففعلوا فمروا بالرجل الذي وصفه رسول الله لهم فاسترشدوه الطريق فقال: إني لا أرشدكم حتى تأكلوا من طعامي ، فذبح لهم كبشاً فأكلوا من طعامه ، وقام معهم فأرشدهم الطريق وقال لهم: أظهر النبي بالمدينة ؟ فقالوا: نعم ، فأبلغوه سلامه فخلَّف في شأنه من خلَّف ، ومضى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو عمرو بن الحمق الخزاعي).. وقالت الرواية إنه ( لبث مع النبي صلى الله عليه وآله ما شاء الله ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وآله : (إرجع إلى الموضع الذي هاجرت إليَّ منه ، فإذا نزل أخي أمير المؤمنين الكوفة وجعلها دار هجرته فأته).

وفي الاختصاص ص15، تصريح بأن آية النار التي أراه إياها النبي صلى الله عليه وآله معاوية !

عاش ثمانين سنة ولم تشب منه شعرة !

في مصنف ابن أبي شيبة:7/437: (عن يوسف بن سليمان عن جده عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبي(ص)لبناً فقال: اللهم أمتعه بشبابه ، فلقد أتت عليه ثمانون سنة لا يرى شعرة بيضاء). (وتاريخ دمشق:45/496 و497 ، وأسد الغابة:4/100، والأذكار النووية ص 238، وتهذيب الكمال:21/598 . ومن مصادرنا: الخرائج والجرائح:1/52 ، ومناقب آل أبي طالب:1/74) .وكانت شهادته رحمه الله سنة إحدى وخمسين ، فيكون عمره عند البعثة ست عشرة سنة ، وعندما أسلم في غزوة الحديبية كما روي ستاً وثلاثين سنة .


بعدك يا علي.. جاءت سنوات المطاردة والتشرد !


بمجرد أن سيطر معاوية على الأمة بالصلح مع الإمام الحسن عليه السلام وأعلن نقضه لكل بنوده ، ومنها بند العفو العام ، وأن كل شرط شرطه للإمام الحسن عليه السلام فهو تحت قدمه.. بدأ حملته بمطاردة شخصيات الشيعة ، وكان من أولهم عمرو بن الحمق ، الذي فرَّ منه فاعتل ففرَّ منه فأمر معاوية باعتقال زوجته وإرسالها الى الشام ، فسجنها !

قال ابن طيفور في بلاغات النساء ص59: (حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن الزهري وسهل بن أبي سهل التميمي ، عن أبيه قالا: لما قتل علي بن أبي طالب بعث معاوية في طلب شيعته فكان في من طلب عمر بن الحمق الخزاعي فراغ منه ، فأرسل إلى امرأته آمنة بنت الشريد فحبسها في سجن دمشق سنتين ، ثم إن عبد الرحمن بن الحكم ظفر بعمر بن الحمق في بعض الجزيرة ، فقتله وبعث برأسه إلى معاوية وهو أول رأس حمل في الاسلام ، فلما اتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن ، وقال للحرسي إحفظ ما تكلم به حتى تؤديه إليَّ واطرح الرأس في حجرها)!! انتهى .


عمرو بن الحمق من نوع أويس القرني


من المتفق عليه بين المسلمين أن النبي صلى الله عليه وآله بشَّرَ أمته بأويس القرني رحمه الله ، وشهد بأنه من كبار الشفعاء في الآخرة ، وقالت أكثر المصادر إنه لم يرَ النبي صلى الله عليه وآله !

ومن المتفق عليه أن أويساً لم يشترك في حروب الفتوحات ، بل جاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسكن الكوفة حتى إذا تسلم الخلافة علي عليه السلام بايعه على الموت وشارك في حرب الجمل ثم في صفين ، واستشهد ! وهذا يفتح الباب على نوعية من عباد الله وجنوده ، لهم برنامجهم وتكليفهم الخاص . وأقدر أن منهم حجر بن عدي ، وعمرو بن الحمق ، ورشيد الهجري ، وميثم التمار !

خاصة أنا لانجد لعمرو ذكراً في حروب الفتوحات ، مع كثرة الخزاعيين الذين شاركوا في الفتوحات وسنه المناسب وشجاعته ! إلا سفره الى مصر الذي يوجب احتمال أن يكون شارك في فتحها وفي معركة ذات الصواري كما فعل زميلاه محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة .

ومما يؤيد رأينا بأنه كأويس التعامل الخاص للنبي صلى الله عليه وآله ولعلي عليه السلام معه ، وإراءه النبي صلى الله عليه وآله إياه آية الجنة وآية النار! والمعجزات التي ظهرت للنبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام فيه ، والكرامات التي ظهرت له ، ووقد روت مصادرنا عدداً منها ، ومنها أن غلامه ، ورفيقه في فراره الى الموصل رفاعة بن شداد ، كانا من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام المستشهدين بين يديه ، وهو مقام عظيم لايوصف !

وفي الاختصاص ص3: (ومن أصفياء أصحابه: عمرو بن الحمق الخزاعي عربي وميثم التمار وهو ميثم بن يحيى مولى ، ورشيد الهجري ، وحبيب بن مظاهر الأسدي ، ومحمد بن أبي بكر). انتهى .

وفي الاختصاص ص14: (عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه رفعه قال: قال عمرو بن الحمق الخزاعي لأمير المؤمنين عليه السلام : والله ما جئتك لمال من الدنيا تعطينيها ولا لالتماس السلطان ترفع به ذكري إلا لأنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأولى الناس بالناس وزوج فاطمة سيدة نساء العالمين÷وأبو الذرية التي بقيت لرسول الله صلى الله عليه وآله وأعظم سهماً للإسلام من المهاجرين والأنصار .

والله لو كلفتني نقل الجبال الرواسي ، ونزح البحور الطوامي أبداً حتى يأتي عليَّ يومي وفي يدي سيفي أهزُّ به عدوك وأقوِّي به وليك ، ويعلو به الله كعبك ويفلج به حجتك ، ما ظننت أني أديت من حقك كل الحق الذي يجب لك علي! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : اللهم نور قلبه باليقين واهده إلى الصراط المستقيم ، ليت في شيعتي مائة مثلك) . انتهى.

وهذا يشبه قول أويس رحمه الله لأمير المؤمنين عليه السلام في صفين: ( جاء رجل عليه قباء صوف ، متقلد سيفين فقال: هلمَّ يدك أبايعك . فقال عليه السلام : على مَ تبايعني؟قال: على بذل مهجة نفسي دونك) ! (خصائص الائمة 53) .


وفي الهداية لابن حمدان الخصيبي ص155، ومدينة المعاجز:3/179:

(فانصرف عمرو بن الحمق إلى شأنه ، حتى إذا نزل أمير المؤمنين عليه السلام الكوفة أتاه فأقام معه في الكوفة ، فبينا أمير المؤمنين عليه السلام جالس وعمرو بين يديه فقال له: يا عمرو ألك دار؟ قال: نعم ، قال: بعها واجعلها في الأزد ، فإني غداً لو قد غبت عنكم لطُلبت فتتبعك الأزد ، حتى تخرج من الكوفة متوجهاً نحو الموصل ، فتمر برجل نصراني مقعد فتقعد عنده فتستسقيه الماء فيسقيك ويسألك عن شأنك فتخبره ، فادعه إلى الإسلام فإنه يسلم ، فإذا أسلم فامرر بيدك على ركبتيه فإنه ينهض صحيحاً مسلماً ويتبعك . وتمر برجل محجوب جالس على الجادة فتستسقيه الماء فيسقيك ، ويسألك عن قصتك وما الذي أخافك وممَّ تتوقى؟ فحدثه بأن معاوية طلبك ليقتلك ويمثل بك لايمانك بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وطاعتك في ولايتي ، ونصحك لله تعالى في دينك ، فادعه إلى الإسلام فإنه يسلم ، فامرر يدك على عينيه فإنه يرجع بصيراً بإذن الله تعالى ، فيتبعانك ويكونا معك ، وهما اللذان يواريان جثتك في الأرض. ثم تصير إلى الدير على نهر يدعى بدجلة ، فإن فيه صديقاً عنده من علم المسيح عليه السلام ما تجده لك أعون الأعوان على سرك ، وما ذاك إلا ليهديه الله لك ، فإذا أحست بك شرطة ابن أم الحكم وهو خليفة معاوية بالجزيرة ، ويكون مسكنه بالموصل ، فاقصد إلى الصديق الذي في الدير في أعلى الموصل فناده فإنه يمتنع ، فاذكر اسم الله الذي علمتك إياه فإن الدير بتواضع لك حتى تصير في ذروته ، فإذا رآك ذلك الراهب الصديق قال لتلميذ معه: ليس هذا أوان المسيح هذا شخص كريم ، ومحمد قد توفاه الله ، ووصيه قد استشهد بالكوفة ، وهذا من حواريه . ثم يأتيك ذليلاً خاشعاً فيقول لك: أيها الشخص العظيم قد أحلتني لما لم أستحقه فبم تأمرني؟ فتقول له: أستر تلميذيَّ هذين عندك وتشرف(إصعد) على ديرك هذا فانظر ماذا ترى ، فإذا قال لك: إني أرى خيلاً غائرة نحونا فخلف تلميذيك عنده ، وانزل واركب فرسك واقصد نحو غار على شاطئ الدجلة تستتر فيه فإنه لابد من أن يسترك ، وفيه فسقة من الجن والإنس ، فإذا استترت فيه عرفك فاسق من مردة الجن يظهر لك بصورة تنين فينهشك نهشاً يبالغ في إضعافك ، ويفر فرسك فتبدر بك الخيل فيقولون: هذا فرس عمرو ، ويقفون أثره فإذا أحسست بهم دون الغار فأبرز إليهم بين دجلة والجادة ، فقف لهم في تلك البقعة فإن الله تعالى جعلها حفرتك وحرمك ، فالقهم بسيفك فاقتل منهم ما استطعت حتى يأتيك أمر الله ، فإذا غلبوك حزوا رأسك وشهروه على قناة إلى معاوية ، ورأسك أول رأس يشهر في الإسلام من بلد إلى بلد . ثم بكى أمير المؤمنين عليه السلام وقال: بنفسي ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وثمرة فؤاده ، وقرة عينه ابني الحسين ، فإني رأيته يسير وذراريه بعدك يا عمرو من كربلاء بغربي الفرات إلى يزيد بن معاوية ! ثم ينزل صاحبك المحجوب والمقعد فيواريان جسدك في موضع مصرعك ، وهو من الدير والموصل على مائة وخمسين خطوة من الدير). انتهى .


ومهما أوردنا على هذ القصة من إشكالات ، فهي تدل على أنه رحمه الله آوى الى دير في قلة جبل ، وأنه سلم نفسه الى حاكم الموصل بأمان . وهو ينسجم مع مع رسالة الإمام الحسين عليه السلام الى معاوية التي جاء فيها:

(ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة ، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم ؟ ثم قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة ، لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ، ولا بإحنة تجدها في نفسك ؟!

(أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه؟ بعدما آمنته ، وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل ! ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافاً بذلك العهد ؟!) . (اختيار معرفة الرجال:1/252).


ومعناه أن الإمام عليه السلام يذكر معاوية في قضية حجر وأصحابه بمواثيقه في عهد الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام ، الذي نص على العفو العام ، ووقف كل أنواع الملاحقات لشيعة علي عليه السلام ! بينما يذكره في قضية عمرو بن الحمق بأمان أعطوه له ومواثيق وعهود مؤكدة ، ثم نكثوها ! وهذا يكذب روايتي أتباع السلطة بأنه لدغته حية فمات ، أو أنهم قبضوا عليه بدون عهد ولا أمان !

بعث زياد رأسه الى معاوية وصلبه وطافوا به !


قال في الطبقات:6/25: (عن الشعبي قال أول رأس حمل في الاسلام رأس عمرو بن الحمق).( ونحوه في تاريخ خليفة:ص146، والتاريخ الصغير للبخاري :1/131، , والثقات لابن حبان:3/275 ، , وتاريخ دمشق:45/496 ، ,503، و:69/40، وأسد الغابة:4/100، وتاريخ اليعقوبي:2/231 ، والمنتخب من مذيل الطبري ص46 ، ومصنف ابن أبي شيبة:8/357 ، والأوائل لابن أبي عاصم ص71 ، شرح وشرح النهج:2/289 ، ومجمع الزوائد:9/406 ، وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عبد الملك المسعودي وهو ضعيف ، لكن رواه الطبراني في كتاب الأوائل ص107: باب أول من أهدى في الإسلام: حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي ، حدثنا شهاب بن عباد ، حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال: أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق ، أهدي إلى معاوية. إسناد حسن رجاله ثقات غير شهاب بن عباد ، قال الدارقطني: صدوق زائغ) . والغريب ما قاله الصالحي في سبل الهدى:4/87: (وأول مسلم حمل رأسه عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه . وأما ما رواه أبو داود في مراسيله عن الزهري قال: لم يحمل)!! ورواه العديد من مصادرنا ، منها: اختيار معرفة الرجال:1/248 .


وفي الغدير:11/44: (قال النسابة أبو جعفر محمد بن حبيب في كتاب المحبر ص 490: ونصب معاوية رأس عمرو بن الحمق الخزاعي وكان شيعياً ، ودير به في السوق . وكان عبد الرحمن بن أم الحكم أخذه بالجزيرة . وقال ابن كثير: فطيف به في الشام وغيرها)!!

أسروه وقتلوه ، ثم قالوا لدغته حية ومات !


في تاريخ دمشق:45/496: (كان أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق ، أصابته لدغة فتوفي ، فخافت الرسل أن يتهموا به فقطعوا رأسه فحملوه إلى معاوية)!! ونحوه في: 45/503 ، وقال في أسد الغابة:4/100: (قال سفيان أرسل معاوية ليؤتى به فلدغ ، وكأنهم خافوا أن يتهمهم ، فأتوا به) !


لكن ثقاتهم كذبوا ذلك وقالوا إنهم قتلوه بأمر معاوية ، بتهمة أنه طعن عثمان:

قال الطبري في تاريخه:4/197: (فحبس (زياد حجراً)عشر ليال وزياد ليس له عمل إلا طلب رؤساء أصحاب حجر ، فخرج عمرو بن الحمقى ، ورفاعة بن شداد حتى نزلا المدائن ، ثم ارتحلا حتى أتيا أرض الموصل ، فأتيا جبلا فكمنا فيه ، وبلغ عامل ذلك الرستاق أن رجلين قد كمنا في جانب الجبل ، فاستنكر شأنهما وهو رجل من همدان يقال له عبد الله بن أبي بلتعة ، فسار إليها في الخيل نحو الجبل ، ومعه أهل البلد فلما انتهى إليهما خرجا .

فأما عمرو بن الحمق فكان مريضاً وكان بطنه قد سقي فلم يكن عنده امتناع وأما رفاعة بن شداد وكان شاباً قوياً فوثب على فرس له جواد فقال له: أقاتل عنك ؟ قال: وما ينفعني أن تقاتل، أنج بنفسك إن استطعت ، فحمل عليهم فأفرجوا له ، فخرج تنفر به فرسه ، وخرجت الخيل في طلبه وكان رامياً ، فأخذ لا يلحقه فارس إلا رماه فجرحه أو عقره ! فانصرفوا عنه !

وأخذ عمرو بن الحمق فسألوه من أنت ؟ فقال من إن تركتموه كان أسلم لكم وإن قتلتموه كان أضر لكم ! فسألوه فأبى أن يخبرهم ، فبعث به ابن أبي بلتعة إلى عامل الموصل وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي ، فلما رأى عمرو بن الحمق عرفه ، وكتب إلى معاوية بخبره ، فكتب إليه معاوية إنه زعم أنه طعن عثمان بن عفان تسع طعنات بمشاقص كانت معه ، وإنا لا نريد أن نعتدي عليه فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان ! فأخرج فطعن تسع طعنات ، فمات في الأولى منهن أو الثانية). انتهى .


قبل قتله بأربع سنوات منع ابن زياد الناس من التردد الى بيته:


(لما قدم زياد الكوفة أتاه عمارة بن عقبة بن أبي معيط فقال: إن عمرو بن الحمق يجتمع إليه من شيعة أبى تراب ! فقال له عمرو بن حريث: ما يدعوك إلى رفع ما لا تيقنه ولا تدرى ما عاقبته ؟ فقال زياد: كلاكما لم يصب ! أنت حيث تكلمني في هذا علانية ، وعمرو حين يردك عن كلامك ! قوما إلى عمرو بن الحمق فقولا له: ما هذه الزرافات التي تجتمع عندك ؟! من أرادك أو أردت كلامه ففي المسجد)!! (في تاريخ الطبري:4/175، وتاريخ دمشق:45/498)

أقول: يبدو أن مطاردة معاوية الأولى التي نص عليها ابن طيفور وكانت بعد الصلح مباشرة ، قد انتهت الى حل في ولاية المغيرة بن شعبة على الكوفة ، وأن عمو بن الحمق عاد الى منزله وقبيلته في الكوفة ، فلما تولى زياد الكوفة بعد موت المغيرة سنة 48 ، بدأ بالتضييق عليه ، ثم أراد القبض عليه ففرَّ منه ، واعتقل زوجته ، ربما ثانيةً ، وأرسلها الى معاوية !


زاهر صاحب عمرو بن الحمق من شهداء كربلاء

قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث:8/221: ( زاهر صاحب عمرو بن الحمق: من أصحاب الحسين عليه السلام (رجال الشيخ) . استشهد معه عليه السلام في واقعة كربلاء ، ذكره أرباب المقاتل ، ومسلم عليه في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدسة للشهداء وفي الزيارة الرجبية . وهو جد محمد بن سنان ، ذكره النجاشي في ترجمة محمد بن سنان . وعد ابن شهرآشوب زاهر بن عمرو مولى بن الحمق ، من المقتولين من أصحاب الحسين عليه السلام ، في الحملة الأولى . المناقب: الجزء4 ، باب إمامة أبي عبد الله عليه السلام ، أوائل الثلث الأخير من فصل في مقتله عليه السلام . أقول: الظاهر أن في النسخة تحريفاً ، والصحيح: زاهر مولى عمرو بن الحمق). انتهى .

وقال السيد الأمين في أعيان الشيعة:7/41: ( زاهر صاحب عمرو بن الحمق استشهد بكربلاء سنة 61 . ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين عليه السلام . وقال النجاشي وغيره في ترجمة محمد بن سنان الزاهري إنه من ولد زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي ، وفي أبصار العين زاهر بن عمرو الكندي كان بطلاً مجرباً وشجاعاً مشهوراً ومحباً لأهل البيت معروفاً . قال أهل السير إن عمرو بن الحمق لما قام على زياد ، قام زاهر معه وكان صاحبه في القول والفعل ، ولما طلب معاوية عمرواً طلب معه زاهراً فقتل عمراً وأفلت زاهر ، فحج سنة ستين فالتقى مع الحسين عليه السلام فصحبه وحضر معه كربلاء . قال السروري: قتل في الحملة الأولى). انتهى.

رووا عنه قليلاً وأبهموا ما رووه ؟!

في مجمع الزوائد:6/285: (عن عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله(ص) يقول: من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافراً رواه الطبراني بأسانيد كثيرة وأحدها رجاله ثقات). انتهى.( ورواه الحاكم:4/353 ، وصححه ، وكذا الطيالسي ص181 ، وأحمد:5/223و436 ، وغيرهم).

أقول: رووا هذا الحديث وأكثروا روايته ، ولم يذكروا مناسبته ، وأنها احتجاج على معاوية ، كما تشير رسالة الإمام الحسين عليه السلام اليه .


حديثه في مدح مصر لم يقبله رواة السلطة

روى الحاكم في المستدرك:4/448: (عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ستكون فتنة أسلم الناس فيها أو قال لخير الناس فيها الجند الغربي ، فلذلك قدمت مصر . هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه) .

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط:8/315 ، وبخاري في التاريخ الكبير:6/313 ، وفي مجمع الزائد:5/281، وقال: (رواه البزار والطبراني من طريق عميرة بن عبد الله المغافري وقال الذهبي لا يدى من هو). انتهى .

وطبيعي أن لايعجبهم تفضيل جند مصر في صدر الإسلام على جند الشام ، لأن جند مصر جاؤوا معترضين على عثمان وحاصروه ، وهم يريدون تفضيل جند معاوية في الشام ، وقد صححوا رواية معاوية وكعب الأحبار في تفضيل الشام وأهلها على العالمين !

أما السيوطي المصري فقال في شرحه لمسلم:4/513: (لا يبعد أن يراد بالمغرب مصر فإنها معدودة في الخط الغربي بالاتفاق ، وقد روى الطبراني والحاكم وصححه عن عمرو بن الحمق قال قال رسول الله(ص) :تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي . قال بن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر . وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر ، وزاد فيه: وأنتم الجند الغربي ، فهذه منقبة لمصر في صدر الملة ، واستمرت قليلة الفتن معافاة طول الملة ، لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار ، وما زالت معدن العلم والدين ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال ، ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر).انتهى .


توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.21 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 22-08-2008 الساعة : 09:21 PM


12- قتله الصحابية زوجة عمرو بن الحمق المؤمنة البليغة


أرسل زياد بن أبيه شرطته في الكوفة للقبض على عمرو بن الحمق الخزاعي رحمه الله قبل سنتين من شهادته ففرَّ منه ، وتدل النصوص والقرائن على أن عمرواً عاش هاتين السنتين متخفياً في منطقة الموصل وجبالها ! وقد يكون تخفى فيها في تشريده الأول أيضاً ، عملاً بوصية أمير المؤمنين عليه السلام له .


فألقى ابن زياد القبض على زوجته آمنة بنت الشريد ، وأرسلها الى معاوية فحبسها في الشام سنتين ، ثم أرسل اليها برأس زوجها الى السجن !

وفي ذلك دلالة على أن شخصية آمنة كانت مميزة ، لقوة إيمانها وبلاغتها ، وأن معاوية خاف من تأثير لسانها في الناس فحبسها .

ولا يبعد أن يكون معاوية رآها وكلمها فأجابته بكلامها البليغ القاصع ، فأمر أن تلقى في السجن ! ثم أراد أن ينتقم منها فأرسل اليها رأس زوجها !


وهذا الأسلوب في معاملة النساء يستنكره العرب لأنه يخالف أصول تعاملهم مع المرأة ، ومع حرمة جثمان المقتول ! فلا بد أن يكون عرقاً يهودياً في معاوية ، يكذب ما يحاول أن يظهره من حلم أو تحلَّم ! بل قد تكون هذه المرة الثانية لحبسه زوجة عمرو ، كما أشرنا !


قال الزركلي في الأعلام:1/26: (آمنة بنت الشريد ، زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي: فصيحة من أهل الكوفة . اشتهرت بخبر لها مع معاوية ، وكان قد حبسها في سجن دمشق سنتين ، لفرار زوجها ثم قتل زوجها وجئ برأسه إليها فألقوه في حجرها ، فدعت على معاوية ، فطلبها وسألها فلم تنكر ما قالت ، فأمرها بالخروج فخرجت ، وقال: يحمل إليها ما يقطع به لسانها عني ويخف بها إلى بلدها. فلما أعطيت ما أمر لها به قالت: يا عجبي لمعاوية يقتل زوجي ويبعث إلي بالجوائز ! ورحلت تريد الكوفة فماتت بالطاعون بحمص). ( الديارات114 وأعلام النساء:1/4).


وفي نهاية ابن كثير:8/52: (فقطع رأسه فبعث به إلى معاوية ، فطيف به في الشام وغيرها ، فكان أول رأس طيف به . ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فألقي في حجرها ، فوضعت كفها على جبينه ولثمت فمه وقالت: غيبتموه عني طويلا ، ثم أهديتموه إلي قتيلا فأهلا بها من هدية غير قالية ولا مقلية). انتهى .


وقال ابن طيفور في بلاغات النساء ص59: (فلما أتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن ، وقال للحرسي: إحفظ ما تتكلم به حتى تؤديه إليَّ ، واطرح الرأس في حجرها ! ففعل هذا فارتاعت له ساعة ثم وضعت يدها رأسها وقالت: واحزناً لصَغَره في دار هوان وضيق من ضيمة سلطان . نفيتموه عني طويلاً وأهديتموه إلي قتيلاً ! فأهلاً وسهلاً بمن كنت له غير قالية وأنا له اليوم غير ناسية !

إرجع به أيها الرسول إلى معاوية فقل له ولا تطوه دونه: أيتم الله ولدك ، وأوحش منك أهلك ، ولا غفر لك ذنبك !

فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بما قالت ، فأرسل إليها فأتته وعنده نفر فيهم أياس حسل أخو مالك بن حسل ، وكان في شدقيه نتوء عن فيه لعظم كان في لسانه ، وثقل إذا تكلم ! فقال لها معاوية: أأنت يا عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغني؟ قالت: نعم غير نازعة ، ولا معتذرة منه ، ولا منكرة له ، فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء إن نفع الاجتهاد ، وإن الحق لمن وراء العباد ، وما بلغت شيئاً من جزائك ! وإن الله بالنقمة من ورائك ! فأعرض عنها معاوية ، فقال أياس: أقتل هذه يا أمير المؤمنين ، فوالله ما كان زوجها أحق بالقتل منها! فالتفتت إليه فلما رأته ناتئ الشدقين ثقيل اللسان قالت: تباً لك! ويلك بين لحيتيك كجثمان الضفدع ، ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما قتل زوجي بالأمس ! إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ . (القصص:19) فضحك معاوية ثم قال: لله درك أخرجي ، ثم لا أسمع بك في شئ من الشام ! قالت: وأبي لأخرجن ثم لا تسمع بي في شئ من الشام ، فما الشام لي بحبيب ولا أعرج فيها على حميم ، وما هي لي بوطن ، ولا أحن فيها إلى سكن ! ولقد عظم فيها دَيْني وما قرَّت فيها عيني ! وما أنا فيها إليك بعائدة ، ولا حيث كنت بحامدة !

فأشار إليها ببنانه أخرجي ، فخرجت وهي تقول: واعجبي لمعاوية يكف عني لسانه ويشير إلى الخروج ببنانه ! أما والله ليعارضنه عمرو بكلام مؤيد سديد ، أوجع من نوافذ الحديد ! أو ما أنا بابنة الشريد ! فخرجت وتلقاها الأسود الهلالي وكان رجلاً أسود أصلع أسلع أصعل ، فسمعها وهي تقول ما تقول فقال: لمن تعني هذه أ لأمير المؤمنين تعني عليها لعنة الله ! فالتفتت إليه فلما رأته قالت: خزياً لك وجدعاً ، أتلعنني واللعنة بين جنبيك ، وما بين قرنيك إلى قدميك ! إخسأ يا هامة الصعل ووجه الجعل ، فأذلل بك نصيراً ، وأقلل بك ظهيراً ! فبهت الأسلع ينظر إليها ، ثم سأل عنها فأخبر ، فأقبل إليها معتذراً خوفاً من لسانها ، فقالت: قد قبلت عذرك وإن تعد أعد ، ثم لا أستقيل ولا أراقب فيك ! فبلغ ذلك معاوية ، فقال: زعمت يا أسلع أنك لا تواقف من يغلبك ! أما علمت أن حرارة المتبول ليست بمخالسة نوافذ الكلام ، عند مواقف الخصام ! أفلا تركت كلامها قبل البصبصة منها والإعتذار إليها ؟ قال: إي والله يا أمير المؤمنين لم أكن أرى شيئاً من النساء يبلغ من معاضيل الكلام ما بلغت هذه المرأة ، حالستها فإذا هي تحمل قلباً شديداً ولساناً حديداً وجواباً عتيداً ، وهالتني رعباً وأوسعتني سباً .

ثم التفت معاوية إلى عبيد بن أوس فقال: إبعث لها ما تقطع به عنا لسانها ، وتقضي به ما ذكرت من دينها ، وتخفُّ به إلى بلادها . وقال: اللهم اكفني شر لسانها !

فلما أتاها الرسول بما أمر به معاوية قالت: يا عجبي لمعاوية يقتل زوجي ، ويبعث إلي بالجوائز ! فليت أبي كرب سدَّ عني حرَّ صلته ، خذ من الرضعة ما عليها !

فأخذت ذلك وخرجت تريد الجزيرة ، فمرت بحمص فقتلها الطاعون ! فبلغ ذلك الأسلع فأقبل إلى معاوية كالمبشر له فقال له: أفرخ روعك يا أمير المؤمنين ، قد استجيبت دعوتك في ابنة الشريد ، وقد كفيتَ شر لسانها ! قال: وكيف ذلك ؟ قال: مرت بحمص فقتلها الطاعون ! فقال له معاوية: فنفسك فبشر بما أحببت ، فإن موتها لم يكن على أحد أروح منه عليك ! ولعمري انتصفت منها حين أفرغت عليك شؤبوباً وبيلاً ! فقال الأسلع: ما أصابني من حرارة لسانها شئ إلا وقد أصابك مثله أو أشد منه). (ونحوه في تاريخ دمشق:69/40 ، والاختصاص ص15 ، وأسد الغابة:4/101، مختصراً ، ومواقف الشيعة للأحمدي:1/405 ، وغيرها).


أقول: في كل نسخ الرواية (فليت أبي كرب سدَّ عني حرَّه صله ، خذ من الرضعة ما عليها ) ! وقد سمت معاوية بأبي الكرب ، وهو كنية تبع الذي غضب على أهل المدينة فأرسل على زعمائها وكانت أساميهم (زيد)( جاء رسوله قال الأزياد : إنما أرسل إلينا ليملكنا على أهل يثرب فقال أحيحة : والله ما دعاكم لخير ! وقال:

ليت حظي من أبي كَرَبٍ أن يردَّ خيرُه خَبَلَهْ . فذهبت مثلاً). ( الأغاني ص3322 ، وجمهرة الأمثال:ص316 ، ومجمع الأمثال ص649 ، وسيرة ابن هشام:1/ 12 , والمعاني لابن قتيبةص310) ، والمعنى: ليت معاوية أبا المصائب والكرب ، سدَّ عني حرَّ صلته وجائزته ولم يبعثها ! لكن خذ في الجدب الحليب ولو قل ، بمعنى خذ من البخيل صلته القليلة .

هذا ، والذي يقرأ معاوية ، يطمئن بأنه هو الذي قتل آمنة بنت الشريد ! فقد دعا على الأشتر بنحو دعائه عليها ، بعد أن دبَّر من يسقيه السم ! ودعا بنحو ذلك على عبد الرحمن بن أبي بكر ، وقتله بعد مدة وجيزة !

وقال له حاشيته كما قالوا هنا: (قد استجيبت دعوتك في ابنة الشريد ، وقد كفيتَ شر لسانها )! وهذه العبارة الأخيرة من جلوازه الأسلع عن أزمة معاوية من شر لسانها !

فقد حبسها وزوجها مطارد خوفاً من تأثيرها في الناس ببلاغة لسانها ، فكيف يطلق سراحها بعد أن قتل زوجها وصارت أكثر حرقة وبلاغة !

إن هذا يدلك على أنها أطلقها ليرسل اليها السم في الشام إن أمكن وإلا ففي حمص بلد واليه عليها ابن أثال وأولاده وقومه اليهود أو النصارى المتخصصين بالقتل بالسم الموظفين عند معاوية ، وقد تقدم أن أبن أثال قتل ابن خالد بالسم!


رحم الله آمنة بنت الشريد ، وحشرها مع الصديقة الطاهرة الزهراء عليها السلام ،

لأنها استشهدت في دفاعها عن زوجها أمير المؤمنين وذريتها المعصومين صلوات الله عليهم .


توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى

الصورة الرمزية mohammed0907
mohammed0907
عضو جديد
رقم العضوية : 19945
الإنتساب : Jun 2008
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا

mohammed0907 غير متصل

 عرض البوم صور mohammed0907

  مشاركة رقم : 24  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2008 الساعة : 12:39 AM


الصراحه افحمتهم ملا علي وكفيت ووفيت وهذا القليل القليل في جرائم معاويه واظن خلاص هربو كعادتهم لايوجد عندهم جواب مره

من مواضيع : mohammed0907 0 اين الحقيقه
0 المستغله
0 قناة المستغله اسف المستقله

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.21 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
قديم بتاريخ : 23-08-2008 الساعة : 02:09 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohammed0907 [ مشاهدة المشاركة ]
الصراحه افحمتهم ملا علي وكفيت ووفيت وهذا القليل القليل في جرائم معاويه واظن خلاص هربو كعادتهم لايوجد عندهم جواب مره

اخوي محمد أنا فقط بالبداية او بالنصف ويوجد اشياء جميلة لخال بعض الناس الذي لم يسب الصحابة بل قتلهم ومثل بهم ايضا وبالاخير يصبح خال المسلمين ونحن عندما نفضحه يقولون انه من الصحابة قاتلكم الله

المهم شاكر تواجدكم الكريم اخوي محمد


توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى

الجوهر
مــوقوف
رقم العضوية : 20255
الإنتساب : Jul 2008
المشاركات : 15
بمعدل : 0.00 يوميا

الجوهر غير متصل

 عرض البوم صور الجوهر

  مشاركة رقم : 26  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-08-2008 الساعة : 01:07 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملاعلي [ مشاهدة المشاركة ]
بسم الله الرحمن الرحيم


وأفلح من صلى على محمد وأل محمد

اخواني واخواتي حياكم الله وأسعد الله ايامكم بالمن والبركات

سوف يكون بهذا البحث الجميل الذي يتجزء بحلقات سوف اطرحه لكم خلال اسبوع او اكثر ولكن سوف انتهي به قبل حلول رمضان انشالله لاني سوف اذكر سيرة عمر بن الخطاب والان لنبين تاريخ هذا الانسان الذي ظلم أل بيت محمد (ص) وأوصل الدين الاسلامي على الهلاك هو معاوية بن ابي سفيان الاموي من أل أمية الشجرة الملعونه بالقران الكريم وسوف اوضح لكم حياة هذا الانسان حياته وتاريخه الى هلاكه وننظر الى من يدافعون عنه ويعتبرونه خالهم وهو بالاحراء خالي من الانسانية وبرئ منه الدين الاسلامي حيث يقولون فيه خال المسلمين بل هو خال الكفار المنافقين ومن يحبه ويدافع عنه انشالله يحشر معه في اسفل السافلين .

وهذه نبذة بسيطة لمعاوية بن ابي سفيان

نسب معاوية


هو معاوية بن ابي سفيان صخر بن حرب بن امية ابن شمس بن مناف بن قصى وامة هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي .

تربية معاوية

ولد معاوية في بيت يجمع صخر بن حرب وهند بن عتبة وهذا يعني ان فرصة تربيته تربية سليمة ضئيلة جدا لان الابوين المذكورين معروفان بالفجور وليس اخطر على الطفل من ان يتربي بين ابوين سهل عليهما الزنا .

اسلام معاوية

بما ان معاوية بن ابي سفيان قد استولي على الحكم بعد شهادة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وقد تعود مؤرخو المسلمين الدفاع عن كل من وصل الى الحكم فقد حاول بعضهم اثبات اسلامه قبل فتح مكة وهي محاولة لانصيب لها من النجاح لكون احوال معاوية معلومة قبل الفتح وبعده وقد اكد معاوية ذلك باعماله في ايام حكمه ومن الادلة على بطلان ذلك ان النبي الاكرم (ص) عده يوم حنين من المؤلفة قلوبهم وقسم له معهم فلو كان اسلامه قبل فتح مكة لما عد في المؤلفة قلوبهم .


اسالكم الدعاء

سؤال مهم وارجو لجواب عليه
هل معاويه موجودفي عصرنا هذا ؟
وكيف ؟
واذا كان موجود ماهو الدليل على وجودة ؟

من مواضيع : الجوهر

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.21 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 27  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-08-2008 الساعة : 02:10 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجوهر [ مشاهدة المشاركة ]
سؤال مهم وارجو لجواب عليه
هل معاويه موجودفي عصرنا هذا ؟
وكيف ؟
واذا كان موجود ماهو الدليل على وجودة ؟

معاوية يعيش في كل عصر وامثاله الخلفاء الامويين والخلفاء العباسيين والحكام في العراق في السنين التي مضت واخرهم صدام حسين وهو خير مثال بعصرنا الحاضر حيث اباد الشيعة واباد حقوق الانسان خلال حكمه الثلاثين وسرق ما سرق وقاتل المحسنين له كايران والكويت وقتله للمصريين وغيرها وغيرها من المقابر الجماعية والاباده للاكراد وغيرها هذا ما كان يحصل بكل عصر من الذين حكموا العراق من معاوية الى صدام

والمشكلة لا يفهم هذه الكلمات الا الذي عاش حكومة صدام وعاش الطشار التي جاءت على الدول المجاورة له وغير هؤلاء لن يفهم ما قلت


توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.21 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 28  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-08-2008 الساعة : 01:40 PM


معاوية بين القيادة والدياثة

أورد الدميري ( ت 808 هـ ) في كتابه حياة الحيوان الكبرى في المجلد الثاني في باب الفيل ، الحكاية الآتية عن معاوية ( أبو الغيرة و الشهامة )



(( وذكر الطرطوشي وغيره : أن الفيل دخل دمشق في زمن معاوية بن أبي سفيان ( رضى الله تعالى عنهما ) فخرج أهل الشام لينظروه لأنهم لم يكونوا رأوا الفيل قبل ذلك

وصعد معاوية سطح القصر للفرجة ، فلاحت منه التفاتة فرأى رجلاً مع بعض حظاياه في بعض حجر القصر فنزل مسرعا إلى الحجرة فطرق بابها فقيل : من ؟

قال : أمير المؤمنين

ففتح الباب إذ لا بد من فتحه طوعا أو كرها ، فدخل ( أمير المؤمنين ) معاوية فوقف على رأس الرجل و هو منكس رأسه وقد خاف خوفا عظيما

فقال له معاوية : يا هذا ما الذي حملك على ما صنعت من دخولك قصري وجلوسك مع بعض حرمي ؟ أما خفت نقمتي ؟ أما خشيت سطوتي ؟ أخبرني يا ويلك ما الذي حملك على ذلك ؟

فقال : يا أمير المؤمنين حملني على ذلك حلمك

فقال له معاوية : أرأيت إن عفوت عنك تسترها عليّ فلا تخبر بها أحداً ؟

قال : نعم فعفا عنه ، ووهب له الجارية وما في حجرتها وكان شيئا له قيمة عظيمة

قال الطرطوشي : فانظر إلى هذا الدهاء العظيم والحلم الواسع كيف طلب الستر من الجاني ؟ انتهى ))



و لا أرى أننا بحاجة للتعليق على هذه الحادثة التي تبين لنا مدى الغيرة التي كانت لدى هؤلاء ، و هنيئا للقوم بأميرهم و سيدهم



توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى

الصورة الرمزية ملاعلي
ملاعلي
عضو برونزي
رقم العضوية : 20772
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,243
بمعدل : 0.21 يوميا

ملاعلي غير متصل

 عرض البوم صور ملاعلي

  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-08-2008 الساعة : 01:41 PM


دليل كفر معاوية وجواز لعنه عند (أهل السنة)

وهذه بالسند الصحيح والدليل من السنه

وأما دلائل كفر معاوية وعدم إيمانه وجواز لعنه ، فهي كثيرة ، ولو أردنا نقلها جميعا لاقتضى تأليف كتاب مستقل ، ولكن أنقل لكم بعضها من الكتاب والسنة ، ومن سيرته وسلوكه ضد الإسلام والمسلمين ، منها قوله تعالى : ( وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً )(1).

فقد ذكر أعلام مفسريكم مثل العلامة الثعلبي ، والحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، نقلوا في ذيل الآية الشريفة روايات بطرق شتى ، والمعنى واحد وهو أن رسول الله (ص) رأى في عالم الرؤيا بني أمية ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، فبنوا أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والمزيدة بالطغيان .
ولا شك أن رأسهم أبو سفيان ، ومن بعده معاوية ويزيد و مروان .

والآية الثانية ، الدالة على لعن بني أمية ، قوله سبحانه وتعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَْرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ )(2).
ومن أكثر فسادا من معاوية حينما تولى ؟ ومن أقطع منه رحما لرسول الله (ص) ؟! والتاريخ يشهد عليه بذلك ، وليس أحد من المؤرخين ينكر فساد معاوية في الدين وقطعه لأرحام النبي (ص).
والآية الثالثة : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً )(3).

وهل تنكرون إيذاء معاوية للإمام علي (ع) ، ولسبطي رسول الله (ص) الحسن والحسين ، ولخواص صحابة النبي (ص) كعمار بن ياسر وحجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي ؟ ثم أما يكون إيذاء أمير المؤمنين وشبليه ريحانتي رسول الله (ص) والصحابة الأخيار ، إيذاء لله ورسوله ؟! فالآيات القرآنية التي تلعن الظالمين كلها تشمل معاوية .
فقد قال عز وجل : ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )(4).

وقال سبحانه : ( أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )(5) .

وقال تعالى : ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )(6).
وهل أحد من أهل العلم والإنصاف ينكر ظلم معاوية ؟!


معاوية .. قاتل المؤمنين
وقال سبحانه وتعالى : ( وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً )(7) وكم قتل معاوية من المؤمنين الأبرار والصحابة الأخيار ؟!
أما ثبت لكم بالروايات التي نقلتها من مصادركم أنه سبب قتل الإمام الحسن سبط رسول الله (ص) بأن دس السم بواسطة زوجته جعدة بني الأشعث ، إذ بعث إليها نالا وأغراها بأن يزوجها ليزيد بن معاوية ، ففعلت ما أراد معاوية ؟!
أما قتل حجر بن عدي صحابي رسول الله (ص) مع سبعة نفر من أصحابه المؤمنين ؟ وقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب وابن الأثير في الكامل : أن حجر كان من كبار صحابة النبي وفضلائهم ، وقتله معاوية مع سبعة نفر من أصحابه صبرا ، لأنهم امتنعوا من لعن علي بن أبي طالب والبراءة منه .
وذكر ابن عساكر ، ويعقوب بن سفيان في تاريخه ، والبيهقي في الدلائل ، أن معاوية دفن عبد الرحمن بن حسان العنزي حيا ، وكان أحد السبعة الذين قتلوا مع حجر بن عدي .
أما كان قتل عمار بن ياسر صاحب رسول الله (ص) بيد جنود معاوية وعماله في صفين ؟ وقد أجمع المحدثون والعلماء أن رسول الله (ص) قال لعمار : يا عمار ! تقتلك الفئة الباغية .
هل تنكرون حديث النبي (ص) أن تنكرون قتله في صفين بأيدي عمال معاوية وجنوده ؟!
أما سبب معاوية قتل الصحابي الجليل مالك الأشتر غيلة ؟
أما قتل أصحابه محمد بن أبي بكر عطشانا وأحرقوا جسده ؟ ولما سمع معاوية بذلك فرح وأيد عملهم.
أما كان يأمر عماله بقتل شيعة علي بن أبي طالب وأنصار أهل بيت النبوة ؟
أما كان يرسل الجيوش لإبادة المؤمنين واستئصالهم ونهب أموالهم ؟

غارة بسر بن أرطاة
ومن أقبح أعمال معاوية ، وأشنع جرائمه بعثه بسر بن أرطاة الظالم السفاك إلى المدينة ومكة والطائف ونجران وصنعاء واليمن ، وأمره بقتل الرجال وحتى الأطفال ، ونهب الأموال وهتك الأعراض والنواميس ، وقد نقل غارة بسر بن أرطاة على هذه البلاد كثير من المؤرخين منهم : أبو الفرج الأصفهاني ، والعلامة السمهودي في تاريخ المدينة ـ وفاء الوفى ، وابن خلكان ، وابن عساكر ، والطبري في تواريخهم ، ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/3ـ18 ط دار احياء التراث العربي ، قال في صفحة 6 : دعا معاوية ـ بسر بن أرطاة ـ و كان قاسي القلب ، فظّا ، سفّاكا للدماء، لا رأفة عنده و لا رحمة، و أمره أن يأخذ طريق الحجاز و المدينة و مكّة حتى ينتهي إلى اليمن، و قال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ، إلا بسطت عليهم لسانك، حتّى يروا أنّهم لا نجاء لهم و أنّك محيط بهم، ثم اكفف عنهم، و ادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، و اقتل شيعة عليّ حيث كانوا .
فامتثل بسر أوامر معاوية وخرج وأغار في طريقه على بلاد كثيرة ، وقتل خلقا كثيرا حتى دخل بيت عبيد الله بن العباس ، وكان غائبا فأخذ ولديه وهما طفلان صغيران فذبحهما ، فكانت أمهما تبكي وتنشد :

ها من أحس بابني اللذين هــمــــا كالدرتين تشظى عنهمـــــا الصدف‏
ها من أحس بابني اللذين هـــمـــا سمعي و قلبي فقلبي اليوم مختطف
‏ها من أحس بابني اللذين هــمــــا مخ العظام فمخي اليوم مزدهــــــف
‏نبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا من قولهم و من الإفك الذي اقترفوا
أنحى على ودجي ابني مرهــفـــة مشحوذة و كذاك الإثم يـقــتــــــرف
وقال ابن أبي الحديد في شرح‏ نهج ‏البلاغة ج2/17 : وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا ، وحرق قوما بالنار(8).

وهل أنتم بعد في شك وترديد في كفر معاوية ويزيد ؟! وهل تتورعون بعد عن لعنهما ولعن من رضي بأفعالهما ؟

معاوية يأمر بلعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام !!
من الدلائل الواضحة على كفر معاوية وأصحابه ، أمره بسب الإمام علي عليه السلام ولعنه على منابر المسلمين ، وإجباره الناس بهذا الذنب العظيم ، فسن هذا المنكر في قنوت الصلوات وخطب الجمعات .
وهذا أمر ثابت على معاوية ، سجله التاريخ وذكره المؤرخون من الشيعة والسنة وحتى غير المسلمين ، حتى أنه قتل بعض المؤمنين الذين امتنعوا وأبوا ذلك ، مثل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
وقد ثبت أيضا عند جميع علماء الإسلام بالتواتر أن رسول الله (ص) قال : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله .
رواه جمع غفير من أعلامكم منهم : أحمد بن حنبل في المسند والنسائي في الخصائص والثعلبي في تفسيره والفخر الرازي في تفسيره ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ، والشيخ القندوزي الحنفي في الينابيع ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، والحافظ الديلمي في الفردوس ، والشيخ مسلم بن حجاج في صحيحه ، والعلامة محمد بن طلحة في مطالب السؤول والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول ، والحاكم في المستدرك ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، والمحب الطبري في الذخائر ، وابن حجر في الصواعق ، وغيرهم من كبار علمائكم .
والخبر الذي رواه أيضا كثير من أعلامكم ومحدثيكم عن النبي (ص) قال : من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله .
وابن حجر روى خبرا أعم وأشمل / في الصواعق / 143 طبع الميمنية بمصر / باب التحذير من بغضهم وسبهم / قال : وصح أنه (ص) قال : يا بني عبد المطلب ! إني سألت الله لكم ثلاثا : أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وسألت الله يجعلكم كرماء نجباء رحماء ، فلو أن رجلا صفن ـ وهو صف القدمين ـ بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو يبغض آل بيت محمد (ص) دخل النار .
وورد : من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والإسلام ، ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة اله ومن آذاني في عترتي فقد آذى لله ، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم .
وروى أحمد بن حنبل في المسند وروى غيره من أعلامكم أيضا عن النبي أنه قال : من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا .
وقد ذكر ابن الأثير في الكامل وغيره من المؤرخين أن معاوية كان في قنوت الصلاة يلعن سيدنا عليا والحسن والحسين وابن عباس ومالك الأشتر .
فما تقولون بعد هذه الأخبار والأحاديث المروية في كتب محدثيكم وأعلامكم ، ولا ينكرها أحد من أهل العلم ؟!
وأنتم تعلمون أن من ضروريات الإسلام المتفق عليه ، أن من لعن أو سب الله ورسوله (ص) فهو كافر نجس يجب قتله .
فمعاوية ومن حذى حذوه كافر نجس ملعون .
الشيخ عبد السلام : المتفق عليه ، كفر من سب الله ورسوله ، ومعاوية ما سب الله ورسوله ، وإنما سب ولعن عليا كرم الله وجهه .
قلت : أيها الشيخ ما هذا اللف والدوران ! ولماذا تغالط في الكلام والبيان ؟ فلا تنس قول الله العزيز في القرآن : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )(9).

أترفض الحديث الذي نقلته الآن من كتب أعلامكم وأئمتكم ، أن النبي (ص) قال : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ؟!
أرجو أن لا تنس الحديث في الليالي الماضية ، والمصادر الجمة التي ذكرتها لكم من الأحاديث النبوية الشريفة التي صدرت عنه (ص) في الموضوع والظاهر أنك صرت مصداق المثل المعروف : " كلام الليل يمحوه النار " .
النواب : نرجوكم تزويدنا بالأحاديث النبوية في هذا الباب ، فإن أحسن الحديث حديث رسول الله (ص) .
قلت : لا أدري هل نقلت لكم رواية ابن عباس في هذا الباب ، أم لا ؟ فقد روى العلامة الكنجي فقيه الحرمين ، ومفتي العراقين ، محدث الشام وصدر الحفاظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي ، الشهير بالعلامة الكنجي الشافعي ، صاحب كتاب كفاية الطالب نقل في الباب العاشر / بسنده المتصل بيعقوب بن جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبي عن أبيه قال : كنت مع أبي ، عبد الله بن عباس و سعيد بن جبير يقوده ، فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علي بن أبي طالب عليه السلام ! فقال لسعيد: ردني إليهم ، فوقف عليهم ، فقال : أيكم الساب لله عز و جل ؟ فقالوا : سبحان الله ما فينا أحد سب الله ، فقال : أيكم الساب رسول الله (ص)؟ قالوا : ما فينا أحد سب رسول الله (ص) . قال : فأيكم الساب علي بن أبي طالب (ع) ؟ فقالوا : أما هذا فقد كان !! قال : فأشهد على رسول الله (ص) سمعته أذناي و وعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب : من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله أكبه الله على منخريه في النار(10).

لا يبغض عليا إلا كافر أو منافق
روى غفير من أعلامكم وعلمائكم عن النبي (ص) أنه قال : لا يحب عليا إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق . خرجه كثير من محدثيكم وعلمائكم الكبار منهم :
جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والثعلبي في تفسيره ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، وأحمد بن حنبل في المسند ، وابن حجر في الصواعق ، والخوارزمي في المناقب ، والعلامة ابن المغازلي في المناقب ، والحافظ القندوزي في الينابيع ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ، والطبراني في الأوسط ، والمحب الطبري في ذخائر العقبي ، والنسائي في الخصائص ، والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، ومحمد بن طلحة في مطالب السئول ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ، وغير هؤلاء جمع خرجوا هذا الحديث بإسنادهم وبطرق شتى حتى كاد أن يصل حد التواتر ، ومن الواضح أن مصير الكافر والمنافق إلى النار والسعير . وأنقل لكم بالناسبة ما رواه العلامة الكنجي الشافعي في آخر الباب الثالث كفاية الطالب : بسنده المتصل بموسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب قال : أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا وذري ذا . هكذا رواه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخه ، ورواه غير مرفوعا إلى النبي (ص) .
ثم قال العلامة الكنجي : فإن قيل هذا سند ضعيف ، قلت : قال محمد بن منصور الطوسي كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا قال : أنا قسيم النار . فقال أحمد : وما تنكرون من هذا الحديث ! أليس روينا أن النبي (ص) قال لعلي : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ؟ قلنا : بلى ، قال : فأين المؤمن ؟ قلنا في الجنة ، قال فأين المنافق ؟ قلنا في النار . قال فعلي قسيم النار ، هكذا ذكره في طبقات أحمد رحمه الله .
وقال الله سبحانه : ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَْسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً )(11).
فمعاوية وأصحابه وأنصاره من أهل جهنم لا محالة ، بل هم في الدرك الأسفل من النار .
الشيخ عبد السلام : نحن لا ننكر هذه الأخبار والأحاديث الواردة في حق سيدنا علي كرم الله وجهه ، ولكن الصحابة مستثنون لأن الله سبحانه غفر لهن وأعد لهم جنات النعيم كما عاودهم في آيات من الذكر الحكيم . ولا ينكر أن معاوية (رض) كان من الصحابة المقربين لرسول الله (ص) . فيجب احترامه لصحبته للنبي (ص) ولقربه منه .

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة الأسراء ، الآية 60 .
(2) سورة محمد ، الآية 22 و23 .
(3) سورة الاحزاب ، الآية 57 .
(4) سورة غافر ، الآية 52 .
(5) سورة هود ، الآية 18 .
(6) سورة الأعراف ، الآية 44 .
(7) سورة النساء ، الآية 93 .
(8) ما كانت غارة بسر بن أرطاة الظالم السفاك هي الوحيدة من نوعها ، بل يحدث التاريخ عن أمثالها ، وقعت بأمر معاوية ، قال ابن الحديد في شرح النهج ج2/85 ط دار احياء التراث العربي : (غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار)
روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب "الغارات" عن أبي الكنود قال حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال :دعاني معاوية فقال إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة و جلادة فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم و إلا فامض حتى تغير على الأنبار فإن لم تجد بها جندا فامض حتى توغل في المدائن ثم أقبل إلي و اتق أن تقرب الكوفة و اعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار و أهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم و تفرح كل من له فينا هوى منهم و تدعو إلينا كل من خاف الدوائر فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك و أخرب كل ما مررت به من القرى و احرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل و هو أوجع للقلب !
أقول : وامتثل سفيان عليه اللعنة أوامر معاوية وقتل ونهب ما نهب ، ورجع الى الشام فاستقبله معاوية بالفرح والسرور ورحب به وحباه أعظم حباء ، فقد نقل ابن أبي الحديد في شرح ‏نهج ‏البلاغة ج2/87 قال :
فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم و لا أقر للعيون و لا أسر للنفوس منها و بلغني و الله أنها أرعبت الناس فلما عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه فقال كنت عند ظني بك لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه مثل ما يقضي فيه أميره و إن أحببت توليته وليتك و ليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني.
فانظر أيها القارئ الكريم الى الجملة الاخيرة كيف يسلط معاوية الطاغي هذا الظالم الباغي على خلق الله ويبسط يده ليفعل ما يشاء بلا مانع ولا رادع ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
غارة الضحاك بن قيس الفهري
وفي شرح ‏نهج ‏البلاغة ج2/116، ط دار احياء التراث العربي ، قال إبراهيم بن هلال الثقفي : فعند ذلك دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري و قال له : سر حتى تمر بناحية الكوفة و ترتفع عنها ما استطعت فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه و إن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها و إذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى ...
فأقبل الضحاك فنهب الأموال و قتل من لقي من الأعراب حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي و هو ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله ص فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة و قتل معه ناسا من أصحابه.
أقول : هكذا سلب معاوية وأعوانه وعامله ، الأمن والأمان من المؤمنين ، فشهروا السلاح وقطعوا الطريق وحاربوا المسلمين فأراقوا دماءهم ونهبوا أموالهم ، وسعوا في الأرض فسادا ، فلعنة الله عليهم وعلى جميع الظالمين والمفسدين ولعن الله كل من رضي بأفعالهم ، الى قيام يوم الدين . " المترجم " .
(9) سورة البقرة ، الآية 42 .
(10) رواه جماعة من الأعلام وعلماء العامة باسنادهم عن ابن عباس منهم العلامة الحافظ الفقيه ابن المغازلي في كتابه مناقب الامام علي حديث رقم /447 وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة:ج2/166، من طريق الملا في سيرته ، وهكذا اخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب : ص81 والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين : 105 . " المترجم "
(11) سورة النساء ، الآية 145
.


توقيع : ملاعلي
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( ج 12 ص 19 ) في ترجمة علي بن محمد بن شداد ،
فانه خرج بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم :
إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق .

من مواضيع : ملاعلي 0 عدم سجود ابليس وعدم سجود الصحابة لآدم
0 عدالة الصحابة من تأليف معاوية
0 السير الى الاربعين فيه تحدي للارهاب والعقائد المنحرفة
0 رسالة تكشف سرقة الخلافة بنص صريح
0 من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى ام زنى

الوافي ح
عضو جديد
رقم العضوية : 19925
الإنتساب : Jun 2008
المشاركات : 9
بمعدل : 0.00 يوميا

الوافي ح غير متصل

 عرض البوم صور الوافي ح

  مشاركة رقم : 30  
كاتب الموضوع : ملاعلي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-08-2008 الساعة : 06:12 PM


اللهم العن ابا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة ابد الابدين

من مواضيع : الوافي ح
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:35 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية