|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 24135
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 110
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نوف التويجري
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 26-10-2008 الساعة : 12:30 AM
آخر تعليق على هذا الموضوع اتمنى قرائته
أن معاوية أمر سعداً بسب علي ، ولكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب علي ، فأجابه سعداً عن السبب ، ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولاعاقبه ..
كما أن سكوت معاوية هنا ، تصويب لرأي سعد ، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب علي كما يدعون ، لما سكت عن سعد ولأجبره على سبه ، ولكن لم يحدث من ذلك شيء ، فعُلم أنه لم يأمر بسبه ولا رضي بذلك ..
يقول النووي رحمه الله في ذلك : قول معاوية هذا ، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه ، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب ، كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك . فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب ، فأنت مصيب محسن ، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبون ، فلم يسب معهم ، وعجز عن الإنكار ، أو أنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال ، قالوا : ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده ، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ . شرح صحيح مسلم ( 15 / 175 ) .
وقال القرطبي في المفهم ( 6 / 278 ) : ( وهذا ليس بتصريح بالسب ، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج من عنده من ذلك ، أو من نقيضه ، كما قد ظهر من جوابه ، ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن ، وعرف الحق لمستحقه ) .
والذي يظهر لي في هذا والله أعلم : أن معاوية رضي الله عنه إنما قال ذلك على سبيل المداعبة لسعد ، وأراد من ذلك استظهار بعض فضائل علي رضي الله عنه ، فإن معاوية رضي الله عنه كان رجلاً فطناً ذكياً يحب مطارحة الرجال واستخراج ما عندهم ، فأراد أن يعرف ما عند سعد في علي رضي الله عنهما ، فألقى سؤاله بهذا الأسلوب المثير ..
وهذا مثل قوله رضي الله عنه لابن عباس : أنت على ملة علي ؟ فقال له ابن عباس : ولا على ملة عثمان ، أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم . انظر الإبانة الكبرى لابن بطة ( 1 / 355 ) .
وظاهر قول معاوية هنا لابن عباس جاء على سبيل المداعبة ، فكذلك قوله لسعد هو من هذا الباب ، وأما ما ادعى الرافضة من الأمر بالسب ، فحاشا معاوية رضي الله عنه أن يصدر منه مثل ذلك ، والمانع من هذا عدة أمور :-
الأول : أن معاوية نفسه ما كان يسب علياً رضي الله عنه ، فكيف يأمر غيره بسبه ؟ بل كان معظماً له معترفاً له بالفضل والسبق إلى الإسلام ، كما دلت على ذلك أقواله الثابتة عنه .
قال ابن كثير : وقد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له : هل تنازععلياً أم أنت مثله ؟ فقال : والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل ، وأحق بالأمر مني .. البداية والنهاية ( 8 / 132 ) .
ونقل ابن كثير أيضاً عن جرير بن عبد الحميد عن المغيرة قال : لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي ، فقالت له امرأته : أتبكيه وقد قاتلته ؟ فقال : ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم . نفس المصدر ( 8 / 133 ) .
الثاني : أنه لا يعرف بنقل صحيح أن معاوية رضي الله عنه تعرض لعلي رضي الله عنه بسب أو شتم أثناء حربه له في حياته ، فهل من المعقول أن يسبه بعد انتهاء حربه معه ووفاته ، فهذا من أبعد ما يكون عند أهل العقول وأبعد منه أن يحمل الناس على سبه وشتمه .
الثالث : أن معاوية رضي الله عنه كان رجلاً ذكياً ، مشهور بالعقل والدهاء ، فلو أراد حمل الناس على سب علي وحاشاه من ذلك ، أفكان يطلب ذلك من مثل سعد بن أبي وقاص ، وهو من هو في الفضل والورع ، مع عدم دخوله في الفتنة أصلاً !! فهذا لا يفعله أقل الناس عقلاً وتدبيراً ، فكيف بمعاوية ؟!!
الرابع : أن معاوية رضي الله عنه انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما له واجتمعت عليه الكلمة والقلوب ، ودانت له الأمصار بالملك ، فأي نفع له في سب علي ؟! بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك ، لما فيه من تهدئة النفوس وتسكين الأمور ، ومثل هذا لا يخفى على معاوية رضي الله عنه الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير .
الخامس : أنه كان بين معاوية رضي الله عنه بعد استقلاله بالخلافة وابناء علي من الألفة والتقارب ما هو مشهور وفي كتب السير والتاريخ ..
ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف ، وقال لهما : ما أجاز بهما أحد قبلي ، فقال له الحسن : ولم تعط أحد أفضل منا . البداية والنهاية ( 8 / 139 ) .
ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له : مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر له بثلاثمائة ألف . المصدر نفسه ( 8 / 140 ) .
وهذا مما يقطع بكذب ما ادعي في حق معاوية رضي الله عنه من حمله الناس على سب علي رضي الله عنه إذ كيف يحصل هذا مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة والاحتفاء والتكريم
وقال قبيصة بن جابر قال صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أثقل حلماً، ولا أبطل جهلاً، ولا أبعد أناةً منه
وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب ـ يعني معاوية
وكان الأعمش -تابعي جليل-يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز في العدل..
ولما سئل عبد الله بن المبارك-تابعي جليل كبير-أيهاما أفضل معاوية أم عمر بن عبد العزيز ..قال :للغبار الذي في أنف معاوية في معركة شهدها مع رسول الله خير من عمر بن عبد العزيز..
عن أبي إسحاق قال: كان معاوية؛ وما رأينا بعده مثله
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله أفطر إذا رأى معاية قال :هذا كسرى العرب!
ويقول الذهبي مؤرخ الإسلام:حسبك بمن يُؤمّر عمر، ثم عثمان على إقليم وهو ثغر فيضبطه، ويقوم به أتمّ قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه
أولا-عن ابن عباس رضي الله عنه " أنه كاتِبُ النبيِّ منذ أسلم، أخرجه مسلم في صحيحه"
ومعلوم بداهة أن كتابة الوحي فضيلة جليلة من وجوه..منها ائتمان النبي صلى الله عليه وسلم من يطلب إليه ذلك..
ومنها أن الوحي هو كلام الله تعالى وهو أشرف الكلام..فأن يختار رجل بعينه ويعهد إليه بكتابته شرف عظيم له بلا ريب
ثانيا -قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية"اللهم اجعلهُ هادِياً مَهديّاً واهده واهدِ به"..وهذا الحديث صحيح وكل رواته ثقات ولا مطعن فيه بوجه من الوجوه..والفضيلة فيه واضحة جلية..ذلك أن دعاء الأنبياء وعلى رأسهم سيدهم رسول الله :مستجاب
ثالثا-قال النبي صلى الله عليه وسلم"اللهم علم معاوية الكتاب الحساب و قِهِ العذاب وهو صحيح بلا شك
وفي رواية
" اللهم علمه الكتاب ومكن له في البلاد وقه العذاب"
رابعا-عن أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يبتسم، فقلت: ما أضحكك؟ قال: «أناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة». قالت: فادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: «أنت من الأولين»
هذا الحديث منقبة لمعاوية رضي الله عنه إذا عرفت أنه أول من غزا البحر وهذا الجيش الذي تبسم الرسول صلى الله عليه وسلم له رضى بما يصنع..كان معاوية من سيره وقاده
شبهة عند الحاقدين من المبتدعة وجهلة بعض أنصاف المثقفين :-
روى مسلم من حديث ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فتواريت خلف باب. فجاء فحطأني حطأة وقال: «اذهب وادع لي معاوية». قال: فجئت فقلت هو يأكل. قال: ثم قال ل: «اذهب فادع لي معاوية». قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: «لا اشبع الله بطنه»
هذا الحديث وإن كان جاء في صحيح مسلم إلا أنه غير صحيح
حيث تفرد به القصاب وهو ضعيف..
ولو فرضنا صحته-جدلا-..فليس فيه أن ابن عباس الصبي دعا معاوية ..وإنما اكتفى ببيان أنه يأكل..ثم قوله "لا أشبع الله بطنه"..قد يعني أن دولته تتسع وتغنى وتأتيه الخيرات..ولا يشبع بهذا بل يستمر في الفتوحات واستجلاب الخيرات..
وأيضا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نسخ كل دعوة دعا بها على مسلم..بدعوة أخرى..فقال صلى الله عليه وسلم
"اللهم من كنت دعوت عليه فاجعله له كفارةً وطهورًا" قال الذهبي إسناده جيّد
وقد تقدم أن الحديث السابق الذي يوردونه في موضع الشبهة أصلا تفرد بروايته الضعيف ولا يصمد أمام الأحاديث الصحيحة الأخرى
استغفر الله لي ولكم هدانا الله واياكم الى سواء السبيل
في امان الله
|
|
|
|
|