ما يحدث في كربلاء العراقية يلقى اهتماما كبيرا في القطيف السعودية
التغيرات التي تشهدها الساحة السياسية العراقية تبعث الامل في نفوس الشيعة السعوديين
23 أبريل 2003م
دبي – حبيب طرابلسي
أفاد عدد من المدافعين عن حقوق الانسان في السعودية ان الحرية التي استعادها الشيعة العراقيون بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، تعطي املا للشيعة السعوديين بتحسين اوضاعهم داخل المملكة حيث يشكون من التمييز بحقهم.
وقال عبد العزيز خميس السعودي السني، مدير المركز السعودي للدراسات حول حقوق الانسان في لندن «ان التغيرات التي حصلت في العراق حملت بعضا من الامل بان يمارس الشيعة السعوديون ايضا نفس الحق» الذي يستفيد منه الشيعة العراقيون حاليا.
واوضح ان الشيعة السعوديين «يتحركون على امل الحصول على حقوقهم» مشددا على انهم «ليسوا دعاة انفصال».
حمزة الحسنمن جهته قال حمزة الحسن المتحدث باسم التحالف الوطني من اجل الديموقراطية وهي مجموعة سعودية ايضا تتخذ من لندن مقرا لها «ان هذه الحرية المستعادة في العراق سيكون لها تأثير نفسي ومعنوي على الشيعة السعوديين الذين لهم نفس المرجعيات مثلهم مثل الشيعة العراقيين».
وحسب حسن وخميس فان الشيعة السعوديين يمثلون «ما بين 15 و20 بالمئة» من السكان السعوديين المقدرين بنحو 17 مليون نسمة وهم يتركزون خصوصا في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.
وكان الشيخ حسن الصفار احد كبار الزعماء الشيعة في المملكة العربية السعودية اعرب الاربعاء عن الامل بان ينتهي التمييز الذي يستهدف الشيعة السعوديين بعد التغيرات الكبيرة التي حصلت في العراق المجاور.
وقال الشيخ الصفار في اتصال اجرته معه وكالة الانباء الفرنسية في منزله في القطيف في المنطقة الشرقية «نحن مستمرون في اتصالاتنا مع المسؤولين في بلادنا، كما في السابق، لمعالجة بعض ما يشكو منه المواطنون الشيعة في المملكة من حالة من التمييز المنصبي والطائفي بينهم وبين بقية المواطنين».
واضاف في اتصال معه من دبي ان هذا التمييز «يتمثل في عدم السماح لهم بخدمة وطنهم في المجالين العسكري والامني، وكذلك في السلك الدبلوماسي، ومن خلال محدودية وجودهم في مجلس الشورى، وفي عدم اتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم في وسائل الاعلام في المملكة، وفي التضييق عليهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وفي حظر نشاطهم الديني والثقافي رسميا حيث تمنع طباعة كتب الشيعة في المملكة ودخولها الى المملكة».
وكان الشيخ الصفار من بين 13 شخصية سعودية شيعية من المنطقة الشرقية اصدرت بيانا في الثامن عشر من الشهر الجاري رحب بسقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال الشيخ الصفار انه يمكن التعبير عما يشعر به الشيعة بانه «حالة من التهميش». ويسيطر السنة في السعودية على مقاليد الحكم وهم متأثرون بالتيار الوهابي المتشدد.
واضاف حسن السعودي الشيعي حول تأثير ما حصل في العراق على شيعة السعودية «سيتأثرون وسيطالبون بحقوق اكثر وسوف نرى ربما شيئا من التحدي للحكومة» السعودية مشيرا الى احتمال تعرض المملكة «لضغوط خارجية». وكان حسن يشير بذلك الى الولايات المتحدة حيث قال الرئيس الاميركي جورج بوش مرارا بأنه يريد اقامة نظام ديموقراطي في العراق يكون مثالا يحتذى لبقية دول الشرق الاوسط.
وكان الشيعة السعوديون ارسلوا قبل ايام قافلة مساعدات انسانية الى الشيعة في كربلاء بالتعاون مع شيعة كويتيين. ويبدو ان الصحافة بدأت تتطرق الى هذا الموضوع في المملكة بحرية اكثر. وكتب الصحافي قنان الغامدي السني مقالا في صحيفة الوطن السعودية الاثنين الماضي قال فيه ان «الشيعة في غالبية الدول العربية وبينها العربية السعودية يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة».
الشيعة في دول الخليج: تطلّع نحو الأفضل
الإثنين 26 مايو 2003م
فيصل البعطوط
أحيى سقوط النظام العراقي آمال الطوائف الشيعية في البلدان العربية المجاورة للعراق، ولاسيما دول الخليج، بتعزيز حقوق الشيعة ومشاركتهم في الحياة العامة. فالدول الخليجية الست لا تخلو من أقليات شيعية متفاوتة الأهمية، باستثناء البحرين، التي يُـشكِّـل فيها الشيعة أغلبية السكان.
لا أحد يستطيع اليوم تحديد نسبة الطائفة الشيعة في النسيج السكاني الخليجي. لكن لا أحد بوسعه اليوم أن يُـنكِـر أنهم أصبحوا رقما مُـهِـمّـا، وحاسما أحيانا، في المعادلات السياسية والاجتماعية الخليجية، ناهيك عن الثقافية والاقتصادية في منطقة كان تاريخها مشحونا بالتوجس من الشيعة منذ سنة 1500م، تاريخ أفول آخر إمبراطورية شيعية حكمت كامل شرق الجزيرة العربية، فيما كان يسمى «البحرين الكبرى».
وتشير تقديرات بعض رموز الشيعة إلى أن أتباع هذه الطائفة يمثلون في البحرين أغلبية ما بين 65 و70% من السكان، فيما يمثل الشيعة في المملكة العربية السعودية ما بين 15 و25%، وفي الكويت ما بين 10 و15%، ثم الإمارات العربية المتحدة بما بين 5 و10%، ويأتي أقل الشيعة عددا وأكثرهم غنى في سلطنة عمان ما بين 3 و7%، في الوقت الذي لا توجد أرقام محددة لهم في دولة قطر.
وتعني هذه النسب بوضوح أن أتباع الطائفة الشيعية يعدون أقلية متفاوتة الأهمية في كل دول الخليج، ما عدا البحرين التي يشكلون فيها أغلبية سكانية، لكنهم لم يلمسوا التساوي في الحقوق والواجبات مع الأقلية السنية إلا منذ استلم الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحكم بعد وفاة والده عام 1999، وإثر سنوات دامية كانت المواجهات فيها على أشُـدها بين النظام والشارع الهائج بمطالب الشيعة على رأس مطالب الإصلاح الأخرى.
أما خارج البحرين، فقد كان شيعة الخليج يكتفون بمطالب خجولة تتماشى وحجمهم القليل في السعودية، وفي الكويت على وجه الخصوص، إلى أن وضعت الحرب على العراق أوزارها ليظهر شيعة السعودية على سطح الأحداث كعنصر من عناصر التغيير المطلوبة في زمن ما بعد الحرب.
أحسنتم وبارك الله فيكم أخي العزيز ، يخشون النور والحق لأنهم ظلاميون قلوبهم وعقولهم مظلمة ،
لا تحسبوا هذه الحقائق خافية على الجميع ،
الله سبحانه وتعالى سيفرجها عن قريب بإذنه ومشيئته ،
ولا يتسع الأمر إلا إذا ضاق ،
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم ،