وشكرا لإخواني من أهل السنة والجماعة : الحبر السائل والبخاري
ورسالة بسيطة إلى ذو الفقارك يا علي :
لا تغير محور الموضوع سؤالك يحتاج إلى موضوع جديد
فالتزم بالمحور ولا تخرج عنه
بابا السؤال ليس موجها لك
فقط نريد أن نعرف عقيدة أتباع الإرهابي
أم أنكم تتعاملون بالتقية مع الصوفية والمعتزلة والأشاعرة
فتخشون أن تقولوا أنهم ليسوا من أهل السنة
بل أنتم لستم من أهل السنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
لا أقول في هذا الموضوع خيرا من قول أخوه الشيخ سليمان
اليوم ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي من خالفه ، ومن خالفه فهو عنده كافر ، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ، ولا والله ولا عشر واحدة ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ) .
تاريخ نجد لالوسي ....
ويا عزيزي اما الوهابيه لا يسمون أنفسهم وهابيه لانهم يعرفون ان هذا المعتقد معتقد خاوي مضحك لهذا تراهم ذابحين أنفسهم ان يدخلون ضمن فرق اعزائنا اهل سنه الجماعه ولا يستطيعون
وانتم اسالوا أنفسكم لماذا تخجلون من لقب وهابيه ؟!!!!!!
اخي اجابتك فيها نوع من الغطاء
الوهابية متواجدين في السعودية و في الخليج و في باكستان ايضا و عددهم قليل في العالم الاسلامي لانهم منبوذين عند جميع الفرق الاسلامية
انا قلت لك سابقا اجب على سؤال طارح الموضوع و هو :
سؤال لكل سني ما هي عقيدة أو مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ؟
هل فهمت سؤاله ؟
ام اعيد النسخ و اللصق عدة مرات و اكبر الخط لسؤاله
السؤال مغلوط لأن الوهابية لم يسمّوا أنفسهم وهابية ، و لم يضعوا عقيدة خاصة بهم لكي نقول لكم عقيدتكم ..
فلو سألنا ابن باز من أي المذاهب أنت لقال أنه حنبلي و أنتم تقولون أنه من شيوخ الوهابية ..؟!!
و لو سألنا مفتي السعودية الآن آل الشيخ ما هي عقيدتك .. لقال عقيدة أهل السنة و الجماعة و التي هي عقيدة الرسول و الصحابة و السلف الصالح
و لا أحد سيقول عقيدة عبد الوهاب أو غيره ..
فبأي معايير تريد أن نحدد عقيدة لأناس مجهولين إضافة إلى أنهم لم ينسبوا لأنفسهم عقيدة خاصة بهم ..!!!!
السؤال مغلوط لأن الوهابية لم يسمّوا أنفسهم وهابية ، و لم يضعوا عقيدة خاصة بهم لكي نقول لكم عقيدتكم ..
فلو سألنا ابن باز من أي المذاهب أنت لقال أنه حنبلي و أنتم تقولون أنه من شيوخ الوهابية ..؟!!
و لو سألنا مفتي السعودية الآن آل الشيخ ما هي عقيدتك .. لقال عقيدة أهل السنة و الجماعة و التي هي عقيدة الرسول و الصحابة و السلف الصالح
و لا أحد سيقول عقيدة عبد الوهاب أو غيره ..
فبأي معايير تريد أن نحدد عقيدة لأناس مجهولين إضافة إلى أنهم لم ينسبوا لأنفسهم عقيدة خاصة بهم ..!!!!
هم لا يسمون أنفسهم وهابية كما لا يرضى أهل البربر تسميتهم بذلك مع الوصف المعني عند الأوروبيين .
ولكن مذهبهم له طراز خاص عند مخالفيهم فلا بد أن يكون معرف ومصطلح وان لم يرتضوا به فهذا شأن آخر.
الدولة الاسلامية في زمانه كانت تحت السيطرة العثمانية التي كانت في صراع مع دول العالم المسيحي.
و محمد بن عبد الوهاب كان أصله تركي وعاش فترة في العراق قبل تحالفه مع ابن سعود.
فلمذا لم يبدأ دعوته في تركيا حيث فيها فقهاء السلطة أو في العراق من باب الأمر بالمعروف حسب عقيدته.
أما كونه يذهب الى قرية تسمى الدرعية وهي ضمن نفوذ الدولة العثمانية و يتحالف مع شيخ هذه القرية فهذا فتنة ومحاربة ولي الأمر ( السلطان العثماني) شأنه شأن جهيمان الذي ثار في مكة بدعوى الاصلاح وان كان مسلك جهيان أكثر شرعية لأنه ثبت أنه قدم النصح للسلطان و الى الفقهاء مثل ابن باز حتى صار مطلوبا أمنيا و سدت في وجهه الأبواب.
لا أريد أن أدافع عن جهيمان بل لأبين أن ابن عبد الوهاب أشد تطرفا وخطرا في اسلوب نهجه.
السؤال ما زال مطروحا لأهل السنة لمواصلة الحوار . ما هي عقيدته؟ لم يحصل اتفاق الا من القليل من أهل السنة
عقيدته عقيدة السلف التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم والتي علمهم اياها النبي صلى الله عليه وسلم والتي سماها المحجة البيضاء
لكن للاسف ظهر قوم فحرفوها وابتدعوا فيها من خرافاتهم وضلالاتهم فلعنت الله على كل من حرف وبدل
عقيدته عقيدة السلف التي كان عليها الصحابة رضوان الله عليهم والتي علمهم اياها النبي صلى الله عليه وسلم والتي سماها المحجة البيضاء
لكن للاسف ظهر قوم فحرفوها وابتدعوا فيها من خرافاتهم وضلالاتهم فلعنت الله على كل من حرف وبدل
الجاسوس والعميل البريطاني الذي زرعته وزارة المستعمرات البريطانية في قلب الأمة العربية والإسلامية، وذلك محاولة منها لدخول العالم الإسلامي والسيطرة عليه، ولم يكن في حسبانها أن تجد ضالتها في شخصية محمد بن عبد الوهاب
كانت دولة بريطانيا العظمى تفكر منذ وقت طويل حول إبقاء الإمبراطورية وسيعة كبيرة كما هي عليها الآن، من إشراق الشمس على بحارها حين تشرق وغروب الشمس في بحارها حين تغرب.
فإن دولتنا كانت صغيرة بالنسبة إلى المستعمرات الكثيرة التي كنا نسيطر عليها في الهند والصين وفي الشرق الأوسط وغيرها. صحيح أننا لم نكن نسيطر سيطرة فعلية على أجزاء كبيرة من هذه البلاد لأنها كانت بيد أهاليها، إلا أن سياستنا فيها كانت سياسة ناجحة وفعالة، وكانت في طريق سقوطها بأيدينا كلية فكان اللازم علينا أن نفكر مرتين.
مرة لأجل إبقاء السيطرة على ما تم السيطرة عليه فعلا .
ومرة لأجل ضم مالم تتم السيطرة عليه فعلا إلى ممتلكاتنا ومستعمراتنا .
وقد خصصت وزارة المستعمرات لكل قسم من اقسام هذه البلاد لجانا خاصة لأجل دراسة هذه المهمة، وكنت أنا من حسن الحظ مورد ثقة الوزير منذ دخلنا هذه الوزارة، وعهد إليّ بمهمة (شركة الهند الشرقية) التي كانت مهمتها في الظاهر تجارية بحتة، وفي الباطن تعزيز سبل السيطرة على الهند، وعلى طرقها الموصلة إلى هذه الأراضي الشاسعة الشبة القارة.
وكانت الحكومة واثقة من الهند، حيث القوميات المختلفة، والأديان المتشتتة، واللغات المتباينة، والمصالح المتضاربة. كما كانت الحكومة واثقة من الصين حيث أن البوذية والكنفوشيوسية الغالبة على هذه البلاد لم تكونا يخشى من قيامهما، لأنهما دينان ميّتان يهتمان في الجانب الروحي، فلا صلة لهما بجانب الحياة. فكان من المستبعد أن يسرى الشعور بالوطنية في أهالي هاتين المنطقتين، ولذلك لم يكن يقلق بال حكومة بريطانيا العظمى هاتان المنطقتان. (نعم) لم نكن غافلين عن إمكانية تطور المستقبل، ولذا كنا نضع الخطط الطويلة الأمد لأجل سيطرة التفرقة والجهل والفقر وأحيانا المرض على هذه البلاد. وكنا لا نجد صعوبة في تغطية نوايانا بغطاء من المشتبهات النفسية لأهالي هذه البلاد براق في ظاهره متين في واقعه. فكنا بذلك نطبق المثل البوذي القديم دع المريض يشعر بحبه للدواء وأن كان مر المذاق.
لكن الذي كان يقلق بالنا هى البلاد الإسلامية، فإننا وأن كنا قد عقدنا مع الرجل المريض (الامبراطورية العثمانية) عدة من المعاهدات كلها كانت في صالحنا، وكانت تقديرات خبراء وزارة المستعمرات أن الرجل المريض (الامبراطورية العثمانية) يلفظ نفسه في أقل من قرن.
وكذلك كنا قد عقدنا مع حكومة الفرس – سرا- عدة معاهدات، وكنا قد زرعنا الجواسيس والعملاء في هذين البلدين، وكانت الرشوة و فساد الادارة وانشغال ملوكها بالنساء الحسناوات، قد نخرت في جسم هذين البلدين، إلا أننا لم نكن نثق بالنتائج، وذلك لعدة أسباب أهمها:
قوة الإسلام في نفوس أبنائه، فإن الرجل المسلم يلقى قيادته إلى الإسلام بكل صلابة، حتى أنك ترى الإسلام في نفس المسلم بمنزلة المسيحية في نفوس القساوسة والرهبان، وتزهق نفوسهم ولا تخرج المسيحية منها. وكان المسلمون (الشيعة) في البلاد الفارسية أخطر، حيث أنهم يرون المسيحية كفارا نجسين، فإن المسيحي عند الشيعي بمنزلة القذارة المتعفنة في يد أحدنا حيث يصرف همته في إزالتها.
وذات مرة سألت أحدهم: لماذا تنظرون إلى المسيحى بهذا المنظار؟ قال: إن نبي الإسلام كان رجلا حكيما وأراد أن يطوق كل كافر بدائرة من الضغط الأدبي لكي يحس بالضيق والوحشة ليكون من أسباب هدايته إلى الله وإلى الدين الصحيح، كما أن الحكومة إذا أحست من إنسان الخطر طوقته بدائرة من المقاطعة حتى يرجع إلى الطاعة والانقياد، والنجاسة التي ذكرتها هى نجاسة معنوية لا مادية ظاهرية، وهي ليست خاصة بالمسيحية بل تشمل كل كافر حتى المجوس الذين هم باريسيون من القديم هم نجس في منطق الإسلام.
قلت له: حسنا ولكن لماذا المسيحيون نجس وهم يعتقدون بالله والرسالة ويوم الميعاد؟ قال: لأمرين (الأول) أنهم ينكرون نبينا محمدا، وهذا يعني أنهم يقولون أن محمدا كاذب، ونحن في قبال هذا الاتهام نقول أنتم أيها المسيحيون نجس طبقا لقانون العقل الحاكم بأن من آذاك فلك أن تؤذية.
(الثاني) أنهم ينسبون إلى أنبياء الله أنسابا غير لائقة، مثل أنهم يقولون أن المسيح كان يشرب الخمر.
قلت له في دهشة: لا يقول المسيحيون هكذا. قال : أنت لا تعلم أنهم في (الكتاب المقدس) عندهم يقولون ذلك. فسكتُ وأنا واثق بأن الرجل كان كاذبا في الأمر الثاني، وإن كان صادقا في الأمر الأول، ولم أرد أن أطوّل معه النقاش لأني خشيت أن تثار حولي شبهة، حيث كنت أنا في الزى الإسلامي وكنت أتجنب الزاوية الحادة دائما.
إن الإسلام كان ذات يوم دين حياة وسيطرة، ومن الصعب عليك أن تقول للسادة أنتم عبيد، فأن نخوة السيادة تدفع بالإنسان إلى التعالي مهما كان في ضعف و انحطاط. ولم يكن بإمكاننا أن نزيف تاريخ الإسلام حتى نشعر المسلمين بأن السيادة التي حازوها كانت بفعل ظروف خاصة قد ولت إلى غير رجعة.
لم نكن نأمن من تحرك الوعى في نفوس العثمانيين وحكام فارس بما يوجب فشل خططنا الرامية إلى السيطرة. صحيح أن الحكومتين قد بلغتا من الضعف مبلغا كبيرا كما ألمحنا إليه إلا أن وجود حكومة مركزية يواليها الناس و بيدها السيادة والمال والسلاح يجعل الإنسان غير آمن.
كنا شديدي القلق من علماء المسلمين، فعلماء الازهر، وعلماء العراق، وعلماء فارس كانوا أمنع سدا أمام آمالنا، فأنهم كانوا في غاية الجهل في مبادىء الحياة العصرية، وقد جعلوا نصب أعينهم الجنة التي وعدهم بها القرآن. فكانوا لا يتنازلون قدر شعرة عن مبادئهم، وكان الشعب يتبعهم والسلطان يخشاهم خوف الفئران من الهرة. صحيح أن أهل السنة كانوا أقل اتباعا لعلمائهم، فأنهم يقيمون الولاء بين السلطان وبين شيخ الإسلام. وأهل الشيعة كانوا أشد ولاء للعلماء لأنهم يخلصون الولاء للعالم فقط، ولا يعيرون السلطان أهمية كافية، إلا أن هذا الفرق لم يكن ليخفف شيئا من القلق الذي كان يساور وزارة المستعمرات بل كل حكام بريطانيا العظمى.
وقد عقدنا المؤتمرات الكثيرة، نلتمس الحلول الكافية لهذه المشاكل المقلقة، لكننا في كل مرة لم نجد أمامنا إلا الطريق المسدود. وكانت التقارير التي تأتينا بانتظام من العملاء والجواسيس مخيبة للآمال، كما كانت نتائج المؤتمرات كلها صفرا أو تحت الصفر. لكننا لم نكن ندع المجال لليأس فينا، حيث عودنا أنفسنا النفس الطويل، والصبر الا متناهى. وأذكر ذات مرة عقدنا مؤتمرا حضره الوزير بشخصه وأكبر القساوسة وعدد من الخبراء، وكان عددنا جميعا عشرين شخصا، وطال النقاش أكثر من ثلاث ساعات وأنتهينا بدون أية نتيجة، إلا أن القس قال: لا تنزعجوا، فأن المسيح لم يصل إلى الحكم إلا بعد ثلاثمائة سنة من الاضهاد والتشريد له ولأتباعه، وعسى أن ينظر إلينا المسيح نظرة من ملكوته فيمنحنا إزالة الكفار عن مراكزهم ولو بعد ثلاثمائة سنة، فعلينا أن نتسلح بالإيمان الراسخ والصبر الطويل وإتخاذ كافة الوسائل والسبل للسيطرة ونشر المسيحية في ربوع المحمديين ولو وصلنا إلى النتيجة بعد قرون، فأن الآباء يزرعون للأبناء.
وحتى أنه -ذات مرة- عُقد في الوزارة مؤتمر حضره ممثلون من كل من بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا وكان مؤتمرا في أعلى المستويات، وكان الحاضرون لفيفا من الهيئات الدبلوماسية ورجال الدين، وكان من حسن حظي أن حضرت المؤتمر لعلاقتي الوطيدة بالوزير، وعرض المؤتمرون مشاكل المحمديين عرضا وافيا حيث ذكروا فيه سبل تمزيقهم وسلخهم عن عقيدتهم وأرجاعهم إلى حظيرة الإيمان كما رجعت إسبانيا إليها بعد قرون من غزو المحمديين البرابرة لها. لكن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب، وقد كتبت أنا كل ما دار من نقاش في ذلك المؤتمر في كتابي - إلى ملكوت المسيح:
أنه من الصعب أن تقلع جذور شجرة أمتدت إلى شرق الارض وغربها، لكن الإنسان يجب عليه أن يذلل الصعاب مهما كان الثمن. إن المسيحية لم تأتي إلا لتنتشر، وقد وعدنا بذلك السيد المسيح نفسه، أما محمد فقد ساعده ظرف انحطاط العالمين الشرقى والغربي، وظروف الانحطاط إذا ولّت فقد يذهب معه أيضا ما رافقه من ويلات. ومن حسن الظن أن الأمر قد انعكس فقد إنحط المحمديون وارتفعت بلاد المسيح، فإنه الوقت لأن نطلب الثأر ونسترجع ما فقدناه طيلة قرون، وهاهى دولة قوية عصرية هى بريطانيا العظمى تأخذ بزمام هذه المبادرة المباركة.
أوفدتني وزارة المستعمرات عام (1710) إلى كل من مصر والعراق وطهران والحجاز والاستانة لأجمع المعلومات الكافية التي تعزز سبل تمزيقنا للمسلمين، ونشر السيطرة على بلاد الإسلام.
وبُعث في نفس الوقت تسعة آخرين من خيرة الموظفين لدى الوزارة، ممن تكتمل فيهم الحيوية والنشاط والتحمس لسيطرة الحكومة على سائر أجزاء الامبراطورية، وسائر بلاد المسلمين، وقد زودتنا الوزارة بالمال الكافي، والمعلومات اللازمة والخرائط الممكنة، وأسماء الحكام العلماء والحكام ورؤساء القبائل، ولم أنسى كلمة السكرتير حين ودعنا باسم السيد المسيح وقال: إن على نجاحكم يتوقف مستقبل بلادنا فابدوا ما عندكم من طاقات النجاح.
فأبحرت أنا جهة الاستانة مركز الخلافة الإسلامية، وكانت مهمتى مزدوجة. وحيث كان من المفروض أن أكمل تعليمى للغة التركية، لغة المسلمين هناك، فقد كنت تعلمت شيئا كثيرا عن ثلاث لغات في لندن، اللغة التركية ولغة العرب (لغة القرآن) واللغة الفلهوية لغة أهل فارس. لكن تعلم اللغة شيء والسيطرة على اللغة حتى يتمكن الإنسان أن يتكلم مثل لغة أهل البلاد شيء آخر.
فبينما لا يستغرق الأول إلا سنوات قلائل، يستغرق الأمر الثاني أضعاف ذلك الوقت، فإن المفروض أن أتعلم اللغة بكافة دقائقها حتى لا يثار حولي شبهة.
ولكني لم أكن أقلق لهذه الجهة لأن المسلمين عندهم تسامح ورحابة صدر وحسن ظن كما علمهم نبيهم، فالشبهة عندهم لا تكون كالشبهة عندنا. ومن طرف آخر فإن حكومة الأتراك لم تكن في المستوى الائق لكشف الجواسيس والعملاء، فقد كانت حكومة آخذة في الضعف والهزال مما يؤمن جانبنا.
وبعد سفرة مضنية وصلت إلى استانة وسميت نفسى (محمدا) وأخذت أحضر المسجد (مكان إجتماع المسلمين لعبادتهم) وراقني النظام والنظافة والطاعة التي وجدتها عندهم، وقلت في نفسى: لماذا نحارب نحن هؤلاء البشر؟ ولماذا نعمل من أجل تمزيقهم وسلب نعمهم؟ هل أوصانا المسيح بذلك؟ لكني رجعت فورا واستنفرت من هذا التفكير الشيطاني، وجددت العزم على أن أشرب إلى آخر الكأس.
وقد التقيت هناك بعالم طاعن في السن أسمه (أحمد أفندم) وكان من طيب النفس ورحابة الصدر وصفاء الضمير وحب الخير، ما لم أجده في أحسن رجال ديننا، وكان الشيخ يحاول ليله ونهاره في أن يتشبّه بالنبي محمد، فكان يجعله المثل الأعلى، وكلما ذكره فاضت عيناه بالدموع. ومن حسن الحظ أنه لم يسألني -حتى مرة واحدة- عن أصلي ونسبي، وإنما كان يخاطبني (محمد أفندى) ويعلمني ما كنت أسئله ويحن عليّ حنوا كبيرا لما عرف أني ضيف في بلادهم جئت لأن أعمل، ولأجل أن أكون في ظل السلطان الذي يمثل النبي محمد، فقد كانت هذه حجتى في البقاء في الاستانة.
وكنت قد قلت للشيخ: أني شاب قد مات أبي وأمي وليس لي إخوة، وتركوا لي شيء من المال ففكرت أن أكتسب وأن أتعلم القرآن والسنة، فجئت إلى مركز الإسلام لأحصل على الدين والدنيا.
فرحب بي الشيخ كثيرا وقال لي ما نصه وقد كتبته بلفظه إن الواجب أن نحترمك لعدة أسباب:
لأنك مسلم والمسلمون أخوة .
ولأنك ضيف وقد قال رسول الله أكرموا الضيف .
ولأنك طالب علم والإسلام يؤكد على إكرام طالب العلم .
لأنك تريد الكسب وقد ورد نص بأن الكاسب حبيب الله .
وقد أعجبت أنا بهذه الأمور أيما إعجاب، وقلت في نفسى يا ليت كانت المسيحية تعى مثل هذه الحقائق النيرة، لكني تعجبت كيف أن الإسلام في هذه الرفعة شمله الضعف والانحطاط على أيدى هؤلاء الحكام المغرورين والعلماء الجهلة بالحياة.
قلت للشيخ: إنني أريد أن أتعلم القرآن المبين، فرحب الشيخ بالطلب وأخذ يعلمني من سورة الحمد ويفسر لي المعاني وقد كنت أجد مشقة في النطق ببعض ألفاظها وأحيانا كانت المشقة منتهاها.
وأذكر أني لم أتعلم النطق بجملة (وعلى أمم ممن معك) إلا بعد تكرارها عشرات المرات في ظرف إسبوع، حيث قال لي الشيخ اللازم عليك الإدغام. وكيفما كان فقد قرأت القرآن عنده في مدة سنتين كاملتين من أوله إلي آخره، وكان إذا أراد تعليمى توضأ وضوء الصلاة وأمرني بالوضوء كما هو ونجلس جهة القبلة.
والجدير بالذكر أن أذكر أن الوضوء عند المسلمين جملة من الاغتسال، فأولا يغسلون الوجه، وثانيا اليد اليمنى من الأصابع إلى المرفق، وثالثا اليد اليسرى من الأصابع إلى المرفق، ورابعا يمسحون الراس وخلف الأذنين والرقبة، وخامسا يغسلون الرجلين.
ويقولون: الأفضل أن يدير الشخص الماء في فمه، وأن يسحب الماء إلى الأعلى في أنفه قبل البدء في الوضوء.
وقد كنت أنزعج انزعاجا كبيرا من المسواك وهى__________________________يدخلونها في أفواههم لأجل تنظيف الأسنان قبل الوضوء، فقد كنت أعتقد أن هذه العودة تضر الأسنان والفم، وكانت أحيانا تجرح الفم ويخرج الدم منه، لكني كنت مجبورا، أن أفعل ذلك لأنها عندهم سنة مؤكدة أمر بها نبيهم محمد، وهم يذكرون لها فضائل كثيرة.
لقد كنت أيام إقامتى في (الاستانة) أنام عند خادم المسجد لقاء ما أعطيه من المال وكان إنسانا عصبي المزاج واسمه (مروان أفندى) وهو اسم أحد أصحاب الرسول، وكان الخادم يعتز بهذا الاسم المبارك، وكان يقول لى: إن رزقت ولدا سمه (مروان) لأنه من كبار الشخصيات المجاهدة في الإسلام.
وكنت أتعشى هناك عند الخادم حيث كان يهيىء لى الطعام، وأيام الجمعة وهى عيد المسلمين لم أكن أذهب إلى العمل، أما سائر الأيام فقد كنت أذهب إلى نجار هناك أشتغل عنده لقاء أجر زهيد، كان يدفعه لي أسبوعيا، وحيث كان عملي في فترة الصباح فقط، فقد كان يجرى لي نصف أجور عماله، وكان اسم النجار (خالد)، وكان يثرثر في أوقات فراغه عن فضائل (خالد بن الوليد) الفاتح الإسلامي الذي صحب محمد النبي وأبلى في الإسلام بلاء حسنا، لكنه كان يحز في نفسه – أي النجار - أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما تولى الخلافة عزل خالد بن الوليد. وكان خالد صاحب المحل سيىء الأخلاق، عصبي المزاج إلى أبعد حد، وكان يطمئن مني اطمئنانا لم أدر سببه، ولعله وثق بي حيث كنت مطيعا سماعا له، لا أناقشه في شؤونه الدينية ولا في شؤون دكانه. وكان إذا خلا بي طلب مني أن يلوط بي، وكان هذا العمل عندهم من أشد الممنوعات كما قال لى الشيخ أحمد، إلا أن خالدا كان لا يهتم بالشريعة في باطن أمره، وإن كان في ظاهر أمره ملتزما بالتظاهر عند رفاقه بها، و كان يحضر صلاة الجمعة، أما سائر الأيام لا أعلم هل كان يصلي أم لا؟ لكني كنت أمتنع عن إعطائه رغبته، وأظن أنه كان يعمل ذلك مع بعض آخر من عماله، حيث كان أحد العاملين شابا جميلا من (سيلانيك) وكان يهوديا قد أسلم، فكان يصحبه معه أحيانا إلى خلف المحل الذي كان مخزنا لأخشابه، و يتظاهران أنهما يذهبان هناك لإصلاح المخزن، لكني كنت أعلم أنهما يذهبان لقضاء الحاجة.
كنت أتغذى في الدكان، ثم أذهب للصلاة في المسجد ثم أبقى في المسجد إلى وقت العصر، فإذا فرغت من صلاة العصر ذهبت إلى دار الشيخ أحمد وأبقى معه مدة ساعتين أتعلم عنده القرآن، واللغة التركية، واللغة العربية وفي كل جمعة كنت أدفع إليه زكاة ماحصلت عليه في الأسبوع من المال، و في الحقيقة الزكاة كانت رشوة مني له لاستمرار علاقتى به، ولأجل أن يعلمني أفضل تعليم، وكان هو لا يقصر في تعليمى القرآن ومباديء الإسلام ودقائق اللغتين العربية والتركية.
ولما علم الشيخ أحمد أنني أعزب طلب إليّ أن يزوجني إحدى بناته لكني أبيت بحجة أنني (عنين) لا أملك ما يملكه الرجال، ولم أبد له هذا العذر إلا بعد أن أصر وكاد أن ينفصم معه علاقتى، من أجل أنه كان يقول: الزواج سنة الرسول وقد قال الرسول: من رغب عن سنتى فليس مني. وحينذاك لم أجد بدا من أظهار هذا المرض (المكذوب)، فاقتنع الشيخ وعادت العلاقة كما كانت من الود والصفاء.
بعد إتمام سنتين من مكثي في ( الاستانة )، استأذنت العودة إلى وطني ولكن الشيخ لم يأذن قائلا:
لماذا الرجوع؟ إن الاستانة فيها ما تشتهية الأنفس وتلذ الأعين وقد جمع الله فيها بين الدنيا والدين، وأردف، أنك قلت سابقا أنه مات أبوك وأمك وليس لك إخوة فاجعل الاستانة وطنك. ومع أن الشيخ كان يصر عليّ في البقاء لأنسه بي وكنت أنا أيضا أنست به أنسا كبيرا، لكن الواجب الوطني كان يجبرني بالرجوع إلى لندن لتقديم تقرير مفصل عن الأوضاع في عاصمة الخلافة، ولأتزود بأوامر جديدة حول مهمتي.
وقد جرت العادة طيلة مكثى في الاستانة أن أقدم كل شهر تقريرا عن حالي وعن التطورات وعما شاهدته إلى وزارة المستعمرات، وأذكر ذات مرة قدمت تقريرا ضمنته ما أراده معي صاحب المحل من عمل اللواط، فجاء الرد أنه علي أن لا أمانع من ذلك إذا كان في ذلك الفعل تسهيل الوصول إلى الهدف، و لما قرأت الجواب دارت بي الأرض الفضاء، وفكرت كيف لا يستحى رؤسائي من الأمر بمثل هذا العمل الشنيع؟ لكنة لم يكن لي بد من شرب الكأس إلى الثمالة، فبقيت في وضعي دون أن أنبس ببنت شفة.
وفي يوم الوداع مع الشيخ أنهمرت عيناه بالدموع، وودعني قائلا: الله معك يا ولدي وإذا عدت إلى هذا البلد وأنا ميت فأذكرني، وسوف نلتقي عند رسول الله في المحشر. وفي الواقع أني تأثرت تأثيرا بالغا وجرت دموعى حارة لكن الواجب كان فوق العواطف.
كان الرفاق التسعة الآخرون قد تلقوا أوامر من الوزارة لحضورهم إلى لندن كما تلقيت أنا أيضا، ولكن لسوء الحظ لم نرجع إلا ستة فقط. أما الأربعة الآخرون فقد صار أحدهم مسلما وبقى في مصر كما أخبرنا بذلك السكرتير، لكن السكرتير أظهر ارتياحه بأنه لم يفش السر. وألتحق أحدهم بروسيا وقد كان هذا من أصل روسي، وكان السكرتير يبني قلقا شديدا حوله ليس لأنه ألتحق بالوطن الام ولكن من أجل أن السكرتير كان يظن أن الرجل كان جاسوسا للروس في وزارة المستعمرات ولما انتهت مهمته رجع إلى بلاده. وكان الثالث قد مات في مدينة عمارة (بلد في طرف بغداد) على أثر وباء إجتاح البلاد هناك على ما أخبرنا السكرتير بذلك. أما الرابع فلم يعلم أحد عن مصيره إذ راقبته الوزارة حتى وصوله إلى (صنعاء) في اليمن من بلاد العرب، وكانت تقاريره ترسل بانتظام إلى الوزارة فترة سنة، ثم انقطعت بعد ذلك، وكلما حاولت الوزارة الاطلاع على أحواله لم تحصل على شيء. وقد كانت الوزارة تعتبر خسارة كل واحد من العشرة كارثة، حيث كنا نحسب لكل إنسان حسابا دقيقا. فنحن أمة قليلة العدد كبيرة المهام، وفقد كل إنسان من هذا الطراز كان كارثة عندنا.
بعد أن سمع السكرتير أولويات تقاريري، أرسلني إلى مؤتمر عقد لأجل الاستماع إلى تقاريرنا نحن الستة، وقد اجتمع حشد كبير من وزارة المستعمرات برئاسة الوزير نفسة للاستماع لتقاريرنا.
وقدم زملائى تقارير أولية من المهمة التي أوكلت لهم، كما قدمت أنا تقريرا ألتقطت فيه رؤوس الأقلام. واستحسن أعمالي الوزير والسكرتير وبعض الحاضرين، ولكنني لاحظت أني كنت الثالث من حيث جودة العمل، حيث كان الزميلان (جورج بلكود) و(هنرى فانس) في الدرجتين الأولى والثانية من حيث جودة العمل.
كنت قد نجحت نجاحا باهرا في تعلم التركية والعربية والقرآن والشريعة، لكني لم أحرز نجاحا في تقديم تقرير يدل الوزارة على مواقع الضعف في الدولة العثمانية. وبعدما انفضت الجلسة التي دامت ستة ساعات، لفت نظرى السكرتير إلى نقطة الضعف، قلت له أن مهمتى تعلم اللغة والشريعة والقرآن، ولذا لم أبذل وقتا كافيا لغير ذلك، وسوف أكون عند حسن ظنكم في السفرة القادمة أن أوليتم ثقتكم بي. قال السكرتير: لا شك أنك ناجح لكني آمل منك أن تحرز قصب السبق في هذه الحلبة، أن مهمتك يا همفر في السفرة القادمة أمران هي
أولا - أن تجد نقطة الضعف عند المسلمين والتي نتمكن بها من أن ندخل في جسمهم ونبدد أوصالهم ، فإن أساس النجاح على العدو هو هذا.
ثانيا - أن تكون أنت المباشر لهذا الأمر إذا ما وجدت نقطة الضعف، فإن قدرت على المهمة فسوف أطمئن بأنك أنجح العملاء وستستحق وسام الوزارة.
بقيت في لندن مدة ستة أشهر وتزوجت بأبنة عمي (ماري اشواي) التي كانت تكبرني بسنة، فقد كان عمري إذ ذاك اثنين وعشرين سنة بينما كان عمرها ثلاثا وعشرين سنة، وكانت فتاة متوسطة الذكاء، بارعة الجمال وثقافتها عادية، وقضيت أجمل أيام حياتي معها تلك المدة، وحملت مني، وقد كنت أنتظر الضيف الجديد بفارغ الصبر وإذا بالأوامر الصارمة تصدر من الوزارة في أن أتوجه إلى إقليم العراق، البلد العربي الذي استعمرتة الخلافة منذ زمن طويل.
وقد أسفت لهذه الأوامر في وقت كنت أنتظر فيه ولدي، لكن اهتمامي ببلدي وحبي للشهرة بين زملائى كانا يفوقان عواطف الزوجية والولد ولذا لم أتردد في القبول رغم الحاح زوجتى أن أرجىء الأمر إلى ما بعد ولادتها. ويوم فارقتها بكيت أنا وبكيت هى بكاءا مرا، وقالت لى: لا تنقطع عني بالرسائل كما سأخبرك أنا أيضا عبر الرسائل بعشنا الذهبي الجديد. وهذه الكلمة كانت عاصفة على قلبي حتى أني صممت أن ألغي السفرة لكني تملكت عواطفي وودعتها وخرجت إلى الوزارة لأحصل على الإرشادات الأخيرة.