|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 40617
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 28
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
النجف الاشرف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 06-01-2010 الساعة : 02:02 AM
ما هو القول الفصل في رؤية النبي ربه في حادثة الإسراء والمعراج
بقلم »</U> الشيخ سليم بن عيد الهلالي
حديث الإسراء والمعراج متواتر ومتفق عليه بين أهل الحديث والسير، وهو كذلك ثابت بنصوص قرآنية صريحة؛ فهو قطعي الثبوت، قطعي الدلالة.وأسري برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده -على الصحيح من قولي الصحابة والعلماء ، من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكباً البراق في صحبة جبريل -عليه السلام-، فنزل ثَمَّ، وأمَّ بالأنبياء ببيت المقدس، فصلى بهم. وقد نقل ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية؛ أنهما قالا: إنما كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده، ونقل عن الحسن البصري نحو ذلك، ابن إسحاق في ذلك.
وقد روى البخاري من حديث شريك بن أبي نمر عن أبي حمزة؛ أنس بن مالك -رضي الله عنه- مطولاً، قال في آخره: «ثم استيقظت؛ فإذا أنا بالحجر»؛ فتكلم العلماء في هذه اللفظة وفي زيادات أخر لم يسردها مسلم في «صحيحه»، وإنما أورد سنده، ثم قال: فقدم وأخر، وزاد ونقص، ولم يسرده كما سرده البخاري؛ فاستحسن منه ذلك -رحمه الله تعالى-.
قلت: ما ذكره المصنف- رحمه الله- وصححه؛ هو الحق الذي عليه معظم السلف والخلف، وتدل عليه الأدلة الواضحة الصريحة، والأخبار الظاهرة الصحيحة.
وانظر -لزاماً-: «جامع البيان» (15/13و14)، و«زاد المعاد» (1/99و3/ 34و40)، و«الشفا» (1/248)، و«فتح الباري» (7/197).
وأما شريك بن أبي نمر؛ فقد اضطرب في حديث الإسراء الذي أخرجه البخاري، ولم يضبطه.
وانظر: «صحيح البخاري» (3887)، و«صحيح مسلم» (164).
ولشيخنا الإمام الألباني -رحمه الله- رسالة نافعة؛ هي: «صحيح الإسراء والمعراج»؛ لكن لم يكملها.
ثم عرج به تلك الليلة من هناك إلى السماء الدنيا، ثم التي تليها، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم التي تليها، ثم السابعة، ورأى الأنبياء في السماوات على منازلهم، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى؛ ورأى عندها جبريل على الصورة التي خلقه الله عليها، وفرض الله عليه الصلوات تلك الليلة
واختلف العلماء: هل رأى ربه -عز وجل- أولا؟ على قولين:والذي يظهر أنه لا خلاف حقيقي بين الصحابة في مسألة رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه، وإنما هو خلاف لفظي، وابن عباس -رضي الله عنه- ورد عنه رواية مطلقة وأخرى مقيدة بفؤاده، ولم يرو عنه أنه قال: رآه بعيني رأسه؛ فوجب حمل المطلق على المقيد، وعندئذ لا خلاف، والله أعلم.
فصح عن ابن عباس؛ أنه قال: رأى ربه،([1])، و جاء في رواية عنه: رآه بفؤاده(2)
وفي «الصحيحين» عن عائشة –رضي الله تعالى عنها-: أنها أنكرت ذلك على قائله([3]).
وقالت هي و ابن مسعود: إنما رأى جبريل([4]).
وروى مسلم في «صحيحه» ([5]) من حديث قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر؛أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: «نور؛ أنى أراه؟!». وفي رواية([6]): «رأيت نوراً»؛ فهذا الحديث كاف في هذه المسألة ، وبهذا يعلم أنه لا خلاف بين الصحابة في مسألة رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه ليلة الإسراء والمعراج. وهذا ما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل وعثمان بن سعيد الدارمي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما. وانظر- غير مأمور-: «منهاج السنة النبوية» (2/636-637)،و«زاد المعاد» (ص 380-381-ط دار ابن حزم). .
([1]) أخرجه الترمذي (5/395/3279و3280)، والنسائي في «الكبرى» (10/276/11473)، والطبري في «جامع البيان» (27/31)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1/189/434و435و190/437و191/439)، وابن خزيمة في «التوحيد» (1/481/273و482/274و486/278و487/279)، وابن حبان في «صحيحه» (40/38- «موارد»)، والطبراني في «المعجم الكبير» (11/194/11619)، والدارقطني في «الرؤية» (349/270و352/275و276)، والآجري في «الشريعة» (2/1048-1049/627و3/1541-1542/1032 - ط دار الوطن)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (2/360/933و362/935) وغيرهم كثير من طريقين عن ابن عباس به.
وسنده صحيح، وقد صححه شيخنا الإمام الألباني -رحمه الله- في «صحيح موارد الظمآن» (35)، و«ظلال الجنة»، وحسن أحد طريقيه في «مشكاة المصابيح» (5/220- «هداية الرواة»).
وقال الترمذي: «حديث حسن غريب».
([2]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (176/285)، وزاد: «مرتين».
وفي رواية (176/284): «رآه بقلبه».
([3]) أخرجه البخاري (4855و7380)، ومسلم (177).
([4]) أخرجه البخاري (4856و4857)، ومسلم (174و175).
([5]) (178/291).
([6]) عند مسلم (178/292).
|
|
|
|
|