رحم الله سيد شهداء العصر، وعهد على الشرفاء أن يبقى رمزاً للنضال وحافزاً للصمود أبى إلا أن يموت شهيداً، وما كان سيموت إلا شهيداً، رافضاً الاستسلام لأعدائه ومساوماتهم، رافضاً الاعتراف بالكيان الصهيوني، رافضاً الهروب من وطنه، باسلاً في معاركه ومواجهة أقداره، شاهداً على استشهاد أبنائه في معركة الشرف ضد جحافل قوات الاحتلال، أبياً حتى الموت، شهيدا بين أهله وشعبه وعلى تراب بلاده بيد أعدائه..
سيبقى صدام حسين الشهيد رمزاً لكل المناضلين في وجه قانون القوة والغطرسة الأنغلو - أمريكية.. استشهدت واقفاً كنخل العراق، فمبروك لك الشهادة، ومثواك جنان الفردوس..
يا أبا عدي، إنها ليست كلمات نعي، بل مقولة عهد واستذكار من شرفاء وأحرار الأمة العربية الذين عاشوا عصر هذا القائد العربي ورأوا في حكمه مشروع نهضة عربية جديدة، وإنّا لله وإنا إليه راجعون..
حمل مشروع استشهاده بيد وبيده الأخرى حمل مشروع الأمة ونهضتها، فكان تصميمه على مقارعة المستعمرين نحو الحرية والاستقلال أكيداً من دون زيف أو رياء..
فهو من أمم النفط العراقي الأغنى في العالم، وقطع أدبار الشركات الاحتكارية التي كانت تمص دم العراقيين وتستنزف ثرواتهم، وجعل لكل العرب أسهماً في نفط العراق، من اليمن والأردن حتى المغرب..
وهو من استثمر ثروات بلاده في تعليم أبناء العراق حتى صار عدد العلماء العراقيين يزيد على علماء المملكة المتحدة، وبهم تقدّمَ في بناء قوة العراق وصرحه العلمي والصناعي والتكنولوجي حتى اقترب من مرتبة الدول الصناعية..
وهو من رعى بناء أقوى برنامج نووي عربي "كان قاب قوسين وأدنى من القنبلة الذرية"، حتى جاءت أيادي الغدر الأجنبي بالمفتشين الدوليين لتدمير كل ما بناه أبناء العراق أمام أعينهم الملأى بالدموع!.
وهو من أكرم المرأة العراقية وأعطاها من الحقوق كما لم تكرّم امرأة عربية غيرها..
وهو الذي حقق للعراق أعلى المعدلات الإنسانية بموجب معايير الأمم المتحدة وتقاريرها حتى عام 1989، في محو الأمية والغذاء الصحي والتنمية البشرية والاقتصادية والعلمية..
وهو من بنى أقوى جيش عربي قادر على منازلة الطامعين في أرضنا وثرواتنا..
وهو أول زعيم عربي أمطر عاصمة الكيان الصهيوني بعشرات الصواريخ، وأعتمت وسائل الإعلام على أخبار هذا الإنجاز العربي المبهر، كي لا يحصل هذا الزعيم على المزيد من الأنصار والمؤيدين..
وهو من حمى الخليج العربي من المد الإيراني في حرب استمرت ثمان سنوات طوال، وأزال غبار ريحهم الصفراء، حتى تجرع المعتدون كأس السم وأوقفوا القتال..
ومازال رجاله وأبطال العراق المقاومين يقاتلون لحماية عروبتنا المهددة تحت نيران الغزو والاحتلال والتعاون الأنغلو-أمريكي-الصهيو-صفوي في كل المنطقة العربية..
ولمن له رأي غير ذلك حول صدام حسين نكرر ما قاله الأستاذ علي الصراف (المعارض لنظام صدام) "سنختلف فيه وحوله وعليه، مثلما يختلف البشر حول الكثير من قادة التاريخ، ولكن صدام حسين، الذي قدم موته على حبل المشنقة، فداء لما يؤمن به، سيظل، إلى الأبد، واحدا من قلائل المناضلين الذين جعلوا من حياتهم تحديا صارما حتى الرمق الأخير.
وسنختلف فيه وحوله وعليه، كما نختلف حول كل قضية، يراها فسطاط من الناس عادلة ويراها غيرهم باطلة، ولكن أحدا لن يختلف في أن صدام حسين دفع المهر الأغلى دفاعا عن قضيته وموقفه.
وسنختلف فيه وحوله وعليه، كما نختلف حول الكثير من مفاهيم الحرية والعدالة والطغيان والجبروت والديمقراطية والدكتاتورية، ولكن أحدا لن يختلف في أن صدام حسين كان صاحب مشروع استراتيجي، تاريخي وكبير".
وللمتسائلين حول الحكمة من اختيار ذلك التوقيت لاغتيال هذا الزعيم والرمز العربي المسلم، مع صلاة العيد الأكبر في الأشهر الحرم، عليه أن يرجع إلى خطاب الحرب على العراق لجورج دبليو بوش في يوم 19 مارس (آذار) 2003، الذي أعلن فيه قيام حربه الصليبية الجديدة ضد المسلمين.. فهذا الإعلان لم يكن زلة لسان بقدر ما كان تذكيراً لأمته عن حربه (المقدسة) التي سيذل بها العرب وكل مقدساتهم، مؤكداً له بتلك الحمم النارية التي أنزلها على العراقيين في كل المناسبات الدينية وأشهر الصوم والأعياد والعبادات، فلم يعد هناك تحد واستفزاز أقوى من توقيت ساعات صلاة عيد الأضحى المبارك ليغتالوا فيه الرئيس العربي المسلم الذي نازلهم حتى آخر رمق من أنفاسه من دون أن يكمل نطق الشهادتين..
فهل هناك من يرفض بعد الآن أن هذه الحرب الصليبية هي استمرار لحرب الفرنجة التي بدأت من أوروبا منذ ستة قرون..
ولكن هيهات، اعتقدوا أن قتلهم لصلاح الدين في ذلك العيد الحزين سيجلب لهم النصر.. ولم يعلموا أن الملايين قد قدّموا العهد لأجل عيونه وشهادته بأن يبقوا مشاريع استشهاد لذكراه حتى التحرير والثأر.. فهو من أنشأ من كل أباة العراق والعرب أحراراً يرفضون المحتل وأبطالاً يقاتلون بلا هوادة.. ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)) صدق الله العلي العظيم.. sameera@binrajab.com
صوت المنامة - خاصتوجهت قافلة مساعدات طبية من البصرة امس نحو الحدود الكويتية في طريقها الى البحرين لمساعدة جرحى الحركة الشعبية البحرينية.ونقل موقع "إسلام تايمز" عن عبدالحسين من شعبة صحة الزبير ان "قافلة المساعدات قصدت الحدود العراقية الكويتية ، وهي تحمل العشرات من قناني الدم التي تبرع بها اهالي الزبير الى اشقائهم في دولة البحرين من جرحى الحركة الشعبية".ونقلت الوكالة الوطنية العراقية (نينا) عن عبد الحسين قوله ان "القافلة، التي يرافقها اطباء بمختلف الاختصاصات ، تحمل ايضا ادوية ومستلزمات صحية ، لتشكل دعما متواضعا من ابناء الزبير الى اهالي البحرين". من جهة اخرى ، انطلقت في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى صباح امس تظاهرة سلمية ضمت اكثر من250 شخصا تضامنا مع الشعب البحريني. وتجمع المتظاهرون امام مبنى قائم مقامية المقدادية مرددين شعارات تندد بتدخانطلاق قافلة مساعدات طبية من البصرة الى البحرين
منقوول
أعتقد أنه لن يسمح بدخولها إلى البحرين و أتمنى أن تدخل
قال السيدعبدالله الغريفي في حديثه الأسبوعي عن الوضع الأمني «إن الشعب طالب بحقوقه، بالعدالة، بالكرامة، وعبِّر في أصعب المنعطفات التي مرّ بها هذا الوطن عن حبّه وولائه لهذه الأرض، فهل يكون جزاؤه الاستنفار والتجييش؟».
وأوضح الغريفي «ربّما يُقال: إنّ النظامَ قد اضطر لهذا الخيار، وهذا وهمٌ كبير، أوقع السلطة في منزلقٍ صعب»، مؤكداً أن «مع بداياتِ الأحداثِ كان بالإمكان احتواءُ الموقف، إلاّ أنّ ردّة الفعل الرسمي اتّسمت بالعُنفِ المُفرط، ما دفعت في اتجاه التصعيد والتأزيم، وحدَث هدوء، وجاءت دعوةُ الحوارِ، وما كانت دعوةً مرفوضةً، وقد قدّمت القوى السيّاسية ورقةً تحملُ خارطةَ طريقٍ لهذا الحوارِ، ليكون حواراً منتجاً وقادراً على أن ينقذ البلد من مأزقِهِ الصعب، وجاءَ الردُّ الرسمي مبهماً في حاجةٍ إلى مزيدٍ من الوضوح، وطالبت القوى السيّاسية بدرجةٍ أكبر من الوضوح والشفافية ليبدأ الحوار، وإذا بنا نُفَاجأ بتصعيدٍ غير مسبوقٍ، وببطشٍ غير مُبّررٍ، وبتحشيد جيوشٍ، ومعدّاتِ حرب». وأضاف «ربّما حدثت بعضُ انفعالاتٍ في الشارع، وربّما صرخت بعضُ شعاراتٍ أزعجت النظام، وربّما اندفعت بعض حراكاتٍ هنا أو هناك أقلقت السلطة، إلاّ أنّ كلّ هذا لا يبّرر أبدًا قرارَ البطشِ، والفتكِ، والتصعيد، والتحشيد، لقد ضجَّ العالم شاجباً هذا الاستخدام المُفرط للقوة، ومازالت الأصوات ترتفع مطالبةً بإيقافِ العنفِ ضدّ الشعب، وبالاستجابة لمطالبه العادلةِ... فما عاد خيار العنف هو الخيار القادر على أن يعالج الأوضاع، وإن طال الزمن». وقال: «إنّ المحنة التي يمرُّ بها شعبنا في هذه المرحلة الصعبة، تفرضُ علينا مزيداً من الصبر والمصابرة والاحتساب، والثقة بالله تعالى، والتوكّل عليه... (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 49)، وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (الطلاق: 3)، الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (النحل: 42)، وحينما نصرُّ على أن نصبر ونصابر فهذا يعني أن تبقى مطالبنا العادلة قائمة، مادمنا واثقين أنّها مطالب مشروعة... إنّ المطالبة بنظامٍ سياسيٍ عادل، يوفّر للشعب حرّيته (...) هذه المطالبة لا تشكّل جناية، وإنّما هي ممارسة مشروعة تقرّها كلّ القوانين».
وأوضح الغريفي «منذ أن انطلقت الحركة المطلبيّة، كان الخيار السلمي هو شعارها، وعلى رغم القسوة التي وُوجهت بها هذه الحركة، ما جنحت للعنف والصدام، قلنا ومازلنا نقول إنّنا مع الوسائل السلميّة».
واعتبر أن «من أخطر ما تواجهه البحرين في هذه المرحلة من تاريخها هذا الإنتاج للمشروع الطائفي، والذي بدأ يترسم حالات عنفٍ وتطرّفٍ، منذرةً بمآلاتٍ مدمّرةٍ لن تترك أخضر ولا يابساً إلاّ وأحرقته، إذا أصرّ مصنِّعو هذا المشروع على الاستمرار في تسويقه، واللعب بأوراقه... ربّما يُقال إنّ الحراك السّياسي المطالب بالحقوق هو الذي هيّأ الأجواء لإنتاج المشروع الطائفي، فتداعيات الموقف السيّاسي الشعبي دفعت في اتجاه توتّرات، واحتقانات، وصدامات ذات صبغةٍ طائفيّة ومذهبيّة، كما حدث في المدارس المختلطة وفي المناطق المختلطة، ولكن هذا القول ليس صحيحاً، والهدف منه الإساءة للحراك السيّاسي الشعبي». وتساءل: «إلى أين تتجّه الأوضاع في هذا البلد؟»، لا أظنُّ أنّ أحداً ممّن ينتمي إلى هذا الوطن يريد للأوضاع أن تتجّه نحو مزيدٍ من التأزّم، والتوتّر، والاحتقان، والتصعيد»، معتبراً أن «الخيار الأمني لا ينقذ الأوطان من مآزقها السّياسية».