|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 49644
|
الإنتساب : Apr 2010
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
النجف الاشرف
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 09-04-2010 الساعة : 06:36 PM
كثيرا ما تهولون من المسائل وتفهمونها بعقولكم لا تستندون في ذلك على دليل شرعي لا من كتاب ولا من سنة، دليلكم عقلكم وعقلكم دليلكم، فقول مسروق لأم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- يا أمتاه بزيادة الألف والهاء وقال الخطابي: هم يقولون في النداء يا أبه أمه إذا وقفوا فإذا وصلوا قالوا يا أبت ويا أمت وإذا فتحوا للنعدبة قالوا يا أبتاه ويا أمتاه والهاء الوقف وقال الكرماني هذا ليس من باب الندبة إذ ليس ذلك تفجعا عليها وقال بعضهم أصله يا أم فأضيف إليها ألف الاستغاثة فأبدلت تاء وزيدت هاء السكت بعد الألف قلت لم يقل أحد ممن يؤخذ عنه أن الألف فيه للاستغاثة وأين الاستغاثة هاهنا قوله لقد قف شعري أي قام من الفزع لما حصل عندها من هيبة الله عز وجل وقال النضر بن شميل القفة بفتح القاف وتشديد الفاء كالقشعريرة وأصله التقبض والاجتماع لأن الجلد ينقبض عند الفزع فيقوم الشعر لذلك قوله أين أنت من ثلاث أي أين فهمك يغيب من استحضار ثلاثة أشياء فينبغي لك أن تستحضرها ليحبط علمك بكذب من يدعي وقوعها قوله من حدثكهن أي من حدثك هذه الثلاث فقد كذب قوله من حدثك أن محمدا رأى ربه هذا هو الأول من الثلاث وهو أن من يخبر أن النبي رأى ربه يعني ليلة المعراج فقد كذب في إخباره ثم استدلت عائشة على نفي الرؤية بالآيتين المذكورتين إحداهما هو قوله لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وجه الاستدلال بها أن الله عز وجل نفى أن تدركه الأبصار وعدم الإدراك يقتضي نفي الرؤية بأن المراد بالإدراك الإحاطة وهم يقولون بهذا أيضا وعدم الإحاطة لا يستلزم نفي الرؤية وقال النووي لم تنف عائشة الرؤية بحديث مرفوع ولو كان معها في حديث لذكرته وإنما اعتمدت الاستنباط على ما ذكرت من ظاهر الآية قد خالفها غيرها من الصحابة والصحابي إذا قال قولا وخالفه غيره منهم لم يكن ذلك القول حجة اتفاقا وقد خالف عائشة ابن عباس فأخرج الترمذي من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال رأى محمد ربه قلت أليس الله يقول لا تدركه الأبصار قال ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره وقد رأى ربه مرتين وروى ابن خزيمة بإسناد قوي عن أنس قال رأى محمد ربه وبه قال سائر أصحاب ابن عباس وكعب الأحبار والزهري وصاحب معمر وآخرون وحكى عبد الرزاق عن معمر عن الحسن أنه حلف أن محمدا رأى ربه وأخرج ابن خزيمة عن عروة بن الزبير إثباتها وكان يشتد عليه إذا ذكر له إنكار عائشة رضي الله تعالى عنها وهو قول الأشعري وغالب اتباعه قوله وما كان لبشر الآية هي الآية الثانية التي استدلت بها عائشة على نفي الرؤية وجه الاستدلال به أن الله تعالى حصر تكليمه لغيره في ثلاثة أوجه وهي الوحي بأن يلقي في روعه ما يشاء أو يكلمه بغير واسطة من وراء حجاب أو يرسل إليه رسولا فيبلغه عنه فيستلزم ذلك انتفاء الرؤية عنه حالة التكلم وأجابوا عنه أن ذلك لا يستلزم نفي الرؤية مطلقا وغاية ما يقتضي نفي تكليم الله على غير هذه الأحوال الثلاثة فيجوز أن التكليم لم يقع حالة الرؤية قوله ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب هذا هو الثلث من الثلاث المذكورة واستدلت على ذلك بقوله تعالىوما تدري نفس ماذا تكسب غدا قوله ومن حدثك أنه فقد كذب هذا هو الثالث من الثلاث المذكورة أي ومن حدثك بأن رسول الله كتم شيئا من الذي شرع الله تعالى له فقد كذب لأنه رسول مأمور بالتبليغ فليس له كتم شيء من ذلك واستدلت على ذلك بقوله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك قوله ولكنه رأى جبرايل هكذا رواية الكشميهني لكنه بالضمير وفي رواية غيره ولكن بدون الضمير ولما نفت عائشة رضي الله تعالى عنها رؤية رسول الله ربه بعينه في سؤال مسروق عنها عن ذلك استدركت بقولها لكن رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين وأشارت بذلك إلى قوله تعالى ولقد رآه نزلة أخرى
( النجم 13 ) قال الثعلبي أي مرة أخرى سماها نزلة على الاستعارة وذلك أن النبي رأى جبريل عليه الصلاة والسلام على صورته التي خلق عليها مرتين مرة بالأرض في الأفق الأعلى ومرة في السماء عند سدرة المنتهى وهذا قول عائشة وأكثر العلماء وهو الاختيار لأنه قرن الرؤية بالمكان فقال عند سدرة المنتهى ولأنه قال نزلة أخرى ووصف الله تعالى بالمكان والنزول الذي هو الانتقال محال فإن قلت كيف التوفيق بين نفي عائشة الرؤية وإثبات ابن عباس إياها
قلت ويحمل نفيها على رؤية البصر وإثباته على رؤية القلب والدليل على هذا ما رواه مسلم من طريق أبي العالية عن ابن عباس في قوله تعالى ما كذب الفؤاد ما رأى ولقد رآره نزلة أخرى قال رأى ربه بفؤاده مرتين وله من طريق عطاء عن ابن عباس قال رآه بقلبه وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء أيضا عن ابن عباس قال لم يره رسول الله بعينه إنما رآه بقلبه وقد رجح القرطبي قول الوقف في هذه المسألة وعزاه لجماعة من المحققين وقواه لأنه ليس في الباب دليل قاطع وغاية ما استدل به للطائفتين ظواهر متعارضة قابلة للتأويل قال وليست المسألة من العمليات فيكتفي فيها بالأدلة الظنية وإنما هي من المعتقدات فلا يكتفي فيها إلا بالدليل القطعي ومال ابن خزيمة في كتاب التوحيد إلا الإثبات وأطنب في الاستدلال وحمل ما ورد عن ابن عباس على أن الرؤيا وقعت مرتين مرة بعينه ومرة بقلبه والله أعلم.
|
|
|
|
|