|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 35924
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 16
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد محمد
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-05-2009 الساعة : 04:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خير البشر اجمعين و على أهل بيته الكرام الطاهرين .
من تفسير الميزان فى القرأن الكريم ( منقول )
قوله تعالى: «إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار» ثاني اثنين أي أحدهما، و الغار الثقبة العظيمة في الجبل، و المراد به غار جبل ثور قرب مني و هو غير غار حراء الذي ربما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يأوي إليه قبل البعثة للأخبار المستفيضة، و المراد بصاحبه هو أبو بكر للنقل القطعي.
و قوله: «إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا» أي لا تحزن خوفا مما تشاهده من الوحدة و الغربة و فقد الناصر و تظاهر الأعداء و تعقيبهم إياي فإن الله سبحانه معنا ينصرني عليهم.
و قوله: «فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها» أي أنزل الله سكينته على رسوله و أيد رسوله بجنود لم تروها يصرفون القوم عنهم بوجوه من الصرف بجميع العوامل التي عملت في انصراف القوم عن دخول الغار و الظفر به (صلى الله عليه وآله وسلم)، و قد روي في ذلك أشياء ستأتي في البحث الروائي إن شاء الله تعالى.
و الدليل على رجوع الضمير في قوله: «فأنزل الله سكينته عليه» إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أولا: رجوع الضمائر التي قبله و بعده إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) كقوله: «إلا تنصروه» و «نصره» و «أخرجه» و «يقول» و «لصاحبه» و «أيده» فلا سبيل إلى رجوع ضمير «عليه» من بينها وحده إلى غيره من غير قرينة قاطعة تدل عليه.
و ثانيا: أن الكلام في الآية مسوق لبيان نصر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث لم يكن معه أحد ممن يتمكن من نصرته إذ يقول تعالى: «إلا تنصروه فقد نصره الله إذ» الآية و إنزال السكينة و التقوية بالجنود من النصر فذاك له (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة.
و يدل على ذلك تكرار «إذ» و ذكرها في الآية ثلاث مرات كل منها بيان لما قبله بوجه فقوله «إذ أخرجه الذين كفروا» بيان لوقت قوله: «فقد نصره الله» و قوله: «إذ هما في الغار» بيان لتشخيص الحال الذي هو قوله: «ثاني اثنين» و قوله: «إذ يقول لصاحبه» بيان لتشخيص الوقت الذي يدل عليه قوله: «إذ هما في الغار».
و ثالثا: أن الآية تجري في سياق واحد حتى يقول: «و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا» و لا ريب أنه بيان لما قبله، و أن المراد بكلمة الذين كفروا هي ما قضوا به في دار الندوة و عزموا عليه من قتله (صلى الله عليه وآله وسلم) و إطفاء نور الله، و بكلمة الله هي ما وعده من نصره و إتمام نوره، و كيف يجوز أن يفرق بين البيان و المبين و جعل البيان راجعا إلى نصره تعالى إياه (صلى الله عليه وآله وسلم)، و المبين راجعا إلى نصره غيره.
فمعنى الآية: إن لم تنصروه أنتم أيها المؤمنون فقد أظهر الله نصره إياه في وقت لم يكن له أحد ينصره و يدفع عنه و قد تظاهرت عليه الأعداء و أحاطوا به من كل جهة و ذلك إذ هم المشركون به و عزموا على قتله فاضطر إلى الخروج من مكة في حال لم يكن إلا أحد رجلين اثنين، و ذلك إذ هما في الغار إذ يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لصاحبه و هو أبو بكر: لا تحزن مما تشاهده من الحال إن الله معنا بيده النصر فنصره الله.
حيث أنزل سكينته عليه و أيده بجنود غائبة عن أبصاركم، و جعل كلمة الذين كفروا - و هي قضاؤهم بوجوب قتله و عزيمتهم عليه - كلمة مغلوبة غير نافذة و لا مؤثرة، و كلمة الله - و هي الوعد بالنصر و إظهار الدين و إتمام النور - هي العليا العالية القاهرة و الله عزيز لا يغلب حكيم لا يجهل و لا يغلط في ما شاءه و فعله.
|
|
|
|
|