لأكثر من خمسين عاما، حافظت سوق الغزل وسط العاصمة العراقية بغداد (أشهر سوق لبيع أنواع الطيور والحيوانات الأليفة والمفترسة) على نشاطها الأسبوعي بإقامة مهرجانات غير عادية أبطالها مختلف أنواع الحيوانات (بعضها نادر وخطير)، إضافة إلى تنظيم حلبات مصارعة الديكة وعروض مثيرة للأفاعي لجذب وإثارة جمهور زائريها من الهواة والباعة الذين لم تثنهم حتى التهديدات الأمنية التي طالت السوق أكثر من مرة عن زيارتها والتواصل معها.
واعتادت السوق أن تفتح أبوابها مبكرا يوم الجمعة من كل أسبوع، حتى صارت ظاهرة عراقية وتاريخية مميزة
الفنان المرحوم / عبدالخالق المختار ـ يسار ـ في دور نوري السعيد
الكاتب غفور البغدادي
عندمَا حصل العراق على استقلاله عام 1921، بدأ رجال الحكم في ذلك الوقت يفكرون في تبديل الفينة والكليتة الاجنبيتين
بلباس للرأس "عراقي التصميم" يتخذ شعارا ورمزا للوطنية
وبعد تفكير طويل استقر الرأي على صنع "الفيصلية" التي سميت بعد فترة قصيرة "بالسدارة"
والسدارة كلمة ذات أصل لاتيني من أصل سامي وهي تعني لباس الرأس عند الملوك.
وعمت السدارة العراق جمعيه في فترة قصيرة لترمز أول الأمر الى الروح الوطنية
ثم لترمز بعد ذلك الى المشتغلين في الحكومة والى المتعلمين بصورة عامة.
وكان من يرتدي "السدارة" يطلق عليه "الأفندي" والى عهد قريب جدا فالسدارة لباس الرأس الرسمي لأفراد الجيش والشرطة وشرطة السجون وبعض الدوائر الاخرى.
ويميز الفرد العراقي عن غيره من أخوانه العرب بلبس "السدارة".
ان الذين يلبسون السدارة في عهدنا هذا قليلون، ولو عدنا للسدارة لوجدناها تختلف عن السدارة التي يلبسها أفراد الجيش كما تختلف عن السدارات الاخرى التي يرتديها الأهليون
فتلك كانت مصنوعة من "اللباد" أي من الصوف الخشن المضغوط.
ثم بدأت مصانع ايطاليا وانكلترا تنتج "السدارات" فجاءت عند ذلك جميلة ناعمة الملمس مبطنة بالحرير
وتحمل ماركات مختلفة مثل روبين ـوهيون ـوفكتورـ كما جاءت بألوان مختلفة منها السوداء والقهوائية والزرقاء والرمادية
وآخر ما بقي من ألوان السدارات المستعملة بندرة حتى هذا اليوم هو اللون الأسود فقط.
أفندية في مقهى / المتحف البغدادي
حيث وجد اشخاص امتهنوا "غسيل الغياني والسدارات" كذلك تنظيفها وكيها وهم جماعة من اليهود والأرمن.
وكان لليهود سوق في "عگد السعدة" لهذه الغاية يوم كانت الغياني شعارا للرأس.
ويطلق على من يقوم بمهمة غسل الغياني تسمية "قالبچي"
أخذ كونه يضع الفينة في قالب معدني موجود ضمن آلة خاصة لها ضواغط ويضع تحت القالب موقدا نفطيا يقال له "بريمز"
فاذا سخن القالب وضعت عليه الفينة ولبست به تلبيسا ثم ركب عليها وهي في القالب قالب آخر تغطى به
وجاء في بعض ابيات الشاعر الشعبي "عبود الكرخي" في وصف لباس الرأس عند البغاددة قائلا:ـ
بيهم من يلفه "كربيتبه”
باليشماغ والآخر بجزية
وبيهم من يلف عشرين هبريه
لرأسه وبيهم اعگال الوبر أسمر
وخوذة والسدارة وفينة والچرغد
وأبو خيه عگال المرعز الأسود
واللف المكنكر يشبه المگود
عريض اطويل عند التثنية تگصر
الله الله
فوق شوقي للعراق اشتاقيت أكثر ..
ياريت الوضع الحالي مثل السابق
رغم اني ما عايشة بالعراق بس حسب ما يسولفون الأهل
صار واضح عندي التغير وللأسف للأسوأ ..
شكرا جزيلا لك أخي
موفقين ’’
عاشت الايادي اختي ام هاني الطيبة ..
تدرين سوق الغزل قريب على بيتن كان بالسابق وكل جمعة اروح اجول واشتري دجاج لاني اموت على الدجاج والديوجة ..
شكرا على هذا التوضيح ربي يوفقج
ممنون