بسم الله الرحمن الرحيم
قال المحقق اللاهيجي
(جمهور الإمامية اعتقدوا بأن الإمامة من أصول الدين
لأنهم علموا أن بقاء الدين والشريعة موقوف على وجود الإمام
كما أن حدوث الشريعة موقوف على وجود النبي
فحاجة الدين إلى الإمام بمنزلة حاجته إلى النبي )
بداية المعارف الإلهية ص18
المهم
إن القول بالإمام المعصوم يعني اقتصار حجية النبي
صلى الله عليه واله وسلم
على أهل زمانه وعدم استمرارها بعد مماته
فلما مات انتهت حجيته -عندكم-فاحتجتم إلى غيره
ممن لا تقوم الحجة إلا بهم
وهذا يتناقض مع عالمية رسالته وعمومها للزمان والمكان
وكونه بعث رسولاً للناس أجمعين ويتناقض مع
قوله تعالى
( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
فانقطعت حجة الناس وقامت حجة الله عليهم بالرسل
فلا حجة بعدهم
فالسؤال الذي يطرح نفسه
هل الحجة قائمة على الخلق ببيان الرسول وبلاغة صلوات ربي وسلامه عليه ؟
فإن لم تكن قائمة بطلت هذه الأية وما كان في معناها
وإن كانت قائمة بذلك عُلم أنه لا يحتاج إلى
معين آخر يفتقر الناس إلى بيانه فضلاً عن تبليغه
لا سيما وقد ضمن الله حفظ ما أنزله
قال ربي عز وجل
( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
بل قد قال علي رضي الله عنه في نهج البلاغة2/27
(بعث الله رسله بما خصهم به من وحيه وجعلهم حجة له على خلقه
لئلا تجب الحجة لهم بترك الإعذار إليهم)
وإذا كانت الحاجة إلى حجة بعد رسول الله
صلوات ربي وسلامه عليه
قائمة ضرورة لأنه مات فهؤلاء قد ماتوا أيضاً !!
فقد بطلت حجتهم وتوقف أثرها
فأنتم في حاجة إلى حجة أخرى سواهم
وآخرهم تقولون أنه غائب !!
فلا حجة إذن باقية على الخلق
لأن الحجة إما ميت أو غائب
ومن كان غائباً فلا تقوم به حجة
لأنه لا أحد يراه ولا يسمعه
ولا أثر له في فض أي نزاع
أو توضيح أية مسألة
أو إزالة أي خلاف
وإذا كانت حجة هؤلاء مستمرة بعد موتهم
فلماذا لم تستمر حجة رسول الله
بحيث احتجتم إلى حجة أخرى ؟!
فأنتم بين أمرين لا ثالث لهما
إما أن حجة الرسول قد توقفت بعد موته لأن
الخلق في حاجة إلى حجة حية ظاهرة
فهذا كفر والعياذ بالله تعالى
وإما أن حجته صلى الله عليه واله وسلم
ماضية إلى يوم القيامة
فما الداعي إلى وجود حجة أخرى من بعده
على الوصف الذي أنتم عليه ؟!
وإلا لقامت برسول الله بعد موته ولم نحتج إلى غيره !!
وأخيراً
إذا سلمنا جدلاً وقلنا أن الأئمة
معصومين من دون وحي
فهذا يستوجب القول بأفضليتهم
على النبي صلوات ربي وسلامه عليه
لأن عصمته إنما كانت بواسطة الوحي
بينما عصمة أولئك مباشرة من الله عز وجل
فهم أقرب إلى الله من محمد صلى الله عليه واله وسلم وأفضل منه
ولا حول ولا قوة إلا بالله وأستغفر الله العظيم
والعاقبة للمتقين ..