الردود كثيرة ومتشعبة، لكن دعونا نبدأ بالرد على الشبهة الأولى التي ذكرها الكاتب، وهي رزية الخميس ثم ننتقل بعدها إلى باقي الشبه إن كان في العمر بقية وسمحتم لنا بمحاورتكم وما أظن أنكم ستسمحون لي ولو نافقتكم وذاهنتكم:[/right]
لكن كما يقال:من أنذر فقد أعذر *شبهة رزية الخميس. *الشبهة من شبه التي يرددها الشيعة الإثنى عشرية قولهم: أنه في يوم الخميس الذي سبق موت النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام وقعت مؤامرة دنيئة من بعض المنافقين وعلى رأسهم عمر بن الخطاب، كانت هذه المؤامرة هي السبب الأول لتفرق المسلمين ونشوء المذاهب.. فقد تنادى هؤلاء المنافقون وتجمعوا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما علموا برغبة النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة كتاب يوصي فيه بالإمامة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. ولما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الكتاب.. اعترض عمر بن الخطاب وحزبه وعملوا على منع الرسول صلى الله عليه وسلم من كتابة الوصية بل تجرأ عمر بن الخطاب فطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم واتهمه بالهذيان والهلوسة وقال: (إن الرجل ليهجر) قال الخميني: (قال عمر بن الخطاب: لقد هجر رسول الله، وقد نقل نص هذه الرواية المؤرخون وأصحاب الحديث من البخاري ومسلم وأحمد مع اختلاف في اللفظ، وهذا يؤكد أن هذه الفرية صدرت من ابن الخطاب المفتري) وقال كذلك (أن الرسول صلى الله عليه وسلم أغمض عينيه وفي أذنيه كلمات ابن الخطاب القائمة على الفرية والنابعة من الكفر والزندقة). انتهى كلام الخميني انظر كتابه (كشف الأسرار ص 137). *الجواب: المتشدق بهذه الشبهة وقع في مخالفات كثيرة منها (الكذب والتلبيس والطعن في الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم) وإليك تفصيل هذا: أولاً: الكذب.. قال: أن عمر بن الخطاب منع الرسول صلى الله عليه وسلم من كتابة الكتاب وطعن فيه واتهمه بالهذيان والهلوسة! فنقول: إن اتهام عمر رضي الله عنه بقول: (إن الرجل ليهجر) كذب وافتراء، فمن أين ثبت أن عمر رضي الله عنه قال تلك العبارة مع أن كل أحاديث البخاري ومسلم لم تنقل هذا عن عمر أبداً، فروايات البخاري ومسلم لهذا الحديث ست روايات أربع منها في صحيح البخاري وروايتان في صحيح مسلم، تأمل نصوص تلك الروايات يظهر لك مدى الافتراء والتلبيس الذي ارتكبه أعداء عمر رضي الله عنه لتشويه سيرته: (1): ثلاث روايات من تلك الروايات الست لم يذكر فيها اسم عمر مطلقاً: • الأولى: عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: (يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه، فذهبوا يردون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصاهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها). البخاري حديث رقم: 4168 كتاب المغازي/ باب مرض النبي ووفاته. • الثانية: عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنه أنه قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة وقال يعقوب بن محمد سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب فقال مكة والمدينة واليمامة واليمن وقال يعقوب والعرج أول تهامة). البخاري حديث رقم: 2888 كتاب الجهاد والسير/باب جوائز الوفد • الثالثة: عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه قال: (يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر). مسلم حديث رقم ( 1637 ) كتاب الوصية/ باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصى فيه (2): الروايات الثلاث الأخرى قال عمر (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله) فقط: • الأولى: عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضي الله عنه قال: (لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم). البخاري حديث رقم: 5345 كتاب المرضى/باب قول المريض قوموا عني • الثانية: عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس: (قال لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت اختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال قوموا عني. قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم). البخاري حديث رقم: 6932 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة/باب كراهية الاختلاف • الثالثة: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس قال: (لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقال عمر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم). رواه مسلم حديث رقم (1637) كتاب الوصية/ باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصى فيه. تأمل جيدا الروايات التي ذكر فيها لفظ (الهجر) تجد فيها ما يفضح كذب هؤلاء وتزويرهم: - هذه الروايات لم يذكر فيها اسم عمر مطلقاً. - لم تصرح بالقائل بل جاءت بصيغة الجمع (فقالوا)!، أو بصيغة الاستفهام (أهجر استفهموه). ومع هذا كله ومع أنه لا توجد رواية واحدة صحيحة تنسب تلك العبارة لعمر رضي الله عنه، إلا أن هؤلاء يصرون على اتهام عمر رضي الله عنه والافتراء عليه، معتمدين في ذلك على خلط الروايات الصحيحة بغير الصحيحة وبتر بعض الروايات لتمرير كذبهم وافترائهم. «إذاً من قائل هذه العبارة» القائل ليس شخصاً محدداً قال ابن حجر: (ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات التي ذكرها القرطبي، ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام ) (فتح الباري 8/133). ثانياً: (التلبيس).. قوله: علم هؤلاء المنافقون برغبة النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة كتاب يوصي فيه بالإمامة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه! *والجواب: رغبة النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة الكتاب يوم الخميس لم تكن هي المرة الأولى التي يهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة هذا الكتاب بل أبدى هذه الرغبة أكثر من مرة وصرح بمراده من هذا الكتاب في مواضع أخرى فقد ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنه: ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن، ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر)، فهذا الحديث الصحيح صريح في أن الكتاب الذي هم النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته أكثر من مرة هو النص على استخلاف أبي بكر رضي الله عنه، ثم ترك النبيصلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الكتابة اعتماداً على ما علمه من تقدير الله تعالى، ويؤيد هذا ما جاء عند الحاكم في المستدرك أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، ثم ولانا قفاه؛ ثم أقبل علينا فقال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر).. بهذا جزم كثير من علمائنا المحققون كسفيان بن عيينة والقرطبي وابن تيمية وغيرهم، ولكن الإثني عشرية كعادتهم يأخذون من الأحاديث ما يوافق هواهم ويتركون ما يكشف تدليسهم وكذبهم. هل في اختلاف الصحابة إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم: السؤال المهم.. ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتبه ولم يبلغه.. هل كان أصلاً من الأصول؟ هل كان واجباً من الواجبات؟ هل كان أمراً من ضروريات الدين؟ الصحيح أن ما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوي كتابته لم يكن من ضروريات الإسلام، والدليل القاطع على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك كتابته، فلو كان أمراً واجباً لم يتركه النبي صلى الله عليه وسلم ولو عارضته البشرية كلها، وهذا هو الذي فهمه الصحابة رضي الله عنه، فاجتهد بعضهم ممن دخل في الإسلام حديثاً بقصد التخفيف على النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الإثقال عليه وهو مريض، مع ظنهم أن في الأمر سعة وسيتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من الكتابة بعد تعافيه من مرضه، فلا أحد من الصحابة كان يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيموت بعد ثلاثة أيام؟ لهذه الأسباب اختلفوا في مسألة الكتابة، ولم يقصدوا أبداً معصية النبي صلى الله عليه وسلم أو مخالفته، وهذا شبيه باجتهاد علي رضي الله عنه عندما رفض الاستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم بمسح لفظ (رسول الله) من وثيقة الصلح عندما اعترض عليها مشركو مكة فلم ينفذ علي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يأثم لأنه لم يقصد المعصية والمعاندة والمخالفة بل ترك الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لاستصعابه واستعظامه إزالة وصف النبوبة عن اسم النبي صلى الله عليه وسلم فقدم الأدب على الامتثال كما قال علمائنا رحمهم الله، ولهذا لا يشنع على علي رضي الله عنه بمجرد مخالفته لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رأى بعض الصحابة ترك الكتابة وصرحوا برأيهم في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وكبار آل البيت رضي الله عنه ومع هذا لم يعنف الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء ولم يذمهم، ولم ينكر الصحابة وآل البيت فعل هؤلاء ولم يسبوهم أو يشتموهم لأنه لم يظهر لهم أن قائل تلك العبارة أراد بها الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم! فتصوير الأمر على أنه جريمة ومؤامرة.. نابع من خلفية مبغضة لذلك الجيل! رابعاً: المتشدق بهذه الشبه يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم و آل بيته وأصحابه رضي الله عنه ودينه الذي جاء به: لو سلمنا.. أن عمر رضي الله عنه طعن في النبي صلى الله عليه وسلم واتهمه بالهذيان والهلوسة و تآمر لمنع النبي من كتابة الوصية لعلي رضي الله عنه وسعى في ظلم آل البيت وأغتصب الخلافة.. لكان هذا من أعظم الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت والصحابة رضي الله عنه والإسلام! فالنبي صلى الله عليه وسلم.. المأمور بالتبليغ من رب العالمين.. يترك بعض ما أمر بتبليغه لمعارضة عمر! ويعيش النبي صلى الله عليه وسلم بعد يوم الخميس ثلاثة أيام ولا يكتب شيئاً لأن عمر لا يرغب في الكتابة! فأين أمانة التبليغ التي كلف بها وأين الثقة بضمان الله القائل ]يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[، بل أعظم من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم يسهم بتصرفاته وأفعاله التي هي وحي من رب العالمين بخداع المسلمين والتغرير بهم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقرب عمر ويكرمه بالإصرار على خطبة بنته حفصة ثم الزواج بها لتنال شرف لقب (أم المؤمنين) رغم علمه بنفاقها ونفاق أبيها وتآمرهم وسوء طويتهم، فأي تغرير أكبر من هذا إن كان الأمر كما قالوا! وآل البيت.. الذين أظهروا صنوف الشجاعة والفروسية والقوة الباهرة يتركون عمر يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ويتآمر عليه بل ويظلم فاطمة رضي الله عنه ويعتدي عليها ويغتصب حقها وحقهم وهم مسالمين مداهنين تحت رداء التقية الذليل! فأي ذل وأي هوان وأي إهانة أعظم من هذا! والصحابة.. الذين تركوا أموالهم وديارهم وأهليهم وقاتلوا الوالد والولد، لأجل دين محمد صلى الله عليه وسلم والذين ضحوا وصبروا وبذلوا في بدر وأحد وخيبر وفتح مكة وغيرها من معارك الإسلام لأجل دين محمد صلى الله عليه وسلم كيف يرضون أن يطعن عمر في شخص النبي صلى الله عليه وسلم ويتآمر عليه ويظلم ويغتصب دون أن يحركوا ساكناً.. أبعد كل هذه التضحيات والبطولات يخسرون دينهم لأجل رجل متآمر منافق كما يزعمون! وصورة الإسلام التي يروج لها هؤلاء.. أنه دين ربى نبيه صلى الله عليه وسلم مجموعة من الخونة الظلمة بايعوا علياً بالإمامة وهم ألوف في غدير خم، ثم تأمروا وخانوا ومكروا واجتهدوا في إخفاء الحق، وعملوا على إنكار أصل من أصول هذا الدين وهي الإمامة، فأي صلاح وإصلاح يرجى من خلف دين هذه باكورة إنجازاته! وهؤلاء هم قادة رجاله! بغض عمر رضي الله عنه والتآمر عليه قديم متأصل في نفوس كثير من أعدائه، فمن هم أعدائه ولما أبغضوه؟ شارك عمر رضي الله عنه في كل معارك الإسلام وفتوحاته ولا شك أن هذا خلق له أعداء كثيرون، ساءهم ما فعل عمر رضي الله عنه بأهلهم وأقوامهم وأديانهم، ومع كل انتصار يشارك فيه عمر رضي الله عنه تزداد عداوة هؤلاء لعمر رضي الله عنه ويتأصل حقدهم ويستفحل كيدهم، فتأمروا وخططوا وبذلوا وحاولوا حتى استطاعوا اغتياله وهو يصلي في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد أبو لؤلؤة المجوسي، هذه أسباب العداء لعمر رضي الله عنه وهذا واحد من ألد أعدائه، لكن أعداءه كثر لم يشفي غليلهم ما فعله أبو لؤلؤة بل واصلوا مسيرة الحقد والتأمر، فخلال القرن الهجري الأول وبعد سنوات من استشهاد عمر رضي الله عنه يتجرأ رأس الفتنة «عبد الله ابن سبأ» فيعلن صراحة عن بغضه لعمر واتهمه بمخالفة النبي صلى الله عليه وسلم والتأمر على آل البيت واغتصاب الخلافة من علي رضي الله عنه، قال القمي والنوبختي: أن عبد الله بن سبأ كان أول من أظهر الطعن في أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم) (المقالات والفرق ص 20، فرق الشيعة ص 44). ثم سار علماء الإثني عشرية على هذا النهج فكرروا هذه الترهات والأكاذيب بهدف الطعن في عمر رضي الله عنه، ففي القرن (السابع الهجري) رددها الحلي في كتابه منهاج الكرامة، وفي القرن (الرابع عشر الهجري) ذكرها عبد الحسين شرف الدين الموسوي في كتابه المراجعات ص (284، 255)، وفي هذا العصر صاح بها الخميني وغيره من علماء الإثني عشرية... فهي خطة محكمة توافق عليها أعداء عمر رضي الله عنه وسلسلة متصلة هدفها الأول الطعن فيمن ساهم في تأسيس الدولة الإسلامية وحقق الانتصارات في بدر والقادسية وما بينهما من ملاحم وبطولات.
|