يفترض أن الراسخون بالعلم هم من قام بتفسيره لاستنباط الاحكام من القراّن الكريم
وهل يعلم هؤلاء المفسرون تاويله ...!
فقد حصرت الآية التأويل في الله تعالى وفي من يعلمون تأويله وعطفهم سبحانه على نفسه من جهة العلم بالشيء والعلم بالتاويل ، وجل ربي وعلا ان يقرن علمه بعلم من القاصرين في العلم والذين يتبعون اهوائهم فيه أو مواقعهم من الحكم والسياسة والمصلحة العامة الا ان يكونوا معصومين عن كل زلل او ميل لهوى أو غيره أخيتي .....
وبعد، إن معنى الرسوخ هو الثبات ، ومنه قولك: رسخ في ذهني رسوخاً ، أي ثبت الشيء في الذهن . والراسخون في العلم أي الثابتون فيه والعارفون بواطنه .
والراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة هم الراسخون في علم تأويل القرآن، لأن سياق الآية يفهم منه أن الراسخين في العلم الذين يعرفون تأويل القرآن وبواطنه وغوامض متشابهاته .
واعلم ـ أيّتها الأخت الكريمة ـ أن الراسخين في العلم لا يكونون إلاّ أهل البيت "عليهم السلام" وذلك لدليلين ، عقلي ونقلي .
أمّا العقلي :
فإن القول بعصمتهم يوجب القول بأن الرسوخ في العلم منحصرٌ بهم ، لأن العصمة تعني أن المعصوم قد وصل إلى مرتبة من العلم عصم نفسه عن معصية الله ، وانكشف لديه كل شيء وحضر عنده كل واقع ، فلا يبيح لنفسه ارتكاب ما يوجب غضب الله تعالى، وقد علم أن لكل معصية عقابها وما يوجب سخط الله بها .
وهذه المرتبة من العلم تعني أرقى ما يصل إليه الإنسان من العلم ومن ثم الهداية والطاعة لله تعالى ، فإذا عرفنا حال المعصوم هذا عرفنا أن ما بلغه من مرتبة العلم يمكنه من خلاله أن يتصور كل غوامض الأشياء وأسرارها ، وأهمها بل وأشرف مرتبة من مراتب العلم هو تأويل بواطن القرآن وحلِ غوامض آياته .
وبما أن العصمة منحصرة في أئمة أهل البيت "عليهم السلام" ، فإن علم تأويل القرآن منحصرٌ فيهم ، فهم الراسخون في العلم إذن .
أما الدليل النقلي :
فقد ورد عن أئمتنا "عليهم السلام" التصريح بأنهم الراسخون في العلم ، والعارفون بواطن الكتاب ومتشابهاته فضلاً عن محكماته .
>> عن أبي بصير عن أبي عبد الله "عليه السلام" يقول : أن القرآن محكم ومتشابه ، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، هو قول الله تعالى "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كل من عند ربنا" والراسخون في العلم هم آل محمّد . تفسير العياشي 163:1 .
>> عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر "عليه السلام" قال : "وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم" نحن نعلمه .
>> وعن أبي بصير عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال : نحن الراسخون في العلم ، فنحن نعلم تأويله .
إلى غير ذلك من الروايات الصحاح التي تؤكد أن أهل البيت "عليهم السلام" هم الراسخون في العلم .
فقد اخبر رسول الله « صلى الله عليه وآله وسلم » بأن عدد الائمة الذين يلون الامر من بعده اثنا عشر ، كما روى عنه ذلك أصحاب الصحاح والمسانيد الآتية :
1 ـ روى مسلم عن جابر بن سمرة أنه سمع النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » يقول : ( لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش ) . صحيح مسلم : 3 / 1453 ح 1821 .
وقريب منه في :
صحيح البخاري : 4 / 165 كتاب الاحكام .
سنن الترمذي : باب ما جاء في الخلفاء من ابواب الفتن .
سنن ابي داود : 3 / 106 كتاب المهدي .
مسند الطيالسي : ح 767 و 1278 .
مسند احمد : 5 / 86 ـ 90 و 92 ـ 101 و 106 ـ 108 .
كنز العمّال : 13 / 26 .
حلية ابي نعيم : 4 / 333 .
فتح الباري : 16 / 338 .
مستدرك الصحيحين : 3 / 617 .
2 ـ وفي رواية :
( لا تزال هذه الامة مستقيما أمرها ، ظاهرة على عدوّها ، حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، ثم يكون المرج او الهرج ) . منتخب الكنز : 5 / 321 وتاريخ ابن كثير : 6 / 249 وتاريخ الخلفاء للسيوطي : 10 وكنز العمال : 13 / 26 والصواعق المحرقة : 28 .
3 ـ وفي رواية :
( يكون لهذه الامة اثنا عشر قيّماً لا يضرّهم من خذلهم كلّهم من قريش ) .
كنز العمال : 13 / 27 ومنتخب الكنز : 5 / 312 .
4 ـ وفي رواية :
( لا يزال امر الناس ماضياً ماوليهم اثنا عشر رجلاً ) . صحيح مسلم بشرح النووي : 12 / 202 والصواعق المحرقة : 18 وتاريخ الخلفاء للسيوطي : 10 .
5 ـ وعن أنس :
( لن يزال هذا الدين قائماً الى اثني عشر من قريش ، فاذا هلكوا ماجت الارض بأهلها ) . كنز العمال: 13 / 27 .
6 ـ وفي رواية :
( لا يزال امر هذه الامة ظاهراً حتى يقوم اثنا عشر كلهم من قريش ) . كنز العمال : 13 / 27 عن ابن النجار .
7 ـ وروى احمد عن مسروق قال : كنّا جلوساً ليلة عند عبد الله ( ابن مسعود ) يقرئنا القرآن ، فسأله رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله كم يملك هذه الامة من خليفة ؟ فقال عبد الله : ما سألني احد منذ قدمت العراق قبلك ، قال : سألناه فقال : « اثنا عشر عدّة نقباء بني اسرائيل » . مسند أحمد : 1 / 398 و 406 .
وقريب منه :
مستدرك الحاكم وتلخيصه للذهبي : 4 / 501 .
فتح الباري : 16 / 339 .
مجمع الزوائد : 5 / 190 .
الصواعق المحرقة : 12 .
تاريخ الخلفاء للسيوطي : 10 .
الجامع الصغير للسيوطي : 1 / 75 .
كنز العمال : 13 / 27 .
فيض القدير في شرح الجامع الصغير للمناوي : 2 / 458 .
تاريخ ابن كثير : 6 / 248 .
8 ـ وفي رواية :
قال ابن مسعود : قال رسول الله : ( يكون بعدي من الخلفاء عدّة اصحاب موسى ) . تاريخ ابن كثير : 6 / 248 وكنز العمال : 13 / 27 وشواهد التنزيل للحسكاني : 1 / 455 ح 626 .
اذن نصّت الروايات الآنفة أنّ عدد الولاة اثنا عشر وانهم من قريش ، وقد بيّن الامام علي « عليه السلام » في كلامه المقصود من قريش وقال : ( ان الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح على سواهم ولا يصلح الولاة من غيرهم ) . نهج البلاغة ، الخطبة 142 .
وقال « عليه السلام » : ( اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحجة إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيّناته … ) ينابيع المودة للشيخ سليمان الحنفي في الباب المائة : 523 ، واحياء علوم الدين للغزالي : 1 / 54 وحلية الاولياء
وبعد ؛ لا ريب أنّ موالاة أهل البيت " عليهم السلام " مع التبري من أعداءهم ـ أي الموالاة الحقيقية الدائرة بين النفي والايجاب كـ ( لا إله إلاّ الله ) ـ عامل مهمّ بل هو عمدة مافي الباب للدخول الى الجنة .. بل يظهر من بعض النصوص حتمية ذاك وان فعل كذا .. وكذا ، أو ما فعل .. نعم ، لابدّ وان يمرّ المؤمن بمرحلة تمحيص وقد يصل إلى دخول النار واللبث فيها وقد لا يكون قصيراً .. بل عن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " ـ كما في غوالي اللئالي 1 / 41 ، وبحار الأنوار 8 / 371 ومستدرك الوسائل 5 / 359 وغيرها ـ انّه : " من قال لا إله إلاّ الله دخل الجنة وان زنى وان سرق " وهذا لا شك انّه ليس على اطلاقه .. فكذا فيما يرجع الى من تولاهم صلوات الله عليهم أجمعين .
ونظير هذا ما جاء في كتاب التوحيد : 25 و 409 حيث علق الشيخ الصدوق رحمة الله عليه بقوله : يعني بذلك انّه يوفّق للتوبة حتى يدخل الجنة .
قال العلاّمة المجلسي " رحمه الله " في البحار 3 / 7 : وأمّا أصحاب الكبائر من الشيعة فلا استبعاد في عدم دخولهم النار وان عذّبوا في البرزخ وفي القيامة ثمّ قال " رحمه الله " : وقد ورد في بعض الاخبار ان ارتكاب بعض الكبائر وترك بعض الفرائض ايضاً داخلان في الشرك فلا ينبغي الاغترار بتلك الاخبار والاجتراء بها على المعاصي .
ومع هذا فقد وردت روايات كثيرة جداً في رجال الكشي 336 وغيره نقل جملة منها شيخنا المجلسي في بحاره 65 / 98 باب 18 في الصفح عن الشيعة وشفاعة أئمتهم صلوات الله عليهم أجمعين ، فكون الإمام خليفة الله في أرضه فله الولاية من قبل الله تعالى على أرضه ، ولا ضير في ذلك فإن الخليفة لو ولّى شخصاً عنه في مدينة ما وفوّض له الولاية في ذلك فلا يعني أن الخليفة قد انقبضت يده عن سلطانه فولاية الوالي غير مطلقة وهو غير خارجٍ عن طاعة الخليفة وسلطانه .
وهكذا الإمام فإن له الولاية بما هو إمام ، وخليفة الله في أرضه ولا يتنافى مع سلطان الله وملكه " فلله الآخرة والأولى " وولاية الإمام والخليفة متفرعة من ولاية الله تعالى فولاية الله هي الأصل وولاية النبي أو الخليفة بالتبع .
في قوله تعالى " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ... " الأنفال : 1 .
عن ابن عباس : المراد من الأنفال ما شذ عن المشركين إلى المسلمين من غير قتال من دابةٍ أو عبد أو متاع فهو إلى النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" يضعه حيث يشاء . راجع الفخر الرازي في تفسير الآية .
أي أن الله تعالى قد فوّض له أمر الأنفال حيث يضعها حيث شاء وبما تقتضيه حكمته "صلى الله عليه وآله وسلّم" فهل ترى في ذلك سلبٌ لملكِ الله تعالى أو تعطيل لسلطانه ؟
وهكذا قول الإمام "عليه السلام" : " إن الدنيا والآخرة للإمام " لا تعني سلب إرادة الله تعالى ، بل هو تفويض الإمام بما تقتضي حكمة الإمام وولايته .
الإمام " إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ... " فما الضير في ذلك إذا قلنا أن الله تعالى يحبي من يشاء بلطفه ، ولا يخفى عليك قوله تعالى " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلاّ من ارتضى من رسول " فهل يمكنك أن تفسّر لي هذه الآية بأنها تنافي علم الله تعالى وقدرته ؟ بل أن العبد إذا أخلص طاعته لله تعالى وتمحّض في عبوديته له حباة الله ببديع لطائفه وأعظم ما يحبيه علمه ، فهل ترى أعظم طاعة لله من النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" وأهل بيته ؟
ثم بلحاظ كونه خليفة فإن مقتضى الخلافة أن يطلع الله خليفته على كافة شؤون الخلافة أما ترى قوله تعالى في خليفته آدم إذ قال تعالى " وعلّم آدم الأسماء كلها " . إشارة إلى خصوصية آدم بلحاظ خلافته وولايته . وهكذا هو الإمام كونه خليفة الله تعالى فإن مقتضى خلافته أن يعلمه ما يحتاجه العباد وما تقتضيه شؤون خلافته وولاي اللهم عجل وفرج لصاحب العصر والزمان
…
وهذا فتكون نتيجة قولنا أعلاه اخيتي ..:
أن الله تعالى تكفل بتأويل آياته على يد من خلفهم في رسالته وأمهم بإمامته ونفى انيكون غيرهم مؤهلا لذلك المقام (ولاينال عهدي الظالمين) ...
والله المستعان ..
وينتهي البحث هنا بخصوصه ..،،
والسؤال الثاني أخيتي ..:
هل يستوي الذين يعلمون تاويله والين لا يعلمون؟
وماهو الأستحقاق الطبيعي لذلك الفرق لكلا الطرفين من إمامة الناس والخلافة الإلهية في الدنيا ؟
لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .
وماهو الأستحقاق الطبيعي لذلك الفرق لكلا الطرفين من إمامة الناس والخلافة الإلهية في الدنيا ؟
طبعا الذين يعلمون تأويله
وهذا هو أصل التشيع وما تعتمد عليه الشيعة ومتبعي عترة رسول الله تعالى (ص) ...
والسؤال الآخـــــــر هنا :
خيروك بين أثنين من الأطباء أحدهم عالما بطبه وعلمه فيه وضالعا فيه ، والآخر ليس له من طبه ألا رسمه وأسمه وعاجزا عنه ....، فإلي من تسلمين جسمك المريض بعلته ؟
خيروك بين أثنين من الأطباء أحدهم عالما بطبه وعلمه فيه وضالعا فيه ، والآخر ليس له من طبه ألا رسمه وأسمه وعاجزا عنه ....، فإلي من تسلمين جسمك المريض بعلته ؟
خيروك بين أثنين من الأطباء أحدهم عالما بطبه وعلمه فيه وضالعا فيه ، والآخر ليس له من طبه ألا رسمه وأسمه وعاجزا عنه ....، فإلي من تسلمين جسمك المريض بعلته ؟
اختار الطبيب العالم بعلمه وضالع فيه
اختي الفاضله شيهانه أيدك الله
ثبت عند جميع أهل القبله
أن "أنا مدينة العلم وعليٌ بابها"
أي كل العلوم الموجوده عند ا لنبي صلى الله عليه وآله المدخل لها عن طريق علي عليه السلام
..................
ومفردة مدينة العلم جميله جدا
"وما ينطق عن الهوى"
يعني كل ما تحتاجه البشريه موجود في تلك المدينه
خيروك بين أثنين من الأطباء أحدهم عالما بطبه وعلمه فيه وضالعا فيه ، والآخر ليس له من طبه ألا رسمه وأسمه وعاجزا عنه ....، فإلي من تسلمين جسمك المريض بعلته ؟
>>> (( أنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ....
ومن هذه الحقيقة ثبت أن الأستحقاق الطبيعي لذلك الفرق لكلا الطرفين من إمامة الناس والخلافة الإلهية في الدنيا أن الذين هم يعلمون احق من الذين لا يعلمون حتى في أبسط قواعد أمور الحياة الدنيوية والآخروية أولى ...، وهم في علمهم وما هم عليه من هذا فهم من باب أولى هم الذين يعلمون تأويله بنص القرآن ، ومن جوابك والحق فيه عقليا بأن الطبيب الحاذق والعالم فيه وطبه أحق بالأستفادة منه وبطبه وبهذا يكون من هم عكس اجوبتك لا يستحقون ان يكونوا في موقع العلماء ولا الأطباء وعلمهم - كمثال - ومن باب أولى فاقد الشيء لا يعطيه أختنا الكريمة ... ))
وسؤالنا الثالث الان هنا - وعذرا على الاطالة - ....
هل بإمكانك ان تـــتركي اولادا لك في صحراء قاحلة مشمسة دون راع لهم في غيابك ودون زاد لهم يكفيهم ؟
وهل يعقل ان يترك الرسول لكريم (ص) أمته وهو الرسول الرؤوف ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) بلا زاد لهم في دنياهم لآخرتهم وراع لهم يرعاهم في غيابه يرجعون اليه في كل صغيرة وكيرة يرشدونهم لصراط الله المستقيم ومكملين لأمته في تأويل لآيات ربهم وتوضيح طرق الرشاد ليسلكون بهم - امته - مسلك الحق والرشاد لعبادة ربهم كما يستحق أن يعبد وكما امر تعالى ........؟
وأنت حققت بنفسك أنه من غير المعقول ان تتركي اولادا من غير هدى ولا زاد ولا راعي .....!