السلام عليكم ..
اما الحديث عن تفكيك القائمة العراقية , فهذا كان له ثمن عظيم كبير , و هو ارجاع البعثيين بالمئات و في مراكز حساسة في الدولة , و اعطاء الاستثناءات تلو الاستثناءات للبعثيين و المجتثين ..
و صرف الاموال الطائلة في سبيل تحقيق هذا الامر , حتى ان صالح المطلك له كلمة يقول بها ( لو ان المالكي اعطانا ربع ما انفقه لتفكيك العراقية لصرنا معه ! ) ..
فيا سيدي العزيز ويفترض بك الخبير و المطلع على مجريات الامور , ان العمل على تفكيك العراقية كان له ثمن , وهو ارجاع البعثيين في المؤسسات العسكرية و المدنية و في مراكز حساسة من الدولة , و القفز فوق الموازين الدستورية و القوانين لعمل مثل هكذا امر
لحد هذه السطور نحن بحاجة إلى وقفة ,, سيدنا أنت تقر بتفكيك القائمة العراقية ,, و لم تتطرق إلى أية جهة قد يعود إليها شرف ذلك التفكيك على اعتبار أن تفكيكها أمر سلبي لكونه باهض الثمن ,, حسناً فاتركوا المالكي يحوز بشرف و امتياز تقسيم ذلك المشروع العروبي السني التركي العثماني الأموي و لتربأ كل التيارات الدينية و السياسية في العراق عن مشاركة المالكي بهذا الإنجاز الأكفأ و الأخطر في تأريخ السياسة العراقية بعد سقوط صنم بغداد المجرم ,, و بعد هذا الإقرار اسمح لي أن أسأل جنابكم الكريم ,, هل تتصور أن عملية نوعية كبرى مثل تجزئة و تقزيم تلك القائمة السيئة الصيت يكون مجانياً و بدون أية أعراض جانبية ؟؟؟.. لا يا سيدنا أن كانت هذه رؤيتك الشخصية فحاول أرجوك أن تعيد قراءة الأمور بمنظار السياسي البارع أما إذا كانت هذه رؤية المجلس الإعلى فأنا لست مستغرباً بعدما آلت الأمور إلى قيادة السيد عمار الحكيم ..
فارق كبير أيها السيد الجليل بين أن يُدمر مشروع عملاق استحوذ على 91 مقعداً في البرلمان بالرغم من عمليات التزوير التي اقترفتها بعض أحزابنا الشيعية و بالرغم من مجالس الإسناد ,, تلك الأضحوكة الأنتخابية التي ابتدعها المالكي و ثقفت له ,, و بالرغم من التأريخ العريق لتياراتنا المجاهدة و بالرغم من دعم المرجعيات الدينية لقوائمنا ,, ذلك المشروع الذي تدعمه القوى العروبية و الغربية و العثمانية الحديثة بكل ما أوتيت من قوة و تظهره أغلب وسائل الإعلام العالمية على أنه هو المشروع الوطني الأوحد في العراق الذي تشكل من قوى وطنية جاءت لتقتلع التخلف و الرجعية الدينية الشيعية ثم لتقيم حكماً ليبرالياً موالياً للغرب دائراً في دوائر العولمة و العربنة المحيطة بنا من كل جانب ,,
فارق كبير سيدنا بين تدمير هذا المشروع و بين السماح لأفراد من البعث القذر أن يلتحقوا للعمل في دوائر الحكومة ,, سواء في الأجهزة الأمنية التي يحكمها المالكي بقبضة من حديد أو في دوائر الدولة التي يطبق عليها في أعمها الأغلب مدراء شيعة ,, ما قيمة التغاضي عن عودة أفراد إلى العمل في الحكومة و إن تلوثت أيديهم بنجس البعث ووسمت جباههم بديانته العفنة قبالة تدمير المشروع الأوحد الذي كان يراهن عليه أعداؤنا لتدمير كل مكتسبات الشيعة بعد سقوط كلب العوجة ..؟؟
و ادخال البلاد في اتون بركان طائفي ان تفجر فسوف لا يبقي و لا يذر , فقط لكسب تعاطف الشارع الشيعي الذي احيانا يملأه مفهوم الشقاوات ( اخو خيته المالكي صكطهم !) ..
هل كان فضح المجرم طارق الأموي و من بعده العيساوي و إظهار جرائمهم على الملأ هو الذي أدخل البلاد في أتون طائفي ؟؟؟.... حسنا سيدنا يبدو أنك بحاجة إلى بعض التعايش في مناطق سنية لتعلم كيف هو نمط تفكير المخالفين فكما يظهر من كلامك أنك تعتمد على التنظير دون أدنى معرفة بواقع هؤلاء القوم و كيف هي رؤيتهم للأمور السياسية و طريقتهم في أقتناص الفرص و صناعتها ,,
مالذي كنتم تريدونه من المالكي؟؟... أن يمسح على رأس طارق الأموي و العيساوي اللذان لطالما أحتميا بمدرعات المحتل الأميركي و يفتح لهما شوارع العراق و أزقته ليفجروا و يذبحوا كما يحلو لهم ؟؟,,
يا سيدنا كان الأتون الذي تتحدث أنت عنه تتقلب بناره الالاف من العوائل الشيعية التي سلبت أرواح أبنائها و أعراض بناتها و أموالها و بيوتها على يد هؤلاء المجرمين فأذا لم تكن تشعر بحرارة ناره فقد أحرق المئات من أخوانك في علي عليه السلام ,, و إذا لم يكن قد وصل إلى بيتك فلأنه كان منشغلاً بعض الشيء ببيت جارك
و لانه يعرف للشعب العراقي جيدا , فقد برز بهذا الدور العظيم .. مختار العصر , حامي الشيعة , و قطب الرحى التي يدور حولها فلك التشيع في العراق ..
هذه شخصنة ضد المالكي ,, لست بصدد التعليق عليها
و الامر الواضح ان القائمة العراقية للان لم تزل قوية , بل ان الضربات التي وجهها لهم المالكي قد قربتهم كثيرا , و جعلتهم يتجرأون كثيرا معتمدين على فلسفة تحريك الشارع للضغط اكثر ..
قربتهم يا سيدنا ,,؟؟؟؟,,, و ما عشت أراك الدهر عجباً ,, المالكي اقتطع منهم قوائم كبيرة كالعراقية البيضاء و الحوار الوطني ,, و حول المطلك البعثي السني إلى عدو لدود لبني ملته يقذفونه بالأحذية في الرمادي ,, أما عن تحريكهم للشارع فما حركوا إلا شارعهم المتحرك ضدي و ضدك و ضد قيادتك و حوزتك ولو نصبتم لهم تماثيلاً في ساحة ثورة العشرين في النجف لا أن تسمونهم رؤوساً لكم أو إخوان أو ما شئتم و لم يكن بحاجة لسبب مالكي كي يفصح عن حقده الدفين ,,
و للإنصاف أقول أن لجوءهم إلى شارعهم قد بين إلى أبعد حد حقيقتهم و حقيقة شوارعهم و كشف عن قبيح جرمهم ,, و بعد اقتحام ساحات الغدر و الرذيلة التي تؤيهم و ضربهم بقبضة من نار عرفهم المالكي ضئالة حجمهم فاليوم ينفر أغلبهم خفافاً و ثقالاً للبحث عن قتلة الجنود العراقيين و كأن هذه هي المرة الأولى التي يقتلون بها جندياً ,, هذه هي الزاوية من الرؤية التي اختفت عن عينيك سيدنا الحبيب بفعل الهوى لخصم المالكي التقليدي ..
و ايضا غليان الشارع السني , و جعله غطاءا حاضنا للقاعدة و الارهاب , بل و يجري تدريبات بحمايته , و خسارة الارض السنية يحسب ضد المالكي نتيجة سياسته المتهورة الضعيفة ..
ألم أقل لك سيدنا أنك بحاجة إلى معايشة في المناطق السنية في العراق و ياليتك فعلت قبل هذا التأريخ ..
سيدنا الحبيب قبل شهر رمضان الفائت كنت في زيارة إلى قضاء تلعفر شمال غرب الموصل .. و اطلعت بنفسي على أوضاع الشيعة هناك و ماهو الدور الخطير الذي يمارسه المحيط السني ضد نصف مليون شيعي تركماني في تلك المناطق ,, كما اطلعت بنفسي على مناطق في قضاء المدائن جنوب بغداد و عشرات الآلاف من الدونمات في الأراضي الزراعية المتصحرة حديثاً في شمال بابل و كيف أصبحت مأوى لتدريب الأرهابيين منذ مالايقل عن ثلاث سنوات و لحد الآن .. فكيف يسوغ لك أن تلصق احتضان الشارع السني للقاعدة و الإرهاب بموقف المالكي منهم ؟؟؟,,
و هل أنت تصدق بالاسطورة القائلة بأن القاعدة تأتي بأغلب مقاتليها من خارج العراق ؟؟.. كلا و الله يا سيد بل هم من جيراننا و أبناء مناطقنا و نعرف بيوتهم و عشائرهم ,, و غريبة هي لفظة خسارة الأرض السنية و كأن أخوانك أهل السنة كانوا ليسمحوا لك قبل المالكي بأن تنزل في أراضيهم و تعتاش بينهم ,, إذا كان هذا تفكيرك سيدنا فأنت واهم و اسأل مجرباً
يخلق الازمات تلو الازمات لكسب الشارع الشيعي , و لا يهمه ان يذهب عشرات او مئات او قد يكون الوف من الشيعة نتيجة هذه السياسة الرعناء !
هل تعتبر الرد على الإرهابيين و فضحهم سياسة رعناء ,, لمعلوماتك سيدنا لا يزال الشارع السني يعتبر المهندس باقر جبر الزبيدي مجرم حرب لو ظفروا به لأقتلعوا عينيه تقرباً إلى إلههم الذي يعبدونه من دون الله ,, لقسوة الزبيدي عليهم حينما كان وزيراً للداخلية ,, فهل تأدية الواجب تعد سياسة رعناء ؟؟..
وهذا كله بسبب جهل الشعب و قلة وعيه لما يجري , و الشعب يساق و لا يدري الى اين يساق !
و الامر الخطير جدا حينما يعتبر المالكي حامي التشيع , و تغير البوصلة من المرجعية كحامية و محامية للشيعة و هي الاحرص على دماءهم , الى ان الحاكم هو الحامي عن الشيعة و الناظر لمصالحهم ..
هل المالكي قد أجبر البوصلة على التغيير يا حبيبي ؟؟.. أم أن المالكي لم يجد على الكفة الأخرى أي وزن يذكر فاستدارت البوصلة حيث الثقل .. و الشرع يقول من أحيا أرضاً مواتاً فهي له ,, أن لم يكن لديكم كمؤسسات دينية حوزوية و أحزاب سياسية ما يكسب الشارع فلا تلوموا المالكي الذي وجد فيه الكثير من الضحايا مأمناً من أخوانكم أهل السنة أو لنقل رؤوسكم أهل السنة ماداموا منكم بمنزلة الرأس من الجسد ,,
ثم يا أخي عندما تقول أن المرجعية هي الحامي و المحامي عن الشيعة فأنت مطالب بحقائق ووقائع ,, الشيعة يا صاحبي لا تحمي دماءها و أعراضها و أموالها بركات الدعاء أو (مأجورين مولاي ) و لا تلطيف خبائث العدو و خسته بل تحميهم ,, و أعدوا لهم ما استطعتم ,, لا غير .. و المالكي الرجل لم ينتزع منصب المحاماة من المرجعية بل اكتسبه من الملايين التي تلتف حوله سواء طمعاً أو حباً أو بحثاً عن مأمن ..
كدليل على ما ادعيه , في بداية التظاهرات التي اندلعت في الرمادي و الموصل , كانت رؤية المرجعية الدينية واضحة , في عدم جر الشارع الى الخلافات السياسية المحتدمة ..
و لكن خرجت مظاهرات كبيرة مؤيدة لرئيس الوزراء , و اغلب الذين خرجوا هم من المرجعيين المتدينين !
و حينما تقول له عن سبب خروجه في التظاهرات , يقول خروجي نصرة للمذهب !
هل اصبح الحاكم يمثل المذهب و المدافع عنه , ام المرجعية الدينية العليا ؟؟
هذا تطور خطير يمثل الف علامة استفهام في مدى وعي الشعب !
عذراً سيدنا تقصد أن المرجعيين المتدينين لم يعبأوا برؤية المرجعية فخرجوا للتظاهر مدعين نصرة المذهب ؟؟؟!!!! ,, حقاً يحيرني ما تكشفه هنا ,, فأين تأثير المرجعية الذي تدعون سيدنا و إلى متى يبقى الشعب ينتظر ,, هل نحن في زمن جديد من أزمنة الإنتظار فمع انتظار الظهور الأقدس بتنا ننتظر تأثير المرجعية في الجماهير و الأحداث ...
بالتالي يا سيدي العزيز , نعم المالكي درس جيدا عقلية الشعب و توجهاته , فاعطاه ما يريد , و اخذ منه ما يريد ..
و هذا تدركه المرجعية الدينية جيدا , و لكنها لا تستطيع الافصاح كثيرا , بل تكتفي بالتلميح لايصال الرسالة الواضحة ..
لان تعدد الجبهات لا يصب بصالحنا ابدا , و مشروع المرجعية الدينية للانتخابات البرلمانية مشروعا توحيديا للاحزاب و الكتل السياسية الشيعية , بالتالي فان ضرب حزب او قائمة بصورة مباشرة , سوف يغلق الباب امامها لادخاله في قائمة موحدة و دعوة الشعب لانتخابها ..
و هذا واضح بصورة منطقية عقلية ..
سيدنا الكريم ..
هل التلميح الصادر من الفقيه حجة على المقلد ,, أم وجب انتظار التصريح لتكتمل الحجية ؟؟.. لا أتصورك سوف تعتبره حجة خصوصاً في وضع مصيري مع التشديد على أنه حتى المقربين من المرجعية أي معتمديها لم يفهموا تلميح المرجعية كما أشرت جنابك الكريم من قبل ,, فلا اعتبار لذلك التلميح على أرض الواقع فلا تدار سياسات البلدان و الشعوب اليوم بالتلميحات و الطلاسم و لا بالنوايا .. و حتى تتحول التلميحات إلى أقوال صريحة لا يقتصر فهمها على نفر واحد و تغيب على الملايين حين ذاك توزن بميزان الواقع السياسي و مبدأ صناعة الظرف في معترك السياسة فأما أن ترجح أو ترجع إلى سماحة المرجع ,,
اما مسألة غلق الباب أمام احد التيارات في القائمة الموحدة فياليت المرجعية تتمكن من ذلك و تنهي هذا التناحر فلعلها تساعد على ظهور دماء سياسية جديدة في الجسد العراقي غير دماء الدعوة و المالكيين .. و مع شديد احترامي لك لن تستطيع المرجعية أن تؤثر على شخص المالكي و لو اجتهدت فأفتت بقتله كما فعل شريعتمداري بحق الإمام الخميني لأن الشارع يا سيدنا لا يعرف المرجعية إلا (بالصور ) و (المولاي خيرة) و (السيد أعلم الموجودين) لا غير
لهذا يا سيدي العزيز , نعم ان السيد المالكي نجح كثيرا في جر الشعب وراءه نتيجة جهله , و لكن الواعون يدركون جيدا ان خطوات المالكي تجرهم نحو المجهول الاسود , و نحو امور لا تحمد عقباها , و بحر دماء سيخوضها شيعة اهل البيت عليهم السلام بقوة لا تضاهي تلك القوى المهاجمة التي سيجتمع حولها الاعراب و المخابرات و سفاكي الدماء و العطاشى لها ..
و سوف لا تحميهم لا حكومة المالكي , ولا جيشه المملوء بالقيادات البعثية التي ارجعها المالكي نفسه , و لا مؤسساته الامنية التي عشعش البعث فيها و بعلم و دراية من المالكي نفسه , فقط لان يحقق ما يريده هو ..
اما الكتل المرجعية التي وصفتها , فلست ادري كيف كثرتهم ؟؟
التيار او الحزب الوحيد الذي يدعي وصلا بالمرجعية هو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي , اما باقي التيارات فهي منضوية تحت لواء المالكي , كبدر و العصائب و الكتائب و الفضيلة و الاصلاح و احزاب الدعوة ..
اما التيار الصدري فجميعنا متفقون على انه لا يتبع المرجعية الدينية ولا يأتمر باوامرها , و لا ينتهي بنواهيها ..
والحديث عن الثقل المرجعي خلف احدى القوائم فيه تهويل كبير , و ذلك لتضخيم الطرف الاول , كي يكون انتصار او تقدم الطرف الثاني عليه عظيما ..
عجباً و هل أسقطت المرجعية عدوها المالكي الذي لا يعترف بها كما أشرت و الذي أعاد البعثيين إلى الحكم .. أم تراه عاد ليتربع على عرش المحافظات من جديد ؟؟.. و هل كشف هذا النصر المالكي عن تغيير في موازنة الثقل بالنسبة للمرجعية ؟؟...
و الحال كما قلنا سابقا و نقول : ان حديث فقيه كبير و مرجع جليل ليس له الاثر العظيم الكبير المغير لقناعات الناس , مالم يؤكده المرجع المؤثر صاحب الكلمة الفصل , و اعني به السيد السيستاني حفظه الله تعالى
يعني أنت تعتقد بأن السيد السيستاني لا يؤيد الشيخ بشير النجفي في ما قاله عن المالكي ؟؟؟.. أي أن الشيخ كان يتحدث من عندياته ؟؟.. غريب حقاً سيدنا
و هذه حقيقة واضحة يقر بها الجميع ( كما اعتقد ) ..
لا ليس كما تعتقد ,, بل لا يقر بها الجميع ,, و مسألة الحرب بين المالكي و المرجعية ليست بالجديدة حتى تنكر و إغلاق الأبواب لم يكن درءاً لموضوع الميل في الانتخابات بل لأمور أخرى ,, و ما تلاها من سحب أو محاولة سحب الحمايات من أبواب المراجع المغلقة كان له دلالاته التي لم تغفل عنها وسائل الإعلام ..
تحية لك و لنا عودة للحديث عن تمويل الجمهورية الاسلامية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي ..
تحية
|