|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 62400
|
الإنتساب : Oct 2010
|
المشاركات : 569
|
بمعدل : 0.11 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الطالب313
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 23-11-2010 الساعة : 04:42 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saied_oth
[ مشاهدة المشاركة ]
|
ليس الأمر كما تفهمونه هكذا ان الجماد يحيي الميت ... هذا تفسير سطحي
ولكن المقصود من هذا كله يا عزيزي ان الله يريد ان يعلمنا انه لكل شيء سببا ويريد ان يعلمنا معنى العمل اي انه لا يمكن ان تحصل على شيء بدون ان تعمل حتى ولو كان العمل بسيطا فلن ينفلق البحر بدون عمل ولن يرجع النبي بصيرا بدون عمل وهكذا
والا فما تفسيرك لقول الله تعالى للسيده مريم العذراء ( {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً }مريم25 )
هل تستطيع السيده مريم ان تهز جذع النخله ... طبعا لا تستطيع لا هي ولا عشرة رجال ان يفعلوا ذلك
ولكن المقصود ان تقوم بعمل ليكون سببا لتساقط الثمر بإذن الله
|
اسمحلي يا سيد سعيد ان ادينك من فمك..
فأنت هنا تقر بمبدأ السببية وان الله جلت قدرته القادر على كل شيء والغني عن كل شيء قد جعل اسبابا لنزول فيضه من حياة وخلق ورزق وسريان نظم الكون كلها عنده بمقدار وقد خلق لها سبلا ووسائل فالبقرة سواء كانت حية او ميتة لا يعقل ان تعطي حياة لأن فاقد الشيء لا يعطيه...
وكذلك العصا الجامدة بيد موسى لم تكن لتقاوم ضربة تفوق قوة اليافها المتيبسة رغم ان موسى قد فلق البحر بضربة واحدة بها...
وعيسى روح الله لما خلق من الطين على هيئة الطير لم يكن بقادر على ان يحيي نفسه او يمنحها الحياة الابدية او يمنع عن نفسه الموت وهو يكلم الموتى...
كل اولئك ما كان لهم ان يقدموا على فعل اي مما فعلوا لولا اذن الله ومشيئته ((وما تشاؤون الا ان يشاء الله))...
فلا موسى بفالق البحر لولا مشيئة الله...
ولا عيسى بخالق طيرا لولا مشيئة الله ...
كذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين العباد المكرمون عند ربهم المقترنون بقرآنه الذي تسير به الجبال وتقطع به الارض وتكلم به الموتى وورثة الكتاب المبين الذي كان عند آصف مجرد علم منه فأحضر عرش بلقيس قبل ان يرتد طرف سليمان اليه ...
ما كان لهم ان يشفعوا عند الله في شيء لولا مشيئته سبحانه ...
فلا محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله برازق ومغن من فضل الله لولا مشيئة الله (وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله)...
ولا هو بمنعم على احد بنعمة الا بأذن الله (اذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه)
ولا هو بقاض في الخلق الا بأمر من الله (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم)...
كما لم يكن شريكا لله في قضائه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا...
وكذا اهل بيته الطيبين الطاهرين المخصوصون بوجوب الاتباع دون غيرهم لما جعلهم الله ورسوله عصمة من الضلال لمن تمسك بهم ليس لهم من الامر من شيء سوى انهم وسائل شرعية الى الله سبحانه الغني عن العالمين ..
يروى ان الامام علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه قد دخل اسواق الكوفة يوما فسمع خطيبا يخطب في الناس يعلمهم معنى الاستطاعة فناداه الامام صلوات الله وسلامه عليه قائلا : امع الله تستطيع ام بدونه ؟ فقال الخطيب لست ادري ما اقول ...قال امير المؤمنين ايهما اعتقدت ضربت عنقك قال فما اقول قال امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه قل بالله استطيع ...
هذا هو التوحيد الذي نؤمن به يا اخي الكريم فلا نبي ولا وصي ولا امام ولا ولي ولا اي شيء في الكون بقادر على ان يشرك الله في ملكوته فهو المتصرف في خلقه كيفما يشاء لكن الوسائل سواء كانوا انبياءا يفلقون البحر بالعصي...
او يخلقون من الطين على هيئة الطير...
او يشفون العمي بقمصانهم...
او يغنون الناس من فضل الله...
او ينعمون على الاخرين...
او يقضون بالخلق...
كلهم انما كانوا يستطيعون بالله سبحانه لا معه فيشتركون في الالوهية ولا بدونه فيستغنون عنه بندية ...
بل الكل مستطيع بالله وحده سبحانه وتعالى ...
ولا يخفى على اي عاقل وان شاء الله انك منهم اخي الكريم ...
ان الناس مستطيعين بمقدار قربهم من ربهم فليس قرب الرسول الاكرم من ربه كقربي وقربك ...فأجاز ربنا سبحانه ان يجعل من حبيبه المصطفى وسيلة لبلوغ العباد رحمته المهداة الى العالمين ((ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فأستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما))
والحمد لله رب العالمين
|
|
|
|
|