العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 41  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:39 AM


الدرس التاسع والأربعون (الشبهة الثانية والثالثة)
الشبهة الثانية:

إنّ القسم المكي يمتاز بقصر السور والآيات، وعرض المضمون بشكل موجز، بخلاف القسم المدني حيث نلاحظ السور الطوال فيه، مثل سور البقرة، والنساء، وآل عمران، وغيرها.

ويعود هذا التفاوت الى تأثره بالبيئة التي عاشها (محمد)، حيث كان المجتمع المكي اُمّياً لا يستوعب تفصيل المفاهيم، فجاءت الآيات والسور قصيرة موجزة، ثمّ لمّا عايش النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) المجتمع المدني المتحضّر نسبياً تأثّر بهم فجاءت الآيات والسور طويلة بمضامين مفصّلة.

والجواب:

أولاً: إنّا قد ذكرنا سابقاً إنّ قصر السور والآيات ليست خاصّةً بالقسم المكّي، بل نجد مثله في القسم المدني، كما انّ طوال السور والآيات لا يختصّ بالقسم المدني، بل هو كثير في القسم المكّي، فوجود كلا القسمين يؤكّد انّ اختيار نمط السورة أو الآية يتّبع متطلبات الموقف والظرف، وليس ناشئاً من محدودية في قدرات منزِّل القرآن الكريم.

وبهذا تفسَّر الكثرة النسبية للسور والآيات القصار في القسم المكّي والسور والآيات الطوال في القسم المدني، حيث انّ الدراسات اللغوية المتخصصة أكدت أنّ الإيجاز يعتبر مظهراً من مظاهر القدرة الفائقة على التعبير، وهو بالتالي من مظاهر الإعجاز القرآني(1).

وحيث نزل القرآن متحدّياً للعرب فكان قِصر الآيات والسور أقوى في الدلالة على الاعجاز البياني الذي يهزّ مشاعر المكيّين أكثر من غيره خصوصاً مع كثرة السور القصار وتنوّعها.

وربّما نضيف الى ذلك ظروف المسلمين الخاصة آنذاك وتخفّيهم وتشتتهم بحيث يسهل عليهم الحفظ والتفاعل مع السور القصار، بينما اختلفت الظروف في المدينة حيث صاروا أمّةً، لهم كيانهم الخاص بهم.

وثانياً: لو افترضنا انّ لطبيعة المجتمعين المكي والمدني وثقافتيهما دوراً في هذا التفاوت النسبي في أسلوبي القسمين، فهذا لا يقلّل من قيمة القرآن ولا ينفي ارتباطه بالسماء وعدم خضوعه للطبيعة البشرية، لأنّه لا يعني سوى انسجام القرآن مع الواقع الموضوعي من حوله، فهو يتحدّث بلغة المحيط والمجتمع الذي ينزل بينهم.

كما كان اختيار اللغة العربية له باعتباره قد نزل بين العرب وعلى رسول عربي. كل ذلك كي ينفذ الى أعماق نفوس أبناء هذا المجتمع والتأثير فيهم وإقامة الحجة عليهم، باعتبار أن أرضهم وبلادهم مهد القرآن، وقد نبّهنا سابقاً - قبل استعراض هذه الشبهات - على ضرورة التفريق بين خضوع القرآن للطبيعة البشرية وبين انسجامه مع الواقع والظروف والمجتمع المحيط به، والذي يفترض أن ينطلق الى الأمم الاُخرى من خلاله. وكما قلنا سابقاً يكون هذا الانسجام شاهداً إضافياً على انتسابه للسماء لا للبشر ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ﴾(2).

وقد ذكر علماء البلاغة انّ مميزات المتكلم البليغ مراعاته لمقتضى الحال، إذ لكل مقام مقال كما جاء في المثل المعروف، وهل هناك أولى من كلام الله الحكيم الخبير في مراعاة ذلك؟

ثالثاً: إنّ تفاعل الإنسان مع المجتمع والبيئة الجديدة لا يتم بسرعة بين ليلة وضحاها، خاصةً ما يرتبط بتطوّر قدراته الذاتية وتفاعله مع ثقافة المجتمع الجديد الذي يعيشه، ويكفينا لتأكيد هذه الحقيقة أن نلقي نظرةً على الجماعات المهاجرة الى البلدان الأخرى والمعاناة التي يعانونها بسبب عدم قدرتهم على التفاعل مع مجتمعات هذه البلدان، حتى أنّ هذه المعاناة قد تمتد الى أجيالهم اللاحقة.

بينما نلاحظ انّ نزول القرآن الكريم تلاحق بمجرد هجرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) للمدينة المنوّرة ولم تمرّ فترة انقطاع طويلة ريثما يتفاعل (محمد) مع المجتمع الجديد، فهل يعقل مع هذا أن يكون هذا القرآن من (محمد) خاصةً إذا عرفنا أنّ أول سورة مدنية هي سورة البقرة - أكبر سورة في القرآن - وانّ السور الست الأولى النازلة في المدينة، هي البقرة، الأنفال، آل عمران، الأحزاب، الممتحنة، النساء، حيث تندرج فيها أكبر ثلاث سور في القرآن، وفيها القسم الكبير أو الأكبر من المفاهيم والتشريعات التفصيلية المتنوّعة فكيف استطاع (محمد) المكي المتأثر بالبيئة المكية الأُمية والساذجة - كما يزعمون - أن يغيّر خطابه بهذا المستوى من التباين خلال فترة وجيزة؟!

الشبهة الثالثة:

انّ القسم المكي لم يتناول التشريع في مجالات العلاقات والشؤون المرتبطة بالمجتمع، ويرجع هذا الى طبيعة بيئة مكة المتخلّفة، بينما نلاحظ اشتمال القسم المدني على ذلك بسبب تطور المجتمع المدني المتأثر بثقافة أهل الكتاب من اليهود والنصارى.

والجواب عن هذه الشبهة يتضح من خلال ما تقدم، فإنّ عدم تناول القسم المكي للتشريع يعود الى انعدام موضوعه آنذاك حيث كان المسلمون أقلية متناثرة مستضعفة، ولا توجد أرضية لتطبيق هذه التشريعات الإسلامية فكان بيانها - آنذاك - سابقاً

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 42  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:39 AM


الدرس الخمسون (الشبهة الرابعة)
انّ القسم المكي لم يتضمّن الأدلة والبراهين على أصول العقيدة وتعاليم الرسالة الإسلامية على خلاف القسم المدني، وهذا مؤشّر آخر على تأثر القسم المكي بالمجتمع المكي الساذج البسيط، وتأثّر القسم المدني بمجتمع المدينة الحضاري المتطوّر، وانّ القرآن الكريم اكتسب العمق في البرهنة والاستدلال من أهل الكتاب المتواجدين والمؤثرين في مجتمع المدينة.

ويتّضح الجواب عن هذه الشبهة من خلال ما تقدّم أيضاً، من رجوع ذلك إلى تفاوت متطلبات الموقف واختلاف طبيعة المجتمع الذي كان في المدينة عن المجتمع المكي من دون أن يعني ذلك تاثر القرآن وتطوّره تبعاً لتطور البيئة المحيطة به.

ونضيف على ذلك انّا عندما راجعنا المصحف الشريف لاحظنا كثيراً من الاستدلالات في القسم المكي ممّا يعني انهيار الشبهة من أساسها.

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 43  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:43 AM


الدرس الحادي والخمسون (جمع القرآن)

من الأبحاث الهامّة التي تبحث عادة في علوم القرآن قضية جمع القرآن، والعصر الذي تمّ فيه ذلك.

ونشير هنا إلى أن الجمع قد يطلق ويراد منه أحد أربعة معان:

أولاً: الحفظ (في الصدور)

وقد فسّر البعض الأحاديث الواردة في أنّ بعض الصحابة جمع القرآن في عهد رسول الله بأنّهم قد حفظوه، مثل ما أخرجه النسائي عن عبد الله بن عمر انّه قال: جمعتُ القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ النبي (ص) فقال: اقرأه في شهر...(1).

وكذلك ما أخرجه ابن أبي داوود عن محمد بن كعب القرظي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله خمسة من الأنصار معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وأبو أيوب الأنصاري(2).

ويبدو أنّ هناك عدداً من الصحابة كانوا يحفظون القرآن الكريم، وفي مقدّمتهم الإمام علي (عليه السلام) كما اشارت إليه مجموعة من النصوص.


توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 44  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:46 AM


الدرس الثاني والخمسون (ترتيب القرآن)
من البحوث التي اُثير حولها الجدل تحديد الفترة التي تمّ فيها الترتيب الحالي بين الآيات والسور القرآنية، وانّه هل كان كذلك منذ زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) أو أنّه أمر استحدث بعده (صلى الله عليه وآله وسلّم)؟

ويفترض البحث في نقطتين..

الأولى: في الترتيب بين الآيات القرآنية ضمن السورة الواحدة

الصحيح انّ القرآن الكريم الموجود بين أيدينا يمتد في ترتيب آياته الى عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم). وتوجد على هذا عدّة شواهد..

الأول: انّ السورة القرآنية مهما اختلفت آياتها في المضامين وتاريخ النزول فهي تمثل وحدة جامعة للآيات التي تتضمنها وفق التسلسل الخاص فيما بينها.

فهي نظير كلمة المتكلم والرسالة والكتاب، فكما يكون التغيير في تسلسل مقاطع الكلمة أو الرسالة أو في تسلسل فصول الكتاب تلاعباً به وخيانة لصاحبه، فكذلك التغيير في ترتيب آيات السورة الواحدة، فإنّه يعتبر تحريفاً وتلاعباً بالقرآن الكريم، لأنّ التسلسل الخاص بين الآيات دخيل في هيئة السور القرآنية، فالنصوص الواردة في فضل أية سورة لوحظ فيها الترتيب الخاص بين آياتها. وكذلك باقي أحكام السورة.

ولذلك لا يجوّز الفقهاء التغيير في آيات السورة الواحدة في الصلاة. فكل تغيير في ذلك يعتبر نوعاً من التحريف في القرآن. فتنفيه أدلة نفي التحريف المتقدّمة، خصوصاً عندما نلاحظ أنّ هذا التغيير يصحبه عادة تغيّر السبك أو تغيّر المعنى واختلاف فهم مضامين الآيات.

الثاني: وجود العديد من النصوص الدالة على انّ الترتيب بين الآيات كان يتمّ بأمر من الرسول نفسه.

منها: ما أخرجه أحمد بن حنبل بإسناده عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت جالساً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ شخَص ببصره ثمّ صوّبه، ثمّ قال: "أتاني جبرئيل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة الى آخرها"(1).

وفي حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) "وإنّما كان يعرف انقضاء السورة بنزول "بسم الله الرحمن الرحيم" ابتداءً للأخرى"(2) مما يكشف عن تميّز السور في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم).

ومنها: الأحاديث الواردة في خواتيم بعض السور أو أوائلها، مثل ما رواه مسلم عن أبي الدرداء مرفوعاً: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال" وفي لفظ آخر: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف"(3).

ونظيره ما رواه الكليني بسنده عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: "ما من عبد يقرأ آخر الكهف إلاّ تيقّظ في الساعة التي يريد"(4).

وكذلك ما ورد في آثار وفضل أوائل أو اواخر السور الأخرى، ممّا يعني ترتّب الآيات ضمن تسلسل محدّد منذ عهد الرسول وآل بيته (صلوات الله عليهم). وقد ادّعى عدد من الباحثين في علوم القرآن الإجماع على ذلك، منهم الزركشي في البرهان وأبو جعفر بن الزبير في مناسباته(5)، والسيوطي في الاتقان(6).

النقطة الثانية: الترتيب بين السور

وقد اختلف العلماء والباحثون في ذلك، فمن يرى أنّ جمع القرآن ضمن مصحف واحد قد تمّ في عهد الخلفاء بعده ذهب الى ان الترتيب الفعلي بين السور قد حدث آنذاك، بينما يرى آخرون - كابن الانباري والسيد المرتضى - أن الترتيب المذكور توقيفي قد تولاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم).

وبما أنه لا تترتب على ذلك ثمرة مهمة لا موجب لإطالة الكلام فيه.


1- تفسير العياشي 119، مستدرك الوسائل 4165.

2- الاتقان: 1 213.

3- أصول الكافي: 2 632.

4- الاتقان: 1 211.

5- المصدر.

6- راجع البرهان: 1 318.

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 45  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:46 AM


الدرس الثالث والخمسون (القراءات والقرّاء)
الملاحظ أنّ هناك قراءات عديدة للآيات القرآنية، والمشهور منها حالياً سبع قراءات منسوبة لسبعة من القرّاء. وقد تعدّدت الآراء حول القراءات المتعدّدة للقرآن الكريم، ومدى اعتبارها، والضوابط الدقيقة للقراءة المعتبرة.

وقد ادعى البعض تواتر القراءات السبع المشهورة، قال الزركشي: "والقراءات السبع متواترة عند الجمهور"(1)، ونسب الزرقاني القول بتواتر القراءات العشر الى "المحقّقين من الأصوليين والقرّاء كابن السبكي وابن الجزري والنويري..."(2).

ويجدر بنا أن نشير الى تاريخ القراءات وأسباب تعدّدها، فنقول:

يرجع الاختلاف بين القراءات الى عصر الصحابة عقيب وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) كما تشير إليه المصادر التاريخية، "حيث عمد جماعة من كبار صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعد وفاته الى جمع القرآن في مصاحف، كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل والمقداد بن الأسود وأضرابهم، وربّما اختلفوا في ثبت النص أو في كيفية قراءته، ومن ثمّ اختلفت مصاحف الصحابة الأولى"(3).

ويشير ابن أبي داوود الى أنّ المصحف الذي جمع عثمان الناس عليه لم يخل من لحن، حيث ذكر انّ المصحف المذكور قد عرض على عثمان فقال: "قد احسنتم واجملتهم أرى فيه شيئاً من لحن ستقيمه العرب بألسنتها، ثمّ قال: أما لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا"(4).

اذن فقضية اختلاف القراءات ليست وليدة العصور المتأخرة، وانّما تمتد إلى عصر الصحابة، بل تدل بعض النصوص - بغض النظر عن صحّتها - الى تعدد القراءات في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم).

منها: ما روي عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها فدخلنا جميعاً على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ودخل ثالث فقرأ كل واحد منّا غير قراءة صاحبه فجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يحسّن الجميع..."(5).

ومنها: ما عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال: أقرأني عبدالله بن مسعود وزيد وأُبي فاختلفت قراءتهم، بقراءة أيّهم آخذ؟ قال: فسكت رسول الله...(6).

ومنها: ما رواه البخاري عن عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرئنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)... فانطلقت به أقوده الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم). فقلت: إنّي سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تُقرئنيها.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): أرسِلْه، اقرأ يا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): "كذلك أُنزلت، إنّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف. فاقرأوا ما تيسّر منه"(7).

وهناك عدد آخر من النصوص بهذا المعنى رواها علماء الجمهور. وإن كنّا نتحفظ بالنسبة لمضمون بعضها المتضمن لاختلاف القرآن المُنزل.

تدوين القراءات المشهورة

اتّضح من خلال ما تقدّم انّ ظاهرة تعدد القراءات كانت معروفة منذ عصر الصحابة، وقد انتقلت الى المسلمين

الذين تعلّموا القرآن منهم، وساهمت عدّة عوامل - سنشير إليها - في تعميق الاختلاف بين القراءات، وتكثيره، حتى صارت القراءة فنّاً كسائر الفنون.

وتجرّد - في فترة لاحقة - قوم لفنّ القراءة واعتنوا به حتى اشتهر فيه جماعة عُرفوا بالقرّاء، ولكل واحد منهم قراءة يتميّز بها.

وقد تصدّى المهتمون ببحوث القرآن الكريم الى ضبط هذه القراءات وجمعها.

فذكر ابن الجزري انّ أول من تصدى لتدوين القرّاء وقراءاتهم هو أبو عبيد القاسم بن سلام الأنصاري (ت: 224) تلميذ الكسائي، وقال: "وجعلهم فيما احسب خمسة وعشرين قارئاً، بما فيهم السبعة الذين اشتهروا فيما بعد".

وجاء بعده أحمد بن جبير بن محمد أبو جعفر الكوفي (ت: 258) فجمع كتاباً في قراءات الخمسة من كل مصر واحداً.

ثمّ القاضي اسماعيل بن اسحاق - صاحب قالون - (ت: 282) ألّف كتاباً جمع فيه قراءة عشرين قارئاً.

ثمّ ألّف أبو جعفر الطبري (ت: 310) كتاباً حافلاً سمّاه الجامع فيه نيّف وعشرون قراءة.

الى أن جاء ابن مجاهد أبو بكر أحمد بن موسى (ت: 324) فألّف كتاباً اقتصر فيه على قراءات السبعة فقط(8). وبعده ألّف الآخرون على منواله.

وهكذا نلاحظ أنّ تعيين هؤلاء القرّاء السبعة وتمييزهم عن غيرهم كان مصدره ابن مجاهد في القرن الرابع الهجري. ولم يميّزهم الذين سبقوه في تدوين القراءات والقرّاء.


1- مناهل العرفان: 1 439.

2- تلخيص التمهيد: 1 213.

3- المصاحف لابن أبي داوود: 32 - 33.

4- مسلم: 2 203، مسند أحمد: 5 127.

5- المستدرك: 2 323.

6- الجامع الصحيح: 3 339، حديث 4992.

7- يراجع البيان: 178.

8- تلخيص التمهيد: 1 159.

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 46  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:47 AM


الدرس الرابع والخمسون (أهم عوامل اختلاف القراءات)



نستطيع أن نعتبر أهم العوامل التي أدّت الى اختلاف القراءات ما يلي:



1 - عدم دقّة بعض الصحابة ومن أخذ عنهم في حفظ الآيات، ولذلك نجد أنّ بعض القراءات تختلف في الكلمات زيادةً ونقيصة، أو تتباين كلماتها، ولعلّ من ذلك ما روي عن يزيد النخعي قال: انّي لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة... واختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا "وأتمّوا الحج والعمرة للبيت" وقرأ هذا: (وأتمّوا الحج والعمرة لله)(1).

2 - بداءة الخط الذي كتبت به المصاحف.

حيث لم يكن الخط متطوّراً آنذاك، ولم تكن له قواعد دقيقة، ويمكن أن نسجّل - في هذا المضمار - الملاحظات التالية - في الخط - التي قد تكون منشأ لاختلاف القراءات:

أ: عدم التنقيط، ولعلَّ منشأ ذلك قراءة الكسائي (إن جاءكم فاسق بنبأ فتثبّتوا)(2). وقرأ الباقون (فتبيّنوا). ومنه قراءة ابن عامر وحفص (ويكفّر عنكم)(3). وقرأ الباقون (نكفّر عنكم).

ب: تجريد الحروف عن الحركات ونحوها من العلامات، فقد قرأ نافع قوله تعالى: (ولا تَسألْ عن أصحاب الجحيم)(4) بصيغة النهي، بينما قرأها الباقون بصيغة المضارع المجهول.

ج: إسقاط الألفات: فقد قرأ أبو جعفر والبصريّون (وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة)(5)، وقرأ الباقون (واعدنا).

3 - اختلاف لغات العرب ولهجاتهم.

مثل (نستعين) قال الفرّاء: "هي مفتوحة في لغة قيس وأسد، وغيرهم يقولونها بكسر النون"(6).

4 - تحكيم الرأي والاجتهاد.

ويبدو أنّ هذا من العوامل المهمّة لاختلاف القراءات، روى أبو جعفر الطبري والحاكم النيسابوري - وصحّحه - عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: ﴿غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا(7) هي من خطأ الكاتب، وإنّما هي (حتى تستأذنوا وتسلّموا)(8). وقد تقدّمت مجموعة أخرى من النصوص. هذه هي أهم العوامل التي أدّت الى اختلاف القراءات وربّما تكون هناك عوامل أخرى، تعرّضت لها المصادر المطوّلة.

وبعد أن عرفنا اختلاف القراءات وأهم عوامل هذا الاختلاف فلابدّ من تحديد ضوابط القراءة الصحيحة المعتبرة، وعدم الاعتماد على غيرها من القراءات غير الثابتة. وهذا ما سوف نشير إليه إن شاء الله تعالى.

أمّا ما هي الضابطة المعتمدة في اختيار القراءة الصحيحة فنقول: أشرنا آنفاً الى أنّ كثيراً من علماء الجمهور اعتمدوا القراءات السبع المعروفة، وبعضهم اعتمد القراءات العشر - التي سنشير الى أصحابها - وقد أشرنا وسنوضح عدم الخصوصية لهذه القراءات بالنسبة لغيرها.

أمّا أتباع أهل البيت(عليهم السلام) فيعتمدون كل قراءة كانت مألوفة في عصور الأئمة(عليهم السلام) في الصلاة وغيرها، كما نصّ على ذلك السيد الحكيم (قدس سره)(9)، وغيره من الفقهاء.

لأنّ عدم ردع الأئمة من آل البيت(عليهم السلام) عن أية قراءة مألوفة في عصورهم دليل على اعتبارها كلها عندهم(عليهم السلام)، بل تضمّنت بعض النصوص الحث على القراءة المألوفة بين الناس.

وعلى كل حال، لاشك في اعتبار النسخة المتداولة من القرآن الكريم التي هي قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي - برواية حفص - التي أخذها عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعدد آخر من الصحابة، وقد حكى الذهبي عن حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال "لم أخالف علياً في شيء من قراءته، وكنت أجمع حروف علي، فألقى بها زيداً في المواسم بالمدينة فما اختلفنا إلاّ في التابوت كان زيد يقرأ بالهاء وعلي بالتاء"(10).

وروي أنّ زيد لمّا قرأ (التابوه) قال علي (عليه السلام) اكتبه (التابوت) فكتبه كذلك(11).


1- يراجع سورة الحجرات: 6.

2- يراجع سورة البقرة: 271.

3- يراجع سورة البقرة: 119.

4- يراجع سورة البقرة: 51.

5- كتاب سيبويه: 2 257.

6- سورة النور: 27.

7- جامع البيان: 18 87.

8- المستمسك: 6 245.

9-

10- سير أعلام النبلاء: 2/426.

11- تدوين القرآن: 345.

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 47  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:48 AM


الدرس الخامس والخمسون (القراءات السبع والأحرف السبعة)


قدّمنا أنّ هناك سبعة من القرّاء تنسب لهم القراءات المعروفة بـ(القراءات السبع) حيث اشتهرت بهذه التسمية، وانّ كثيراً من علماء الجمهور قد اعتمد هذه القراءات وادّعى تواترها، وربط بعضهم بينها وبين ما ورد من أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف، مدّعياً انّ هذه القراءات السبع هي الأحرف السبعة التي تشير إليها هذه النصوص.

ونحن نبحث أوّلاً في نصوص الأحرف السبعة ومدى انطباقها على القراءات السبع، ثمّ نتحدّث عن مدى اعتبار هذه القراءات السبع.

فكرة نزول القرآن على سبعة أحرف

وردت مجموعة من النصوص التي تضمّنت انّ القرآن قد نزل على سبعة أحرف، وقد اختلف العلماء والباحثون في فهم هذه النصوص وتفسير الأحرف السبعة.

وعندما نرجع الى هذه النصوص نجدها مختلفة فيما بينها وغير متّفقة على مضمون واحد، فبعضها يفسّر الأحرف السبعة بأمر يرجع الى معاني الآيات القرآنية بينما يبدو من نصوص أخرى انّ الأحرف السبعة ترجع الى الفسحة في النطق بالآيات الكريمة وتعدد كيفيات قراءتها.

فمن القسم الأول مجموعة من النصوص المروية في المصادر الحديثية الشيعية والسنّية، منها..

1 - ما رواه أبو جعفر الصدوق بسند فيه محمد بن يحيى الصيرفي - وهو مجهول - عن حماد بن عثمان عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: "إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه"(1).

2 - ما رواه محمد بن الحسن الصفّار عن زرارة عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام): قال: "تفسير القرآن على سبعة أحرف، منه ما كان، ومنه ما لم يكن بعد، ذلك تعرفه الأئمة"(2).

3 - ما رواه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني مرسلاً عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "أنزل القرآن على سبعة أقسام كل منها شاف كاف، وهي: أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص..."(3).

ورغم انّ هذا النص لم يستعمل لفظ "أحرف" إلاّ أنّه يتفق مع بعض النصوص الآتية التي استعملت هذه اللفظ.

4 - في تفسير الطبري عن أبي قلابة قال: "بلغني انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف: أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب، وجدل، وقصص، ومثل"(4).

ونلاحظ انّ هذه النصوص - ونحوها - اجنبية تماماً عن موضوع تعدّد القراءات، لأنّها تتحدث عن المعاني والمواضيع التي يتناولها القرآن الكريم.

القسم الثاني من النصوص - المتحدّثة عن الأحرف السبعة - الذي يلوح منه تفسير الأحرف السبعة بالقراءات وتعدّد النطق بآيات القرآن الكريم. من ذلك..

1 - ما رواه الترمذي عن ابي بن كعب أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لقي جبرئيل، فقال له: "انّي بُعثت الى أمّة اُميين، منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذي لم يقرأ كتاباً قط، قال: يا محمّد، انّ القرآن أُنزل على سبعة أحرف"(5).

2 - روى البخاري ومسلم عن ابن شهاب انّ عمر سمع هاشم بن حكيم يقرأ في صلاته على حروف لم يكن يعرفها، فأتى به الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال: "كذلك أُنزلت، إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسّر منه"(6).

3 - روى أبو داوود: أن أبي بن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): "يا أبي انّي أُقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين، فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف" ثمّ قال: "ليس منها إلاّ شاف كاف إن قلت سميعاً عليما، عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب"(7).

4 - أخرج الطبري بإسناده عن أبي هريرة انّه قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): "إنّ هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمة"(8).

ونلاحظ انّ هذه الروايات - ونحوها غيرها - تفسح المجال واسعاً لعدم التقيّد بصيغة محددة للنص القرآني، بل يذهب بعضها أكثر من ذلك حيث يسمح بالتغييرات الكيفية المؤثرة على المعنى أيضاً كما نلاحظه في الروايتين (3 و4) عن أُبي بن كعب وأبي هريرة.

وتواجه هذه الروايات مجموعة من الملاحظات تمنع من الأخذ بظاهرها، منها..


1- الخصال، أبواب السبعة: 2 358.

2- بصائر الدرجات: 196.

3- بحار الأنوار: 93 4، 97.

4- تفسير الطبري: 1 23.

5- سنن الترمذي: 1 194 حديث 2944.

6- يراجع الجامع الصحيح: 3 339 حديث 4992.

7- سنن أبي داوود: 2 102.

8- البيان: 192.

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 48  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:49 AM


الدرس السادس والخمسون

أ: تناقضها فيما بينها، فبينما تسمح بعضها بكل تغيير في كلمات القرآن - شريطة عدم ختم الرحمة بالعذاب وبالعكس - نجد البعض الآخر منها يسمح الى حدِّ سبعة حروف فقط.

وقد حاول البعض رفض التحديد بالسبعة مدّعياً انّ "المقصود من السبعة هي الكثرة النسبية"(1).

ولكنه غير صحيح، لأنّ اتفاق النصوص المحدّدة على التحديد بالسبعة لا ينسجم مع إلغاء التحديد وكونه لمجرّد الكناية عن الكثرة.

ب: انّه يفتح باب التلاعب ويمنح الشرعية لتحريف القرآن الكريم، ولا يليق بأي مسلم الالتزام بذلك والقبول به، خصوصاً انّ هذه الأحرف السبعة لم تحدد ضابطتها، قال المحقّق السيد الخوئي (ره): إن كان المراد من هذا التوجّه انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد جوّز تبديل كلمات القرآن الموجودة بكلمات أخرى تقاربها في المعنى - ويشهد لهذا بعض الروايات المتقدّمة - فهذا الاحتمال يوجب هدم أساس القرآن، المعجزة الأبدية والحجة على جميع البشر، ولا يشك عاقل في أنّ ذلك يقتضي هجر القرآن المُنَزل وعدم الاعتناء بشأنه، وهل يتوهم عاقل ترخيص النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن يقرأ القارئ "يس والذكر العظيم إنّك لمن الأنبياء على طريق سوي، انزال الحميد الكريم لتخوّف قوماً ما خُوّف أسلافهم فهم ساهون". فلتقرّ عيون المجوّزين لذلك، سبحانك إن هذا إلاّ بهتان عظيم، وقد قال الله تعالى: (قل ما يكون لي أن أُبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلاّ ما يوحى إليّ)(2).

ج: وجود مجموعة من النصوص - بعضها صحيح السند - تنفي ذلك، وتمنع من التلاعب بالقرآن الكريم، منها: صحيحة زرارة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: "إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيء من قِبل الرواة"(3).

ومنها ما رواه في الكافي بسند معتبر عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): إنّ الناس يقولون انّ القرآن نزل على سبعة أحرف، فقال: "كذبوا أعداء الله، ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد"(4).

د: لم يعرف عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قد قرأ آية بوجهين أو أكثر لا عند تبليغها ولا بعد ذلك، وكذلك الأئمة من أهل بيته(عليهم السلام)، مع أنّه لو كان ذلك من القرآن لما تقيّدوا بصيغة واحدة.

ومن مجموع ما ذكرناه يتّضح انّ هذه النصوص لا تصلح لإثبات نزول القرآن على سبعة أحرف، بحيث يتخيّر القارئ في قراءته بصيغ وأشكال مختلفة.

القراءات السبع

أشرنا الى انّ كثيراً من علماء الجمهور قد ادّعى تواتر القراءات السبع المعروفة، ومن ثمّ فهي كلّها قراءات معتبرة، قال بدر الدين الزركشي "والقراءات السبع متواترة عند الجمهور، وقيل بل مشهورة..."(5).

ونسب الزرقاني القول بتواتر القراءات العشر الى "المحقّقين من الأصوليين والقرّاء كابن السبكي وابن الجزري والنويري..."(6).

ونكتفي هنا بالإشارة الى عدم تواتر القراءات السبع المعروفة.

وقبل ذلك نمرّ مروراً سريعاً على القرّاء السبعة وراويين من رواتهم حسب ما جاء في كتاب "السبعة" لابن مجاهد، وإلاّ فالرواة أكثر من ذلك.

1 - عبدالله بن عامر اليحصبي، قارئ الشام (ت: 118) وراوياه هما هشام بن عمّار وابن ذكوان، ولم يدركاه، لأنّ هشاماً ولد عام 153، ومات 245، وابن ذكوان ولد عام 173 ومات 242، ومن ثمّ لم يعرف السبب في اختيار ابن مجاهد هذين للرواية عن ابن عامر. علماً أنّه قد طعن عدد من العلماء في وثاقة هشام. وورد الطعن في ابن عامر أيضاً.

2 - عبد الله بن كثير الداري، قارئ مكة (ت: 120) وراوياه هما أحمد بن محمد البزي، ومحمد بن عبد الرحمن المعروف بقنبل، ولم يدركاه أيضاً، لأنّ الأول ولد سنة: 170 وتوفي سنة: 250، والثاني ولد سنة 195، وتوفي سنة: 291.

وقد ورد الطعن فيهما، خصوصاً بالنسبة الى البزي.

3 - عاصم بن أبي النجود الأسدي، قارئ الكوفة (ت: 128).

وراوياه هما حفص بن سليمان (90 - 180)، وشعبة أبو بكر بن عيّاش (95 - 193).

4 - أبو عمر بن العلاء المازني، واسمه زبان قارئ البصرة (ت: 154).

وراوياه حفص بن عمر الدوري (ت: 246). وصالح بن زياد السوسي (ت: 261) ولم يدركاه، وإنّما رويا عن اليزيدي عنه.

وقد ورد الطعن في راوييه، فيما وثّقهما آخرون.

5 - حمزة بن حبيب الزيات قارئ الكوفة أيضاً (ت: 156).

وراوياه هما خلف بن هشام البزاز (150 - 229). وخلاّد بن خالد الشيباني (ت: 220).

رويا عنه بالواسطة. وقد طعن البعض بقراءة حمزة.

6 - نافع بن عبدالرحمن الليثي، قارئ المدينة (ت: 169) وراوياه هما عيسى بن ميناء المعروف بقالون (120 - 220) وعثمان بن سعيد المعروف بورش (110 - 197) وورد الطعن في نافع وقالون، بينما مدحهما آخرون.

7 - علي بن حمزة الكسائي، قارئ الكوفة أيضاً (ت: 189) وراوياه هما الليث بن خالد البغدادي (ت: 240) وحفص بن عمر الدوري (ت: 246).

وهؤلاء هم القرّاء السبعة المعروفون مع اثنين من رواة كل واحد منهم، على ما ذكره ابن مجاهد الذي جمعهم. وقد زاد المتأخرون أسماء ثلاثة من القرّاء، وهم:

8 - خلف بن هشام راوي حمزة، وقارئ بغداد (ت: 229) وراوياه هما: أبو يعقوب اسحاق بن إبراهيم المروزي (ت: 286) وأبو الحسن ادريس بن عبدالكريم (ت: 292).

9 - يعقوب بن اسحاق الحضرمي قارئ البصرة (ت: 205).

وراوياه هما: محمد بن المتوكل اللؤلؤي المعروف برويس (ت: 238) وروح بن عبدالمؤمن الهذلي (ت: 235).

10 - أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي، قارئ المدينة (ت: 130).

وراوياه هما ابن وردان، عيسى الحذاء (ت: 160) وابن جمّاز، سليمان بن مسلم الزهري (ت: 170).

فهؤلاء هم القرّاء العشرة المعروفون بين أهل التراجم(7).

ويتضح من خلال مراجعة أحوال القرّاء المذكورين وقراءاتهم انّ شرط التواتر بالنسبة لكل قراءة منها مفقود، حيث أنّ هذه القراءات نقلت إليهم وعنهم بطريق الآحاد، خاصة انّ بعض رواتها مطعون فيهم، ولذلك نجد انّ عدداً من العلماء طعن في بعض قراءات هؤلاء القرّاء(8).

ومع ذلك نرى بعض السذّج قد حكم باعتبار القراءات السبع اعتماداً على الروايات الدالّة على نزول القرآن على سبعة أحرف، زاعماً - من دون دليل - على أنّ الأحرف السبعة هي القراءات السبع المذكورة.

ولكن من خلال ما بيّنّا سابقاً تتضح المناقشة في هذا الادعاء حيث أوضحنا:

أولاً: عدم صحة التمسك بنصوص الأحرف السبعة.

ثانياً: انّ تمييز هذه القراءات السبع عن غيرها مصدره ابن مجاهد في القرن الرابع الهجري من دون أية ميزة لهم، فكيف تُحمل تلك النصوص - على فرض صحّتها - على هذه القراءات؟

وقد انتقد مجموعة من الباحثين ابن مجاهد على اختيار هذا العدد، قال احمد بن عمار المهدوي: "لقد فعل مسبِّع هذه السبعة ما لا ينبغي له، وأشكل الأمر على العامة بإيهامه كلَّ من قلَّ نظره انّ هذه القراءات هي المذكورة في الخبر، وليته اذ اقتصر - أي اقتصر على عدد معيّن - نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة..."(9).

وقد برّره أبو الحسن علي بن محمد - شيخ أبي شامة - بأنّ ابن مجاهد اختار من القراءات ما وافق خط المصحف... ورأى أن يكونوا سبعة تأسيّاً بعدَّة المصاحف التي بعثها عثمان الى الآفاق(10).

الى هنا تنتهي - بعون الله - بحوث "علوم القرآن". آملاً أن يتقبل الله تعالى هذا الجهد اليسير بقبول حسن وأن ينفع به اخواني المؤمنين، خاصة طلبة العلوم الاسلامية.



وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
رياض الحكيم
الحوزة العلمية 1415هـ



الأسئلة
1 - اذكر المعاني الخمسة لجمع القرآن.
2 - ما هي الشواهد على أن ترتيب الآيات الحالي يمتد إلى عصر الرسول؟
3 - من الذي ميّز القرّاء السبعة المعروفين عن غيرهم وفي أى قرن كان ذلك؟
4 - ماهي أهم عوامل اختلاف القراءات؟


1- يراجع تلخيص التمهيد: 1 295.

2- البيان: 197 - 198.

3- أصول الكافي، كتاب فضل القرآن باب النوادر: 2 630.

4- المصدر.

5- البرهان: 1 318.

6- مناهل العرفان: 1 439.

7- اعتمدنا في ذكر اسمائهم وخصوصياتهم على كتابي البيان: 140 - 161، وتلخيص التمهيد: 324 - 326 فراجع.

8- يراجع البيان: 165 - 166.

9- الاتقان: 1 323، طبعة 1378.

10- جمال القرّاء: 111.

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

خادم الشيعة
عضو برونزي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 937
بمعدل : 0.16 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 49  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 15-10-2012 الساعة : 02:51 AM


فهرست المصادر

1 - القرآن الكريم.

2 - الإتقان في علوم القرآن جلال الدين السيوطي

3 - الإصابة في تمييز الصحابة ابن حجر العسقلاني

4 - أصول الكافي محمد بن يعقوب الكليني

5 - الاعتقادات الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه

6 - إعجاز القرآن مصطفى الرافعي

7 - الأنوار النعمانية السيد نعمة الله الجزائري

8 - أوائل المقالات في المذاهب الشيخ محمد بن محمد النعمان المفيد

9 - بحار الأنوار المجلسي

10 - بداية المجتهد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي

11 - البرهان بدر الدين الزركشي

12 - البرهان ميرزا مهدي البروجردي

13 - بصائر الدرجات محمد بن الحسن الصفّار

14 - تاريخ الطبري ابن جرير الطبري

15 - تاريخ القرآن أبو عبدالله الزنجاني

16 - تاريخ وعلوم قرآن علي حجتي كرماني

17 - التبيان في تفسير القرآن الشيخ الطوسي محمد بن الحسن

18 - تدوين القرآن الشيخ علي الكوراني

19 - تذكرة الموضوعات أحمد بن طاهر الهندي

20 - تصحيح اعتقاد الإمامية الشيخ محمد بن محمد النعمان المفيد

21 - تصنيف نهج البلاغة لبيب بيضون

22 - التعريف بالقرآن والحديث محمد الزفزاف

23 - تفسير ابن الأثير ابن الأثير

24 - تفسير الطبري ابن جرير الطبري

25 - تفسير العيّاشي محمد بن مسعود بن عيّاش

26 - تفسير القمي علي بن إبراهيم القمي

27 - التفسير الكبير فخر الدين الرازي

28 - تفسير المنار رشيد رضا

29 - التفسير والمفسِّرون محمد حسين الذهبي

30 - تفصيل آيات القرآن الحكيم ترتيب جول لابوم

31 - تلخيص التمهيد الشيخ محمد هادي معرفة

32 - التمهيد في علوم القرآن الشيخ محمد هادي معرفة

33 - تهذيب الأصول الشيخ جعفر السبحاني

34 - تهذيب التهذيب ابن حجر

35 - جامع البيان أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

36 - جامع بيان العلم وفضله ابن عبد ربّه

37 - الجامع الصحيح محمد بن إسماعيل البخاري

38 - جمال القرّاء أبو الحسن علي بن محمد السخاوي

39 - حياة محمد محمد حسين هيكل

40 - الخصال الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه

41 - دراسات قرآنية الدكتور محمد حسين علي الصغير

42 - الدر المنثور جلال الدين السيوطي

43 - الذريعة الى تصانيف الشيعة آغا بزرگ الطهراني

44 - روضة الكافي محمد بن يعقوب الكليني

45 - سنن أبي داوود أبو داوود السجستاني

46 - سنن الترمذي أبو عيسى الترمذي

47 - سنن الدارمي أبو محمد عبدالله الدارمي

48 - سنن النسائي أحمد بن شعيب النسائي

49 - سير أعلام النبلاء شمس الدين الذهبي

50 - السيرة الحلبية علي برهان الدين الحلبي

51 - شرح الأصول الخمسة السرخسي

52 - صحيح مسلم مسلم بن الحجاج القشيري

53 - الصواعق المحرقة ابن حجر الهيتمي

54 - صيانة القرآن من التحريف الشيخ محمد هادي معرفة

55 - ضحى الإسلام أحمد أمين

56 - الطبقات الكبرى ابن سعد

57 - طبقات مفسرين شيعة عقيقي بخشايشي

58 - علوم الحديث ومصطلحه الدكتور صبحي الصالح

59 - علوم القرآن محمد باقر الحكيم

60 - علوم القرآن عند المفسّرين مركز الثقافة والمعارف القرآنية

61 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه

62 - فتح الباري ابن حجر العسقلاني

63 - فجر الإسلام أحمد أمين

64 - الفصل في الملل والنحل ابن حزم الأندلسي

65 - الفقه على المذاهب الأربعة عبدالرحمن الجزيري

66 - الفهرست ابن النديم

67 - في العقد الاجتماعي جان جاك روسو، ترجمة ذوقان قرقوط

68 - القاموس المحيط محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

69 - قرآن در اسلام السيد محمد حسين الطباطبائي

70 - الكتاب سيبويه

71 - كتاب العين الخليل بن أحمد الفراهيدي

72 - الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل جار الله الزمخشري

73 - كليّات في علم الرجال الشيخ جعفر السبحاني

74 - لسان العرب ابن منظور

75 - مباحث في علوم القرآن مناع القطان

76 - متشابهات القرآن ومختلفه محمد بن علي بن شهرآشوب

77 - مجمع البيان في تفسير القرآن محمد بن الفضيل الطبرسي

78 - المحلّى ابن حزم الأندلسي

79 - المدرسة القرآنية السيد محمد باقر الصدر

80 - مذاهب التفسير الإسلامي اجنتس جولدزيهر

81 - مستدرك الحاكم الحاكم النيسابوري

82 - مستمسك العروة الوثقى السيد محسن الحكيم

83 - مسند أحمد أحمد بن حنبل

84 - المصاحف ابن أبي داوود السجستاني

85 - مفردات غريب القرآن الراغب الأصبهاني

86 - مقدمة في أصول التفسير ابن تيمية

87 - المناقب محمد بن علي بن شهرآشوب

88 - مناهل العرفان في علوم القرآن محمد عبدالعظيم الزرقاني

89 - منتخب كنز العمال المتقي الهندي

90 - الميزان في تفسير القرآن السيد محمد حسين الطباطبائي

91 - نكت الانتصار أبو بكر الباقلاني

92 - النهاية ابن الأثير

93 - الوافي ملا محسن الفيض الكاشاني

94 - وسائل الشيعة محمد بن الحسن الحر العاملي

توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 المهدوية والانحراف موضوع خطير لكل من يعصي ربه ...
0 التنوع البشري
0 رزية الخميس
0 التفكير
0 علي عليه السلام في القرآن

مهدي الجصاني
عضو جديد
رقم العضوية : 77942
الإنتساب : Apr 2013
المشاركات : 53
بمعدل : 0.01 يوميا

مهدي الجصاني غير متصل

 عرض البوم صور مهدي الجصاني

  مشاركة رقم : 50  
كاتب الموضوع : خادم الشيعة المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي
قديم بتاريخ : 24-05-2013 الساعة : 08:51 PM


مشششششكور على الموضوع القيم وبارك الله فيك

من مواضيع : مهدي الجصاني 0 صفات الحروف
0 هنيئاً لنا
0 موقع تحميل برامج الكمبيوتر و الانترنت مجانا
0 قصة وعبرة
0 صفات العاشق الاستهتار بذكر المعشوق
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 06:01 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية