أسئلة بقيت في إطار الموازنة بين الايجابيات والسلبيات
أوباما لا يميل إلى التدخل عسكريًا في سوريا
بالرغم من الدعم الذي تبديه الولايات المتحدة للمعارضة السورية، إلا أن هذا التأييد لم يصل حد الاقتناع بضرورة التدخل عسكريًا في سوريا، لأن أوباما يرى أن سلبيات هذا التدخل كارثية. يسعى الرئيس باراك اوباما جاهدًا إلى تحديد دور الولايات المتحدة في النزاع السوري المستمر منذ نحو سنتين وأوقع زهاء 60 ألف قتيل حتى الآن.وفي مقابلة مع مجلة ذي نيو ريبابليك، بمناسبة عودتها إلى الصدور بحلة جديدة، سُئل اوباما: "كيف تتعامل شخصيًا وأخلاقيًا مع العنف المستمر في سوريا؟". لم يأت جوابه بأي جديد، خصوصًا أنه أبدى حذرًا في صياغته، ولكنه يدل بقوة على أن التدخل العسكري، برأي الرئيس، سيكون باهظ الكلفة وذا نتائج عكسية.
أعاد اوباما صياغة السؤال قائلًا: "أين ومتى يمكن أن تتدخل أميركا بطرق تخدم مصلحتنا القومية وتعزز أمننا وتنسجم مع مثلنا واحساسنا بالانسانية؟". كما أدرج اوباما بعض الأسئلة الأخرى، التي تحدد وجهة تفكيره بشأن الأزمة السورية، وكلها تبدو أسئلة يُراد منها تقييم سلبيات التدخل في سوريا بدلًا من ايجابياته.
سلبيات كارثية
نشرت صحيفة واشنطن بوست رأي اوباما باحتمالات التدخل الاميركي عسكريًا في سوريا. فقد قال:
"أضع نصب عيني، ربما أكثر من الآخرين، مواطن قوتنا وقدراتنا ذات المصداقية، واضع أيضًا حدودها، وفي وضع مثل وضع سوريا، هل نستطيع أن نُحدث اختلافًا حقيقيًا؟
هل سيكون تدخلنا العسكري مؤثرًا؟
كيف سيؤثر في قدرتنا على دعم قواتنا في افغانستان؟
هل يمكن أن يفجِّر تدخلنا أعمال عنف أو أن يسفر عن استخدام الأسلحة الكيميائية؟
ما الذي يوفر أفضل احتمال لقيام نظام مستقر بعد الأسد؟
وكيف أُقيِّم عشرات الآلاف الذين قُتلوا في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يُقتلون حاليا في الكونغو؟"
ويرى مراقبون أنه من الصعب أن يتصور المرء كيف يمكن لأي سؤال من هذه الأسئلة أن يقود اوباما إلى دعم فكرة التدخل العسكري في سوريا. فإن الرسالة الضمنية، التي يوجهها كل سؤال من هذه الأسئلة، واحدة: "ألن تكون للتدخل العسكري سلبيات كارثية تفوق أي ايجابية؟"
من شريكنا؟
لو كان اوباما يفكر حقًا في التدخل في هذه المرحلة، لكان توقف عند اسئلة تتعلق أكثر بآليات تنفيذ التدخل، من قبيل:
"كيف تستطيع أميركا أن تمنع روسيا والصين من استخدام حق الفيتو ضد أي قرار بالتدخل يصوت عليه مجلس الأمن الدولي؟
من هو شريك أميركا في سوريا؟
ما هي دروس ليبيا حيث وقفت الولايات المتحدة مع التدخل؟ وما هي دروس الكونغو حيث لم تؤيد التدخل؟"
وفي مقابلة أخرى اجراها برنامج "60 دقيقة"، الذي تبثه شبكة سي بي أس التلفزيونية الأميركية، رد اوباما على انتقادات خصومه السياسيين الذين يقولون إن إدارته بالغت في النأي بنفسها عن البؤر الساخنة في العالم، ومنها الحرب المستمرة في سوريا.
لا نتسرع
في هذا الشأن، أوضح اوباما أن سوريا "مثال كلاسيكي على أن تدخلنا يجب ألا يعزز أمننا فحسب، بل وأن يكون يصب في مصلحة الشعب السوري، ومصلحة دول مجاورة لسوريا، مثل اسرائيل التي ستتأثر عميقا بتدخلنا". واضاف أن الولايات المتحدة لا تتسرع في تدخلاتها. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الوضع في سوريا بأنه مشكلة معقدة، وأكدت غياب أي مخطط أولي للتدخل في سوريا.
قالت كلنتون: "نحن مع القيم الاميركية، ونحن مع الحرية، ونحن مع تطلعات سائر الشعوب إلى حياة أفضل، وإلى الفرص التي من حسن حظنا أن نتمتع بها هنا. لكن ليس من السهل دائمًا معرفة ما يجب فعله على وجه الدقة لتحقيق هذه النتيجة".
مسؤول عراقي : جامعة الدول العربية" قصّرت في التعامل مع ملف الأزمة في سوريا
أقرّ مسؤول عراقي بأن "جامعة الدول العربية" قصّرت في التعامل مع ملف الأزمة في سورية، واكد أن "لا توجهات حالياً لاعادتها إليها بعد تجميد عضويتها". وقال سفير العراق لدى جامعة الدول العربية "إن جامعة الدول العربية ينبغي أن لا تكون طرفاً بل وسيطاً في حل أي اشكال عربي. وعندما تتحول إلى طرف فيه فإن منطق الحوار ينتهي"، مستبعداً أية تحركات لإعادة عضوية سورية في الجامعة العربية. وحمّل دولاً اقليمية مسؤولية المد الأصولي في سورية، وقال "هناك مصالح اقليمية تتصارع مع الإرادات الوطنية وبأشكال عدة كل يوم، غير أن الحل الأمثل هو البحث عن مخرج سلمي عبر الحوار وليس عن طريق العنف لأن خسارة أحد الطرفين تعني وقوع مجازر، ونحن لا نريد أن يتكرر ما حدث في العراق من مجازر طائفية في سورية". ورأى العزواي أن "أهمية المؤتمر الدولي السوري تنعكس من حقيقة أنه جمع ممثلين عن المجتمع المدني والأحزاب والجمعيات العربية والأجنبية لكي يرفعوا صوت الاعتدال ويطالبوا بوقف العنف ورفع صوت الحكمة، لأننا بحاجة إليها بعد سيل الدماء قرابة عامين في سورية، وبحاجة إلى الحوار لايجاد حل سلمي منذ البداية".
وقال إن "من حق الشعب السوري أن يطالب بحقوقه المشروعة في الديمقراطية والاصلاح والانتقال السلمي للسلطة وتداول السلطة واجراء انتخابات حرة ونزيهة، ونحن ناصرنا دائماً صوت الاعتدال وصوت الديمقراطية وصوت الوطنية ورفضنا رفضاً قاطعاً أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لسوريا وأي تسليح لأي من الطرفين سواء أكان النظام أم المعارضة، ودعمنا كل مبادرات جامعة الدول العربية لوقف العنف والدعوة إلى الحوار". واضاف إن حكومة بلاده "ترجمت موقفها من الأزمة السورية بمبادرة اطلقتها في القمة العربية في بغداد ومن خلال دعم كل مبادرات الجامعة العربية لايجاد حل سلمي انطلاقاً من اعتقادها بأن المشكلة السورية معقدة وأن الشعب السوري محق في انتفاضته وينبغي أن يحصل على حقوقه العادلة والمشروعة، وأن لا تتحول سورية إلى ميدان للمعارك والقتل والذبح والعنف والتدخل الأجنبي وانتشار الجماعات الجهادية".
فضيحة قطرية جديدة // ..وثيقة لشركة دفاع بريطانية:
قطر طلبت تلفيق استخدام «الكيميائي» ضد دمشق!
وثيقة - نشرها: موقع «النظرة الصحيحة» الأميركي
نشر موقع «النظرة الصحيحة» الأميركي أمس وثيقة ذكر انه تمت قرصنتها عن موقع شركة بريطانية متعاقدة مع وزارة الدفاع البريطانية تظهر طلب قطر من شركة بريطانية تلفيق استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية. وأشار الموقع إلى انه تمت قرصنة موقع شركة «بريتام الدفاعية» في 24 كانون الثاني الحالي. وجاء في بريد الكتروني في تشرين الثاني العام 2012 ان «مدير التطوير الاقتصادي ديفيد غولدينغ كتب الى مدير الشركة فيليب دوفتي ان شخصا من قطر، لم يعرف اسمه، اتصل به من اجل تأليف العملية». وقال غولدينغ «لقد تلقينا عرضا جديدا. انه حول سوريا مجددا. القطريون يقترحون اتفاقا جيدا ويقسمون ان واشنطن وافقت على الفكرة. علينا تسليم اسلحة كيميائية الى حمص، قذيفة ليبية من اصل روسي شبيهة لتلك التي يجب ان تكون لدى (الرئيس السوري بشار) الاسد. يريدون منا تصوير شريط فيديو لشخص اوكراني يتحدث الروسية. بصراحة، لا اعتقد ان الفكرة جيدة، لكن المبلغ المالي المقترح ان يدفعوه لنا ضخم. اريد رأيك؟».
الى ذلك، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقائه وفدا من مجلس الشيوخ الاميركي، «على التعاون الوطيد بين إسرائيل والولايات المتحدة في شتى المجالات، بما فيها الأوضاع المتطورة في سوريا». وذكرت وكالة «نوفوستي» أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف اميدرور توجه إلى موسكو ليجري محادثات مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف. وذكرت صحيفة «معاريف» ان اميدرور «سيبحث المحافظة على مخزون الأسلحة الكيميائية السورية».
وأعلن رئيس الأمن الديبلوماسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد أن «النظام السوري لا يزال يحكم سيطرته بالكامل على مخزون الأسلحة غير التقليدية لديه»، مضيفا أن إسرائيل ستكون قادرة على التصرف إذا دعت الضرورة لذلك. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومصادر أمنية أن إسرائيل قلقة على نحو متزايد من إمكانية وقوع أسلحة كيميائية سورية بأيدي متشددين إسلاميين، وتتخذ خطوات ديبلوماسية وأمنية لمنع حدوث ذلك. وقال مصدر امني انه تم نشر بطاريتين من نظام «القبة الحديدية» لاعتراض صواريخ محتملة في شمال إسرائيل بهدف التمكن في حال الضرورة من شن عمل عسكري بشكل سريع ضد سوريا أو لبنان. واشار الى ان «اسرائيل تعتقد ان حزب الله لديه قوات كبيرة في سوريا تقدم حاليا الدعم لقوات الرئيس بشار الأسد ضد المسلحين، وقد تستولي على أسلحة كيميائية في حال سقوط النظام».
لماذا تخشى روسيا حكم الإسلاميّين في سوريا؟
ناجي س. البستاني
مصالح روسيا في سوريا كبيرة، وهي تشمل كما هو معروف القاعدة العسكرية الوحيدة لها على البحر الأبيض المتوسط والتي تقع في ميناء طرطوس على الساحل السوري، وصفقات الأسلحة الضخمة مع النظام السوري، وإتفاقات التعاون الإقتصادي في مجالات التنقيب عن الغاز والنفط، والقدرة على التأثير في قضايا الشرق الأوسط الشائكة، إلخ. وبموازاة كل هذه المصالح، وغيرها الكثير ممّا لا مجال لذكره في مقال واحد، من الطبيعي أن تدعم روسيا بقوّة النظام السوري الحالي، ليس حبّاً بهذا النظام بالتحديد، كما ظهر في أكثر من موقف روسي، وآخره موقف رئيس الوزراء الروسي ديمري ميدفيديف، بل خوفاً من البديل. فلماذا تخشى روسيا بشكل خاص وصول الإسلاميّين إلى الحكم في سوريا؟
الجواب له خلفيّة دينيّة وديمغرافيّة تمتدّ على كامل مساحة القارة الآسيويّة.
وهذه أبرز عناوينه:
أولاً: بات عدد المسلمين في روسيا الإتحادية (تضم 83 كياناً إتحادياً) يتراوح ما بين 15 إلى 20 مليون شخص (حسب المرجع)، من أصل إجمالي عدد السكان الذي يبلغ حالياً نحو 143 مليون نسمة. ويتواصل مسلمو روسيا دينياً وثقافياً مع نحو 22 مليون مسلم موزّعين على الجمهوريات الإسلامية المحيطة بروسيا، وهم يميلون أكثر فأكثر إلى الإنعزال والتقوقع عن باقي المجموعات الإتنية والمذهبيّة، لا سيّما المسيحيّة منها. والمشاكل بين الجانبين في تزايد.
ثانياً: إذا كان صحيحاً أنّ عدد غير المتديّنين في روسيا هو مرتفع كثيراً، ويتجاوز ثلث الشعب، إلا أنّ الأصح أنّ الباقين هم من المسيحيّين الأرثوذكس الممارسين. والرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين عزّز علاقات الدولة مع الكنيسة الأرثوذكسيّة، وهو يعمل على إعادة القيم المسيحيّة التي كانت إضمحلت في كثير من المناطق، بفعل القمع والإضطهاد أيّام حكم الأنظمة الشيوعية قبل سقوطها. ورفع هذا الأمر مستوى التوتّر مع التيّارات الإسلامية المتنامية، والتي تحوّلت بأغلبيّتها إلى المعارضة، في محاولة للوقوف أمام هذه السياسة.
ثالثاُ: تخشى الإدارة الروسية أن يعزّز تنامي حضور القوى الإسلامية المتشدّدة في الشرق الأوسط، والذي تمّ بالقوّة عبر الثورات إن السلميّة أو المسلّحة، النزعة الإنفصاليّة للجماعات الإسلاميّة في دول الإتحاد السوفياتي السابق، مثل أذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان في القوقاز، خصوصا أنّ تجربة الشيشان الدمويّة ما زالت راسخة في الأذهان. وهنا لا بدّ من التذكير أنّ الرئيس بوتين، والذي هو رجل إستخبارات سابق، قمع الحركة الإستقلالية في الشيشان بالقوّة، علماً أنّ الإسلاميّين الشيشانيّين كانوا قد خاضوا حرب عصابات وإستنزاف مع القوات الروسية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وقاموا أيضاً بتنفيذ عمليّات أمنيّة وإرهابيّة داخل موسكو وغيرها من المدن الروسية. وعلى الرغم من فرض الجيش الروسي اليوم قبضته الحديديّة بشكل أكبر من السابق، فإنّ أعمال العنف المتقطّعة لا تزال تحدث في مختلف أنحاء شمال القوقاز.
رابعاً: إكتشفت أجهزة الإستخبارات الروسية في الماضي القريب العديد من الخلايا التي تعمل على تشجيع الإنفصال عن روسيا، تحت عباءة الإستقلال الديني. وتدير هذه الخلايا جماعات من الإسلاميّين المتشدّدين، الكثير منها هاجر حديثاً إلى المناطق ذات الأغلبيّة الإسلامية في دول الإتحاد السوفياتي السابق. وهي تحظى بإمكانات مادية قويّة، بفعل الدعم الذي تلقاه من متموّلين إسلاميّين من بعض الدول العربية المتمكّنة مالياً بشكل خاص. وتستخدم هذه الجماعات الإسلامية الإنفصاليّة النزعة، الأموال والمساعدات التي تتلقّاها، لبناء الجوامع والمدارس الدينيّة ومراكز المساعدات الإجتماعية التي تعمل بإيديولوجيا إسلامية واضحة. حتى أنّ بعض هذه الخلايا يؤمّن الدعم العسكري والمالي لإنفصاليّين إسلاميّين، خاصة في شمال القوقاز.
وبناء على ما سبق، فإنّ لا مصلحة لروسيا الإتحادية بإستبدال النظام السوري الحالي، بنظام مماثل للأنظمة التي إنبثقت أخيراً في كل من ليبيا وتونس ومصر. والمسألة تتعدّى "الحرب الباردة" مع أميركا، و"النفوذ الإقليمي" بوجه تركيا وغيرها، و"المصالح العسكرية والإقتصادية" مع سوريا - الأسد، لتطال القوميّة الدينيّة في روسيا.
فالمعادلة بسيطة:
كلما زادت التيّارات الإسلامية المتشدّدة قوّة وقدرة في أي مكان في العالم، تشجّعت الجماعات الإسلامية في دول الإتحاد السوفياتي السابق أكثر فأكثر على الإنفصال. وموسكو لن تساهم بهذا السيناريو بالتأكيد، بل ستقف بوجهه. وهذا ما تفعله في سوريا حالياً، علماً أنّ موضوع تغيير النظام السوري قابل للنقاش بالنسبة إلى روسيا، لكن بشرط معرفة البديل مسبقاً.