هو احد المشاعر الانسانية والذي قد يؤدي الى العديد من المشاكل والتعقيدات في حال عدم السيطرة عليه سواء في العمل او في العلاقات الشخصية او في نوعية وشكل الحياة التي يعيشها الانسان. والغضب قد يحدث لاي شخص جراء موقف معين ولكنه يتباين بين الناس في حدته وفي طريقة التنفيس عن هذا الغضب فمنهم من يتخذ اسلوب الصياح والكلمات الجارحة ومنهم من تكون حدة هذا الشعور لديه كبيرة فيلتجئ الى الضرب او تكسير كل مايقع تحت طائل يده وقد تستمر حدة نوبة الغضب لديه فترة من الزمن وقد تنتهي بعد مدة قصيرة تبعا للاثار التي تتركها في الشخص
وتساهم عدة مسببات سواء خارجية او داخلية الى شعور الانسان بالغضب وهذه الاسباب قد تكون شخصية او قد تتمثل في ذكرى او حدث معين.
البعض يتساءل عن السبب الذي يجعل بعض الاشخاص ينقادون الى الغضب اكثر من غيرهم وذلك قد يكون اما لاسباب وراثية او نفسيةاو عوامل اجتماعية وثقافية كما ان العائلة او البيئة التي يعيش فيها الانسان قد تكون السبب لحالات الغضب التي تنتاب بعض الناس حيث ينحدر الاشخاص الذي يغضبون بسرعة من عائلات تعاني من نقص في مهارات التواصل العاطفي.
ويشير الباحثين انه من الافضل اكتشاف ما يثير غضبنا والعمل على تطوير الاستراتيجيات التي تسمح بالسيطرة عليها.
*وان احدى استراتيجيات السيطرة على موجات الغضب التي تصيبنا هي محاولة الاسترخاء والتنفس بعمق وتخيل بعض التجارب اللطيفة التي تساعد على تهدئة الاعصاب بالاضافة الى ترداد بعض الكلمات او العبارات المريحة خلال عملية التنفس
*يجب على الانسان التمرن على هذه التقنيات يوميا لكي يستخدمها بطريقة طبيعية عندما يواجه اي مشكلة.
* محاولة استبدال الافكار التي قادتنا الى الغضب بافكار اخرى اكثر عقلانية.
لان الشعور بالغضب لن يمنح الانسان شعورا افضل بل على العكس فقد يشعره بتانيب الضمير على الطريقة التي تصرف بها لا سيما ان الغضب يجعل الانسان غير قادر على التفكير بطريقة واضحة.
*تعلم التعبير عن الغضب دون ايذاء من حولنا وذلك عن طريق البكاء او الاتصال بالشخص الذي سبب لنا الازعاج
*يجب على الانسان العمل على تامين وقت للاستراحة لا سيما اذا كان يشعر انه يعيش تحت ضغط وذلك لمدة ساعة او ساعتين على الاقل خلال الاسبوع.
*هناك ما يعرف بالعلاج الديني، والذي يتم بالتأسي بهديه صلى الله عليه واله وسلم وذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان والوضوء وتغيير الحالة أما بالجلوس او الاضطجاع أو الخروج أو السكون والسكوت واستحضار ما ورد في كظم الغيظ من الثواب وما ورد في عاقبة الغضب من الخذلان والاستعانة بالدعاء.
*العلاج السلوكي، حيث يعدل من السلوك غير المستحب ويستبدله مع التدريب والتعلم بسلوك آخر أكثر إيجابية كما يعمل على مساعدة الفرد على التكيف والتوافق مع المواقف الصعبة.
* والعلاج المعرفي الذي يعتمد على تغيير الأفكار اللاعقلانية بحيث يحث هذا الأسلوب على التفكير الأكثر إيجابية وواقعية، ويكتسب الفرد مهارات نافعة وفعاله في التفكير والشعور والتصرف.
وارجوا ان اكون وفقت في طرح بعض الاساليب التي تساعدنا على تخطي حالات الغضب التي تعتري الكثير منا
كل الشكر لك اخي العزيز عظيم الفضل على هذا الموضوع القيم
دمت ودام لنا فيض عطاءك
لك مني ارق التحايا
قبل ان نتكلم عن الغضب لابأس بذكر تعريف له :
الغضب : هو كيفية نفسانية موجبة لحركة الروح من الداخل الى الخارج ومبدؤه شهوة الانتقام واذا اشتد يوجب حركة عنيفة يمتليء لاجلها الدماغ والاعصاب من الدخان المظلم فيستر نور العقل ويضعف فعله .
ويقابل الغضب الحلم وهو : ضبط النفس عن هيجان الغضب ، والكظم : الحبس والسد فكظم الغيظ يرادف الحلم . وأنه لا يعرف الحليم إلا عند الغضب .
وايضا الغضب
ثوران النفس واشتعالها لإرادة الانتقام ، ويستخرجه الكبر والحسد والحقد الدفينات في باطن النفس ، فالغضب من حالات النفس وصفاتها ومن آثاره صدور الأفعال والحركات غير العادية من صاحبه .
والغضب منه تعالى : هو الإنتقام دون غيره فهو في الإنسان في صفات الذات ، وفي الله تعالى من صفات الفعل ، ولذا يتصف تعالى بوجوده وعدمه ، وتتوجه هذه القوة عند ثورانها تارة إلى دفع المؤذي قبل وقوعه ، وأخرى إلى الانتقام لأجل التّشفّي بعد وقوعها والإنتقام قوى هذه القوة ، وفيه شهوتها ولذّتها ولا تسكن إلا به ، ولهذه القوة درجات ثالث :
1- حالة التفريط المذمومة : كضعفها في النفس بحيث لا يغضب فيما هو محمود فيه عقلا وشرعاً : كموارد دفع الضرر عن نفسه ، والجهاد مع أعداء الدين ، وموارد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوها .
2- حالة الإفراط المذمومة أيضاً : كإظهارها بالشتم والضرب والاتلاف والقتل ونحوها فيما نهى العقل والشرع عنه .
3- حالة الإعتدال : كاستعمالها فيما تقتضيه قوة العقل وحكم الشرع ، وهذه حد اعتدالها واستقامتها .
وقد ورد في نصوص هذا الباب : أن
الغضب مفتاح كل شر .
وأن الرجل البدوي سأل رسول الله ثلاث مرات أن يعلّمه جوامع الكلم ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم في كل مرة : آمرك أن لا تغضب .
وأنه أي شيء اشد من الغضب ؟ إن الرجل يغضب فيقتل النفس التي حرم الله ، ويقذف المحصنة .
وأنه مكتوب في التوراة : يا موسى ، أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي .
وأنه : أوحى الله إلى بعض أنبيائه : يا ابن آدم ، أذكرني في غضبك أذكرك في غضبي ، لا أمحقك فيمن أمحق ، وارض بي منتصراً ، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك .
وأن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم . وأن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ، ودخل الشيطان فيه .