بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنا أتصفح مواقع النت الخاصه بأدعية أهل البيت عليهم السلام وآثاره وقع نظري على قصة استبصار شاب عراقي من المذهب الشافعي بسبب هذه الأدعية الشريفه واعجابه بها ...
سبحان الله ,, كل آثار ومتعلقات هذا المذهب فيه جاذبية ويستولي على الاعجاب والقبول .
وتعميما للفائدة اليكم قصته ::
أكرم يونس البرزنجي
(شافعي / العراق)
ولد عام 1954م بمدينة " السليمانية " في العراق(1)، وترعّرع في أحضان أُسرة كرديّة تنتمي للمذهب الشافعي، وتدرّج في الدراسة حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة والإقتصاد، ثمّ شغل منصب معاون مدير مديرية الإحصاء العامة في السليمانيّة.
كان تشرّفه باعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) عام 1997م في مسقط رأسه، بعد أن اطّلع على كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي
في رحاب كتاب مفاتيح الجنان
يقول الأخ أكرم: " شاءت الأقدار الإلهية أن ألتقي بأحّد الإيرانيين
فأهداني كتاب (مفاتيح الجنان)، وما أن عدت إلى المنزل حتى دفعني حبّ الاستطلاع والرغبة لمعرفة محتواه، فتصفحته وطالعت بعض فقراته، وإذا بي أجده كتاباً رائعاً فيه أدعية نالت إعجابي، بحيث أنني أحسست من خلال قراءتها والتمعن في مضامينها أثر النقاء والصفاء والخشوع في نفسي.
ولاح لبصري من خلال قراءتي لتلك الأدعية نوراً منحني الرؤية الواضحة لمشاهدة الحقائق، لأنّ الأدعية الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام) تترجم عمق الصلة بين العبد وربّه وتعبّر عن حالة الافتقار المتأصّلة في ذات الإنسان إلى الله عزّوجلّ، ومثل هذه الأدعية تمثل السبيل لوصول العبد إلى ربّه و (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَاْلأَرْضِ)(1)، والقرب إليه يعني الخروج من الظلمات إلى النور (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ)(2)، وبذلك النور يهتدي الباحث إلى الطريق الذي يرتضيه الله عزّ وجلّ، لأنّه يمثل الفرقان الذي به يميّز بين الحقّ والباطل.
كما وجدت أنّ هذه الأدعية تحتوي على ثروة كبيرة من المعارف والمفاهيم المرتبطة بالشؤون الفردية والاجتماعية، فهي مدرسة تربوية وتثقيفية تمنح القارئ رؤية واسعة لمعرفة نفسه، وإدراك الحقيقة التي من أجلها خلق ومن أجلها يحيا ومن أجلها يعيش ".
ويضيف الأخ أكرم: " كان بودي أن أجد مثل هذه الأدعية والأعمال المستحبة في كتبنا أبناء العامة، ولكنني لم أجد مثلها من حيث القوّة والتأثير.
فأدركت أنّ كلام أهل البيت(عليهم السلام) نور وأمرهم رشد، لأنّه ينطلق بتسديد إلهي وعناية ربانية من نفوس أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً
ويسترسل الأخ أكرم في كلامه عن قصة استبصاره: " بعد تعرّفي على هذا الكنز كنت دوماً التجىء إليه في الأزمات والمشاكل التي تعتريني، فكان هذا الكتاب بمثابة الدواء لتسكين آلامي والتئام جراحي النفسيّة، التي كنت أُعاني منها نتيجة افتقادي للركائز الروحيّة التي يمكنني أن أعتمد عليها في مواجهة الصعاب التي تعترض مسيرتي في الحياة.
فأصبح دأبي هو قرائة تلك الأدعية والقيام بتلك الأعمال المستحبة، وكنت أتأمل في مضامينها، وأغوص في بلاغتها وفي معانيها، وأشفي بها غليلي وعطشي الكامن في أعماق نفسي.
وقد يكون الإنسان غافلا عن معرفة نفسه وفاقداً للبصيرة، ولكن بفضل ما يعثر عليه من الأدعية والزيارات يجد السبيل للعودة إلى الذات والإتصال بالله، وصياغة أفكاره من جديد على أساس تقوى الله ورضوانه، فيخاطب ربّه سبحانه وتعالى: " إلهي البستني الخطايا ثوب مذلّتي، وجلّلني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي، فأحيه بتوبة منك يا أملي... ".
فكنت أخلو كثيراً مع نفسي وأذرف الدموع على حالي باكياً ومناجياً ربي: " إلهي أعنّي بالبكاء على نفسي، فقد أفنيت بالتسويف والآمال عمري، وقد نزلت منزلة الآيسين من حياتي "
" ومالي لا أبكي، ولا أدري إلى ما يكون مصيري، وأرى نفسي تخادعني، وأيامي تخاتلني
ومن ذلك الحين بدأت أتدرّج في صياغة معارفي فعرفت الله بالله: " إلهي بك عرفتك، وأنت دللتني عليك، ودعوتني إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت "، ثمّ إلتجأت بعدها إلى الله: " اللهم عرّفني نفسك، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنّك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني "
.
وطالعت دعاء الندبة من ذلك الكتاب، فتجلّت لي حقائق كثيرة وعرفت من خلاله ضرورة وجود الأئمة في المجتمع، وأنّهم السبيل إلى الله والمسلك إلى رضوانه وأنّهم هداة الأُمة، وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان منذراً ولكلّ قوم هاد ".
في رحاب دعاء الندبة
الجدير ذكره أنّ هذا الدعاء يلفت الانتباه إلى حقائق تاريخيّة قد يكن البعض غافلا عنها أو غير مطّلع عليها، وذلك من خلال بعض النصوص الواردة فيه، التي تبيّن ما حلّ بعترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من مظالم بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومالاقوا من اضطهاد ومعاناة.
وكذلك يبيّن هذا الدعاء أنّ الأرض لا تخلو من العترة الهادية، وأنّ في كلّ زمان يوجد من أهل بيت الرسول(عليهم السلام) من يمثّل السبب المتصل بين الأرض والسماء.
وفي الحقيقة أنّ دعاء الندبة دعاء يندب به المؤمنون إمام زمانهم، ويعبّرون عبر ذلك عن مشاعرهم نتيجة افتقادهم لإمامهم المنتظر، فهم يستخدمون هذا الدعاء كأداة ووسيلة لإدانة الظلم والظالمين، فإنّ هذا الدعاء ينشىء محفز في
نفس الإنسان لئلا تعتريه الغفلة عن بعض الحقائق، وليبقى دوماً على أهبة الاستعداد في انتظار إمام زمانه، وإعداد نفسه والمجتمع للقيام بالمسؤوليات الكبيرة، التي سوف تلقى على عاتقه وعاتقهم عند ظهوره (عج)، وهذا ما يتطلّب منه أن يصوغ شخصيته وفق ما ترتضيه الشريعة، فيزكّي نفسه أوّلا، ويسعى لرفع المستوى الديني في المجتمع ثانياً، ليمهّد الأرضيّة لظهور صاحب الأمر صلوات الله وسلامه عليه.
مع زيارة الجامعة
أمّا زيارة الجامعة الواردة عن الإمام الهادي(عليه السلام) المذكورة في هذا الكتاب، فلها دوراً كبيراً في ابراز جلالة شأن أهل البيت(عليهم السلام) والتعريف بمكانتهم، إذ بها يتعرّف المؤمن على أنّهم: موضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزّان العلم، الذين اصطفاهم الله بعلمه، وارتضاهم لغيبه، واختارهم لسره، واجتباهم بقدرته، وخصّهم ببرهانه، وأيّدهم بروحه، ورضيهم خلفاء في أرضه، وحججاً على بريته، وأنصاراً لدينه، ومستودعاً لحكمته، وتراجمة لوحيه،وأعلاماً لعباده، ومناراً في بلاده،وأدلاء على صراطه بعد أن أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
وهم الذين ينبغي أن يتضرّع العبد بهم إلى الله ليدخله في جملة العارفين لهم ولحقّهم، إذ هم السبيل والذريعة إليه، والوسيلة إلى رضوانه، وبهم يعرف المؤمن ما ارتضاه الله لعباده.
فعن طريق أهل البيت(عليهم السلام) تتجلى للمؤمن حقائق الأمور، ويرتفع الإنسان عبر تلك المعارف إلى المستويات السامية حتى تتلقى القلوب النورَ والهداية وتتصل ببارئها، ثمّ تتفاعل مع هذا النور وتلين له، ثمّ تذوب في مضامين هذه
نفس الإنسان لئلا تعتريه الغفلة عن بعض الحقائق، وليبقى دوماً على أهبة الاستعداد في انتظار إمام زمانه، وإعداد نفسه والمجتمع للقيام بالمسؤوليات الكبيرة، التي سوف تلقى على عاتقه وعاتقهم عند ظهوره (عج)، وهذا ما يتطلّب منه أن يصوغ شخصيته وفق ما ترتضيه الشريعة، فيزكّي نفسه أوّلا، ويسعى لرفع المستوى الديني في المجتمع ثانياً، ليمهّد الأرضيّة لظهور صاحب الأمر صلوات الله وسلامه عليه.
الاستجابة لنداء الفطرة
ويستطرد الأخ أكرم قائلا: " وبعد تعرّفي على جملة من المعارف الدينيّة عبر أدعية هذا الكتاب، ازداد اندفاعي وشوقي نحو البحث عن التشيع، فانطلقت للاستفسار ممّن يحيطني حول هذا المذهب، ولكنني لم أصل إلى أي نتيجة لقلّة إلمام ومعرفة من يحيطني بالتشيع.
حتى توّفرت لي الأرضيّة في يوم من الأيام، إذ سافرت إلى مدينة " بغداد " لزيارة أحد أقاربي، فالتقيت هناك في أحد المساجد الشيعية بعالم شيعي، فكان لذلك اللقاء المختصر أثراً بالغاً في نفسي، ومن حينها بدأت تتبلور في ذهني صورة التشيع بصورة كاملة.
كما تعرّفت بعد ذلك على بعض الشيعة، وخضت معهم نقاشات عديدة، ومستفسراً منهم عن بعض الأمور التي كانت مبهمة بالنسبة لي، وطالعت بعض الكتب الشيعية ككتاب (المراجعات) للسيّد شرف الدين العاملي، وكتاب (ثمّ اهتديت) للتيجاني السماوي فتأثرت بها، لكنني مع ذلك كنت أعيش صراعاً نفسياً مدمراً، فكنت أدعو الله أن يهديني إلى سواء السبيل، واستجاب الله دعائي فاستبصرت عام 1997م على يد أحد الأخوة الشيعة، فبدأت أتلقّى على يده فروع الدين النقية التي وردت عن طريق أهل البيت(عليهم السلام)".
رحلة شيّقة وموفقة