|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 34725
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 71
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادم الريحانتين
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-08-2009 الساعة : 02:21 AM
روى الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في تهذيب الاَحكام ( باب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم في وقت واحد ) :
« عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن جعفر بن محمد القمي ، عن القداح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : ماتت أم كلثوم بنت عليّ وابنها زيد بن عمر بن
92
الخطاب في ساعة واحدة لا يُدرى أيّهما هلك قبل فلم يُورَّث أحدهما من الآخر وصُلِّي عليهما جميعاً » (1).
السند
وفي هذا الاسناد جعفر بن محمد ، الذي قال عنه السيّد الخوئي :
« جعفر بن محمد القمي = جعفر بن محمد الاشعري.
روى عن القداح ، وروى عنه محمد بن أحمد بن يحيى ، التهذيب : الجزء 9 ، باب ميراث الغرقى والمهدوم عليهم الحديث 1295.
أقول : الظاهر إتحاده مع جعفر بن محمد الاشعري المتقدم » (2).
وقد كان رحمه الله قد قال قبل ذلك :
« جعفر بن محمد الاشعري = جعفر بن محمد القمي : وقع في اسناد عدة من الروايات تبلغ مائه وعشرة موارد ، فقد روى عن ابن القداح ، ورواياته عنه بهذا العنوان تبلغ تسعة وسبعين مورداً ، وعن
( 1 ) تهذيب الاَحكام 9 : 363 ح 1295 وعنه في الوسائل 26 : 314 ح 33067 وفيه عن ابن القداح.
( 2 ) معجم رجال الحديث 5 : 99.
93
عبدالله بن القداح ، وعبدالله بن ميمون ، وعبدالله بن ميمون القداح ، وعبدالله الدهقان والقداح... » (1).
إلى أن يقول :
« أقول : قيل أن جعفر بن محمد هذا هو جعفر بن محمد بن عبيدالله الآتي ، أو جعفر بن محمد بن عيسى الاشعري ، إلاّ أن كلا منهما وإن كان محتملاً في نفس الاَمر ، لكنه لا دليل عليه ، فإن جعفر بن محمد بن عبيدالله لم يثبت أنّه كان أشعرياً ، ومجرّد رواية كل منهما عن ابن القداح لا يثبت الاتّحاد.
كما أن أحمد بن محمد بن عيسى ، لم يثبت أنّه كان له أخ يسمى بجعفر.
هذا ، ومن المطمأَنّ به أنّ جعفر بن محمد الاَشعري هو جعفر بن محمد بن عبيد الله الآتي ، وذلك فإنّ جعفر بن محمد الاشعري قد روى عن ابن القداح كثيراً يبلغ عددها مائة وتسعة موارد ، ولم يذكر له رواية عن غيره إلاّ في مورد واحد... » (2).
وقال السيّد الخوئي أيضاً في ترجمة جعفر بن محمد بن عبيدالله :
« روى عن عبدالله بن ميمون القداح ، ويروى عنه أحمد بن محمد بن عيسى كامل الزيارات ، باب في
( 1 ) معجم رجال الحديث 5 : 68 ، ولينظر للاَمالي : 603 للشيخ الطوسي كذلك.
( 2 ) معجم رجال الحديث 5 : 68 ـ 70.
94
فضل كربلاء وزيارة الحسين 88 الحديث 11.
وقال الشيخ( 150 ) : « له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن عبيدالله عن ابنه عن جعفر بن محمد بن عبيدالله وطريقه إليه ضعيف بأبي المفضل وبأبي بطة وتقدم في جعفر بن محمد الاشعري ما له ربط بالمقام » (1).
وقد علق الشيخ التستري على ما قاله الميرزا الاسترآبادي ـ في جعفر بن محمد الاشعري من أنّه جعفر بن محمد بن عبدالله الذي يروي عن ابن القداح كثيراً أو جعفر بن محمد بن عيسى الاَشعري = اخو أحمد بن محمد ـ في كتابه قاموس الرجال بقوله :
« أقول : كان عليه أن يحقّق أولاً موضوعه وموضع وروده ، هل ورد في الاَخبار أو الرجال ؟ ثمّ يردّد في المراد منه » (2).
وكيف كان فجعفر بن محمد القمي مشترك بين عدة أشخاص منهم الثقة ومنهم غير الثقة ، ويمكن للمطالع وبمراجعة مثل كتاب الشيخ فخر الدين الطريحي( جامع المقال فيما يتعلق باحوال الرجال ) أو( هداية المحدثين ) للكاظمي أو غيرها من كتب
( 1 ) معجم رجال الحديث 5 : 83 ـ 84.
( 2 ) قاموس الرجال للشيخ التستري 2 : 665.
95
المشتركات أن يستعلم حال ما نحن فيه؛ إذ( لما يعسر التمييز تقف الرواية</span> ) (1) .
إذاً كان جعفر بن محمد مشترك بين الثقة وغيره ، فهو إما جعفر بن محمد الاشعري أو جعفر بن محمد بن عبيدالله أو جعفر بن محمد بن عيسى الاَشعري ، أو أنّ هؤلاء جميعاً شخص واحد (2) ، ولما تعسر التمييز بينهم وقفت الرواية عن الاحتجاج بها.
مشيرين إلى أن الراوي ( جعفر بن محمد القمي ) لم يرو عنه أحد في كتب الحديث بهذا الاسم إلا الشيخ الطوسي في تهذيب الاَحكام ، والاستبصار ، والاَمالي ، وعنه أخذ الحر العاملي في وسائل الشيعة.
ففي المطبوع من تهذيب الاحكام روى الشيخ بسنده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد القمّي عن القداح (3).
وفي نسخة صاحب الوسائل من التهذيب عن ابن القداح (4).
فلو كانت الرواية عن ابن القداح فهو عبدالله بن ميمون بن الاسود القداح ، الثقة حسبما قاله النجاشي (5).
( 1 ) انظر احوال الرجال : 103 ، هداية المحدثين.
( 2 ) انظر فى ذلك كلام الشيخ الطوسي في أماليه 3 : 6 ح 1247.
( 3 ) تهذيب الاحكام 9 : 362 ح 1295 ، وروى له أيضاً فى الاستبصار 1 : 477 ح 1845 بسنده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن جعفر بن حمد بن عبد الله القمى عن عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه آن علياً.
( 4 ) وسائل الشيعة 26 : 314 ح 33067.
( 5 ) رجال النجاشي : 213 ت 557.
96
وأما لو كان عن القداح ، فهو ميمون بن الاَسود ، الذي عدّه الشيخ في رجاله تارة من اصحاب السجاد عليه السلام وأخرى من أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : ميمون قداح مولى بني مخزوم ، مكي.
وثالثة من أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : ميمون القداح المكّي مولى بني هاشم روى عنهما.
ثم جاء السيّد الخوئي برواية الكليني التي فيها مدح لميمون القداح وقال وغير بعيد أن يكون ميمون القداح مولى لهم سلام الله عليهم من جهة ولائه لهم سلام الله عليهم اجمعين ويظهر من الرواية شدة اختصاصه بهم ، كما يدل عليه قول ابن شريح فانه منهم وفي هذا مدح عظيم ، غير ان الرواية ضعيفة بجهالة رواتها</span> ) (1).
وعليه فالراوية تعدّ مجهولة لعدم ورود توثيق في جعفر بن محمد القمّي ، والقداح.
أما لو ان ابن القداح فهو ثقة حسبما قاله النجاشي ، لكنها تنحصر في نسخة صاحب الوسائل.
أما نسخ غالب فقهاءنا العظام ( كصاحب المستند</span> ) (2) و
( 1 ) معجم رجال الحديث 20 : 127. وقال الشيخ الممقاني في تنقيح المقال 3 : 265 ط ـ قديم : الحديث دل على كون الرجل امامياً ولم أقف فيه على مدح يدرجه في الحسان( وانظر قاموس الرجال 10 : 327 ) وقد أورده ابن داود الحلي في القسم الثاني من رجاله : 282 وقال : ميمون القداح ين ، ق[ جخج ملعون.
( 2 ) مستند الشيعة 19 : 452 و 463.
97
( الجواهر ) (1) ٍ و ( المسال ) (2) و ( مجمع الفائدة والبرهان ) (3) و ( كشف اللثام ) (4) وغيرهم فجميعها عن « القداح » لا ابنه ، وهو مجهول.
ولما كان الرواي هو القداح ولم يثبت توثيق فيه ، وكان في الرواية أيضاً جعفر بن محمد القمّي المشترك في الرواية ، سقطت عن الاعتبار ولا يؤخذ بها..
وقد علق العلاّمة المجلسي( ت 1111 هـ ) في كتابه « ملاذ الاَخيار في فهم تهذيب الاَخبار » على الحديث الرابع عشر من أحاديث باب الغرقى والمهدوم عليهم بقوله :
« مجهول ، وجعفر بن محمد هو ابن عبدالله المجهول » (5).
سؤلان ؟ !
لنا هنا سؤالان :
الاول : هل أن أم كلثوم وزيداً ماتا في يوم واحد أم لا ؟
الثاني : هل يمكن تعميم نصوص توريث الغرقى والمهدوم
( 1 ) جواهر الكلام 39 : 308.
( 2 ) مسالك الافهام 13 : 270.
( 3 ) مجمع الفائدة والبرهان 11 : 529.
( 4 ) كشف اللثام 9 : 525.
( 5 ) ملاذ الاخيار 15 : 382.
98
عليهم على الذين ماتوا حتف أنفهم ـ كما في رواية القداح ـ أم لا ؟
أما الجواب عن السؤال الاَول.
فالنصوص متضاربة في ذلك ، فتارة تصرح بأنّ زيد بن عمر مات وهو غلام (1).
وأخرى : مات وهو رجل (2).
وثالثة : مات وأمه في يوم واحد (3).
ورابعة : لم نر قيداً فيها (4).
وخامسة : مات على اثر نزاع نشب لبني عدي (5).
وسادسة أن عبدالملك بن مروان سمّ زيداً وأمّه فماتا ، وذلك بعد ما قيل لعبد الملك : هذا ابن علي وابن عمر ، فخاف على ملكه فسمّهما (6).
وليس في كل تلك النصوص أنه مات على أثر هدم حائط أو أنه غرق في بحر أو ما شابه ذلك.
( 1 ) سير اعلام النبلاء 3 : 502 وفيه توفي شاباً ولم يعقب.
( 2 ) تاريخ المدينة 2 : 654.
( 3 ) أنساب الاَشراف : 190 ، نسب قريش : 353.
( 4 ) السنن الكبرى للبيهقي 7 : 70 ـ 71.
( 5 ) الاستيعاب بهامش الاصابة 4 : 491 ، سير اعلام النبلاء 3 : 502 وفيه وقعت هوسة بالليل ، فركب زيد فيها ، فأصابه حجر فمات ، السنن الكبرى للبيهقي 7 : 70 ، تاريخ دمشق 19 : 483.
( 6 ) المصنف لعبد الرزاق 6 : 164 | ح 10354.
|
|
|
|
|