اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أعتذر شديد الاعتذار على التأخير في تكملة الموضوع والتوقف الاضطراري الذي أصابني ، مع أنني كتبت التكملة منذ أكثر من شهرين ولكن لم يكن عندي وقت كافي لإضافتها ، فأرجو قبول عذرنا . . .
وعندي ملاحظة مهمة :
ربما الاحداث التي أذكرها ليست بالتسلسل الصحيح التي وقعت به ، لأنني لم أرجع الى تاريخها ولكن جاءت صورها بهذا الشكل الذي عرضته عليكم . . .
( إعلان الحرب على شيعة العراق )
مع ذلك البيان الذي صدر من حصن العراق الكبير والذي يعتبر صفعة بل يعتبر طعنة مسددة من قبل مرجعيتنا الرشيدة الى فلول البعث والقاعدة فقد خيب آمال القتلة والمجرمين والذين يدعمونهم ويساعدونهم ويمولونهم وبعد أن عرفوا بأن كل وعندما أقول ( كل ) فيجب أن تركزوا عليها جيداً لأنني سأوضح لكم معناها لاحقاً ، بعد فشل كل مخططاتهم وكل أعمالهم الإجرامية القبيحة بكل معنى الكلمة ومع كل أنواع الخبث والمكر والدهاء و القسوة التي استعملوها من أجل جر العراقيين والشعب العراقي الى حفرة الطائفية وحربها التي لو اشتعلت لما بقي بيت في العراق سالماً مع أن أكثر بيوت العراقيين لا تخلوا من الشهداء والمفقودين والأيتام ، فجروا قتلوا هدموا استهدفوا الشخصيات حتى أنهم حرقوا الاطفال مع كل هذه الأدوات والأوراق القذرة التي استخدموها إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً جعلهم كالمجانين لا يعرفون ماذا يفعلون ولا يعرفون ماذا ستكون خطتهم القادمة فقد كانت حكمة المرجعية وحكمة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) هي الحصن الحصين للعراق في وجه كل تلك المؤمرات فقد تحطمت وتلاشت كلها تحت نعليه كما قلتها في بداية الموضوع و المشاركات السابقة فلم يتوقعوا أبداً أن علمائنا لديهم كل هذا الصبر وكل هذه الحكمة وكل هذه الروح الكبيرة في الصمود أمام المصاعب كانوا يعتقدون أن علمائنا سينزلقون وراء خططهم بأسرع وقت أو أنهم سيتبعون عواطفهم ( حاشاهم ) وستؤثر عليهم هذه الخطط والمكر في التركيز على ابادة الشيعة نعم ابادة الشيعة في العراق وما زلت أتذكر جيداً هذا الموقع الاكتروني الذي توقف عن البث ولا نعرف السبب الى اليوم وكان يبث مآسي لا تعد ولا تحصى من قتل واجرام بحق شيعة أهل البيت عليهم السلام كانوا هدفهم إشعال العراق بكل ما أوتوا من قوة ولكنهم فشلوا . . .
نعم فبعد أن فشلوا من إشعال الحرب الطائفية بكل تلك الطرق التي ذكرتها خلال الاجزاء السابقة راحوا ليعلونها حرباً كاملة ( إعلان الحرب ) على التشيع وعلى شيعة أهل البيت عليهم السلام أعلونها بشكل رسمي هذه المرة حتى لا يبقى هناك أي مجال للشك بأن الحرب قد خمدت أو أنها قد انتهت بعد بيان المرجعية الأخير ، فراحت القنوات البعثية والإرهابية التي رقصت على أشلاء أبناء العراق طوال هذه السنين تعرض صور وتصريحات المقبور الزرقاوي وهو يطلق النار في ساحة شبه صحراوية في العراق ليعلن من خلال هذه المشاهد وهذا العرض العسكري التافه أن الحرب على الشيعة قد بدأت من هذه اللحظة ، وهو يريد أن يصور أن له مكانته وموقعه في العراق بحيث يستطيع أن يعلن مثل هذه القرارات أو أنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له وأنه سينجح هذه المرة وأقصد نجاحه هو من هم معه ويدعمونه ولهذا قلت فشل ( كل ) مخططاتهم فلو بقي هناك أي خطة لما أعلنوا الحرب بهذا الشكل وبهذه الطريقة الساذجة المجنونة الهستيرية والتي لم يعلنوها حتى على اليهود أو اسرائيل أو على غيرها من البلاد المحتلة لأراضيهم وهذا يدل على فشلهم وخبيتهم وسقوطهم في الحضيض واندثار واحتراق كل ملايينهم وملياراتهم وذهابها ادراج الرياح . . .
كانوا يريدون ويهدفون من هذا الاعلان أن يقابله إعلان آخر من الجانب الشيعي حتى يعطي لكل العالم أن الحرب الطائفية بدأت في العراق ولن تتوقف إلا بعد أن تدخل القوات العربية الى العراق أو أن يباد الشعب العراقي عن بكرة أبيه وهذا هو ( حلمهم ) الذي يسعون الى تحقيقه بأي ثمن وبأي وسيلة ، لم يعتبر أحد من علمائنا أو قادتنا السياسيين الشيعة أي قيمة لهذا التصريح ولم يهتموا له وكأنهم يقولون له أنعق وأنبح ولعلع بصوتك النكرة فإنه عواء كعواء الذئب في الليل الحالك بين الاسود لا يساوي شيئ ولن تجد له صدى !!!
و لم يمر على مثل هذا التصريح وهذا الاعلان سوى أيام قليلة وإذا به خمدت أنفاسه ورحل الى جهنم وبأس المصير وكأنها إرادة رب العالمين أن تخرس مثل هذا الصوت النكرة ويعطي للآخرين درساً يفهمهم أن العراق محروس وبأيدي أمينه مادام هناك مرجعية عليا و مادام أن الشعب يأتمر بأوامرها ويمشي بخطاها ، وأنطبق عليه وعليهم قوله تعالى :
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
وكان للمرجعية هذا البيان :
التيار الصدري يستفتي سماحة السيد السيستاني حول تهديدات الزرقاوي
بسمه تعالى
سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني ( دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على سماحتكم التهديدات التي أطلقها أخيراً عملاء الثالوث المشؤوم ضد اتباع اهل البيت سلام الله عليهم ، حيث أعلنها من يسمى بالزرقاوي حرباً على الشيعة في العراق .
فما هو رأيكم حول هذه المسألة الخطيرة، وما هي السبل لدفع الضرر عن اتباع أهل البيت عليهم السلام وما هي توصياتكم للشيعة خصوصاً وللعراقيين عموماً ؟
جزاكم الله خير جزاء المحسنين
أبناء الشهيد الصدر الثاني قدس سره
الكوفة العلوية المقدسة
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الهدف الأساس من اطلاق هذه التهديدات ومما سبقها واعقبها من اعمال اجرامية استهدفت عشرات الآلاف من الأبرياء في مختلف انحاء العراق هو ايقاع الفتنة بين أبناء هذا الشعب الكريم وايقاد نار الحرب الاهلية في هذا البلد العزيز للحيلولة دون استعادته لسيادته وأمنه ومنع شعبه المثخن بجراح الاحتلال وما سبقه من القهر والاستبداد من العمل على استرداد عافيته والسير في مدارج الرقي والتقدم .
ولكن معظم العراقيين_ ولله الحمد_ على وعي تام بهذه الاهداف الخبيثة، وسوف لن يسمحوا للعدو الطامع بتحقيق مخططاته الاجرامية، مهما نالهم من ظلم واذى واريق على ثرى بلدهم الطاهر من دماء زكية لأهليهم واحبتهم.
واننا في الوقت الذي نعبّر فيه عن بالغ الأسى لكل قطرة دم عراقية تسفك ظلماً وعدواناً ونتألم لآهات الثكالى وبكاء الأيتام وأنين الجرحى ندعو المؤمنين من أتباع أئمة اهل البيت عليهم السلام الى الاستمرار في ضبط النفس مع مزيد من الحيطة والحذر ونحثّهم على التعاون مع الاجهزة العراقية المختصة لاتخاذ ما يلزم من اجراءات الحماية والمراقبة منعاً لتسلل المجرمين واعوانهم الى مدنهم ومناطق سكناهم ، كما ندعو سائر العراقيين الى العمل على ما يعزّز وحدة هذا الشعب ويشدّ من اواصر الالفة والمحبة بين أبنائه، ويكون ذلك بالمنع _ قولاً وعملاً_ من الانتماء الى هذه الفئة المنحرفة ومن تقديم العون لهم بأيّ ذريعة كانت وتحت أيّ عنوان كان، كما يلزم توعية المغفّلين الذين يظنون بهؤلاء خيراً وتنبيههم على انحراف افكارهم وسوء اهدافهم وتبعات افعالهم ومخاطرها.
وندعو الحكومة العراقية الى العمل الجادّ والدؤوب لتوفير الأمن والاستقرار لجميع العراقيين ورعاية كامل حقوقهم ومنع الأذى عنهم بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والمذهبية والفكرية .
كما ندعو القضاء العراقي الى ان يمارس دوره بالاسراع في محاكمة المتهمين في قضايا القتل والاجرام وإقرار العقوبة المناسبة في حقّ من تثبت ادانتهم، ولا يأخذه في ذلك لومة لائم .
نسأل الله العلي القدير ان يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه خير العراق وعزّته واستقراره واستقلاله ويجنّب العراقيين جميعاً كل سوء ومكروه انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
21 شعبان 1426هـ
مكتب السيد السيستاني (مد ظله)
النجف الأشرف