التولّي : يعني المحبة والعشق لأولياء الله تعالى واتباع نهجهم وسيرتهم في تطهير المحيط على المدى البعيد ، وان لهذا العمل أثراً بالغاً ونتيجة مرضية .
التبرّي : ويعني البراءة من اعداء الله جل وعلا اولئك الفاسقون والظالمون .
الا أن هناك من اختلط عليه الأمر في هذا الزمن فترك التبري وأكتفى بالتبري, لهذا الأمر أحببت ان أضع هذا الموضوع, وهو عبارة عن مقال للسيد المدرسي بعنوان: كرامة (التولي والتبري)
{يا ابا عبد الله إني اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين والى فاطمة والى الحسن واليك بموالاتك وبالبرائة ممن قاتلك ونصب لك الحرب وبالبرائة ممن اسس اساس الظلم والجور عليكم وابرء الى الله والى رسوله ممن اساس ذلك وبنى عليه بنيانه .. برئت الى الله واليكم منهم واتقرب الى الله ثم اليكم بموالاتكم وموالاة وليكم وبالبرائة من اعدائكم ...وبالبرائة من اشياعهم واتباعهم .. اني سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم ووليٌ لمن والاكم وعدوٌ لمن عاداكم..}.
مقطع من زيارة عاشوراء المروية عن الامام الصادق عليه السلام .. وهو مقطع الموالاة لاهل البيت والبرائة من اعدائهم .. الا ان الملاحظ في هذا المقطع هو التأكيد على البراءة من اعدائهم اكثر من قضية الموالاة لهم .. وربما كان ذلك لان التبري لا يقل اهمية عن التولي .. وكلاهما يحتاج الى استعدادات وشجاعة ... الا ان التبري اصعب .. لان نتائجه عادة اخطر .. فقد يُسمح لكم بموالاة اهل البيت دون ان تتبرئ من اعدائهم .. ولكن لن يسمحوا لك العكس .. هم يريدون التولي مفرغا من التبري .. ولو فعلنا ذلك لقبلونا ولتعايشوا معنا ..
فهناك الكثير من الناس ممن يود أهل البيت ويحبهم لكنه لا يتبرأ من اعدائهم .. والقضيتين متلازمتين .. ولا يمكن التقرب الى الله سبحانه الا بهما
.. فلا يستطيع احد ان يتقرب الى الله سبحانه بالصلاة مثلا دون الصيام .. او بدون اركان الدين الاخرى .. كذلك لا يمكن التقرب الى الله سبحانه بالتولي دون التبري .. والذين يكتفون بالموالاة دون البراءة انما يضيعون الامرين ..
ان الجيش الذي قتل الحسين عليه السلام كان تحت راية الولاء للنبي والاسلام! لكنه ولاء فارغ .. اذ لم يبرؤا من اعداء محمد وآل محمد .. فصاروا في خط اعدائهم .. وهو خط العداء للاسلام حتى لو كانت الراية مرفوعة تحت شعاره .. ومن المهم ان يختار المؤمن الراية التي يجاهد تحت لوائها .. فقد تكون راية عداء لاهل البيت وان رُفعت باسمهم .. ما دامت لا تتبرء من اعدائهم وظالميهم .. قد يرفع هذه الراية المزورة أي طالب جاه او سلطة او طامح في المكاسب الشخصية ولكن على اكتاف آل محمد .. ان مصداقية الراية المرفوعة هي تولي آل محمد والبراءة من اعدائهم .. والا كانت راية ضلال بشعار الهدى .. كراية العباسيين ومن شابههم.
انها لكرامة ما بعدها كرامة موالاة الحسين والبراءة من اعدائه .. (فأسئل الله الذي اكرمني بمعرفتكم ومعرفة اوليائكم ورزقني البرائة من اعدائكم ان يجعلني معكم في الدنيا والآخرة..) .. ولكي نصل الى هذه الكرامة علينا ان نعمق معرفتنا بالحسين واهل البيت عليهم السلام .. ثم معرفة اولياءهم واعدائهم اليوم .. فنلتزم بموالاة الاولياء ونجاهد تحت رايتهم الاعداء .. اذ كيف نكون مع الحسين عليه السلام (في الدنيا) ونحن لا نعرف من هو الامتداد لنهجه .. وكيف نحارب اعدائه ونحن لا نعرف هوياتهم .. ان التولي والتبري حضور دائم في القلب والواقع والممارسة .. والجهاد تحت راية الموالين لاهل البيت والمتبرئين من اعدائهم هو ضمانة اصابة فريضة التولي والتبري باذن الله .
(.. بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا واصلح ما فسد من دنيانا وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تُقبل الطاعة المفترضة ..) _ من الزيارة الجامعة الكبيرة _.
(.. رضينا بهم ائمة وقادة وسادة .. لا نبتغي بهم بدلا ولا نتخذ من دونهم وليجة وبرئنا الى الله من كل من نصب لهم حربا من الجن والانس من الاولين والاخرين وكفرنا بالجبت والطاغوت والاوثان الاربعة واشياعهم واتباعهم وكل من والاهم من الجن والانس من اول الدهر إلى آخره ..).