اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
بعتذر ع تأخري في الرد ... و رح اعتذر انو اجابتي رح تكون طويلة شوي ... فمتل ما حضرتك تفضّلت ... هناك اختلاف و آراء في تفسير الآية و من هم المقصودون بها ... و هنا ... فلن أختار تفسيرا منها بطريقة عاطفية لترضي ما أطمح في إثباته ... و إنّما يجب البحث في مدلولات هذه التفاسير بعمق و المقارنة بينها حتى اطمئنّ الى أحدها ...
بتمنى في النهاية انّك ما تعيب اني رح أختار تفسيرين ( رأيتهما الأقرب للصواب ) بعد المقارنة بين العديد منها ... فعلماء السنة أنفسهم يروون أكثر من تفسير ... بل إنّ المفسّر الواحد يضع أكثر من احتمال و تفسير ...
كنت قد طلبت منك أن تأتي بتفسير و كان لي هدف و هو أن تذكر أنّ علماء السنة أنفسهم لم يتفقوا على رأي واحد في المقصودين بالآية ... فكيف ستبني عليها دليلك ؟؟؟!!!
على كل قد أجبتَ بصدق عن هذا و أشكرك عليه ... و مع اني كنت بتمنى انّك لمّا تحدد الإجابة اللي رح تعتمدها تذكر و توضح السبب اللي خلاك تقتنع بها ... بس مو مشكلة ... ماجئت به كان كافيا حاليا ... لم يتّفق علماء السنة بالقطع من هم المقصودون بالآية الكريمة ...
----------------------
لنتعمّق في بعض هذه الآراء ...
1- هناك رأي يقول أنّ المقصود بالآية الكريمة هم من بايع بيعة الرضوان ... لكن كما قلنا سابقا أنّ الرضى للمؤمنين فقط من بيعة الرضوان ... و لا يُطلق الرضى بشكل مطلق ... فقد رضيَ الله عنهم لما علم بما في قلوبهم من إيمان ... و أنهم لن ينقلبوا بعد الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) و سيلتزمون أوامره و يجتنبون نواهيه ...
و قد ضربت مثالا سابقا لأحد من بايع تحت الشجرة و هو أبو الغادية ...
إبن حجر - الإصابة - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 258 )
10365 - أبوالغادية الجهني إسمه يسار بتحتانية ومهملة خفيفة بن سبعبفتح المهملة وضم الموحدة،قال خليفة: سكن الشام وروى : أنه سمع النبي (ص) : يقول : إن دماءكموأموالكم حرام.
- وقال الدوري ، عن بنمعينأبو الغادية الجهني قاتل عمار،له صحبة وفرق بينه وبين أبي الغادية المزني.
- وقال البغوي: أبو غادية الجهني يقال : إسمه يسار،سكن الشام.
- وقال الحاكم أبوأحمد كما قال البخاري : وزاد وهو قاتل عمار بن ياسر.
- وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية يسار بن سبع قاتل عمارله صحبة.
- وقال البخاري : وأبوزرعة الدمشقي جميعاًًً ، عن دحيم إسمأبي الغادية الجهني يساربن سبع ونسبوه كلهم جهنياً.
- وقال يعقوب بن شيبةفي مسند عمار: حدثنا : مسلم بن إبراهيم ، حدثنا : ربيعةبن كلثوم بن جبر ، حدثنا : أبي قال : كنت بواسط القصب عند عبد الأعلي بن عبد اللهبن عامرفقال : الإذن هذا أبو الغادية الجهني فقال : أدخلوهفدخل رجل عليه مقطعات فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه ليس من رجال هذه الأمة،فلما إن قعد قال : بايعت رسول الله (ص) قلت: بيمينك،قال : نعم.
- قال : وخطبنا يومالعقبة فقال : يا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام الحديث،وقال في خبره: وكنا نعد عمار بن ياسر فينا حنانا فواللهإني لفي مسجد قباء إذ هو يقول : إن معقلاً فعل كذا يعني عثمان،قال : فوالله لو وجدت عليه أعواناًً وطئته حتى أقتله ، فلما إنكان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلاً حتى إذا كان بين الصفين طعن الرجل فيركبته بالرمح وعثر فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا رأسه قال : فكانوا يتعجبونمنه أنه سمع إن دماءكم وأموالكم حرام ثم يقتلعماراًً.
- وأخرجه أحمد وإبن سعد، عن عفان زاد أحمد ، عن عبد الصمد بنعبد الوارث كلاهما ، عن ربيعة،وفي رواية عفانسمعت عماراًً يقع في عثمان بالمدينة فتوعدته بالقتل فقلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن فلما كان يوم صفين جعل يحمل علىالناس فقيل : هذا عمار فطعنته في ركبته فوقع فقتلته،فأخبر عمرو بن العاص فقال : سمعت رسول الله (ص) : يقول : قاتل عماروسالبه في النار،فقيل لعمرو: فكيف تقاتله ، فقال : إنما قال : قاتله وسالبه.
الرابط:
ويدّعي المحاور الكريم أنّ ما جرى كان نتيجة الفتنة !!! لكنّ إذا شملناهم بالآية الكريمة ... فإنّ الله يُثني على من يتّبعهم بإحسان ... أي أنّه يثني على أفعالهم ... و يشترط الإحسان في من اتبعهم ...
لنتماشى مع المحاور و نقول بأنّها فتنة ... جميل جدا ... فالمؤمن يظهر في الفتن !!!
قال تعالى : " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون "
فليس الإيمان بالقول فقط ... إنّما يتجلى الإيمان واضحا جليا في الفتن فيعرف المؤمن من سواه ... فالفتن يا كريم لم تحدث مصادفة و عبثا ... و إنّما هي مصداق الآية أعلاه لتمحيص المؤمنين عن سواهم ...
الآن ما حدث كان فتنة ( لنتماشى مع المحاور ) فكان هناك فريقين يختصمان و يتعاركان و يضربان عناق بعضهما ... أحدهما بقيادة أمير المؤمنين علي عليه السلام ... و الآخر بقيادة معاوية ...
فمن يا تُرى يا أخ محمود كان على حق ؟؟؟ لمستُ من كلامك أعلاه أنّك تقل بأنّ الحق مع علي عليه السلام ... إذا فالمؤمن في هذه الفتنة سيلزم الحق و ستكشف هذه الفتنة معدنه ... هذا مصداقا للآية السابقة ... آية الفتنة ... فهل يعقَل أن يرضى الله عن الفرقة الأخرى التي تحارب فئة المؤمنين ؟؟!! و هل من يتّبع أبا الغادية ظنّا منه أنّ الآية تشمله ... و يحارب المؤمنين في جيش علي عليه السلام ... هل هو ممن يشملهم الرضى ؟؟!!!
من جهة أخرى ... هل يرضى الله عمّن يخالف أوامر الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ؟؟!!!!
الألباني - كتب تخريج الحديث النبويالشريف -رقم الحديث : ( 94 )
113 - حدثنا : علي بن محمد ، حدثنا : أبوالحسين ، أخبرني : حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد إبن جدعان ، عن عدي بن ثابت ، عنالبراء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول الله (ص) في حجته التي حج فنزل في بعض الطريقفأمر الصلاة جامعة فأخذ بيد علي (ر) فقال : الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى ، قال : الست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي : من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه اللهم عاد من عاداه ،صحيح، ( الصحيحة / 1750 ).
الرابط :
الألباني - كتب تخريج الحديث النبويالشريف -رقم الحديث : ( 118 )
- حدثنا : علي بن محمد ، حدثنا : أبو معاوية ، حدثنا : موسى بن مسلم ، عن إبن سابطوهو عبد الرحمن ، عن سعد بن أبي وقاص قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعدفذكروا علياًً فنال منه فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول الله (ص) : يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، وسمعته يقول : أنت منيبمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية اليومرجلاًًً يحب الله ورسوله ،صحيح ، ( الصحيحة / 335).
الرابط :
بغضّ النظر عن رأينا نحن في الحديث ... و مدلوله ... لكن أناقشك بمدلولكم أنتم ... تقولون أنّ الولاية هنا تأتي يمعنى الحب و المناصرة ... فهل التزم أبو الغادية بوصية رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ؟؟؟!!!! هل نصر علي عليه السلام ؟؟؟ هل ترى في اتباع ابي الغادية خيرا ؟؟؟ المفروض إن اتبعته أن تحصل على الرضى ... فكيف ستحصل عليه و هو يخالف وصايا رسول الله ؟؟!!! لاحظ أنّ الآية تثني على من يتبعهم بإحسان !!!
البخاري ج 2 ص 87 :
وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمرّ به النبي « ص » ومسح عن رأسه الغبار وقال : ويح عمار ! تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار .
الحديث يتكلّم عن نفسه ... فلا داعي للإطالة أكثر ... و أرجو أن تكون صادقا مع نفسك ...
و هذا آخر قد بايع بيعة الرضوان ... عبد الرحمن بن عديس :
إبن الأثير - أسد الغابة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 309 )
[النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد]
- عبد الرحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميمبن ذهل بن هنى بن بلى كذا نسبه إبن منده وأبو نعيم، وهو بلوىله صحبة وشهد بيعة الرضوان وبايع فيها ،وكان أمير الجيش القادمين من مصرلحصر عثمان بن عفان (ر) لما قتلوه.
الرابط:
إبنحجر - الإصابة - الجزء : ( 4 ) - رقمالصفحة : ( 281 )
- ( 5179 ) - عبد الرحمن بن عديس بمهملتين مصغراًً بن عمروبن كلاب بن دهمان أبو محمد البلوي قال بن سعد: صحب النبي (ص) وسمع منهوشهد فتح مصر وكان فيمن سار إلى عثمان ، وقال بن البرقي والبغويوغيرهما: كان ممن بايع تحت الشجرة.
الرابط:
إبنحجر - المطالب العالية - كتابالمناقب
4005 - وقال أبوبكر بن أبي شيبة : ، ثنا : زيد بن الحباب ،ثنا : إبن لهيعة ، حدثني : يزيد بن عمرو المعافري ، قال : سمعت أبا ثور الفهمي ،يحدث عنعبد الرحمن بن عديس البلوي ، وكان ممن بايع تحتالشجرة.
الرابط:
إبن شبةالنميري - تاريخ المدينة - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 1155 )
1868 - حدثنا : هارون بن عمر قال : ، حدثنا : أسد بن موسى ، عن أبي لهيعة قال : ، حدثنا : يزيد بن أبي حبيب قال : كان الركبالذين ساروا إلى عثمان (ر) فقتلوه من أهل مصر ستمائة رجل ،وكان عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وكان ممن بايع رسول الله (ص) تحت الشجرة.
الرابط:
إبنعساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 35 ) - رقم الصفحة : ( 111 )
- عبد الرحمن بن عديس بن عبد الله بن عفان بن حزار بن عوف بن هنيبن بلي بن عمرو فيما ذكر إبن عفير ، قال إبن عفير : وكان ممن بايع تحت الشجرة ،وقتل في زمن معاوية جاء عنه حديثان.
- أنا : أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا : أبو الحسين أحمد بن محمد ، أنا : أبو القاسمعيسى بن علي ، أنا : عبد الله بن محمد ، قال : عبد الرحمن بنعديس البعلوي كان ممن بايع تحت الشجرة ،وقتل في زمن معاوية.
- عبد الرحمن بن عديس البلوي بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمانبن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو ، بايع رسولالله (ص) تحت الشجرة وشهد الفتح بمصر وإختط بمصر ، وكانأحد فرسان بلي المعدودين بمصر ورئيس الخيل التى سارتمن مصر إلى عثمان بن عفان ،وكان فيمنأخرجه معاوية من مصر في الرهن ، روى عنه أبو ثور الفهمي وكلاهما صحابي والهيثم بنشفي وسبيع الحجري ، وكلهم شهد الفتح بمصر قتل عبد الرحمن بن عديس بفلسطين سنة ستوثلاثين.
- قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا : أبو الحسن الدارقطني قال : عبد الرحمن بن عديس البلوي وأخوه عبد الله وعبدالرحمن أحد من سار إلى عثمان بن عفان فيمن سار إليه من أهل مصر ،وهو من ولدجشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي البلوي بن عمرو بن الحاف بنقضاعة ، قال إبن حبيب وفي بلي عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن دهم بن هنيبن بلي.
- قال الدار قطني : منهم عبد الرحمن بن عديس البلوي أحد من سارإلى عثمان بن عفإن من المصريين.
- أخبرنا : أبوالفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا : أبو عبد الله بن منده قال : عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وكان ممن بايع تحت الشجرة عدادهفي أهل مصر وهو إبن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن بلي بنعمرو ، بايع النبي (ص) تحت الشجرة،وشهد فتح مصر نسبه إلي أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى ، روى عنهعبد الرحمن بن شماسة وأبو ثور الفهمي.
محمد بنسعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 65 و 71 و 72 )
2739- قال : أخبرنا : محمد بن عمر قال : ، أخبرنا : عبد الرحمن بن أبيالزناد ، عن أبي جعفر القارئ مولى بن عباس المخزومي قال : كانالمصريون الذين حصروا عثمان ستمائة رأسهم عبد الرحمن بن عديس البلوي،وكنانة بن بشر بن عتاب الكندي،وعمرو بن الحمق الخزاعي.
الرابط:
لا داعي للشرح و التوضيح فالتراجم توضّح نفسها ... فكيف يكون عبد الرحمن بن عديس هو ممن رضيَ الله عنهم ... و رضيَ على من اتّبعه ؟؟؟ و هو كان على رأس من قتل عثمان !!!
طبعا نقاشي أعلاه مبنيا أغلبه على ما تعتقده أنت ... فأنا قد أوضحت رأيي من البداية ... نعم رضيَ الله عن المبايعين تحت الشجرة ... و لكن ليس كل المبايعين و انّما المؤمنين منهم ...
فإن صحّ الرأي الذي يقول بأنّ المقصودون بالسابقون الأولون هم من بايع بيعة الرضوان ... أقول لا إشكال عندي ... فالرضى ليس عنهم بالمطلق ... و إنّما للمؤمنين الذين التزموا أمر الله و رسوله ولم يخالفوه و لم يبدلوا ...
هذا الرأي الأول ... بحول الله و قوته نكمل لاحقا مع بقية الآراء ....