عُدتُ قبل أيام من البحرين، تلك الأرض الولادة بالشرفاء، بحرين العزّة والكرامة، بحرين المتألقة بشبابها الغيارى الرابضون في دوار اللؤلؤة مع أخواتهم المجاهدات المتلفعات بعباءة الطهر والعفاف، الصارخون من حنجرة واحدة (بالدم والروح نفديكِ يا بحرين)، هؤلاء الشباب أمثولة في الشهامة الفريدة وأنموذجاً للرجولة النادرة، يتهافتون على التضحية في سبيل الوطن استبسالاً وشجاعة.
انتفاضتهم الأبية ليست بظرف طارئ أو حُمى ثورية عارضة، بل هي تداعيات سنين القمع والظلم والاضطهاد التي غربلتهم وطحنتهم حتى أسقتهم مرارة الفقر والحرمان والتجنيس السياسي والبطالة التعسفية، ضج الشرفاء فالتهمتهم السجون والمعتقلات وقمعت مطالبهم المشروعة.
فمعاناة هذا الشعب فاقت معاناة الآخرين من شعوب المنطقة العربية لخاصية يتميز فيها الفرد البحريني الذي يعيش باستمرار حراكاً فكرياً متوقداً وتكاملاً حضارياً يشهد له كل المثقفين في العالم لأنه سبق غيره من الشعوب بثقافته الاستثنائية وفكره الناقد وكنوزه الأدبية الأصيلة، فحينما يحاورك مثقفاً بحرينياً تأكد أنك أمام بارود من البلاغة والمنطق ينسف حججك الهزيلة حتى الإعجاز، لأن شعب البحرين يقرأ، يفكر، يكتب، ينتقد، يحاور، يتذوق الأدب، صهرته الأحداث والمعاناة السياسية فكان رمزاً للبطولة والشجاعة ومناراً للعزة والكرامة، شعب نشط بشبابه المتفجر رجولة، المتوثب كالأسود في ميادين الحق يهتف في مآذن قراه الطيبة مستغيثاً بالحجة المنتظر معقد آماله وأحلامه.
فكل قلم حرّ شريف يشجب تلك الممارسات القمعية ضد المتظاهرين في دوار اللؤلؤة ويندد بالمجزرة الدموية الهمجية، فقلوبنا معكم يا أهلنا في البحرين، يا شبابنا الأحرار، يا أبطالنا الأفذاذ، يا بنات خليجنا المعطاء، يا بيارق الحق الموعودة بالنصر.
وسلام على الشهداء الأبرار الذين سقوا بدمائهم الزكية شجرة الحرية التي حتماً ستورق زهراً وأقحوان، أرواحنا فداكم يا شباب البحرين وأقلامنا سيوفاً تناضل معكم حتى آخر رمق، وبرغم المسافات تبقى الأرواح محلقة فوق قراكم تباركها ملائكة السماء طالما انصهرت معكم في ضمير واحد.
وسيظل المداد والدم سيالان في طريق الانتفاضات الشعبية والثورات الشبابية المتفجرة في كل شبر يئن من ظلم الطغاة وسوط البغاة، ولن تجف أو تنضب حتى تسلّم الراية إلى منقذ البشرية والمصلح العالمي الذي تنتظره شعوبنا المستضعفة.
فتحيّة لشعب البحرين وشعب مصر وتونس، واليمن، وليبيا،... والبقية من قوافل الثوار الأحرار.
فشكراًَ، شكراً لكم يا فرسان هذا العصر لأنكم أحييتم مجدنا الغابر والعزة المسلوبة وبرهنتم أن الدم انتصر في النهاية على السيف وأن لا قوة إلا بالله، ولا غالب إلا هو سبحانه.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
"الداخلية" تنفي إنذارها للمعتصمين بإخلاء دوار اللؤلؤة
الوسط - محرر الشئون المحلية
"الداخلية" تنفي إنذارها للمعتصمين بإخلاء دوار
اللؤلؤة
نفى مصدر مطلع لـ "الوسط" الإشاعة التي يتم تداولها من ان وزارة الداخلية ابلغت المعتصمين باخلاء دوار اللؤللؤة مع يوم غدٍ (الخميس 24 فبراير / شباط 2011).
وقال المصدر أن الكثير من الإشاعات يتم تداولها من أجل العبث بالسلم الأهلي، وان ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة يدير عملية الحوار لحل الأزمة القائمة.
منقول
في تطور خطير طلبت العائلة الخليفية من حكومة سعد الحريري التي لا تزال تقوم بتصريف الاعمال في لبنان اعتقال الاستاذ حسن مشيمع الذي وصل الى لبنان صباح امس. وقد أصر الاستاذ على عودته بمحض ارادته، خصوصا انه كان قد قرر يوم الاحد الماضي العودة الى البحرين ليشارك شعبه ثورته المظفرة بعون الله تعالى. الاستاذ ما يزال ينتظر جواز سفره الذي صادرته السلطات اللبنانية، ويحمل العائلة الخليفية مسؤولية تعطيله وسحب جوازه، بهدف منعه من عودته المظفرة الى البلاد. وسوف نوافيكم بتطور قضية الاستاذ حسن كلما توفرت معلومات جديدة.
العائلة الخليفية تتحمل مسؤولية هذه الجريمة التي تكشف زيف دعاواها الكاذبة التي تسعى من خلالها لاستدراج القوى الوطنية لخطوات تطيل بقاءها جاثمة على صدور الشعب الذي هتف بكل اطيافه الوطنية المخلصة (شيعية وسنية): الشعب يريد اسقاط النظام.