اعذرونا يا اطيب شعب، كان مشهدا مثيرا للغثيان، اجبرنا على تغطية انوفنا، حتي لا نشتم رائحة مواقفهم فنشتمهم! كانت مقرفة اوضاعهم - الديموقراطيون التقدميون الشعبيون الاسلاميون والجنوس - وهم يغطون رؤوسهم في وحل طائفيتهم، وتشابه علينا الامر مثلكم، هل كانوا"يخشون"رؤوسهم ام كانوا"يشخون"على شعاراتهم وهتافاتهم الداعية للحرية والكرامة، لكل شعوب الارض الا انتم!
اعذرونا يا اجمل شعب، كنا نظن مثلكم انهم رجال، كلمتهم لا تزحزحها امواج العنصرية، ولا رياح الطائفية، وتبين انهم اشباه رجال تبللوا مع رياح الكوس، واختفت اصواتهم التي طالما لعلعت كمعلمات الحواري من الصليبخات وحتى الصفاة، طالبناهم بموقف او تصريح او دمعة حزن، واذ بهم يتراكضون نحوالباب ملثمي الوجه، لم نشاهد غير قبح"استهم"!
اعذرونا يا اشجع شعب، كثيرة الاقلام الجبانة التي تجاهلت الامكم، وتلونت بعذر ان ثورتكم بلون واحد، وعميت اعينهم مشاهدة اللون الاحمر وهو يغطي جباهكم، وكم كانت شجاعة تلك الصحافية التي وقفت في وجه الوزير في مؤتمره مع لفيف من القردة المساندة، لتقول لكرشه: كم كان مجرما نظامك، وكم كانوا حاقدين على من سكنوها، قبل ان تصلها لحاكم بالفي عام!
اعذرونا يا اصدق شعب، فنحن لدينا تيارات خارج نطاق التغطية، يرقصون الشعبي، الوطني، التمنية والاصلاح، يتشدقون بحرية الشعوب، وحق التظاهر، والمعارضة والاصلاح، وبعضهم طالب بالثورة العربية الكبرى، ولانه يعاني من عقدة اصل ومذهب اجداده، فقد صمت كفرا، وكأن القتلى في ساحاتكم من ابناء الخنازير، عذرا فهو يظنهم اشرف وانقى من دمائكم!
اعذرونا يا انظف شعب، فانتم تتجاورون مع اوسخ البشر، واكثرهم حقدا ونفاقا، تتعاملون مع بشر ينظفون مدية القاتل، ويمسحون احذية الطغاة بالسنتهم! فهل تريدون منهم ان يقفوا ويمسحوا الدمع على وجناتكم؟! انهم شذاذ آفاق، ما عرفوا يوما معنى لكرامة، ولا اشتموا يوما رائحة وطن، ولاعشقوا يوما تراب بلد...! علفهم وطنهم، مستوطنون تحت الموائد، فهل تريدون منهم ان يعرفوا ماذا يعني وطنا تعيش فيه غريبا، بين مواطنين بنغال وهنود و"نور"، تجنسوا وسكنوا الفلل القريبة من قراكم؟! اعذرونا فالفداوي لا يعرف مثلكم معنى الفداء!
اعذرونا يا اطهر شعب، نحن نملك آلات اعلامية منافقة حتى آخر قطرةحبر، وكاميراتنا لا تصور القتلى بل بشوت الزعماء، واقلامنا لا تكتب الا شتما وشماتة، وصحفنا تواري اخباركم في الصفحات الداخلية خجلا ان تكشف عوراتهم، ونضطر متابعة اعلام الغرب الكافر الذين تقتلون باسلحتهم، لان اعلاميينا مازالوا يتصورو نانفسهم بنات ليل، عليهن طاعة قوادها!
اعذرونا يا اكرم شعب، نعلم انه لا حرج على عدو يقتل، او سفاح يمارس المجازر فهذا دينه وديدنه، وهذه طبيعته وطبيعة اجداده، الحرجمن الاصدقاء الذين كنتم وكنا نظن بهم خيرا، واذ بهم يحملون الدفوف والطبول، وينظمون الى رابطة مشجعي الانظمة القمعية، واعذروا سذاجة البعض، واعذروا كبيرهم الذي علمهم الغباء الذي لوثنا بمقولات الاصطفاف والنسيج الوطني، فقد اشاعوا قبل شهر فقط"نقف معهم تحت شعار الوطنية، حتي يقفوا معنا... "واذ بهم يكشفون عوراتهم في اولاختبار!
اعذرونا فقد تصورنا انكم ستختبؤون في المطابخ مثل نوابنا الثوار اذاشاهدتم ظل شرطي، واذ بكم تعودن، وتقفون، وتهتفون بوجه الجلادين الذين تراجعوا مرعوبين!!
ولا تعذروني واشتموني كما تحبون، ايها الكتاب والمثقفون والسياسيون والمومسون... كيف حال حناجركم واقلامكم وابتساماتكم الصفراء؟ كيف حالكم وانتم تطبقون فكيكم على لوزكم الصدئة؟ كيف قضيتم ليلتكم، تلك الليلة التي هتكت فيها الارواح، وداست الجنازير اجساد البشر؟! هل تلحفتم جيدا بخبثكم وجبنكم؟ ام تبادلتم الانخاب لان القتلى شيعة، عملاء، مجوس، جواسيس، اولاد متعة... يستحقون الصلب والحرق بعد قتلهم!
لعنت ساعة انتم رجالها، وثورة انتم قادتها، واصلاح انتم اربابه، وحق انتم طلابه، وعدالة انتم عشاقها، وحرية انتم انصارها..!
امر ملكي باقالة كل من : وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة، وزير الصحة فيصل الحمر ، وزير شئون الكهرباء والماء فهمي الجودر ، ووزير رابع هو وزير الاسكان الشيخ ابراهيم بن خليفة ال خليفة