تعرب جمعية الوفاق الوطني الإسلامية عن ترحيبها عما ورد في لقاء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مع شخصيات سياسية ودينية في قصر الروضة بتاريخ 17 أبريل 2011 وما ورد من تأكيد على ثوابت الأسرة البحرينية الواحدة، وكذلك خطاب سمو ولي العهد المتلفز بتاريخ 7 أبريل 2011 ، وما جاء فيه من تطلع إلى التعددية الجامعة واعتماد مبدأ الولاء للوطن وليس للطائفة أو المنطقة ورفض التساهل مع من يشق المجتمع إلى نصفين ويبث اليأس في نفوس المواطنين. وكذلك مقال جلالة الملك المنشور في جريدة الواشنطن تايمز يوم أمس 20 أبريل 2011 والمعاد نشره في الصحف المحلية. وفي ضوء هذه الخطوات والإشارات تود الوفاق أن تؤكد على عدد من الثوابت والمبادئ التي تنسجم مع الخطوات والإشارات التي تضمنتها المواقف المشار إليها، كالآتي:
1. تؤكد الوفاق من موقعها المتقدم في المعارضة على ثوابت الوحدة الوطنية ممثلة في الشريعة الإسلامية السمحاء بمختلف مذاهبها، وبما تضمنه من حرية دينية لأتباع الأديان الأخرى، والحكم الملكي الدستوري واستقلال البحرين وعروبتها وصيانة وحدة شعبها وترابها، ورفض مختلف أشكال التدخل الأجنبي في شؤون البحرين الداخلية.
2. تعلن الوفاق رفضها التام لكل ما من شأنه بث الفرقة والشقاق من حملات إعلامية سيئة أو غير منضبطة في جميع وسائل الإعلام الرسمية أو شبه الرسمية أو الشعبية وتدعو الجميع إلى تغليب مصلحة الوطن والابتعاد عن التجريح الشخصي وعدم تحويل المنابر الإعلامية إلى منابر للتشفي وإثارة الأحقاد. ولا بد هنا من التأكيد على أن الكلمة التي تزرع الحب والتسامح هي (كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) أما الكلمة التي تزرع الكراهية والحقد والسخرية فهي (كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار).
3. تذكر الوفاق كل المنصفين من أبناء الوطن والمراقبين من خارجه بما أعربت عنه منذ بداية شهر رمضان الماضي من أن الحل الأمني لا يمكن أن يعالج المشكلة السياسية ، بل إنه متى ما بدأ، فإنه يجر إلى تفاقم أمني أكبر ولن يكون منه مخرج إلا باعتماد الحل السياسي القائم على الحوار المنتج الذي يشمل جميع القوى السياسية بدون استثناء.
4. تؤكد الوفاق على التزامها بالنهج السلمي في التعبير عن أي مطلب من أي جهة كانت، كما تؤكد على نبذ العنف وإدانة كل خروج عن هذا النهج من أي طرف كان، مع إيمانها القوي بأن طبيعة الحركة المطلبية التي انطلقت قبل أكثر من شهرين كانت نموذجا في السلمية إذا ما قيست بغيرها من التحركات التي شهدتها وتشهدها العديد من الدول العربية.
5. إن ما يؤلم قلوبنا جميعا هو نفسه الذي آلم قلب جلالة الملك ، وفقا لما ورد في المقال الذي نشرته مجلة واشنطن تايمز، وهو الضرر الذي حاق بقطاعات واسعة من الشعب من المعتقلين وفي مقدمتهم النساء بجرم المشاركة في المطالبة بالإصلاح السياسي والتي عبر عنها جلالة الملك بأنها مشروعة، ونرى أن من مصاديق أولئك المتضررين الموظفين والعاملين في القطاعين العام والخاص والذين تم فصلهم من وظائفهم بدعوى المشاركة في فعاليات سلمية للمطالبة بمطالب وإصلاحات سياسية واقتصادية مشروعة، ولا شك أن ألم أولئك المتضررين أكبر بما يعنيه لهم من قطع للرزق ولقمة العيش التي هي واحدة من أسس الكرامة الإنسانية.
6. تستدعي الوفاق من ذاكرة الوطن حاضرا أمامها الخطاب الأول لجلالة الملك في أعقاب استشهاد الشابين علي عبد الهادي المشيمع وفاضل المتروك، حيث أعرب جلالته عن حزنه وأسفه على رحيلهما وأعرب عن تعازيه لذويهما وأصدر أمرا ملكيا بتشكيل لجنة تحقيق في ما حدث، كما تذكّر الإعلان الرسمي للحداد على أرواح الشهداء الذين سقطوا مع استمرار الاحتجاجات، لتذكر كل من يعنيه الأمر في هذا الوطن أن عدد الشهداء والضحايا قد جاوز الثلاثين بين رجل وامرأة من المواطنين أو الأجانب ومن المواطنين المحتجين أو من رجال الشرطة، وترى الوفاق أن كل هذه الدماء كفيلة بأن يتنادى الشعب وحكومته لإيقاف كل سبل العنف والالتفاف تحت راية ترفع شعار الحب والوحدة الوطنية وصيانة الحرمات والمقدسات.
7. ترى الوفاق أن الحوار الجاد والمثمر المنتج وفقا لمبادئ عادلة كتلك التي أعلنها سمو ولي العهد ووافقت عليها المعارضة بوضوح ورؤية الجمعيات المرفوعة لولي العهد هو الطريق الوحيد والناجح لحل الأزمة السياسية القائمة، وما دام الأمر كذلك فإنه من الضروري أن تهيأ لمثل هذا الحوار كل الإمكانات لينطلق وترى البحرين جميع أبنائها وحدة واحدة تسير في اتجاه واحد لا رجعة فيه هو طريق الإصلاح الجدي، ولا يجوز أن يقسمها أحد على أسس عرقية أو مذهبية أو دينية أو قبلية أو طبقية أو مناطقية أو غيرها، وهو السبيل الوحيد الذي يجعلها النموذج الذي يحتذيه الآخرون لحل أزماتهم وليس العكس.
8. إن يد الوفاق مبسوطة وقلبها مفتوح بكل محبة وتقدير لكل الفعاليات السياسية والمجتمعية المخلصة التي تبحث عن الحل الناجع للمشكل السياسي وهي تسعى بكل ما تستطيع لخلق فرص مثل ذلك الحل، وترى الوفاق أن الوصول لهذا الحل مسؤولية الجميع من أجل حاضر الوطن ومستقبله.
اللهم اجعل هذا البلد آمنا ونجه من شر الفتن واحرسه بعينك التي لا تنام.
مركز الأدباء الإعلامي-اعترض مجهولون، مساء أمس الجمعة، طريق الشاعر البحريني عبدالعزيز المداوي، أثناء توجهه إلى محطة بترول تقع في دوار 22 بمدينة حمد بالبحرين، وقام المجهولون بطعن الشاعر في أنحاء متفرقة من جسده، وتم على إثرها نقل الشاعرالى المستشفى العسكري لتلقي العلاج اللازم، وحالته الصحية مستقرة حالياً.
ميساء يوسف - المنامة: تعرض المواطن البحريني الشاعر عبدالعزيز المداوي لأربع طعنات متفرقة في جسمه يوم أمس بمدينة حمد، أثناء قيامه بسحب أموال من أحد أجهزة الصراف الآلي، حينما هاجمه عدد من المجهولين بسبب وضعه صورة لرئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ضمن الاحتفالات الشعبية يوم أمس الجمعة تقديراً له
صرح مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية بأن مواطنا تعرض لاعتداء بآلة حادة في مدينة حمد مساء أمس الأول.
وأوضح أن شخصين قاما بالاعتداء عليه عند الدوار 19 وإصابته في أنحاء مختلفة من جسمه ولاذا بالفرار واستطاع المجني عليه التوجه إلى دوار 20 حيث توجد نقطة تفتيش أمنية وتم طلب سيارة الإسعاف ونقله للمستشفى لعلاجه.
المختصر / تعرض الشاعر البحريني عبد العزيز المداوي، مساء الجمعة، للطعن في مناطق متفرقة بجسده من قبل مجهولين، وذلك بسبب صور لرئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على سيارته.
وذكرت تقارير صحافية بحرينية أن مجهولين اعترضوا، مساء أمس الجمعة، طريق الشاعر المداوي، أثناء توجهه إلى محطة بترول تقع في دوار 22 بمدينة حمد جنوب العاصمة المنامة،
طعن المواطن السني عبدالعزيز المداوي في منطقه دار جليب وتم نقله على اثرها الى المستشفى وقوات الأمن تطوق المنطقه وتم اطلاق نار وتم انقطاع الكهرباء من مدخل دوار 22 وداخل دار جليب
وتداول بعض الانباء لسبب طعنه لرفعه صور القياده
معايير مزدوجة 2: البحرين من "قصة نجاح" الى "دولة فاشلة"
كتب علي عبادي
الى اين تسير الاوضاع في البحرين ؟ سؤال كبير لم يعد يخص اهل هذا البلد وحدهم منذ ان دخلته قوات درع الجزيرة بداعي "حماية المنشآت". السعودية على وجه التحديد تتعامل مع الوضع في البحرين وكأنه شأن سيادي داخلي وهي لا تتقبل اية مطالبة بانسحاب قواتها منها ، معطية ًالانطباع بقصد او بدون قصد بأن حدود دول مجلس التعاون الخليجي لا تقبل مطالبات ديمقراطية من نوع إحلال ملكية دستورية وأن ما "يصيب" دولة من دولها في هذا الشأن يصيب الجميع. كما انها تتمسك "بالورقة البحرينية" في ما تعتقد انها مواجهة مفتوحة مع "النفوذ الايراني" . على ان هناك من يناقش في مسألة النفوذ هذه : الى اي مدى هي واقعية؟ وهل هي مبرر كاف لوضع دولة كبيرة يدها على دولة اخرى رغماً عن أنف شعبها او في مواجهة مطالب داخلية بحتة ، وهذا ما يخالف تصريحات مسؤولين خليجيين ومنهم وزير الخارجية الكويتي عام 1984 (امير الكويت حاليا ) الشيخ صباح الاحمد الصباح حين اكد ان قوات درع الجزيرة ليست لها وظيفة داخلية بل ينحصر اهتمامها بمواجهة التهديدات الخارجية لدول مجلس التعاون.
هذه المقدمة ضرورية لفهم ما يجري الآن، فالمسألة لم تعد موضوعاً داخلياً بحرينياً ، وانما تحولت الى مسألة اقليمية - دولية تعقد المناخ المتوتر أصلاً في العلاقات الاقليمية. واذا كانت السعودية تريد ان تساعد حكومة البحرين على اعادة الإمساك بالوضع، فهي لا تساعد عندما تمنح هذه الحكومة تغطية مفتوحة تتصرف فيها كأنها وكيل امني يسدّ كل أبواب الحل ويذهب الى تحدي الناس في شعائرهم الدينية ومساجدهم، وليس فقط في مطالبهم السياسية. الوضع ينطوي على قدر من الرعونة لا نظن ان السعودية تخفى عليها عواقبه وارتداداته ، وها نحن نشهد ما يجري في السعودية نفسها حيث أضحى علم البحرين شعارا وقضية ضمير للكثير من المتظاهرين الذين يريدون خروج قوات بلادهم من البحرين.
من مصلحة السعودية ان لا تشكل غطاء لما يُرتكب من انتهاكات مريعة توحي وكأن الرياض موافقة على تحول رجال الامن "مُطوِّعين" غايتهم التصدي لمن يخالفهم في المذهب!
حكومة البحرين تتعامل مع الوضع حالياً بذهنية "المنتصر" على شعبها ، وعقلية ُ "الفاتح" تتحكم بالاجهزة الامنية والعسكرية : هدم للمنازل والمساجد وسلب وبطش حتى بـ"الأسرى" من المحتجين الذين يساق بعضهم الى التحقيق- او يسلم نفسه لا فرق - ثم يعاد الى أهله جثة هامدة.
لا دولة تتصرف مع شعبها بهذه الطريقة ، والا انتفت معاني الوصاية والرعاية وأضحى الناس في حِلّ من من اي ارتباط بها .هكذا تفتح الدولة امام مواطنيها باب "العقوق" او التمرد لأنها لم تعد دولتهم بل دولة ناس آخرين ، والحديث الشريف يقول : "رحم لله من أعان ولد على بره" ، فهي السلطة اولاً ان تأخذ المبادرة في الحَل بدلاً من التوغل في نفق التصعيد والتأزيم مسؤولية.
من يأخذ الامور الى هذا المنحدر الرهيب في البحرين ؟ سؤال وجيه .
الملك لم يعد يسيطر على الوضع ، ولي العهد يطل بالمناسبات ، ورئيس الوزراء يتصدر الصورة : يقرر ويعطي التعليمات والتوجيهات ، ويزوره القريب والبعيد، حتى ولي العهد يبدو أسيراً لديه يزوره ليتفق معه على كيفية تنشيط الوضع الاقتصادي المتعثر . هذه الصورة تكتمل مع صورة "القبضة الحديدية" التي تنتهجها الاجهزة الامنية والعسكرية، ومع المعطيات التي أفادت سابقاً عن وقوف رئيس الوزراء وراء سياسة التشدد مع المعارضة ورعايته التجنيس الهادف الى تغيير تركيبة البلاد السكانية لغايات سياسية.
ولا تترك حكومته فرصة إلا وتدفع فيها الامور ناحية الطلاق مع الشعب ، ومن ذلك اعلان وزارة العدل عن رفع دعوى لحل جمعيتي الوفاق والعمل الاسلامي . خطوة اعترض عليها وزير الخارجية الذي يقف في جناح آخر من العائلة الحاكمة يرى في جمعية الوفاق "شريكا مستقبليا" محتملا.
لا أحد في السلطة يتحدث الآن عن الحوار، حتى ولي العهد يكتفي بتعهد خجول غامض بالمضي في "الاصلاحات" . لكن كيف يتم الاصلاح من دون حوار وطني ومن دون شريك ، والأهم من دون الاعتراف بضرورة حصول تحول يتيح قدرا من المشاركة في السلطة ؟ هل هو مطلب فيه الكثير من المثالية واللاواقعية ؟
ثمة مؤشرات اخرى على بلوغ الوضع مرحلة تقرب من نقطة اللاعودة : جمعية الوفاق التي تتمسك بالحوار وتنشد التغيير السلمي الديمقراطي تحت السقف الملكي باتت تلمح الى انها لا تضمن ان الاحتجاجات ستبقى سلمية في حال استمرت السلطة في نهج القمع، الاقتصاد البحريني تراجع وثمة محاولة لاعادة عجلة العمل في اجهزة الحكومة ولكن من دون نجاح يذكر، في ظل حملة تطهير بحق الموظفين الذين ُيشتبه بمشاركتهم في التظاهرات. رئيس الوزراء يصنف الناس "موالين" و"غير موالين" ، فيقرر "إعطاء الاولوية " للأولين ، ويتعهد بمعاملة شديدة للآخرين . يبدو هنا ان رئيس الوزراء قرر ( طبعاً ليس لوحده في ظل الدعم الذي يلقاه) ان الحكومة ليست مسؤولة عن توفير اي نوع من الخدمات او الأمن لمن لا يلقي اليها عهد الطاعة المطلقة .
الموقف الاميركي يترك للعناصر المحلية والاقليمية هامشا واسعا من التصرف ويكتفي بإبداء توجيهات اشبه بالمواعظ غير الملزِمة ، ما دامت اللعبة لم تخرج عن حدود نفوذه ، وما دام الشعار المرفوع حاليا : محاربة نفوذ ايران اولوية لا تعادلها اولوية اخرى.
تبقى اشارة اخيرة الى تصريحات لوزير خارجية البحرين تحمل مغزى كبيرا ، حين تحدث عن "انقسام طائفي" في بلاده ، ليعترف ضمناً بأن الازمة داخلية وليست خارجية كما تقول بعض دول الخليج ، وهو كان يحاول تبرير فرض حالة الطوارئ التي تصادر كل الحريات وترجئ الاصلاحات وتوفر ذريعة لوضع البحرين تحت الوصاية السعودية المباشرة ،والأهم في هذه التصريحات ان الوزير قال اننا ظننا انها "قصة نجاح"، قبل ان يكتشف انها ليست كذلك . ويقودنا الوزير الى الاستنتاج ان البحرين تحولت في وضعها الراهن عبئا على السعودية اقتصاديا وسياسيا وامنيا ، اي الى "دولة فاشلة" .