|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 57467
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 3,238
|
بمعدل : 0.63 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 25-04-2011 الساعة : 10:34 AM
العناية الإلهية بشعب البحرين
بقلم: عبد الله آدم
في صباح يوم السبت الموافق 6 مارس 1999م فتح شعبُ البحرين عينه على نبأ رحيل الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بعد فترة حكم امتدت 38 سنة حفلت بأحداث عديدة مفرحة ومحزنة. مَن عايش تلك الحقبة الزمنية يعي جيداً ما أقول. وفاة أمير البحرين آنذاك هي بداية انكشاف العناية الإلهية لهذا الشعب – وإن كانت موجودة منذ الأزل- وبداية عهد جديد وانفراج له. من كان يتصوّر أن ينتهي قانون أمن الدولة؟ ومن كان ينتظر خبر إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الأبرياء الشرفاء ومنهم من حُكم عليه بالإعدام ظلماً؟! من كان يرسم سيناريو لعودة المهجرّين والمُبعدين كالسيناريو الذي حدث؟! هذه الأحداث تُمَّثلُ لوحدها دليلاً على تلك العناية الإلهية.
في خضّم تلك الأحداث ارتسمت في مُخَّيلتي صورة شيخنا الجمري رضوان الله تعالى عليه وهو يؤدي تلك المسرحية التي أُجبر عليها والتي أرّقته وعاشت غصّة معه حتى وفاته رحمه الله. عندها زدتُ يقيناً بوجود هذه العناية الإلهية وأنَّ الشيخ الجمري عليه الرحمة ضحّى بنفسه في سبيل انقاذ هذا الشعب على الرغم من الانتقادات التي وُجِّهت له بعد المسرحية. واستنتجتُ استنتاجا ألا وهو: ربما تحدثُ بعض الأحداث التي نكره ظاهرها, لكن نجد في باطنها خيراً كثيراً وهو مصداق قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
في يوم 14 فبراير 2001م تم الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني, البعض تفاءل والآخرون تشاءموا من هذا الميثاق. المتفائلون قالوا إنَّ هذا الميثاق يمثل حجة على السلطة والمتشائمونبرر موقفهم الانقلاب على الميثاق وإصدار دستور 2002 الذي لم يكن باتفاق الشعب. لو أمعنّا النظرة, لرأينا المتفائلين والمتشائمين مجتمعين في خندق واحد الآن وهذا أيضاً من مصاديق العناية الإلهية.
في فترة سن قانون الجمعيات, انقسم التيّار المعارض إلى حق والوفاق لكنّهم أصرّوا على مقاطعة الانتخابات والترشح للمجلس النيابي سنة 2002م. عاش المجتمع البحريني أربع سنوات بحلوها ومرها حتى جاءت سنة 2006م فأعلن تيار الوفاق مشاركته في المجلس النيابي. برز آنذاك اختلافٌ فكري بين حق والوفاق حول المشاركة من عدمها وأُلفت المقالات وأُقيمت الندوات لمدة أربع سنوات أخرى تخللها قيام السلطة بمسرحيات ضد رموز حق لتمسكها بالنهج الممانع وحملات تشويه ضد رموز الوفاق. لكن بعد هذا الاختلاف الفكري, أين حق وأين الوفاق؟!إنهما في في خندق واحد الآن وهذا أيضاً من مصاديق العناية الإلهية.
أنا متيقّن من وجود بعض الأفكار العالقة التي تقول: إنَّ مشاركة الوفاق في المجلس التشريعي كانت خاطئة, لذلك نراها الآن خارج هذا المجلس. وفي المقابل, هناك أفكار عالقة تقول: إنَّ مقاطعة حق بررّت بعض العنف الذي استخدمته السلطة في السنوات الأخيرة. أقولُ مجيباً على الرأيين: إن المقاطعة والمشاركة من مظاهر العناية الإلهية.
عندما تنجلي هذه الغمة وينتصر الشعبُ – والشعوب أقوى من الطغاة- سنرى أنَّ الله تعالى – وإن ابتلانا- يرسم لنا طريق الانتصار بعنايته. أتساءل, بعد الانتصار هل ستقول السلطة – بعد هزيمتها - لو دخلتم للمجلس لما حدث الذي حدث؟! هل ستقول السلطة لو قبلتم بالحوار لكان الوضعُ أفضل؟!
الآن لم يعد للسلطة أية حجة علينا وكل ذلك بفضل العناية الإلهية! صوّتنا على الميثاق وانقلبت عليه, ودخلنا في المجلس التشريعي وبان الخلل الواضح في آلياته من دوائر انتخابية جائرة ومن صلاحيات مكبّلة, وقدّمنا مرئياتنا لحوار جاد مثمر وتم رفض هذه المرئيات! هذا مع وجود تيّار ممانع تمسّك بالثوابت. وهنا أستذكر كلمة لآية الله قاسم حين علّق على المشاركة في البرلمان بقوله (إنّ المشاركة جاءت لدفع الضرر) وها قد بانت معالم الضرر الذي دُفِع بجهود التيّارين حق والوفاق.
سيأتي اليوم –وقريبا سيأتي- الذي سنقول فيه للسلطة: نصحناكم بخروج قوات درع الجزيرة فلم تقبلوا النصح!
|
|
|
|
|