|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 35408
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 640
|
بمعدل : 0.11 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محب نصر الله
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 15-06-2009 الساعة : 03:19 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأثري
[ مشاهدة المشاركة ]
|
سبحان الله
اسئله عن الخالق ويسئل عن المخلوق فما هو الاحق !!
ثانيا : غلام في اللغه الصبي فهل فهمت ياغلام
ثالثاًَ : ابا بكر رضي الله عنه اتبع ماقاله الرسول صلى الله عليه وسلم
اقراء الموضوع الذي اقتبسته ولم تقرئه
رابعاًَ : فضل الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين
لما أثنى اللهُ تعالى عليهم في كتابه ، ونطقت به السنَّةُ النبويةُ في مدحهم ، وتواتر هذه النصوص في كثير من السياقات مما يدل دلالة واضحة على أن الله تعالى حباهم من الفضائل ، وخصهم من كريم الخصال ، ما نالوا به ذلك الشرف العالي ، وتلك المنزلة الرفيعة عنده ؛ وكما أن الله تعالى يختار لرسالته المحل اللائق بها من قلوب عباده ، فإنه سبحانه يختار لوراثة النبوة من يقوم بشكر هذه النعمة ، ويليق لهذه الكرامة ؛ كما قال تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام/ 124 .
قال ابن القيم رحمه الله : " فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته أصلا وميراثا ؛ فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة ، وتعظيم المرسل والقيام بحقه ، والصبر على أوامره والشكر لنعمه ، والتقرب إليه ، ومن لا يصلح لذلك ، وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم ، وحمل ما بلغوه عن ربهم " طريق الهجرتين ، ص (171) .
وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) الأنعام/53 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : " الذين يعرفون النعمة ، ويقرون بها ، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح ، فيضع فضله ومنته عليهم ، دون من ليس بشاكر . فإن الله تعالى حكيم ، لا يضع فضله ، عند من ليس له أهل . "
وكما جاءت الآيات والأحاديث بفضلهم وعلو منزلتهم ، جاءت أيضا بذكر الأسباب التي استحقوا بها هذه المنازل الرفيعة ، ومن ذلك قوله تعالى :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29
ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة ، ما شهد الله تعالى لهم من طهارة القلوب ، وصدق الإيمان ، وتلك – والله - شهادة عظيمة من رب العباد ، لا يمكن أن ينالها بَشَر بعد انقطاع الوحي .
اسمع قوله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) الفتح/18
قال ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/243) :
" فعلم ما في قلوبهم : أي : من الصدق والوفاء والسمع والطاعة " انتهى .
وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ؛ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " رواه ابن عبد البر في الجامع ، رقم (1810) .
وقد وعد الله المهاجرين والأنصار بالجنات والنعيم المقيم ، وأحَلَّ عليهم رضوانه في آيات تتلى إلى يوم القيامة ، فهل يعقل أن يكون ذلك لمن لا يستحق الفضل !؟
يقول سبحانه وتعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/100
وقد شهد لهم بالفضل سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء ، فقد كان شاهدا عليهم في حياته ، يرى تضحياتهم ، ويقف على صدق عزائمهم ، فأرسل صلى الله عليه وسلم كلمات باقيات في شرف أصحابه وحبه لهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري (3673) ومسلم (2540)
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ) رواه البخاري (2652) ومسلم (2533)
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية" (49) :
" على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء ، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، والنصرة ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء والأولاد ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين ، القطعَ على عدالتهم ، والاعتقاد لنزاهتهم ، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد الآبدين ، هذا مذهب كافة العلماء ، ومن يعتد بقوله من الفقهاء " انتهى .
ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين ، وأعمالهم التي استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية ، لما كفتنا المجلدات الطوال ، فقد كانت حياتهم كلها في سبيل الله تعالى ، وأي قرطاس يسع حياة المئات من الصحابة الذين ملؤوا الدنيا بالخير والصلاح .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه :
" إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ " انتهى
رواه أحمد في "المسند" (1/379) وقال المحققون : إسناده حسن .
وسبق التوسع أيضا في تقرير ذلك في جواب السؤال رقم (13713) (45563)
ثانيا :
لا بدَّ أن نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم ليسوا بمعصومين ، وهذا هو مذهبُ أهل السنة والجماعة ، وإنما هم بشرٌ يجوزُ عليهم ما يجوز على غيرهم .
وما صدر من بعضهم من المعاصي أو الأخطاء ، فهو إلى جانبِ شرفِ الصحبة وفضلِها مُغْتَفَرٌ ومَعْفُوٌّ عن صاحبه ، والحسناتِ يُذْهِبْنَ السيئات ، ومقامُ أَحَدِ الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا الدين لا يعدلها شيء .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " وأهل السنة تحسن القول فيهم وتترحم عليهم وتستغفر لهم ، لكن لا يعتقدون العصمة من الإقرار على الذنوب وعلى الخطأ في الاجتهاد إلا لرسول الله ، ومن سواه فيجوز عليه الإقرار على الذنب والخطأ ، لكن هم كما قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ) الاحقاف/16 الآية ، وفضائل الأعمال إنما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها " [ مجموع الفتاوي 4/434 ] .
وقد قرر ذلك الكتاب والسنة في أكثر من موقف :
فقد تجاوزَ الله سبحانه وتعالى عمن تولى يوم أُحُدٍ من الصحابة ، فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) آل عمران/155
ولما أذنب بعض الصحابة حين أخبر قريشا بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش عام الفتح ، وهَمَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهُ قَد شَهِدَ بَدرًا ، وَمَا يُدرِيكَ ؟ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهلِ بَدرٍ فَقَالَ : اعمَلُوا مَا شِئتُم ، فَقَد غَفَرتُ لَكُم ) رواه البخاري ومسلم (2494)
وغير ذلك من المواقف التي وقع فيها بعض الصحابة بالمعصية والذنب ، ثم عفا الله تعالى عنهم ، وغفرها لهم ، مما يدل على أنهم يستحقون الفضل والشرف ، وأنه لا يقدح في ذلك شيء مما وقعوا فيه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته ، فإن الآيات السابقة في فضلهم وتبشيرهم بالجنة ، أخبار لا ينسخها شيء .
والله أعلم .
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد, فهذه رسالة وجيزة في معنى العبد, حسب النصوص الشريفة بقدر فهم الكاتب لها, أعدّت بهدف كشف اللبس عن فهم الشواهد المتشابهة لهذه اللفظة والاستدلال على مدى جواز استعمالها في التعبير الشرعي.
ومما دعى إلى إعداد هذه الرسالة: اعتراض أحد المتخصصين في اللغة العربية في كربلاء على تعبير( عبدك وابن عبدك وابن أمتك )) الوارد في زيارة الامام الحسين عليه السلام, ودعوته السدنة في الروضة المباركة إلى رفع هذا التعبير من الزيارة, بحجة عدم جواز استعمال هذا اللفظ إلا مع الله جل شأنه, منطلقاً من رؤيا عقلية مجردة لا تستند إلى حجة شرعية.
إعلم أن لفظة (( عبد )) هي من المشترك اللفظي في المعنى ( المتدرج ) و ( المتشابه ), كلفظة ( ولي ) أو ( مولى ), حيث يراد بها مرة الرب ومرة الرسول ومرة الامام, وحسب السياق التأويلي لها بلا تضاد ولا تنافي في المعاني كونها ترد وترجع كلها إلى المعنى الأصلي والأولي, وهو ولاية الله جل شأنه, ذلك بأن ولايتهم عليهم السلام هي من ولاية الله تعالى, لأنها تمت بأمره ورضاه, بهذا فرض الله الجمع في هذه الولاية وعدم قبول الايمان ببعض والكفر ببعض, فلا تتم كلمة الاخلاص (( لا إله إلا الله )) وهي التوحيد إلا بشرطها وشروطها, وقد ورد عن الرضا عليه السلام قوله( انا من شرطها وشروطها )), وورد أيضاً في الزيارة الجامعة الكبيرة لدى مخاطبة الأئمة عليهم السلام بأنهم (( أركان توحيده )).
وتندرج في هذا النحو لفظة (( سيد )), فالرب هو سيد السادات, والنبي ( صلى الله عليه وآله ) سيد الأنبياء والمرسلين والخلق أجمعين, والامام عليه السلام سيد الوصيين, وبهذا يكون سيد ما دون ذلك من الجن والانس.
أما لفظة (( رب العالمين )) أو (( الرب )) إذا وردت هكذا بالالف واللام مطلقة من غير إضافة تقيدها فلا يراد بها إلا الله تعالى ( من حيث الاسم الجامع للربوبية ) ولا تشترك.
اجتمعت لدينا ثلاث لفظات, اثنتان مشتركة وواحدة متفردة, ومقابل هذه الثلاثة لا نجد إلا لفظة (( عبد )) التي تكون بهذا من المشترك أيضاً.
وفي هذا الشأن أرى أنّ أفضل طريقة لمعرفة دلالة لفظة ما هي من خلال النظر في أضدادها الواردة في نفس السياقات النصية.
فلا نجد في مقابل (( مولى )) أو (( السيد )) إلا لفظة (( عبد )) نفسها, على أن تجمع على (( عبيد )) وليس (( عباد )).
فورد في المناجات (( فنعم المولى أنت يا سيدي وبئس العبد أنا )) [ الكافي 2/593 باب دعوات موجزات لجميع الحوائج ], ومنها دعاء ختم القرآن( فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض عنه )), [ إقبال الأعمال:270 ], وفي مناجات أخرى( مولاي يا مولاي أنت المولى وأنا العبد وهل يرحم العبد إلا المولى, مولاي يا مولاي أنت المالك وأنا المملوك وهل يرحم المملوك إلا المالك )), [ البلد الأمين : 319 ].
وبذلك المعنى ( أي عبد مقابل سيد أو مولى ) ورد عن أميرالمؤمنين عليه السلام:
عن أبي عبد الله (ع) قال: جاء حبر من الأحبار إلى أميرالمؤمنين (ع) فقال: يا أميرالمؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: ثكلتك أمك ومتى لم يكن حتى يقال متى كان, كان ربي قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد ولا غاية ولا منتهى لغايته انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية, فقال: يا أميرالمؤمنين أفنبي أنت؟
فقال: ويلك إنما أنا عبد من عبيد محمد(ص)[الكافي 1/89, باب الكون والمكان, وللحديث مصادر أخرى أيضاً ].
لاحظ هنا كيف يصف الامام عليه السلام نفسه وقد جمع لفظة (( عبد )) على (( عبيد )) وليس (( عباد )), مما يدل على تعبد الامام عليه السلام للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بالموالاة والسيادة.
وهو حقاً أولى الناس بالتشرف بهذه المنزلة التي تجعله أقرب الناس من الرسول بموالاته وطاعته, حتى رفعه الله ورسوله الى درجة الأخوة ومنزلة هارون من موسى وغير ذلك, وقد قيل: (( من تواضع لله رفعه )).
وعن محمد بن زيد الطبري قال: كنت قائماً على رأس الرضا (ع) بخراسان وعنده عدة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي, فقال: يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون إنا نزعم أن الناس عبيد لنا, لا وقرابتي من رسول الله (ص) ما قلته قط ولا سمعته من آبائي قاله ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله, ولكني أقول الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين , فليبلغ الشاهد الغائب, [ الكافي 1/187 باب فرض طاعة الأئمة(ع) ].
لاحظ في هذا الحديث وغيره كيف أن الامام ينفي عن نفسه مفهوم العبودية لدى الناس بالتمليك القهري والجبر, ويثبت عبودية الطاعة والولاية, وبذلك يصحح الامام مفهوم((عبد)) المتداولة لدى الناس آنذاك, حيث يظنوا أن العبد مملوك لهم من جميع الجهات, ومن حقهم التصرف في كافة شؤونه وإكراهه, بل وإجباره على طاعة أوامر سيده, وهو مفهوم قومي ( أو عرفي ) مختلف مع مفهوم الشرع الذي يقول (( لا إكراه في الدين )), بينما الشرع منزّل من الخالق المالك الحقيقي للعباد, فيكف بالجبر إذن, وهو منافي للدين, علماً بأن الاكراه هو الطاعة بغير رغبة والجبر بالقوة, ومن هذا تبين عدم قبول الاعمال من العبد كالصلاة والزكاة مثلا بالاكراه ( أي بغير طيبة نفس ), من هذا يتضح السبب من حث الشرع على عتق الرقاب, ويقول الامام الصادق عليه السلام: (( ونحن نعتقهم )).
راجع كذلك الاحاديث في باب زيارة الأئمة عليهم السلام:
(( أنا عبدك ومولاك وفي طاعتك والوافد إليك ألتمس كمال المنزلة عند الله )), [ وكذلك ورد بنفس المفهوم في ( الكافي ) 1/187, باب فرض طاعة الأئمة(ع), وفي ( بحار الأنوار ) 48/ 147 باب مناظراته (ع) مع خلفاء الجور, وكذلك في الأمالي للطوسي 1/22 المجلس الأول مثله ].
(( يا موالى يا أبناء رسول الله عبدكم وابن أمتكم الذليل بين أيديكم )), [ تهذيب الأحكام باب زيارته (ع) ].
(( أشهد يا موالي وطوبى لي ان كنتم موالي أني عبدكم وطوبى لي إن قبلتموني عبداً )), [ بحار الانوار 97/211 باب زيارة الأئمة بالبقيع (ع) ].
(( يا موالي بأبي أنتم وأمي ونفسي أني عبدكم وطوبى لي إن قبلتموني عبداً )), [ بحار الأنوار 97/345 باب زيارات أميرالمؤمنين صلوات الله عليه المطولة ].
حيث تجد كيف فرض على الزائر أن يخاطبهم وهم بمنزلة السادة والموالي بينما هو بمنزلة العبد, بل أنه ينبغي أن يقول: (( وطوبى لي إن قبلتموني عبداً )), وإن لم يعترف لهم بذلك أو ينطوي قلبه عليه فقد أساء الأدب مع الرب الذي جعل التقرب إليه بالتعبد لهم بالولاية والطاعة والتسليم الكامل.
ولاحظ في الحديث:
(( عن سهل قال: كتبت إلى أبي محمد(ع) سنة خمس وخمسين ومائتين: قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد: منهم من يقول هو جسم, ومنهم من يقول هو صورة, فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطولا على عبدك, فوقع بخطه(ع): سألت عن التوحيد وهذا عنكم معزول, الله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد خالق وليس بمخلوق يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الاجسام وغير ذلك وليس بجسم ويصور ما يشاء وليس بصورة جل ثناؤه وتقدست أسماؤه أن يكون له شبه هو لا غيره ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )), [ بحار الانوار 99/152 باب الزيارات الجامعة التي يزار بها ].
كيف أن الامام عليه السلام لم يعترض على سهل ( أحد أصحابه ) حين قال له تطول على عبدك, علماً بأن الصحابي الكريم سهل بن زياد كان على بينة من جواز إطلاق هذا اللفظ على نفسه مقابل سيده ومولاه الامام العسكري عليه السلام.
وفي هذا السياق تجد أيضاً الأحاديث التي تجمع عبد الله على عبيد الله مقابل جهة السيادة والولاية لله على الناس جميعاً:
(( عن أبي جعفر(ع) قال: من عرف من عبد من عبيد الله كذباً إذا حدث وخلفاً إذا وعد وخيانة إذا اؤتمن ثم ائتمنه على أمانة كان حقاً على الله تعالى أن يبتليه فيها ثم لا يخلف عليه ولا يأجره )), [ الكافي 1/103 باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به, وبهذا المفهوم كما في اعلاه يصح بل يستحب التسمية بـ (( عبد النبي )) و (( عبد الحسين ))وامثال ذلك.
ومثله أيضاً:
عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ))؟ قال: قال علي بن أبي طالب (ع): ليس عبد من عبيد الله ممن امتحن قلبه للايمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو يودنا, وما من عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا, فأصبحنا نفرح بحب المحب ونعرف بغض المبغض )), [ الكافي 5/229 ].
وبما أنّ هذه المنزلة تكون مشتركة اشتراكاً إيجابياً كما تبين آنفا ( بين الله السيد والمولى وبين اولياؤه الذين جعلهم سادة واولياء ) بدلالة الآية (( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )) والكثير من الاحاديث كحديث الغدير, أو تشترك اشتراكاً قد يكون سلبيا كما في قوله تعالى( ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد )) و (( ذلك بما قدمت أيديكم وان الله ليس بظلام للعبيد )) من غير اضافتهم لله, حيث توحي الآية ان العبيد هم الذين ظلموا انفسهم باتخاذهم سادة وأولياء من الناس بغير امر الله تعالى ورضاه(( والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت )).
أما فيما يخص المعنى الثالث للفظة (( عبد )) فيأتي مقابل لفظة (( رب )). وروي في نهج البلاغة ( ص 225 ) عن أميرالمؤمنين(ع) أنه قال بعد كلام طويل لمدع كاذب:
(( ... يرجو الله في الكبير ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب )).
فيظهر الامام عليه السلام المقابل للفظة (( عبد )) في هذا السياق وهو (( رب )) وكذلك يبين ان جمع (( عبد )) اذا وردت على هذا المعنى هو (( عباد )) وليس (( عبيد )).
وانظر أيضاً ما علمه الامام عليه السلام:
فاذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم: حسبي الله حسب الرب من العباد حسبي الذي هو حسبي منذ كنت حسبي الله ونعم الوكيل )), [ بحار الأنوار 24/317 باب 67 جوامع تأويل ما أنزل فيهم, بحار الأنوار 10/102 باب 7 ما علمه صلوات الله عليه ].
ثم لاحظ كيف ان الامام يربط حالة الجمع (( عباد )) مع العمل في الحديث:
عن أبي عبدالله (ع) في قول الله عزوجل (( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها )) قال: نحن والله الاسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً الا بمعرفتنا )), [ الكافي 1/143 باب النوادر, ومثله في الكافي 3/128 ]. فقد قرن عليه السلام الناس الذين هم بمنزلة عباد ( وليس عبيد ) مع العمل, وقبوله بمعرفتهم كون هذا العمل يمثل أداء عبادي يوصف به العباد, أو أنّ الناس سموا عباداً بعبادة الرب وسموا عبيدا بالمنزلة والتواضع والاتباع وفرض الاطاعة, وهي صفة ينبغي ان تكون مقدمة من مقدمات العمل العبادي الذي يرقى بالعبد لأن يكون عبداً صالحاً لله بقبول جميع أعماله ومضاعفتها, بذلك جعل الامام المعرفة هي السبيل الموصل لتلك المنزلة, كيف لا وقد ورد في الزيارة الجامعة غيرها أن( من أطاعكم فقد أطاع الله ومن عصاكم فقد عصى الله )) وكذلك( من والاكم فقد والى الله )), والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
بقلم قاسم الاسدي
................... منقول للامانة ...........
|
|
|
|
|