تقولين أن الإمام علي بايع من البداية وان العلماء مجمعون على ذلك ..
أولاً : صحيح البخاري وصحيح مسلم يروون أنه لم يبايع إلا بعد ستة أشهر ولو أفترضنا أن عائشة لم تكن تعلم وهذا يستبعده العقل فعائشة لن تقول ما ليس لها علم فيه
فإن بقية الحديث تثبت أنه لم يبايع من قبل ( فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه )
ثانياً إذا كانت عقولكم متحجرة على أقوال علمائكم فانظري إلى الإختلاف في موضوع بيعة الإمام علي ولا تقولين أنهم متفقون على أنه بايع من البداية ...
فتح الباري 7/494
قوله ( وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ) أي كان الناس يحترمونه إكراماً لفاطمة فلما ماتت واستمر على عدم الحضور عند أبي بكر قصر الناس عن ذلك الإحترام لإرادة دخوله فيما دخل فيه الناس ولذلك قالت عائشة في آخر الحديث " لما جاء وبايع كان الناس قريباً إليه حين راجع الأمر بالمعروف" وكأنهم كانوا يعذرونه في التخلف عن أبي بكر في مدة حياة فاطمة لشغله بها وتمريضها ...)
قوله ( فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر ) أي في حياة فاطمة . قال المازري : العذر لعلي في تخلفه مع ما اعتذر هو به أنه يكفي في بيعة الإمام أن يقع من أهل الحل والعقد ولا يجب الإستيعاب ولا يلزم كل أحد أن يحضر عنده ويضع يده في يده بل يكفي التزام طاعته والأنقياد له بأن لا يخالفه ولا يشق العصا عليه ، وهذا كان حال علي لم يقع منه إلا التأخر عن الحضور عند أبي بكر ...)
الكامل في التاريخ 2/325-331
(فقال أبو بكر: منا الأمراء ومنكم الوزراء.
ثم قال أبو بكر: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة أمين هذه الأمة.
فقال عمر: أيكم يطيبب نفسًا أن يخلف قدمين قدمهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبايعه عمر وبايعه الناس.
فقالت الأنصار أبو بعض الأنصار: لا نبايع إلا عليًا.
قال: وتخلف علي وبنو هاشم والزبير وطلحة عن البيعة.
وقال الزبير: لا أغمد سيفًا حتى يبايع علي.
فقال عمر: خذوا سيفه واضربوا به الحجر ثم أتاهم عمر
وقيل: لما سمع علي بيعة أبي بكر خرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عجلًا حتى بايعه ثم استدعى إزاره ورداءه فتجلله. والصحيح: أن أمير المؤمنين ما بايع إلا بعد ستة أشهر والله أعلم.)
(ثم تحول سعد بن عبادة إلى داره فبقي أيامًا وأرسل إليه ليبايع فإن الناس قد بايعوا فقال: لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي وأخضب سنان رمحي وأضرب بسيفي وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي.
فقال عمر: لا تدعه حتى يبايع.
فقال بشير بن سعد: إنه قد لج وأبى ولا يبايعكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته فاتركوه ولا يضركم تركه وإنما هو رجل واحد.
فتركوه.
وجاءت أسلم فبايعت فقوي أبو بكر بهم وبايع الناس بعد.
قيل إن عمرو بن حريث قال لسعيد بن زيد: متى بويع أبو بكر قال: يوم مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة. قال الزهري: بقي علي وبنو هاشم والزبير ستة أشهر لم يبايعوا أبا بكر حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها فبايعوه.)
أسد الغابة 3/238
( وكان عمر بن الخطاب أول من بايعه وكانت بيعته في السقيفة يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كانت بيعة العامة في الغد وتخلف عن بيعته علي وبنو هاشم والزبير بن العوام وخالد بن سعيد بن العاص وسعد بن عبادة الأنصاري ثم إن الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سعد بن عبادة فإنه لم يبايع أحدا إلى أن مات وكانت بيعتهم بعد ستة أشهر على القول الصحيح )
السيرة الحلبية لنور الدين الحلبي ص ( 1201 - 1202 )
( وفي كلام المسعودي لم يبايع أبا بكر احد من بني هاشم حتى ماتت فاطمة رضي
الله تعالى عنها وقال رجل للزهري لم يبياع علي كرم الله وجهه أبا بكر ستة أشهر فقال لا والله لا أحد من بني
هاشم )
الرياض النضرة في مناقب العشرة للطبري
( فإنه ورد في الصحيح أن علياً لم يبايع أبا بكر حتى ماتت فاطمة )
تاريخ اليعقوبي ص 141
( وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار وخرج علي ومعه السيف فلقيه عمر فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه ودخلوا الدار فخرجت فاطمة فقالت والله لتخرجن أو لاكشفن شعري ولأعجن إلى الله فخرجوا وخرج من كان في الدار وأقام القوم أياما ثم جعل الواحد بعد الواحد يبايع ولم يبايع علي إلا بعد ستة أشهر وقيل أربعين )
تاريخ أبي الفداء 1/219
( فبايع عمر أبا بكر رضي الله عنهما وانثال الناس عليه يبايعونه في العشر الأوسط من ربيع الأول سنة إِحدى عشرة خلا جماعة من بني هاشم والزبير وعتبة بن أبي لهب وخالد بن سعيد ابن العاص والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبي ذر وعمار بن ياسر والبر بن عازب وأبي بن كعب ومالوا مع علي بن أبي طالب وقال في ذلك عتبة بن أبي لهب: ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن هاشم ثم منهم عن أبي حسن عن أول الناس إِيماناً وسابقه وأعلم الناس بالقرآن والسنن وآخر الناس عهداً بالنبي من جبريل عون له في الغسل والكفن وكذلك تخلف عن بيعة أبي بكر أبو سفيان من بني أمية ثم إن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إِلى علي ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة رضي الله عنها وقال: إِن أبوا عليك فقاتلهم.
فأقبل عمر بشيء من نار على أن يضرم الدار فلقيته فاطمة رضي الله عنها وقالت: إِلى أين يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا قال: نعم أو تدخلوا فيما دخل فيه الأمة فخرج علي حتى أتى أبا بكر فبايعه كذا نقله القاضي جمال الدين بن واصل وأسنده إِلى ابن عبد ربه المغربي. وروى الزهري عن عائشة قالت: لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة وذلك بعد ستة أشهر لموت أبيها صلى الله عليه وسلم فأرسل علي إِلى أبي بكر رضي الله عنهما فأتاه في منزله فبايعه )
وانظري إلى من تخلف عن البيعة :
2 - عامة بني هاشم : ذكر تخلفهم ابن الأثير في أسد الغابة ، وفي الكامل في التاريخ .
وقال المسعودي في مروج الذهب : ولم يبايعه أحد من بني هاشم حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها .
والحلبي في السيرة الحلبية .
وذكر اليعقوبي في تاريخه من بني هاشم : العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والفضل بن العباس . وذكر الطبري في الرياض النضرة العباس وبنيه .
3 - سعد بن عبادة الأنصاري زعيم الخزرج : ذكر تخلفه ابن الأثير في أسد الغابة .
وقال المسعودي : وخرج سعد بن عبادة ولم يبايع ، فصار إلى الشام ، فقتل هناك في سنة خمس عشرة . وابن قتيبة في الإمامة والسياسة ، والطبري في الرياض النضرة .
4 - الزبير بن العوام : ذكر تخلفه ابن الأثير في أسد الغابة ، وفي الكامل في التاريخ ، والحلبي في السيرة الحلبية ، والطبري في الرياض النضرة ، واليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
5 - خالد بن سعيد بن العاص الأموي : ذكر تخلفه ابن الأثير في أسد الغابة ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ، واليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
6 - طلحة بن عبيد الله : ذكر تخلفه ابن الأثير في الكامل في التاريخ ، والحلبي في السيرة الحلبية ، والطبري في الرياض النضرة .
7 - المقداد بن الأسود : ذكر تخلفه : الحلبي في السيرة الحلبية ، واليعقوبي في تاريخه ، والطبري في الرياض النضرة ، واليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
8 - سلمان الفارسي : ذكر تخلفه اليعقوبي في تاريخه ، والطبري في الرياض النضرة ، واليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
9 - أبو ذر الغفاري : ذكر تخلفه اليعقوبي في تاريخه ، والطبري في الرياض النضرة ، واليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
10 - عمار بن ياسر : ذكر تخلفه اليعقوبي في تاريخه ، والطبري في الرياض النضرة ، واليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
11 - البراء بن عازب : ذكر تخلفه اليعقوبي في تاريخه ، واليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
12 - أبي بن كعب : ذكر تخلفه اليعقوبي في تاريخه ، واليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
13 - عتبة بن أبي لهب : ذكر تخلفه أبو الفداء في تاريخه .
14 - أبو سفيان : ذكر تخلفه اليعقوبي وأبو الفداء في تاريخيهما .
سبحان الله ،،،