|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.75 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 13-03-2007 الساعة : 11:41 AM
وجاء في «إرشاد» الشيخ المفيد رحمه الله، أنّ المأمون العباسي لمّا أراد أن يزوّج ابنته اُمَّ الفضل أبا جعفر الإمام محمد بن عليّ ( الجواد ) عليهما السّلام بلغ ذلك العباسيين فشقّ عليهم، واعترضوا على المأمون، وجرى بينهم وبينه جدال ونقاش. ومما قالوه هو: يا أمير المؤمنين، أتُزوّج ابنتك وقرة عينك صبيّاً لم يتفقّه في دين الله، ولا يعرف حلاله من حرامه، ولا فرضه من سنته ؟!... فأمهِلْه ليتأدب ويقرأ القرآن ويتفقه في الدين ويعرف الحلال من الحرام، ثمّ اصنع ما تراه بعد ذلك.
فقال لهم المأمون: ويْحكُم! إني أعرَفُ بهذا الفتى منكم، وإنه لأفقهُ منكم وأعلم بالله ورسولهِ وسنّته وأحكامه، وأقرأُ لكتاب الله منكم وأعلم بمحكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، وظاهره وباطنه، وخاصّه وعامّه، وتنزيله وتأويله منكم.. إلى آخر كلامه. (49)
• وقال أبو نؤاس وهو يمدح الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام عاكساً نظرة الناس إليه وإلى من تقدَّمه من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام: مُطَهَّرون نَقيّاتٌ ثيابُهُمُ
تجري الصلاة عليهم أينما ذُكِرُوا
من لم يكُنْ عَلَويّاً حينم تَنسبُهُ
فما له في قديم الدهر مفتَخَرُ
فالله لما بَرى خَلْقاً فأتقنه
صفّاكمُ واصطفاكم أيّها البشرُ
وأنتمُ المَلأُ الأعْلى وعِندكْمُ
علْمُ الكتاب وما جاءَت به السُّورُ (50)
• وروى الحميري عن محمد بن سعيد مولى لوُلد جعفر بن محمد قال: قدم عمر بن الفرج المرخجي المدينةَ حاجّاً بعد مُضيّ أبي جعفر ( أي وفاة الإمام الجواد عليه السّلام ) فاحضر جماعة من أهل المدينة والمخالفين المعاندين لأهل بيت رسول الله فقال لهم: إبغُوا لي رجلاً من أهل الأدَب والقرآن والعلم لا يوالي أهلَ هذا البيت، لأضمَّهُ إلى هذا الغلام، واُوكله بتعليمه، وأتقدم إليه بأن يمنع منه الرافضةَ الذين يقصدونه، يمسُّونه. فأسمَوا له رجلاً من أهل الأدب يُكنّى أبا عبدالله ويعرف بالجنيدي، متقدماً عند أهل المدينة في الأدب والفهم، ظاهر الغضب والعداوة..
فأحضره عمر بن الفرج وأسنى له الجاري من مال السلطان وتقدَّم إليه بما أراد، وعرّفه أن السلطان أمَرَهُ باختيار مثله، وتوكيله بهذا الغلام.
قال: فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن في القصر بـ «صريا» فإذا كان الليل أغلق الباب وأقفله، وأخذ المفاتيح إليه. فمكث على هذا مدةً وانقطعت الشيعةُ عنه وعن الاستماع إليه منه والقراءة عليه.
ثمّ اني لقيته في يوم جمعة فسلّمت عليه، وقلت له: ما قال هذا الغلام الهاشميّ الذي تؤدّبُهُ ؟ فقال منكراً علَّي: تقولُ هذا الغلام، ولا تقول الشيخَ الهاشمي ؟! اُنشدكُ اللهَ هل تعلمُ في المدينة أعلم منّي ؟! قلت: لا. قال: فاني والله أذكر له الحزبَ من الأدَب أظنُّ أني قد بالغتُ فيه فيملي عليَّ بما فيه أستفيده منه، ويظنّ الناس أنّي اُعلّمُهُ، وأنا واللهِ أتعلَّم منه.
قال: فتجاوزتُ عن كلامه هذا، كأنّي ما سمعتهُ منه، ثمّ لقيتُه بعد ذلك فسلّمتُ عليه وسألتُه عن خبره وحاله، ثمّ قلت: ما حال الفتى الهاشميّ ؟ فقال لي: دَع هذا القولَ عنك، هذا واللهِ خير أهل الأرض وأفضلُ مَن خُلق، إنّه لربما هَمّ بالدخول ( أي الدخول إلى حجرته للاستراحة ) فأقول له: تَنَظَّرْ حتّى تقرأ عُشْركَ، فيقول لي: أي السُّور تحبُ أن أقرأها ؟ فأذكر له من السور الطوال لم يبلغ إليه، فَيَهُزُّها بقراءة لم أسمع أصحَّ منها من أحدٍ قط، وحزمٍ أطيب من مزامير داود النبيّ الذي بقراءته يضرب المثل.
قال: ثم قال: هذا ماتَ أبوهُ بالعراق وهو صغير بالمدينة، ونشأ بين هذه الجواري السود فمن اين عَلِمَ هذا ؟!
قال: ثمّ ما مرّت به الأيّامُ والليالي حتّى لقيتُه فوجدتُه قد قال بإمامته وعرف الحق. (51)
|
|
|
|
|