رغم أن الموضوع أكل عليه الزمن و شرب لكن بما أن المخالفون لازالوا يتشدقون بهذا الاستدلال الركيك فلا بأس من اعادة النشر في شبكتنا أنا شيعي المباركة ..
الاستدلال الركيك حول تسمية الأئمة الأطهار لأبنائهم و بناتهم بأسماء (( أبو بكر - عمر - عثمان - عائشة )) طالما
تشدق به المخالفون في محاولة يائسة لاثبات الحب و الوئام بين أهل البيت عليهم السلام و بين أعداء محمد و آل محمد ..
الرد سيكون من خلال نقاط مع الأدلة ..
1 - لا يوجد سند معتبر على اثبات ذلك و كما يتعامل معنا المخالف في طلب السند الصحيح حتى في المرويات التاريخية و الملاحم و غيره .. نطالب بسند صحيح على ادعائهم أما مجرد وجود اسم فلان و فلانة في كتاب شيعي فهذا لا يدل على صحة الدليل إذا لم يدعم بمصدر معتبر و سند صحيح و عدم وجود ما يعارضه و الخ من الشروط المعروفة ..
ناهيك بأن يكون هذا الكتاب الشيعي قد نقل من كتب العامة فيا قلب لا تحزن على هكذا دليل قوي و مفحم يقدمه لنا المخالف ...
و الأهم أنه حتى لو ثبت ذلك فلا يوجد دليل واحد يثبت أن أئمتنا الأطهار سموا أبنائهم حباً و تيمناً بأعداء محمد و آل محمد .. أي أنه لا يوجد دليل على أن التسمية هي خاصة من أجل الثلاثة ( أبو بكر و عمر و عثمان ) أو من أجل عائشة .. و كأن الله تعالى لم يخلق بالكون غير أبو بكر و عمر و عائشة و عثمان لكي يتسمى الناس بأسمائهم ..!!!!
هناك صحابة آخرين كانوا بمثل هذه الأسماء و الكوكب لم يحصر فقط بأبو بكر و عمر و عثمان و عائشة أعداء الله و رسوله و آله ... فتنبه ..!
2 - التسمية باسم عثمان كان تيمناً بعثمان بن مظعون و ليس عثمان بن عفان .. و هذا ما صرح به الامام علي عليه السلام بنفسه ..
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣١ - الصفحة ٣٠٧
وذكر فيه،عن هبيرة بن مريم، قال: كنا جلوسا عند علي عليه السلام، فدعا ابنه عثمان، فقال له: يا عثمان! ثم قال: إني لم أسمه باسم عثمان الشيخ الكافر، إنما سميته باسم عثمان بن مظعون. انتهى
وفي زيارة الناحية المقدّسة: ( اَلسلامُ على عثمان بن ِ أمير المؤمنين، سَمِيّ عثمانِ بن مظعون ).
وفي ( مقاتل الطالبيّين:55 ) كتب أبو الفرج الأصفهاني في التعريف بالشهيد في كربلاء عثمان بن الإمام عليٍّ عليه السلام، ابن أمّ البنين وأخ العبّاس عليهما السلام، فقال: رُوي عن عليّ أنّه قال: « إنّما سمّيتُه باسم أخي عثمان بن مظعون ».
و عثمان بن مظعون صحابي استشهد بحياة رسول الله ..
أما التسمية بأبو بكر فهذا مما يضحك الثكالى لأن أبو بكر كنية و ليست اسم و لم يكن التسمية بالكنى دارجاً في تلك الحقبة من التاريخ بل هذا مما شاع في عصور متأخرة حتى يومنا هذا ..
و أما التسمية بعمر فليس الامام علي من سماه بل عمر من قام بذلك كما يذكر البلاذري ,,,
أنساب الأشراف - البلاذري الجزء 2 صفحة 915 :
( وكان عمر بن الخطاب سمى عمر بن علي باسمه ووهب له غلاما سمي مورقا ) .
3 - يقول بن تيمية أن التسمية بأسماء الكفار أو الأعداء لا يعني بالضرورة أنه يعني محبة هؤلاء و سرد أدلته على ذلك و استفاض ..
منهاج السنة النبوية - بن تيمية - الجزء 1 الصفحة 18
(( وكذلك هجرهم لأسم أبي بكر وعمر وعثمان ولمن يتسمى بذلك حتى إنهم يكرهون معاملته ومعلوم أن هؤلاء لو كانوا من أكفر الناس لم يشرع أن لا يتسمى الرجل بمثل أسمائهم فقد كان في الصحابة من اسمه الوليد وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت له في الصلاة ويقول اللهم أنج الوليد بن الوليد وأبوه الوليد بن المغيرة كان من أعظم الناس كفرا وهو الوحيد المذكور في قوله تعالى ذرني ومن خلقت وحيدا وفي الصحابة من اسمه عمرو وفي المشركين مناسمه عمرو مثل عمرو بن عبدود وأبو جهل اسمه عمرو بن هشام وفي الصحابة خالد بن سعيد بن العاص من السابقين الأولين وفي المشركين خالد بن سفيان الهذلي وفي الصحابة من اسمه هشام مثل هشام بن حكيم وأبو جهل كان اسم أبيه هشاما وفي الصحابة من اسمه عقبة مثل أبي مسعود عقبة ابن عمرو البدري وعقبة بن عامر الجهني وكان في المشركين عقبة بن أبي معيط وفي الصحابة علي وعثمان وكان في المشركين من اسمه علي مثل علي بن أمية بن خلف قتل يوم بدر كافرا ومثل عثمان بن أبي طلحة قتل قبل أن يسلم ومثل هذا كثير فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يكرهون اسما من الأسماء لكونه قد تسمى به كافر من الكفار فلو قدر أن المسمين بهذه الأسماء كفار لم يوجب ذلك كراهة هذه الأسماء مع العلم لكل أحد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوهم بها ويقر الناس على دعائهم بها وكثير منهم يزعم أنهم كانوا منافقين وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم منافقون وهو مع هذا يدعوهم بها وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد سمى أولاده بها فعلم أن جواز الدعاء بهذه الأسماء سواء كان ذلك المسمى بها مسلما أو كافرا أمر معلوم من دين الإسلام فمن كره أن يدعو أحدا بها كان من أظهر الناس مخالفة لدين الإسلام ثم مع هذا إذا تسمى الرجل عندهم باسم علي أو جعفر أو حسن أو حسين أو نحو ذلك عاملوه وأكرموه ولا دليل لهم في ذلك على أنه منهم بل أهل السنة يتسمون بهذه الأسماء فليس في التسمية بها ما يدل على أنهم منهم والتسمية بتلك الأسماء قد تكون فيهم فلا يدل على أن المسمى بها من أهل السنة )) انتهى
4 - بن عثيمين أيضاً يقول ذلك
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين الجزء 3 الصفحة 39
(410) سئل فضيلة الشيخ: يكره بعض الناس اسم "علي" و"الحسين" ونحوه وينفر منها، وذلك لتعظيم الرافضة لتلك الأسماء فما جوابكم حفظكم الله تعالى؟.
فأجاب بقوله: جوابي على هذا أن البدعة لا تقابل ببدعة، فإذا كان طائفة من أهل البدع يغلون في مثل هذه الأسماء، ويتبركون بها، فلا يجوز أن نقابلهم ببدعة فننفر من هذه الأسماء ونكرهها، بل نقول : إن الأسماء لا تغير شيئاً عما كان عليه الإنسان، فكم من إنسان يسمى باسم طيب حسن، وهو ـ أعني المسمى به ـ من أسوأ الناس. كم من إنسان يسمى عبدالله وهو من أشد الناس استكباراً، وكم من إنسان يسمى محمداً، وهو من أعظم الناس ذماً، وكم من إنسان يسمى علياً وهو نازل سافل، فالمهم أن الاسم لا يغير شيئاً، لكن لا شك أن تحسين الاسم من الأمور المطلوبة، كما قال النبي، عليه الصلاة والسلام،: "أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها حارث وهمام".)) انتهى
و بهذا يعترف شيوخهم بأن التسمية لا تعني المحبة و الوئام فيسقط الاستدلال الذي حاول المخالف الاحتجاج به و فشل ...
5 - إذا كانت التسمية دليل محبة كما يدعي المخالفون فلماذا لم يسمي أبو بكر أو عمر أو عثمان سموا أحد أبنائهم بالحسن أو الحسين أو علي أو فاطمة ..؟؟
فنرد الاشكال على صاحبه و نطالبه باثبات محبة أبو بكر أو عمر لأهل البيت من خلال تسمية أبنائهم بأسماء أهل البيت ..
6 - بعض الأئمة عليهم السلام سموا أبنائهم بأسماء : (( عبد الرحمن - عبيد الله )) :
الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - الصفحة ٢٦
(( وأما عمرو والقاسم و عبد الله بنو الحسن بن علي رضوان الله عليهم فإنهم استشهدوا بين يدي عمهم الحسين عليه السلام بالطف رضي الله عنهم وأرضاهم وأحسن عن الدين والاسلام وأهله جزاءهم. و عبد الرحمن بن الحسن رضي الله عنه خرج مع عمه الحسين عليه.
السلام إلى الحج فتوفي بالأبواء وهو محرم. ))
الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - الصفحة ١٥٥
(( باب ذكر أولاد علي بن الحسين عليهما السلام وولد علي بن الحسين عليهما السلام خمسة عشر ولدا:
محمد المكنى أبا جعفر الباقر عليه السلام، أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
و عبد الله والحسن والحسين، أمهم أم ولد.
وزيد وعمر، لأم ولد.
والحسين الأصغر و عبد الرحمن وسليمان، لأم ولد. ))
الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - الصفحة ٢٤٤
(( باب عدد أولاده وطرف من أخبارهم وكان لأبي الحسن موسى عليه السلام، سبعة وثلاثون ولدا ذكرا وأنثى منهم: علي بن موسى الرضا عليهما السلام، وإبراهيم، والعباس، والقاسم، لأمهات أولاد.
وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسين.، لأم ولد.
وأحمد، ومحمد، وحمزة، لأم ولد.
و عبد الله، وإسحاق، وعبيد الله، وزيد، والحسن، والفضل، وسليمان، لأمهات أولاد. )) انتهى
الإمام الحسن ابن علي بن أبي طالب و اللإمام علي بن الحسين عليهم الصلاة و السلام أسموا ابنيهما باسم (( عبد الرحمن )) و المعروف أن قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان اسمه عبد الرحمن بن ملجم لعائن الله عليه فهل يصح أن نقول أنهم أسموا أبنائهم باسم عبد الرحمن تيمناً باسم قاتل الامام علي
أو سمى الإمام الكاظم ابنه باسم (( عبيد الله )) تيمناً باسم عبيد الله بن زياد لعائن الله عليه قائد جيش يزيد لعائن الله عليه الذي قام عملياً بقتل الحسين و أهل بيته و أصحابه في كربلاء بأمر من يزيد لعنه الله ..
بحسب التفكير السطحي و الساذج و التافه الذي يفكر به المخالفين لنا ..؟؟
بلا شك الجواب لا ..
فإذاً يسقط اشكالهم من أساسه ..
و المعروف لدى كل صاحب علم أن مثل هذه الأسماء كانت شائعة في تلك الفترة الزمنية و لكن المخالف لضحالة عقله و ركاكة استدلاله يتمسك بهكذا أمور لا تقدم و لا تأخر فيترك النصوص الثابتة على ولاية أهل البيت عليهم السلام و يتهرب منها و يلجأ للتسميات و الزواجات من أجل اثبات فكرة هشة في رأسه ظاناً أانه جاء بالفتح المبين و أنه أثبت صحة معتقده من خلال (( اسم )) أو (( زواج مزعوم )).. !!
الله المستعان