تعتبر قرية «ايستا» التابعة لقضاء طالقان في غربي طهران أكثر قرى إيران غموضاً، حيث يتوقف الزمن عند أهالي هذه القرية الواقعة في جبال البرز.
وذكرت وكالة «مهر» الإيرانية، في تقرير لها إن «الصمت يلف أرجاء القرية، ولا يتدخل احد في شؤون الآخر، ولا يوجد اثر للسيارات في أزقتها القرية، حيث يعيش سكانها في عصر لا صلة له بعصر الاتصالات».
وأوضحت أن «سكان قرية ايستا لا يشاهدون التلفزيون، كما أنهم لا يسهرون، وليست لديهم حفلات الأعراس وعيد الميلاد وذكرى الزواج أو مراسم العزاء، فهذه ليست لها أي معنى بالنسبة لهم. وسكان القرية يتسمون بكرم الضيافة... ولم يشاهد حتى الآن أي من نساء القرية تخرج من بيتها. وسكان قرية ايستا أغنياء، ويعيشون عن طريق بيع أراضي أجدادهم في تبريز».
وأشارت إلى أن سكان قرية ايستا ليست لديهم وثائق هوية، ولا يدخلون ضمن إحصاء سكان إيران، ولا يستفيدون من أية خدمات حكومية، و»هي تعتبر أكثر قرى إيران غموضاً، فسكانها يرفضون استخدام الإمكانيات الحديثة فهم يعيشون من دون شبكة لأنابيب المياه والغاز والكهرباء والآلات ووسائل الاتصال، ولا يستخدمون أجهزة الهاتف والتلفزيون والراديو».
وأشارت الوكالة إلى أن «أهالي القرية هم مجموعة من أتباع ميرزا صادق مجتهد تبريزي الفقيه المشهور في فترة الثورة الدستورية، مستلهمين من آرائه الرافضة للتجديد وينظمون شؤون معيشتهم في عصر الحداثة». يذكر أن «ميرزا صادق كان من الفقهاء المحتاطين على الصعيدين النظري والعملي، وكان يؤكد على رفض التجديد والاختراعات الحديثة، وكان يفتي إلى آخر عمره بعدم السماح بالاستفادة من الوسائل الحديثة».
وينظم «سكان قرية ايستا شرقي طالقان الأوقات الشرعية للصلاة حسب معاييرهم الخاصة، ويحددون بداية شهر رمضان أو نهايته أيضاً من خلال رؤيتهم للهلال، ويعتقدون بالرؤيا الصادقة، وينتظرون ظهور الإمام المهدي»، و»يختار أبناؤهم بعد بلوغهم سن التكليف إما العيش مع عائلاتهم أو العودة إلى مدينة تبريز، ولا يمارسون أي عمل سياسي أو اجتماعي أو يقومون بالتبليغ لمعتقداتهم. ويتعلم الأطفال في القرية حسب الطريقة التقليدية بالذهاب إلى الكتاتيب، حيث يتعلمون القراءة والكتابة والأحكام الشرعية وأصول العقائد».
وأضافت الوكالة «لا توجد ساعات يدوية أو جدارية عند سكان هذه القرية، ولا يستخدمون الاسمنت والحديد في بناء منازلهم، ويبتعدون عن باقي الأفراد بشكل يكتنفه الغموض وقلما يسمحون لأحد بدخول منازلهم، بحيث نسجت حولهم شائعات وأقاويل عجيبة، فأهالي طالقان لا يعرفون بالضبط من أين جاء سكان قرية ايستا وما هو مسلكهم، فالبعض يعتبرهم من أتباع المذهب الاسماعيلي وآخرون يرون أنهم من الدراويش الزاهدين للدنيا والمنتظرين لظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف».
ميرزا صادق كان من الفقهاء المحتاطين على الصعيدين النظري والعملي، وكان يؤكد على رفض التجديد والاختراعات الحديثة، وكان يفتي إلى آخر عمره بعدم السماح بالاستفادة من الوسائل الحديثة
عجيب ..!!
العلمُ نور في كل شيء والحداثة أمر طبيعي..
فالحداثة لغوياً تعني نقيض القديم من أصل مصدرها (حدث)
وقد يعنى بالحداثة هذه الثورة الفكريّة
التي ربما تكون فيها من الخطورة الكثير مما يخيفنا
سيما أنها شملت كل المذاهب الفكرية الهدامة كاليبرالية
والماركسية ووو الخ وهذا مفهومها الإصطلاحي المخيف ..؛
أما رفض هذه القرية للحداثة بشكلها الطبيعي من تغيرات علمية
فهذا امر غريب
والأغرب هو فتاوى الفقيه الذي بقوا على فتاواه
وانقطعوا عن العالم الخارجي متمسكين بموروثه الفكري
متجاهلين ان العالم يتغير ويتطور وحتى الفتاوي تتغير
إلّا اللهُم الثوابت ..؛