نزار حيدر لراديو سوا : الأردن، هو الجار الأخطر على العراق
[FONT="Times New Roman"]الوكالة الشيعية للأنباء (إباء)
قال نزار حيدر ، مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن ، أن الأردن هو الجار الأخطر على العراق ، لدوره الرهيب في دعم وإيواء مجموعات العنف والإرهاب ، التي تتخذ منه مأوى ومنطلقا لعملياتها الإرهابية الإجرامية في مختلف مناطق العراق .
وأضاف نـــزار حيدر ، الذي كان يتحدث يوم أمس لبرنامج (ما قل ودل) الذي يقدمه في راديو (سـوا) ، الإعلامي العراقي المشهور ، الأستاذ الدكتور عادل عوض ؛ هنالك بعدان يساهمان في تغذية الأردن للإرهاب:
الأول ، هو البعد العقائدي الذي يغذي الإرهابيين بالفكر الطائفي التكفيري المنحرف ، والذي يعتبر الأردن احد مصادره .
والثاني ، هو البعد المصلحي الذي يحكم علاقة الأردن مع العراق .
فكما هو معروف ، فان الأردن كان المستفيد الأول والأكبر من وجود نظام صدام حسين في السلطة وهو ملئ بأيتام النظام الشمولي البائد من الذين ظلوا يستفيدون من عطاياه طوال أكثر من عقدين من الزمن ، خاصة في فترة الحرب العراقية ــ الإيرانية وفترة حرب تحرير الجارة الكويت وحتى آخر لحظة قبل سقوطه في نيسان عام 2003 ، ومن الواضح فان هؤلاء الأيتام ، بدءا من الملك وحاشيته وحتى آخر مواطن أردني مرورا بالحكومة وأجهزتها ، تضرروا كثيرا بسقوط النظام البائد ، ولذلك يحاولون الانتقام من العراقيين ، بدعم الإرهاب الذي يستهدفهم يوميا .
عن دور الأردن كحكومة ، في الإرهاب المصدر للعراق عبر حدوده ، قال نـــــزار حيدر:
لقد كنت من أوائل الذين اشروا على الأردن كأخطر بلد من بلدان الجوار ، على العراق ، ولا زلت أصر على هذا ، بالرغم من أن عدد من وزراء الحكومة الانتقالية الحالية ، وعلى رأسهم وزير الدفاع ، حاول أن يموه على هذا الخطر ، لحاجة في نفسه معروفة ومكشوفة للعراقيين ، من خلال حرف أنظار العراقيين عنه إلى دول أخرى ، كان يسميها بين الفينة والأخرى ، لكنني كنت ولا زلت أصر على أن الأردن هو اخطر بلد من دول الجوار على العراق .
فالأردن ، مثلا ، هو الذي أطلق سراح زعيم الإرهابيين من السجن وأرسله إلى العراق ، والأردنيون هم الذين يعبؤون الشباب المغفل ويدخلونهم في دورات أمنية وإرهابية ويرسلونهم إلى العراق ، والأردن هو الذي استضاف الإرهابيين الذين فروا من الفلوجة بعد تدمير مخابئهم وقواعدهم فيها ، من خلال تقديم الملاذ الآمن لهم ، والذي لا زالوا يعيشون فيه وينطلقون منه إلى داخل العراق ، لتنفيذ هذه العمليات الإرهابية .
عن تفسيره لزيارة ملك الأردن لمكاتب الجريدة التي احتفت بمقتل الإرهابي الذي نفذ جريمة الحلة الفيحاء ، قال نــــزار حيدر :
اعتقد ، أن الملك بهذه الزيارة ، تكون يداه قد تلطختا بشكل مباشر بدماء العراقيين ، فلو لم تكن هذه الجريدة قد كرمت عائلة الإرهابي ، وبالتالي قد أيدت العمل الإرهابي الذي قام به هذا القتيل ، لما زارها الملك ، هذا يعني أنه أراد أن يحضر حفل عرس هذا الإرهابي بشكل غير مباشر ، ولو كان بيده أن يحضر إلى مسقط رأسه ليقدم التعازي لعائلة الإرهابي القتيل ، لفعل، إلا أن مثل هذه الزيارة ، بكل تأكيد ، ستكون فوق طاقته وقدرته .
عن رأيه بردود فعل الحكومة العراقية الحالية ، إزاء ذلك ، قال نـــزار حيدر :
وهل للحكومة العراقية رد فعل على ذلك لأسال عنه ؟ .
اجزم ، أضاف حيدر ، أن الحكومة العراقية سوف لن يكون لها أي رد فعل على ذلك ، خاصة الوزراء المعنيين بالملف الأمني ، كالدفاع والداخلية والدولة وأمثالها ، وذلك لأسباب عديدة ؛
فأولا ، أن الحكومة الانتقالية الحالية تعتبر أن الأردن ، وشخص الملك ، هو ولي نعمتها ، فلولا الدور الخبيث والسئ والمشبوهة ، الذي لعبه ملك الأردن في الإتيان بهذه الحكومة ، وبالتآمر مع المبعوث الاممي الخاص ، الطائفي العنصري المعروف الأخضر الإبراهيمي ، لما تسنم عدد من وزرائها مسؤولياتهم فيها ، فكيف سيجرؤون على إبداء أي رد فعل على ما يقوم به الأردن من دعم للإرهابيين في العراق ؟ .
بالإضافة إلى ذلك ، فإننا نعرف بان هذه الحكومة كانت قد وضعت كل بيضاتها في سلة الأردن ، وحاولت استعداء بقية دول الجوار على حساب العلاقة المصلحية المشبوهة مع الأردن ، لذلك لا ننتظر منها أن تبدي أي رد فعل على ما يجري ، وإنما عهدنا بالعراقيين ، سواء كأحزاب أو ككتل برلمانية أو كمؤسسات مجتمع مدني ، كما قرانا ذلك مثلا في بيانات الحوزة العلمية في النجف الاشرف ، وبيان كتلة قائمة الائتلاف العراقي الموحد ، أو كما عبر عن رأيه الشارع العراقي بالتظاهرات الشعبية التي شهدتها عدة مدن عراقية مثل كربلاء المقدسة والعاصمة بغداد وغيرهما ، وكذلك الاعتصام الجماهيري الذي تشهده حاليا العاصمة بغداد .
وأضاف نـزار حيدر ، قائلا :
نتمنى على الحكومة العراقية أن تصغ ، ولو لمرة واحدة ، إلى رأي ونبض الشارع العراقي ، فتبادر إلى تنفيذ ما يلي :
أولا ؛ أن تقطع علاقاتها فورا مع الأردن ، وتطرد السفير الأردني من العاصمة بغداد .
ثانيا ؛ أن تلغي كل العقود المبرمة مع الأردن ، بشان تدريب الشرطة العراقية التي يتسلل منها واليها الإرهابيون إلى داخل العراق .
ثالثا ؛ أن تطالب الأردن بتعويضات عن كل قطرة دم عراقي أريقت بالعمليات الإرهابية ، منذ سقوط نظام صدام ولحد الآن ، فهناك أدلة دامغة كثيرة تثبت بان جل العمليات الإرهابية التي شهدها العراق ، كان منشؤها ومصدرها الأردن ، منها ، على سبيل المثال لا الحصر، جريمة تفجير النجف الاشرف التي أودت بحياة الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم والعشرات من المواطنين الأبرياء ، واخرها جريمة تفجير الحلة الفيحاء ، التي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى .
عن رأيه بزيارة ملك الأردن المرتقبة إلى الولايات المتحدة الاميركية ، اعتبر نــزار حيدر بأنها تحمل هدفا واحدا فقط لا غير ، ألا وهو سعي الملك مواصلة جهوده المشبوهة الرامية إلى إقناع الإدارة الاميركية ، بجدية ما يسمى بالخطر الوهمي الذي يشكله فوز قائمة الائتلاف العراقي الموحد في الانتخابات ، على مستقبل العراق ، في محاولة منه لإقناع هذه الإدارة ، بوجوب الضغط للإبقاء على الحكومة الحالية إلى نهاية المرحلة الانتقالية المؤقتة التي تمتد حتى نهاية العام الميلادي الحالي ، إلا أنني اعتقد ـ أضاف نـــزار حيدر ـ انه سيبوء بالفشل كما باء به في المرات الماضية ، وسيعود إلى بلاده مخذولا ، كما هي نتيجة زياراته السابقة ، التي هول فيها مخاطر التيار الفائز ، ولكن من دون أن يجد آذانا صاغية .
وكان البرنامج ، قد استضاف في هذه الحلقة كذلك ، الأخ الأستاذ علي الخفاجي الكاتب والمحلل السياسي العراقي ، من العاصمة البريطانية ، لندن .