قصة الفقيد البطل محمد الهبج مع الموت ..... رحمه الله ......
بتاريخ : 26-03-2009 الساعة : 09:19 AM
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : مَن أراد أن لايقفه الله يوم القيامة على قبيح أعماله ، ولا يُنشر له ديوان ، فليقرأ هذا الدعاء في دبر كلّ صلاةٍ و هو :
" اللهم !.. إنّ مغفرتك أرجى من عملي ، و إنّ رحمتك أوسع من ذنبي.. اللهم !.. إن كان ذنبي عندك عظيمٌ ، فعفوك أعظم من ذنبي .
اللهم !.. إن لم أكن أهلاً أن ترحمني ، فرحمتك أهلٌ أن تبلغني و تسعني ، لأنّها وسعت كلّ شيء برحمتك يا أرحم الراحمين !.." .
_______________________
قصة الفقيد البطل محمد الهبج مع الموت ..... رحمه الله ......
لم يكن يتخيل "راتب" أن وعد أخيه بالموت في ريعان الشباب أثناء سهرة يسودها الدعابة سيتحول إلى حقيقة ولتبقى صورة محمد الهبج (25عام ) في صدر الغرفة من دون الشريط الأسود " لتخبر أنه حي رغم موته".
توفي محمد أثناء محاولته إنقاذ أكبر عدد من الفتيات اللواتي غرقن في بحيرة زرزر الخميس الماضي بعد غرق القارب ولتكون نتيجة الكارثة موت 8 فتيات وسائق القارب ومحمد الهبج الذي كان السبب بحياة فتاتين ليموت مع الثالثة لشدة برودة المياه .
و في زيارة لـمنزل محمد في منطقة ببيلا كانت جلسة مع أهله يسودها الاعتزاز بالولد الشجاع ، وحزن لافتقاد البار ... يبدأ أخيه راتب الذي يكبره سنتين " كان يقول لي أني سأموت شهيدا وفعلا كان ما أراد لأنه مات ليحيا الآخرين وهذا هو الشهيد ، الأمر ليس غريبا على أخي الذي كان يهرع لمساعدة الآخر ، و يفضل سعادة العائلة على راحته ".
يتابع " لن أنسى أبداً الأيام التي سهرها بعد عملية الوالدة وليسبقني في صباح اليوم التالي ليحل مكاني في المحل (بيع البلاستيك) لأتمتع أنا بالأيام الأولى من خطبتي ".
يذكر راتب لحظات انتظار جثة أخيه قائلا " أخبرنا صديقه بأنه أنقذ فتاتين ولم يعد له أثر، ووضع احتمال اسعافه لاحداهن ...فبحثنا بجميع المشافي دون نتيجة ،فبقيت على ضفة البحيرة أتمنى أن يأت أخي من خلفي ومصليا أن لاتظهر جثته من قاعها ، الى أن أخرجوا جثة سائق القارب طالبين مني التعرف على الجثة فتنفست الصعداء وتجدد الأمل بأن يكون أخي حي وما هي إلا لحظات حتى اختنق الأمل بصدري ".
والدته التي لاتفارقها هدية محمد بعيد الأم التي أصر أن يهديها ضمن سهرة تسبق العيد بثلاثة أيام قالت " استيقظت في ذلك اليوم وقلبي منقبض ويخفق بشدة ، فذهبت الى أختي لأخفف من التوتر الذي أصابني ، وفي تمام الساعة العاشرة ليلاً أخبروني أن ابني تعرض لحادث ، فلم أصدق الى أن علمت بوفاته ، وما يصبرني أنه مات بطل وأتمنى رؤية الفتيات اللواتي أنقذهن لأرى بهم حياة محمد البار ".
بضع دقائق كانت الفاصلة
صديق طفولة محمد والمتواجد معه أثناء محاولة محمد انقاذ الفتيات يخبر ماحدث " قصدنا البحيرة لركوب الخيل فوجدنا قارب يحمل عدد من الطالبات فضحك محمد وقال إن غرق القارب سأكون أول المنقذين ، ثم قررنا العودة وبعد صعودنا الى السيارة قلت لأصدقائي أنظروا القارب يغرق فهرع محمد دون أن ينطق بكلمة واحدة وحدث ما حدث وخسرت صديق حياتي ورفيق ذكرياتي"
رحمك الله و جعلك مثواك الجنة و حشرك مع محمد و آل محمد عليهم الصلاة و السلام