عذابات صعصعة
صعصعة بن صوحان (أحد أصحاب الإمام علي عليه السلام)
والتذييل للشاعر: عبد الله القرمزي
ألا من لي بأنسك يا اخيا .. ومن لي ان ابث كما لديا
طوتك خطوب دهر قد توالا .. لذاك خطوبه نشرا وطيا
فلو نشرت قواك لي المنايا .. شكوت اليك ماصعنت إليا
بكيتك ياعلي بدر عيني .. فلم يغني البكاء عليك شيا
كفا حزنا بدفنك ثم اني .. نفضت تراب قبرك من يديا
وكانت في حياتك لي عظات .. وانت اليوم اوعض منك حيا
فيا أسفاً عليك وطول شوقي .. الا لو أن ذلك رد شيا
ولو سمع الردى مني نشيجي .. لما نزل الردى الا عليا
ألا من لي بأنسك يا اخيا .. ومن لي ان ابث كما لديا
طوتك خطوب دهر قد توالا .. لذاك خطوبه نشرا وطيا
أبا حسن مكانك في ضلوعي .. ودمعي يملئ الابد العتيا
إليك احن ماذرفت عيوني .. وذكرك مر في خلدي نجيا
يعذبنا البكاء متى بكينا .. وماعرف البكاء لكم سنيا
ولو كثر الدموع يرد ميتا .. لأرجعت الدموع لنا عليا
بروحك انني علقت روحي .. ولا زالت تضج اليك فيا
فخذها فابن صوحان عطيش .. ليروي من محياكم محيا
ألا من لي بأنسك يا اخيا .. ومن لي ان ابث كما لديا
طوتك خطوب دهر قد توالا .. لذاك خطوبه نشرا وطيا
ألا يا أوعظ الفصحاء نطقاً .. جزاك الله خذ بيدي مليا
أمثلك من يموت وانت ماء .. وكم روت الثرى قدماك ريا
جنائز أدمعي ندبتك حزناً .. وخرت في جنازتكم بكيا
أصلي فوق نفسي ذاك اني .. أنا الميت الذي حسبوه حيا
وعيني مصحفا لو جئت ناعي .. به أنعى الوجود الآدميا
تأسفت الحياة عليك لما .. رحلت وودعت بحرا نديا
ألا من لي بأنسك يا اخيا .. ومن لي ان ابث كما لديا
طوتك خطوب دهر قد توالا .. لذاك خطوبه نشرا وطيا
علي وروح صعصعة تلبي .. من البحرين يا قمر الثريا
أنا ساقي جيوشك ياوليي .. وخدمت جندكم شرف إليا
لأن وليتني فسواء عندي .. ساملأ كل ناحية عليا
هواكم يا علي شباب روحي .. وإن هرم الزمان بقى فتيا
وفي البحرين جرحك ياحبيبي .. اخاط الدمع منه مقلتيا
بنفسي من اعز الدين صدقاً .. ومن قد صدق الهادي صبيا
ألا من لي بأنسك يا اخيا .. ومن لي ان ابث كما لديا
طوتك خطوب دهر قد توالا .. لذاك خطوبه نشرا وطيا
هل لحت لي قمراً من الأفكار .. أم لحت لي فلكاً من الأقمار
أحرقتني من فرط ما ائتلق السنا .. من نار غيرك كثافة الأنوار
ما تبت منك وهل هناك غيمة .. علوية تابت من الإمطار
الحب شائك بيدراً لحقوله .. واختارني من أجمل الأطيار
من بيضة في القلب تفقس نغمتي .. وتصيح بإسمك صيحة الأخيار
لو لا هواك بزغرداتي لم يكن .. أحلى مناقير الهوى منقاري
هل لحت لي قمراً من الأفكار .. أم لحت لي فلكاً من الأقمار
يا جنة العشاق أي علاقة .. بك تيمت أرواحهم بالنار
قل لي بحقك أي سر للهوى .. خافٍ بلفظة حيدر الكرار
فإذا شدوت بها تصوف مزهري .. في عشقها وتبتلت أوتاري
قسماً بحبك ما تبقى مسرح .. للحب لم أطلق به قيثاري
شاخت على لحن السنين ولم يزل .. بين اللحون يعد في الأبكار
أحرقتني من فرط ما ائتلق السنا .. من نار غيرك كثافة الأنوار
يا نابذ الدنيا ليهلك أنها .. حفظتك بين جوانح الأبرار
وجزتك بالإقبال أكرم ما .. جزت بشراً تعهدها على الإدبار
يا ملعب الأقدار إن عزائنا .. في الدهر أنك ملعب الأقدار
أعليك يجترء الزمان وإنما .. لولاك بات من المحاسن عاري
وأبيت أن تزهو بنجمك شاشة .. إلا ودورك أشرف الأدوار
أحرقتني من فرط ما ائتلق السنا .. من نار غيرك كثافة الأنوار