|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 64346
|
الإنتساب : Feb 2011
|
المشاركات : 19
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
اذا اردتها فيمكنك الحصول عليها
بتاريخ : 16-02-2011 الساعة : 09:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
السعادة
اين يكمن السر في سعادة المؤمن وثباته على الرغم من ما تلقيه عليه الدنيا من هموم ومصاعب ؟ وكيف يتلقى كل هذه الضربات الموجعة في حياته من دون تذمر ومن دون التفتيش عمن يلقي اللوم عليه ويحمّله مسؤولية رداءة الوضع كما هو حال معظم الناس؟
الجواب في كلمتين :
الرضا والتسليم
الرضا بما كتب الله وبما حكم لنا ,والتسليم بان الله هو اعلم بما هو خير لنا ولا يمكن ان يمنع او يعطي الّا بما تقتضيه مصلحة العبد,وهذا وحده كاف لأن يلقي عن كاهل المؤمن عبء التفكير في ما سيجري اذ انه اوكل امره لله وقبل بقضائه ووثق بقراره !!!
ولعل الوصول الى درجة الرضا بحكم الله تتطلب ايمانا قويا وبصيرة نافذة تجعله يرى ما وراء هذه الدنيا فيرى نتائج الاعمال, وعوض الحرمان ,وثواب المرض والابتلاء .
لا احد منا يتمنى المرض لنفسه او يفرح لفقدان عزيز ولكن المؤمن يعلم بأن مرضه الذي اقعده في المستشفى لستة اشهر او حرمه من متابعة حياته بشكل طبيعي هو في ظاهره مرض ينقضي بعد فترة اما بنهاية العمر او بالشفاء الاّ ان نتيجة هذا المرض باقية وخالدة .
فالظاهر مرض والباطن اما كفارة لذنب ارتأى الله ان يحاسبه عليه قبل انتقاله الى دار الآخرة ولأن عذاب الدنيا مهما عظُم لا يساوي شيئا امام عذاب الآخرة .
واما ان الله اراد لعبده هذا ان تكون له درجة في الجنة لا يبلغها الّا بابتلائه بصحته...........
ولذلك من ينظر الى ماوراء البلاء يخف عنه العناء ومن يرضى بما قسم الله له يرضيه الله في آخرته ويُسهل عليه امور الدنيا
اما التسليم فهو الاصعب وهو ان يُسلّم امره وامر عياله وامواله وكل ما يهمه لرب العالمين بكل ما تحمله الكلمة من معنى فلا يأبه لما يصيبه في حياته ولما يواجهه من اهوال ومصاعب .
والتسليم بحد ذاته يتم بشرطين يُكمّل احدهما الآخر الاول ان يعلم الانسان انه جاهل لما هو الخير الحقيقي له ولعياله واحواله مما يدفعه الى التفتيش عمن يمكن الاعتماد عليه والثقة به وهنا يأتي الشرط الثاني المكمل وهو الثقة بربه بل الثقة العمياء ان هذا الخالق لا يفعل الّا ما يراه خيراً لمخلوقه
وفي هذه المرحلة فقط يمكن للمؤمن ان يحسب كل ما يجري عليه في حياته هو خير له سواء اراد ام كره حصوله وعليه فان المؤمن لا يتأثر بما يجري عليه في حاضره ولا يقلق لما تخبئه له الدنيا من مفاجآت غير سارة اذ انه قد رضي بما هو عليه اليوم واوكل مستقبله المجهول الى الله. وهذا الاحساس بأن هناك من هو اعلم منا ويدبر لنا امورنا يبعث في نفوسنا السعادة والاطمئنان
وتلك هي النفوس التي يخاطبها الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة الفجر :يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
|
|
|
|
|