(المؤمن بنيان الله تعالى في الارض .. فما جزاء هادمه؟)
بتاريخ : 29-06-2009 الساعة : 08:52 PM
(المؤمن بنيان الله تعالى في الارض .. فما جزاء هادمه؟)
إن حق المؤمن على المؤمن مستمد من نظرة كونية عميقة لهذا الوجود .. فما دام العبد قد انتسب الى الرب المتعال ، فإنه يصبح موجودا إلهيا يتمتع بالحصانة الإلهية المعطاة للعبد .. ومن المعلوم ان التعدي على صاحب الحصانة إنما يعتبر تعديا على من أعطى له تلك الحصانة
..
إننا لا نعني بالمؤمن هنا هو ذلك الذي يمتلك أعلى درجات الإيمان ، وإنما نعني به ذلك الذي يكون بمستوى مقبول من مستويات الانتماء الى الشريعة ، وهو الذي بنى أمره على اتباع الدين ، وإن خانته الإرادة في مرحلة من المراحل .. ولو جعلنا المراد بالمؤمن في كلمات القرآن والحديث : تلك الطبقة العالية من المؤمنين ، لما بقي لتلك الكلمات من مصداق
ان الذي يساعد على انتهاك حقوق المؤمن : عدم امتلاك هذه النظرة الإلهية نتيجة لتكرار التعامل معه ، ومن المعلوم أن المعاملة المتكررة تذيب الجانب الرسالي في الجانب الشخصي .. فيتعامل أحدنا مع المؤمن ناسيا انتمائه للرب المتعال ، وهو الذي لا يرضى بوهن عبده .. ومن هنا كان الحق سريع الانتصار له ، وخاصة اذا كان ممن لا ناصر له غيره
للمؤمن على المؤمن حقوق في أبعاد مختلفة .. فمنها البعد المادي : إذ أن مسألة المواساة بالمال وتفريج الكروب ، من اعظم سبل التقرب الى الله تعالى ..فترى القرآن الكريم يقرن الصلاة - وهي عبادة فردية - بالزكاة وهي عبادة اجتماعية.. ومع انفصال كل عن الآخر ، لا يعطي كل منهما ثماره كاملة.
ومن الحقوق هو الاهتمام بالبعد النفسي .. فنحن نعلم أن الأذى النفسي والاضطراب الباطني ، من أهم المشاكل التي تعيق العبد عن التقدم في المجال الدنيوي والأخروي.. ومن هنا كان تفريج همّ المؤمن - ولو بشطر كلمة - من موجبات انتشال ذلك الإنسان من هاوية مدمرة.
**
نظرا لان تفريج همّ المؤمن مرتبطة بعالم ما وراء البدن ، فإنه يلزم على من يريد أن يتصدى لهذا الجانب ، أن يسعى لتكوين خبرة عالية في هذا المجال.. فإننا نلاحظ هذه الأيام ، مدارس نفسية مختلفة لاكتشاف البواطن ، وتقديم الحلول ، وهي وان لم تكن مصيبة في كل أبعادها ، إلا أنها تعين صاحب الفكر على أن يعطي سعيه الفطري الطبيعي ، بعدا أكاديميا.
ليس هناك ما يمنع شرعا وعقلا ، آن يبحث الإنسان عن هموم الآخرين بدلا من انتظار مراجعتهم له.. فإن البادئ بالإحسان خير من المجيب بعد الطلب .. فإن رأى الإنسان علامة من علامات الاضطراب السلوكي في أخيه المؤمن - وخاصة اذا كان من الأرحام – فعليه التعجيل بدراسة الحالة ، واجتثاث جذور الفساد قبل استفحالها.
ينبغي الحذر التام عند معاشرة الذين لديهم درجة من درجات الحساسية ، وسرعة التأثر ، وخاصة في مجال التعامل مع النساء .. فليس كل إنسان يعيش حالة المنطقية والعقلانية في حياته.. فالعاقل هو الذي يلحظ الخصوصيات الفردية لكل واحد منهم عند التعامل معهم ، ولا يقيس الجميع بمسطرة واحدة.
من حقوق المؤمن على أخيه : حفظ كرامته الاجتماعية .. فإن الشارع المقدس حرم الغيبة - رغم تحقق العيب - لانه لا يرضى ان ينشر ما يسيء الى سمعة المؤمن .. إذ أن للمؤمن حالات متفاوته ، فقد يزل قدمه في مرحلة من المراحل .. وعليه فلو شهر الإنسان عيب أخيه في مرحلة من مراجل الضعف ، فقد كسره ، بما يجعله لا يرجع الى صوابه عندما يتأكد السقوط الاجتماعي على كل حال.
***
إن نشر فضائح الآخرين - وخاصة مما لا يتوقع منهم ذلك - مما يسيء الى الخط الإيماني .. وبالتالي ، قد يوجب حالة من الارتداد عند البعض ، عندما يرى مثل تلك الأخطاء ممن له سابقة في طريق الاستقامة .. فالحل في هذه الحالة هو إعانته على الخروج مما هو فيه ، لئلا يكون انحرافه ذريعة لانحراف الآخرين.
ماأروع درر الشيخ الكاظمي فأنا من أشد المعجبين بمحاضراته واسلوبه الشيق في الإلقاء
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى
تحياااتي نور...
احسن الله لك سيدتي نور المستوحشين ام زهراء
نعم سيدتي ان الشيخ حبيب من اهل العرفان ومحاضراته تصب في نقاء الروح وانا اخترت هذه المحاضرة عسى يفهم من لم يفهم معنى الانسان المؤمن وماهية درجته عند الله تعالى وياتي احد يحاول يهينه لاجل شيء بسيط ويرد ان يسقطة امام المجتمع الذي يقدره وكانت المشاركة لها اسبابها لذلك لم يمر بها غيرك انت لانك تحملين روح الايمان وطاعة الاولياء وهذه هي آثارها عليكم , إن وجود البركة والتأثير في الآثار المنتسبة إلى أولياء الله تعالى ، مما يؤكده القرآن الكريم أيضاً ، إضافة للسنة والواقع المشهود في حياة الأمم السابقة ..فقد ارتد يعقوب (عليه السلام) بصيرا عندما ألقى البشير ( القميص ) على وجهه ..وقد جعل السكينة في التابوت وهو ( الصندوق ) الذي وضع فيه موسى (عليه السلام) عند إلقائه في النيل ، ولشرافته حملته الملائكة ، وقد قال الحق تعالى: { ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة }.. بل أن السامري أخذ ( قبضة ) من أثر الرسول ، فكان له من الأثر ما كان ..فما المانع من شرافة القبور التي تضم أجداث خواص خلق الله سبحانه ؟! ، بل إن البركة فيها أوضح ، إذ التابوت حوى بدن نبي - لفترة قصيرة - وهو رضيع لم يبلغ الحلم ، خلافا لمضاجعهم الطاهرة التي صارت مختلفاً للملائكة صعودا وعروجاً كما تشهد به النصوص ، ومركزاً للكرامات الباهرة كما تشهد به الوقائع جيلا بعد جيل .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ الفاضل مرتضى العاملي
ما تطرق اليه المحاضر الكريم هو عين كرامة الانسان
التي كرمها له الله سبحانه وتعالى
لان المعروف عنه ان الانسان خُلق حرا
لكن النظره الاستعلائيه للبعض هي التي تقذف
بكرامة الانسان نحو الدونيات كأمثال التكبر والغطرسه
وما الى ذلك ,
استاذي الكريم كل ما هو آت من عندك فهو يدل على
نبع المعرفه والادراك والمستوى الرفيع الدال على
خُلقك الكريم
فشّرفك الله وأعلى مقامك الكريم
وتقبل تواضعي بين يديك الكريمتين
الاستاذ الفاضل مرتضى العاملي
ما تطرق اليه المحاضر الكريم هو عين كرامة الانسان
التي كرمها له الله سبحانه وتعالى
لان المعروف عنه ان الانسان خُلق حرا
لكن النظره الاستعلائيه للبعض هي التي تقذف
بكرامة الانسان نحو الدونيات كأمثال التكبر والغطرسه
وما الى ذلك ,
استاذي الكريم كل ما هو آت من عندك فهو يدل على
نبع المعرفه والادراك والمستوى الرفيع الدال على
خُلقك الكريم
فشّرفك الله وأعلى مقامك الكريم
وتقبل تواضعي بين يديك الكريمتين
احسن الله لكم سيدي الفاضل على تعقيبكم المشرف والمشرق وعلى اطرائك الكريم بحقنا وانتم كذلك سيدي الفاضل من اهل المعرفة فونون الكلام الطيب زاد الله علما ورزقا حلال طيبا ان شاء الله واحب ان اعلق على مقدمتك الرائعة في ما يصيب الانسان من تسافل في العمل والتكبرإن الوظيفة الأساسية للعبد أن ( يترك ) التسافل والإخلاد إلى الأرض ، بترك موجبات ذلك ، ولا يحمل بعد ذلك ( هـمّ ) التعالي والعروج ، إذ المولى أدرى بكيفية الصعود بعبده ، إلى ما لا يخطر بباله من الدرجات التي لا تتناهى ..إذ هو الذي يرفع عمله الصالح - على تفسيرٍ - لقوله تعالى: { والعمل الصالح يرفعه }، وبارتفاع ( العمل ) يرتفع ( العبد ) أيضا ، لأنه القائم بذلك العمل الصالح ، وقد عبّر في موضع آخر بقوله تعالى: { ورفعناه مكانا عليا } .
موفق لكل خير اخي السعيد الهادي الكريم
لكم تقديري وخالص دعائي