العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية مصحح المسار
مصحح المسار
عضو فضي
رقم العضوية : 71598
الإنتساب : Mar 2012
المشاركات : 1,992
بمعدل : 0.43 يوميا

مصحح المسار غير متصل

 عرض البوم صور مصحح المسار

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
Icon1 من خروتشوف الى عالية نصيف.. القندرة في ملعب السياسة
قديم بتاريخ : 26-03-2013 الساعة : 10:30 PM


من خروتشوف الى عالية نصيف.. القندرة في ملعب السياسة ... منقول


يبدو ان "اخيل" بطل الالياذة الاغريقية لكاتبها الشاعر الاعمى هوميروس، لم يكن يرتدي حذاءً. والا كيف اصيب في كعبه وقًتل، وصارت الواقعة مضرب الامثال للتدليل على موضع الضعف في الجسد البشري وفي غيره. فلم يكن لدى اخيل الذي لا يقهر سوى نقطة ضعف واحدة: كعب قدمه. هنا دخل الحذاء التاريخ ولكن بوصفه مخلوعا وليس ملبوسا ثم مخلوعا لرشق احدهم.
انه الحذاء او "القندرة" والأخيرة مستعارة من التركية. وما يُلبس بالأرجل ويُنتعل بها يسمى بالعربية "حذاء" أو "خف" أو "نعل". وفي مصر تسميات مثل الشبشب والجزمة، وفي سوريا الصرماية وتشترك مع العراق في مفردات الشحّاطة والقبقاب والقندرة والحذاء، اما الزنوبة والجوتي ففي الخليج، اضافة الى مفردات السباط والوطي.
اللافت ان الحذاء يرتديه ادنى عضو في الجسم البشري أي القدم، ولكن الحذاء لا يستهدف حين يقذفه احدهم سياسياً سوى اعلى الجسم البشري: الرأس. ومثل أي شئ يتسيس يسير الحذاء عكس وظيفته: من الثرى الى الثريا.
للقندرة سيرتها السياسية عالميا: فرئيس الاتحاد السوفياتي السابق نيكيتا خروتشوف اندقت قندرته على منضدة الامم المتحدة، ورفعها من الادنى الى اعلى مكان يجلس اليه مستهدفا رأس الرأسمالية حينها والامبريالية، امريكا. بيد ان القندرة لم تكن مصدر احتجاج لدى السيدة الاولى (سابقا) في الفلبين اميلدا ماركوس. بل كانت مصدر احتجاج مواطنيها فهي كانت تمتلك اكثر من3400 زوج من الاحذية اكتشفت عندما هربت عائلتها الى الخارج 1986. اضافة الى متحف الاحذية لدى العديد من زوجات الرؤساء المخلوعين.
عراقياً تغذّت القندرة من سلّة الاحتجاج. اذ ردد المتظاهرون ضد معاهدة بورت سميث بين الحكومتين العراقية والبريطانية عام 1948 اهزوجة تقول: نوري سعيد القندرة .. وصالح جبر قيطانه". بما سمي بوثبة كانون, وعندما عاد نوري السعيد وسيطرت الحكومة تبدل الهتاف بــ"نوري سعيد شدة ورد وصالح جبر ريحانة"!!
في العهد البعثي ظلت مفردة القندرة تستمد رمقها من فظاعة مستشرسة، وثمة عنصر اخر استرخى لان مسؤولي الدولة تكفلوا بتمثيله اسمه الانحطاط: اذ تلفظ صدام حسين، مفردة القندرة جمعاً لكنه كان جمعا ناقصاً باللفظ" القنا.." منتقصا على شاشة التلفزيون من الايرانيين لما رفضوا قبول وقف القتال اثناء حرب الثماني سنوات "سنضرب على رؤوسهم بالقـنا.. خلينه انقول بالقنابل حتى يقبلوا الصلح". اما وفد صدام في القمة العربية التي طالبته بالانسحاب من الكويت والاعتذار عن غزوه لها العام 1990، فلم يجد اعضاؤه غير الرد على بعض الوفود الخليجية بالصحون والقنادر والشتائم. وصدام نفسه قد قال للقاضي في المحاكمة بعد سقوط نظامه "أي حكم بالإعدام على قندرتي". وسبق له ان كان يردد: "هذا الشعب كان حافي وأنا لبسته القندرة".
وقد شاهد الناس على الفضائيات، بعد سقوط نظام صدام، أحد مسؤوليه وهو يرفس بحذائه- او بسطاله- شخصا مقيدا من يديه. كما شاهد العراقيون سابقا حين رُسمت صورة بوش الأب إبان التسعينيات على مدخل بوابة فندق فلسطين لتداس بالأحذية.
حضر الحذاء ايضا في سقوط صدام عام 2003. اذ عرضت الفضائيات رجلا يضرب صورة صدام بفردة حذائه, وكذلك عشرات الناس وهم يضربون رأس تمثال صدام في ساحة الفردوس بالأحذية.
في عهد ما بعد صدام لم تبخل القندرة بحضورها سياسيا. فرئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني لم يعجبه مشروع قانون تقدمت به مجموعة من النواب فقال لهم تحت قبة البرلمان: "أي قانون لا يتوافق مع الإسلام نتعامل معه بالقندرة ، سواء توافق مع الديمقراطية أو لا يتوافق".
وحين دخل إياد علاوي الى مدينة النجف استقبله أهالي المدينة بالقنادر التي أمطرت عليه من كل جانب قبل يفر هاربا، ولوحق بوابل من شتى أنواع الأحذية بعدها، ويبدو ان القندرة ظلت تلاحقه ففي ظل ازمة نائب الرئيس المحكوم بالإعدام طارق الهاشمي، اوردت تقارير صحافية ان علاوي اتصل هاتفيا بابنة الهاشمي كي يخبرها بان يضع الاخير "خريط ميسون الدملوجي تحت قندرته".
عربيا شهدت البرلمانات مسرحيات كثيرة بطلتها القندرة: اذ هدد النائب المستقل طلعت السادات، في زمن حسني مبارك، النائب أحمد عز، رئيس لجنة الخطة والموازنة: إنت إزاي تكلمني كده، دا أنا أضربك "بالجزمة"، وهمّ برفع حذائه على عز لكن النواب منعوه. اما البرلمان الكويتي فشهد يوما خلافا للنائب وليد العصيمي الذي قاطع رئيس البرلمان الاسبق احمد السعدون قائلاً: "إذا تحدثت مرة أخرى راح أحط القندرة على رأسك". ثم تكاثرت القنادر اللفظية لاحقا في البرلمان الكويتي. اما في برلمان الاردن وعلى خلفية اختلاف الآراء حول قانون يتعلق بأسعار المشتقات النفطية، فان احد النواب لم يلجأ الى القندرة، وانما سحب مسدسه بوجه نائب معارض له.
ولم يسلم احمد الجلبي من الرشق بفردة حذاء ففي مؤتمر ببيروت حول البحرين وبينما كان ينتقد الاستعانة باطراف خارجية لاضهاد شعب البحرين، ذكره احد الحاضرين بالدبابات الامريكية ودورها في تخليص العراق من نظام صدام قبل يقذفه بفردة حذاء، وثمة من يسأل اليوم عن مصير هذا الرجل وهو مصري..ربما يكون من اشد المتحمسين للنظام الجديد في القاهرة.

لعل الحادثة الاشهر هي رشق الرئيس الامريكي جورج بوش عند زيارته بغداد في 14 ديسمبر/كانون الثاني 2008 عندما رشقه صحفي عراقي (منتظر الزيدي) بالحذاء. وسميت تلك الهجمات القندرية بهجمات الرابع عشر من ديسمبر كناية ساخرة عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
حوادث الضرب بالاحذية تكاثرت بعد حادثة رشق الرئيس الامريكي جورج بوش الابن من قبل صحفي عراقي. فلاجىء سوري في مصر توجه للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقذفه بحذائه فيما كان نجاد ذاهبا للتقارب المذهبي.
لكن صحافيا عراقيا اخر هو سيف الخياط رشق الزيدي بفردة حذائه في باريس في مؤتمر صحفي بدار الصحافة العربية، ومن الطريف أن كلا الحذاءين لم يصيبا المرمى, فلا حذاء الزيدي أصاب بوش, ولا حذاء الخياط أصاب الزيدي. اللافت ايضا ان الزيدي لم يعد يذكره احد بعد ان ناصر نظام بشار الاسد اثناء الاحتجاجات القائمة ضد نظامه. لم يعد احد يعرض شراء حذائه ولا احد يعرض عليه تزويجه احد بنات عشيرته، خصوصا بعد ان تزوج احدى المذيعات اللبنانيات.
بعد حادثة الزيدي انتقلت عدوى القنادر الى امريكا اذ قام أحد الأمريكيين ويدعى ستيفن ميليز برمي الحذاء على مدير عام مؤسسة النقل في مدينة نيويورك اعتراضاً على زيادة الرسوم في الحافلات وقطارات الأنفاق. ثم جاء ياسر السامرائي الذي ضرب بول بريمر بالحذاء في لندن.
اما اخر فصل من الملحمة القندرية فكان رشق البرلمانية عالية نصيف بحذائها راس رئيس كتلة العراقية في البرلمان سلمان الجميلي، وتقول ان احدهم عرض مبلغ عشرين الف دولار واخر بحدود الثلاثة ملايين ملايين.
للحذاء ايضا سيرة ادبية ايضا في ارض السواد. كانت قندرة ابي قاسم الطنبوري من اشهرها. وقبل عقود قذف الشاعر الساخر الملا عبود الكرخي أحد عملاء الاحتلال الانكليزي ولكن باللفظ قائلا: هاك أخذ مني نعال .. يا ربيب الاحتلال. كما قال "لسعته لسعة عقربه... شيل قندرتك و اضربه". وللشاعر محمد مهدي الجواهري قصيدة في رثاء أحد الشهداء قبل عقود ايضا :وانك أشرف من خيرهم... ونعلك من خدهم أكرم. ويقول الكاتب العراقي الساخر خالد القشطيني ان احد العراقيين اصدر مجلة في لندن قبل سنوات بأسم "الحذاء"، ويروي ان معركة بالقنادر جرت بين الاديبين بلند الحيدري ونجيب المانع. كما يروي غيره وقائع اخرى عن ضربات تلقاها اديب اصبح سياسياً.
قد يفرك البعض يديه متلذذاً ومنتقصاً من قيمة العراقيين بحكم احتكامهم الى الحذاء في المنازعات. لكن العراقيين اول البشر الذين لبسوا الحذاء بحكم تحضرهم. وحكايات حذاء قاسم الطنبوري دليل. وهم اول من منحوها منصة انطلاق للدخول في مسبح السياسة، وهم ايضا من سيردعون الحذاء حين يعلو اكثر من الرأس.

توقيع : مصحح المسار
إلى أمي وأبي فـــــــــي ســِــفر
العطاء والعطف والحـــــــــنان
صفحة تتجدد وتُمجّــــــدوبِــــر ٌ
على الموعد؛؛؛ لكم مني ...
تحـــــية ومــــــودة وســــــــلام
من مواضيع : مصحح المسار 0 قصيدة (( سامرُنا رمضان)) تقبل الله صيامكم وقيامكم
0 صيدتي المتواضعة في ذكرى أربعينية الحسين ع سفينةُ الفوز
0 ومضة حسينية
0 **قصيدة (( يم جف عباس المكطوعة)) بعامية أهل العراق**
0 دليل أحزان ... قصيدة في ذكرى محرم الحسين عليه السلام
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 03:33 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية