[عاشقة النجف]

بسم الله الرحمن الرحيم ..

اللهم صل على محمد وال محمد..

.................................................

من علياء السماء نفحات تذال على القلوب ,,
فهناك من كتبت له الزيارة وذهب حيث النور المتجلي وهناك من ينتظر الدور ـــــ!
من ذهب فقد رأت عينه الشمس اللتي انارت خراسان ..
ومن لم يذهب دعوات الروح عند السحر تعتلي كي يرزق زيارة المولى ,,

.................................................

حين تبهت صبغة الحياة ,, تتخلى الروح عن امالها , تبتعد النفس كل البعد عن عالمها ..ــــ
تعلق القلوب على ماقيها حسرات , ويضج الجسد البالي من فرط الابتعاد ..ـــــ
وهناك , ..!
ترتحل الروح مع الجسد
فهاهي تهوى الوصال لتزيح ظلمة الزمن عن روح العاشق ..
تشتد الرحال , فلايحس الجسد بان هناك ماينقله , ويهوى لو ان الارض تطوى بين ارجله
فقد بُشّر بزيارة علي .. علي .. نعم انه علي بن موسى الرضا ثامن الحجج والسلطان الكريم ,,
سنحل ضيوفا عنده فما اروح رحلة الروح مع الجسد حيث يكمن سيد العمر ؟
نتخذ من كل الوسائل طريقا لنصل ..
فهناك من يطوي المسافه فيحجز كرسي في طائرة ,,
وهناك من لايجد الفرصه لكثرة الزوار فيغلي حتى يصل وببركة المولى يجد كرسيا في قطار فيركب ويبدء المسير من قم المقدسة ,,

تسير العجلات .. فتسبقها نبضات القلب لتعانق المنارات اللتي تنير مدينة مشهد المقدسة ..

تمضي ثم تمضي ... ساعة تلو ساعة والروح يشتد بها الشوق , يكويها الاحتراق ..
وحين تصل الى 16 ساعة...
نكون قد وصلنا الى المحطة الرئيسية في مشهد .
يترجل الزوار , يبدء الكل بالخروج من القطار ,

ها قد مرت ال16 ساعه,,
عبرت سريعا دون ان تنظر الى ورائها فقد طوت نفسها لتصل الى حرم الاطمئنان ..

ومن نقطة الانطلاق يتوجه القلب الواله فتحمله السيارة حيث يهوى ,,
الافكار تتزاحم , نبضات القلب تجري بل تهرول دون توقف , تنشد لقاءا تاقت له منذ زمن وهاهي تقترب ,,

من بعيد تلوح النفحات

رمقة تكفي لأن يطأطأ الرأس ليبين ان الوصول قد اقترب !

تقترب السيارة ,, تزيد الدقات سرعة ,,

تقترب اكثر فاكثر ,, والروح تهوى عناق تلك القبة اللتي انسابت عليها اشعة الشمس
فاصبحت انسياباتها ترسم جمالا اخاذا اسر الكيان ..

ها قد لاحت قبة علي بن موسى ,,
من ناحية الباب الرضوي
لكن من هنا تدور السيارة لتذهب حيث الباب اللذي يكون من الجهة الثانيه ..
فالدخول من هناك له معنى اخر ,,
لكن لم؟؟
حين نصل سنعرف السبب ..

[عاشقة النجف]

تصل السيارة ,,
تتخلى الروح عن كل متعلقاتها ,,
تمتزج الافكار ترتعد الفرائص ,
تكبير يتبعه تسبيح

فها قد اتجه القلب الواله واصبح على طريق الدخول .,,

من بعيد تلوح المنارة ,,
من ناحية باب الجواد , الجواد وحيد علي بن موسى ,,
الدخول من هنا لهُوَ شعور اخر
فكي تدخل لتزور الاب دع دخولك من الباب اللتي تسمى باسم ابنه
وضع بين يديك وسيلة القبول اعز واقرب شخص لدى من تزوره ..

تقترب الخطوات ,
تنهمر الدموع , دموع الاشتياق تمتزج مع دموع الامتنان اللتي تخالطها دموع الخجل ...
تحوط الروح دوامة المشاعر اللتي اصبحت ترتجف قبل الدخول ..
وتلك الريح الهادئه والنسم العليل اللذي يحوط المكان اصبحت تصيغ سلاما قبل الدخول
فها قد قدمت عليك مولاي ياعلي بن موسى الرضا ,,
اادخل يبن رسول الله ؟
اادخل يبن امير المؤمنين ؟؟
اادخل يبن فاطمة الكبرى ؟؟

تتمتم كل الشفاه باذن الدخول ,
تهمس بالطلب بان يسمح لها بالورود على حرم المولى ..
يدمع قرص الشمس
يترائى الكون بين يدي علي بن موسى

ندخل من باب الجواد عليه السلام..
وهنا ,,
تغادر الروح,.,
تعتلي حيث القباب
تهيم في علياء صاحب المكان .,

فصحن الحرية ( صحن ازاد ) يمتد فيه النظر الى ماشاء الله
فيحير في روعة التصميم ودقة النقش , وجمالية الذوق ..
فكل هذا الجمال من علي بن موسى اكتسب وجوده ,,
فاي طاهر انت سيدي ؟؟
ام اي مولى انت ياعلي بن علي ؟؟

النظر يسرة ..

ثم امام

ثم يمنة ..

فجمال يسوق جمال ..
روعة تحوط روعة ..
تهت فيك مولاي , ذبت فيك سيدي , سبحت روحي عند جلال روعة وجودك ياسلطان خراسان ..

[عاشقة النجف]

تسير الخطوات ,,
تتقدم الى الامام ..
فيصادفنا من جهة اليمين صحن القدس ..
ومن يدخل هناك سيرى جمالية اخرى وصورة ثانية من جمال مرقد علي بن موسى عليه السلام ..

نترك هذا الصحن على يدنا اليمنى , ونتقدم فنمر على مسجد كوهرشاد وهذا ايضا له قصة جميلة حيث ان من بنته هي احد المؤمنات والنساء المعروفات في عصرها ووقفته لعلي بن موسى ..

نمر هنا وهناك .. ولم نصل بعد حيث من نهواه فكل هذا هو استقبال قبل الوصول لسلطان خراسان .. شمس الشموس ..

بعد الوصول الى هذه النقطه ..
يُرفع الرأس الى الاعلى
وآاه ماذا نجد في الاعلى ؟
قبة نوراء , تزهو كشمس تضيئ للنواظر ,,
فينحني كيان الزائر لا اراديا تقديسا وتعظيما لجلال المقام ..
ويصبح الكون كلألئ تزدان في حضرة علي الغريب ,,
نشيج بوح صافي يجوب الخواطر
حروف ترتقي حيث يكمن السيد والمولى ,,

فهاهي القبة الساطعة بنور علي واللتي تمتد جمالها من جمال علي

تتحرر الارواح هنا ..
تدخل الى الحرم الرضوي ..
فكل يذهب للباب اللتي تخصص له ـــ
يمكث ساعات وهو مبهور متلعثم باكي نائح ..
فهناك تعتلي اصوات الدعاء , يصعد النوح والعويل ,,
هذا تائب ذاك واله , هنا مشتاق هناك مكروب ....

حضور ليس كالحضور , وجود ليس كالوجود ,,
سويعات تقضى هناك كأنها لحظات , كيف يوصف الشعور اللذي يفقد الصواب ؟

تنتهي الزياره ,
نذهب لجولة قصيرة في ايوانات الحرم الشريف والصحون الطاهره ,,

تموج الزوار , تسبح الملائك .. ويلوذ الحمام حيث الامن الرباني هناك ..

يد المولى تحوط الزوار
يدهش الناظر مايوجد هناك ..
انها مشهد
نعم فهي مشهد الرضا , جنة العالم ,
يرتحل التفكير في طرق الصمت
وتتوشح الحروف بجلباب الخجل ..

الذهب يركع فيصبح خادما لعلي بن موسى الرضا عليه السلام ..
يزين المكان , فيبهر من راه

[عاشقة النجف]

براعة المهندسين اللتي كللتها بركات مولاهم فعلا ظهرت وصاغت اجمل فن ..

نترك هذا الصحن الاكثر من رائع
لنتوجه الى صحن اخر ..

حيث نجد هناك طريقا الى اكثر من صحن ..
فالصحن الاول ان دخلناه سنجد به الجهة الثانيه من المرقد الشريف

بل وفيه الباب الرئيسيه للدخول الى الضريح المطهر حيث يرقد حبيب الزهراء ,, وابو الجواد عليهم السلام ..

ومن هذا الصحن الشريف يبدء الخدمه في كل يوم بالتنضيف ثم يتجهون الى المكانات والاقسام الاخرى ..

يصطف الخدم بنظام قد اعتادوا عليه , والخجل يكللهم , يطأطأون الرؤوس وينحون احتراما امام مولاهم.
ثم يبدء احدهم بالقاء حروف تتغنى بالسيد الاروع ,

ثم يكمل البقيه بعده بانشودة خاصه تقرء كل صباح ,

الجدير بالذكر ان كبار الخدم هم من اصحاب الشهادات العليا والمراتب الكبيره في الدولة واغنياء المناطق الايرانية ,,

[عاشقة النجف]

حين يكون الوقوف بين يدي المولى ,,
تعرج الارواح , تبتهل الا العفو يارب ,

انين ثم بكاء ثم شروع بالتنضيف للتبرك والخدمة لحفيد المصطفى صلى الله عليه واله ,,

يبعث الكلام شجى في الروح
يبث في القلب انينا وعويلا
يشدك كلك لكي تنصت

ومايستقبلهم هو شباك سمي بشباك المراد او شباك الجواد
فكل من لديه حاجة يتوجه هناك ويتوسل بابواب الله المفتحه ان تقضى حوائجه ..
فكل زائر لايعود من علي بن موسى الا وقد ملئت ايادية من كرم هذا الامام الذي سجيته الطيب والعطاء ..

ثم نخرج من باب اخرى ,,
لنتجه حيث رواق الهداية ..

رواق الهداية هو الطابق اللذي يوجد تحت الارض(زيرزمين ) , له مداخل عديده حيث يفتح من صلاة الصبح الى الساعه العاشرة ليلا وفيه ممرات تسهل العبور بين الصحون بسرعه وبدون زحام ..
يحوي اماكن للعباده خاصه للرجال والنساء .
اماكن للدراسة للطلبة وما الى ذالك ..

للايام همسات مذالة من على خد الايام ..

نسجت للكلمات ملكوتا

واوحت للنقاط بان تطرز المعاني
فهي تحل عند علي ثامن الانوار ,,

هدوء عجيب ..
تمتلك روح اخرى حين تدخل في هذا الرواق ..
وفي نصف المطاف تجد اقرب نقطة توصلك لقبر المولى تحت الارض ..
امان في امان .. اطمئنان في قلب اطمئنان ,,
سكون , ابتهال , دعاء , ومناجاة ..
جميعها تترائى امام عينك وتشعر بها الروح حين الدخول هنا ..

نزديكترين مكان به مضجع شريف حضرت علي بن موسى الرضا عليه السلام ..
هذا ماكتب في الاعلى عند تلك النقطه ..
ويعني : اقرب نقطة من المضجع الشريف لحضرت الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام..

اعمدة اعتلت , زخارف نقشت باجمل الالوان , كلمات خطت من اروع الحروف
يبتهج من يصادف ذاك المكان ,
يحير في الهيبة

نعود لنخرج من هذا المكان اللذي يأسر القلب بكل مافيه ..
بعد صلاة ركعتين هدية , ودعاء امتزج بابتهال شجي

[عاشقة النجف]

نعود لنخرج الى احد الصحون الاخرى في حرم الرضا عليه السلام ..

فنرى بهاء المنظر
قبة تلوح مع منارة اعتلت فباهت السحاب والسماء

في كل زاوية من المكان يكمن جمال يشكل مختلف ..

يخيم الهدوء على المكان ,,
يأسر القلوب ,
يعتلي النهار ثم يبدء بالغروب
فتشعر بان هواء مشهد بدء بالبرودة من جديد

تسترسل الشمس ,
فتغيب عن مشهد خجلا ,
فيستعد الغروب ليقيم صلاة الوالهين بين يدي علي بن موسى الرضا ..

[عاشقة النجف]

كل الفصول تراها في مشهد ..
صبح ذو برد قارس
ظهر ذا حرارة تلسع
وحين يحل العصر نسمات الهواء تجدها ربيعا يتسلل الى القلب برقه ..
اماعند مجيئ الليل
فالجو يكون مختلفا تماما

انوار تزين المكان من كل الجهات ..
تشعرك بأنك في جنة ليست ككل الجنان ــــ
يسقط القلب دون جدال او عناد
فيشعر بنكهة اخرى للحياة

تمضي السويعات
فنقترب من فجر يوم جديد
نتجه للعودة الى السكن اللذي يجاور المرقد الطاهر
من جو الضريح في الداخل نظهر الى الخارج
لنرى هذه المرة سجادا ابيض فرشت به ارض مشهد

الاشجار اللتي كانت ترتدي لباسها الاخضر في العصر
اصبحت قبل الفجر بلباس النقاء والهيبه

وكأنها تستعد للصلاة ليؤمها سيدها اللتي جاورته

نودع الحرم الشريف ..
وهو في حلته البيضاء
بعد ان قدمنا عليه وكان بحلته الخضراء ..

تنتهي الزيارة ..
وتبقى الحروف على قصاصات الاوراق
تدون خواطر جميله
ترتمي الروح بين طيات الدفاتر
تستنشق عطر المكان اللذي استيطنته
علها تفقه ابجدية علي ..
اللذي هيّم الروح
.
.
.

الى هنا انتهت زيارتنا ..
اتمنى لكم امتع الاوقات ولمن زار نساله الدعاء
ولمن لم يزر بعد دعواتي له بالتوفيق للزيارة بعون المولى ..

تصوير , تعديل , تنسيق , اخراج وتقديم اختكم عاشقة النجفــــ..
................................

تقبلوا خالص التحايا.

[نور المستوحشين]

رحلة موفقة وزيارة مقبولة إن شاء الله

رزقنا الله واياكم في الدنيا زيارته في الآخرة شفاعته

تحياااتي نور ...

[آمالٌ بددتها السنونْ]

هل اُثني على العبارات ؟! .. هل امدح التصوير ؟!
هل اصف ماخالجني وانا
انتقل بين العبارات والصور؟!
لستُ ادري ,, مشوشةٌ انا
وهذا حالي عندما تكبلني المشاعر
الجميلة..
اختي الفاضلة عاشقة النجف ابدعتي
بكل صدق.. قلم وموهبه
تستحق التصفيق والوقوف احتراماً
نسأل المولى أن يحفظكم ويوفقك
ويسدد خطاكم... رحله رائعه جداً عشنها
في ربوع صفحاتك خالص شكري وامتناني
ولك مني أرق التحايا..

[Dr.Zahra]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
زياره مقبوله ان شاء الله
كلمات جميله عزيزتي وصور اجمل
وفقكِ الله

ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..