الغضب الرباني في فضح اكاذيب الالباني ح5:(انت سيد في الدنيا وسيد في الاخرة)
بتاريخ : 02-09-2013 الساعة : 04:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين ... ولا عدوان الا على الظالمين... وبعد
فهذه هي الوقفة الخامسة مع اكاذيب الالباني وتكذيبه لاحاديث النبي في حق ال البيت عليهم السلام واليوم عندنا حديث النبي في حق امير المؤمنين ( أنت سيد في الدنيا ، وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ، وحبيبك حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، الويل لمن أبغضك من بعدي.) والذي رواه جمع من مصنفي اهل السنة مثل:
1- الحاكم النيسابوري في المستدرك : 3-127
(( حدثنا ) أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكى ثنا أحمد بن سلمة والحسين بن محمد القتباني ( وحدثني ) أبو الحسن
أحمد بن الخضر الشافعي ثنا إبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسحاق ( وحدثنا ) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أمية
القرشي بالساقة ثنا أحمد بن يحيى بن إسحاق الحلواني ( قالوا ) ثنا أبو الأزهر وقد حدثناه أبو علي المزكى عن
أبى الأزهر قال ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نظر
النبي صلى الله عليه وآله إلى علي فقال يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله
وعدوك عدوى وعدوي عدو الله والويل لمن أبغضك بعدي *صحيح على شرط الشيخين * وأبو الأزهر باجماعهم ثقة وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح * ( سمعت ) أبا عبد الله القرشي يقول سمعت أحمد بن يحيى الحلواني
يقول لما ورد أبو الأزهر من صنعاء وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه
قال في آخر المجلس أين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث فقام أبو الأزهر
فقال هوذا انا فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس فقربه وأدناه ثم قال له كيف حدثك عبد الرزاق
بهذا ولم يحدث به غيرك فقال اعلم يا أبا زكريا اني قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة فخرجت
إليه وانا عليل فلما وصلت إليه سألني عن امر خراسان فحدثته بها وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته
قال لي قد وجب علي حقك فانا أحدثك بحديث لم يسمعه منى غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه *)
وكذلك رواه عبد الله بن احمد ابن حنبل في فضائل الصحابة 2-624: ( 1092 - حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قثنا أحمد بن الأزهر نا عبد الرزاق قال انا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال : بعثني النبي صلى الله عليه و سلم الى علي بن أبي طالب فقال أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة من احبك فقد احبني وحبيبك حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله الويل لمن ابغضك من بعدي ) وغيرهما كابن عدي والذهبي والقائمة طويلة .
وبكل بساطة قال الالباني في السلسلة الضعيفة : ان هذا الحديث موضوع ...!!!!
قلت :
بعد ان اصطدم الالباني - كسابقيه امثال الذهبي وابن الجوزي - بصحة السند وان كل رواته ثقاة ناقلا اقوال المصححين حيث قال : ( أخرجه ابن عدي (308/ 2) ، والحاكم (3/ 127-128) ، والخطيب (4/ 41-42) ، وابن عساكر (12/ 134/ 2-135/ 1) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر : أخبرنا عبدالرزاق : أنبأ معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
نظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى علي فقال ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط الشيخين ، وأبو الأزهر - بإجماعهم - ثقة ، وإذا انفرد الثقة بحديث ؛ فهو على أصلهم صحيح" !!
وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبدالرزاق سراً ، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة" .) انتهى كلام الالباني
فلم ير بدا الا يبحث له عن مخرج يخرجه من الازمة التي اوقع نفسه فيها حينما قال ان الحديث موضوع فجاء بحجج واهية ما انزل الله بها من سلطان سوف نردها تباعا باذن الله
وومن بين هذه الحجج هي: اولا : عدم تجاسر عبد الرزاق بان يحدث احمد والبقية بهذا الحديث : حيث قال مستندا الى كلام الذهبي : ( "قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبدالرزاق سراً ، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة" .)
اقول: وهذه طامة كبرى وقع فيها الذهبي وتابعه الالباني عليها حيث انكرا سنة النبي بلا دليل وبلا حجة ولذلك حذر العلماء الاوائل من هذا الخطر وهو التكذيب بسنة المصطفى ()
قال : اسحق بن راهويه : ( من بلغه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر )
قلت وقد اقر الاثنان بصحة الحديث وانه موافق لاصولهم ومع ذلك انكراه
و
قال السيوطي رحمه الله :
" اعلموا رحمكم الله أنَّ مَن أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم - قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول - حجة كفر ، وخرج عن دائرة الإسلام ، وحشر مع اليهود والنصارى أو من شاء من فرق الكفرة " انتهى.
"مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة" (ص/14)
الى غير ذلك من كلمات العلماء في هذا الصدد . فالحديث موضوع الكلام : صحيح الاسناد وفق مبانيهم ولكنهما مع ذلك انكراه انتصارا لرايهم المعادي لامام المتقين!!!
فبنى الذهبي حجته على (عدم تجاسر عبد الرزاق ان يحدث احمد وغيره بالحديث )
قلت فيه هذا امور:
1- ان فيه طعنا بعبد الرزاق - شيخ البخاري الم اتفق على وثاقته وضبطه وحفظه - لانه اتى بحديث موضوع لم يتجاسر ان يحدث به احمد
2- او انه طعن باحمد نفسه لانه لا يتحمل ان يسمع فضائل الامام علي عليه السلام ولذا خاف منه عبد الرزاق ولم يروه بمحضره وهذا اقرب لان الذهبي في اكثر من مورد رد فضائل البيت بهذه الدعوى : (
فتح الملك العلي - أحمد بن محمد الحسني المغربي - ص 58 - 59
وقد قال في حقه الذهبي أنه كان يعرف الأمور فلا يتجاسر أن يحدث بها ، سامح الله الذهبي يسمي التحديث بفضائل علي عليه السلام جسارة ، وقد وقع مثل هذا للحافظ أبي الأزهر النيسابوري فإنه لما حدث عن عبد الرزاق بحديث في فضل علي أخبر يحيى بن معين بذلك...الخ)
قلت وهل اوضح من هذا دليل على ان انكار الذهبي لسنة النبي في حق علي محض افتراء وتجن على السنة وكفر بها بلا دليل؟
3- ثم ان الذهبي يسال لاي شيء اخفى عبد الرزاق هذا الحديث عن الاخرين
قلت : الجواب واضح لان السلطات انذاك كانت تمنع من الرواية في حق ال البيت عليهم السلام وايما شخص روى ذلك رموه بالتشيع وسقطوه في عيون الناس ولعل ابرز من تعرض لذلك هو عبد الرزاق نفسه كما سنبين لاحقا.
4- اضف الى ذلك ان كثيرا من الروات على اختلاف طبقات اخفوا بعضا من الاحاديث تقية وخوفا من الخطر الذي قد يترتب على روايتهم لذلك
فهذا الراوي الاول عندكم وهو ابو هريرة يخفي احاديث النبي خوفا على نفسه من القتل اذ يقول : (
تذكرة الحفاظ - الذهبي - ج 1 - ص 35
ابن أبي ذئب عن المقبري [ عن أبي هريرة ( 1 ) ] قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وآله وعائين فاما أحدهما فبثثته في الناس واما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم )
فهل ستطعنون بابي هريرة ايضا وتتعجبون منه كما تعجبتم من عبد الرزاق؟
وهذا هو الصحابي الاخر حذيفة بن اليمان يخشى على نفسه من رواية بعض الاحاديث لئلا يقتل : (
المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 11 - ص 52 - 53
19889 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : خرجت أنا وعمرو بن صليع المحاربي ، حتى دخلنا .على حذيفة ، فإذا هو محتب ( 1 ) على فراشه يحدث الناس ، قال : فغلبني حياء الشباب فقعدت في أدناهم ، وتقدم عمرو مجتنئا ( 2 ) على عوده حتى قعد إليه ، فقال : حدثنا يا حذيفة ! فقال : عما أحدثكم ؟ فقال : لو أني أحدثكم بكل ما أعلم قتلتموني - أو قال : لم تصدقوني - قالوا : وحق ذلك ؟ قال : نعم ، قالوا : فلا حاجة لنا في حق تحدثناه فنقتلك عليه ، ولكن حدثنا بما ينفعنا ولا يضرك ، فقال : أرأيتم لو حدثتكم أن أمكم تغزوكم ( 3 ) إذا صدقتموني ؟ قالوا : وحق ذلك ؟ ومعها مضر مضرها الله ( 4 ) في النار ، وأسد عمان سلت ( 5 ) الله أقدامهم ،..الخ)
فهنا نلاحظ ان حذيفة يخفي الاحاديث خوفا من القتل او التكذيب
وهذا لا يعني انه لو التقى باحد الثقات المؤمونين انه لا يحدثه بل بالعكس فانه وقتها ان امن له يبثه الحديث ويعتبره جائزة وحضوة يحضى بها كما حدث لعبد الرزاق حينما التقاه ابو ازهر منفردا فحدثه بالحديث الذي نحن بصدد الكلام عنه ولذلك عقب الحاكم بعد ذكره للحديث وتصحيحه اياه بقوله : ( ( سمعت ) أبا عبد الله القرشي يقول سمعت أحمد بن يحيى الحلواني
يقول لما ورد أبو الأزهر من صنعاء وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه
قال في آخر المجلس أين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث فقام أبو الأزهر
فقال هوذا انا فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس فقربه وأدناه ثم قال له كيف حدثك عبد الرزاق
بهذا ولم يحدث به غيرك فقال اعلم يا أبا زكريا اني قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة فخرجت
إليه وانا عليل فلما وصلت إليه سألني عن امر خراسان فحدثته بها وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء فلما ودعته
قال لي قد وجب علي حقك فانا أحدثك بحديث لم يسمعه منى غيرك فحدثني والله بهذا الحديث لفظا فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه) { المستدرك : 3-128}
فابو الازهر اوضح سبب تفرده بالحديث وهو لقاؤه بعبد الرزاق في قرية بعيدة لوحده وقد خصه بهذا الحديث لوثوقه به وامنه منه بخلاف الاخرين الذين قد يعرضونه للخطر لوحدثهم بذلك , ولذلك ما كان من يحيى بن معين الا ان صدق به واعتذر اليه فلو كان تفرده بالحديث تهمة تجعل من الحديث موضوعا لكان اول الطاعنين هو يحيى بن معين فليس مثله من يداهن على الحق!!
5- الامر الاخر ان الرواي وهو ابو الازهر قد توبع على حديثه وهذا ما نص عليه الالباني نفسه وبهذه المتابعة ينتفي عنه وضع الحديث كما بين ذلك يحيى بن معين مصدقا لقول ابي الازهر. بوهذا ينتفي كلام الذهبي من ان الحديث موضوع بسبب تفرد ابي الازهر به وعدم تجاسر عبد الرزاق بروايته امام الملا.
تنبيه : سوف نرد في اخر البحث مسالة راي ابن معين في الحديث وتدليسات الالباني في حق صاحب المراجعات.قدس.
ثانيا : اتهام الالباني لعبد الرزاق ومعمر في وضع الحديث
ولما اندفعت شبهة الذهبي السابقة من خلال المتابعة من الثقات على هذا الحديث تحول الالباني في الاتهام الى شخصين اخرين وهما (عبد الرزاق الصنعاني) و (معمر بن راشد ) بان وضع الحديث كان من خلالهما فقال في السلسلة الضعيفة : ( قلت : فانحصرت العلة في عبدالرزاق نفسه ، أو في معمر ، وكلاهما ثقة محتج بهما في "الصحيحين" ، لكن هذا لا ينفي العلة مطلقاً)
ثم افرد كل واحد عن الاخر ووجه الى كل واحد منهما تهمة خاصة :
أ- تهمة معمر: قال الالباني : ( أما بالنسبة لمعمر ؛ فقد بين وجه العلة فيه : أبو حامد الشرقي ؛ فقد روى الخطيب بسند صحيح عنه :
أنه سئل عن حديث أبي الأزهر هذا ؟ فقال :
"هذا حديث باطل ، والسبب فيه : أن معمراً كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلاً مهيباً لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبدالرزاق في كتاب ابن أخي معمر !" .)
قلت : وللرد على هذا وجوه:
1- انه لم يثبت لمعمر اي اخ اصلا فضلا عن ابن الاخ - فليت الابلاني ذكر لنا ما اسم ابن اخيه هذا ومن هو ابوه وكيف مكنه معممر من كتابه؟!
2- ان هذا القول فيه تجن واضح على معمر بن راشد الذي هو من اثبت القوم في الرواية وخاصة عن الزهري وهو في هذا الحديث يروي عن الزهري قال المزي في التهذيب في ترجمة معمر : ( و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : معمر ، و يونس عالمين
بالزهرى ، و معمر أثبت فى الزهرى من ابن عيينة .) وياتي الالباني ويتهم معمرا في تثبته عن الزهري , اذ لو صح كلامه من ان ابن اخيه وضع الحديث كيف جاز لذلك الثبت ان يرويه من دون ان يتاكد منه؟!
و( و قال يحيى بن معين : و أثبت من روى عن الزهرى مالك بن أنس ، و معمر ، ثم
عقيل ، و الأوزاعى ، و يونس و كل ثبت) فاين راح تثبت معمر في هذه الرواية وفق راي الالباني؟
و ( و قال يعقوب بن شيبة : و معمر ثقة ، و صالح التثبت عن الزهرى )
فما ادري اين راح تثبته في هذا المورد؟!
ولذلك حاول الالباني ان يستدرك نفسه فقال : ( ولكني في شك من صحة ذلك ؛ لأنني لم أر من ذكره في ترجمة معمر ؛ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما . والله أعلم .)
قلت الا قاتل الله النصب والعداء .. رحت تقول ان الحديث موضوع ومستندك شيء انت نفسك تشك به؟؟!!
وقد رايت ايها القاريء الكريم ضعف هذه الحجة وبطلانها والتي بنى الالباني عليها القول بوضع الحديث.
3- ولما اسقط ما في يد الالباني قال: (( ثم رأيت الذهبي قد حكى ذلك عن أبي حامد الشرقي ، وابن حجر أيضاً ؛ لكن في ترجمة أبي الأزهر ، فقال الذهبي - بعد أن وثقه - :
"ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبدالرزاق عن معمر حديثاً في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل ، فقال أبو حامد (فذكر كلامه ملخصاً ثم قال) . قلت : وكان عبدالرزاق يعرف الأمر ، فما جسر يحدث بهذا الأثر إلا سراً ؛ لأحمد بن الأزهر ولغيره ؛ فقد رواه محمد بن حمدون عن ... فبرىء أبو الأزهر من عهدته" .))
قلت: احسن الالباني في هذا النقل , اذ ان اساس رفضهم للحديث هو عدم تقبل نفوسهم المريضة لفضائل علي بن ابي طالب عليه السلام لذلك رفضوا الحديث لا لحجة غير انهم لا تشهد قلوبهم بفضل علي عليه السلام ومن هنا اتضح ان كل رواية في حق علي لابد ان تكذب عندهم وان لم يجدوا حجة قالوا لا تتلائم مع قلوبهم : (( وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ))
ب - تهمة عبد الرزاق الصنعاني :
اما عبد الرزاق فقد اتهمه الالباني بعدة تهم وهي :
1- انه احاديثه من كتبه اصح من حفظه :
قال الالباني : (وأما بالنسبة لعبدالرزاق ؛ فإعلاله به أقرب ؛ لأنه وإن كان ثقة ؛ فقد تكلموا في تحديثه من حفظه دون كتابه ؛ فقال البخاري :
"ما حدث به من كتابه فهو أصح")
قلت : ان هذه ليست حجة في اتهامه بوضع الحديث لانه ليس مثل عبد الرزاق من يرمى بوضع الحديث وهو اوثق الناس عندهم . واما عبارة البخاري
فان البخاري لم ينص على ضعف رواية عبد الرزاق من طريق حفظه وانما قال (اصح) وكلمة اصح هي اسم تفضيل كما معلوم يقتضي الثبوت للطرفين المفضل والمفضل عليه فعنى البخاري ان حديث عبد الرزاق ان كان مكتوبا اصح من المحفوظ وكلاهما صحيح . فقلب الالباني الموازين واراد ان يوهم الناس ان عبارة البخاري تدل لعى ضعف حديث عبد الرزاق المحفوظ وقد ثبت من غير وجه من انه احفظ اهل اليمن واحفظ من اهل البصرة كلهم انذاك.)
2- التهمة الثاية : انه لو حدث عن معمر فانه يخطيء:
قال الالباني : ( وقال الدارقطني :
"ثقة ، لكنه يخطىء على معمر في أحاديث" . وقال ابن حبان :
"كان ممن يخطىء إذا حدث من حفظه ؛ على تشيع فيه")
قلت : ان كلمة الدارقطني هذه لا تدل على شيء من التضعيف مطلقا لاسباب :
1- انه قال ( احاديث) ولم يقل كل الاحاديث التي رواها عن معمر خاطئة .. وعليه فمن اين جاء القطع عند الالباني من ان هذا الحديث مما اخطأ ابن همام في نقله عن ابن راشد؟!
2- ثم ان كلمة الدارقطني نفسها فيها مناقشة ومناقشتها من وجهين
الاول : لو صحت كلمته لوجب طرح روايات عبد الرزاق عن معمر والتي غص بها البخاري ومسلم او على الاقل التشكيك بها .
الثاني : ان هذه العبارة لها ما يعارضها من اقوال العلماء قال المزي : (
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : كان عبد الرزاق فى حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف)
وعليه تسقط هذه الشبهة المتهالكة.
اما من قال انه ان حدث بحفظه فقد اخطا فهذا خلاف لما نقل من انه من احفظ الناس فقد قيل : ( لأحمد بن حنبل : رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق ؟ قال : لا) فلو كان يعاب على حفظه لما :قيل عنه كذا.
ويبقى الاشكال السابق ايضا وهو التشكيك بكل رواياته عن معمر في البخاري ومسلم فتنبه.
التهمة الثالثة : انه يتشيع:
قال الالباني : ( وقال ابن عدي في آخر ترجمته :
"ولم يروا بحديثه بأساً ؛ إلا أنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به ، وأما في باب الصدق ؛ فإني أرجو أنه لا بأس به ؛ إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين ؛ مناكير" . وقال الذهبي في ترجمته من "الميزان" )
قلت : ليس بالغريب عليهم فكل من روى فضيلة للامام علي اتهم بالتشيع والرفض وتعرض للمضايقة والتسقيط وايما رواية في حق العترة تكون منكرة ومدعاة لرفض حديث الراوي فحينها يقلبون الموازين في علم الحديث فيجعلون الحديث حاكما على حال الرجل وليس حال الرجل حاكما على صحة الحديث من عدمه .
واما دعوى التشيع لعبد الرزاق فمردودة وقد ردها احمد وغيره قال المزي في التهذيب : (
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبى ، قلت : عبد الرزاق كان يتشيع
و يفرط فى التشيع ؟ فقال : أما أنا فلم أسمع منه فى هذا شيئا ، و لكن كان رجلا
تعجبه أخبار الناس ، أو الأخبار )
فهذا الامام احمد ينفي التهمة عنه ويقول انه كان يروي الاخبار - يقصد اخبار اهل البيت - ولذا رمي بالتشيع
وقد رد الصنعاني نفسه هذه الشبهة واكد على انه ليس بشيعي قال المزي : (
. و قال عبد الله أيضا : سمعت سلمة بن شبيب يقول : سمعت عبد الرزاق يقول : والله
ما انشرح صدرى قط أن أفضل عليا على أبى بكر و عمر ، رحم الله أبا بكر
و رحم الله عمر و رحم الله عثمان و رحم الله عليا ، من لم يحبهم فما هو مؤمن ،
و قال : أوثق عملى حبى إياهم . و لم يروا بحديثه بأسا إلا إنهم نسبوه إلى
التشيع . و قد روى أحاديث فى الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات ، فهذا
أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ، و لما رواه فى مثالب غيرهم ، و أما فى
باب الصدق فإنى أرجو أنه لا بأس به إلا أنه قد سبق منه أحاديث فى فضائل أهل
البيت و مثالب آخرين مناكير )
قلت : وهذا خير دليل على عدم تشيعه وانه غاية ما اخذ عليه روايته لفضائل ال البيت وذكر مثالب اعدائهم ثالثا : دعوى نكارة المتن :
وبعد ان لاحظنا صحة سند الحديث وهذا ما صرح به الجميع لم يبق الا القول بنكارة المتن وفي الحقيقة انه لم يقل به احد فحتى القائلين بوضع الحديث كابن الجوزي والذهبي اقروا بان متنه صحيح لا اشكال فيه ولكن لعننوا من وضعه , ولا ادري من هو فليتهم قالوا من الذي وضع الحديث ؟ اي واحد من ثقاتهم وحفاظهم ولمصلحة من؟
قال الا لباني نقلا عن ابن عدي: ( قلت : ومع كونه ليس بصحيح ؛ فمعناه صحيح ؛ سوى آخره ، ففي النفس منها ! وما اكتفى بها حتى زاد :
"وحبيبك حبيب الله ، وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك" ).
قلت وهذه علامة مسجلة في النصب والعداء لعلي واله فبالله عليكم هل في هذا نكارة والنبي صرح في غير موضع بانه من احب عليا فقد احبه ومن ابغض عليا فقد ابغضه؟ ولكنه النصب والعداء. رابعا : كلام الالباني في حق السيد شرف الدين قدس سره
قال الالباني : ( (تنبيه) : أورد الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته" (ص 175) من رواية الحاكم ؛ وقال :
"وصححه على شرط الشيخين" !!
ولم ينقل - كعادته - رد الذهبي عليه ، وإنما نقل المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم ، وفي آخرها قول ابن الأزهر :
"فحدثني (عبدالرزاق) - والله - بهذا الحديث لفظاً ، فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه" !
والذي أريد التنبيه عليه : هو أن تصديق ابن معين لا يعني التصديق بصحة الحديث ؛ كما توهمه صنيع الشيعي ، وإنما التصديق بصحة تحديث أبي الأزهر عن عبدالرزاق به . والذي يؤكد هذا ؛ رواية الخطيب المتقدمة بلفظ :
"فتبسم يحيى بن معين ؛ وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث" .
قلت : فهذا نص فيما قلته ، وهو صريح في أن الحديث غير صحيح عند ابن معين .
فلو كان الشيعي عالماً حقاً ، ومتجرداً منصفاً ؛ لنقل رواية الخطيب هذه ؛ لما فيها من البيان الواضح لموقف ابن معين من الحديث ذاته ، ولأجاب عنه إن كان لديه جواب ! وهيهات هيهات !)
قلت: ليس من الغريب على الالباني ان يدلس او ياخذ باراء المدلسين من قبله والرد على كلامه من وجوه :
1- ان ابن معين صحح الحديث واقر به وليس كما زعم الالباني لان عبارة الحاكم واضحة : ( فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه *)
فالالباني اقتصر التصديق على النقل بين ابي الازهر وعبد الرزاق - قلت وهذا تمحل وعلى فرض صحة قول الالباني فان هذا لا يعني وضع الحديث اذ لو كان موضوعا لبين ابن معين ذلك ولانكر عليه ولقال له حتى ان صح نقلك عن شيخك فانه موضوع لكذا وكذا.
2- ان الالباني اتهم السيد شرف الدين بالتقصير وعدم التجرد والانصاف لانه لم يستشهد بكلام الخطيب ,
قلت وهذا مضحك جدا لان ما نقله الخطيب فيه زيادة منكرة وهي : ( وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث") اذ ان السند الاعلى لقصة لقاء ابن معين بابي الازهر هو مارواه الحاكم في مستدركه ولا توجد فيه هذه الزيادة وعليه فمن نقل عن الحاكم خلاف ذلك فقد ازاد فيه هذه العبارة
اضف الى ذلك انه لو كان الحاكم - وهو ابن نعيم الضبي في السند الذي عند الخطيب - قد روى هذه الزيادة لوجب عليه ان يكتبها في مستدركه وحيث انها غير مكتوبة في المستدرك والذي هو اسبق واعلى سندا من الخطيب وسنده حكمنا عليها بالزيادة المنكرة ولذا اعرض عنها السيد شرف الدين رحمه الله .
فاقول للالباني ما قاله لشرف الدين : ( لو كنت عالماً حقاً ، ومتجرداً منصفاً ؛ لنقلت ما نقله الحاكم في مستدركه وبينت زيادة الخطيب المنكرة ولاجبت عنها ان كان لديك جواب وهيها هيهات )
الخلاصة:
ومما تقدم نخلص الى :
1- الحديث صحيح السند ولا اشكال فيه وهذا ما اقربه حتى الالباني واشياخه وصحة السند كافية في الاثبات عندهم كما هو معلوم : ( قال الشافعي :
الحديث إذا رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذلك ثبوته "
"اختلاف الحديث ـ ضمن الأم ـ (10/107)
وقال : لا يُستدل على أكثر صدق الحديث وكذبه ، إلا بصدق المُخْبِر ، إلا في الخاص القليل من الحديث " .
"الرسالة" : فقرة (1099)
قلت وبعد ثبوت وثاقة كل الرواة لا مجال للطعن في الرواية الا ان يكون تجنيا وكفرا بسنة النبي
2- دعوى الوضع باطلة لعدم وجود دليل عليها ولا معرفة للواضع فعلى من يقول بالوضع ان يقدم البراهين على ذلك ومن الواضع وكيف والا فهو تمحل باطل وتضييع لسنة النبي فحجة القوم في قولهم بوضع الحديث موضوع البحث هو ان قلوبهم لا تصدق به - والعياذ بالله - ولذلك قال الشيخ المنجد في معرض الاجابة عن سؤال السائل عن من انكر الحديث الصحيح : ( إن أول ما يجب على من رد حديثا مسندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يبحث ويفسر من هو الراوي الذي أخطأ في نقله هذا الحديث ، فإذا لم يجد المُنكِرُ سببا إسناديا مقبولا لإنكاره الحديث فذلك علامة على خطأ منهجيٍّ ، وهو علامة أيضا على ضرورة مراجعة فهم الحديث والقرآن والمقاصد الشرعية .
فكيف إذا كان الحديث واردا بأصح الأسانيد على وجه الأرض ، بل كيف لو كان الحديث قد ورد بطرق كثيرة جدا – كما هو حال أكثر الأحاديث التي يردها " التنويريون " - ، وعن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم ؟!) نقلا عن الاسلام ويب رقم الفتوى :
115125
3- ان اتهام الالباني للعلامة شرف الدين قدس سره اتهام باطل وقد بينا ان ما استدل به الالباني انما هو زيادة منكرة لو صحت لوجب ان يثبتها الحاكم في مستدركه لان ابن نعيم الضبي الذي نقل عنه الخطيب هذه الزيادة هو الحاكم النيسابوري نفسه هذا ما نقل في : (
تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي - ج 1 - ص 14
فنبه الحافظ ابن حجر إلى أن الخطيب يذكر الحاكم النيسابوري باسم " محمد بن نعيم الضبي
) فلو كانت الزيادة صحيحة عن ابن معين لاثبتاها الحاكم في مستدركه وحيث انها لم تثبت في السند الاعلى فانها زائدة قطعا.
واخير اقول : فان عليا كما قال الرسول سيد في الدنيا وفي الاخرة وحبيب حبيب الله ومن اغضبه اغضب النبي والله تعالى
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين