عندما نقول بأننا نحب الآخرين ، فعلينا أن نعي هذه المحبة ، وأن نضع أيدينا على قلوبنا ونستمع لنبضات المحبة ونغم المشاعر ، ونبتسم من امامهم ومن ورائهم ،نفتقدهم ،ونحّن اليهم ، وندعو لهم ، ونتلمس الاعذار لهم ، وإن شعرنا بعدائهم يوماً أو بخداعهم لنا فهو عداء أنفسهم لأنفسهم ، ولنهون الامر على انفسنا ونرحل بحقائب مشاعرنا ودموعنا عنهم بصمت ، حتى تكون لديهم بلورة زجاجية تمثل ذكرى جميلة كانت تجمعنا بهم
عندما نشعر بأننا مكبلين ومسجونين بزاوية ما ، فلنفتح لنا نافذة من الامل ، ونتأمل خيوط شعاع الشمس ، والزهور ، وزقزقة العصافير ، فكل ما حولنا جميل إن رأينا الجمال بعين الجمال ، وكل ما حولنا قبيح إن رأيناه بعين القبح ، وإن شعرنا بأننا مسجونين بذكرياتنا فكما طوينا صفحة الكتاب سنستطيع أن نفتح صفحة جديدة لنعيش حاضرنا فيها ،فلا ندع للألم مروراً في حياتنا ، و لنحاول ان نعيش حياة هادئة ، ينبثق الإصرار فيها من أعماقنا ، وتنتشر القوة نورا يضيء ظلام الوهن والضعف في نفوسنا فلا نخضع لقسوة الظروف ومرارة الايام
:البلورة الثالثة :
كل منا يشرب كأس ماء ، ولكن أحياناً إثر رجفة يدين ،يسقط الكأس ويتجزأ شظايا مبعثرة ستجرح أيدينا إن حاولنا جمعها كذلك هي قلوبنا ، إذا ما انجرحت تلك القلوب اخذت تئن انين وجع وحزن وتأبى نسيان جراحاتها وإذا ما اقتربت منها روح لتداويها كان داؤها للداوي ، ودواء القلب من ذاته ، إن رغب في الحياة سعيداً حقق ذلك ، فنفوسنا هي ،داء ودواء قلوبنا ، ونحن من نملك اسرار قلوبنا ومفاتيحها
:البلورة الرابعة :
لا تكن أنانياً ولا تحب ذاتك حد الجنون ، فحب النفس مباح ،على ان لايكون على حساب الاخرين، فهناك كثير من الناس تنتظر أن تحد من أنانيتك المفرطة ، وأن تقلل من مصالحك الشخصية ليجدوا مساحة بسيطة لتحقيق امانيهم ، وضع دائما نصب عينيك ان تحب للاخرين ما تحبه لنفسك وان تحاول ان تجعل الإيثار و العطاء بلا حدود هدفا لحياتك
:البلورة الخامسة :
احتفظ لنفسك ببلورة زجاجية واحدة لترى فيها سلوكياتك ومستوى رضاك وانتقادك لشخصك ، فأنت تملك من السجايا الحميدة كما تملك من السجايا التي تحتاج لتغيير طفيف لتكون مقبولة من الاخرين ، وخاطب نفسك وقيمّ ذاتك وأفعالك وقل أنا انسان جيد وسأكون انسان مميز عندما احاول التغيير ومع سحر الإرادة والعزيمة ، دائماً حدد موقعك مع من حولك وذلك بفرض احترامك والثبات على مبادئك وإن تغير الزمان وانصهرت المبادي في بوتقة المصالح و في ظل متغيرات العالم ، وطوّر مستوى إنجازك في مجتمعك ، وهل تملك بصمة قوية على من حولك أم لا ؟ فإن كنت كذلك ستملك بلورة سحرية تستقطب وتجذب بها من حولك ، وستجعل عدوك يهرب منك ، والعالم أجمع سيبوح ويقول بأنه يحبك .