هذا الكون الفسيح لا يعترف بالتخمينات ، و لا بالمسلمّات ، فكلّ الأمور معرضّة للنفي في حال وجود الدليل الذي يدحض أيّ نظرية أو فرضية تمّ الثبوت على أطرافها لزمنٍ طويل . أمرٌ كهذا يجعلنا نضع العديد من الأمور في اعتباراتنا :
الأول : هو أن كل الأمور المُحيطة من حولنا قابلة للزوال ، سواءً علاقات أو صداقات و ما إلى ذلك من قِيم إنسانية ، فمن الخطأ أن نتصوّر مثلاً بأن الثقة قيمة ثابتة غير معرضّة للتلاشي ، فالعبرة تكمن بالمواقف التي ترسِّخ أو تُزيل من هذه القِيم التي نظن بأنها ثابتة بمجرّد نشأتها ، فهي معرضّة للمد و الجزر و ربما للجفاف !
الثاني : عدم وضع أفق محددّ لكل الأشياء. خذوا على سبيل المثال ، هل سمعتم يوماً بأن هنالك كائن حي بإمكانه أن يتناول مادة سامة جداً و يقوم بتحويلها إلى بروتين ؟ الأمر لا يُصدق في البداية ، لكنه قد حدث بالفعل ! فقبل عدّة أشهر أكتشف الأمريكيون في إحدى البحيرات في كاليفورنيا عن بكتيريا فريدة من نوعها في هذا الكون ، إذ تقوم بتناول مادة الزرنيخ السامة وتحويلها إلى بروتينات ، و الأغرب هو أن جينات هذه البكتيريا يتم بناؤها عن طريق هذه المادة ! و لذلك يجب علينا أن نضع في الحُسبان دائماً بأن حدوث الأمور المستحيلة وارد جداً لكي لا نُصدم بواقع لم نحسب له حساب ، و مع هذا أحذركم مِن مستغلي تقنية الإنترنت و مروّجي الأكاذيب فهم يستغلون هذه المواقف لصالحهم دائماً ..
الثالث : قد نواجه في حياتنا أكثر من حقيقة ، لكننا نحتاج إلى حقيقة واحدة في بعض المواقف ، و لكي نتمكن من اختيارها يجب علينا أن نتحمّل كافة المسؤوليات حول ذلك الاختيار دون التذمّر من فشل دربنا أو نجاح الآخر ، و الأخذ بالاعتبار أن كلمة " لو " لن تُعيدنا إلى دربٍ راحل و لن تسحب عقارب الساعة للوراء لكي نُعيد اختياراتنا التي سيتم بناءها حسب ما رأيناه مستقبلاً ، هذا ( لو ) عادت العقارب للوراء !
أخبرني يا عزيزي القارئ عن حقيقةٍ آمنت بها بعد أن مرّت بفترةٍ من عدم تصديقك لها ؟
أو حقيقة آمنت بها و أصبحت في آخر المطاف مجردّ كذبة أو خرافة ؟
اللهم صل على محمد وال محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
مقولة الحب اعمى مقولة خاطئة لانه لابد ان ياتي الوقت الذي ينزع به القناع وتظهر الحقيقة جلية واضحة مهما حاول البعض اخفاءها والتستر وراءها
طرح جميل جدا عزيزتي نرجس
وفقك الله لكل خير
لك مني ارق التحايا