كثيراً ما نسمع عن ( مزار شريف ) الواقعة في افغانستان الأسلامية وكذلك تسمى قديماً بمدينة ( جوزجان ) وموقعها مابين ( بلخ ) و ( مرو ) ..
وسمّيت بعد ذلك بــ ( مزار شريف ) نسبةً الى يحيى بن زيد بن علي (ع) وتقع في شمال افغانستان ..
وأما عن يحيى فهو ابن الشهيد زيد بن الإمام علي زين العابدين (ع) وامه بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية بن علي بن ابي طالب (ع)
عندما استشهد أبوه زيد بن علي (ع) خرج يحيى متوكلاً على الله الى مدينة ( الري ) ومن ثم الى ( نيسابور ) وبعدها الى ( سرخس ) والى ( بلخ )
واستقر في ( جوزجان )
على مدى رحلته الطويلة كان يحيى يدعو الناس الى الجهاد ضد الظلم والطغيان فانظم الى قضيته المسلمون من اهل ( جوزجان ) و ( الطالقان )..
عندما استفحل الأمر وقويت شوكة أنصار يحيى بن زيد أصدر الأمر من قبل والي خراسان ( نصر بن يسار ) لوضع حدٍ لقوة يحيى ومن معه من انصار
أوعز الوالي الى صاحب الجيش ( سالم بن أحور) بجيش جرّار لمقابلة يحيى واشتد القتال بين الطرفين واستمر ثلاثة ايام متواصلة
فأستشهد جميع أصحاب يحيى وبقي يحيى وحده يقاتل بكل إصرار ولم يبال بكثرة الجيوش
فما وجدوا من حيلة لقتل يحيى الاّ برميه بالسهام فهوى أحد السهام في جبهته فوقع يحيى شهيداً ..
وبعدها حملوا جثمانه الطاهر وصلبوه على بوابة المدينة ( جوزجان ) وبعدها أنزله أهل المدينة وغسلوه وصلوا عليه ودفنوه
وأصبح مرقده الطاهر علماً ومزاراً تأتيه وفود الزائرين من كل مكان حتى سميت المدينة ( مزار شريف ) .
يعتقد البعض أن جثمان الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام سرق ليؤتى به إلى مزار شريف في الموقع الذي بني فيه المسجد الأزرق ؛ غير أن أغلب المسلمين وكل الشيعة الإماميّة يعتقدون وجود الجثمان الطاهر في النجف الأشرف في العراق.