أدى انتشار الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية إلى بروز فئة جديدة من المبرمجين متخصصة في تطوير تطبيقاتها، وما يصاحب ذلك من مسائل غير موجودة أو ليست محور اهتمام في عالم برامج الكومبيوتر الشخصي، مثل مراعاة شحنة الطاقة الكهربائية وجعل التطبيق أكثر كفاءة بالنسبة للمعالج، واستشعار الموقع الجغرافي لتحديد الموقع بدقة عالية، بالإضافة إلى تطبيقات الواقع المعزز التي تتطلب كما كبيرا من العمليات الحسابية. وأصبح من الضروري لمطوري التطبيقات التمييز من بين مئات آلاف التطبيقات الموجودة في المتاجر، الأمر الذي يستدعي مهارة برمجية كبيرة ودراية تقنية عالية للقيام بذلك.
وطرحت شركة «كوالكوم» (Qualcomm) المتخصصة في صناعة معالجات الأجهزة المحمولة وتقنيات الاتصالات اللاسلكية حزما برمجية (Software Development Kit SDK) من شأنها تسهيل عملية البرمجة وتسريعها بشكل كبير.
* حزم برمجيات متقدمة
* وأطلقت «كوالكوم» مبادرة «فاست تراك» (Fast – traQ) لتشجيع أصحاب الأفكار والمطورين على تحويل أحلامهم إلى حقيقة، من خلال حزم برمجية متقدمة. وتدعم حزمة البرمجة الجديدة نظام التشغيل «آندرويد» والأجهزة التي تستخدم معالجات «سنابدراغون» (Snapdragon) لتوفير قدرات معززة ووظائف مهمة للمبرمج بشكل سهل وسلس، من خلال تقديم وظائف برمجية متقدمة. ويمكن تحميل هذه الحزمة مجانا من الشركة، لتضاف بسهولة إلى بيئة تطوير تطبيقات «آندرويد» (Android SDK)، الأمر الذي سيسمح للمستخدم البدء بتطوير الوظائف المتقدمة الموجودة في المعالج من دون الحاجة إلى كتابتها من الصفر، بل استخدامها مباشرة.
وسيؤدي خفض سرعة التطوير إلى خفض الوقت اللازم لإتمام التطبيق، وخفض التكاليف المصاحبة له، بالإضافة إلى تقديم قدرات إضافية كان من الصعب على المبرمجين تطويرها. وتجدر الإشارة إلى أن المطور لن يكون بحاجة إلى برمجة تطبيق خاص بمعالجات «سنابدراغون» وآخر للمعالجات الأخرى، إذ ستعمل التطبيقات المخصصة لمعالجات «سنابدراغون» التي تستخدم حزمة البرمجة الجديدة على الأجهزة التي تستخدم معالجات أخرى، ولكنها لن تستغل القدرات الإضافية غير الموجودة في تلك المعالجات. وتدعم هذه الحزمة البرمجية معالجات «سنابدراغون» من طراز 8960 أو أعلى، مع وعد الشركة بتقديم إصدارات لاحقة من الحزمة تدعم الطرز السابقة.
* رصد الوجه والصوت
* وبالنسبة للوظائف التي تدعمها هذه الحزمة، فهي التعرف على الأوجه (مثل الابتسامات وإغماض العين، وغيرهما) وبالتالي تسهيل تطوير تطبيقات التصوير الفردي أو الجماعي، والتقاط عدد كبير من الصور في فترات قصيرة جدا، وتسجيل الصوتيات بتقنية التجسيم للحصول على وضوح أفضل، وإزالة الصدى باستخدام الدارات الإلكترونية (وليس برمجيا)، والتعرف على الحركات اللمسية للمستخدم (مثل مسح الشاشة من اليمين إلى اليسار أو بالعكس، أو الضغط على الشاشة أو إزالة الإصبع عنها، أو تغيير زاوية ميلان الجهاز في الهواء)، والتعرف على الموقع الجغرافي باستخدام قدر ضئيل من الطاقة الكهربائية، وتحديد الموقع بدقة كبيرة داخل الأماكن المتقاربة (مثل الأسواق التجارية أو داخل المباني). وتسمح حزمة البرمجة بتحويل العمل من المعالج الرئيسي إلى وحدة معالجة الرسومات، الأمر الذي يعني توفير القدرة على معالجة المزيد من البيانات وخفض استهلاك الطاقة الكهربائية، وتطوير رسومات مجسمة بسهولة وكفاءة مرتفعة.
هذا، وأعلنت الشركة حزمة «أول جوين» (AllJoyn) المجانية التي تربط الأجهزة بعضها ببعض، بغض النظر عن نظام التشغيل المستخدم، إذ يمكن للمستخدم تبادل البيانات بين الهواتف الجوالة والكومبيوترات والتلفزيونات بكل سهولة من خلال تقنيات «واي فاي» أو «بلوتوث» أو «واي فاي دايركت»، مع دعم لنظم التشغيل «ويندوز 7» و«ويندوز 8» و«لينوكس» و«آندرويد» و«آي أو إس» و«ويندوز آر تي». ويمكن استخدام هذه التقنية في تطبيقات الصور والألعاب الإلكترونية الجماعية، وغيرها، وبكل أمان وسهولة.
* الواقع المعزز
* وبالنسبة للواقع المعزز، تقدم الشركة حزمة «فوفوريا» (Vuforia SDK) من موقعها الخاص بالبرمجة على أجهزة «آندرويد» و«آي أو إس»، التي توفر أدوات متقدمة خاصة بتسهيل تطوير تطبيقات الواقع المعزز، وجعلها أكثر تفاعلية، ومن دون مواجهة تحدي تحرك العناصر بشكل غير مرغوب في الصورة، كما هو الحال في التطبيقات التي تعتمد على مجسات الجهاز فقط وليس على الصورة التي يتعرف عليها التطبيق. وتستطيع الحزمة الجديدة التعرف على الصور، ليس من قاعدة بيانات الصور المخزنة محليا في الجهاز (التي تستطيع التعرف على نحو 80 صورة فقط)، بل تستطيع ربط التطبيق بقاعدة بيانات صور سحابية تدعم التعرف على أكثر من مليون صورة في أقل من 3 ثوان، وفقا لسرعة الاتصال بالإنترنت.