|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.53 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
شيعة العراق و غياب الموقف
بتاريخ : 06-10-2013 الساعة : 02:21 AM
كم يستوقفني موقف في عمق التأريخ الشيعي في العراق لإمرأة عجوز مجهولة الحال و النسب و التوجه كل ما نعرفه عنها أن إسمها (طوعة) ،، و كل ما نعرفه عنها أنها هي الإنسانة الوحيدة التي فتحت باب بيتها لسفير الإمام الحسين صلوات الله عليه مسلم بن عقيل عليه السلام ليبيت في بيتها لليلة واحدة ،، بل لربما لساعات قد لا تزيد على الخمس أو الست ،،
في حين أغلق جميع شيعة الكوفة أبواب بيوتهم في وجه مسلم ،، وهم يعلمون علم اليقين أن مسلم بن عقيل جندي لله سبحانه مؤتمر بأمر خليفة الله في أرضه و سماواته ،، لم يحدثنا التأريخ بأن طوعة كانت كثيرة الصيام و القيام ،، أو كثيرة الحج و الزكاة ،، و لا نعلم إن كانت تدفع من حقوق الخمس شيئاً ،، بقدر ما يحدثنا عن الآلاف من المصلين في مسجد الكوفة خلف إمام المتقين و سيد الموحدين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ،، و الآلاف من العباد الزهاد و قراء القرآن المدمنين على حج بيت الله الحرام ،،
لنقف قليلاً وقفة تأمل ،،
الآلاف من العباد الزهاد القوامين ليلاً و الصوامين نهاراً ،، القراء لكتاب الله سبحانه المزكين المخمسين المنفقين في سبيل الله و من بينهم علماء عظام و فقهاء كبار،، لكن ليس بينهم من رجل يستطيع أن يتخذ موقفاً مشرفاً فيفتح باب بيته لهذا البطل الهاشمي الطالبي الصنديد الأبي الضيم فيسمح له أن يبيت عنده لسويعات قليلة ،، بينما ( طوعة ) تقتحم حواجز الخوف ،، و المذلة ،، و الهوان ،، و الرعب ،، فتكفر بالطاغوت ،، و تؤمن بالله ،، فتفتح باب بيتها لمسلم ،، تلك العجوز التي قد لا نعرف أسم أبيها أو قبيلتها ،، حفرت في صفحات التأريخ موقفاً لم ينل من شرفه شيئاً الاف من العلماء و الفقهاء و الركع السجود في عصرها ،،
و اليوم لا نزال البلد الأول في عدد الزوار الماشين إلى الحسين صلوات الله عليه و أعداد المواكب الحسينية لربما هو الأكثر بين باقي بلدان الشيعة في المنطقة و عشاق الطقوس التعبدية و المظاهر الكهنوتية في تزايد مستمر بين ظهرانينا ،، و المطبرين بين صفوفنا تملأ النشوة صدورهم و هم يطبرون رؤوسهم بسيوفهم لتسيل دماؤهم فوق أقدس بقاع الله على وجه الأرض ،، و لا نزال نتفاخر بأن منا يتخرج أكابر العلماء و جهابذة الفقهاء و أن الدارس في غير ديارنا لا حظ له من المعرفة ،،
لكن لا يزال التشيع في العراق مجرد ضحية مغلوب على أمره يذبح أهله كالأضاحي بيد المستأسد السني الذي نحاول على الدوام استمالته بالمزيد من الضحايا فهو في عرف الإنهزام الشيعي العراقي منا بمنزلة الرأس من الجسد ،،
ثمانية عشر مليون زائر شيعي عراقي يسيرون إلى الحسين صلوات الله عليه في كل عام ،، و لا يزال شيعة العراق ينشدون ( لو قطعوا أرجلنا و اليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين ) و كأنما أرجلنا و اليدين وقف لنزوات أخينا السني ،، الذين من حقه في عقيدة المذلة أن يقتل مليوناً من شيعة العراق دون أن نحرك ساكناً ،،
و كأن الثمانية عشر مليون شيعي قاصرة بحكم واقع الضحية و جدلية الإنهزام الروحي و النفسي عن أن تقطع اليد التي تهم بتقطيع أيدينا و أرجلنا فتجبرنا على الزحف ،،
ترى ،، ما فائدة جثث ضحايا مقطعة تزحف إلى الحسين صلوات الله عليه ؟؟.. هل ثار الحسين ليجعل من شيعته ضحايا تقطع أيديهم و أرجلهم ليأتوا إلى قبره زاحفين ؟؟؟!!!،،
أم أنه روحي فداه قد أعلن ثورة عرش الله على عروش الظالمين ليجعل ممن يتشيع له صلوات الله عليه و يسير في سبيله قوة تقاوم و تثور و تقهر العدو و تصنع معادلات الواقع و تغير خريطة الكون بثقلها البشري و العقائدي و الفكري و العملي و الحضاري ..
أين موقف ( طوعة ) في شيعة العراق بكل طبقاتهم الكهنوتية و التعبدية و التبركية و حتى العلمانية المتمدنة ؟؟؟.. هل عجز جميع شيعة العراق اليوم بكل صنوفهم أن يستحضروا روح طوعة فيتعلمون منها كيف يكونون أصحاب موقف لعلهم يوقفون آلة الذبح و التقتيل و التهجير و السلب و النهب و الغصب التي أطلق عنانها أخوهم المستأسد السني الذي هو منهم بمنزلة الرأس من الجسد فأعلن قيامة مشروع قوى التكفير و العروبية بإجتثاث التشيع من على وجه العراق ..
يا عمائم شيعة العراق بألوانها السوداء و البيضاء و المتلونة ،، بل حتى العديمة اللون منها ،، يا أيها السائرون إلى قبر سيد الشهداء ،، لنتعلم من ( طوعة) كيف تكون المواقف التي يخلدها التأريخ و تجلها نواميس السماء ،، لعلكم توقفون شلال الدم الشيعي في اللطيفية و بغداد و بابل و باقي محافظات العراق ..
|
التعديل الأخير تم بواسطة الرجل الحر ; 06-10-2013 الساعة 02:26 AM.
|
|
|
|
|